خَلْفُ كما في المُحْكَمِ والصِّحاحِ والعُبَابِ أَو الْخَلْفُ بالَّلامِ كما هو نَصُّ اللَّيْثِ : نَقِيضُ قُدّامَ مُؤَنَّثَةً تكونُ اسْماً وظَرْفاً . الخَلْفُ : الْقَرْنُ بَعْدَ الْقَرْنِ ومنه قولُهُمْ : هؤلاءِ خَلْفُ سُوْءٍ . لِنَاسٍ لاَحِقِينَ بنَاسٍ أكْثَرَ منهمِ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ لِلَبيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
ذَهَبَ الَّذِينَ يُعَاشُ في أَكْنَافِهِمْ ... وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِ وقال اللِّحْيَانِيُّ : بَقِينَا في خَلْفِ سَوْءٍ : أَي بَقِيَّةِ سَوْءٍ وبذلك فُسِّرَ قَوْلُه تعالَى : " فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ " أَي : بَقِيَّةٌ . قال ابنُ السِّكِّيتِ : الخَلْفُ : الرَّدِئُ مِن الْقَوْلِ ويُقَالُ في مَثَلٍ : " سَكَتَ أَلْفاً ونَطَقَ خَلْفاً " أَي : سَكَتَ عن أَلْفِ كَلِمَةٍ ثم تكلَّم بخَطَإٍ قال : وحَدَّثَنِي ابنُ الأَعْرَابِيِّ قال : كان أَعْرَابِيٌّ مَعَ قَوْمٍ فَحَبَقَ حَبْقَةً فتَشَوَّرَ فأَشَارَ بِإِبْهَامِهِ نَحْوَ اسْتِهِ وقال : إِنًّهَا خَلْفٌ نَطَقَتْ خَلْفاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ . الخَلْفُ : الاٍسْتِقَاءُ قال الحُطَيْئَةُ :
" لِزُغْبِ كَأوْلادِ الْقَطَا راثَ خَلْفُهَاعلَى عَاجِزاتِ النَّهْضِ حُمْرٍ حَوَاصِلُهْ قال الجَوْهَرِيُّ : يَعْنِي رَاثَ مُخْلِفُها فوضَع المَصْدَرَ مَوْضِعَهُ . الخَلْفُ : حَدُّ الْفَأْسِ أَو رَأْسَهُ هكذا في النُّسَخِ وصَوَابُه : أَو رَأْسُهَا كما هو نَصُّ المُحْكَمِ لأَنَّ الفَأْسِ مُؤَنَّثَةٌ . مِن المَجَازِ : الخَلْفُ مِن الناسِ : مَنْ لا خَيْرَ فِيهِ يُقَال : جَاءَ خَلْفٌ مِن الناسِ ومَضَى خَلْفٌ مِن الناسِ وجاءَ خَلْفٌ لا خَيْرَ فيه قَالَهُ أَبو الدُّقَيْشِ ونَصُّ ابنُ بَرِّيّ : ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِما خَيْرَ فيه . الخَلْفُ : الَّذِينَ ذَهَبُوا مِن الْحَيِّ يَسْتَقُونَ وخَلَّفُوا أَثْقَالَهُم كذا في التَّهْذِيبِ ومَن حَضَرَ مِنْهُمْ ضِدٌّ وهُمْ خُلُوفٌ أَي : حُضُورٌ وغُيَّبٌ ومنه الحديثُ : " أَنَّ اليَهُودَ قالتْ : لقد عَلِمْنَا أَنَّ محمداً لم يَتْرُكْ أَهْلَهُ خُلُوفاً " أَي : لم يَتْرُكْهم سُدَىً لاَ رَاعِيَ لَهُنَّ ولا حَامِيَ يُقَال : حَيٌّ خُلُوفٌ : إِذا غابَ الرِّجَالُ وأَقَامَ النِّسَاءُ ويُطْلَقُ على المُقِيمِينَ والظَّاعِنِينُ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وابنُ الأَثِيرِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لأَبِي زُبَيْدٍ :
أًصْبَحَ الْبَيْتُ بَيْتُ آلِ بَيَانٍ ... مُقْشَعِرّاً والْحَيُّ حيٌّ خُلُوفُ أَي : لم يَبْقَ مِنْهُم أَحَدٌ . قال ابنُ بَرِّيّ والصَّاغَانِيُّ : صَوَابُه " آلِ إِيَاسٍ " وهو الرِّوايَةُ ؛ لأَنَّه يَرْثِي فَرْوَةَ بنَ إِياسِ بنِ قَبِيصَةَ . الخَلْفُ : الْفَأْسُ الْعَظِيمَةُ أَو هي التي بِرَأْسٍ وَاحِدٍ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه وفي الصِّحاح : فأْسٌ ذاتُ خَلْفَيْنِ أَي : لها رَأْسَانِ . الخَلْفُ أَيضاً : رَأْسُ الْمُوسَي والمِنْقَارُ الذي يُقْطَعُ به الخَشَبُ . الخَلْفُ : النَّسْلُ . الخَلْفُ أَقْصَرُ أَضْلاعِ الْجَنْبِ ويُقَال له : ضِلَعُ الخَلْفِ وهو أَقْصَى الأَضْلاعِ وأَرَقُّهَا وتَكْسَرُ الخاءُ . أَي : جَمْعُ الكُلِّ : خُلُوفٌ بالضَّمِّ . الخَلْفُ : الْمِرْبَدُ أَو الذي وَرَاءَ الْبَيْتِ وهو مَحْبِسُ الإِبِلِ يُقال : وَرَاءَ بَيْتِكَ خَلْفٌ جَيِّدٌ قال الشاعِرُ :
" وجِيئآ مِنَ الْبَابِ الْمُجَافِ تَوَاتُراًدولا تَقْعُدُا بِالْخَلْفِ فَالْخَلْفُ وَاسِعُالخَلْفُ : الظَّهْرُ بِعَيْنِه عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ومنه الحديثُ : " لَوْلاَ حِدْثَانُ قَوْمِكِ بِالْكُفْرِ بَنَيْتُهَا علَى أًسَاسِ إِبْرَاهِيمَ وجَعَلْتُ لَهَا خَلْفَيْنِ فإِنَّ قُرَيْشَاً اسْتَقْصَرَتْ مِن بِنَائِها " كأَنَّه أَرادَ أَن يَجْعَلَ لها بَابَيْنِ والجِهَةُ التي تُقَابِلُ البابَ مِن البَيْتِ ظَهْرُه وإِذا كانَ لها بَابَانِ صارَ لَهَا ظَهْرَانِ الخَلْفُ : الْخَلَقُ مِن الْوِطَابِ عن ابنِ عَبَّادٍ . ولَبِثَ خَلْفَهُ أَي : بَعْدَهُ وبه قُرِئَ قَوْلَهُ تعالَى : " وَإِذاً لاَ يَلْبَثُونَ خَلْفَكَ إِلاَّ قَلِيلاً " أَي : بَعْدَكَ وهي قراءَةُ أَبي جَعْفَرٍ ونَافِعٍ وابنِ كَثِيرٍ وأَبي عمرٍو وأَبي بكرٍ والبَاقُونَ : " خِلاَفَكَ " وقَرَأَ وَرْشٌ بالوَجْهَيْنِ . الخِلْفُ بِالْكَسْرِ : الْمُخْتَلِفُ كالْخِلْفَةِ قال الكِسَائِيُّ : يُقَالُ لِكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفَا : هما خِلْفَانِ وخِلْفَتَانِ قال :
" دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهمَا أَي إِحْدَاهُمَا مُصْعِدَةٌ والأُخْرَى فَارِغَةٌ مُنْحَدِرَةٌ أَو إِحْدَاهُمَا جَدِيدٌ والأُخْرَى خَلَقٌ . الخِلْفُ أَيضاً : اللَّجُوجُ مِن الرِّجَالِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلْفُ : الاسْمُ مِن الإِخْلافِ وهو الاسْتِقَاء كالْخِلْفَةِ . والخَالِفُ : المُسْتَقِي . الخِلْفُ : مَاأَنْبَتَ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ كالخِلْفَةِ كما سيأْتِي . الخِلْفُ : مَا وَلِيَ الْبَطْنُ مِن صِغَارِ الأَضْلاَعَ وهي قُصَيْراهَا وقال الجَوْهَرِيُّ : الخِلْفُ : أَقْصَرُ أَضْلاعِ الجَنْبِ والجَمْعُ : خُلُوفٌ ومنه قوْلُ طَرَفَةَ :
وطَيُّ مَحَالٍ كَالْحَنِيِّ خُلُوفُهُ ... وأَجْرِنَةٌ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدٍ الخِلْفُ : حَلَمَةُ ضَرْعِ النّاقَةِ القَادِمَان والآخِران كما في الصِّحاحِ الخِلْفُ : طَرَفُهُ أَي الضَّرْع هو الْمُؤَخَّرُ مِن الأَطْبَاءِ وقيل : هو الضَّرْعُ نَفْسُهُ كما نَقَلَهُ اللَّيْثُ أًو هو لِلنَّاقَةِ كالضَّرْعِ لِلشَّاةِ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخِلْفُ في الخُفِّ والظِّلْفِ والطُّبْيُّ في الحافِرِ والظُّفُرِ وجَمْعُ الخِلْفِ : أَخْلافٌ وخُلُوفٌ قال :
وأَحْتَمِلُ الأَوْقَ الثَّقِيلَ وأَمْتَرِي ... خُلُوفَ المَنَايَا حِينَ فَرَّ المُغَامِسُ وَوَلَدَتِ الشَّاةُ وفي اللِّسَانِ : النَّاقَةُ خِلْفَيْنِ أَي : وَلَدَتْ سَنَةً ذَكَراً وسَنَةً أُنْثَى ومنه قَوْلُهُم : نِتَاجُ فُلانٍ خِلْفَةٌ بهذا المَعْنَى . وذَاتُ خِلْفَيْنِ بكَسْرِ الخاءِ ويُفْتَحُ : اسْمُ الْفَأْسِ إِذا كانتْ لها رَأْسَانِ وقد تقدَّمَ ج : ذَوَاتُ الْخِلْفَيْنِ . الخَلِفُ كَكَتِفٍ : الْمَخَاضُ وهي الْحَوَامِلُ مِن النُّوقِ الْوَاحِدَةُ بِهَاءٍ كما في الصِّحاحِ وقِيل : جَمْعُها مَخَاضٌ علىغَيْرِ قِياسٍ كما قالُوا لِوَاحِدَةِ النِّسَاءِ : امْرَأَةٌ قال ابنُ بَرِّيّ : شَاهِدُه قَوْلُ الرّاجِزِ :
" مَالَكِ تَرْغِينَ ولا تَرْغُو الخَلِفْ وقيل : هي التي اسْتَكْمَلَتْ سَنَةً بعدَ النِّتَاجِ ثم حُمِلَ عليها فلَقِحَتْ وقالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : إِذا اسْتَبانَ حَمْلُها فهي خَلِفَةٌ حتى تُعْشِرَ ويَجْمَعُ خَلِفَةٌ أَيضاً علَى خَلِفَاتِ وخَلاَئِف وقد خَلِفَتْ : إِذَا حَمَلَتْ وفي الحديثِ : " ثَلاَثُ آيَاتٍ يَقْرَأُهُنَّ أَحَدُكُمْ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثِ خَلِفَاتٍ سِمَانٍ عِظامٍ " . الخَلَفُ بِالتَّحْرِيكِ : الْوَلَدُ الصَّالِحُ يَبْقَى بعدَ أَبِيهِ فَإِذَا كَانَ الوَلَدُ فَاسِداً أُسْكِنَتْ الَّلامُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرَّاجِزِ :
" إِنَّا وَجَدْنَا خَلَفاً بِئْسَ الْخَلَفْ
" عَبْداً إِذَا مَا نَاءَ بِالْحِمْلِ خَضَفْوقد تقدَّم إِنْشَادُه في " خ ض ف " قريباً قال ابنُ بَرِّيّ : أَنْشَدَهُ الرِّيَاشِيُّ لأَعْرَابِيٍّ يَذُمُّ رَجُلاً اتَّخَذَ وَلِيمَةً . ورُبَّمَا اسْتُعْمِلَ كُلٌّ مِنْهُمَا مَكَانَ الآخَرِ يُقَالُ : هو خَلَفُ صِدْقٍ مِن أَبِيهِ إِذَا قَامَ مَقَامَهُ وكذا خَلَفُ سَوْءٍ مِن أَبِيهِ بالتَّحْرِيكِ فيهما ويُقَال : في هؤلاءِ القَوْمِ خَلَفٌ مِمَّن مَضَى أَي : يَقُومُونَ مَقَامَهْم وفي فُلانٍ خَلْفٌ مِنْ فُلانٍ أَو الْخَلْفُ بالسكونِ وبِالتَّحْرِيكِ : سَوَاءٌ قَالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ وقال الأخْفَشُ : الخَلْفُ والخَلَفُ سَواءٌ منهم مَن يُحَرَّك فيهما جَمِيعاً إذا أَضَافَ وقال اللَّيْثُ : خَلْفٌ بالسُّكُونِ لِلأَشْرَارِ خَاصَّةً وبِالتَّحْرِيكِ ضِدُّهُ قَرْناً كان أَو وَلَداً . قال ابنُ بَرِّيّ : والصَّحِيحُ في هذا وهو المُخْتَارُ أَنَّ الخَلَفَ بالتَّحرِيك خَلَفُ الإِنْسَانِ الذي يَخْلُفُه مِن بَعْدِه يَأْتِي بِمَعْنَى البَدَلِ فيكونُ خَلَفاً منه أَي : بَدَلاً ومنه قَوْلُهُم : هذا خَلَفٌ مِمَّا أُخِذَ لك أَي : بَدَلٌ منه ولهذا جاءَ مَفْتُوحَ الأَوْسَطِ ليَكُونَ عَلَى مِثَالِ البَدَلِ وعلى مِثَالِ ضِدَّهِ أَيضا وهو العَدَمُ والتَّلَفُ ومنه الحديثُ : " اللَّهُمَّ أَعْطِ لِمُنْفِقٍ خَلَفاً ولِمُمْسِكٍ تَلَفاً " أَي : عِوَضاً يُقَال في الفِعْلِ منه : خَلَفَه في قَوْمِهِ وفي أَهْلِهِ يَخْلُفُهُ خَلَفاً وخِلاَفَةً وخَلَفَنِي فكانَ نِعْمَ الْخَلَفُ وبِئْسَ الخَلَفُ والخَلَفُ في قَوْلِهم : نِعْمَ الخَلَفُ وبِئْسَ الخَلَفُ وخَلَفُ صِدْقٍ وخَلَفُ سَوْءٍ وخَلَفٌ صَالِحٌ هوفي الأَصْلِ مَصْدَرٌ سُمِّيَ به مَن يكونُ خَلِيفَةً والجَمْعُ أَخْلاَفٌ كما تقولُ : بَدَلٌ وأَبْدَالٌ لأَنَّهُ بمَعْنَاه . قال : وحكَى أَبو زَيْدٍ : هُم أَخْلاَفُ سَوْءٍ جَمْعُ خَلَفٍ . قال : وأَمَّا الخَلْفُ سَاكِنُ الوَسَطِ فهو الذي يجِئُ بعدَ الأَوَّلِ بمَنْزِلَةِ القَرْنِ بعدَ القَرْنِ والخَلْفُ : المُتَخَلِّفُ عن الأَوَّلِ هَالِكاً كان أَو حَيَّا والخَلْفُ : الباقي بعدَ الهالكِ والتَّابِعُ له هو في الأَصْلِ أَيضاً مِن خَلَفَ يَخْلُفُ خَلْفاً سُمِّيَ به المُتَخَلِّفُ والْخَالِفُ لا عَلَى جِهَةِ الْبَدَلِِ وجَمْعُهُ خُلُوفٌ كقَرْنٍ وقُرُونٍ . قال : ويكون مَحْمُوداً ومَذْمُوماً فشَاهِدُ المَحْمُودِ قَوْلُ حَسّانَ بنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه :
