البَلَلُ مُحرَّكةً والبِلَّةُ والبِلالُ بكسرهما والبُلالَةُ بالضّمّ : النُّدْوَةُ . قد بَلَّه بالماءِ يَبُلُّه بَلّا بالفتح وبِلَّةً بالكسر وبَلَّلَه : أي نَدَّاه والتشديد للمُبالَغة قال أبو صَخْرٍ الهذلي :
إذا ذُكِرَتْ يَرْتاحُ قَلْبِي لذِكْرِها ... كما انْتَفَضَ العُصْفُورُ بَلَّلَه القَطْرُ وصَدرُ البيت في الحَماسة :
" وإني لَتَعْرُوني لِذِكْراكِ نَفْضَةٌ والرواية ما ذكرتُ . فابْتَلَّ وتَبلَّلَ قال ذو الرُّمّة :
وما شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيةِ الكُلَى ... سَقَى بِهِما ساقٍ ولَمْ تَتَبَلَّلا
بأضْيَعَ مِن عَينيكَ للدَّمْعِ كُلَّما ... تَوَّهمْتَ رَبْعاً أو تَذكَّرتَ مَنْزِلا البِلالُ ككِتابٍ : الماءُ ويُثَلَّثُ يُقال : ما في سِقائه بِلالٌ وكُلُّ ما يُبَلُّ به الحَلْقُ من ماءٍ أو لَبَنٍ فهو بِلالٌ قال أوسُ بنُ حَجَر :
كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعرَ حينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً بِلالُها ويُقال : اضْرِبُوا في الأرضِ أَمْيالاً تَجِدُوا بِلالا . والبِلَّةُ بالكسرِ : الخَيرُ والرِّزْقُ يُقال : جاء فُلانٌ فلم يأتِنا بِهِلَّةٍ ولا بِلَّة قال ابنُ السِّكِّيت : فالهِلَّةُ : مِن الفَرَحِ والاستِهْلال والبِلَّةُ : مِن البَلَلِ والخَير . مِن المَجاز : البِلَّةُ : جَرَيانُ اللِّسان وفَصاحَتُه أو وقُوعُه على مَواضِع الحُروفِ واستِمرارُه علَى المَنْطِق وسَلاسَتُه تقول : ما أحسَنَ بِلَّةَ لسانِه وما يَقعُ لِسانُه إلّا علَى بِلَّتِه . وفي الأساس : ما أحسَنَ بِلَّةَ لِسانِه : إذا وَقَع على مَخارِج الحروف . قال اللَّيثُ : البِلَّةُ البَلَلُ : الدُّونُ أو البِلَّةُ : النَّداوَةُ وهذا قد تقدَّم قريباً فهو تَكرار . البِلَّةُ : العافِيَةُ مِن المَرض . قال الفَرّاءُ : البِلَّةُ : الوَلِيمَةُ . قال غيرُه : البُلَّةُ بالضّمّ : ابتِلالُ الرُّطْبِ قال إهابُ بن عُمَير :
" حَتّى إذا أَهْرَأْنَ بالأصائِلِ
" وفارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ
يقولُون : سِرنَ في بَردِ الرَّواحِ إلى الماء بعدَ ما يَبِس الكَلأُ . والأَوابِلُ : الوُحوشُ التي اجْتَزأتْ بالرُّطْب عن الماء . البُلَّةُ : بَقِيَّةُ الكَلأ عن الفَرّاء . البَلَّةُ بالفَتْحِ : طَراءَةُ الشَّبابِ عن ابنِ عَبّاد . ويُضَمُّ . البَلَّةُ : نَوْرُ العِضاهِ أو الزَّغَبُ الذي يكونُ بعدَ النَّوْرِ عن ابنِ فارِس . قِيل : البَلَّةُ : نَوْرُ العُرفُطِ والسَّمُرِ . وقال أبو زَيد : البَلَّةُ : نَوْرَةُ بَرَمَة السَّمُر . قال : وأوّلُ ما تَخْرُج : البَرَمةُ ثم أوّلُ ماتخرُج مِن بَدْءِ الحَبَلَة : كعْبُورَةٌ نحو بَدْء البُسْرَة فتِيك البَرَمَةُ ثم يَنْبُت فيها زَغَبٌ بِيضٌ وهو نَوْرَتُها فإذا أخرجت تلك سُمِّيت البَلة والفَتْلة فاذا سَقَطنَ عن طرَف العُود الذي يَنْبُتن فيه نَبَتَتْ فيه الخُلْبَةُ في طرَف عُودهنّ . وسقَطن . والخُلبة : وعاءُ الحَبّ كأنها وعاءُ الباقلاء ولا تكون الخُلبَةُ إلا للسَّلم والسَّمُر فيها الحَبُّ . أو بَلَّةُ السَّمُر : عَسَله عن ابن فارِس قال : ويُكسَر . قال الفَرّاء : البَلة : الغِنَى بعدَ االفَقْرِ كالبُلَّى كرُبَّى . البَلَّةُ : بَقيَّةُ الكلأِ ويُضَمّ وهذه قد تقدمت فهو تَكرارٌ . البَلَّةُ : القَرَظ والبَليلُ كأمِيرٍ : رِيحٌ بارِدةٌ مع نَدىً وهي الشّمال كأنها تَنْضَحُ الماءَ من بردها للواحِدة والجَميع . وفي الأساس : رِيحٌ . بليلٌ : بارِدةٌ بِمَطَرٍ . وفي العُباب : والجَنُوبُ : أَبَل الرِّياح قال أبو ذُؤَيبٍ يصف ثَوْراً :
ويَعُوذُ بالأَرْطَى إذا ما شَفَّهُ ... قَطْرٌ وراحَتْهُ بَلِيلٌ زَعْزَعُ قد بَلَّتْ تَبِلُّ مِن حَدِّ ضَرَب بُلُولاً بالضّمّ . والبِلُّ بالكسر : الشِّفاءُ من قولهم : بَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه : إذا بَرأ وبه فَسَّر أبو عبيد حديث زَمْزم : " لا أُحِلُّها لِمُغْتَسِلٍ وهي لِشارِبٍ حِلٌّ وبلٌّ " . قِيل : البِلُّ هنا : المُباحُ نقلَه ابنُ الأثِير وغيرُه من أئمّة الغَرِيب . ويُقال : حِلٌّ وبلٌّ أي حَلالٌ ومُباحٌ . أو هو إتْباعٌ وَيمْنَعُ مِن جَوازِه الواوُ وقال الأصمَعِي : كنت أرى أنّ بِلّاً إتْباعٌ حتّى زَعم المُعْتَمِرُ بن سُليمان أن بِلّاًّ في لُغة حِمْير : مُباحٌ وكَرَّر لاختلاف اللفظ توكيداً . قال أبو عبيد : وهو أَوْلَى ؛ لأنّا قَلَّما وجدنا الإتْباعَ بواو العَطْف . مِن المَجاز : بَلَّ رَحِمَه يَبُلُّها بَلّاً بالفتح وبلالاً بالكسر : أي وَصَلَها ومنه الحديثُ : " بُلُّوا أرحامَكُم ولو بالسَّلامِ " أي نَدُّوها بالصِّلَة . ولمّا رأَوا بعضَ الأشياء يَتَّصلُ ويختلِطُ بالنَّداوة ويحصُلُ بينَهما التَّجافِي والتَّفرُّقُ باليُبس استعارُوا البَلَّ لِمعنى الوَصْلِ واليُبس لمَعْنى القَطِيعة فقالوا في المَثَل : لا تُوبسِ الثَّرَى بيني وبينَك ومنه حديثُ عمرَ بن عبد العزيز : " إذا استشنَّ ما بينك وبينَ اللَّهِ فابْلُلْه بالإحسانِ إلى عِباده " وقال جَرِيرٌ :
فلا تُوبسُوا بَيني وبَينَكُمُ الثَّرَى ... فإنّ الذي بَيني وبَينَكُمُ مُثْرِي وفي الحديث : " غَيرَ أنّ لَكُم رَحِماً سَأَبُلُّها ببِلالِها " أي سَأصِلُها بصِلَتِها قال أوسُ بنُ حَجَر :
كأنِّي حَلَوْتُ الشِّعْرَ حِينَ مَدَحْتُهُ ... مُلَمْلمةً غَبراءَ يَبساً بِلالُها بَلَالِ كقَطامِ : اسمٌ لِصِلةِ الرَّحِمِ وهو مصروفٌ عن بالَّةٍ وسيأتي شاهِدُ قريباً . وَبلَّ الرجُلُ بُلُولاً بالضّم وأَبَلَّ : نَجا مِن الشِّدَّة والضِّيق . بَلَّ مِن مَرضِه : يَبِلُّ بالكسر بَلّاً بالفتح وبَلَلاً مُحرَّكةً وبُلولاً بالضّمّ : أي صَحَّ وأنشد ابن دُرَيْدٍ :
إذا بَلَّ مِن داءٍ به ظَنَّ أنَّهُ ... نَجا وبه الداءُ الذي هُو قاتِلُهْواسْتَبَلَّ الرجُلُ مِن مَرضِه مِثْل بَلَّ . وابْتَلَّ الرجُلُ وتَبَلَّلَ : حَسُنَتْ حالُه بعدَ الهُزال نَقله الزَّمَخْشَرِي . وانْصَرَفَ القومُ ببَلَلَتِهم مُحرَّكةً وبضمَّتين وبُلُولَتِهم بالضّم : أي وفيهم بَقِيَّةٌ أو انصرفوا بحالٍ حَسنةٍ . مِن المَجاز : طَواهُ علَى بُلَّتِه بالضّم ويُفْتَح بُلُلَتِه بضمَّتين وتُفْتَح اللامُ الأُولى وبُلُولَتِه وهذه لُغة تَمِيم بُلُولِه بُلالَتِه بضمِّهن وبَلَلَتِه وبَلَلاتِه وبَلالَتِه مَفتوحاتٍ وبُلَلاتِه بضمّ أوَّلها فهي لُغاتٌ عشرة : أي احتَملْتُه كذا في النُّسَخ والصواب : أي احتَمَله على ما فيه مِن العَيْبِ والإساءة أو دارَيتُه كذا في النُّسَخ والصواب : أو داراه وفيه بَقِيَّةٌ مِن الوُدِّ أو تَغافَلَ عمّا فِيه قال الشاعر :
طَوَيْنا بني بِشْرٍ علَى بَلَلاتِهِمْ ... وذلكَ خَيرٌ مِن لِقاءِ بني بِشْرِ يَعْنى باللِّقاء الحَربَ . وجَمْعُ البُلَّة : بِلالٌ كبُرْمَةٍ وبِرامٍ قال الراجِز :
" وصاحِبٍ مُرامِقٍ داجيتُهُ
" علَى بِلالِ نَفْسِهِ طَوَيْتُهُ وقال حَضْرَمِي بن عامر الأسَدِيّ :
