الأَلْقُ
والأُلاقُ والأَوْلَقُ الجُنُون وهو فَوْعل وقد أَلَقَه اللهُ يأْلِقُه أَلْقاً
ورجل مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ على مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق قال الرياشي أَنشدني
أَبو عبيدة كأَنَّما بِي مِن أراني أَوْلَقُ ويقال للمجنون مُأَوْلَق على وزن
مُفَوْعل وق
الأَلْقُ
والأُلاقُ والأَوْلَقُ الجُنُون وهو فَوْعل وقد أَلَقَه اللهُ يأْلِقُه أَلْقاً
ورجل مأْلُوق ومُأَوْلَقٌ على مثال مُعَوْلَقٍ من الأَوْلَق قال الرياشي أَنشدني
أَبو عبيدة كأَنَّما بِي مِن أراني أَوْلَقُ ويقال للمجنون مُأَوْلَق على وزن
مُفَوْعل وقال الشاعر ومُأَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كَيّةَ رأْسِه فتركْتُه ذَفِراً
كريحِ الجَوْرَبِ هو لنافع بن لَقِيط الأَسدي أَي هَجْوتُه قال الجوهري وإن شئت
جعلت الأَولق أَفعل لأَنه يقال أُلِق الرجلُ فهو مَأْلُوق على مَفعول قال ابن بري
قولُ الجوهري هذا وهَم منه وصوابه أِن يقول وَلَق الرجلُ يَلِقُ وأَما أُلِقَ فهو
يشهد بكون الهمزة أَصلاً لا زائدة أَبو زيد امرأَة أَلَقى بالتحريك قال وهي
السريعة الوَثْبِ قال ابن بري شاهده قول الشاعر ولا أَلَقَى ثَطَّةُ الحاجِبيْ نِ
مُحْرَفةُ الساقِ ظَمْأَى القَدَمْ وأَنشد ابن الأعرابي شَمَرْدَل غَيْر هُراء
مِئْلَق قال المِئلَق من المأْلُوق وهو الأحمق أَو المَعْتُوه وأُلِقَ الرجل
يُؤْلَق أَلْقاً فهو مأْلوق إذا أَخذه الأَوْلَق قال ابن بري شاهدُ الأَوْلق
الجنون قول الأَعشى وتُصْبِح عن غِبِّ السُّرى وكأَنّها أَلَمَّ بها من طائِف
الجِنِّ أَوْلَقُ وقال عيينة بن حصن يهجو ولد يَعْصُر وهم غَنِيٌّ وباهِلةُ
والطُّفاوةُ أَباهِل ما أَدْرِي أَمِنْ لُؤْمِ مَنْصِبي أُحِبُّكُمُ أَم بي جُنونٌ
وأَوْلَقُ ؟ والمأْلُوق اسم فرس المُحَرِّش
( * قوله « المحرش » بالشين المعجمة وفي القاموس بالقاف ) بن عمرو صفة غالبة على
التشبيه والأَولَقُ الأَحمق وأَلَقَ البرقُ يأْلِق أَلْقاً وتأَلًق وائْتلَق
يَأْتَلق ائْتلاقاً لمَعَ وأَضاء الأَول عن ابن جني وقد عدّى الأَخير ابن أَحمر
فقال تُلَفِّفُها بِدِيباجٍ وخَزٍّ ليَجْلُوها فَتَأْتَلِقُ العُيونا وقد يجوز أَن
يكون عدّاه بإسقاط حرف أَو لأَنَّ معناه تختطف والائتلاقُ مثل التأَلُّق والإلَّق
المُتأَلِّق وهو على وزن إمَّع وبرقٌ أَلاّق لا مطر فيه والأَلْقُ الكذب وأَلَق
البرقُ يأْلِقُ أَلْقاً إذا كذب والإلاق البرق الكاذب الذي لا مطر فيه ورجل إلاقٌ
خدّاع متلوّن شبه بالبرق الأُلًق قال النابغة الجعدي ولسْت بِذِي مَلَقٍ كاذِبِ
إلاقٍ كَبَرْقٍ من الخُلَّبِ فجعل الكَذوب إلاقاً وبرق أُلَّق مثل خُلَّب والأَلوقةُ