لَنَا الْقَدَمُ الأُولَى إِلَيْكَ وخَلْفُنَا ... لأِوَّلِنَا في طَاعَةِ اللهِ تَابِعُ فالخَلْفُ هنا : هو التَّابِعُ لِمَنْ مَضَى وليس مِن مَعْنَى الخَلْفُ هنا المُتَخَلِّفُونَ عَن الأَوَّلِينَ أَي : البَاقُونَ وعليه قَوْلُهُ عَزَّ وجَلَّ : " فخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ فسُمِّيَ بالمَصْدَرِ فهذا قَوْلُ ثَعْلَبٍ قال : وهو الصَّحِيحُ وحكَى أَبوالحَسَنِ الأَخْفَشُ في خَلْفَفِ صِدْقٍ وخَلْفَفِ سَوْءٍ التَّحْرِيكَ والإِسْكَانَ فقالَ : والصَّحِيحُ قَوْلُ ثَعْلَبٍ أَنَّ الخَلَفَ يَجِيءُ بمَعْنَى البَدَلِ والخِلاَفَةِ والخَلْفُ يَجِيءُ بمعْنَى التَّخَلُّفِ عمَّن تقدَّم . قال : وشَاهِدُ المَذْمُومِ قَوْلُ لَبِيدٍ :
" وبَقِيتُ في خَلْفٍ كَجِلْدِ الأَجْرَبِقال : ويُسْتَعَارُ الخَلْفُ لِمَا لاخَيْرَ فيه وكِلاَهَمَا سُمِّيَ بالمَصْدَرِ أَعْنِي المَحْمُودَ والمَذْمُومَ فقد صارَ علَى هذا لِلفِعْلِ مَعْنَيَانِ خَلَفْتُهُ خَلَفاً : كنتُ بَعْدَه خَلَفاً منه وبَدَلاً وخَلَفْتُه خَلْفاً جِئْتُ بَعْدَه واسْمُ الفاعِلِ مِن الأَوَّلِ خَلِيفَةٌ وخَلِيفٌ ومِنَ الثَّانِ خَالِفَهٌ وخَالِفٌ قال : وقد صَحَّ الفَرْقُ بَيْنَهُمَا علَى ما بَيَّنَّاه . الخَلَفُ بالتَّحْرِيكِ : مَا اسْتَخَلَفْتَ مِن شَيءٍ كما في الصِّحاحِ أَي اسْتَعْوَضْتَهُ واسْتَبْدَلْتَهُ تقول : أَعْطَاكَ اللهُ خَلَفاً مِمَّا ذَهَبَ لك ولا يُقَالُ : خَلْفاً يُقَال : هو مِن أَبِيهِ خَلَفٌ أَي : بَدَلٌ والبَدَلُ مِن كُلِّ شَئٍ خَلَفٌ منه . وفي حديثٍ مَرْفُوعٍ : " يَحْمِلُ هذا الْعِلْمَ مِنْ كُلِّ خَلَفٍ عُدُولُهُ يَنْفُونَ عَنْهُ تَحْرِيفَ الغَالِينَ وانْتِحَالَ المُبْطِلِينَ وتَأْوِيلَ الْجَاهِلِينَ " قال القَعْنَبِيُّ : سمعتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ مالكَ بنَ أَنَسٍ بهذا الحديثِ . قلتُ : وقد رُوِيَ هذا الحديثُ مِن طَرِيقِ خَمْسَةٍ مِن َ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهم وقد خَرَّجْتُه في جُزْءٍ لَطِيفٍ وبَيَّنَتُ طُرُقَهُ ورِوَاياتِهِ فرَاجِعْهُ . قال ابنُ الأَثِيرِ : الخَلَفُ بالتَحْرِيكِ والسُّكُون : كُلُّ مَن يَجِيءُ بعدَ مَنْ مَضَى إِلاّ أَنَّه بالتَّحْرِيكِ في الخَيرِ وبِالتَّسْكِينِ في الشَّرِّ يُقَال : خَلَفُ صِدْقٍ وخَلْفُ سَوْءٍ ومَعْنَاهما جَمِيعاً : القَرْنُ مِن النَّاسِ قال : والمُرَادُ في هذا الحديثِ المَفْتُوحُ ومن بالسَّكُونِ الحديثُ : " سَيَكُونُ بَعْدَ سِتِّينَ سَنَةً خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ " وفي حديثِ ابنِ مَسْعُودٍ : " ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ " هي جَمْعُ خَلْفٍ . الخَلَفُ : مَصْدَرُ الأَخْلَفِ لِلأَعْسَرِ قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ :
زَقَبٌ يَظَلُّ الذِّئْبُ يَتْبَعُ ظِلَّهُ ... مِنْ ضِيق مَوْرِدِهِ اسْتِنَانَ الأَخْلَفِالزَّقَبُ : الطَّرِيقُ الضَّيِّقُ والاسْتِنَانُ : الجَرْيُ علَى جِهَةٍ واحِدَةٍ . قيل : الأَخْلَفُ : اسْمُ الأَحْوَلِ وقيل : اسْمٌ لِلْمُخَالِفِ الْعِسِرِ الذي كَأَنَّهُ يَمْشِي علَى شِقٍّ وفي الصِّحاحِ بَعِيرٌ أَخْلَفُ بَيِّنُ الخَلَفِ إِذا كان مَائِلاً علَى شِقٍّ حَكاه أَبو عُبَيْدٍ . قلت : وهكذا قَالَهُ الأَصْمَعِيُّ أَيضاً وفي شَرْحِ الدِّيوانِ : الأَخْلَفُ : الذي كأَنَّهُ يَمِيلُ علَى أَحَدِ شِقَّيْهِ مِنْ ضِيقِ المَوْرِدِ وقال بعضُهُمْ : أَيْ هو يَمْشِي مَشْىَ الأَعْسَرِ هكذا في شِقٍّ . وخَلَفُ بنُ أَيُّوبَ العَامِرِيُّ مُفْتِي بَلْخَ ضَعَّفَهُ ابنُ مَعِينٍ . خَلَفُ بنُ تَمِيمٍ الكُوفِيُّ بالمِصَّيصَةِ : نَاسِكٌ مُجَاهِدٌ صَحِبَ إِبراهيمَ بنَ أَدْهَمَ . خَلَفُ بنُ خَالِدٍ المِصْرِيُّ اتَّهَمَهُ الدَّارَ قُطْنِيُّ بوَضْعِ الحديثِ . خَلَفُ بنُ خَلِيفَةَ أَبو أَحْمدَ مَوْلَى أَشْجَعَ وقد قيل : مَوْلَى النَّخَعِ يَرْوِي عن العِرَاقِيِّين وحُمَيْدٍ الأَعْرَجِ وذُؤَيْبَةَ رَوَى عنه قُتَيْبَةُ بنُ سَعِيدٍ ونَاسٌ مَوْلِدُه بالكُوفةِ ثم تَحَوَّلَ إِلى وَاسِط ثم انْتَقَلَ إِلى بَغْدَادَ ومات سنة 181 عن مائةِ سَنَةٍ وقد رأَى عَمْرَو بنَ حُرَيْثٍ . رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه وهو صَبِيٌّ صَغِيرٌ ولم يَحْفَظْ عنه شَيْئاً ولذا لم يُعَدَّ تَابِعِيّاً قالَهُ ابنُ حِبَّانَ في الثِّقَاتِ . خَلَفُ بنُ سَالِم الحافِظُ أَبو محمدٍ المُخَرَّمِيُّ عن هُشَيْمٍ وعنه أَبو القاسم البَغَوِيُّ . خَلَفُ بنُ مَهْدَانَ هكذا في النُّسَخِ ولم أَجِدْهُ في مَوْضِعٍ ولعلَّه خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ الآتي ذِكْرُه . خَلَفُ بنُ مُوسَى العَمِّيُّ عن أَبيهِ وحَفْصِ بنِ غِيَاثٍ وعنه تَمْتَامٌ والرَّمادِيُّ صَدُوقٌ تُوُفِّيَ سنة 221 . خَلَفُ بنُ هِشَامٍ البَزَّار أَبو محمدٍ البَغْدَادِيُّ المُقْرِئُ عن مالكٍ وشَرِيكٍ وعنه مُسْلِمٌ وأَبو دَاوُدَ مات سنة 229 . خَلَفُ بنُ مُحَمَّدٍ أَبو عيسَى الوَاسِطِيُّ كُرْدُوس عن يَزِيدَ ورَوْحٍ وعنه ابنُ مَاجَة . وأَما خَلَفُ بنُ محمّد الخَيّامُ البُخَارِيُّ فإِنَّهُ مَشْهُورٌ كان في المائِةِ الرَّابِعَةِ قال أَبو يَعْلَىالخَلِيلِيُّ : خَلَطَ وهو ضَعِيفٌ جِدَّا رَوَى مُتَوناً لم تُعْرَفْ . خَلَفُ بنُ مَهْرَانَ العَدَوِيُّ البَصْرِيُّ عن عامرٍ الأَحْوَلِ وعنه حَرَمِيُّ بن عُمارَةَ : مُحَدِّثُونَ . وفَاتَهُ : خَلَفُ بنُ حَوْشَبٍ الكُوفِيُّ العابدُ . وأَبُو المُنْذِرِ خَلَفُ بنُ المُنْذِرِ البَصْرِيُّ . وخَلَفُ بنُ عُثْمَانَ الخُزَاعِيُّ ؛ هؤلاءِ الثلاثةُ ذَكَرَهم ابنُ حِبَّانَ في الثِّقاتِ . وخَلَفُ بنُ رَاشِدٍ وخَلَفُ بنُ عبدِ اللهِ السَّعْدِيُّ وخَلَفُ بنُ عَمْرو ؛ مَجَاهِيلُ . وخَلَفُ بنُ عامرٍ البَغْدَادِيُّ الضَّرِيرُ وخَلَفُ بن المُبَارَكِ وخَلَفُ بن يَحْيى الخُرَاسَانِيُّ قَاضِي الرَّيِّ قَبْلَ المائتين وخَلَفُ بنُ ياسِين ؛ هؤلاءِ تُكُلِّمَ فيهم واخْتُلِفَ . ومحمدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ أَخْبَارِيٌّ لَيِّنٌ . وأَبُو خَلَفٍ : تَابِعِيَّانِ أَحدُهما اسْمُه حَازِمُ بنُ عَطاءٍ الأَعْمَى البَصْرِيُّ نَزِيلُ المَوْصِلِ رَوَى عن أنَسٍ وعنه مُعَانُ بنُ رِفَاعَةَ السّلامِيّ قَالَهُ المِزِّيُّ ونَقَلَ الذَّهَبِيُّ عن يحيى أَنَّه كَذَّابٌ . وأَبُو خَلَفٍ : رجلٌ آخَرُ رَوَى عن الشَّعْبِيِّ وآخَرُ رَوَى عنه عِيسَى ابنُ يُونُسَ . وأَبو خَلَفٍ : موسى بنُ خَلَفٍ العَمِّيُّ البَصْرِيُّ رَوَى عن قَتَادَةَ وعنه ابنُه خَلَفٌ . وخُلُفٌ بِضَمَّتَيْنِ : ة وفي بَعْضِ النُّسَخِ : مَوْضِعٌ بِالْيَمَنِ . قال ابنُ عَبّادٍ : الأَخْلَفُ : الأَحْمَقُ . قيل : السَّيْلُ وقال السُّكَّرِيُّ في شرح الدِّيوَان : والأَخْلَفُ : بعضُهُم يقول : إِنَّه نَهْرٌ أَي : في قَوْلِ أَبي كَبِيرٍ الهُذَلِيِّ الذي سبَق ذِكْرُه . الأخْلَفُ : الْحَيَّةُ الذَّكَرُ عن ابنِ عَبَّادٍ . قال : الأخْلَفُ : الْقَلِيلُ الْعَقْلِ كالخُلْفُفِ بِالضَّمِّ كما سيأْتي وهو خُلْفُفٌ وخُلْفُفَةٌ . والْخُلْفُ بِالضَّمِّ : الاسْمُ مِن الإِخْلاَفِ وهو في المُسْتَقْبَلِ كالْكَذِبِ فيالْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيُّ يُقَال : أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ وهو أَن يقولَ شَيْئاً ولا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ . قال شَيْخُنا : وهو أَغْلَبِيٌّ وإِلاّ ففي التَّنْزِيل : " ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " وقيل " أعَمّ لأَنَّه فيما عُبِّرَ عنه بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ وقيل : الخُلْفُ بالضَّمِّ : القَوْلُ الباطلُ ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ ولعلَّه ممَّا فيه لُغَتَانِ . انتهى . والخَلْفُ - الذي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ - لم يَنْقُلُوا فيه إِلاَّ الفتحَ فقط وأَمّا الذي بالضَّمِّ فليس إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ أَو المُخَالَفَةِ واللَّغَةُ لا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ . أَو هو أَي : الإخْلافُ أَن لا تَفِيَ بالعَهْدِ وأَنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَهَا قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ يُقَال : رَجُلٌ مُخْلِفٌ أَي : كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ وقيل : الإِخْلافُ : أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ فلا يَجِدُ ما طَلَبَ قال اللِّحْيَانِيُّ : والخُلْفُ : اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ قال غيرُه : أَصْلُ الخُلْفِ : الخُلُفُ بضَمَّتَيْنِ ثم خُفِّفَ وفي الحديثِ : " إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ " أَي : لم يَفِ بعَهْدِهِ ولم يَصْدُقْ . الخُلْفُ أَيضاً : جَمْعُ الْخَلِيفِ كأَمِيرٍ في مَعَانِيهِ التي تُذْكَرُ بَعْدُ . وكَزُبَيْرٍ خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ يَرْوِي عن ابنِ سِيرِين وعنه سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ وحَمَّادُ بن زَيْدٍ قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ . والْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ : الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي : التَّرَدُّدِ و منه قَوْلُه تعالَى : " وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْ : هذا خَلَفٌ مِن هذا أَي عِوَضٌ منه وبَدَلٌ أَو هذا يَأْتِي خَلْفَ هذا أَي في أَثَرِهِ أَو مَعْنَاهُ أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى : " خِلْفَةً " : مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ وفي اللِّسَانِ : عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ وبِالْعِكْسِ فَجَعَلَ هذا خَلَفاً مِن هذا قَالَهُ الفَرَّاءُ . والْخِلْفَةُ أَيضاً : الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ . الخِلْفَةُ : مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي وفي الصِّحاحِ : قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلفَةُ : ما نَبَتَ في الصَّيْفِ قال ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً : لْمَاضِي نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ والجَوْهَرِيُّ يُقَال : أَخْلَفَهُ وَعْدَهُ وهو أَن يقولَ شَيْئاً ولا يَفْعَلَهُ علَى الاسْتِقْبَالِ . قال شَيْخُنا : وهو أَغْلَبِيٌّ وإِلاّ ففي التَّنْزِيل : " ذلكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ " وقيل " أعَمّ لأَنَّه فيما عُبِّرَ عنه بجُمْلَةٍ إِنْشَائِيَّةٍ وقيل : الخُلْفُ بالضَّمِّ : القَوْلُ الباطلُ ومَرَّ أَنَّه بالفَتْحِ ولعلَّه ممَّا فيه لُغَتَانِ . انتهى . والخَلْفُ - الذي مَرَّ أَنَّه بمَعْنَى القَوْلِ الرَّدِىءِ - لم يَنْقُلُوا فيه إِلاَّ الفتحَ فقط وأَمّا الذي بالضَّمِّ فليس إِلاَّ الاسْمَ مِن الإِخْلافِ أَو المُخَالَفَةِ واللَّغَةُ لا يَدْخُلُها القِيَاسُ والتَّخْمِينُ . أَو هو أَي : الإخْلافُ أَن لا تَفِيَ بالعَهْدِ وأَنْ تَعِدَ عِدَةً ولا تُنْجِزَهَا قالَهُ اللِّحْيَانِيُّ يُقَال : رَجُلٌ مُخْلِفٌ أَي : كثيرُ الإِخْلافِ لِوَعْدِهِ وقيل : الإِخْلافُ : أَن يَطْلُبَ الرجلُ الحاجةَ أَو الماءَ فلا يَجِدُ ما طَلَبَ قال اللِّحْيَانِيُّ : والخُلْفُ : اسْمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ الإخْلافِ قال غيرُه : أَصْلُ الخُلْفِ : الخُلُفُ بضَمَّتَيْنِ ثم خُفِّفَ وفي الحديثِ : " إِذا وَعَدَ أَخْلَفَ " أَي : لم يَفِ بعَهْدِهِ ولم يَصْدُقْ . الخُلْفُ أَيضاً : جَمْعُ الْخَلِيفِ كأَمِيرٍ في مَعَانِيهِ التي تُذْكَرُ بَعْدُ . وكَزُبَيْرٍ خُلَيْفُ بنُ عُقْبَةَ مِن تَبَعِ التَّابِعِينَ يَرْوِي عن ابنِ سِيرِين وعنه سُلَيْمَانُ الجَرْمِيُّ وحَمَّادُ بن زَيْدٍ قَالَهُ ابنُ حِبّضانَ . والْخِلْفَةُ بِالْكَسْرِ : الاسْمُ مِن الاخْتِلاَفِ أَي خِلافُ الاتِّفَاقِ أَو مَصْدَرُ الاخْتِلافِ أَي : التَّرَدُّدِ و منه قَوْلُه تعالَى : " وهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيْ : هذا خَلَفٌ مِن هذا أَي عِوَضٌ منه وبَدَلٌ أَو هذا يَأْتِي خَلْفَ هذا أَي في أَثَرِهِ أَو مَعْنَاهُ أَي معنَ قَوْلِهِ تَعَالى : " خِلْفَةً " : مَنْ فَاتَهُ أَمْرٌ وفي اللِّسَانِ : عَمَلٌ بِاللَّيْلِ أَدْرَكَهُ بِالنَّهَارِ وبِالْعِكْسِ فَجَعَلَ هذا خَلَفاً مِن هذا قَالَهُ الفَرَّاءُ . والْخِلْفَةُ أَيضاً : الرُّقْعَةُ يُرْقَعُ بِهَا الثُّوْبُ إِذا بَلِيَ . الخِلْفَةُ : مَا يُنْبِتُهُ الصَّيْفُ مِن الْعُشْبِ بَعْدَمَا يَبِسَ العُشْبُ الرِّبْعِي وفي الصِّحاحِ : قال أَبو عُبَيْدٍ : الخِلفَةُ : ما نَبَتَ في الصَّيْفِ قال ذُوالرُّمَّةِ يصِفُ ثَوْراً :" تَقَيَّظَ الرَّمْلَ حَتَّى هَزَّ خِلْفَتَهُتَرَوُّحُ الْبَرْدِ مَافِي عَيْشِهِ رَتَبُ وزَرْعُ الْحُبُوبِ خِلْفَةً وذلك بعدَ إِدْرَاكِ الأَوَّلِ لأَنَّهُ يُسْتَخْلَفُ مِنَ الْبُرِّ والشَّعِيرِ والخِلْفَةُ : اخْتِلاَفُ الْوُحُوِش مُقْبِلَةً مُدْبِرَةً وبه فُسِّرَ قَوْلُ زُهَيْرِ بنِ أَبي سُلْمَى أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ :
" بِهَا الْعَيْنُ والآرَامُ يَمْشِينَ خِلْفَةًوأَطْلاَؤُهَا يَنْهَضْنَ في كُلِّ مَجْثَمِ أَي : تَذْهَبُ هذه وتَجِيءُ هذه . الخِلْفَةُ : مَاعُلِّقَ خَلْفَ الرَّاكِبِ قال :
" كماعُلِّقَتْ خِلْفَةُ الْمَحْمِلِ الخِلْفَةُ : الرَّيِّحَةُ وهو مَايَتَفَطَّرُ عَنْهُ الشَّجَرُ في أَوَّلِ الْبَرْدِ وهو من الصُّفْرِيَّةِ . أَو الخِلْفَةُ : ثَمَرٌ يَخْرُجُ بَعْدَ ثَمَرٍ كَثِيرٍ وقد أَخْلَفَ الثَّمَرُ : إِذا خَرَجَ منه شَيْءٌ بعدَ شَيْءٍ . أو الخِلْفَةُ : نَبَاتُ وَرَقٍ دُونَ وَرَقٍ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : بعدَ وَرَقٍ قد تَنَاثَرَ وقد أَخْلَفَ الشَّجَرُ إِخْلافاً وفي النِّهَايَةِ : هوالوَرَقُ الأَوَّلِ في الصَّيْفِ . وشَئٌ يَحْمِلُهُ الكَرْمُ بَعْدَمَا يَسْوَدُّ العِنَبُ فَيُقْطَفُ العِنَبُ وهو غَضٌّ أَخْضَرُ ثُمَّ يُدْرِكُ وكذلك هو مِن سَائِرِ التَّمَرِ أَو أَنْ يَأْتِيَ الكَرْمُ بِحِصْرِمٍ جَدِيدٍ . الخِلْفَةُ : أَنْ يُنَاظِرُ الرَّجُلُ الرَّجُلَ هكذا في النُّسَخِ وفي بَعْضِها : يُنَاصِرُ من النَّصْرِ وهكذا وُجِدَ بخَطِّ المُصَنِّفِ والصَّوَابُ : أَن يُبَاصِرُ مِن البَصَر كما هو نَصُّ العُبَابِ والجَمْهَرَةِ فَإِذاغَابَ عَن أَهْلِهِ خَالَفَهُ إِلَيْهِمْ يُقَال : يَخَالِفُ إِلَى امْرَأَةِ فُلانٍ أَي : يَأْتِيها إِذا غَابَ عنها زَوْجُهَا قال ابنُ دُرَيْدٍ : قالَ أَبو زَيْدٍ : يُقَال : اخْتَلَفَ فُلانٌ صَاحِبَهُ والاسْمُ الخِلْفَةُ بالكَسْرِ وذلك أَنْ يُبَاصِرَه حَتّى إِذا غَابَ جَاءَ فدَخَلَ عليه فتلك الخِلْفَةُ . الخِلْفَةُ : الدَّوَابُّ التي تَخْتَلِفُ في أَلْوَانِهَا وهَيْئَتِهَا وبه فُسِّرَ أَيَضاً قَوْلُ زُهَيْرٍ السَّابِقُ أَو تخَتَلِفُ في مِشْيَتِها ؟ وهذا قد تقدَّم . الخِلْفَةُ : مَايَبْقى بَيْنَ الأَسْنَانِ مِن الطَّعَامِ يُقَال : أَكَلَ طَعَاماً فَبَقِيَتْ في فِيهِ خِلْفَةٌ ؟ فتَغَيَّرَ فُوهُ نَقَلَهُ اللِّحْيَانِيُّ . الخِلْفَةُ : الْهَيْضَةُ وهو فَسَادُ المَعِدَةِ مِن الطَّعَامِ يُقَالُ : أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ : إِذا اخْتَلَفَ إِلى المُتُوَضَّإِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . الخِلْفَةُ : وَقْتٌ بَعْدَ وَقْتٍ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . الخِلْفَةُ : نَبْتٌ يَنْبُتُ بَعْدَ نَبْتٍ قد تَهَشَّمَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَويَنْبُتُ مِن غَيْرِ مَطَرٍ بَلْ بِبَرْدِ آخِرِ اللَّيْلِ قَالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ . الخِلْفَةُ : الْقَوْمُ الْمُخْتَلِفُونَ يُقَال : القَوْمُ خِلْفَةٌ حكاه أَبو زَيْدٍ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . الخِلْفَةُ : الْمُخَالَفَةُ والمُضَادَّةُ ويُضَمُّ في هذا فكأَنَّهُ اسْمٌ منه ووُجِدَ هنا في بعضِ النُّسَخِ : " المُخْتلِفون المُخَالفة " بحَذْفِ واوِ العَطْفِ وفي بَعْضِهَا : المُخَالف بغيرِ هَاءٍ وكلُّ ذلك غَلَطٌ . يُقَال : لَهُ وفي اللِّسَان : لها وَلَدَانِ أَو عَبْدَانِ أَو أَمَتَانِ خِلْفَتَانِ هذِه عن الكِسَائِيِّ وخِلْفَانِ : إِذَا كَانَ أَحَدُهُمَا طَوِيلاً والآخَرُ أَسْوَدَ وقال غيرُ الكِسَائِيِّ : هما خِلْفَانِ في المُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ وأَنْشَدَ أَبو زَيْدٍ :