ولقد طَوَيتُكُمُ علَى بُلَلاتِكُمْ ... وعلمتُ ما فِيكُم مِن الأذرابِ يُرْوَى بالضّمّ وبالتَّحْرِيك . يُقال : طَوَيتُ السِّقاءَ علَى بُلُلَتِه بضمّ الباء واللام وتُفْتَحُ اللّامُ أي الأُولى : إذا طَويْتَه وهُو نَدٍ مُبتَلٌّ قبلَ أن يتكسَّرَ . وبَلِلْتُ به كفَرِح : ظَفِرْت به وصار في يَدِي حكاه الأزهريُّ عن الأصمَعِيّ وحدَه . ومنه المَثَلُ : بَلِلْتُ منه بأَفْوَقَ ناصِلٍ يُضْرَبُ للرجُلِ الكامِل الكافِي : أي ظَفِرتُ برجُلٍ غيرِ مضَيَّعٍ ولا ناقِصٍ قاله شَمِرٌ . أيضاً : صَلِيتُ به وشُفِيتُ هكهذا في النُّسَخ والصواب : شَقِيتُ . بَلِلْتُ فُلاناً : لَزِمتُه ودُمتُ علَى صُحْبَتِه عن أبي عمرو . بَلِلْتُ بِه أَبَلُّ بَلَلاً مُحرَّكةً وبَلالَةً كسَحابَةٍ وبُلُولاً بالضمّ : مُنِيتُ به وعُلِّقْتُه يُقال : لَئِنْ بُلَّتْ يَدِي بِكَ لا تُفارِقني أو تُؤدِّيَ حَقِّي قال عمرو بن أحْمَر الباهِلِيُّ :
فإمّا زَلَّ سَرجٌ عَن مَعَدٍّ ... وأجْدَرُ بالحوادِثِ أن تَكُونا
فَبِلِّى إن بَلِلْتِ بأَرْيَحِيٍّ ... مِن الفِتْيانِ لا يُضْحِي بَطِينا وقال ذو الرّمَّة يصف الثَّورَ والكِلاب :
بَلَّتْ به غَيرَ طَيَّاشٍ ولا رَعِشٍ ... إذْ جُلْنَ في مَعْرَكٍ يُخْشَى به العَطَبُ وقال طَرَفةُ بن العَبد :
إذا ابْتَدَر القَومُ السِّلاحَ وجَدتَنِي ... مَنِيعاً إذا بَلَّتْ بقائِمهِ يَدِي كَبَلَلْتُ بالفَتح أَبَل بُلُولاً عن أبي عمرو . وما بَلِلْتُ به بالكسَر أَبَلُّه بَلّاً : ما أَصبتُه ولا عَلِمتُه . والبَلُّ : اللَّهجُ بالشيءِ وقد بل به بَلاً قال :
وِإني لَبَلٌّ بالقَرِينةِ ما ارْعَوَتْ ... وإني إذا صَرَّمْتُها لَصَرُومُ قال ابنُ الأعرابي : البَلّ : مَن يَمْنَعُ بالحَلِفِ ما عِندَه مِن حُقُوقِ الناسِ وهو المَطُول قال المَرّارُ الأَسديّ :
ذَكَرنا الدُّيُونَ فجادَلْنَنَا ... جِدالَكَ مالاً وبَلّا حَلُوفا المالُ : الرجُلُ الغَنيُّ يقال : رَجُلٌ مالٌ والواو مُقْحَمةٌ . وعلي بنُ الحسن بنِ البَلِّ البَغدادِيّ مُحَدِّثٌ سَمِع أبا القاسم الرَّبَعِيّ . وابنُ أخيه هبةُ الله بنُ الحسين بنِ البَلِّ سَمِع قاضِيَ المارَسْتان . وفاتَه أبو المُظَفَّر محمد بن علي بن البَلّ الدًّورِيّ سَمِع من ابن الطَّلاية وغيرِه وبنتُه عائشةُ حدَّثتْ بالإجازة عن الشيخ عبد القادِر . وابنُ أخيه عليُّ بنُ الحسين بنِ علي بن البَلّ سَمِع من سعيد بن البَنّاء وغيرِه . مِن المَجاز : يُقال : لا تَبُلُّكَ عِندَنا بالَّةٌ أو بَلالِ كقَطامِ : أي لا يُصِيبُك خَيرٌ ونَدًى قالت ليلى الأَخْيَلِيَّةُ :
فَلا وأبيكَ يا ابنَ أبي عَقِيلٍ ... تَبُلُّكَ بعدَها فِينَا بَلالِ
فإنّكَ لو كَرَرْتَ خَلاكَ ذَمٌّ ... وفارقَكَ ابنُ عَمِّكَ غير قالِيابنُ أبي عَقِيل كان مع تَوْبةَ حينَ قُتِل ففَرَّ عنه وهو ابنُ عَمِّه . وأَبَلَّ السَّمُرُ : أَثْمَر . أَبلَّ المَرِيضُ : بَرَأ مِن مَرضِه كبَلَّ واسْتَبلَّ قال يصِفُ عَجُوزاً :
صَمَحْمَحَةٌ لا تَشْتَكي الدَّهْرَ رَأْسَها ... ولو نَكَزَتْها حَيَّةٌ لأَبَلَّتِ أَبَلَّتْ مَطِيَّتُه علَى وَجْهها : إذا همَتْ بالتَّخفيفِ ضالَّةً كبَلَّتْ كما سيأتي . أَبَلَّ العُودُ : جَرَى فيه الماءُ وفي العُباب : جَرَى فيه نَبْتُ الغَيثِ . أبَلَّ الرجُلُ : ذَهَب في الأرض عن أبي عُبيد كبَلَّ يُقال : بَلَّتْ ناقتُه : إذا ذَهَبتْ . أَبَلَّ الرجُلُ : أَعْيا فَساداً أو خُبْثاً وأنشد أبو عبيد :
أَبَلَّ فما يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وإن كانت كثيراً مَخارِجُهْ أَبلَّ عليه : غَلَبه وبَين عَلَيه وغَلَبه جِناسٌ . وقال الأصمَعِي : أبَلَّ الرجُلُ : إذا امتَنَع وغَلَب قال ساعِدَةُ :
أَلا يا فَتًى ما عَبْدُ شَمْسٍ بمِثْلِهِ ... يُبَل علَى العادِي وتُؤْبَى المَخاسِفُ والأَبَلُّ مِن الرجال : الأَلَدُّ الجَدِلُ كالبَلِّ . أيضاً : مَن لا يَسْتَحْيي . قِيل : هو المُمْتَنِعُ الغالِبُ . قِيل : هو الشَّدِيدُ اللُّؤمِ الذي لا يُدْرَكُ ما عِندَه مِن اللّؤم عن الكِسائي . قِيل : هو اللَّئيمُ المَطُولُ عن ابن الأعرابي الحَلَّافُ الظَّلُومُ المانِعُ مِن حُقوقِ الناسِ كالبَلِّ وقد تَقَدّم . قِيل : هو الفاجِرُ عن أبي عُبيدة وأنشد لابن عَلَس :
أَلا تَتَّقُون اللَّهَ يا آلَ عامِرٍ ... وهَل يَتَّقِى اللَّهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُوهي بَلَّاءُ ج : بُلٌّ بالضم وقد بَلَّ بَلَلاً مُحرَّكةً في كلّ ذلك عن ثَعْلَب . وخَصْمٌ مِبَلٌّ بكسرِ الميم : أي ثَبْتٌ وقال أبو عُبيد : هو الذي يُتابِعُكَ على ما تُرِيدُ . وككِتابٍ : بِلالُ بنُ رَباحٍ أبو عبدِ الرحمن وقِيل : أبو عبد الله وقِيل : أبو عمرو وهو ابنُ حَمامَةَ المؤذِّنُ وحَمامَةُ أمُّهُ مولاةُ بني جُمَح كان مِمَّن سَبق إلى الإسلام رَوى عنه قَيسُ بن أبي حازِم وابنُ أبي لَيلَى والنَّهْدِي مات على الصَّحِيح بدِمَشْقَ سنةَ عشرين . بِلالُ بنُ مالِكٍ بعثه رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم في سَرِيَّةٍ سنةَ خمس ذكره ابنُ عبد البَرِّ . بِلالُ بن الحارِث بن عُصْم أبو عبد الرحمن : المُزَنِيّان قَدِم سنةَ خمسٍ في وَفْد مُزَيْنَة وكان يَنْزِلُ الأَشْعَرَ والأَجْرَد وراءَ المدينة وأقطعه رسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلّم العَقِيقَ روى عنه ابنه الحارث وعَلْقمةُ بن وقَّاص مات سنةَ سِتٍّ . بِلالٌ آخَرُ غيرُ مَنْسُوبٍ يقال : هو الأنْصارِيّ ويُقال : هو بِلالُ بنُ سَعْد : صَحابيون رضي اللَّهُ تعالَى عنهم . وبلالُ آباد : ع بفارِسَ وآبادُ بالمَدّ والمعنى : عِمارَةُ بِلال . والبُلْبُلُ بالضّمِّ : طائِرٌ م معروفٌ وهو العَنْدَلِيبُ كما في التهذيب وفي المُحْكَم : طَائِرٌ حَسَنُ الصّوتِ يألَفُ الحَرَمَ ويَدْعوه أهلُ الحِجاز : النُّغَرَ . البُلْبُلُ : الرجُلُ الخَفِيفُ في السَّفَر المِعْوانُ . وقال أبو الهَيثَم : قال لي أبو لَيلَى الأعرابي : أنت قُلْقُلٌ بُلْبُلٌ : أي ظَرِيفٌ خَفِيفٌ كالبُلْبُلِيِّ بالياء وهو النَّدُسُ الخَفِيفُ . البُلْبُلُ : سَمَكٌ قَدْرَ الكَفِّ عن ابنِ عَبّاد . وإبراهيمُ بن بُلْبُلٍ عن مُعاذِ بن هِشام . وحَفِيدُه بُلْبُلُ بن إسحاق : مُحدِّثان رَوى عن جَدّه . وإسماعيلُ بن بُلْبُلٍ وزيرُ المُعتمِد مِن الكُرماء . وفاتَه بُلْبُلُ بن حَرب السَّزخَسِيّ ويُقال : البَصْرِيّ كانَ رفيقَ علي بنِ المَدينيّ في الأخذ عن سُفيانَ بن عُيَينة وكُنيته أبو بكر . قال الحافظ : وزَعم مَسلمةُ بن قاسم أن اسمَه أحمدُ بن عبد الله بن معاوية واسْتَغْربه ابنُ الفَرَضِيّ . وبُلْبُل الواسِطِيُّ لَقَبُ عبدِ الله بن عبد الرحمن بن معاوية الحَدّاد شيخ لِبَحْشَل الواسِطِي . وبُلْبُلُ بن هارون بَصْرِيٌّ . ومحمد بن بُلْبُلٍ قاضي الرَّقَّة شيخٌ لأبي بكر المُقْرِئ . وأحمدُ بن القاسم أبو بكر الأنْماطِيّ لقبه بُلْبُلٌ أيضاً . وأحمدُ بن محمد بن أيوب الواسِطِيُ لَقبه بُلْبُلٌ أيضاً رَوى عن شاذّ بن يحيى . وسَعيدُ بن محمد بن بُلْبُلٍ شيخُ أحمدَ بن علي الطَّحّان حَدَّث عنه في المُؤتلِف والمُختلِف . وأحمد بن محمد بن بُلْبُلٍ بن صبيح البَشِيرِيّ روى عنه أبو الشَّيخ وابنُ عَدِيّ . وسَهْلُ بن إسماعيل بن بُلْبُلٍ أبو غانِم الواسِطِيُّ رَوى عنه أبو علي بن جنكان قال خميس : كان صَدُوقاً كذا في التبصير للحافِظ . البُلْبُلُ مِن الكُوز : قَناتُه التي تَصُبُّ الماءَ قال ابنُ الأعرابِيّ : البُلْبُلَةُ : كُوزٌ فيه بُلْبُلٌ إلى جَنْبِ رأسِه يَنْصَبُّ منه الماء . قال : البُلْبُلَةُ الهَوْدَجُ للحَرائرِ عن ابنِ الأعرابيّ . والبَلْبَلَةُ بالفتح : اختِلاطُ الأَسِنَّةِ هكذا في النسَخ والصّوابُ : الأَلْسِنَة كما هو نَصُّ التهذيب . قال الفَرّاء : البَلْبَلَةُ : تَفْرِيقُ الآراءِ . قال ابنُ الأعرابي : البَلْبَلَةُ : تَفْريقُ المَتاعِ وتَبدِيدُه . قال ابنُ عبّاد : البَلْبَلَةُ : خَرَزَةٌ سوداءُ في الصَّدَف . قال غيرُه : البَلْبَلَةُ : شِدَّةُ الهَمِّ والوَساوِسِ في الصَّدْر كالبَلْبالِ بالفتح تقول : مَتَى أخْطَرتُكَ بالبال وَقَعْتُ في البَلْبال . كذلك البَلابِلُ وهو جَمْعُ بَلْبالٍ والظاهِرُ مِن سِياقه أنه كعُلابِط فإنه لو كان بالفتح لَقال : جَمْعُ بَلابِلَ فتأمَّلْ . والبِلْبالُ بالكسرِ : المَصْدرُ وبَلْبَلَهُم بَلْبَلَةً وبلْبالاً بالكسر : إذا هَيَّجَهُم وحَرَّكَهُم والاسمُ : البَلْبالُ بالفتح والبَلْبَلَةُ بزِيادة الهاء وهذه عن ابنِ جِنِّي وأنشد :
" فبات منه القَلْبُ في بَلْبالَهْ
" يَنْزُو كنَزْوِ الظَّبيِ في الحِبالَهْوالبَلْبالُ : البُرحَاءُ في الصَّدْر وهو الهَمُّ والوَساوِسُ . بُلْبُول كسُرسُور : ع هو جَبَلٌ بالوَشْم باليَمامَةِ قال الراجِز :
" قد طال ما عارَضَها بُلْبُول
" وهي تَزُولُ وهْوَ لا يَزُول يقال : بَلَّكَ اللَّهُ تعالَى ابْناً بَلَّكَ بِه : أي رَزَقَكَهُ وأعطاكَهُ . وهو بِذِي بِلِّيٍّ وبذِي بِلِّيّانٍ مكسورين مُشَدَّدَيِ الياء واللام بِذِي بَلَّى كحَتَّى ويُكْسَر : أي بَعيدٌ حتّى لا يُعْرفَ موضعُه ويقال : بِذِي بَلِيٍّ كوَلِيٍّ ويُكْسَر يقال أيضاً : بِذِي بَلَيانٍ مُحرَّكةً مخفَّفةً وبِلِيَّانٍ بكسرتين مُشدَّدة الياء وبذِي بِلٍّ بالكسر بِذِي بِلَّيانٍ بكسر الباء وفتح اللام المشدَدة بِذي بَلَّيانٍ بفتح الباء واللام المشدَّدة بِذِي بَلْيانٍ بالفتح وسُكونِ اللام وتَخفيفِ الياء فهي اثْنتا عشْرةَ لُغَةً . فيه لغةٌ أخرى ذكرها أبو عُبيد : يقال : ذَهَب فلانٌ بِذي هِلِّيانَ وذِي بِلِّيانَ وهو فِعْلِيان مثل صِلِّيان وقد يُصْرَفُ أي حيثُ لا يُدْرَى أين هو وأنشد الكِسائيّ :
يَنامُ ويَذْهَبُ الأقْوامُ حَتَّى ... يُقالَ أَتَوْا علَى ذِي بِلِّيانِ يقول : إنه أطال النَّومَ ومضى أصحابُه في سَفَرهم حتّى صاروا إلى مَوضعٍ لا يَعرِفُ مَكانَهم مِن طُولِ نوْمِه . قال ابنُ سِيدَهْ : وصَرفه على مَذهبِه . أو هو عَلَمٌ للبُعْدِ غيرُ مَصْروفٍ عن ابنِ جِنىِّ . أو هو ع وراءَ اليَمنِ أو من أعمالِ هَجَرَ أو هو أَقْصَى الأرضِ وقول خالِدِ بن الوَلِيد رضي اللّه تعالى عنه حين خَطب الناسَ فقال : إنّ عُمرَ رضي اللّه عنه اسْتَعْملَني على الشام وهو له مُهِمٌّ فلما أَلْقَى الشامُ بَوانِيَه وصار بَثْنيَّةً وعَسَلاً عَزلنِي واستعملَ غيرِي فقال رجلٌ : هذا واللهِ هو الفِتْنَةُ فقال خالدٌ : أَما وابنُ الخَطّاب حَيٌّ فَلا ولكن ذاك إذا كان الناسُ بِذِي بِلِّيٍّ وذِي بِلَّي . قال أبو عُبيد : يُريدُ تَفرُّقَهم وكونَهم طوائِفَ بلا إمامٍ يجمعُهم وبُعْدَ بعضِهم عن بَعْضٍ وكذلك كلُّ مَن بَعُدَ عنك حتى لا تعرِفَ مَوضعَه فهو بِذي بِلَّي وهو مِن بَلِّ في الأرض إذا ذَهَب أراد : ضياعَ أمورِ الناسِ بَعْدَه . يقال : ما أحسَنَ بَلَلَهُ مُحرَّكةً : أي : تَجَمُّلَه . والبَلَّانُ كشَدَّادٍ : الحَمّامُ ج : بَلَّاناتٌ والألفُ والنُّون زائدتان وإنما يُقال : دَخلْنا البَلَّاناتِ عن أبي الأزهر لأنه يَبُلّ بمائِه أو بعَرَقِه مَن دَخَله ولا فِعْلَ له . وفي حديث ابن عمرَ رضي الله عنهما : " سَتَفْتَحُونَ أَرْضَ العَجَمِ وسَتجِدُونَ فيها بُيوتاً يُقال لها : البَلَّاناتُ فَمَن دَخلها ولم يَستَتِرْ فليس مِنّا " . قلت : وأَطْلَقوا الآنَ البَلّانَ علَى مَن يَخْدُم في الحَمّام وهي عامِيَّةٌ وعليه قولُهم في رجُلٍ اسمُه مُوسَى وكان يَخْدُمِ في الحَمّام فيما أنشدَنِيه الأديب اللُّغويُّ عبد الله بن عبد الله بن سلامة :
هَيالِيَ البَلَّانُ مُوسَى ... خَلْوَةً تُحْيِي النُّفُوسا
قيلَ ما تَعْمَلُ فِيها ... قُلتُ أسْتَعْمِلُ مُوسَى والمُتَبلِّلُ : الأسَدُ وسيأتي وَجْهُ تسميتِه قريباً . والبَلْبالُ بالفتح : الذِّئْبُ نقلَه الصاغانيّ . قال ابنُ الأعرابيّ : الحَمَامُ المُبَلِّلُ كمُحَدِّثٍ : الدائِمُ الهَدِيرِ وأنشد :
يُنَفِّزنَ بالحَيحاءِ شاءَ صُعائِدٍ ... ومِن جانِبِ الوادِي الحَمَامَ المُبَلِّلا قال : المُبَلِّلُ : الطاوُوسُ الصَّرَّاخُ كشَدّادٍ أي كثيرُ الصَّوت . البُلَلُ كَصُرَدٍ : البَذْرُ عن ابنِ شُمَيل لأنه يُبَلُّ به الأرضُ . منه قولُهم : بَلُّوا الأرضَ : إذا بَذَرُوها بالبُلَلِ . البَلِيلُ كأَمِيرٍ : الصَّوْتُ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
دَنَوْنَ فكُلُّهُنَّ كذاتِ بَوٍّ ... إذا خَافَتْ سَمِعْتَ لها بَلِيلاقولُهم : قَلِيلٌ بَلِيلٌ : إتْباعٌ له . قال ابنُ عَبّاد : يُقال : هُو بِلُّ أَبْلالٍ بالكسر : أي داهِيَةٌ كما يُقال : صِلُّ أَصْلالٍ . وتَبَلْبَلَت الأَلْسُنُ : أي اخْتَلَطَتْ : قِيل : وبه سُمِّيَ بابلُ العِراق وقد ذُكِر في موضعه . تَبَلْبَلَت الإبِلُ الكَلأَ : أي تَتَبَّعَتْه فلم تَدَعْ منه شيئاً . البُلابِلُ كعُلابِطٍ : الرَّجُلُ الخَفِيفُ فيما أَخَذ كالبُلْبُلِ كقُنْفُذٍ وقد تقدّم . ج : بَلابِلُ بالفتح قال كُثَيّر بن مُزَرِّد :
سَتُدْرِكُ ما تَحْمِى الحِمارَةُ وابنُها ... قَلائِصُ رَسْلاتٌ وشُعْثٌ بَلابِلُ والحِمارَةُ : اسمُ حَرَّةٍ وابنُها : الجَبَلُ الذي يُجاوِرُها . والمُبِلُّ بضَمّ الميم : مَن يُعْيِيكَ أن . يُتابِعَك على ما تُرِيد نقله أبو عبيد وقد أَبَلّ إبْلالاً وأنشد :
أَبلَّ فما يَزْدادُ إلّا حَماقَةً ... ونَوْكاً وإن كانَتْ كثيراً مَخارِجُهْ بُلَيلٌ كزُبَيرٍ : شَرِيعَةُ صِفِّينَ نَقله الصاغانيّ . بُلَيلٌ : اسمُ جَماعةٍ منهم بُلَيْل بنُ بِلال بن أُحَيحَةَ أبو ليلى شَهِد أُحُداً ذكره ابنُ الدبَّاغ وَحْدَه في الصَّحابة . وما في البِئرِ بالُولٌ : أي شيء مِن الماء . البُلَلَةُ كهُمَزَةٍ : الزِّيُّ والهَيْئةُ يقال : إنه لَحَسَنُ البُلَلَةِ عن ابنِ عَبّاد . قال : وكيف بُلَلَتُكَ وبُلُولَتُكَ مضمومتين : أي كيف حالُكَ . وتَبَلَّل الأَسَدُ فهو مُتَبَلِّلٌ : أثارَ بمَخالِبهِ الأرضَ وهو يَزْأَرُ عندَ القِتال قال أُمَيَّةُ بنِ أبي عائذٍ الهذلي :
تَكَنَّفَني السِّيدانِ سِيدٌ مُواثِبٌ ... وسِيدٌ يُوالِي زَأْرَه بالتَّبَلُّلِوجاء في أُبُلَّتِه بالضمّ : أي قَبِيلَتِه وعَشيرَتِه . وفي ضَبطِه قُصُورٌ بالِغٌ فإنَّ قولَه بالضّمّ يدُلّ على أنَّ ما بعده ساكِنٌ واللّامُ مُخَفَّفة وليس كذلك بل هو بضمَّتين وتشديد اللام مع فتحها ومَحَلّ ذَكره في أ - ب - ل ؛ فإن الألف أصليّة وقد أشرنا له هناك فراجِعْه . وبَلْ : حَرْفُ إضْرابٍ عن الأوّلِ للثاني إن تَلاها جُملة كان معنى الإضْرابِ : إمَّا الإبْطالَ ك " سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ " وإمّا الانتِقالَ مِن غَرَضٍ إلى غَرَضٍ آخَرَ كقوله تعالى : " فَصَلَّى . بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدنْيَا " وإن تلاها مُفْرَدٌ فهي عاطِفةٌ يُعْطَفُ بها الحرفُ الثاني على الأوّل . ثم إن تَقدَّمها أمرٌ أَوْ إيجابٌ كاضرِبْ زيداً بَلْ عمراً وقام زيدٌ بَلْ عمرٌو فهي تَجْعَلُ ما قبلَها كالمَسْكُوتِ عنه . وإن تقدَّمها نَفْع أو نَهْيٌ فهي لتَقْرِيرِ ما قبلَها على حالِه وجَعْلِ ضِدِّه لِما بعدَها وأُجِيز أن تكونَ ناقِلَةً معنى النَّفْيِ والنَّهْيِ إلى ما بعدَها فيَصِحُّ أن يُقال : ما زيدٌ قائماً بَلْ قاعِداً ما زيدٌ قائمٌ بل قاعِدٌ ويختلف المَعْنَى . وفي التهذيب : قال المُبَرّدُ : بَلْ حكمها الاستدراكُ أينما وقعت في جَحْدٍ أو إيجاب بلى يكون إيجاباً للمَنْفِيّ لا غيرُ . وقال الفَرّاء : بَلْ : يأتي بمَعْنَيَيْن : يكون إضراباً عن الأول وإيجاباً للثاني كقولك : عندي له دِينارٌ لا بل دِيناران والمعنى الآخر : أنها تُوجب ما قبلَها وتوجب ما بعدَها وهذا يُسَمَّى الاستدراكَ ؛ لأنه أراده فنَسِيَه ثمّ استَدْرَكه . ومَنع الكُوفيُّون أن يُعطَفَ بِها بعدَ غيرِ النَّهْى وشِبهِه لا يُقال : ضربتُ زيداً بل أباك . وقال الراغِبُ : بَلْ : للتَّدارُك وهو ضربان ضَربٌ يُناقِضُ ما بعدَه ما قبلَه لكن رُبّما يُقْصَد لتصحيحِ الحُكْم الذي بعده إبطالُ ما قبلَه ورُبّما قُصِد تصحيحُ الذي قبلَه وإبطالُ الثاني ومنه قوله تعالى : " إِذَا تُتْلَى عَلَيهِ آياتُنا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلينَ كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبهِم مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ " أي ليس الأمرُ كما قالوا بل جَهِلُوا فنَبَّه بقوله : " رَانَ عَلَى قُلُوبهِم " على جَهلِهم . وعلى هذا قولُه في قصّة إبراهيم : " قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ . قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُم هذا فَاسْأَلُوهُم إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ " . وممّا قُصِد به تصحيحُ الأوّلِ وإبطالُ الثاني قولُه : " وأَمَّا إذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عليهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ . كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ " أي ليس إعطاؤُهم مِن الإكرام ولا مَنْعُهم من الإهانة لكن جَهِلُوا ذلك لوَضْعِهِم المالَ في غيرِ موضعِه . وعلى ذلك قولُه تعالى : " ص . وَالْقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ . بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " فإنه دَلّ بقوله " ص . والْقُرآنِ ذِي الذِّكْرِ " أن القرآنَ مَقَرٌّ للتذكُّرِ وأنْ ليس من امتناع الكُفَّارِ من الإصغاءِ إليه أنْ ليس موضِعاً للذِّكْر بل لتَعَزُّزهم ومُشاقَّتِهم . والضَّربُ الثاني من بَلْ : هو أن يكونَ سبباً للحُكْم الأوّلِ وزائداً عليه بما بعدَ بَلْ نحو قولِه : " بَلْ قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ بَلِ افْتَراهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ " فإنه نبَّه أنهم يقولون أضْغاثُ أحلام بَلِ افتراه يَزِيدُون على ذلك بأن الذي أَتَى به مُفْتَرًى افتراه بأن يَزِيدُوا فَيَدَّعوا أنه كذَّابٌ والشاعِرُ في القرآنِ : عِبارةٌ عن الكاذِب بالطَّبع . وعلى هذا قوله : " لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلَا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلَا هُم يُنْصَرُونَ بَلْ تَأْتِيهِم بَغْتَةً " أي لو يَعلَمُون ما هو زائدٌ على الأوّل وأعظمُ منه وهو أن تأتِيَهم بَغْتَةً . وجميعُ ما في القرآن مِن لفظ بَلْ لا يخرُجُ مِن أحد هذين الوجهين وإن دَقَّ الكلامُ في بعضِه . انتهى . قلت : ونقل الأخْفَشُ عن بعضِهم أن بل في قوله : " بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا في عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ " بمعنى إنّ فلذلك صار القَسَمُ عليها فتأَمَّلْ . ويُزادُ قبلَها لا لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب كقوله :" وَجْهُك البَدْرُ لا بَلِ الشَّمْسُ لَوْ لَمْ وفي بعض النّسَخ : لَوْناً . ولتوكيد تَقْريرِ ما قبلَها بعدَ النَّفْيِ كقوله :
" وما هَجَرْتُكِ لا بَلْ زادَني شَغَفاً وقال سِيبَويه : ورُبَّما وَضَعُوا بل موضعَ رُبَّ كقول الراجِز :
" بَلْ مَهْمَهٍ قَطَعتُ بَعْدَ مَهْمَهِ يعنى رُبَّ مَهْمَهٍ كما يُوضَعُ الحرفُ موضعَ غيرِه اتِّساعاً . وقال الأخْفَشُ : ورُبَّما استعملت العربُ بَلْ في قَطْع كلامٍ واستئنافِ آخَر فيُنْشِد الرجلُ منهم الشِّعرَ فيقول في قول العَجّاج :
" بَلْ : ما هاجَ أحْزاناً وشَجْواً قَدْ شَجَا
" مِن طَلَلٍ كالأَتْحَمِيَّ أَنْهَجَا ويُنْشِد :
" بَلْ : وبَلْدَةٍ ما الإنْسُ في آهالِها قوله : بَلْ ليس من المَشْطُور ولا يُعَدّ في وَزْنِه ولكن جُعِلَتْ علامةً لانقطاع ما قبلَه . قال : وبَل نُقْصانُه مجهولٌ وكذلك هَلْ قَدْ إن شئتَ جعلتَ نُقصانَه واواً فقلت : بَلْوٌ وهَلْوٌ وقَدْوٌ وإن شئت جعلتَه ياءً ومنهم من يجعل نُقْصانَ هذه الحُروفِ مِثْلَ آخِرِ حُروفِها فيُدْغِم فيقول : بَلّ وهلّ وقدّ بالتشديد
ومما يستدرك عليه : بَنُو بَلَّالٍ كشَدَّادٍ : قَومٌ مِن ثمالَةَ كما في العُباب وقالَ الأميرُ : رَهْطٌ مِن أَزْدِ السَّراة غَدَرُوا بعُرْوةَ أخِي أبي خِراشٍ فقَتلُوه وأَخَذُوا مالَه وفي ذلِك يَقُولُ أبو خِراش :
لعن الإلهُ ولا أُحاشِي مَعْشَراً ... غَدَرُوا بِعُرْوَةَ مِن بني بَلَّالِ وقال الرُّشاطِيُّ : وفي مَذْحِج : بَلَّالُ بن أنس بن سَعْد العَشِيرَة ومن ولده عبدُ اللَّهِ بن ذِئاب بن الحارث شَهِد صِفِّينَ مع علي رضي اللَّهُ تعالَى عنه . وكغُرابٍ : أحمدُ بن محمد بنِ بُلالٍ المُرْسِيّ النَّحويُّ كان في أثناء سنة ستين وأربعمائة شرح غَرِيبَ المُصَنَّف لأبي عُبيد ذكره ابنُ الأبّار . وأبو البَسّام البِلَّالِيّ حكى عنه أبو علي القالِيّ شِعْراً . وقال الفَرّاء : بَلَّتْ مَطِيَّته على وَجْهِها : إذا هَمَتْ ضالَّةً قال كُثَيِّر :
فليتَ قَلُوصِي عندَ عَزَّةَ قُيِّدَتْ ... بحَبلٍ ضعيفٍ غُرَّ منها فضَلَّتِ
وغُودِرَ في الحَيِّ المُقيمينَ رَحْلُها ... وكان لها باغٍ سِوايَ فبَلَّتِ قال : والبَلَّةُ : الغِنَى . وقال غيرُه : رِيحٌ بَلَّة : أي فيها بَلَلٌ . والبَلَلُ : الخِصْبُ . وقولُهم : ما أصاب هَلَّةَ ولا بَلَّةً : أي شيئاً . والبَلَلُ مُحرََّكةً : الشَّمالُ البارِدَةُ عن ابنِ عَبّاد . والبَلِيلَةُ : الرِّيحُ فيها نَدًى . والبَلِيلَةُ : الصِّحَّةُ . وأيضاً : حِنْطَةٌ تُغْلَى في الماء وتُؤْكَلُ . وصَفاةٌ بَلَّاءُ : أي مَلْساءُ . وبَلَّةُ الشيء وبَلَلَتُه : ثَمَرتُه عن ابن عَبّاد . والبُلْبُولُ كسُرسُورٍ : طائِرٌ مائيٌّ أصغَرُ مِن الإِوَز . وبُلَيبِلٌ مُصغَّراً : من الأَعلام . وشَبرَا بُلُولَة : قريةٌ بمِصْرَ وهي المعروفَةُ بشُرُ نْبُلالَةَ وسيأتي ذِكُرها . وبِلالُ بن مِرْداسٍ : مِن شُيوخ أبي حَنِيفَة رحمه اللّه تعالى . وفي التابِعِين مَن اسمُه بِلالٌ كثيرون . وبلالُ بن البَعِير المُحارِبِيّ تقدَّم في ب - ع - ر . والشَّمْسُ محمد بن عليٍّ العَجْلُونيّ المعروف بالبِلالِيّ بالكسر وُلِد سنةَ 740 وتوفي سنة 820 ، وهو مخْتَصِر الإحياء . والبُلَّى كرُبَّى : تَلٌّ قَصِيرٌ قُربَ ذاتِ عِرْق ورُبّما يُثَنَّى في الشِّعر . والبِلالُ بالكسرِ : جَمْعُ بَلَّةٍ نادِرٌ . والبُلَّانُ كرُمّان : اسمٌ كالغُفْران أو جَمْع البَلَلِ الذي هو المَصْدَر قال الشاعر :
" والرحْمَ فُابْلُلْها بخَيرِ البُلّان
" فإنها اشْتُقَّتْ مِن اسْمِ الرَّحْمن والتَّبْلالُ : الدَّوامُ وطُولُ المُكْثِ في كلِّ شيءٍ وأنشد ابنُ الأعرابي للرَّبيع بن ضَبُع الفَزارِيّ :
أَلا أيها الباغِي الذي طالَ طِيلُهُ ... وتَبْلالُهُ في الأرضِ حتَّى تَعَوَّدا والبَلُّ والبَلِيلُ : الأَنِينُ مِن التَّعب عن ابنِ السِّكّيت . وحكى أبو تُرابٍ عن زائدة : ما فيه بُلالَةٌ ولا عُلالَة : أي ما فيه بَقِيَّةٌ . وفي حديث لُقمان : ما شَيءٌ أَبَلَّ للجِسْمِ مِن اللَّهْو أي أشَدُّ تَصْحِيحاً ومُوافَقةً له