طعام يُصلَح بالزُّبد قال الشاعر حَدِيثُك أَشْهَى عندنا من أَلُوقةٍ يُعَجِّلها
طَيّانُ شَهْوانُ للطُّعْمِ قال ابن بري قال ابن الكلبي الأَلوقة هو الزبد
بالرُّطَب وفيه لغتان أَلُوقة ولُوقة وأَنشد لرجل من عُذْرة وإنِّي لِمَنْ
سالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ وإنِّي لِمَنْ عاديتُمُ سَمُّ أَسْوَد ابن سيده والأَلوقة
الزبدة وقيل الزبدة بالرُّطَب لتأَلُّقِها أَي بَرِيقها قال وقد توهم قوم أَن
الأَلوقة
( * قوله « أن الألوقة لما إلخ » كذا بالأصل ولعله أن الألوقة من لوق لما كانت أي
لكونها ) لما كانت هي اللُّوقة في المعنى وتقاربت حروفهما من لفظهما وذلك باطل
لأَنها لو كانت من هذا اللفظ لوجب تصحيح عينها إذ كانت الزيادة في أَولها من زيادة
الفعل والمثال مثاله فكان يجب على هذا أَن تكون أَلْوُقَةً كما قالوا في أَثْوُب
وأَسْوق وأَعْيُن وأَنْيُب بالصحة ليُفْرق بذلك بين الاسم والفعل ورجل إلْقٌ
كَذُوب سيِّء الخُلُق وامرأَة إلقة كَذُوب سيئة الخلق والإلْقة السِّعْلاة وقيل
الذئب وامرأَة إلْقةٌ سريعة الوثب ابن الأَعرابي يقال للذئب سِلْقٌ وإلْق قال
الليث الإلقة توصف بها السِّعلاة والذئبة والمرأَة الجَريئة لخُبْثهن وفي الحديث
اللهم إني أَعوذ بك من الأَلْس والأَلْقِ هو الجنون قال أَبو عبيد لا أَحسَبه
أَراد بالأَلْق إلا الأَوْلَقَ وهو الجنون قال ويجوز أَن يكون أَراد به الكذب وهو
الأَلْق والأَوْلَق قال وفيه ثلاث لغات أَلْق وإلْق بفتح الهمزة وكسرها ووَلْق
والفعل من الأَول أَلَقَ يأْلِقُ ومن الثاني ولَقَ يلِقُ ويقال به أُلاق وأُلاس
بضم الهمزة أَي جنون من الأَوْلَق والأَلْس ويقال من الأَلْق الذي هو الكذب في قول
العرب أَلَقَ الرجلُ فهو يأْلِقُ أَلْقاً فهو آلِق إذا انبسط لسانه بالكذب وقال
القتيبي هو من الوَلْق الكذب فأَبدل الواو همزة وقد أَخذه عليه ابن الأَنباري لأَن
إبدال الهمزة من الواو المفتوحة لا يجعل أَصلاً يقاس عليه وإنما يتكلم بما سمع منه
ورجل إلاق بكسر الهمزة أَي كذوب وأَصله من قولهم برق إلاق أَي لا مطر معه
والأَلاَّق أَيضاً الكذاب وقد أَلَق يأْلِق أَلْقاً وقال أَبو عبيدة به أُلاق
وأُلاس من الأَوْلق والأَلْس وهو الجنون والإلق بالكسر الذئب والأُنثى إلْقة
وجمعها إلَقٌ قال وربما قالوا للقِردة إلقة ولا يقال للذكر إلْق ولكن قرد ورُبّاح
قال بشر بن المُعتمِر تبارَكَ اللهُ وسبحانَه مَن بيَدَيهِ النفْعُ والضَّرُّ مَن
خَلْقُه في رِزْقه كلُّهم الذِّيخُ والثًيْتَلُ والغُفْرُ وساكِنُ الجَوّ إذا ما
عَلا فيه ومَن مَسْكَنُه القَفْرُ والصَّدَعُ الأَعْصَمُ في شاهِقٍ وجَأْبةٌ
