البُساقُ كغُراب : البُصاقُ وقد بسق بسقاً . والبُساقُ : جَبَلٌ بعرَفاتٍ ورُبَّما قالُوه بالصادِ كما سَيَأتِي وقيل : د بالحِجازِ مما يَلِي الغَوْرَ وفِي العُبابِ : عَقبَة بين التِّيهِ وأَيلَةَ . وبَسَقَ : مثل بصقَ والصاد أَفْصَحُ والزّاي والسينُ لُغتانِ ضَعيفَتانِ أو قَليلَتان . و بسقَ النَّخْلُ بسوقاً : طالَ نَقَلَهُ الجوهريُ ومنه قَوله تعالى : " والنخل باسِقات لَهَا طَلع نَضِيدٌ " أَي : مُرْتَفِعَةٌ في علوِّها والجَمْع البَواسِقُ وقالَ الفرّاء : أَي باسِقاتِ طُولاً . ومن المَجازِ : بَسقَ عليهم بُسوقاً : إِذا عَلاهم وطالهُمْ في الفْضَل وأَنشدَ ابنُ بِّري لأَبي نوْفل :
يا ابن الذين بفضلهم ... بصقت على قيس فزاره وفي حدِيثِ ابنِ الحنفية : كيف بسق أَبو بَكْرٍ أَصْحابَ رَسولِ اللّهِ صَلىّ اللّهُ عليه وسَلَّم أَي : كَيْفَ ارْتَفع ذِكْره دُونَهُم
والبسقة الحرة ج : بساق كقصاع قال كثير غزة :
وقضيت لبانتي وصرمت أمري ... وعديت المطية في بساق والبسوق كصبور ومصباح الطويلة الضرع من الشاء والأولى على طرح الزائد وقد أبسقت . والباسق كصاحب : تمرة طيبة صفراء نقله الصاغاني . وباسق : ة ببغداد من الجانب الغربي . والباسقة بهاء السحابة البيضاء الصافية اللون نقله الصاغاني . قُلتُ : إِن لم يَكُن مُصَحَّفاً من البائِقَة . وأَبْسَقَتِ الناّقَةُ : إِذا وَقَع في ضَرْعِها اللِّبَأ قبلَ النِّتاج فهي مبسِقٌ ج : مَباسِقُ نقَلَه الجَوْهَرِي وكذلك الجارِيَةُ البِكْرُ إِذا جَرَى اللَّبَنُ في ثَدْيِها وأَنْشَد أَبو عُبَيدَةَ :
" ومُبْسِقٍ تُحْلَبُ نِصْفَ الحَمْلِ
" تَدُر مِن قَبْلِ نِتاج السَّخْلِ
قالَ ابنُ فارِسٍ : أَكْبَرُ ظَنِّي أَنَّ هذا شِعْرٌ صَنَعَه أبو عبيْدةَ وفي التَّهْذِيبِ : أبْسَقَت النَّاقَةُ : إِذا أَنْزَلَت اللَّبَن قَبْلَ الوِلادَةِ بشَهْرٍ أَو أَكْثَر فتُحْلَبُ قالَ : ورُبما أبْسَقَتْ وليسَتْ بحامِلٍ فأَنْزَلَت اللَّبَنَ قالَ : وسَمِعْت أَنَّ الجارِيَةَ تُبْسقُ وهي بِكْرٌ يَصيرُ في ثَدْيها لَبَنٌ وقال اليَزِيدِي : أَبسَقَتِ النَّاقَةُ وأبْزَقَت : إِذا أَنزَلَت اللَّبَنَ وقالَ الأصْمَعِيُّ : إِذا أشْرَفَ ضَرع الناّقَةِ ووَقَع فيه اللَّبَنُ فهي مُضْرِعٌ فإِذا وَقَع فيه اللِّبَأ قبلَ النًّتاجِ فهي مُبْسِق . ومن المَجازِ قولُهم : لا تُبَسِّق علَيْنا تَبْسِيقاً أَي : لا تُطَوِّلْ وفي المُحِيط : لا تُطَوِّلْ عَلَيْنا