الخَمْرُ : ما أَسْكَرَ مادّتها موضوعة للتَّغْطيِة والمُخَالَطَةِ في سِتْرٍ كذا قالَه الرَّاغِب والصّاغانِيّ وغَيرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق وتَبِعَهم المُصَنِّف في البصائر . واختُلِف في حَيِقَتها فقِيل هي منْ عَصِيرِ العِنَب خَاصَّةً وهو مَذْهَب أَبِي حَنِفَة رَحِمه اللهُ تَعَالى والكُوفِيَّين مُرَاعَاةً لفِقْه اللَّغَة : أَو عَامٌّ أَي ما أُسْكَرَ من عَصِيرِ كُلِّ شَيْءِ لأَنَّ المَدَارَ على السُّكْر وغَيْبُوبة العَقْل وهو الذِي اختَاره الجَمَاهِير . وقال أَبو حَنِيفة الدِّينَوَرِيّ : وقد تكون الخَمْر من الحُبُوب . قال ابن سِيدَه وأَظُنُّه تَسمٌّحاً مِنْه لأَنَّ حَقِيقَة الخَمْر إِنَّمَا هي للعِنَب دون سائر لأَشْياءِ كالخَمْرَة بالهاءِ وقيل : إِنَّ الخَمْرة القِطْعَةُ مْنَها كما في المِصْبَاح وغَيْره فَهِيَ أَخَصُّ الأَعْرَفُ في الخَمْر التَّأْنِيث يقال : خَمْرةٌ صِرْف وقد يُذَكَّر وأَنْكر الأَصْمَعِيّ والعُمُومُ أَي كَوْنها عَصِيرَ كُلِّ شَيْءٍ يَحْصُلُ به السُّكْرُ أَصَحُّ على ما هو عِنْد الجُمْهُور لأَنَّهَا أَي الخَمْر حُرِّمَت وَمَا بالمِدينة المُشْرَّفة التي نَزَل التَّحْرِيم فيها خَمْرُ عِنبِ بل وَمَا كَانَ شَرابُهُم إِلاَّ من البُسْر والتَّمْر والبَلَح والرُّطَب كما في الأَحادِيث الصِّحاح التي أَخْرَجَهَا البُخَارِيُّ وغَيْرُه . فحدِيثُ ابْنِ عُمَر " حُرِّمَت الخَمْرُ وما بالمَدِينَة منها شَيْءٌ " وفي حدِيثُ أَنَسٍ " وما شَرابُهم يَوْمَئذٍ إِلاَّ الفَضِيحُ والبُسْرُ والتَّمْرُ " أَي ونَزَل تَحْرِيمُ الخَمْر التي كَانت مَوْجُودَةً مِنْ هذِه الأَشياءِ لا في خَمْرِ العِنَب خَاصَّةً . قال شَيْخُنَا : ولا ستِدْلال به وَحْده لا يَخْلُو عن نَظَر فتَأَمَّل . قلتُ : والبَحْثُ مَبْسُوط في الهِدايَة للإِمَام المرْغينَانّي وشَرْحِها للإِمام كَمالِ الدِّينِ بن الهُمَام في كِتَابِ الحُدُود لَيْس هذا مَحَلّه . واختُلِف في وَجْه تَسْمَيتِه فقيل لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل وتَسْتُرُه قال شيخُنَا : هو المَرْوِيّ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ومَالَ إِلَيْهكَثِيرُون واعْتَمَده أَكْثَرُ الأُصُولِيِّين . قُلتُ : الذي رُويَ عن سَيِّدنا عُمَرَ رَضِي اللهُ عنه : " الخَمْر : ما خامَرَ العَقْلَ " . وهو في صحيح البُخَارِيّ كما سيأْتي أَو لأَنَّهَا تُرِكَتْ حَتَّى أَدْرَكَتْ واخْتَمَرَتْ . والَّذي نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وغَيرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ ما نَصُّه : وسُمِّيَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِكَت فاخْتَمَرَت واخْتِمَارُهَا تَغَيُّر رِيحِها فلو اقْتَصَر المُصَنِّف على النَّصِّ الوارِد كان أَوْلَى أَو قَدَّم اخْتَمَرت على أَدْرَكَت لِيَكُون كالتَّفْسِير لَه وهو ظَاهِرٌ أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ أَي تُخَالِطُهُ وهو الَّذِي رُوِيَ في الحدِيث عن سَيِّدِنا عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه ونَصُّه : " الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ " . وهو في البُخَارِيّ ونَقَله ابنُ الهُمام في شَرْح الهِدايَة وأَوردَه المُصَنِّفُ في البَصَائِر
وعِبَارَةُ المُحْكَم : الخَمْر : ما أَسْكَرِ من عَصِير العِنَب لأَنَّهَا خامَرَت العَقْلَ ثم قال بَعْدَه بِقَلِيل : والمُخامرةُ المُخَالَطَة . وفي المِصْبَاح : الخَمْرُ : اسمٌ لكلّ مُسْكِرٍ العَقْلَ . واخْتَمَرَت الخَمْرُ : أَدْرَكَتْ وغَلَت . العَرَب تُسَمِّي العِنَب خَمْراً . قال ابنُ سِيدَه : وأَظُنَّ ذلِك لكَوْنِهَا مِنْه حَكَاها أَبُو حَنِفَة . قال : وهي لُغَة يَمَانِيَة وقَالَ في قَوْلِه تَعَالى : " إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً " . إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب . قال : وأُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِي الإِمْكَان أَنْ تَؤُولَ إِلَيْه فَكأَنَّه قال : أَرَانِي أَعْصِر عِنَباً . قال الراعي :
يُنَازِعُنِي بِهَا نُدْمانُ صِدْق ... شِواءَ الطَّيْرِ والعَنِبَ الحَقِينَا . يُرِيدُ الخَمْر . وقال ابنُ عَرَفَة : " أَعْصِر خَمْراً " أَي أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ وإِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ به الخَمْرُ فلِذلِك قال : أَعْصِر خَمْراًقال أَبو حَنِفَة : وزعَم بَعْضُ الرُّوَاة أَنَّه رَأى يَمانِياً قد حَمَل عِنَباً فقال له : ما تَ حْمشل ؟ فقال : خَمْراً قسَمِّي العِنَب خَمْراً . والجَمْع خُمُورٌ وهي الخَمْرَة كتَمْرة وتَمْر وتُمُورٌ . وفي حَدِيث سَمْرَةَ : " أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ : قاتَلَ اللهُ سَمَرةَ " . قال الخَطَّابِيّ : إِنَّما باع عَصِيراً ممن يَتَّخذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمِ ما يَؤُولُ إِليْه مَجَازاً فَلِهذا نَقَمَ عُمرُ رَضِي اللهُ عنه عَلَيْه لأَنَّه مَكْرُوهٌ . وأَمَّا أَنْ يَكُونَ سَمُرةُ باعَ خَمْراً فَلاَ لأَنَّه لا يَجْهَل تَحْرِيمه مع اشْتِهَاره فاتَّضَح لَكَ مِمَّا ذكرنا أَنَّ قولَ شَيْخِنا : هذا القَوْلُ غَرِيبٌ غَرِيبٌ . الخَمْر : السَّتْر خَمَرَ الشَّيْءَ يَخْمُره خَمْراً : سَتَرَه . الخَمْرُ : الكَتْمُ كالإِخْمارِ فِيهِما : يقال خَمَرَ الشيْءَ وأَخْمَرَ سَتَرَه . وخَمَرَ فُلانٌ الشَّهادةَ وأَخْمَرها : كَتَمها وهو مَجَاز . وفي الحَدِيثِ " لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ في إِحْدَى ثَلاثٍ . في مَسجدٍ يَعْمُره أَو بَيْتٍ يَخْمُرُه أَو مَعيشَةٍ يُدَبِّرُها " . يَخْمُره أَي يَسْتُره ويَصْلِح من شَأْنِه . الخَمْر : سَقْيُ الخَمْرِ . يقال : خَمَرَ الرَّجلَ والدَّابَّةَ يَخْمُره خَمْراً : سَقَاه الخَمْرَ . عن أَبي عَمرو : الخَمْرُ : الاسْتِحْيَاءُ تقول : خَمَرتُ الرَّجلَ أَخْمُره استَحْيَيتَ منه . الخَمْرُ : تَرْكُ اسِتْمَال العَجِين والطِّين هكذا في النُّسَخ الطَّين بالنُّون ويقال الطِّيب بالباءِ كما في أُمَّهات الُّغَة ونَحْوِه . والَّذِي في المُحْكَم : ونَحْوِهما . وذلك إِذَا صَبَّ فيه المَاءَ وَتَرَكَه حتى يَجُودَ أَي يَطِيب كالتَّخْميرِ . والفِعْلُ كضَرَبَ ونَصَرَ . يقال خَمَر العَجِينَ يَخْمُره ويَخْمِره خَمْراً وخَمَّرَه تَخْمِيراً وهو خَمِيرٌ ومُخَمَّر وقد اخْتَمَر الطِّيبُ والعَجِينُ وقيل : خَمَّرَ العَجِينَ : جَعَلَ فيه الخَمِيرَ . الخِمْرُ بالكَسْر : الغِمْرُ . الغَيْن لُغَة في الخاءِ وهو الحِقْد . وقد أَخْمَرَ . الخَمَرُ بالتَّحرِيك : ما وَارَاكَ من شَجَرٍ وغَيْرِه كالجَبَل وغَيْرِه . يقال : تَوَارَى الصَّيْدُ عنِّي في خَمَرِ الوَادِي . وخَمَرُه : ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَيْرِه . ومنه حديث سَهْل بنِ حُنَيف " انْطَلَقْتُ أَنَا وفُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ " . وفي حدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ " فابْغِنَا مكاناً خَمَراً " أَي ساتِراً يَتَكَاثَفُ شَجَرُهُ . في حَدِيث الدَّجَّال " حتى تَنْتَهُوا إِلى جَبَلِ الخَمَرِ " . قال ابنُ الأَثِير : هكذا