مَسْكَنُها الوَعْرُ والحَيّةُ الصَّمّاء في جُحْرِها والتُّتْفُلُ الرائغُ
والذَّرُّ وهِقْلةٌ تَرْتاعُ مِن ظِلِّها لها عِرارٌ ولها زَمْرُ تَلْتَهِمُ
المَرْوَ على شَهْوةٍ وحَبُّ شيء عندها الجَمْرُ وظَبْيةٌ تخْضِم في حَنْظَلٍ
وعقربٌ يُعْجِبها التمْرُ وإلْقةٌ تُرْغِثُ رُبّاحَها والسَّهْلُ والنوْفَلُ
والنَّضْرُ
معنى
في قاموس معاجم
نَجَمَ الشيءُ
يَنْجُم بالضم نُجوماً طَلَعَ وظهر ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ
وغيرُ ذلك طلَعَ قال الله تعالى والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ وفي الحديث هذا
إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِِه يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم يقال نَجَم
النبتُ
نَجَمَ الشيءُ
يَنْجُم بالضم نُجوماً طَلَعَ وظهر ونَجَمَ النباتُ والنابُ والقَرْنُ والكوكبُ
وغيرُ ذلك طلَعَ قال الله تعالى والنَّجْمُ والشجرُ يَسْجُدانِ وفي الحديث هذا
إِبَّانُ نُجومِه أَي وقتُ ظهورِِه يعني النبيّ صلى الله عليه وسلم يقال نَجَم
النبتُ يَنْجُم إِذا طلع وكلُّ ما طلع وظهر فقد نَجَم وقد خُصَّ بالنَّجْم منه ما
لا يقوم على ساقٍ كما خُصَّ القائمُ على الساق منه بالشجر وفي حديث حُذَيفة سِراجٌ
من النارِ يَظْهَرُ في أَكتافِهم حتى يَنْجُم في صُدورِهم والنَّجْمُ من النباتِ
كلُّ ما نبتَ على وجه الأَرض ونَجَمَ على غيرِ ساقٍ وتسطَّح فلم يَنْهَض والشجرُ
كلُّ ما له ساقٌ ومعنى سُجودِهما دَوَرانُ الظلِّ معهما قال أَبو إِسحق قد قيل إِن
النَّجْمَ يُراد به النجومُ قال وجائز أَن يكون النَّجْمُ ههنا ما نبت على وجه
الأَرض وما طلع من نُجومِ السماء ويقال لكل ما طلع قد نَجمَ والنَّجِيمُ منه
الطَّرِيُّ حين نَجمَ فنبَت قال ذو الرمة يُصَعِّدْنَ رُقْشاً بَيْنَ عُوجٍ كأَنها
زِجاجُ القَنا منها نَجِيمٌ وعارِدُ والنُّجومُ ما نَجَمَ من العروق أَيامَ الربيع
ترى رؤوسها أَمثالَ المَسالِّ تَشُقُّ الأَرضَ شقّاً ابن الأَعرابي النَّجْمةُ
شجرةٌ والنَّجْمةُ الكَلِمةُ والنَّجْمةُ نَبْتةٌ صغيرة وجمعها نَجْمٌ فما كان له
ساقٌ فهو شجر وما لم يكن له ساقٌ فهو نَجْمٌ أَبو عبيد السَّرادِيحُ أَماكنُ
ليِّنةٌ تُنْبت النَّجَمةَ والنَّصِيَّ قال والنَّجَمة شجرة تنبت ممتدة على وجه
الأَرض وقال شمر النَّجَمة ههنا بالفتح
( * قوله « بالفتح » هكذا في التهذيب مع ضبطه بالتحريك وعبارة الصاغاني بفتح الجيم
) قال وقد رأَيتها في البادية وفسرها غير واحد منهم وهي الثَّيِّلةُ وهي شجرة
خضراء كأَنها أَوَّلُ بَذْر الحبّ حين يخرج صِغاراً قال وأَما ا لنَّجْمةُ فهو
شيءٌ ينبت في أُصول النخلة وفي الصحاح ضرْبٌ من النبت وأَنشد للحرث بن ظالم
المُرّيّ يهجو النعمان أَخُصْيَيْ حِمارٍ ظَلَّ يَكْدِمُ نَجْمةً أَتُؤْكَلُ جاراتي
وجارُك سالمْ ؟ والنَّجْمُ هنا نَبْتٌ بعينه واحدُه نَجْمةٌ
( * قوله « واحده نجمة وهو الثيل » تقدم ضبطه عن شمر بالتحريك وضبط ما ينبت في
أصول النخل بالفتح ونقل الصاغاني عن الدينوري أنه لا فرق بينهما ) وهو الثَّيِّلُ
قال أَبو عمرو الشيباني الثَّيِّل يقال له النَّجْم الواحدة نَجْمة وقال أَبو
حنيفة الثَّيِّلُ والنَّجْمة والعكْرِشُ كله شيءٌ واحد قال وإِنما قال ذلك لأَن
الحمارَ إِذا أَراد أَن يَقْلَع النَّجْمةَ من الأَرض وكَدَمَها ارْتَدَّتْ
خُصْيتاه إِلى مؤخَّرِه قال الأَزهري النَّجْمةُ لها قضْبة تَفْتَرِشُ الأَرضَ
افْتِراشاً وقال أَبو نصر الثَّيِّلُ الذي ينبت على شُطُوطِ الأَنهارِ وجمعه
نَجْمٌ ومثلُ البيت في كون النَّجْم فيه هو الثَّيِّل قولُ زهير مُكَلَّلٌ بأُصولِ
النَّجْمِ تَنسجُه ريحُ خَرِيقٌ لِضاحي مائة حُبُكُ وفي حديث جرير بينَ نَخْلةٍ
وضالةٍ ونَجْمةٍ وأَثْلةٍ النَّجْمةُ أَخصُّ من النجم وكأَنها واحدتُه كنَبْتَةٍ
ونَبْت وفي التنزيل العزيز والنَّجْمِ إِذا هَوَى قال أَبو إِسحق أَقْسَمَ الله
تعالى بالنجم وجاء في التفسير أَنه الثُّرَيّا وكذلك سمتها العرب ومنه قول ساجعهم
طَلَع النجم غُدَيَّهْ وابْتَغَى الراعي شُكَيَّهْ وقال فباتت تَعُدُّ النَّجْم في
مُسْتَحِيرة سريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها أَراد الثُّرَيا قال وجاء في التفسير
أَيضاً أَن النجم نُزول القرآن نَجْماً بعد نَجْمٍ وكان تَنزل منه الآيةُ والآيتان
وقال أَهل اللغة النجمُ بمعنى النُّجوم والنُّجوم تَجمع الكواكب كلها ابن سيده
والنَّجْمُ الكوكب وقد خصّ الثرَيا فصار لها علماً وهو من باب الصَّعِق وكذلك قال
سيبويه في ترجمة هذا الباب هذا باب يكون فيه الشيءُ غالباً عليه اسمٌ يكون لكل
مَنْ كان من أُمَّتِه أَو كان في صِفتِه من الأَسماء التي تدخلها الأَلف واللام
وتكون نَكِرتُه الجامعةَ لما ذكرتْ من المعاني ثم مثَّل بالصَّعِق والنَّجمِ
والجمع أَنْجُمٌ وأَنْجامٌ قال الطرماح وتجْتَلي غُرَّة مَجْهولِها بالرَّأْيِ منه
قبلَ أَنْجامِها ونُجومٌ ونُجُمٌ ومن الشاذ قراءَةُ مَنْ قرأَ وعلاماتٍ وبالنُّجُم
وقال الراجز إِن الفَقيرَ بينَنا قاضٍ حَكَمْ أَنْ تَرِد الماءَ إِذا غابَ
النُّجُمْ وقال الأَخطل كلَمْعِ أَيْدي مَثاكِيلٍ مُسَلِّبةٍ يَنْدُبْنَ ضَرْس
بَناتِ الدَّهرِ والخُطُبِ وذهب ابن جني إِلى أَنه جمع فَعْلاً على فُعْل ثم
ثَقَّل وقد يجوز أَن يكون حذف الواو تخفيفاً فقد قرئَ وبالنُّجُم هُمْ يَهْتَدون
