بَيْت الإبرة عُلْبَةٌ صغيرة، بها إِبرةٌ مِغْنيطِيسيَّة، تَدور على مِحْور دقيق، يتَّجه رأْسُها نحو الشَّمال دائماً، تُعرف بها الجهات. والاسم الشائع لها "البوصلة".
البَيْتُ من الشَّعَرِ : ما زاد على طريقةٍ واحدةٍ يَقعُ على الصَّغير والكبير قد يقال للمَبنِيّ من المَدَرِ م وهو معروف والخِباءُ : بيتٌ صغيرٌ من صُوفٍ أو شَعَرٍ فإذا كان أَكبَرَ من الخِباءِ فهو بَيْتٌ ثم مِظَلَّة إذا كَبُرتْ عن البيت وهي تُسمَّى بَيْتاً أَيضاً إِذا كان ضَخْماً مُزَوَّقاً . وقال ابنُ الكلبيّ : بُيُوت العرب ستّة : قُبَّةٌ مِن أَدَمٍ وَمِظَلَّةٌ من شَعَر وخِباءٌ من صوف وبِجَادٌ من وَبَر وخَيْمَةٌ من شَجَر وأُقْنَةٌ من حَجَر وسوط من شعر وهو أصغرُها . وقال البغداديّ : الخِبَاءُ : بَيتٌ يُعْملُ من وَبرٍ أَو صوف أَو شَعر ويكون على عَمودينِ أَو ثلاثة والبيتُ يكونُ على ستَّة أعمدة إلى تسعة . وفي التَّوشيح : إِنهم أَطلَقوا الخِباءَ على البيت كيف كان كما نقله شيخُنا ج : أَبْياتٌ كسَيْف وأَسْيَاف وهو قليل وبُيُوتٌ بالضّمّ كما هو الأَشهرُ وبالكسر وقُرِئَ بهما في المُتَوَاتِر وجج أَي : جمع الجمع على ما ذكَره الجَوْهَرِيُّ أَبايِيتُ وهو جمع تكسير حكاه الجوهريُّ عن سيبويهِ وهو مثل أَقوالٍ وأَقاوِيلَ وبُيُوتاتٌ جمع سلامة لجمعِ التكسيرِ السّابق . حكَى أَبو عليّ عن الفراءِ أَبْيَاواتٌ وهذا نادرٌ وتَصْغِيرُه بُيَيْتٌ وبِيَيْتٌ الأَخير بكسر أَوَّلِه ولا تَقُلْ : بُوَيْتٌ ونسبه الجوهريُّ للعامَّة وكذلك القول في تصغير شَيْخ وعَيْرٍ وشَيْءٍ وأَشباهِها . البيتُ : الشَّرَفُ والجمعُ : البُيُوتُ ثمّ يُجْمَعُ بُيُوتَات جمع الجمع . وفي المُحْكم : والبيتُ من بُيُوتاتِ العرب : الذِي يَضُمُّ شَرَفَ القَبِيلةِ كآل حِصْنٍ الفَزَارِيِيّنَ وآلِ الجَدَّيْنِ الشَّيْبانِيِّينَ وآلِ عَبْدِ المَدَانِ الحارِثيِّينَ . وكان ابنُ الكلبيّ يزعمُ أَنّ هذِه البُيوتاتِ أَعلَى بيوتِ العَرب . ويقَالُ : بَيْتُ تَمِيم في بني حَنْظَلَةَ أي : شَرُفُهَا . وقال العَبّاس رضي الله عنه يمدَحُ سيِّدنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم :
حتى احْتَوَى بَيْتُكَ المهَيْمِنُ مِن ... خِنْدِفَ عَلْيَاءَ تَحْتَهَا النُّطُقُ
أَراد ببيتِه شَرَفَه العالِيَ . البَيْتُ أَيضاً : الشرِيفُ وفلانٌ بَيتُ قومِه : أَي شَريفُهم عن أَبي العَمَيْثَلِ الأَعْرَابيّ . من المجَاز : البَيت : التَّزْوِيجُ يُقال : باتَ فُلانٌ أي : تَزَوَّج وذا عن كُراع . ويقَال : بَنَى فلانٌ على امْرَأَتِهِ بَيْتاً : إذا أَعْرَسَ بها وأَدْخَلها بَيْتاً مضروباً وقد نَقَل إِليه ما يَحتاجون إِليه من آلَة وفِراش وغيرِه . وامْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : أَصابتْ بَيْتاً وَبَعْلاً . بَيْتُ الرَّجل : القَصْرُ ومنه قولُ جِبريلَ عليه السلامُ : " بَشِّزْ خَدِيجةَ ببَيْتِ من قَصَبٍ " أَراد : بِقَصْر من لُؤلوةٍ مُجَوَّفَةٍ أَو بِقَصْرٍ من زُمُرُّذَةٍ . وبيتُ الرجل : دارُه . وبَيْته : قَصْرُه وشَرفُه . ونقل السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ مثلَ ذلك عن الخَطّابِيِّ وصَحَّحه ؛ قال : ولكن لِذكْرِ البَيْتِ هاهُنا بهذا اللَّفْظ - ولم يقل : بقَصْر - معنىً لائق بصُورَة الحالِ وذلك أَنّهَا كانت