يُرْوَى . يَعْنِي الشَّجَرَ المُلْتَفَّ وفُسَّر في الحدِيثِ أَنَّه جَبَلٌ بالقُدْسِ لكثرِة شَجَرِه . وفي حَدِيثِ سَلْمَانَ أَنَّه كَتَب إِلى أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ الله عَنْهُمَا . " يا أَخِي إِنْ بَعْدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِيب وطَيْرُ السَّماءِ على أَرْفِهِ خَمَرِ الأَرْض يَقَع " . الأَرْفَهُ : الأَخْصَب . يُرِيد أَنَّ وَطَنه أَرْفَقُ به وأَرْفَه له فلا يُفَارِقُه . وكان أَبُو الدَّرْدَاءِ كَتَب إِلَيْه يَدْعُوه إِلى الأَرضِ المُقَدَّسَة . قد خَمِرَ عَنِّي كَفِرَح يَخْمَر خَمَراً أَي خَفِيَ وتَوَارَى . وأَخْمَرَ القَومُ : تَوَارَوْا بالخَمَر . ويقال للِرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه : هو " يَدِبُّ له الضَّرّاءَ ويَمْشِي له الخَمَرَ " . يقال : أَخْمَرَتَه الأَرْضُ عَنِّي ومِنِّي وعَلَيَّ : وَارَتْهُ وسَتَرَتْهالخَمَر : جَمَاعَةُ النَّاسِ وكَثْرَتُهُم كخَمْرَتِهم بفَتْح فَسْكُون وخَمَارِهِم بالفَتْح ويُضَمُّ لُغَة في غَمَارِ النَّاس وغُمَارِهم . يقال : دَخَلْت في خَمْرَتِهم وغَمْرَتِهِم أَي في جَمَاعَتِهم وكَثْرَتِهم . الخَمَر : التَّغَيُّر عَمَّ كَانَ عَلْيْه ومنه المَثَل : " ما شَمَّ جِمَارَك " كما سَيَأْتِي قَرِيباً . الخَمَر : أَنْ تُخْرزَ نَاحِيَةُ وفي بَعْضِ النُّسَخ : ناحِيَتَا أَدِيمِ المَزَادَةِ وهو مُوافِقٌ لمَا في الأَمَّهاتِ وتُعَلَّى بخَرزٍ آخَرَ نقَلَه الصَّغانِيّ . الخَمِر كَكَتِفٍ : المَكَانُ الكَثِيرُ الخَمْرِ على النَّسَبِ حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ وأَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِيّ :
وَجَرَّ المَخَاضُ عَثَانِينَها ... إِذا بَرَكَت بالمَكَان الخَمِرْ والخُمْرَةُ بالضَّمّ : ما خُمِّرَ فِيهِ . الطَّيبُ والعَجِين كالخَمِيرِ والخَمِيرَةِ وخُمْرَةِ العَجِين : ما يُجْعَل فيه من الخَمِيرةَ : وعن الكِسائِيّ : يقال : خَمَرْتُ العَجِينَ وفطَرْته وهي الخُمْرَةُ الَّتِي تُجْعَل في العَجِين يُسَمّيها النَّاسُ الخَمِير وكذلك خُمْرَةُ النَّبِيذِ والطَّيبِ . وخُبْزٌ خَمِيرٌ وخُبْزة خَمِيرٌ عن اللَّحْيَانِيّ كِلاهُما بغَيْر هاءٍ . الخُمْرَة : عَكَرُ النَّبِيذِ ودُرْدِيُّه . ويقال : صَلَّى فلانٌ على الخُمْرَة وهي حَصِيرَةٌ صَغِيرةَ تُنْسَج من السَّعَف أَي سَعَفِ النَّخْل وتُرَمَّل بالخُيُوطُ . وقال الزَّجَّاج : سُمِّيَت خَمْرَةً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ من الأَرْض وقال غَيْرُه : سُمِّيَت لأَنَّ خُيُوطَها مَسْتُورَةٌ بسَعَفِها . وقد تَكَرَّر ذِكْرُها في الحدِيث وهكذا فُسِّرَت . الخُمْرَةُ : الوَرْسُ . وأَشْيَاءُ مِنَ الطِّيب تَطَّلِى بِهَا أَي بِتِلْك الأَشْيَاءِ . وفي بَعْض الأُصول : بِه أَي بالوَرْس أَي بالمَجْمُوع مِنْه مع غَيْره المرأَةُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا . وفي الأُمَّهَات اللَّغَوِيَّة تَطْلِي بِه المَرأَةُ وَجْهَها وقد تخَمَّرت وهي لُغَة في الغُمْرَةِ . الخُمْرَةُ : ما خَمَامَرَك أَي خَالَطَك من الرِّيح كالخَمَرِةَ مُحَرَّكَةً الأَخِيرَة عن أَبي زَيْد قيل الخُمْرَة : الرَّائِحَةُ الطَّيَبَة يقال وَجَدْتُ خُمْرَةَ الطِّيب أَي رِيحَه ويُثَلَّثُ الكَسْر عن كُرَاع
الخُمْرَة : أَلَمُ الخَمْرش ويُوجَد في بَعْضِ النُّسَخ : أَلَمُ الحُمَّى وهو غَلَط وقيل : خُمْرَة الخَمْر : ما يُصِيبُك مِن صُدَاعها وأَذَاها جَمْعُه خُمَرٌ . قال الشاعِر
وقد أَصابَتْ حُمَيَّها مَقَاتِلَهُ ... فلم تَكَدْ تَنْجَلِي عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ . كالخُمَار بالضَّمّ أَي الخُمْرة والخُمَار : مَا خَالَطَ مِنْ سُكْرِهَا . وقيل الخُمَار : بَقِيَّةُ السُّكْرِ . والمُخَمِّر كمُحَدِّث : مُتَّخِذُهَا . والخَمَّارُ : بائِعُهَا . واخْتِمَارُهَا إِدْراكُها وذلِك عِنْد تَغَيُّر رِيحِها الذي هو إِحْدَى عَلاَمَاتِ الإِدْرَاكِ وغَلَيَانُها . وفي المِصْبَاح : اخْتَمَرَت الخَمْرَةُ : أَدْرَكَت وغَلَت . والخِمَارُ للمَرْأَة بالكَسْرِ : النَّصِيفُ كالخِمِرِّ كطِمِرِّ الأَخِيرَة عن ثَعْلَب وأَنشد :
" ثم أَمَالَتْ جانِبَ الخِمِرِّ . قِيل : كُلُّ ما سَتَرَ شَيْئاً فَهْو خِمَارُه ومنه خِمَارُ المَرْأَةِ تُغَطِّي به رَأْسَها ج أَخْمِرَةٌ وخُمْرٌ بضم فسكون وخُمُرٌ بضَمَّتَين . يقال : ما شَمَّ جِمَارَكَ ؟ أَي ما غَيَّرك عَنْ حالِك ومَا أَصابَك يقال ذِلك للِرّجُل إِذا تَغَيَّر عَمّا كان عَلَيْه . والخِمْرةُ منه أَي مِن الخِمَار كالِّحْفَةِ من اللّحافِ يقال : إِنّها لَحَسَنَةُ الخِمْرَةِ . ومِنْه قَوْلُ عُمَرَ لمُعَاوِيَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا : " ما أَشْبَهَ عَيْنَكَ بخِمْرَة هِنْد " وهي هَيْئَة الاخْتِمار . منه المَثَل : " إِنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَةَ " . يُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفَ : أَي إِنَّ المرأَةَ المُجَرِّبة لا تُعَلَّم كَيْفَ تَفْعَلُالخِمْرة : وِعَاءُ بْزِرِ الكَعَابِرِ وفي بَعْض الأُصول : العَكَابر الَّتِي تَكُونُ في عِدَانِ الشَّجَرِ يقال : جاءَنا فلان على خِمْرَة بالكَسْر وَ على خَمَرٍ مُحَرَّكَةً أَي في سِرٍّ وغَفْلَةٍ وخُفْيَةٍ . قال ابنُ أَحْمَر :
مِن طَارِق أَتِي على خِمْرَةَ ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَع مَنْ يَعْتَبِرْ . فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ وقال : أَي على غَفْلَة مِنْك . وتَخَمَّرَتْ بِه أَي الخِمَار واخْتَمَرتْ : لَبِسَتْه وخَمَّرتْ به رَأْسَها : غَطَّتْه والتَّخْمِيرُ : التَّغْطِيَة . وكُلُّ مُغَطًّى ومُخَمَّرٌ . ورُوِىَ عن النَّبِيّ صلَّى الله عَلَيْه وسلَّم أَنه قال " خَمِّرُوا آنِيَتَكُم " . قال أَبو عَمْرو : أَي غَطًّوا . وفي رِوَايَة " خَمَّروا الإِنَاءَ وأَوْكُوا السِّقَاءَ " . ومنه الحَدِيثُ " أَنَّه أَتِيَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال : هَلاَّ خَمَّرتَه ولو بِعُودٍ تَعْرِضُه عَلَيْه " . وعن أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : " كان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه وأَخْفى عَطْسَتَه " . رَوَيْنَاه في الغَيْلانيّات
من المَجَاز : المُخْتَمِرَةُ : الشَّاةُ البَيْضَاءُ الرَّأْسِ . ونَصُّ اللَّيْث : المُخْتَمِرَةُ من الضَأْن والْمِعْزَي هِيَ التي ابيَضَّ رأْسُها من بَيْن سائِرِ جَسَدِهَا . وفي التَّهْذِيب والمُحْكَم قالوا : هي مِن الشِّيَاه : البَيْضَاءُ الرأْسِ . وقِيلَ : هي النَّعْجَةُ السَّوْدَاءُ ورَأْسُهَا أَبْيَضُ مثل الرَّخْماءِ مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَةِ
قال أَبو زَيْد : إِذَا ابيَضَّ رأْسُ النَّعْجَة من بَيْن جَسَدِها فهي مُخَمَّرةٌ ورَخْمَاءُ ومِثْلُه في الأَساس وغَيْره وكَذَا الفَرَسُ . يقال : فَرَسٌ مُخَمَّرٌ إِذا كانَ أَبْيَضَ الرَّأْسِ وسَائِرُ لَوْنِه مَا كَانَ ولا يُقَال مُخْتَمِرٌ وهَذَا يَدُلُّ على أَنَّ الذي في كلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرةُ . خَمِرَ عليه خَمَراً و أَخْمَرَ : حَقَدَ وذَحَلَ . وأَخْمَرَ فُلاناً الْشَّيْءَ : أَعطاهُ أَو مَلَّكَهُ إِيّاه . قال مُحَمَّد ابنُ كَثِير : هذا كَلاَمٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف باليَمَن لا يَكَاد يُتَكَلَّم بغَيْره . يَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِي كَذَا وكَذَا أَي أَعْطِنيه هِبَةً لِي مَلَّكْني إِيَّاه ونَحْو هذا . أَخْمَرَ الشَّيْءَ : أَغَفَلَه عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ وأَخْمَرَ الأَمْرَ أَضْمَرَه قال لَبِيد :