قال وهي قراءة الحسن وهي تحتمل التوجيهين والنَّجْمُ الثُّرَيَّا وهو اسم لها علم
مثل زيد وعمرو فإِذا قالوا طلع النَّجْمُ يريدون الثرَيا وإِن أَخرجت منه الأَلف
واللام تنَكَّرَ قال ابن بري ومنه قول المرار ويومٌ مِن النَّجْم مُسْتَوْقِد
يَسوقُ إِلى الموت نُورَ الظُّبا أَراد بالنَّجْم الثرَيا وقال ابن يعفر وُلِدْتُ
بِحادِي النَّجْمِ يَتْلُو قَرِينَه وبالقَلْبِ قَلْبِ العَقْرَبِ المُتَوَقِّدِ
وقال أَبو ذؤيب فوَرَدْنَ والعَيُّوقُ مَقْعَدَ رابئِ ال ضُّرَباءِ خَلْفَ
النَّجْمِ لا يَتَتلَّع وقال الأَخطل فهلاَّ زَجَرْتِ الطيرَ لَيْلةَ جِئتِه
بضِيقةَ بين النَّجْمِ والدَّبَرانِ وقال الراعي فباتت تَعُدُّ النَّجْمَ في
مُسْتَحيرةٍ سَريعٍ بأَيدي الآكِلينَ جُمودُها قوله تعدّ النَّجْم يريد الثريَّا
لأَن فيها ستة أَنجم ظاهرة يتخللها نجوم صغار خفية وفي الحديث إِذا طلع النَّجْمُ
ارتفعت العاهةُ وفي رواية ما طلعَ النَّجْمُ وفي الأَرض من العاهة شيءٌ وفي رواية
ما طلعَ النجمِ قَط وفي الأَرض عاهةٌ إِلا رُفِعت النَّجْمُ في الأَصل اسمٌ لكل
واحد من كواكب السماء وهو بالثريَّا أَخصُّ فإِذا أُطلق فإِنما يراد به هي وهي
المرادة في هذا الحديث وأَراد بطلوعها طُلوعَها عند الصبح وذلك في العَشْرِ
الأَوْسَط من أَيَّارَ وسقوطُها مع الصبح في العَشْر الأَوسط من تِشْرِينَ الآخِرِ
والعرب تزعم أَن بين طلوعها وغروبها أَمْراضاً ووَباءً وعاهاتٍ في الناس والإِبلِ
والثِّمارِ ومُدَّةُ مغيبِها بحيث لا تُبْصَر في الليل نَيِّفٌ وخمسون ليلةً
لأَنها تخفى بقربها من الشمس قبلها وبعدها فإِذا بعدت عنها ظهرت في الشَّرْق وقت
الصبح قال الحربي إِنما أَراد بهذا الحديث أَرضَ الحجاز لأَن في أَيَّارَ يقع
الحَصادُ بها وتُدْرِك الثمارُ وحينئذ تُباعُ لأَنها قد أُمِنَ عليها من العاهة
قال القتيبي أَحْسَبُ أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم أَرادَ عاهةَ الثِّمارِ
خاصة والمُنَجِّمُ والمُتَنَجِّمُ الذي ينظر في النُّجوم يَحْسُب مَواقِيتَها
وسيرَها قال ابن سيده فأَما قول بعض أَهل اللغة يقوله النَّجَّامون فأُراه
مُولَّداً قال ابن بري وابنُ خالويه يقول في كثير من كلامه وقال النجَّامون ولا
يقول المُنَجِّمون قال وهذا يدل على أَن فعله ثلاثي وتَنَجَّمَ رعى النُّجومَ من
سَهَرٍ ونُجومُ الأَشياء وظائفُها التهذيب والنُّجومُ وظائفُ الأَشياء وكلُّ
وظيفةٍ نَجْمٌ والنَّجْمُ الوقتُ المضروب وبه سمي المُنَجِّم ونَجَّمْتُ المالَ
إِذا أَدَّيته نُجوماً قال زهير في دياتٍ جُعِلت نُجوماً على العاقلة يُنَجِّمُها
قومٌ لقَوْمٍ غَرامةً ولم يُهَرِيقُوا بينَهم مِلءَ مِحْجَمِ وفي حديث سعد واللهِ