رَبَّةَ بيتِ إِسلام لم يكن على الأَرْض بيتُ إِسلامٍ إِلاّ بَيْتَهَا حين آمَنَت . وأَيضاً فإنّها أَوّلُ من بَنَى بَيتاً في الإِسلام بتزويجها رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلم ورغبتِهَا فيه وجزاءُ الفعلِ يُذْكَرُ بلفظ الفعل وإِن كان أَشرفَ منه . ومن هذا الباب " مَنْ بَنَى للهِ مسجداً بَنَى اللهُ له مٍثلَه في الجَنَّة " ثُمَّ لم يُرِدْ مِثْلَه في كونه مَسجداً ولا في صفتِه ولكن قابلَ البُنْيَانَ بالبُنْيَانِ أَي : كما بَنَى بُنِيَ له فوقَعَتِ المُماثَلَةُ لا في ذات المَبْنِيّ . وإِذا ثَبَتَ هذا فمن ها هنا اقتضت الفصاحةُ أَن يُعَبَّر لها عَمّا بُشِّرَتْ به بلفْظ البَيْت وإنْ كان فيه مالاَ عَيْنٌ رأَتْه ولا أُذُنٌ سَمِعَتْه ولا خَطَرَ على قَلبِ بَشَرٍ . انتهى بتصرُّفٍ يسير وهو كلام حَسنٌ راجِعْه في الرَّوْض . وفي الصّحاح : البيتُ أَيضاً : عِيَالُ الرَّجلِ ؛ قال الرّاجز :
" مالِي إِذا أَنْزِعُهَا صَأَيْتُ
" أَكِبَرٌ قد غالَنِي أَم بَيْتُ وهو مجاز . وبَيتُ الرَّجُل : امْرَأَتُهُ ويُكْنَى عن المرأَة بالبَيْت . وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : العربُ تَكْنِي عن المرأَة بالبَيْت قاله الأَصمعيُّ وأَنشدَ :
" أَكِبَرٌ غَيَّرَنِي أَمْ بَيْتُ ؟ سَمَّى اللهُ تعالَى الكَعْبَة البَيْتَ الحَرَام شرَّفها الله تعالى . قال ابْنُ سِيدُه : وبيتُ الله تعالى : الكَعْبَةُ . قال الفارسيُّ : وذلك كما قيل للخليفة : عبدُ الله وللجَنَّة : دارُ السَّلام . قُلْت : فإِذا هو عَلَمٌ بالغَلَبَة على الكَعْبَة فيكون مَجازاً كالَّذِي يأْتي بعدَه هو قوله : البَيْتُ : القَبْرُ أي : على التَّشْبِيهِ قاله ابْنُ دُريْدٍ وأَنشد لِلَبِيدٍ :
وصاحِبِ مَلحُوبٍ فُجٍعْنَا بِيَوِمِهِ ... وعندَ الرِّدَاعِ بَيْتُ آخَرَ كَوْثَرٍ وفي حديثِ أَبي ذَرٍّ : " كيف تَصْنعُ إِذا ماتَ النّاسُ حتَّى يكونَ البَيْتُ بالوَصِيف ؟ " قال ابْنُ الأَثير : أَراد بالبيت هُنَا القبرَ . والوَصِيفُ : الغُلامُ . أَراد أَنّ مواضِعَ القبور تَضيقُ فيبْتاعون كُلَّ قَبرٍ بوَصِيف . في ألأَساس : من المجاز قولُهم : تُزُوِّجَتْ فلانةُ على بَيْتٍ : أي على فَرْشٍ يَكْفِي البَيتَ . وفي حديث عائشة رضي الله عنها " تَزَوَّجَنِي رسولُ الله صَلَّى الله عليه وسلم على بَيْتٍ قِيمتهُ خمسون دِرهماً " أي : على مَتَاع بَيتٍ فحُذِفَ المضَاف وأُقيِمَ المضَافُ إِليه مُقامَه . من المجَاز : البَيْت بَيْتَ الشّاعِرِ سُمِّيَ بَيْتاً لأَنَّهُ كلامٌ جُمِع منظوماً فصار كبَيتٍ جُمِعَ من شُقَقٍ ورِوَاقٍ وعُمُدٍ . وقولُ الشّاعر :
وَبَيْتٍ على ظَهْرِ المَطِي بَنَيْتهُ ... بأَسْمَرَ مَشْقوقٍ الخَياشِيمِ يَرْعُفُقال : يَعْني بَيتَ شِعْر كتَبَه بالقَلَم . كذا في التَّهْذيب . وفي اللسَان : والبَيْت من الشَّعْر مُشتقٌّ من بَيتِ الخِبَاءِ وهو يَقَعُ على الصَّغِير والكبير كالرجزِ والطَّويل وذلك لأَنّه يضمُّ الكلامَ كما يَضمُّ البَيتُ أَهلَه ولذلك سَمَّوْا مُقَطَّعاتِه أَسباباً وأَوتاداً على التَّشبيه لها بأَسباب البيوت وأَوتادها والجمعُ أَبياتٌ . وحكى سيبويهِ في جمعه : بُيُوتٌ وهكذا قاله ابنُ جِنّي . قال أَبو الحسن : وإِذا كان البَيتُ من الشِّعْر مُشَبَّهاً بالبَيت من الخِبَاءِ وسائر البِناءِ لم يَمْتَنِعْ أَن يُكسَّر على ما كُسِّر عليه . والبَيُّوتُ كَخَرُّوبٍ : المَاءَ الباردُ يُقال : ماءٌ بَيُّوتٌ : باتَ فَبَرَد قال غَسَّانُ السَّلِيطِيُّ :