ومما يسْتَدْرَكُ عليه : بَسَقَ الشَّيءُ بُسُوقاً : تَمَّ طوله . وبَواسِقُ السَّحابَةِ : ما اسْتَطالَ من فُروعِها ومنه حَدِيثُ قُس : من بواسِقِ أقْحُوَان وقال أبو حَنِيفَةَ : بواسِق السَّحابِ : أَوائِلُه . والتَبَسُّقُ : التَّطَوُّل والثِّقَلُ وبه فُسِّر حديثُ ابنِ الزُّبيرِ وارْجَحَنَّ بعدَ تَبَسقٍ . وبُساقَةُ القَمَرِ بالضمِّ : حَجَر أبيض صافٍ يتَلألأ والصِّادُ لُغةٌ فيه . وناقَةٌ بَسُوقٌ ومِبْساقٌ كالشّاةِ . وبَسَقَت الشَّمْسُ : بَزَقَتْ كذا في القوْلِ المأنوسِ
وسَقَه يسِقُه وسْقاً ووُسوقاً : ضمّه وجمَعَه وحمَله . ومنه قولُه تَعالى : ( وباللّيْلِ وما وَسَق ) أي وما جمَع وضمّ قاله الفَرّاءُ . وقال أبو عُبَيْدة : أي وما جمَع من الجِبالِ والبِحار والأشْجارِ كأنّه جمَعها بأنْ طلَع عليها كُلّها فإذا جلّل اللّيلُ الجِبالَ والأشجارَ والبِحارَ والأرضَ فاجتَمَعت له فقد وسَقَها . وأنشد الجوهريّ لضابِئِ بنِ الحارِثِ البُرْجُميّ :
فإنّي وإيّاكُم وشَوْقاً إليكُمُ ... كقابِضِ ماءٍ لم تسِقْهُ أنامِلُهْ أي : لم تحْمِلْه . يقول : ليس في يَدي شيءٌ من ذلِك كما أنّه ليس في يدِ القابِضِ على الماءِ شيءٌ . وسَقه يسِقه وسْقاً : طرَده . ومنه سُمّيَت الوَسيقَة وهي منَ الإبِلِ والحَميرِ كالرُّفْقَةِ من النّاس وقد وسَقَها وسْقاً فإذا سُرِقَت طُرِدَت مَعاً . قال الأسودُ بنُ يعْفُر :
كذَبْتُ عليكَ لا تزال تَقوفُني ... كما قافَ آثارَ الوَسيقةِ قائِفُ هو إغراءٌ أي : عليْك بي . وقال الأزهريّ : الوَسيقَة : القَطيعُ من الإبل يطرُدها الشّلاّل وسُمّيت وسيقَة ؛ لأنّ طارِدَها يجْمَعُها ولا يدَعُها تنتَشِر عليه فيلحَقُها الطّلَبُ فيردّها . وهذا كما قيل للسّائق : قابِضٌ ؛ لأنّ السائِقَ إذا ساقَ قَطيعاً من الإبِل قبَضها أي : جمَعَها ؛ لئلا يتعذّرَ عليه سوقُها ولأنّها إذا انتَشَرت عليه لم تتتابع ولم تطّرِد على صوْبٍ واحد . والعَرَبُ تقول : فلانٌ يسوقُ الوَسيقَة وينْسُل الوَديقة ويَحْمي الحَقيقةَ . وقد مرّ شاهِدُه من قوْل الهُذَليّ في وَدَق قريباً . ووَسَقَت النّاقَةُ وغيرُها وسْقاً ووُسوقاً : حمَلَت وأغْلَقَت على الماءِ رحِمَها فهيَ ناقةٌ واسِقٌ من نوق وِساقٍ بالكسْر مثل نائِم ونِيام وصاحِب وصِحاب . قال بِشْر بنُ أبي خازِم :
ألَظَّ بهِنّ يحْدوهُنّ حتّى ... تبيّنَتِ الحِيالُ من الوِساقِ ويُقال أيضاً : نوقٌ مواسِقُ ومَواسيقُ جمْع على غيْرِ قِياس كما في الصِّحاح . قال ابنُ سيدَه : وعِندي أنّهما جمْعُ مِيساق ومَوْسِق . ومن المَجاز قولُهم : لا آتيكَ ما وسَقَت العيْنُ الماءَ أي : ما حمَلَتْه . وفي المُحيطِ واللّسان : الوَسيقُ كأميرٍ : السَّوْقُ . ومنه قولُ الشاعِر :