" دَلْوَايَ خِلْفَانِ وسَاقِيَاهُمَاأَي : إِحْداهُما مُصْعِدَةٌ مَلأَى والأخْرَى مُنْحَدِرَةٌ فَارِغَةٌ وقد تقدَّم قريباً . الْكُلِّ : أَخْلافٌ وخِلْفَةٌ لم يُضْبَطُ الأَخِيرُ فاقْتَضَى أَن يكونَ بالكَسْرِ فالسُّكُونِ والصَّوابُ : خِلَفَةٌ بكَسْرٍ فَفَتْحٍ كقِرْدَةٍ وقِرَدَةٍ . وكُلُّ لَوْنَيْنِ اجْتَمَعَا فَهُمَا خِلْفَةٌ ونَصُّ الكِسَائِيِّ : خِلْفَتَانِ ونَصُّ اللِّحْيَانِيِّ : يُقَال لكُلِّ شَيْئَيْنِ اخْتَلَفا : هما خِلْفَانِ . وخِلْفَةُ وِرْدِ الإِبِلِ هو : أَنْ يُورِدَهَا بِالْعَشِيِّ بَعْدَمَا يَذْهَبُ النَّاسُ كما في اللِّسَانِ . يُقال : مِنْ أَيْنَ خِلْفَتُكُمْ ؟ أَي : مِن أَيْنَ تَسْتَقُونَ ؟ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . يُقَال : أَخَذَتْهُ خِلْفَةٌ : إِذا كَثُرَ تَرُدُّدُهُ إِلَى الْمُتَوَضَّإِ لَذَرَبِ مَعِدَتِهِ مِن الهَيْضَةِ . الخُلْفَةُ بِالضَّمِّ : الْعَيْبُ والفَسَادُ والْحُمْقُ كَالْخَلاَفَةِ كَسَحَابَةٍ يُقَال : مَا أَبْيَنَ الخَلاَفَةَ فيه ! أَي : الحُمْقُ . الخُلْفَةُ أَيضاً : الْعَتَهُ والْخِلاَفُ أَي : المُخَالَفَةُ وبكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُهم : " أَبِيعُك هذا العَبْدَ وأَبْرَأُ إِليكَ مِنْ خُلْفَتِهِ " . يُقَال : رجلٌ ذو خُلْفَةٍ وقال ابنُ بُزُرْجَ : خُلْفَةُ العَبْدِ : أَن يكونَ أَحْمَقَ مَعْتوهاً وقال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : أَي أَبْرَأُ إِليْكَ مِن خِلافِهِ وقال غيرُه : أَي مِنْ فَسادِهِ وقد خَلَفَ يَخْلُفُ خَلاَفَةً وخُلُوفاً . الخُلْفَةُ مِن الطَّعَامِ : آخِرُ طَعْمِهِ يُقَالُ : إِنَّهُ لَطَيِّبُ الخُلْفَةِ . الخَلْفَةُ بِالْفَتْحِ وكَصَرَدٍ هكذا في النُّسَخِ وفي بعضِها : وبِالفَتْحِ : ج كصُرَدٍ : ذَهَابُ شَهْوَةِ الطَّعَامِ مِن الْمَرَضِ وكُلٌّ مِن النُّسْخَتَيْنِ مَحَلُّ تَأَمُّلٍ والذي في أُمَّهَاتِ اللُّغَةِ : ويُقَال : خَلَفَتْ نَفْسُه عن الطَّعَامِ فهو يَخْلُفُ خُلُوفاً : إِذا أَضْرَبَت عن الطَّعَامِ مِن مَرَضٍ . الخَلْفَةُ أَيضاً : مَصْدَرُ خَلَفَ الْقَمِيصَ يَخْلُفُه خَلْفَةً وقال كُرَاعٌ : خَلْفاً : إِذَا أَخْرَجَ بَالِيَهُ ولَفَقَهُ لَفْقاً . والْمِخْلاَفُ : الرَّجُلُ الْكَثِيرُ الإِخْلاَفِ وفي الصِّحاحِ : رَجُلٌ مِخْلافٌ : كَثِيرُ الخِلاَفِ لِوَعْدِهِ . المِخْلاَفُ : الْكُورَةُ يُقْدِمُ عليها الإنْسَانُ كذا في المُحْكَم ومِنْهُ مَخَالِيفُ الْيَمَنِ أَي : كُوَرُهَا وفي حديثِ مُعَاذٍ : " مَنْ تَخلَّفَ مِنْ مِخْلاَفٍ إِلَى مِخْلاَفٍ فَعُشْرُهُ وصَدَقَتُهُ إِلَى مِخلافِه الأَوَّلِ إِذا حَالَ عَلَيْه الْحَوْلُ " . وقالأَبو عمرٍو : ويُقالُ : اسْتُعْمِلَ فُلانٌ علَى مَخَالِيفِ الطَّائِفِ وهي الأَطْرَافُ والنَّوَاحِي وقال خالدُ بنُ جَنْبَةً : في كُلِّ بَلَدٍ مِخْلاَفٌ بمَكَّةَ والمَدِينةِ والبَصْرَةِ والكُوفَةِ وكَنَّا نَلْقَى بنِ نُمَيْرٍ ونحن في مِخْلافِ المَدِينَةِ وهم في مِخْلافِ اليَمَامَةِ وقال أَبو مُعَاذٍ : المِخْلاَفُ : البَنْكَرْدُ . وقال اللَّيْثُ : يُقَال : فُلانٌ مِن مِخْلافِ كذا وكذا وهو عِنْدَ اليَمَنِ كَالرُّسْتَاقِ والجَمْعُ : مَخَالِيفُ وقال ابنُ بَرِّي : المَخَالِيفُ لأَهْلِ الْيَمْنِ كالأَجْنَادِ لأَهْلِ الشَّامِ والكُوَرِ لأَهْلِ العِرَاقِ والرَّسَاتِيق لأَهْلِ الْجِبَالِ والطَّسَاسِيجِ لأَهْلِ الأَهْوَازِ . هذا مانَقَلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ قال ياقُوتُ : تحتَ قَوْلِ خالِدِ بنِ جَنْبَةَ المُتَقَدِّمِ قلتُ : وهذا كما ذكرْنا بالْعَادَةِ والإِلْفِ إِذا انْتَقَلَ اليَمَانيُّ إِلَى هذه النَّوَاحِي سَمَّى الكُورَةَ بما أَلِفَهُ مِنْ لُغَةِ قَوْمِهِ وفي الْحَقِيقَةِ إِنَّمَا هي لُغَةُ أَهْلِ اليَمَنِ خَاصَّةً وقال أَيضاً ؟ بعدَما نَقَلَ كلامَ اللَّيْثِ - : ومَا عَدَاهُ كما تقدَّم ذِكْرُه قلتُ : هذا الَّذِي بَلَغْنِي فيه ولم أَسْمَعْ في اشْتِقَاقِهِ شَيْئَاً وعندي فيه مَا أَذْكُرُهُ وهو أَنَّ وَلَدَ قَحْطَانَ لمَّا اتَّخَذُوا أَرْضَ اليَمَنِ مَسْكَناً وكَثُرُوا فيه ولم يَسَعْهُمْ المُقَامُ في مَوْضِعٍ وَاحِدٍ أَجْمَعُوا رَأْيَهُمٍ عَلَى أَنْ يَسِيرُوا في نَوَاحِي الْيَمَنِ فيَخْتَارُ كُلُّ بَنِي أَبٍ مَوْضِعاًيَعْمُرُونَهُ ويَسْكُنُونَه فكانُوا إِذا صَارُوا في نَاحِيَةٍ واخْتَارَهَا بَعْضُهُمْ تَخَلَّفَ بها عن سائرِ القَبَائِلِ وسَمَّاها باسْمِ أَبي تلكَ القَبِيلَةِ المُتَخَلِّفَةِ فيه فسَمَّوْهَا مَخَالِفَ لِتَخَلُّفِ بَعْضِهِم عن بَعْضٍ فيها أَلا تَرَاهُم سَمَّوْها مِخْلافَ زَبِيدٍ ومِخْلافَ سِنْحَانَ ومِخْلاَفَ هَمَدَان لا بُدَّ مِن إِضَافَتِهِ إِلَى قَبِيلَةٍ . انْتَهَى كلامُه . وقد عَدَّ الصَّاغَانِيُّ مَخَالِيفَ الْيَمَنِ فقال : ولِكُلِّ مِخْلاف اسْمٌ يُعْرَفُ به كمِخْلاف أَبْيَنَ ومِخْلاَفِ أَقْيَانَ ومِخْلاَفِ أَلْهَانَ ومِخْلاَفِ الْبَوْنِ ومِخْلاَفِ بَيْحَانَ ومِخْلاَفِ بَنِي شِهَابٍ ومِخْلافِ ثاتٍن ومِخْلاَفِ جَيْشَانَ ومِخْلاَفِ جُبْلان ومِخْلاَفِ جَنْبٍ ومِخْلاَفِ جَهْرَانَ ومِخْلاَفِ جُعْفِيً ومِخْلاَفِ جَعْفَرٍ ومِخْلاَفِ حَرَازٍ ومِخْلاَفِ حَضُورٍ ومِخْلاَفِ خَوْلاَنَ ومِخْلاَفِ خَارِف ومِخْلاَفِ ذَمَار ومِخْلاَفِ ذِي جُرَّةَ ومِخْلاَفِ رُعَيْنٍ ومِخْلافِ رُدَاعٍ ومِخْلاَفِ زَبِيدٍ ومِخْلاَفِ السَّحُولِ ومِخْلاَفِ سِنْحانَ ومِخْلاَفِ شَبْوَةِ ومِخْلاَفِ عُنَّةَ ومِخْلاَفِ لَحْجٍ ومِخْلاَفِ مَأْرِب ومِخْلاَفِ مُقْرَى ومِخْلافِ مادِن ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ ومِخْلافِ نَهْدٍ ومِخْلاَفِ المَعَافَرِ ومِخْلاَفِ هَوْزَن ومِخْلاَفِ هَمْدَانَ ومِخْلاَفَ اليَحْصِبِيْنِ ومِخْلاَفِ يَام فهؤلاءِ أَربعونَ مِخْلافاً ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانِيُّ ورَتَّبْتُه أَنا على حُرُوفِ المُعْجَمِ كما تَرَى . وفَاتَهُ : ذِكْرُ جُمْلَةٍ مِن المَخَالِيفِ كمِخْلافِ أَصابَ ومخلاف رَيْمَةَ ومِخْلاَفِ عَبْسٍ ومِخْلاَفِ الحَيَّةِ ومِخْلاَفِ السلفية ومِخْلاَفِ كبورة ومِخْلافِ يَعْفَرُ وغَيْرِها ممَّا يَحْتَاجُ إِلَى مُرَاجَعَةٍ واسْتِقْصَاءٍ واللهُ المُوَفِّقُ لا رَبَّ غَيْرُه ولا خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُه . ورَجُلٌ خَالِفَةٌ : أَي كَثِيرُ الْخِلاَفِ والشِّقَاقِ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الخَطَّابِ بنِ نُفَيْلٍ لَمَّا أَسْلَم ابنُه سَيِّدُنا عُمَرُ ؟ رَضِيَ اللهُ عنه - " إِنِّي لأَحْسَبُك خَالِفَةَ بَنِي عَدِىٍّ هل تَرَى أَحَداً يَصْنَعُ مِنْ قَوْمِكَ ما تَصْنَعُ ؟ " قال الزَّمَخْشَرِيُّ : إِنَّ الخَطَّابَ أَبا عُمَرَ قَالَهُ لزَيْدِ بن عَمْرٍو أَبي سَعِيدِ بنِ زَيْدٍ لمَّا خَالَفَ دِينَ قَوْمِهِ . يقال : مَا أَدْرِي أَيُّ خَالِفَةٍ هو وأَيُّ خَالِفَةَ هو مَصْرُوفَةً ومَمْنُوعَةً أَي : أَيُّ النَّاسِ هو قال الجَوْهَرِيُّ : هو غيرُ مَصْرُوفٍ للتَّأْنِيثِ والتَّعْرِيفِ أَلاَ تَرَى أَنَّكَ فَسَّرْتَهُ بالنَّاسِ . انْتَهَى وقال اللِّحْيَانِيُّ : الْخَالِفَةُ : النَّاسُ فأَدْخَلَ عليه الأَلِفَ والَّلامَ . وقال غيرُه : يُقَال : ما أَدْرِي أَيُّ الْخَوَالِفِ هو ؟ . يُقَال أَيضاً : ما أَدْرِي أَي خَالِفَةَ هو وأَيّ خَافِيَةٍ هو فلم يُجْرِهما أَيْ : أَيُّ النَّاسِ هو وإِنَّمَا تُرِكَ صَرْفُهُ لأَنَّهُ أُرِيدَ به المَعْرِفَةُ لأَنَّه وإِنْ كان وَاحِداً فهو في مَوْضِعِ جَماعةٍ يُرِيد : أَيُّ الناسِ هو كما يُقَال : أَي تَمِيمٍ هو وأَيُّ أَسَدٍهو وبهذا سَقَطَ ما أَوْرَدَه شَيْخُنا أَنَّ هذا غَيْرُ جَارٍ علَى قَوَاعِدِ النَّحْوِ فإِنَّ التَّعْرِيفَ عندَهم المُوجِبَ لِلْمَنْعِ مِنَ الصَّرْفِ مَعَ عِلَّةٍ أُخْرَى هو تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً فكيف يُمْنَعُ هذا التَّعْرِيفُ المُؤَوَّلُ الرَّاجِعُ إِلى التَّنْكِيرِ لأَنَّ أَلْ التي عُرِّفَ بها النَّاسُ في التَّأْوِيلِ تَرْجِعُ إِلَى الجِنْسِيَّةِ والمَانِعُ مِن الصَّرْفِ إِنَّمَا هو تَعْرِيفُ العَلَمِيَّةِ خَاصَّةً فَتأَمَّلْ . يُقَال : هُوَ خَالِفَةُ أَهْلِ بَيْتِهِ وخَالِفُهُمْ أَيضاً : إِذا كان غَيْرَ نَجِيبٍ ولا خَيْرَ فِيهِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانِيُّ ويُقَال : خَالِفُهم وخَالِفَتُهم : أَي أَحْمَقُهُم وقيل : فَاسِدُهم وشَرُّهُم وهو مَجَازٌ . والْخَوَالِفُ : النِّسَاءُ المُتَخلِّفَاتُ في البُيوتِ جَمْعُ خالِفَةٍ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الخَالِفَةُ : القَاعِدَةُ مِنَالنِّسَاءِ في الدَّارِ وقال غيرُه : الخَوَالِفُ : الذِينَ يَغْزُونَ وَاحِدُهم خَالِفَةٌ كأَنَّهُم يَخْلُفُونَ مَن غَزَا وقيل : الخَوَالِفُ : الصِّبْيَانُ المُتَخَلِّفونَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ " أَي مَعَ النِّسَاءِ هكذا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَةَ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هكذا وقيل : مَعَ الفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ وجُمِعَ علَى فَوَاعِل كفَوَارِس هذا عن الزَّجَّاجِ . وقال : عَبْدٌ خَالِفٌ وصَاحِبٌ خَالِفٌ : إِذا كان مُخَالِفاً ورَجُلٌ خَالِفٌ وامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ : إِذا كانتْ فَاسِدَةً ومُتَخَلِّفَةً في مَنْزِلِها وقال بعضَ النَّحْوِيِّينَ : لم يَجِيءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً مِنَ الخَوَالِفِ وهَالِكٌ مِن الهَوَالِكِ وفَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ وقد تقدَّم البحثُ فيه في " ف ر س " وأَنَّه وأَمْثَالَه شَاذٌّ . يُقَال : إِنَّمَا أَنْتُم في خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ قال اليَزِيدِيُّ : الخَوَالِفُ : الأَرَاضِي التي َتُنْبِتُ إِلاَّ في آخِرِ الأَرَضِينَ نَبَاتاَ . والْخَالِفَةُ : الأَحْمَقُ القَلِيلُ العَقْلِ والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَالْخَالِفِ وقيل : هو الذي لا خَيْرَ فيه ويُقَال أَيضاً : امْرَأَة خَالِفَةٌ وهي الحَمْقَاءُ . الخَالِفَةُ : الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَالِفَةُ : عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ كذا في الصِّحاح قيل : في مُؤَخِّرِهِ والجَمْعُ : الخَوَالِفُ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَالِفَةُ : آخِرُ البَيْتِ يُقَال : بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ والخَوَالِفُ : زَوَايَا البَيْتِ وهو مِن ذلك وقال أَبو زَيْدٍ : خَالِفَهُ البيتِ : تحتَ الأطْنَابِ في الكِسْرِ وهي الخَصَاصَةُ أَيضاً وهي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ : ارِ وقال غيرُه : الخَوَالِفُ : الذِينَ يَغْزُونَ وَاحِدُهم خَالِفَةٌ كأَنَّهُم يَخْلُفُونَ مَن غَزَا وقيل : الخَوَالِفُ : الصِّبْيَانُ المُتَخَلِّفونَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوَالِفِ " أَي مَعَ النِّسَاءِ هكذا فَسَّرَهُ ابنُ عَرَفَةَ ونَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ أَيضاً هكذا وقيل : مَعَ الفَاسِدِ مِنَ النَّاسِ وجُمِعَ علَى فَوَاعِل كفَوَارِس هذا عن الزَّجَّاجِ . وقال : عَبْدٌ خَالِفٌ وصَاحِبٌ خَالِفٌ : إِذا كان مُخَالِفاً ورَجُلٌ خَالِفٌ وامْرَأَةٌ خَالِفَةٌ : إِذا كانتْ فَاسِدَةً ومُتَخَلِّفَةً في مَنْزِلِها وقال بعضَ النَّحْوِيِّينَ : لم يَجِيءْ فَاعِلٌ مَجْمُوعاً مِنَ الخَوَالِفِ وهَالِكٌ مِن الهَوَالِكِ وفَارِسٌ مِن الفَوَارِسِ وقد تقدَّم البحثُ فيه في " ف ر س " وأَنَّه وأَمْثَالَه شَاذٌّ . يُقَال : إِنَّمَا أَنْتُم في خَوَالِفَ مِنَ الأَرْضِ قال اليَزِيدِيُّ : الخَوَالِفُ : الأَرَاضِي التي َتُنْبِتُ إِلاَّ في آخِرِ الأَرَضِينَ نَبَاتاَ . والْخَالِفَةُ : الأَحْمَقُ القَلِيلُ العَقْلِ والهاءُ لِلْمُبَالَغَةِ كَالْخَالِفِ وقيل : هو الذي لا خَيْرَ فيه ويُقَال أَيضاً : امْرَأَة خَالِفَةٌ وهي الحَمْقَاءُ . الخَالِفَةُ : الأُمَّةُ الْبَاقِيَةُ بَعْدَ الأُمَّةِ السَّالِفَةِ عن ابنِ عَبَّادٍ . الخَالِفَةُ : عَمُودٌ مِن أَعْمِدَةِ الْبَيْتِ كذا في الصِّحاح قيل : في مُؤَخِّرِهِ والجَمْعُ : الخَوَالِفُ وقال اللِّحْيَانِيُّ : الخَالِفَةُ : آخِرُ البَيْتِ يُقَال : بيتٌ ذُو خَالِفَتَيْنِ والخَوَالِفُ : زَوَايَا البَيْتِ وهو مِن ذلك وقال أَبو زَيْدٍ : خَالِفَهُ البيتِ : تحتَ الأطْنَابِ في الكِسْرِ وهي الخَصَاصَةُ أَيضاً وهي الفَرْجَةُ وأَنْشَدَ :
" ما خِفْتُ حتَّى هَتَّكُوا الْخَوَالِفَا والْخَالِفُ : السِّقَاءُ هكذا في سَائِرِ النُّسَخِ وصَوَابُه : المُسْتَقِي كما هُوَ بَعَيْنِهِ نَصُّ الصِّحاحِ ونَقَلَهُ صاحِبُ اللِّسَانِ والعُبَابُ أَيضاً هكذا كَالْمُسْتَخْلِفِ ومنه قَوْلُ ذِي الرُّمَّةِ يَصِفُ الْقَطَا :
ومُسْتَخْلِفَاتٍ مِنْ بِلاَدِ تَنُوفَةٍ ... لِمُصْفَرَّةِ الأَشْدَاقِ حُمْرِ الْحَوَاصِلِ
" صَدَرْنَ بِمَا أَسْأَرْنَ مِنْ مَاءِ آجِنٍصَرًى لَيْسَ مِنْ أَعْطَانِهِ غَيْرَ حَائِلِوالنَّبِيذُ الفَاسِدُ . الخَالِفُ : الذي يَقْعُدُ بَعْدَكَ قَالَ اللهُ تَعَالَى : " مَعَ الْخَالِفِينَ " هكذا فَسَّرَهُ اليَزِيدِيُّ . والْخِلِّيفَي بِكَسْرِ الْخَاءِ والَّلامِ الْمُشَدَّدَةِ وهو أَحَدُ الأَوْزَانِ التي يَزِنُ بها ما يَأْتِي علَى لَفْظِهَا ولذا احْتَاجَ إِلَى ضَبْطِهِ تَصْرِيحاً : الْخِلاَفَةُ قال شَيْخُنَا نَقْلاً عن حَوَاشِي دِيبَاجَةِ المُطَوَّلِ للفَنَارِيِّ : إِن الخِلِّيفَي مُبَالَغَةٌ في الخِلاَفَةِ لا نَفْسُها كما يُتَوَهَّم مِن كَلامِ الصِّحاحِ . انتهى . قلتُ : وقد وَرَدَ ذلك في حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنه : " لو أُطِيقُ الأَذَانَ مَعَ الخِلِّيفَي لأَذَّنْتُ " قال الصَّاغَانِيُّ : كأَنَّهُ أَرادَ بالخِلِّيفَ كَثْرَةَ جَهْدِهِ في ضَبْطِ أُمُورِ الخِلاَفَةِ وتَصْرِيفِ أَعِنَّتِها فإِنَّ هذا النَّوْعَ مِن المَصَادِرِ يَدُلُّ عَلَى معنَى الْكَثْرَةِ . الخَلِيفُ كَأَمِيرٍ : الطَّرِيقُ بَيْنَ الْجَبَلَيْنِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للشاعرِ ؟ وهو صَخْرُ الغَيِّ الهُذَلِيِّ - :
فَلَمَّا جَزَمْتُ به قِرْبَتِي ... تَيَمَّمْتُ أَطْرِقَةً أَو خَلِيفا جَزَمْتُ : مَلأْتُ وأَطْرِقَةً : جَمْعُ طَرِيقٍ . الخَلِيفُ : الْوَادِي بَيْنَهُمَا وهو فَرْجٌ بين قُنَّتَيْنِ مُتَدَانٍ قَلِيلُ العَرْضِ والطُّولِ قال :
" خَلِيف بَيْنَ قُنَّةِ أَبْرَقِ ومِنْهُ قَوْلُهُم : ذِيخُ الْخَلِيفِ كما يُقَال : ذِئْبُ غَضًى نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للشاعِرِ وهو كُثَيِّرٌ يَصِف نَاقَتَهُ :
وذِفْرَى كَكَاهِلِ ذِيخِ الْخَلِيفِ ... أَصَابَ فَرِيقَةَ لَيْلٍ فَعَاثَا قال ابنُ بَرِّيّ والصّاغَانِيُّ : " بذِفْرَى " وأَوَّلُهُ :
تُوَالِي الزِّمَامَ إِذا ما دَنَتْ ... رَكَائِبُهَا واخْتَنَثْنَ اخْتِنَاثَا ويُرْوَى : " ذِيخِ الرَّفِيضِ " وهو قِطْعَةٌ مِن الجَبَلِ . الخَلِيفُ : مَدْفَعُ الْمَاءِ بين الجَبَلَيْنِ وقيل : مَدْفَعُه بينَ الوَادِيَيْنِ وإِنَّمَا ينْتَهِي المَدْفَعُ إِلى خَلِيفٍ لِيُفْضِيَ إِلَى سَعَةٍ . قيل : الخَلِيفُ : الطَّرِيقُ في الْجَبَلِ أَيّاً كَانَ قاله السُّكَّرِيُّ أَو وَرَاءَ الجَبَلِ أَو وَرَاءَ الوَادِي وبكُلِّ ذلك فُسِّرَ قَوْلُ صَخْرِ الغَيِّ السَّابِقُ . الخَلِيفُ : الطَّرِيقُ فَقَط جَمْعُ ذلك كُلِّه : خُلُفٌ أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
" في خُلُفٍ تَشْبَعُ مِنْ رَمْرَامِهَا الخَلِيفُ : السَّهْمُ الْحَدِيدُ مِثْلُ الطَّرِيرِ عن أَبِي حَنِيفَةَ وأَنْشَدَ لِسَاعِدَةَ بنِ عَجْلانَ الهُذَلِيِّ :
ولَحَفْتُه مِنْهَا خَلِيفاً نَصْلُهُ ... حَدٌّ كَحَدِّ الرُّمْحِ لَيْسَ بمِنْزَعِ ووَقَعَ في اللِّسَانِ لِسَاِعِدَةَ بنِ جُؤَيَّةَ وهو غَلَطٌ ثم الذي قَالَُ السُّكَّرِيُّ في شَرْحِ هذا البيتِ وضَبَطَهُ " حَلِيفاً " هكذا بالحاءِ المُهْمَلَةِ وفَسَّرَه بالنَّصْلِ الحَادِّ ولَحَفْتُه : جَعَلْتُه له لِحَافَاً . قلتُ : وهذا هو الأَشْبَهُ وقد تقدَّم الحَلِيفُ بمَعْنَى النَّصْلِ في مَوْضِعِهِ . الخَلِيفُ : الثَّوْبُ يُشَقُّ وَسَطُهُ فيُخْرَجُ البَالِي منه فيُوصَلُ طَرَفَاهُ ويُلْفَقُ عن ابنِ عَبّادٍ وقد خَلَفَ ثَوْبَهُ يَخْلُفُه خَلْفاً المَصْدَرُ عن كُرَاعٍ . خِلِيفُ الْعَائِذِ : هي النَّاقَةُ في اليَّوْمِ الثَّانِي مِن نِتَاجِهَا ومنه يُقَالُ : رَكِبَهَا يَوْمَ خَلِيفِها . قال أَبو عمرٍو : الخَلِيفُ اللَّبَنُ بَعْدَ اللِّبَإِ يُقَال : ائْتِنَابلَبَنِ نَاقَتِكَ يومَ خَلِيفِها أَي : بعدَ انْقِطاعِ لَبَنِهَا أَي : الحَلْبَةُ التي بعدَ الوِلاَدَةِ بيَوْمٍ أَو يَوْمَيْنِ . جَمْعُ الْكُلِّ خُلُفٌ كَكُتُبٍ ومَرَّ له قريباً أَن الخُلُفَ بالضَّمِّ جَمْعُ الخَلِيفِ في مَعَانِيهِ وكلاهُما صَحِيحٌ كرُسُلٍ ورُسْلٌ يُثَقَّلُ ويُخَفَّفُ غيرَ أَنَّ تَفْرِيْقَهُ إِيَّاهُما في مَوْضِعَيْنِ مِمَّا يُشَتِّتُ الذِّهْنَ ويُعَدُّ مِن سُوءِ التَّصْنِيفِ عندَ أَهْلِ الفَنِّ . الخَلِيفُ : جَبَلٌ وفي العُبَابِ : شِعْبٌ وقد جاءَ ذِكْرُه في قَوْلِ عبدِ اللهِ بن جَعْفَرٍ العَامِرِيِّ :فَكَأَنَّمَا قَتَلُوا بجارِ أَخِيهِمُ ... وَسَطَ المُلُوكِعلَى الخَلِيفِ غَزَالاَ وكذا في قَوْلِ مُعَقِّرِ بنِ أَوْسِ بنِ حِمَارٍ البَارِقِيِّ :
ونحنُ الأَيْمَنُونَ بَنُو نُمَيْرٍ ... يَسِيلُ بِنَا أَمَامَهُمُ الْخَلِيفُ قيل : هي بَيْنَ مَكَّةَ والْيَمَنِ . الخَلِيفُ : الْمَرْأَةُ التي أَسْبَلَتْ وفي العُبَابِ : سَدَلَتْ شَعْرَهَا خَلْفَهَا . وخَلِيفَا النَّاقَةِ : ما تَحْتَ إِبِطَيْهَا لا إِبْطَاهَا ووَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِكُثَيِّرٍ يَصِفُ ناقةً :
كَأَنَّ خَلِيفَيْ زَوْرِهَا ورَحَاهُمَا ... بُنى مَكَوَيْنِ ثُلِّمَا بَعْدِ صَيْدَنِ المَكَا : جُحْرُ الثَّعْلَبِ والأَرْنَبِ ونَحْوِهِما والرَّحَى : الكِرْكِرَةُ والبُنَى : جَمْعُ بُنْيَةٍ والصَّيْدَنُ هنا : الثَّعْلَبُ . ونَصُّ
الشَّعْبُ كالمَنْع : الجَمْعُ . والتَّفْرِيقُ . والإِصْلاَحُ . والإِفْسَادُ ضِدٌّ . صَرَّح به أَبُو عُبَيْد وأَبُو زِيَادٍ . وقال ابْنُ دُرَيْد : هذَا لَيْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ كُلٌّ من المَعْنَيَيْنِ لُغَةٌ لِقَوْم دُونَ قَوْم . وفي حَدِيثِ ابن عُمَر : شَعْبٍ صَغِير من شَعْبٍ ...