كَفاكَ فأَغْناكَ ابنُ نَضْلَةَ بعدَها ... عُلاَلَةَ بيُّوتٍ من الماءِ قارسِ قال الأَزهريّ : سمِعتُ أَعرابِيًّا يقولُ : اسْقِنِي من بَيُّوتِ السِّقاءِ . أي : من لَبَنٍ حُلِبَ لَيلاً وحُقِنَ في السِّقاءِ حتى بَرَدَ فيه لَيلاً . وكذلك الماءُ إذا بَردَ في البَرّادة لَيلاً : بَيُّوتٌ . وأَمّا ما أَنشده ابن الأَعْرَابيّ :
" فَصَبَّحتْ حَوْضَ قَرىً بَيُّوتَا قال أُراه أَراد قَرَى حَوْضٍ بَيُّوتاً فقَلَب . والقَرَى : ما يُجمَع في الحَوض من الماءِ ؛ فأَنْ يكونَ بَيُّوتاً صفةً للماءِ خيرٌ من أَن يكونَ صفةً للحَوض إِذْ لا مَعنى لوَصْفِ الحَوْضِ . كذا في اللسان . البَيُّوت : الغابُّ من الخُبْزِ كالبائتِ يُقال : خُبْزٌ بائتٌ وكذلك البَيُّوت . البَيُّوتُ أَيضاً : الأَمْرُ يَبِيتُ لَهُ - وفي نسخة : عليه . ومثلُه في الصِّحاح - صاحِبُهُ مُهْتَمًّا به قال الهُذَلِيُّ أُمَيَّةُ بْنُ أَبي عائذ :
وأجْعَلُ فُقْرَتَها عُدَّةً ... إِذا خِفْتُ بَيُّوتَ أَمْرٍ عُضَالِ وهَمٌّ بَيُّوتٌ : باتَ في الصَّدْر قال :
" على طَرَبٍ بَيُّوتَ هَمٍّ أُقاتِلُهْ في المُحْكَمِ : بَاتَ يَفْعَلُ كَذَا وكذا يَبيتُ ويَبَات بَيْتا وبَياتاً كسَحاب ومَبِيتاً كمَقِيل وَبيْتُوتَةً : أَي يَفْعَلُه لَيْلاً وليْس مِنَ النَّوْمِ . وأَخْصَرُ من هذا عبارةُ الجوهريِّ : باتَ يبِيت ويَبَاتُ بيْتُوتَةً ؛ وبات يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : يَفْعلُ كذا : إِذا فعلَه ليلاً كما يُقَال : ظَلَّ شيخُنا عن العَلاّمَة الدَّنوشَرِيّ في معنى قوله : وليس من النَّوم أَنَّ الفِعْلَ ليس من النَّوم أي : ليس نَوْماً فإِذا نامَ ليْلاً لايَصِحُّ أَنْ يُقَالَ : باتَ يَنامُ ؛ قال : وبعضُهم فَهِمَ قولَه : وليس من النَّوم على غير هذا الوجْهِ وقال : معناه : وليس ما ذُكر من الصّادر من النوم أي : ليس معناه بالنَّوْم فليُتَأَمَّل قال ويَجوز على هذا أَنْ يُقال : بات زيدٌ نائماً . وقَوَّى جماعةٌ هذا الفهمَ قاله الشّيخً ياسينُ في حواشي التَّصْريح وقال مُلاً عبدُ الحكيم في حواشيه على المُطَولّ : لمَا أَنشد :
" وباتَ وباتَتْ لَهُ لَيْلةٌالبيت : إِنّ بات فيه تامَّة بمعنى : أَقامَ ليلاً ونزلَ به نام أَوْ لا فلا يُنافِي قوَه : " ولم تَرْقُدِ " انتهى . قلتُ وقال أبْنَ كَيسانَ : باتَ يَجوز أَن يَجْرِي مَجْرَى نامَ وأَنْ يَجرىَ مَجْرَى كان قالَهُ في كان وأخواتها . قال الزّجّاج : كلّ من أَدْرَكَه اللّيْلُ فقد باتَ نامَ أَوْ لم يَنَمْ . وفي التنزيل العزيز " والَّذِينَ يَبِيتَونَ لِرَبَّهِمْ سُجَّداً وقِيَاماً " . والاسم من كلِّ ذلك البِيتَة . وفي التّهْذِيب عن الفَراءِ : بات الرَّجُل : إِذا سَهِرَ الليلَ كلَّه في طاعةِ الله أَو مَعْصِيَتِه . وقال اللَّيْث : البَيْتوتَة : دُخولُك في اللَّيل يُقَال : بِتُّ أَصْنَعُ كذا وكذا قال : ومن قال : باتَ فُلانٌ إِذا نام فقد أَخطاَ أَلا تَرى أَنَّك تقولُ : بِتُّ أُراعِي النُّجُومَ . معناه : بِتُّ أَنظُرُ إِليها فيكف يَنَامُ وهو يَنظُرُ إِليها : وقَدْ بِتُّ القَوْمَ وبِتُّ بِهِم وبتُّ عِنْدَهُم حكاه