" أَلِفْتُكِ حَتَّى أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّةًعَلَيَّ بَنُو أُمِّ البَنَينَ الأَكَابِرُوعبارة التَّهْذِيب : وأَخْمَر فُلاَنٌ عَلَيَّ ظِنَّةً أَي أَضْمَرَها وأَنْشَدَ بَيْتَ لبِيد . أَخْمَرَتِ الأَرْضُ : كَثُرَ خَمَرُهَا أَي شَجَرُهَا المُلْتَفُّ . يقال : أَخْمَرَ العَجِينَ وخَمَرَه إِذا خَمَّرَه كما يقال فَطَرَه وأَفْطَرَه . واليَخْمُورُ : الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ . من كُلّ شَيْءٍ . اليَخْمُور أَيْضاً : الوَدَعُ واحدته يَخْمُورَةٌ . ومِخْمَرٌ كمِنْبَرٍ : اسمٌ وكذا خُمَيْر كزُبَيْر . وخُمَيْرٌ كزُبَيْر أَيضاً : ماءٌ فوقَ صَعْدَةَ باليَمَن خُمَيْرُ بْنُ زِيَاد وخُمَيْر بنُ عَوْف بْنِ عَبْدِ عَوْف خُمَيْرٌ الَّرحَبِيُّ ويَزِيدُ بْنُ خُمَيْرٍ . اليَزَنِيّ من أَهْلِ الشّام مُحَدِّثُونَ . الأَخِير ورَوَى عن أَبِيه وأَبُوه مِمَّن يَرْوِي عن ابْنِ عُمَرَ قالهَ الذَّهَبِيّ . وأَبُو خُمَيْرِ بْنُ مَالِكٍ : تابِعيٌّ . ويقال : خُمَيْرٌ أَبُو مَالِك يَرْوِي عن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو وعنه عَبْدُ الكَرِيم ابنُ الحارِث . وخَارِجَةُ بن الخُمَيْر صَحابِيّ مَرَّ ذِكْره في الجِيمِ . خَمِيرٌ كأَمِير أَبُو الخَيْر خَمِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْد الذَّكْوانِيُّ سمِع من إِسماعِيلَ البَيْهَقِيِّ أَبو المَعَالِي مُحَمَّدُ بْنُ خَمِيرٍ الخُوَارَزْمِيّ حَدِّثَ بشَرْح السَّنَّة عن البَغَوِيّ . وبَلَدِيُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِير الخُوَارَزْميّ أَخَذ عَنْه العُلَيْميّ . وفاتَه : خَمِيرُ بنُ عَبْد الله الذُّهْلِيّ عن ابن داسَةَ . وأَبُو بَكْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد ابن خَمِير الخُوَرَازْميّ عن الأَصمّ . وأَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ يُوسفُ بن خَمِيرٍ خُوَارَزْمِيّ أَيضاً ضَبَطهم الزَّمَخْشَرِيّ مُحَدِّثُون . وذُو مِخْمَر كمِنْبَر أَو هو مِخْبَر بالبَاءِ المُوَحَّدة ابنُ أَخِي النَّجَاشِيِّ مَلِك الحَبَشَة خَدَمَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم حَدِيثُه عند الدَّمَشْقِيّين وكان الأَوزاعِيُّ يقول : هو بالمِيمِ لا غَيْر . وذَاتُ الخِمَارِ بالكَسْرِ : ع بِتِهَامَةَ نقله الصّغانِيّ
وذُو الخِمَار : لَقَبُ عَوْف بْن الرَّبِيعِ بْن سَمَاعَةَ ذِي الرُّمْحَيْن وإِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه قاتَلَ في خِمَارِ امرأَتِه وطَعَنَ في كَثِيرِينَ فإِذا سُئِلَ واحِدٌ : مَنْ طَعَنَكَ ؟ قال : ذُو الخِمَار . ذُو الخِمَار : فَرسُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ الشَّاعرِ الصَّحابِيِّ أَخِي متَمِّم . قال جَرِير :
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِي الخِمَار وقَعْنَب ... والحَنْتَفَيْنِ لِلَيْلَةِ البَلْبَالِ . ذو الخِمَار : فَرَسُ الزُّبَيرِ بْن العَوَّام القُرَشِيّ شَهِدَ عليه يَوْمَ الجَمَل وقد جاءَ ذِكْرُه في الشِّعر . من المَجَازِ : المُخَامَرَةُ : الإِقَامَةُ ولُزُومُ المَكَانِ . وخَامَرَ الرَّجلُ بَيْتَه وخَمَّرَه : لَزِمَه فلم يَبْرَحْه وكذلك خَامَرَ المَكَانَ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" وشاعِر يُقَالُ خَمِّرْ في دَعَهْ قال ابنُ الأَعرابِيّ : المُخَامَرَة : أَنْ تَبِيعَ حُراً على أَنَّه عَبْدٌ . وبه فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَيِِّنَا مُعَاذٍ الآتِي ذِكْرُه . المُخَامَرَةُ : المُقَارَبَة والمُخَالَطَة . يقال : خَامَرَ الَّشْيءَ إِذا قارَبَه وخالطَه . وقال ذُو الرُّمَّة :
هَامَ الفُؤَادُ بِذِكْراها وخَامَرَهُ ... منها عَلى عُدَوَاءِ الدَّارِ تَسْقِيمُ . وهو بالمَعْنَى الثَّنِي مَجَازٌ ومُكَرَّر . قال شَمِرٌ : والمُخَامِرٌ : المُخَالطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ إِذا خَالَطَه وأَنْشَد :
وإِذَا تُبَاشِركَ الهُمُو ... مُ فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْونَحْوَ ذلِكَ قَالَ الليثُ في خامَرَه الدَّاءُ إِذا خَالَطَ جَوْفَه . المُخَامَرَةُ : الاسْتِتارُ ومِنْه المَثَل : " خَمِرِي أُمَّ عَامِرٍ " . وهِي الضَّبُعُ أَي اسْتَتِرِيّ ويُقَال : خَامِري خَضَاجِر أَتاكِ ما تُحَاذِر . هكَذَا وَجَدْنَاه . وبَسَطه المَيْدَانِيّ في مَجْمَعِ الأَمْثَال والزَّمَخْشَرِيُّ في المُسْتَقْصَى وابْنُ أَبِي الحَدِيد في شَرْحِ نِهْجِ البَلاَغَة وأَبُو عَلِيّ اليوسيّ في زَهر الأَكَم . والوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الياءِ أَو تُحَاذِرِين بإِثْباتِهَا والمَشْهُور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِي وَجَدَه المُصَنِّف واستَخْمَرَه : استَعْبَدَه بِلُغَةِ اليَمَن . هكَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَك حَدِيثَ مُعَاذٍ " مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ وجِيرَانٌ مُسْتَضْعَفُون فله ما قَصَرَ في بَيْته " . يقول : أَخذَهُم قَهْراً وتَمَلَّك عَلَيْهمِ . فَمَا وَهَبَ المَلِكُ مِن هؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه واخْتَارَه واسْتَجْرَاه في خِدْمَتِه حتى جاءَ الإِسْلام وهو عنده عَبْدٌ فَهُوَ لَه . نَقَلَه أَبُو عُبَيْد . وقال الأَزْهَرِيّ : أَرَادَ من استَبْعَد قَوْماً في الجاهِليَّة ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه في بَيْتِه لا يَخْرُجُ مِن يَدِه . قال : وهذا مَبْنِيٌّ على إِقْرَارِ النَّاسِ على مَا في أَيْدِيهم . والمُسْتَخْرِ : الشَّرِّيبُ للخَمْرِ دائماً كالخِمِّير وَزْناً ومَعْنًى . وتَخْمُرُ كتَنْصُر مُضارِع نَصَر : من أَعْلامِهِنّ أَي النَّسَاءِ . يُقَال : ماهُو بِخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خَيْرَ عنْدَه ولا شَرَّ . وفي التَّهْذِيب : لا خَيْرَ فيه ولا شَرَّ عِنْدَهُ . ويُقَالُ أَيْضاً : ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ ولا خَمْرٌ . وباخَمْرَي كسَكْرَي : ة : قَرْية بالبَادِيَة قُرْبَ الكُوفَةِ بها قَبْرُ الإِمَامِ الشَّهِيد أَبِي الحَسَن إِبراهيمَ ابْنِ عَبْدِ اللهِ المَحْضِ بْنِ الحَسَن المُثَنَّى بْنِ الحَسَن السَّبْطِ الشَّهِيدِ ابْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم . خَرَجَ بالبَصْرة في سنة 145 وبايَعَه وُجُوُهُ النَّاسِ . وتَلَقَّب بأَمِير المُؤمِنِين فَقلِقَ لذلك أَبٌو جَعْفَر المَنْصُورُ فأَرْسَلَ إِليه عِيسَى ابنَ مُوسَى لِقتَالِه فاستُشْهِد السَّيِّدُ إِبراهِيمُ وحُمِلَ رَأْسُه إِلى مِصْر وكان ذلك لخَمْس بَقين من ذِي القَعْدة سنة 145 وهُو ابنُ ثمانَ وأَرْبَعِين كما حَكَاه البُخَارِيُّ النَّسَّابة ولَيْسَ له عَقِبٌ إِلا مِن ابْنه الحَسَن وحَفِيده إِبْرَاهِيم بن عَبْدِ الله بن الحَسَن هذا جَدُّ بَنِي الأَزْرَق باليَنْبُع . وخُمْرانُ بالضَّمّ : نَاحِيَةٌ بخُرَسَانَ . وفي كُتُب السِّيَرِ : فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِينَةَ إِيران شَهْر وما حَوْلَها : طُوس وأَبِيوَرْد ونَسَا وخُمْرانَ حَتَّى انْتَهَى إِلى سَرَخْسَ عَنْوةً وذلِك في سنة 31