لا أَزيدُك على أَربعة آلافٍ مُنَجَّمةٍ تَنْجِيمُ الدَّينِ هو أَن يُقَدَّرَ
عطاؤه في أَوقات معلومة متتابعةٍ مُشاهرةً أَو مُساناةً ومنه تَنْجِيمُ المُكاتَب
ونجومُ الكتابةِ وأَصله أَن العرب كانت تجعل مطالعَ منازِل القمر ومساقِطَها
مَواقيتَ حُلولِ دُيونِها وغيرها فتقول إِذا طلع النَّجْمُ حلَّ عليك مالي أَي
الثريّا وكذلك باقي المنازل فلما جاء الإِسلام جعل الله تعالى الأَهِلّةَ مَواقيتَ
لِمَا يحتاجون إِليه من معرفة أَوقات الحج والصوم ومَحِلِّ الدُّيون وسَمَّوْها
نُجوماً اعتباراً بالرَّسْمِ القديم الذي عرفوه واحْتِذاءً حَذْوَ ما أَلفُوه
وكتبوا في ذُكورِ حقوقِهم على الناس مُؤَجَّلة وقوله عز وجل فلا أُقْسِمُ بمواقع
النُّجوم عنَى نُجومَ القرآن لأَن القرآن أُنْزِل إِلى سماء الدنيا جملة واحدة ثم
أُنزل على النبي صلى الله عليه وسلم آيةً آيةً وكان بين أَول ما نزل منه وآخره
عشرون سنةً ونَجَّمَ عليه الدّيةَ قطَّعها عليه نَجْماً نجماً عن ابن الأَعرابي
وأَنشد ولا حَمالاتِ امْرِئٍ مُنَجِّم ويقال جعلت مالي على فلان نُجوماً
مُنَجَّمةً يؤدي كلَّ نَجْمٍ في شهر كذا وقد جعل فلانٌ مالَه على فلان نُجوماً
معدودة يؤدِّي عند انقضاء كل شهر منها نَجْماً وقد نَجَّمها عليه تَنْجيماً نظر في
النُّجوم فَكَّر في أَمر ينظر كيف يُدَبِّره وقوله عز وجل مُخْبِراً عن إِبراهيم
عليه السلام فنظَر نَظْرَةً في النُّجوم فقال إِنِّي سَقِيمٌ قيل معناه فيما
نَجَمَ له من الرأْي وقال أَبو العباس أَحمد بن يحيى النُّجومُ جمع نَجْم وهو ما
نَجَمَ من كلامهم لَمَّا سأَلوه أَن يخرج معهم إِلى عِيدِهم ونَظَرَ ههنا تَفكّر
ليُدَبِّرَ حُجَّة فقال إِنِّي سَقِيم أَي منْ كُفْرِكم وقال أَبو إِسحق إِنه قال
لقومه وقد رأَى نَجْماً إِني سقيم أَوْهَمَهم أَن به طاعوناً فتَوَلَّوْا عنه
مُدْبِرين فِراراً من عَدْوَى الطاعون قال الليث يقال للإِنسان إِذا تفكر في أَمر
لينظر كيف يُدبِّره نظر في النُّجوم قال وهكذا جاء عن الحسن في تفسير هذه الآية
أَي تفكّر ما الذي يَصْرِفُهم عنه إِذا كلَّفوه الخروج معهم والمِنْجَم الكعب
والعرقوبُ وكل ما نَتأَ والمِنْجَم أَيضاً الذي يُدَقّ به الوتد ويقال ما نَجَمَ
لهم مَنْجَمٌ مما يطلبون أَي مَخْرج وليس لهذا الأَمر نَجْمٌ أَي أَصلٌ وليس لهذا
الحديث نَجْم أَي ليس له أَصلٌ والمَنْجَمُ الطريق الواضح قال البعيث لها في
أَقاصِي الأَرضِ شأْوٌ ومَنْجَمُ وقول ابن لَجَإٍ فصَبَّحَتْ والشمسُ لَمَّا
تُنْعِمِ أَن تَبْلغَ الجُدَّةَ فوقَ المَنْجَمِ قال معناه لم تُرِدْ أن تبلغ
الجُدّة وهي جُدّة الصبح طريقتُه الحمراء والمَنْجَمُ مَنْجَمُ النهار حين