الشَّعْبُ كالمَنْع : الجَمْعُ . والتَّفْرِيقُ . والإِصْلاَحُ . والإِفْسَادُ ضِدٌّ . صَرَّح به أَبُو عُبَيْد وأَبُو زِيَادٍ . وقال ابْنُ دُرَيْد : هذَا لَيْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ كُلٌّ من المَعْنَيَيْنِ لُغَةٌ لِقَوْم دُونَ قَوْم . وفي حَدِيثِ ابن عُمَر : شَعْبٍ صَغِير من شَعْبٍ كَبيرٍ أَي صَلاحٌ قَلِيلٌ مِن فَسَادٍ كَبِيرٍ . شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب . وشَعَّبَه فَتَشَعَّبَ . وأَنْشَدَ أَبُو عُبَيْد لعَلِيّ ابن الغَدِيرِ الغَنَوِيِّ في الشَّعْبِ بمعنى التَّفْرِيقِ :
وإِذَا رَأَيْتَ المرءَ يَشْعَبُ أَمْرَه ... شَعْبَ العَصَا ويَلِجُّ في العِصْيَان
قال : مُرَادُه يُفرِّق أَمْرَهُ . قال الأَصْمَعِيُّ : شَعَبَ الرجلُ أَمْرَه إِذَا شَتَّتَه وفَرَّقَه . وقال ابْنُ السِّكِّيت : في الشَّعْبِ : يَكُونُ بِمَعْنَيَيْن يَكُونُ إِصْلاَحاً ويكون تَفْرِيقاً . الشَّعْبُ : الصَّدْعُ الذي يَشْعَبُه الشَّعَّابُ وإِصْلاَحُه أَيْضاً الشَّعْبُ قاله ابن السِّكِّيت . وفي الحَدِيثِ : اتَّخَذَ مكَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَةً . أَي مَكَان الصَّدْعِ والشَّقِّ الَّذِي فِيه . والشَّعَّابُ : المُلَئِّم وحِرْفَتُه : الشِّعَابَة . الشَّعْبُ : التَّفَرُّقُ في الشَّيْءِ والجَمْعُ شُعُوبُ . وفي حديثِ عَائِشَة - رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - وَوَصَفَتْ أَبَاهَا : يَرْأَبُ شَعْبَهَا أَي يَجْمَعُ مُتَفرِّقَ أَمْرِ الأُمَّةِ وكَلِمَتَهَا . الشَّعْبُ : القَبِيلَةُ العَظِيمَةُ وقِيلَ : الحَيُّ العَظِيمُ يَتَشَعَّبُ من القَبِيلَة وقِيلَ : هُوَ القَبِيلَة نَفْسُها والجمع شُعُوبٌ . والشَّعْبُ : أَبو القَبَائل الَّذِي يَنْتَسِبون إِلَيْه أَي يَجْمَعُهُم ويَضُمُّهم وَفي التَّنْزِيلِ : وجَعَلْنَاكُم شُعُوباً وقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا . قال ابنُ عَبَّاسٍ في ذلِك : الشُّعُوبُ : الجُمَّاعُ . والقَبَائِلُ : البُطُونُ ؛ بُطُونُ العَرَب . ونَقَلَ شَيْخُنَا عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ البَكْرِيِّ في شَرْحِ نَوَادِرِ أَبِي عَلِيّ الْقالِيّ : كُلُّ النَّاسِ حَكَى الشَّعْبَ في القَبِيلَةِ بالفتح . وفي الجَبَل بالكَسْرِ إِلا بُنْدَار فإِنَّه رَوَاه عَنْ ابْنِ عُبَيْدَة بالعَكْسِ انْتَهى . وحَكَى أَبُو عُبَيْد عَنِ ابْنِ الكَلْبِيّ عَنْ أَبيهِ الشَّعْبُ : أَكْرَرُ مِن القَبِيلَة ثم الفَصِيلَةُ ثم العِمَارَةُ ثُمَّ البَطْنُ ثُم الفَخِذُ . قال الشَّيْخُ ابْنُ بَرِّيّ : الصَّحِيحُ في هذَا ما رَتَّبَه الزُّبَيْر بْنُ بَكَّار وهو الشَّعْبُ ثُمَّ القَبِيلَةُ ثُمَّ العِمَارَةُ ثم البَطْنُ ثم الفَخِذُ ثُمَّ الفَصِيلَة . وقد نَظَمَه الزَّيْنُ العِرَاقِيّ وذَكَرَه ابْن رَشِيقٍ في العُمْدَةِ . قال أَبو أُسَامَة : هذِه الطَّبَقَات على تَرْتِيبِ خَلْقِ الإِنْسَان فالشَّعْب أَعْظَمُهَا مُشْتَقٌّ من شَعْبِ الرَّأْسِ ثم القَبِيلَةُ مِن قَبِيلَة الرَّأْسِ لاجْتِمَاعِهَا ثم العِمَارَةُ وَهِيَ الصَّدْرُ ثم البَطْنُ ثم الفَخِذ ثُمَّ الفَصِيلَة ؛ وهِي السَّاقُ . قلت : وقال شيخنا : وزاد بعضهم العَشيرة فقال :
اقْصِد الشَّعْبَ فَهْوَ أَكثر حَيٍّ ... عَدَداً في الحِواء ثم القَبِيلَهْ
ثم يَتْلُوهُمَا العِمَارَةُ ثُمَّ الْ ... بَطْن والفَخْذ بَعْدَها والفَصيلهْ
ثم من بعدها العَشِيرَة لكِنْ ... هي في جَنْبِ ما ذكَرْنَا قَلِيلَه قال : ونَظَمَهَا الشَّاذِلِيّ مع زِيَادَة ضَبْطِهَا فَقَالَ :
شَعْبٌ بفَتْح الشِّيْنِ والقَبِيلَهْ ... مِنْ بَعْدِها عِمَارةٌ أَصِيلَهْ
وهْي بِكَسْرِ العَيْنِ تُرْوَى ثُمَّ قُلْ ... بَطْنٌ وفَخْذ بَعْدَها ولا تَحُلْ
وسَادِسٌ فَصِيلَةٌ تَرْوِيه ... وَهْيَ الْعَشِيرةُ الَّتِي تَلِيه وقرأْتُ في نَفْحِ الطِّيب لأَبِي العَبَّاسِ أَحْمَد المَقَّرِيّ مَا نَصُّه : وقَالَ العَلاَّمَة مُحَمَّد بنُ عَبْد الرَّحْمن الغَرْنَاطِيّ
الشَّعْبُ ثم قَبِيلَةٌ وعِمَارَة ... بَطْنٌ وفخْذٌ فالفَصِيلَة تَابِعَهْ
فالشَّعْب مُجْتَمَعُ القبِيلَةِ كُلّهَا ... ثم القَبيلَة لِلْعِمَارَةِ جامِعَهْ
والبَطْنُ تجْمَعُه العَمَائِرُ فاعْلَمَنْ ... والفَخْذ تَجْمَعُه البُطُونُ الوَاسِعَهْ
والفَخْذُ يَجْمَع لِلْفصَائِل هَاكَها ... جَاءَت عَلى نَسَقٍ لَهَا مُتَتَابِعَهْ فخُزَيْمَةٌ شَعْبٌ وإِنَّ كِنَانَةً لَقَبِيلَةٌ مِنْهَا الفَضَائِلُ نَابِعَهْ وقُريْشُها تُسْمَى العِمَارَةَ يا فَتى وقُصَيُّ بَطْنٌ للأَعَادِي قَامِعَهْ
ذَا هَاشِمُ فَخِذٌ وَذَا عَبَّاسُهَا ... كَنْزُ الفَصِيلَةِ لا تُنَاطُ بِسَابِعَهقلت : ومِثْلُه في المِصْبَاح وغَيْرِه مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَة . الشَّعْبُ : الجَبَلُ هَكَذَا في النُّسَخِ وَصَوَابُه الجِيلُ بِكَسْرِ الجِيمِ واليَاءِ التَّحْتِيَّة السَّاكِنَة كما في غَيْرِ وَاحِدَة من الأُمَّهاتِ . قال ابْنُ مَنْظُور : والشَّعْبُ : ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِلِ العَرَب والعَجَم وكُلُّ جِيلٍ شَعْبٌ . قال ذُو الرُّمَّة :
لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ يُبْلِي جِدَّةً أَبداً ... ولا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِداً شُعَبُ والجَمْعُ كالجَمْعِ . ونَسَبَ الأَزْهَرِيّ الاسْتِشْهَادَ بهذا البَيْتِ إِلى اللَّيْثِ . وسَيَأْتِي ذِكْرُ الشَّعْبِ واخْتِلاَفهم فِيه . وقَدْ غَلَبَت الشُّعُوبُ بلَفْظِ الجَمْع عَلَى جِيلِ العَجَم كما سَيَأْتِي أَيْضاً فَاتَّضَح بِذَلِكَ أَن نُسْخَةَ الجَبَل خَطَأٌ . الشَّعْبُ : مَوْصِلُ قَبَائِل الرَّأْسِ وهو شَأْنُه الَّذِي يَضُمُّ قَبَائِلَه . وفي الرَّأْسِ أَربَعُ قَبائِل وأَنشد :
فإِن أَوْدَى مُعَاوِيَة بن صَخْر ... فَبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسَكَ بانْصِدَاعٍ الشَّعْبُ : البُعْدُ . يقال : شَعْبُ الدَّارِ أَي بُعْدُهَا : قال قَيْسُ بْنُ ذَرِيحٍ :
وأَعْجَلُ بالإِشْفَاقِ حَتَّى يَشِفَّنِي ... مَخَافَة شَعْبِ الدَّارِ والشَّمْلُ جَامِعُ الشَّعْبُ : البَعِيدُ . يقال : ماءٌ شَعْبٌ أَي بَعِيدٌ والجَمْعُ شُعُوبٌ . وانْشَعَبَ عَنِّي فُلاَنٌ : تَبَاعَدَ . وشَاعَبَ صاحِبَه : باعَدَه . قَالَ :
وسِرْتُ وفي نَجْرَانَ قَلْبِي مُخَلَّفٌ ... وجِسْمِي ببَغْدَادِ العرَاقِ مُشَاعِبُ الشَّعْبُ : بَطْنٌ من هَمْدَانَ . وقال الفَرَّاء : حَيٌّ مِنَ اليَمَنِ وإِلَيْهِ نُسِبَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيلَ الفقيهُ المَشْهُورُ قاله ابْنُ فَارِس والأَزْهَرِيّ والفَارَابِيّ وسَيَأْتِي بَيَانُ كَلاَمِ الجَوْهَرِيّ . وقيل : شَعْبٌ : جَبَلٌ باليَمَن وهو ذُو شَعْبَيْن نَزَلَهُ حسَّانُ بْنُ عَمْرو الحِمْيَرِيُّ وَوَلَدُه فنُسِبُوا إِلَيْه فَمَنْ كََانَ مِنْهُم بالكُوفَةِ يُقَالُ لَهُم شَعْبِيُّون مِنْهُم عَامِرٌ الشَّعْبِيّ وعِدَادُه في هَمْدَان ومَنْ كَان منهم بالشَّامِ يُقَالُ باليَمَن يُقَالُ لَهُم آلُ ذِي شَعْبَيْن ومَنْ كان مِنْهُم بِمِصْرَ والمَغْرِبِ يُقَالُ لَهُم الأُشْعُوبُ . كذا في لِسَان العَرَب . الشِّعْبُ بالكَسْرِ : الطَّرِيقُ في الجَبَل قد أَنْكَرَه شَيْخُنَا وَهُوَ فِي لِسَانِ العَرَب وغَيْرِه من الأُمَّهَاتِ . قال ابن شُمَيْلٍ : الشِّعْبُ : مَسِيلُ المَاءِ في بَطْنِ أَرضٍ لَهُ حَرْفان مُشْرِفَان وعَرْضُه بَطْحَةُ رَجُل إِذَا انْبَطَح وقد يَكُون بَيْن سَنَدَيْ جَبَلَيْنِ . أَو الشِّعْبُ هُوَ ما انْفَرَجَ بَيْنَ الجَبَلَيْن . الشِّعْب : سِمَةٌ لِلإِبِل لبَنِي مِنْقَرٍ كهَيْئةِ المِحْجَنِ قاله الجَوْهَرِيّ . وعن ابن شُمَيْل : الشِّعَابُ : سِمَةٌ في الفَخِذ في طُولِهَا خَطَّانِ يُلاَقَى بين طَرَفَيْهِمَا الأَعْلَيَيْنِ والأَسْفَلان مُتَفَرِّقَان . وأَنْشد :