أَبو عُبَيْد . يُقَالُ : أَباتَك الله إِبَاتَةً حَسَنَةً وباتَ بَيْتُوتةً صالِحةً . قال ابنُ سِيدَهْ وغيرُهُ : وأَباته اللهُ بخير وأَباتَهُ اللهُ أَحْسَنَ بِيتَةٍ بالكسر أي أحسن إباتة لكنَّه أَراد به الضَّرْبَ من المَبيت فبناهُ على فِعْلِه كما قالوا : قَتَلْتُهُ شَرَّ قِتْلةٍ وبِئسَتِ المِيتَةُ إِنّمَا أَرادوا الضَّرْبَ الَّذي أَصابَه من القَتْل والموت . وبَيَّتَ الأَمْرَ : عَمِلَهُ أَو دَبَّرَهُ لَيْلاً . وفي التَّنْزيل العزيز : " بَيَّتَ طائِفِةٌ مِنْهُم غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ " وفيه : " إِذْ يُبَيِّتُون ما لا يَرْضَى مِنَ القَوْلِ " . وقال الزَّجَّاجُ : كُلُّ ما فُكِّر فيه أَو خِيضَ بليلٍ فقد بُيِّتَ . ويُقَال : بُيِّتَ بلَيْلٍ ودُبِّر بليلٍ بمعنًى واحدٍ . وقولُهُ . " والله يَكْتُبُ ما يُبَيِّتُون " أَي : يُدَبِّرون ويُقَدِّرون من السُّوءِ ليْلا . وبُيِّتَ الشيءُ : أَي قُدِّرَ . وفي الحديث " أَنه كان لا يُبَيِّتُ مالاً ولا يُقَيِّلهُ " أَي : إذا جاءَه مالٌ لا يُمْسِكُه إِلى الَّليْل ولا إِلى القائله بل يُعَجِّل قِسْمَتَهُ . بَيَّتَ النخْلَ : شَذَّبَها من شَوْكِها وسَعَفِها وقد مرّ التّشذيب في ش ذ ب . بَيَّتَ القَوْمَ العدُوَّ : أَوْقعَ بهم لَيْلاً والاسم البَيَاتُ وأَتاهم الأَمْرُ بَياتاً أَي : أَتاهم في جَوْفِ اللَّيْل . ويقال : بَيَّتَ فلانٌ بَنِي فُلانٍ : إِذا أَتاهم بَيَاتاً فكبَسَهم وهم غارُّونَ . وفي الحديث : " أَنّه سُئلَ عن أَهْل الدَّار يُبَيَّتُون " أي : يُصابُون ليْلاً . وتَبْيِيتُ العَدُوِّ : هو أَنْ يُقْصَدَ في اللَّيْل من غير أَن يَعلَمَ فيُؤخَذ بَغْتَةً وهو البَيَاتُ ومنه الحديث : " إِذا بُيِّتُّمْ فقولوا : " حم لا يُنْصَرُونَ " . وفي الحديث : " لا صِيامَ لمنْ لمْ يُبَيِّتِ الصِّيامَ " أي : يَنوِهِ من اللّيل يُقَال : بيَّتَ فلانٌ رأْيَه إِذا فَكَّر فيه وخَمَّرَه . وكلُّ ما دُبِّرَ فيه وفُكِّرَ بلَيْلٍ فقد بُيِّتَ . ومنه الحَدِيث : " هذا أَمْرٌ بُيِّتَ بِلِيْل " . والبِيتَةُ بالكسْرِ : القُوتُ كالبِيتِ بغير هاءٍ يُقال : ما عِنْدَه بِيتُ لَيلَةٍ ولا بِيْتَة لَيلة : أَي قُوتُ لَيلةٍ . والبِيتة أَيضاً : حالُ المَبِيت قال طَرَفةُ :
ظلَلْت بذي الأَرطَى فُوَيْقَ مُثَقَّفٍ ... بِبِيتَةِ سُوءٍ هالِكاً أَو كَهالِكِالمبِيتُ : الموضعُ الذي يُباتُ فيه والمًسْتَبِيت : الفَقِيرُ . يُقَالٌ : امْرَأَةٌ مُتَبَيِّتَةٌ : إِذا أَصابَتْ بَيْتاً وبَعْلاً . وتَبيَّتَهُ عن حاجَتِهِ : إِذا حَبَسَهُ عنْها . فُلانٌ لا يَسْتَبِيتُ لَيْلَةً : أَي مالَهُ بِيتُ لَيْلَةٍ من القُوتِ . وسِنُّ بَيُّوتَةٌ بالتَّشديد : أَي لا تَسْقُطُ نقله الصّاغانيُّ . وبيَاتٌ كسحَابٍ : ة الصّوَابُ في هذه ككَتَّان والأَشبهُ أَن تكون من قُرَى المَغْرِب فإِنّه ينْسَب إِليها محمّد بن سَلْمان بن أَحمدَ المُرَّاكِشِيّ الصِّنْهَاجِيّ البتَّاتِيّ المقرِي من شُيوخ الإِسكَنْدرِيَّة سمع ابنَ رَواح وعنه الوانِي كما قيَّدَه الحافِظ . بَيَاتُ : كُورةٌ قُرْب واسِطَ منها عِزُّ الدِّين حسنُ بْنُ أَبِي العشَائِرِ بن محمود البيَاتِيّ الواسطيّ عن الكمال أَحمد الدّخميسيّ وعنه أَبو العَلاَءِ الفَرضِيّ . ومما يستدرك عليه : البُيوت