بَكَأَتِ الناقَةُ أَو الشاة كجَعَلَ وكَرُمَ بَكْأً قال أَبو منصور : سمعنا في غريبِ الحديثِ بَكُؤَتْ تَبْكُؤُ وروى شمر عن أَبِي عُبَيد وبَكَأَتِ الناقَةُ تَبْكَأُ قال أَبو زيد : كلُّ ذلك مهموز بفتح فسكون قال سَلامة بن جَنْدَلٍ : وقالَ مَحْبِسُها أَدْنى لمَرْتَعِها ولوْ نُفَادِي بِبَكْءٍ كلَّ مَحْلوبِ
وزاد أَبو زيد فيه : البُكْءُ بالضَّمِّ وبَكاءةً محرَّكةً كذا مضبوطٌ عندنا في النُّسخ وفي العُباب بالفتح والمدّ وبُكوءاً كقُعود وكلاهما مَصدر بَكُؤ بالضمّ وزاد أَبو زيد بُكاءً على وزن غُرابٍ وفي بعض النسخ بضمٍّ فسكون فهي أَي الناقة أَو الشاة بَكيءٌ وبَكيئَةٌ بالهاء وبدونها أَي قلَّ لبَنُها وقيل : إذا انقطع وفي حديث عليٍّ " فقامَ إلى شاةٍ بَكيءٍ فحَلَبَها " وفي حديث عمر أنَّه سأَل جَيْشاً : " هل يَثْبُتُ لكم العَدُوُّ قَدْرَ حَلْبِ شاةٍ بَكيئَةٍ ؟ فقالوا : نَعَمْ " . وقال أَبو مُكْعِتٍ الأَسدِيُّ :
فَلَيَضْرِبَنَّ المرءُ مفْرِقَ مالِه ... ضَرْبَ الفَقارِ بمِعْوَلِ الجَزَّارِ
ولَيَأْزِلَنَّ وتَبْكُؤَنَّ لِقاحُهُ ... ويُعَلِّلَنَّ صَبِيُّهُ بِسَمارِ ج بِكاءٌ وبَكايا ككِرامٍ وخَطايا الأخير على ترك الهمز . وقال الليث : البَكْءُ نباتٌ كالجِرجيرِ كالبَكَا بالفتح مقصورةٌ معتلَّة عند بعضهم واحِدَتُها بهاءٍ . وفي العباب : التركيب يدُلُّ على نقصان الشيء وقِلَّتِه . وممَّا يستدرك عليه : بَكَأَتْ عَيني وعُيونٌ بِكاءٌ : قلَّ دَمْعُها . وأَيدٍ بِكاءٌ : قلَّ عطاؤُها . وأَبْكَأَ زيدٌ : صارَ ذا بُكاءٍ وقلَّةِ خَيْرٍ . وقول الشاعر :
ألا بَكَرَتْ أُمُّ الكِلابِ تَلومُني ... تَقولُ ألا قدْ أَبْكَأَ الدَّرَّ حالِبُهْ زعم أَبو رِياشٍ أنَّ معناه : وجَدَ الحالبُ الدَّرَّ بَكيئاً كما نقول : أَحْمَدَه : وجَدَه حَميداً وقال ابن سِيدَه : وقد يَجوز عندي أن تكون الهمزةُ لتعدِية الفعل أَي جَعله بَكيئاً غير أنِّي لم أسمع ذلك من أَحدٍ . وبَكُؤَ الرجلُ بَكَاءةً فهو بَكيءٌ من قوم بِكاءٍ . وفي رواية " نحن مَعاشِرَ الأَنبياءِ فينا بَكْءٌ " أَي قلّة الكلام أَي إِلاَّ فيما يُحتاج إليه وبَكِئَ الرجلُ كفرِحَ : لم يُصِبْ حاجَته ويقال : رَكِيَّةٌ بَكِيَّة إذا نَضَب ماؤُها قُلبت هَمزتُها للاتباع