نَارٌ عَلَيْهَا سِمَةُ الغَوَاضِرْ ... الحَلْقَتَانِ والشِّعَابُ الفَاجِرْ وقال أَبو عَلِيٍّ في التَّذْكِرَةِ : الشِّعْبُ :وَسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسْفَلُه مُتَفَرِّقٌ أَعلاه وقال السُّهَيْليّ في الرَّوْض : هو سِمَةٌ في العُنُق كالمِحْجَنِ نَقَله شيخنا . ورأَيتُ في هَامِشِ نُسْخَة لِسَانِ العَرَب : الشَّعَبْ : سِمَةٌ بكَسْر الشِّين وفَتْحِها . وَهُوَ أَي الجَمَلُ مَشْعُوبٌ . وإِبِلٌ مُشعَّبَةٌ : مَوْسَومٌ بها . الشِّعْبُ : ع . الشَّعَبُ بالتَّحْرِيكِ : بُعْدُ ما بَيْنَ المَنْكِبَيْن والفِعْلُ كالفِعْل . الشَّعَبُ : تَبَاعُدُ مَا بَيْنَ القَرْنَيْن وقَدْ شَعِبَ كفَرِحشَعَباً وهُوَ أَشْعَبُ . وظَبْيٌ أَشْعَبُ بَيِّنُ الشَّعْبِ إِذا تَفَرَّقَ قَرْنَاه فَتَبَايَنَا بَيْنُونَةً شَدِيدَةً وكَانَ مَا بَيْنَ قَرْنَيْه بَعِيداً جِدّاً والجَمْعُ شُعْبٌ . وتَيْسٌ أَشْعَبُ وعَنْزٌ شَعْبَاءُ . والشَّاعِبَان : المَنْكِبَان لتَبَاعُدِهِمَا يمانية . من المَجَاز : الشُّعَبُ كَصُرَدِ : الأَصَابِعُ . يقال : قَبَضَ عَلَيْهِ بِشُعَبِ يَدِه : أَصَابِعِه . واغْرِزِ اللحْمَ في شُعَب السَّفُّودِ كَذَا في الأَسَاس . والشَّعِيبُ كأَمِيرٍ : المَزَادَةُ المَشْعُوبَةُ أَو هِيَ الَّتِي من أَدِيَميْن وقِيلَ : مِنْ أَدِيمَين يُقَابَلاَن لَيْسَ فِيهِما فِئامٌ فِي زَوايَاهُمَا . والفِئَامُ في الْمَزَايِد : أَن يُؤْخَذَ الأَدِيمُ فيُثْنَى . ثم يُزَادَ في جَوَانِبِها ما يُوَسِّعُها . قال الرَّاعِي يَصِفُ إِبِلاً تَرْعَى في العَزِيبِ :
إِذا لَمْ تَرُحْ أَدَّى إِلَيْهَا مُعَجِّلٌ ... شَعِيبَ أَدِيم ذَا فِرَاغَِيْنِ مُتْرَعا يعني ذا أَدِيمَيْن قُوبِلَ بينهما . وقيل : التي تُفْأَوُ بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَيْنَ الجِلْدَيْن لتَتَّسِعَ . وقِيلَ : هِي التي من قِطْعَتَيْن شُعِبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَى الأُخْرَى أَي ضُمَّت . أَو هِيَ المَخْرُوزَةُ مِنْ وَجْهَيْن وكُلُّ ذلِك من الجَمْع . الشَّعِيبُ أَيضاً : السِّقَاءُ البَالِي لأَنَّه يُشْعَبُ . أَي جَمْعُ كُلّ ذَلِك شُعُب كَكُتُبٍ . وفي لِسَانِ العَرَب : الشَّعِيبُ والمَزَادَةُ والرَّاوِيَة والسَّطِيحَةُ شَيْء واحد سُمِّي بِذلك لأَنَّه ضُمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْض . وفي قَوْلِ المَرَّارِ يَصِفُ نَاقَةً :
إِذا هِيَ خَرَّتْ خَرَّ مِنْ عَنْ يَمِينِهَا ... شَعِيبٌ بِهِ إِجْمَامُهَا ولُغُوبُهَا يَعْنِي الرَّحْلَ ؛ لأَنَّه مَشْعُوبٌ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ أَي مَضْمُومُ . والشُّعْبَةُ بالضَّمِّ : ما بَيْنَ القَرْنَيْن لتَفْرِيقِهما بَيْنَهُمَا و ما بَيْن الغُصْنَيْن ومثله في الأَساس . الشُّعْبَة : الفِرْقَةُ و الطَّائِفَةُ من الشَّيْءِ . وفي يَدِه شُعْبَةُ خَيْرٍ مَثَلٌ بِذلِكَ . ويقال : اشْعَبْ لِي شُعْبَةً مِنَ الْمَالِ أَي أَعْطِنِي قِطْعَةً مِنْ مَالِك . وفي يَدِي شُعْبَةٌ مِنْ مَالٍ . وفي الحديث : الحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمان أَي طَائِفَةٌ مِنْه وقِطْعَة . وَفي حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُود : الشَّبَابُ شُعْبَةٌ من الجُنُونِ وقَوْلُه تَعَالَى : إِلى ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ . قال ثَعْلَب : يقال : إِنَّ النَّارَ يَوْمَ القِيَامة تنفَرِق إِلى ثَلاَث قِرَق فكُلَّمَا ذَهَبُوا أَنْ يَخْرُجُوا إِلى مَوْضِعٍ رَدَّتْهُم . ومعنى الظِّلِّ هُنَا أَنَّ النَّارَ أَظَلَّتْه لأَنَّه لَيْسَ هنَاك ظِلّ كذا في لسان العَرَب . الشُّعْبَةُ من الشَّجَرِ : ما تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِهَا . قَالَ لَبِيدٌ :
تَسْلُبُ الكَانِسَ لم يُؤْرَ بها ... شَعْبةَ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْوتَشَعَّبَت أَغْصَانُ الشَّجَرَة وانْشَعَبَت : انْتَشَرت وتَفَرَّقَتْ . وشُعْبَة : غُصْن من أَغْصَانِها وقيل : الشُّعْبَةُ : طَرَفُ الغُصْنِ وَهُوَ مَجَاز . وشَعَبُهُ : أَطْرَافَه المُتَفَرِّقَةُ وكُلُّه رَاجِع إِلى مَعْنَى الافْتَرَاقِ وقِيلَ : مَا بَيْنَ كُلِّ غُصْنَيْن شُعْبَة . ويُقَالُ : هَذِه عَصا فِي رأَْسِهَا شُعْبَتَان . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمَاعِي مِن الْعَرَب عَصَاً في رأْسِها شُعْبَانِ بِغَيْر تَاءٍ كَذَا قَالَه ابْنُ مَنْظُور . وفي الأَسَاسِ ومِنَ المَجَازِ : أَنَا شُعْبَةٌ من دَوْحَتِكَ وغُصْنٌ مِنْ سَرْحَتِك . الشُّعْبَةُ : المَسِيلُ في ارْتِفَاع قَرَارَة الرَّمْلِ . والشُّعْبَةُ : المَسِيلُ الصَّغِيرُ . يقال : شُعْبَةٌ حافِلٌ أَي مُمْتَلِئَةٌ سَيْلاً . الشُّعْبَةُ : مَا صَغُرَ مِنَ وفي نسخة عَنِ التَّلْعَةِ . قِيلَ : ما عَظُمَ من سَوَاقِي الأَوْدِيَةِ . وقِيلَ : الشُّعْبَةُ : ما انْشَعَبَ من التَّلْعَةِ والوَادِي أَي عَدَلَ عَنْه وأَخَذَ في طَرِيقٍ غَيرِ طَرِيقِه فتِلْكَ الشُّعْبَةُ . الشُّعْبَةُ : صَدْعٌ في الجَبَلِ يَأْوِي إِليه المَطَرُ كذا في النُّسَخِ وصَوَابُه الطَّيْرُ كَذَا في لِسَانِ العَرَب وزَادَ وَهُوَ مِنْهُ . ج أَي جَمْعُ الكُلِّ شُعَبٌ وشِعَابٌ والشُّعْبَة : دون الشِّعْبِ . من المجَاز : شُعَبُ الفَرَسِ وأَقْطَارُه : نَوَاحِيهِ كُلُّهَا . قال دُكَيْنُ بْنُ رَجَاءٍ
" أَشَمُّ خِنْذِيذٌ مُنِيفٌ شُعَبُهْ
" يَقْتَحِمُ الفَارِسَ لولا قَيْقَبُهْ . أَو الشُّعَبُ : ما أَشْرَفَ مِنْهَا أَي نَوَاحِيه . وفي بَعْضِ النُّسَخ مِنْهُ فالضَّمير للْفَرَس والمُرَادُ بما أَشْرَفَ مِنْه كالعُنُق والمَنْسِج والحَجَبَات . وشُعَبُ الدَّهْرِ : حَالاّتُه قَالهُ اللَّيْث . وأَنْشَدَ قَوْلَ ذِي الرُّمَّة المُتَقَدِّم الَّذِي هُوَ :
" ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ وفَسَّرَهُ فَقَال : أَي ظَنَنْتُ أَن لا يَنْقَسِم الأَمْرَ الوَاحِدُ إِلَى أُمُورٍ كَثِيرَة . قال الأَزْهَرِيُّ : ولم يجوِّد الليثُ في تَفْسِير البَيْتِ ومَعْنَاهُ أَنَّه وَصَفَ أَحْيَاءً كانوا مُجِتَمِعِين في الرَّبِيعِ فلما قَصَدُوا المَحَاضِرَ تَقَسَّمَتْهُم المِيَاهُ . وشُعَبُ القَوْمِ : نِيَّاتُهُم في هَذَا البَيْت وكانت لِكُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُم نِيَّةٌ غيرُ نِيَّةِ الآخَرِين فَقَالَ : ما كنتُ أَظُنُّ أَنَّ نِيَّاتٍ مُخْتَلِفةً تُفَرِّقُ نِيَّةَ مُجْتَمِعَةً وذَلِكَ أَنَّهم كَانُوا في مُنْتَوَاهُم ومُنْتَجَعِهم مُجْتَمِعِين عَلَى نِيَّةٍ وَاحِدَة فلما هَاجَ العُشْبُ ونَشَّتِ الغُدْرَانُ تَوَزَّعَتْهم المَحَاضِرُ وأَعْدَادُ المِيَاهِ فهذا مَعْنَى قَوْله :
" ولا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ انْتَهَى من لِسَانِ العَرَب . ومن المجَاز : نُوَبُ الزَّمَانِ وشُعَبُه : حَالاَتُه كَذَا فِي الأَسَاسِ . وَشَعُوبُ : قَبِيلَةٌ . قال أَبو خِرَاش :
مَنَعْنَا من عَدِيِّ بني حُنَيْفٍ ... صِحَابَ مُضَرِّسٍ وابْنَيْ شَعُوبا
فأَثْنُوا يا بَنِي شِجْعٍ عَلَيْنَا ... وحَقُّ ابْنَيْ شَعُوبٍ أَن يُثِيبَاقال ابنُ سِيدَه : كَذَا وَجَدْنَا شَعُوبٍ مَصْرُوفاً في البَيْتِ الأَخير . ولو لمْ يُصرَف لاحْتَمَل الزِّحَافَ . شَعُوبُ : اسْمُ المَنِيَّةِ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ بغَيْرِ أَلِفٍ ولاَمٍ كالشَّعُوب مَعْرِفَةً وقد أَنْكَرَه جَمَاعَةٌ وعَدُّوه مِنَ الَّحْنِ . وفي الصَّحَاح : الشُّعْبَةُ : الفُرْقَةُ تقُولُ : شَعَبَتْهُم المَنِيَّةُ أَي فَرَّقَتْهُم ومِنْه : سُمِّيَتِ المَنِيَّةُ شَعُوبَ وهي مَعْرِفَةٌ لا تَنْصَرِفُ ولا يَدْخُلُها الأَلِفُ والَّلامُ . وفي لِسَانِ العَرَبِ : وقِيلَ : شَعُوبُ والشَّعُوبُ كِلْتَاهُمَا المَنِيَّة لأَنَّها تُفَرِّقُ . أَما قَوْلُهم فيها شَعُوبُ بغير لام والشَّعُوبُ باللام فقد يُمْكِن أَنْ يَكُونَ في الأَصْل صِفَةً لأَنَّه من أَمْثِلَة الصِّفَاتِ بِمَنْزِلَة قَتُول وضَرُوب وإِذَا كَانَ كَذَلِك فَالَّلام فِيه بمَنْزِلَتها في العَبَّاسِ والْحَسَن والحَارث . ويُؤَكِّد هَذَا عِنْدَك أَنَّهم قَالُوا في اشْتِقَاقِها إِنَّمَا سُمِّيت شَعُوب لأَنَّها تَشْعَبُ أَي تُفَرِّقُ وهذا المَعْنَى يُؤَكِّد الوَصْفِيَّة فِيها وهَذَا أَقْوَى من أَن تُجْعَلُ الَّلامُ زَائِدَةً . ومن قَالَ شَعُوبُ بِلاَ لاَمٍ خَلَصَتْ عِنْدَه اسْماً صَرِيحاً وأَعْرَاهَا في اللَّفْظِ من مَذْهَبِ الصِّفَة فلِذَلكَ لم يُلْزِمْهَا الَّلام كما فَعَلَ ذَلِكَ مَنْ قَالَ : عبَّاس وحَارِث إِلاَّ أَنَّ رَوَائِح الصِّفَةِ فِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ وإِنْ لم تَكُنْ فيه لاَمٌ . أَلاَ تَرَى أَنَّ أَبَا زَيْد حَكَى أَنهم يُسَمُّونَ الخُبْزَ جَابِرَ بْنَ حَبَّةَ ؛ وإِنَّما سَمَّوْه بِذَلِك لأَنه يَجْبُر الجَائِع فَقَدْ تَرَى مَعْنَى الصِّفَة فِيه وإِنْ لَمْ تَدْخُلْه الَّلامُ . ومِنْ ذَلِكَ قَوْلُهم : وَاسِطٌ . قال سِيبَوَيْهِ : سَمَّوْه واسِطاً ؛ لأَنَّه وَسَطَ بَيْنَ العِرَاقِ والبَصْرَةِ فمَعْنَى فمَعْنَى الصِّفَةِ فِيهِ وإِن لَمْ يَكُن في لَفْظِه لاَمٌ انْتَهَى . ويُقَالُ : أَقَصَّتْه شَعُوبُ إِقْصَاصاً إِذَا أَشْرَف على المَنِيَّة ثم نَجَا . وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ : فما زِلْتُ وَاضِعاً رِجْلِي عَلَى خَدِّه حَتَّى أَزَرْتُه شَعُوبَ أَي المَنِيَّة . وأَزَرْتُه مِنَ الزِّيَارَة . وقَال نَافِعُ بْنُ لَقِيطٍ الأَسَدِيُّ :