الغَيْرُ المَسْكُونة في قوله تعلى : " لَيْسَ علَيْكُم جنَاحٌ " الآية يَعْنِي بها الخَانات وحَوانِيتَ التِّجَار والمواضِعَ الَّتي تُبَاع فيها الأَشياءُ ويُبِيحُ أُهلُها دخولَها . وقيل : إِنَّه يعني بها الخَرِبات الّتي يَدْخُلُهَا الرجلُ لبَوْلٍ أَو غائط . وقولُه تعالى : " في بُيوتٍ أَذِنَ اللهُ أَنْ تُرْفَعَ " قال الزَّجاج : أَراد المساجدَ قال : وقال الحسن : يَعني بَيْتَ المقْدِس . قال أَبو الحسن : وجَمَعَهُ تفخيماً وتعظيماً . وقد يكونُ البيتُ للعَنكبوتِ والضَّبّ وغيرِه من ذَوَات الجِحرِ وفي التنزيل العزيز " وإِنَّ أَوْهَنَ البُيُوتِ لَبَيْتُ العَنكَبُوت " وفي المحكم : قال يعقوبُ : السُّرْفَةُ دابَّةٌ تَبنِي لنفْسها بَيتاً من كِسارٍ العِيدان وكذلك قال أَبو عُبَيْدٍ فجعل لها بَيتاً . وقال أَبو عُبيْدٍ أَيضاً : الصَّيْدَانُ دابَّةٌ تَعمل لنَفسها بَيتاً في جَوف الأَرض وتُعمِّيهِ . قال : وكُلُّ ذلك أُراه على التَّشبيه ببيت الإِنسان . والبَيْتُ : السَّفينة قال نُوحٌ على نبيِّنا وعليه الصَّلاة والسَّلام حِينَ دعا رَبَّهُ : " رَبِّ اغْفِرْ لِي ولِوَالِدَيَّ ولِمَنْ دخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً " فسمَّى سَفينَتَهُ الّتي رَكِبَهَا بيتاً . وأَهلُ بَيت النَّبِيّ صلى الله عليه وسلَّم : أَزواجُه وبِنْتُه وعلِيّ رضي الله عنهم . قال سيبويه : أَكثر الأَسماءِ دخُولاً في الاختصاص : بنُو فُلانٍ ومَعْشرٌ مُضَافة وأَهلُ البيت وآلُ فلانٍ . وفي الصّحاحِ : هو جارِي بَيْتَ بَيْتَ قال سِيبَوَيْهِ : من العرب من يَبنِيه كخمْسَةَ عَشَرَ ومنهم من يُضِيفه إِلاّ في حدّ الحالِ . وهو جارِي بَيتاً لِبَيتٍ وبيَتٌ لِبيْتٍ أَيضاً . وفي التّهذيب : هو جاري بَيْتَ بَيْتَ أَي : ملاصِقاً بُنِياَ على الفَتح ؛ لأَنّهما اسمانِ جُعِلا واحداً . وابْتَاتَ : أَي : بَيَّتَ نقلَه الصّاغانيّ . وعن ابن الأَعرابيّ : العربُ تقول : أَبيت وأَبَات وأَصِيدُ وأَصادُ ويَمُوت ويَمَات ويَدُوم ويَدَام وأَعيف وأَعاف ويقال : أَخِيل الغَيْث بناحِيَتكم وأَخال لُغَةٌ وأَزِيل يُقَال : زالَ يرِيدونَ أَزَالُ كذا في لسان العرب . وأَبْياتُ حُسَينٍ وبَيْتُ الفَقِيهِ أَحمدَ بْنِ مُوسى : مدينتانِ باليمن . وبيتٌ : اسم موضع قال كُثَيِّر عَزَّةَ :
بوَجهِ بَنِي أَخِي أَسدٍ قَنَوْنَا ... إِلى بيْتٍ إِلى بَرْكِ الغِمَادِ قلت : وقرَأْت في المعجم لياقوت : إِنه يَبْتٌ بتقديم التحْتِيّة على الموَحَّدَة فلا أَدري أَيُّهما أَصَحُّ فليُراجعْ . وبنوْالبَيْتِيّ : قَبيلة من العَلَوِيَّة باليمن
فصل التاءِ المُثَنَّاة الفوقية مع مثلها
أَبَرَ النَّخْلَ والزَّرْعَ يَأْبُره بالضَّمِّ ويَأْبِره باكسر أَبْراً بفَتْحٍ فسكُونٍ وإبَاراً وإبارةً بكسرِهما أَصْلَحه كأَبَّره تَأَبِيراً . الآبِر : العامِلُ . المَأْبور : الزَّرْعُ والنَّخْلُ المصْلَحُ
وفي حديث عليٍّ رَضِيَ اللهَ عَنْه : " ولاَ بِقيَ منكم آبِرٌ " أي رجلٌ يقومُ بتَأبِيرِ النَّخلِ وإِصلاحِهَا اسمُ فاعلٍ من أبَرِ
قال أَبو حنيفَة : كل إِصلاح إبَارةٌ وأَنشد قَولَ حُمَيْدٍ :