" قرّبَها ولم تكَدْ تُقَرَّبُ
" من آلِ نَسْيان وَسيقٌ أجْدَبُ وفي المُحيط : الوسيق : المَطَر لأنّ السّحابَ يسِقُهُ أي يطرُده . والوَسْقُ بالفَتْح كما ضبَطه غيرُ واحد وهو المشْهور وفيه لُغة أخرى بكسرِ الواو . نقَلَهُ ابنُ الأثير وعِياضٌ وابنُ قُرْقول والفَيّوميّ وهو مِكْيلَةٌ معْلومة وهو سِتّون صاعاً بصاعِ النّبي صلى الله عليه وسلم وهو خمْسَةُ أرْطال وثُلُث . فالوَسْقُ على هذا الحِساب مائَةٌ وستّون مَنّاً . وقال الزّجّاجُ : كُلُّ وسْقٍ بالمُلَجَّم ثَلاثةُ أقفِزة . قال : وستّون صاعاً : أربعةٌ وعشْرون مَكّوكاً بالمُلجَّم وذلِك ثلاثَةُ أقفِزة . وفي التّهذيب : الوسْقُ بالفَتْح : ستّون صاعاً وهو ثَلثمائة وعشرون رِطْلاً عند أهلِ الحِجاز وأرْبَعمائة وثمانون رِطْلاً عند أهلِ العِراقِ على اختِلافِهم في مِقدار الصّاعِ والمُدّ . والجمع أوسُقٌ ووُسوق . قال أبو ذُؤيب :
ما حُمِّلَ البُختيُّ عامَ غِيارِه ... عليه الوُسوقُ بُرُّها وشَعيرُها
وفي الحديث : ليس فيما دونَ خمْسةِ أوْسُقٍ من التّمرِ صدَقَةٌ . قال عَطاء : خمْسَةُ أوْسُق هي ثَلثمائة صاعٍ وكذلك قال الحسَنُ وابنُ المُسَيّب . أو الوَسْق : حِمْلُ البعير والوِقْرُ : حِمْلُ البَغْل أو الحِمار هذا قولُ الخَليل . وقال غيره : الوَسْق : العِدْل وقيل : العِدْلانِ وقيل : الحِمْلُ عامّةً . وجمع الزّمخشريّ بيْن القوْلَين فقال : الوَسْقُ : ستّون صاعاً وهو حِمْلُ بعير وأنشد غيرُه :
" أينَ الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ
" وأينَ وسْقُ الناقَةِ الجَلَنْفَعَهْ ووسّقَ الحِنْطَةَ توْسيقاً : جعلَها وفي بعض نُسَخ الصحاح : حمَلَها وسْقاً وسْقاً . وأوسَقَ البَعيرَ : أوْقَرَه وفي الصحاح : حمّلَه حِمْلَه . ويُقال : وسّقَت النّخلَةُ : إذا حمَلت فإذا كثُر حَمْلُها فقد أوْسَقَت أي : حمَلت وسْقاً . قال لَبيد :
يومَ أرْزاقُ من يُفضِّلُ عُمٌّ ... موسَقاتٌ وحُفَّلٌ أبْكارُ واستَوْسَقَت الإبِل أي اجتَمَعت . وأنشدَ الجوهريّ للعَجّاج :
" إنّ لنا قلائِصاً حَقائِقا
" مُسْتَوسِقاتٍ لو يجِدْنَ سائِقا ومن المَجاز : اتّسَقَ أمرُه أي : انْتَظَم . ومن المجاز : واسَقَه مُواسَقَةً ووِساقاً : عارَضَه فكان مثلَه ولم يكُن دونَ . قال جَنْدَلٌ :
" فلسْتَ إنْ جاريْتَني مُواسِقي