يَنْجُمُ ونَجَمَ الخارجيّ ونجمَتْ ناجمةٌ بموضع كذا أَي نَبَعت وفلانٌ مَنْجَمُ
الباطل والضلالة أَي معدنُه والمَنْجِمان والمِنْجَمانِ عظمان شاخِصان في بواطن
الكعبين يُقْبِل أَحدُهما على الآخر إِذا صُفَّت القدمان ومِنْجَما الرجْل
كَعْباها والمِنْجَم بكسر الميم من الميزان الحديدة المعترضة التي فيها اللسان
وأَنْجَمَ المطرُ أَقْلَع وأَنْجَمَت عنه الحُمّى كذلك وكذلك أَفْصَمَ وأَفْصَى
وأَنْجَمت السماءُ أَقْشَعت وأَنْجَم البَرْد وقال أَنْجَمَت قُرَّةُ السماء وكانت
قد أَقامَتْ بكُلْبة وقِطارِ وضرَبه فما أَنْجَمَ عنه حتى قتله أَي ما أَقْلَع
وقيل كلُّ ما أَقْلَع فقد أَنْجَمَ والنِّجامُ موضع قال معقل بن خُويلِد نَزِيعاً
مُحْلِباً من أَهلِ لِفْتٍ لِحَيٍّ بين أَثْلةَ والنِّجامِ نحم النَّحِيمُ
الزَّحِيرُ والتنحْنُح وفي الحديث دخلتُ الجنةَ فسمعتُ نَحْمةً من نُعَيم أَي
صوتاً والنَّحِيمُ صوتٌ يخرج من الجوف ورجل نَحِمٌ وربما سمي نُعَيْمٌ النَّحّامَ
نَحَمَ يَنْحِمُ بالكسر نَحْماً ونَحِيماً ونَحَماناً فهو نَحَّام وهو فوق الزَّحير
وقيل هو مثل الزحير قال رؤبة من نَحَمانِ الحَسَدِ النِّحَمِّ بالَغ بالنِّحَمِّ
كشِعْر شاعر ونحوه وإِلا فلا وجه له وقال ساعدة بن جؤية وشَرْحَب نَحْرُه دامٍ
وصَفْحَتُه يَصِيحُ مثلَ صِياحِ النَّسْرِ مُنْتَحم وأَنشد ابن بري ما لَك لا
تَنْحِمُ يا فلاحُ إِنَّ النَّحِيمَ للسُّقاةِ راحُ وأَنشده أَبو عمرو ما لك لا
تنحم يا فلاحه إِن النحيم للسُّقاة راحه
( * قوله « يا فلاحه » في التهذيب يا رواحه )
وفَلاحة اسم رجل ورجل نَحّام بَخِيل إِذا طُلِبت إِليه حاجة كثر سُعالُه عندها قال
طرفة أَرَى قَبْرَ نَحّامٍ بَخيلٍ بماله كقَبْرِ غَوِيٍّ في البَطالةِ مُفْسِد وقد
نَحَمَ نَحِيماً ابن الأَعرابي النَّحْمة السَّعْلة وتكون الزحيرةَ والنَّحِيمُ
صوتُ الفَهْدِ ونحوه من السباع والفعل كالفعل والمصدر كالمصدر ونَحَمَ الفَهْدُ
يَنحِم نَحِيماً ونحوه من السباع كذلك وكذلك النَّئِيمُ وهو صوت شديد ونَحَم
السَّوَّاقُ
( * قوله « نحم السواق » في التهذيب الساقي ) والعاملُ يَنْحَم ويَنْحِمُ نَحِيماً
إِذا استراح إِلى شِبْه أَنينٍ يُخرِجه من صدره والنَّحِيمُ صوت من صَدْر الفرس
والنُّحامُ طائر أَحمر على خلقة الإِوَزِّ واحدته نُحامة وقيل يقال له بالفارسية
سُرْخ آوى قال ابن بري ذكره ابن خالويه النُّحام الطائر بضم النون والنَّحَّامُ
فرس لبعض فُرْسان العرب قال ابن سيده أُراه السُلَيْكَ بن السُّلَكة السَّعْديّ عن
الأَصمعي في كتاب الفرس قال كأَنَّ قَوائِمَ النَّحَّامِ لَمَّا تَرَحَّل صُحْبَتي
أُصُلاً مَحارُ والنَّحَّامُ اسمُ فارس من فرسانهم