ومما يُسْتَدْرَك عليه : رَجُل خَمِرٌ كَكَتِفٍ : خامَرَه دَاءٌ . قال ابنُ سِيدَه : وأُرَاه على النَّسَبِ قال امْرُؤُ القَيْس :
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو كأَنِّي خَمِرْ ... ويَعْدُو علَى المَرْءِ ما يَأْتَمِرْ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَي مُخَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطَّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّك يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ . والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِيءِ القَيْس : وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ خَمِرٌ أَيمُ خَامَرٌ . قال : وهكذا قيَّده بخَطِّه شَمِرٌ . وعِنَبٌ خَمْرِيٌّ : يَصْلُح للخَمْرِ . ولَوْنٌ خَمْرِيٌّ : يُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ والخُمَارُ : بَقِيَّةُ السُّكْرِ تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَي في عَقِبِ خُمَارٍ . ويُنْشَدُ قَوْلُ امْرِئِ القَيْس :
" أُحارُ بْنَ عَمْرٍو فُوادِي خَمِرْ . ورجُلٌ مَخْمُور : بِه خُمَارٌ وخَمِرٌ كذلك وقد خُمِرَ خَمْراً ورجلٌ مُخَمَّر كمَخْمُور . وتَخَمَّرَ بالخَمْر : تَكَسَّرَ به . وخُمْرَةُ اللَّبَنِ : رَوْبَتُه التي تُصَبُّ عَلَيْه لِيَرُوبَ سَرِيعاً رُؤُوباً . وقال شَمِرٌ : الخَمِيرُ : الخُبْرُ في قوله :" ولا حِنْطَة الشَّامِ الهَرِيتِ خَمِيرُها . أَي خُبْرُها الَّذِي خُمِّر عَجِنُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه . وطَعَامٌ خَمِير ومَخْمُورٌ في أَصْعِمَة خَمْرَي . ووَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَةً وبَخُورَ مِجْمَرِها قال : فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا أَي طَابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور . وعن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الخِمْرَة : الاسْتِخْفَاءُ . قال ابنُ أَحْرَ :
مِن طارِقٍ يَأْتِي على خِمْرَة ... أَو حِسْبَةٍ تَنْفَعُ مَنْ يَعْتَبِرْ . وأَخْرَجَ من سِرِّ خَمِيرِه سِراًّ أَي باحَ به واجْعَلْه في سِرِّ خَمِيرِك أَي اكْتُمْه وهو مَجاز . وفي حَدِيثِ أَبي إِدْرِيسَ الخَوْلاَنِيّ قَال : " دَخَلْتُ المَسْجِدَ والنَّاسُ أَخْمَرُ مَا كانُوا " أَي أَوْفَرُ . والخَمَرُ مُحَرَّكَةً : وَهْدَةٌ يَخْتَفِي فِيهَا الذِّئب . وقَوْلُ طَرَفَة
سأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فأَبْتَغِي ... به جِيرَتِي إِن لم يُجَلُّوا لِيَ الخَمْرْ . قال ابنُ سَيِده : معناه إِن لمْ يُبَيِّنُوا لِيَ الخَبَرَ ويُرْوَى يُخَلُّوا فعَلَى هذَا الخَمَرُ هنا : الشَّجَرُ بَعْينه أَي إِن لم يُخَلَّوا لِيَ الشَّجَر أَرَعاها بإِبِلِي هَجَوْتُهم فَكَان هِجَائي لَهُمْ سَماًّ ويُروَى : سأَحْلُب عَيْساً وهو ماءُ الفَحْل ويزعُمُون أَنَّه سَمٌّ . ومُخَمَّر كمُعَظِّم : ماءٌ لَبَنِي قُشَيْر . ومِخْمَر كمِنْبَرٍ : وادٍ في دِيَارِ كِلاّبٍ . وخُمَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ : فَرَسُ شَيْطَانِ بْنِ مُدْلِج الجُشَميّ
وفي الحَدِيث : " مَلِّكْه عَلَى عُرْبِهِم وخُمُورِهِم " . قال ابنُ الأَثِير أَي أَهْلِ القُرَى لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون بما عَلَيْهم من الخَراج والكُلف والأَثْقَالِ . قال : وكَذَا شَرحَه أَبُو موسَى . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَة " أَنه كان يَمْسَح على الخُفِّ والخِمَار " أَرادَت بالخِمَارِ العمَامَة لاَّن الرُّجُلَ يُغَطِّي بها رَأْسَه كَمَا أَنَّ المَرْأَة تَغَطَّيه بخِمَارِهَا وذلِكَ إِذا كَان قد اعْتَمَّ عِمَّةَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَك فلا يَسْتَطِيع نَزْعَها في كلِّ وَقْتٍ فتَصِير كالخُفَّيْنِ غَيْر أَنَّه يَحْتَاجُ لِمَسْح القَلِيلِ من الرَّأْس ثم يَمْسَحُ على العِمَامَة بَدَلَ الاسْتِيعَاب . وسَارَّهُ فخَمَرَ أَنْفَه . وابن يُخَامِر السَّكْسَكيُّ : صَحَابِيّ . وأَبُو خَمِيرَةَ من كًنَاهم . وخُمْرَةُ بالضَّمّ : امرأَةٌ كَانَت في زَمَنَ الوَزِير المُهَلَّبيّ هَجَاهاابنُ سُكَّرَة وله فِيهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِيوَان . ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ ونَعِيمُ بنُ خَمَّار كشَدَّادٍ لَهُ صُحْبَة ويقال ابنُ هَمَّار وذكره المصنِّف في " هبر " . و " همر " . تبعاً للصّاغَانِيّ ولم يَذْكُره هنا وهذا أَحَدُ الأَوْجُهِ فيه . وكُغَرابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون وهو خُمَارَوَيْه . وإِسماعِيل بنُ سَعْد بنِ خُمارٍ كتب عنه السِّلَفِيّ وسُلَيْمَان بنُ مُسلِم بن خِمَارٍ الخمَارِيّ بالكسر : مُقْرِئٌ مَشْهُور . وأَخُوه مُحَمَّد شَيْخٌ للوَاقِدِيّ . وأَبُو البَرَكات إِبراهيِمُ بنُ أَحْدَ بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمارِيّ بالضم : مُحَدِّث وابنُه أَبُو نُعَيم محمد ثِقةٌ حَدِّثَ بمُسنَد مُسدّد عن أَحْمَد بن المُظَفَّر . وبِفَتْح فَسْكُون خَمْرُ بن مالِكٍ صاحِبُ ابْنِ مَسْعُودٍ وقيل فيه بالتَّصْغِير . وبفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِيّ بنِ مالكِ الحِمْيَرِيّ . وفي كِنْدَة : خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بن رَبيعةَ بن مُعاوية الأَكرمينَ مُحَرَّكةً منهم أَبو شَمِرِ ابن خَمَرٍ شريفٌ شاعر في الجاهِلِيَّة والإِسْلام وَهُو القائِل :
" الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَروهو رَهْط أَبِي زُرَارَة ذَكَره ابنُ الكَلْبِيّ . ومنهم الصباح بن سَوادَةَ بن حُجْرِ بن كابِس بن قَيْس بن خَمَرٍ الكِنديّ الخَمَرِيّ . وفي هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَكيِلِ ابن جُشَم بن خَيْرانَ بن مَوْف وهم رَهْط أَبي كُرَيْبٍ محمد بن العَلاءِ البَكِيليّ الهَمْدانِيّ الخَمَرِيّ . والأَخْمور : بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر منهم زَيْدُ بْنُ شُعَيب بْنِ كُلَيْب الأَخْمُورِيّ المِصْرِيّ . ويقال فيه الخَامِريّ أَيضاً . وخَمِيرَوَيه . جَدُّ أَبي الفَضْل محمد بنِ عَبْدِ الله بن محمّد هَرَوِيّ ثِقَةٌ . والخُمْرِيّ بضمّ فسكون إِلىَ الخُمْرَة وهي المِقْنَعة نُسِب إِليْه مَنْصُور بْنُ دِينَار وأَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ ابْنُ إِبراهِيمَ الجُرْجَانِيّ ومُحَمَّد بنُ مَرْوَانَ وزَيْدُ بْنُ مُوسَى الخَمْرِيُّون محَدِّثُون . وخَمِرٌ ككَتِف : مَوْضِع باليَمَن به مَشْهَدُ السَّيِّد العَلاَّمة عامِرِ بْنِ عَليّ ابن الرَّشِيدِ الحُسَيْنِيّ ذَكَره ابنُ أَبِي الرِّجال في تَارِيخه واختُلِف في القُحَيْفِ بنِ خمير بن سُلَيمٍ الخَفَاجِيّ الشَّاعِر فضبطَه الآمِدِيّ كأَمِير . وحَكَى الأَمِيرُ فيه التَّشْدِيدَ