إنَّ الحِبَالَةَ أَلْهَتْني إبَارتُهَا ... حتى أَصِيدَكُمَا في بعضها قَنَصَا . فجَعل إصلاحَ الحِبَالَةِ إبارةً . وفي الخبرِ : " خيرُ المالِ مُهْرَةٌ مَأْمورةٌ وسِكَّةٌ مَأْبورةٌ " السِّكَّةَ : الطرِيقَة المُصْطَفَّة من النَّخلِ والمَأْبُورة : الملَحَّقة يقال : أَبَرْتُ النَّخلةَ وأَبَّرْتها فهي مَأْبورة ومؤَبَّرَةٌ . وقيل : السِّكَّةُ : سكَّة الحَرْثِ والمَأْبورةُ : المُصْلَحَةُ له أَراد : خيرُ المالِ نِتَاجٌ أو زَرْعٌ
في حديث آخَرَ : " من باع نَخْلاً قد أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إِلاَّ أن يَشْترِطَ المُبْتَاعُ " . قال أبو منصور : وذلك أَنها لا تُؤبَّر إلاَّ بعد ظُهور ثَمرتِها وانشقَاقِ طَلْعِهَا . ويقال : نَخْلَةٌ مُؤَبَّرَةٌ مثل مَأْبورةِ والاسمُ منه الإِبار على وِزنِ الإِزارِ وروَى أَبو عَمرِ بنُ العَلاءِ قال : يقال : نَخْلٌ قد أُبِّرَت ووُبِرَتْ وأُبِرَتْ ثَلاثُ لغاتٍ فمَن قال : أُبِّرتْ فهي مُؤَبَّرةٌ ومَن قال : وُبِرَتْ فهي مَوْبُورَةٌ ومَن قال : أُبِرَتْ فهي مَأْبُورة أَي مُلَقَّحَةٌ
قال أبو عبد الرَّحمن : يُقَال لكلِّ مُصلِحِ صَنْعةٍ : هو آبِرُهَا . وإِنما قيل للملقِّح : آبِرٌ لأنَّه مُصلِحٌ له وأنشد :
" فإِنْ أَنتِ لمْ تَرْضَىْ بِسَعْيِيَ فاتْرُكِيلِيَ البَيْتَ آبِرْهُ وكُوني مَكَانِيَا . أي أُصلِحْه
أَبَرَ الكَلْبَ أَبْراً أطْعَمَه الإِبْرَةَ في الخُبْز . وفي الحديث : " المؤمِن كالكَلْبِ المَأْبُورِ
في حديث مالك بن دينار : " مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الشّاةِ المَأْبُورَةِ " أي التي أَكَلت الإِبرةَ في عَلَفِها فنَشِبَتْ في جَوْفِها فهي لا تأْكُلُ شيئاً وإِن أَكَلْت لم يَنْجَع فيها
من المَجاز : أَبَرَتْه العَقْرَبُ تَأْبُره وتَأْبِرُه أَبْراً : لَسَعتْه أَي ضَرَبَتْه بإِبرتها . وفي المُحكَم : لَدَغَتْ بإِبْرَتِها أي طَرَفِ ذَنَبِها . وفي الأَساس : وأَبَرَتْه العقربُ بِمِئْبَرِها والجَمْع مآبِرُ
من المَجَاز : أَبَرَ فلاناً إذا اغتابَه وآذاه . قال ابنُ الأعرابيِّ : أَبَرَ إذا آذَى وأَبَرَ إذا اغتابَ
أَبَر إذا لَقَّحَ النَّخْلَ . أَبَرَ : أَصْلَحَ . أَبَرَ القَوْمَ : أَهْلَكَهم ومنه في حديث عليٍّ رضي الله عنه : " والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه وأشار إلى لحيتهِ ورأسهِ فقال الناسُ : لو عَرَفناه أَبَرْنَا عِتْرَتَه " . أي أهلكناهم وهو من أَبَرْتُ الكلبَ إذا لأطعمتَه الإبرةَ في الخُبْز
قال ابن الأثير : هكذا أَخرجَه الحافظ أبو موسى الأصْفَهانيُّ في حرفِ الهمزةِ
قيل أَبَرْتُه من البَوارِ فالهمزةُ زائدةٌ وسيأْتي . الإبْرَةُ بالكسر : مِسَلَّةُ الحَدِيدِ . ج إِبَرٌ بكسرٍ ففتحٍ وإبارٌ قال القُطاميُّ :
وقَوْلُ المَرْءِ يَنْفُذُ بعْدَ حِينٍ ... أَمَاكِنَ لا تُجَاوِزُها الإِبَارُ . صانِعُه وبائِعُه هكذا في النُّسخِ بتذكيرِ الضَّمِيرِ وفي الأُصول كلِّهَا : صانِعُها : الأبّارُ . وفي التَّهْذِيب : ويُقال للمِخْيَطِ إبْرَةٌ وجمعُها إبَرٌ . والذي يُسَوِّي الإبَرَ يقال له : الأبّار أبو البائعُ إبْرِيُّ بكسرٍ فسكون وفَتْحُ الباءِ لَحْنٌ . وقد نُسِبَ إلَى بَيْعَِها أبو القاسم عُمَرُ بنُ منصورِ بنِ يَزِيدَ الإبْرِيُّ ومحمّدُ بنُ عليِّ بنِ نَصْرٍ الإِبْرِيُّ الحَنَفيُّ صَدُوقٌ
من المَجَاز : الإبْرةُ عَظْمُ وَتَرِةِ العُرْقُوبِ وهو عُظَيْمٌ لاصِقٌ بالكَعْب