" ولستَ إن فرَرْتَ منّي سابِقي وواسَقَه أيضاً : إذا ناهَدَه مُواسَقَةً ووِساقاً . قال عديُّ بنُ زيْدِ العِباديّ :
ونَدامَى لا يبْخَلونَ بما نا ... لُوا ولا يُعسِرونَ عندَ الوِساقِ وقال أبو عُبيد : المِيساقُ : الطائِر الذي يُصفِّقُ بجَناحَيْه إذا طار ج : مَياسِيقُ هكذا نقلَه الجوهريّ . وقال الأزهريّ : مآسيقُ . قال : هكذا سمِعْتُه بالهَمْز . ومما يُستَدْرَكُ عليه : الوَسْق بالفَتْح لا غيرُ : وِقْرُ النّخلَةِ نقلَه ابنُ برّي عن أبي عُبيد ذكَره في باب طلْع النّخْل . يُقال : حمَلَتْ وسْقاً أي : وِقْراً زاد شمِرٌ : وهي لُغةُ العرَب والجمْع الأوْساقُ والوُسوقُ . وقد وسَقَتْ وسْقاً أي : حمَلت وِقْراً . ووَسَقت الأتانُ : حمَلَت ولداً في بطْنِها وكذلك الشّاةُ . والميساقُ من الحَمام : الوافِرُ الجَناح وقيل : هو على التّشْبيهِ جعلوا جَناحَيْهِ له كالوَسْق جمعُه : مآسيقُ بالهَمْز . وقد ذُكِر في الهَمْزِ . وكلّ ما انضَمّ فقد اتّسَق . والطّريق يأْتَسِقُ ويتّسِقُ أي : ينْضَمّ حكاه الكِسائيّ . وقولُه تعالى : ( والقَمَرِ إذا اتّسَقَ ) أي : استَوى . واتِّساقُ القَمَر : امتلاؤه واجْتِماعُه واستِواؤُه ليلَة ثَلاثَ عشْرةَ وأربَعَ عشْرَةَ . وقال الفرّاءُ : الى سرَّ عشْرةَ فيهِنّ امتلاؤُه واتّساقه . وقال أبو عمْرو : من أسْماءِ القَمَر : الوَبّاصُ والطَّوْس والمُتَّسِق والجَلَمُ والزِّبْرِقانُ والسِّنِمار . والوَسْقُ : ضمُّ الشّيءِ الى الشّيء . واستَوسَقوا : استَجْمَعوا وانْضَمّوا . وفي حديث النّجاشيّ : واسْتَوسَقَ عليه أمْر الحَبَشة أي : اجتَمعوا على طاعَتِه واستقرّ المُلْكُ فيه . ووسّقَ الإبلَ فاسْتَوسَقَت أي : طرَدَها فأطاعت عن ابنِ الأعرابيّ . واستَوْسَقَ لك الأمر : أمكنَك . واتّسَقَت الإبِلُ : اجتَمَعت . وناقةٌ وسيقَةٌ : حامِل . واستَوْسَق أمْرُه : انْتَظَم وهو مجاز . وطردَ الحِمارُ وَسيقَتَه أي : عانَتَه وهو مَجازٌ . وهو لا يُواسِقُ فُلاناً أي : لا يُعادِلُه وهو مَجاز . وتقول العربُ : إنّ اللّيلَ لطَويلٌ ولا أسِقُ بالَه ولا أسِقْهُ بالاً بالرّفع والجزْم من قوْلك : وسَقَ : إذا جمَع أي : وُكِلتُ بجَمْع الهُمومِ فيه . وقال اللِّحياني : معْناه لا يجْتَمِعُ له أمْرُه قال : وهو دُعاءٌ . قال الأزهريّ : ومثلُه : إنّ اللّيلَ طويلٌ ولا يَطُلْ إلا بخيْرٍ أي : لا طالَ إلا بخَيْر . وقال الأصمعيّ : فرسٌ مِعْتاقُ الوَسيقة وهو الذي إذا طُرِد عليه طَريدةٌ أنجاها وسَبَق بها وأنشد :