قيل : الإبْرةُ من الإنسان : طَرَفُ الذِّراعِ من اليدِ الذي يَذْرَعُ منه الذَّارِعُ أو عَظْمٌ وفي بعض النُّسخ : عُظَيْمٌ بالتصغير وهي الصَّواب مُسْتَوٍ مع طَرَفِ الزَّنْدِ من الذِّراعِ إلى طَرَفِ الإصْبَعِ كذا في المُحْكَمِ . في التَّهْذيبِ : إبرةُ الذِّراع : طَرَفُ العَظْمِ الذي منه يَذْرَعُ الذَّارِعُ . وطَرَفُ عَظْم العَضُد الذي يَلِي المِرْفَقَ يقال له : القَبِيحُ وزُجُّ المِرْفَقِ بين القّبِيح وبين إبْرةِ الذِّراع وأنشد :
" حتّى تُلاقِي الإِبرةُ القَبِيحَا . في المُحْكَم والأَساسِ : إِبْرَةُ الذِّراعِ : مُسْتَدَقُّهَا . الإبرةُ أيضاً : ما انْحَدَّ أي استدَقَّ من عُرْقُوبِ الفَرَسِ وفي عُرْقُوبَيِ الفَرَسِ إبْرَتَانِ وهما حَدُّ كلِّ عُرْقُوبٍ مِن ظاهِرٍ
من المَجَاز : الإبرةُ فَسِيلُ المُقْلِ يَعْنِي صِغَارَها . ج إبَراتٌ بِكَسْرٍ فتَحْرِيك وضبطه القفّال محرَّكةً وإبَرٌ كعِنَب . الأول عن كُراع . قال ابنُ سيدَه : وعندي أنه جَمْعُ الجَمْعِ كحُمُرات وطُرُقات . من المجاز : الإبْرة : النَّمْيمَةُ وإفسَادُ ذاتِ البينِ . الإبْرة : شجَرٌ كالتِّينِ
الأبّارُ ككَتّانٍ : البُرْغُوثُ عن الصاغانيّ . أَشْيَافُ الأبّارِ ككَتّانٍ : دَوَاءٌ للعَيْنِ معروف نَقَله الصاغانيّ وضَبَطَ الأشْيَافَ بكَسْرِ الْهَمْزةِ والأبَّارَ بالتشديد . والْمِئْبرُ كمِنْبَرٍ : مَوْضِعُ الإبْرَةِ
الْمِئْبَرُ أيضاً : النَّميمَةُ وإفسادُ ذات البَيْنِ كالمئْبَرَةِ عن اللِّحْيَانيّ جَمْعُه مآبِرُ . قال النّابغةُ :
وذلك مِنْ قَوْلٍ أتَاكَ أَقُولُه ... ومِن دَسِّ أعدائِي إِلَيْكَ المآبِرِا . ومِن سَجَعات الأسَاسِ : خَبُثَتْ منهم المَخَابرُ فَمَشَتْ بينهم المآبِرُ
عن ابنِ الأعْرَابِيّ : الْمِئْبَر والمَأْبَر : ما يُلَقَّحُ به النخْلُ كالكُشّ . الْمِئْبَرُ : مارَقَّ مِن الرَّمْلِ قال كثر عزة :
" إلى الْمِئْبَرِ الرّابِي من الرَّمْلِ ذي الغَضَىتَرَاهَا وقد أَقْوَتْ حَدِيثاً قَدِيمُها . أَبِرَ الرجلُ كفَرِحَ : صَلَحَ . آبُرُ كآمُلَ : ة بسِجِسْتَانَ منها : أبو الحسن محمّدُ بن الحُسَينِ بنِ إبراهيمَ بنِ عاصمٍ الحافظُ السَّجْزِيُّ الآبُرِيُّ صَنَّفَ في مَنَاقِب الإمام الشافعيّ كتاباً حافلاً رَتَّبه في أربعةٍ وسبعينَ باباً . ائتَبَرَه : سَأَلَه أَبْرَ نَخْلِه أَو زَرْعِه أن يُصلِحَه له قال طَرَفةُ :
ولِيَ الأصْلُ الذي في مثله ... يُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِر . الآبِرُ : العامِلُ . والمُؤْتَبِرُ : رَبُّ الزَّرْعِ . ائْتَبَرَ البئْرَ : حَفَرها قيل : إنه مقلوبٌ من البَأْر
أُبَيْرٌ كزُبَيْر : ماءٌ دُونَ الأحْسَاءِ من هَجَرَ وقيل : ماءٌ لبني القَيْن وقيل : موضعٌ ببلادِ غَطَفَانَأُبَيْرُ بنُ العَلاءِ مُحَدِّث عن عيسى بنِ عَبْلَةَ وعنه الواقِدِيُّ . وعِصْمَةُ بنُ أُبَيْرٍ التَّيْمِيُّ تَيم الرَّبابِ له وفَادةٌ وقَاتَلَ في الرِّدَّةِ مُؤْمِناً قاله الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيد . عُوَيْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَيْرِ الدِّيلِيّ أَسْلَمَ عامَ الحُدَيْبيِة واسْتُخْلِف على المدينةِ في عُمْرَةِ القَضاءِ صَحَابِيّانِ . بَنُو أُبَيْرٍ : قبيلةٌ من العرب . أَبْرِينُ بالفَتْحِ لغةٌ في يَبْرِينَ بالياءِ وسيأْتِي . الآبَارُ : مِن كُوَرِ واسِطَ . نَقَلَه . الصغانيّ . آبارُ الأعْرَابِ : ع بين الأجْفُرِ وَفَيْدَ . ولا يَخْفَى أنَّ ذِكْرَهما في بأْر كان الأنسبَ وسيأْتي . والمِئْبَرةُ مِن الدَّوْمِ : أوَّلَ ما يَنْبُتُ وهو بعَيْنِه فَسِيلُ المُقْلِ الذي تقدَّمَ ذكُره لغةٌ كالإِبْرة فكان يَنْبغِي أن يقولَ هناك : كالْمِئْبَرَةِ ليكونَ أوفقَ لقاعدتِه كما هو ظاهرٌ . وقولُ عليٍّ عليه السّلامُ والرِّضوانُ وقد أخرجه الأئِمَّةُ من حديث أسماءَ بنتِ عُمَيسٍ قيل لعليٍّ : ألاَ تَتَزَوَّج ابنةَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : ما لي صفراءُ ولا بيضاءُ ولستُ بمَأْبُورٍ في دِينِي فيُورِّيَ بها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم عنِّي إني لأَوَّلُ مَن أسلم قال ابنُ الأثير : والمَأْبُورُ : مَن أَبَرَتْه العقربُ أي لَسَعَتْه بإبْرَتِها أي لستُ غيرَ الصحيحِ الدِّينِ ولا بمُتَّهَمٍ في دِينِي فيتَأَلَّفَنِي النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بتَزْوِجِي فاطمةَ رضي الله عنها . وفي التهذيب والنهايةِ : " بتزويجِهَا إيّايَ " . قال : " ويُرْوَى أيضاً بالمثلَّثةَ ِ أي لستُ مِمَّنْ يُؤْثَرُ عنِّي الشَّرُّ وسيأْتِي . قال ابنُ الأثيرِ : ولو رُوِىَ ولستُ بمَأْبُونٍ بالنونِ لكان وَجْهاً
ومّما يُسْتدرَكُ عليه : تَأَبَّر الفَسِيلُ إذا قَبِلَ الإبارَ . قال الراجز :
تَأَبَّرِي يا خَيْرةَ الفَسيلِ ... إذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُولِ . يقول : تَلَقَّحِي مِن غيرِ تَأْبِير . وأَبَرَ الرَّجلُ : آذَى عن ابنِ الأعرابيُّ . يُقَال للِّسَانِ : مِئْبَرٌ ومِذْرَبٌ ومِفْصَلٌ ومِقْوَلٌ . أَبَّرَ الأَثَرَ : عَفَّى عليه من التُّرَاب . في حديثِ الشُّورَى : " لا تُؤَبِّرُوا آثارَكم فتُولوا دِينَكم " قال الأزهريُّ : هكذا رَواه الرِّياشِيُّ بإسناده وقال التَّوْبِيرُ : التَّعْفِيَة ومَحْوُ الأثَرِ قال : وليس شيءٌ من الدّوابِّ يُؤَبِّر أَثَرَه حتى لا يُعرَف طَرِيقُه إلاّ عَناق الأرضِ . حكاه الهَرَوِي في الغَرِبيَيْن وسيأْتي في وبر وفي ترجمة بأْر
ابْتَأَرَ الحَرُّ قَدَمَيْه . قال أَبو عُبَيْدٍ : في الابتِئَارِ لُغَتَان يُقال : ابتأَرْتُ وائْتَبْرتُ ابْتئاراً وائْتباراً قال القُطَاميُّ :
فإنْ لم تَأْتَبَرْ رُشْداً قُرَيْشٌ ... فليس لسائرِ الناسِ ائْتِبَارُ . يَعْنِي اصطناعَ الخَيرِ والمعروفِ وتَقْدِيمَه كذا في اللِّسَان
أُبائِرُ بالضَّمِّ : مَنْهَلٌ بالشَّام في جهة الشَّمَالِ من حَوْرانَ . أُبَارٌ كغُرَاب : موضعٌ ناحية اليمن وقيل : أرضٌ من وراءِ بلادِ بني سَعْدٍ . واستدرك شيخُنا : مَأْبُور : مَوْلَى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . قلتُ : هو الذي أَهداه المُقَوْقِسُ مع ماريةَ وسِيرِينَ . قالَه ابنُ مُصْعَبٍ . وفي شُروح الفَصيح . قولُهم : ما بِها آبِرٌ أي أَحْدٌ . في الأَساس : ومن المَجَاز : إبْرَةُ القَرْنِ طَرَفُه . وإبْرةُ النَّحْلَةِ شَوْكَتُهَا . وتقول : لا بُدَّ مع الرُّطَبِ من سُلاَّءِ النخْلِ ومع العَسَلِ من إبَرِ النَّحْلِ
قلتُ : الإبرةُ أيضاً كِنَايةٌ عن عُضْو الإنسان . إبِرٌ بكَسْرتين وتشديدِ الموحَّدةِ : قَريةٌ مِن قُرَى تُونَس وبها دُفِنَ أبو عبد الله محمّدٌ الصِّقِلِّيُّ المعمَّرُ ثلاثمائة سنةٍ فيما قيل