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِه وبِمَالِه ... إِنَّ المَنَايا لِلرِّجَالِ شَعُوبُ شَعُوبُ : ع باليَمَن . وفي التكملة قَصْرٌ باليَمَن . وشَعَبَ كمَنَعَ : ظَهَرَ ومِنْه سُمِيّ الشّهْرُ كَمَا سَيَأْتِي . شَعَبَ البَعِيرُ : يَشْعَب شَعْباً : اهْتَضَم الشجرَ مِنْ أَعْلاَهُ . قال ثَعْلَبٌ : قَالَ النَّضْر بنُ شُمَيْل : سَمِعْتُ أَعْرَابِياً حِجَازِيّاً بَاعَ بَعِيراً لَهُ يَقُولُ : أَبِيعُك هو يَشْبَعُ عَرْضاً وشَعْباً . العَرْضُ : أَنْ يَتَنَاوَل الشَّجَر منْ أَعْرَاضِهِ . شَعَبَ فُلاَناً : شَغَلَه . يقال : ما شَعَبَكَ عَنِّي أَي مَا شَغَلَك . شَعَبَ الأَمِيرُ رَسُولاً إِلَيْه : أَرْسَلَه شَعَبَ اللِّجَامُ الْفَرَسَ إِذا كَفَّه عَنْ جِهَةِ قَصْدِهِ ولم يَدَعْه يَمْضِي عَلَى جِهَتِه . قال دُكَين :
" شَاحِيَ فِيهِ واللِّجَامُ يَشْعَبُه
" وفي الشِّمَالِ سَوْطُه ومِخْلَبُهشَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً إِذَا صَرَفَه . شَعَبَ إِلَيْهِم في عَدَدِ كَذَا : نَزَعَ وفَارقَ صَحْبَه . وشَعْبَانُ : قَبِيلَة . و : ع بالشّأم . في لسان العرب : شَعْبَان : بَطْنٌ من هَمْدَان تَشَعَّب مِن الْيَمَن . إِلَيْهم يُنْسَبُ عَامِرٌ الشَّعْبِي على طَرْحِ الزَّائِد . وقد تَقَدَّم أَنَّ مَنْ نَزَلَ الشَّآم مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ بْنِ عَمْرو الحِمْيَرِيِّ يُقَال لهم : الشَّعْبَانِيُّون . شَعْبَان : شَهْرٌ م بَيْنَ رَجَب ورَمَضَان . ج شَعْبانَاتٌ وشَعَابِينُ كرمَضَانَ ورَمَاضِين . قَالَه يُونُس . ثم ذَكَر وَجْه التَّسْمِيَة فَقَال : مِنْ تَشَعَّبَ إِذَا تَفَرَّقَ كَانُوا يَتَشَعَّبُون فِيه في طَلَبِ المِيَاه وقِيلَ في الغَارَاتِ . وقَالَ ثَعْلَبٌ : قال بَعْضُهُم : إِنَّما سُمِّي شَعْبَانُ شَعْبَاناً لأَنَّه شَعَبَ أَي ظَهَرَ بَيْنَ شَهْرَيْ رَمَضَان وَرَجَب . كانْشَعَبَ الطَّرِيقُ إِذَا تَفَرَّقَ وكَذَلِك أَغصانُ الشجرة . وانْشَعَبَ النهرُ وتَشَعَّبَ : تَفَرَّقَتْ مِنْه أَنْهَارٌ . الزرعُ يَكُونُ عَلَى وَرَقِه ثُمَّ يُشَعِّبُ . وشَعَّبَ الزَّرْعُ وتَشَعَّب : صَارَ ذَا شُعَبٍ أَي فِرَقٍ . وأَشْعَبَ الرجلُ إِذا مَاتَ كانْشَعَب أوْ فَارَق فِرَاقاً لا يَرْجِعُ وقد شَعَبَتْه شَعُوبُ تَشْعَبُه فأَشْعَبَ كشَعَّبَ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا في النّسخ بالتَّشْدِيدِ . وفي بَعْض كمَنَع ومِثْلُه في لسان العرب . قَالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيّ :
" أَقَامَتْ بِهِ مَا كَانَ مِنْ الدَّارِ أَهْلُهَاوَكَانُوا أُنَاساً مِنْ شَعُوبَ فأَشْعَبُوا
تَحَمَّلَ مَنْ أَمْسَى بِهَا فَتَفَرَّقُوا ... فَرِيقَيْن مِنْهُم مُصْعِدٌ ومُصَوِّبُ قال ابن بَرِّيّ : صَوَابُ إِنْشَادِه على مَا رُوِي في شِعْرِه : وَكَانُوا شُعُوباً مِنْ أُنَاسِ أَي مِمَّن تَلْحَقهُ شَعُوبُ ويُرْوَى مِنْ شُعُوبٍ أَي كَانُوا مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ يَهْلِكُونَ فَهَلَكُوا انتهى . ويقال للمَيِّت : قَدِ انْشَعَبَ . قال سَهْمٌ الغَنَوِيّ :
" حَتَّى تُصَادِف مَالاً أَو يُقَالَ فَتىًلاَقَى الَّتِي تَشْعَبُ الفِتْيَان فَانْشَعَبَا . ونَسَبَه الصَّاغَانِي إِلى يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ . والمَشْعَبُ : الطَّرِيقُ . المِشْعَبُ كمِنْبَر : والمِثْقَبُ يُشْعَبُ به الإِنَاءُ أَيْ يُصْلَحُ . والشَّعَّابُ : المُلَئِّمُ وحِرْفَتُه الشِّعَابَةُ . وَشَاعَبَهُ وشَاعَبَ صَاحِبَهُ إِذَا بَاعَدَه . قَالَ :
وسِرْتُ وَفِي نَجْرَانَ قَلْبِي مُخَلَّفٌ ... وجِسْمِي بِبَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ . شَاعَبَ فلانٌ الْحَيَاةَ وشَاعَبَتْ نَفْيسُه : مَاتَ أَي زايَلَتِ الْحَيَاة وذَهَبَتْ . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
وَيَبْتَزُّ فِيهِ المَرْءُ بَزَّ ابْنِ عَمِّه ... رَهِيناً بكَفَّيْ غَيْرِه فَيُشَاعِبُيُشَاعِبُ : يُفَارِق أَي يُفَارِقُهُ ابْنُ عَمِّه - فَبَزُّ ابْنِ عَمِّه : سِلاَحُه . يَبْتَزُّه : يأْخُذُه . كانْشَعَبَ وقد تَقَدّم . وانْشْعَبَ عَنِّي فُلاَنٌ : تَبَاعَدَ . شَعَبَه يَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب : انْصَلح . ويُقَالُ : أَشْعَبَه فِيمَا يَنْشَعِب أَي يَلْتَئمُ ويُسَمَّى الرحْلُ شَعِيباً كما يَأْتي . وانْشَعَبَ أَيْضاً إِذَا تَفَرَقَ كتَشَعَّبَ في الكُلِّ مِمَّا ذكر . والشَّعُوبِيُّ بالفَتْح : ة باليَمَنِ . وقال أَبُو عُبَيْد : قَصْرٌ باليَمَن وقِيلَ : بَسَاتِينُ بظَاهِرِ صَنْعَاءَ . وقَال الصَّاغَانِيُّ بئر الشَّعُوبيّ : قَرْيَةٌ من مِخْلاَفِ سِنْجان وبالضَّمِّ : مُحْتَقِرُ أَمْرِ العَرَب . قال ابنُ مَنْظُور : وقد غَلَبت الشُّعُوبُ بلَفْظِ الجَمْع على جِيلِ العَجَم حَتَّى قِيلَ لمُحْتَقِر أَمْرِ العَرَب شُعُوبِيٌّ أَضَافُوا إِلَى الجَمْع لغَلَبَتِهِ على الجِيلِ الوَاحِدِ كقَوْلِهم : أَنْصَارِيٌّ . وهم الشُّعُوبِيَّةُ ؛ وهم فِرقَة لا تُفَضِّل العَرَبَ عَلَى العَجَم ولا تَرَى لَهُم فَضْلاً عَلَى غَيْرِهِم . وأَمَّا الَّذِي في حَدِيثِ مَسْرُوقٍ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الشُّعُوبِ أَسْلَمَ فكَانَت تُؤْخَذُ مِنه الجِزْيَةُ فأَمَر عُمَرُ أَنْ لاَ تُؤْخَذَ مِنْه . قال ابْنُ الأَثِيرِ : الشُّعُوبُ هَاهُنَا العَجَم وَوَجْهُه أَنَّ الشَّعْبَ ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِل العَرَب أَو العَجَم فخُصَّ بأَحَدِهما ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جَمْعَ الشُّعُوبِيّ كقَوْلِهِم : اليَهُودُ والمَجُوسُ في جَمْعِ اليَهُوديِّ والمَجُوسِيّ . وشِعْبَانِ بالكَسْر بِصِيغَةِ التَّثْنِيَة : مَاءٌ لِبَنِي أَبِي بَكْر بْنِ كِلاَب . شُعْبٌ كَقُفْلٍ : وَادٍ بين الحَرَمَيْن الشَّرِيفَيْن يَصُبُّ في وادِي الصَّفْرَاء . وذَاتُ الشَّعْبَيْن بالفَتْح : ة باليَمَامَة وذو شَعْبَيْن : جَبَلٌ باليَمَن وقد تَقَدَّم . وشُعْبَةُ بالضَّمِّ : ع وفي حديث المغازي خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهِ عَلَيْه وسلَّم يُرِيدُ قُرَيْشاً وسَلَك شُعْبَةَ وهُوَ مَوْضِع قُرْبَ يَلْيَل بوَزْنِ جَعْفَر كَذَا هُوَ مَضْبُوطٌ في نُسْخَتِنَا ومِثْلُه في المَرَاصِدِ وغَيْرِه أَو بِوَزْنِ أَمِير كما يَأْتِي للمُصَنِّف وهو مَوْضِعٌ قُرْبَ الصَّفْرَاءِ فِيهِ عَيْنٌ غَزِيرَةٌ . وفي لِسَانِ العَرَب يُقَالُ لِهَذَا المَوْضِع شُعْبَةُ ابْنِ عَبْدِ اللهِ . قلتُ : وشُعْبَة : مَوْضِعٌ على فَرْسَخَيْن من زَبِيدَ بِهَا نَخِيلٌ ومَنَازِلُ . والشُّعْبَتَان بالضّمِّ : أَكَمَةٌ لها قَرْنَانِ نَاتِأَن . في المَثَل : لا تَكُنْ أَشْعَبَ فَتَتْعَبَ . هُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَيْر مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنْ أَهل المَدِينة كُنْيَتُه أَبُو العَلاَءِ طَمَّاعٌ م يُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ : أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَب . وله حِكَايَات ونَوَادِرُ غَرِيبَة أُلّفَت في رِسَالَة . أَخْرَجَ البُخَارِيُّ في صَحِيحه وغَيْرِه قَوْلَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم : إِذَا جلس الرجلُ بَيْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ وجَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ هِي يَدَاهَا ورِجْلاَها . كَنَى به عن الإِيلاَجِ أَو رِجْلاَها وشَفْرَا فَرْجِهَا وَهُوَ مَجَاز . كَنَى بِذَلِك عَنْ تَغْيِيبِ الحَشَفَةِ في فَرْجِهَا . والشُّعَيْبَةُ كجُهَيْنَة : مَرْسَى السُّفُن مِن سَاحِل بَ ؛ ْر الحِجَاز كَانَ مَرْسَى سُفُنِ مَكّةَ قَبْل جُدَّة . قاله السُّهَيْليّ في الرَّوْض ونَقَلَه عَنْه شَيْخُنا . واسْمُ وَادٍ . وغَزَالُ شَعْبَان : دُوَيْبَّة ؛ وهُوَ ضَرْب من الجَنَادِب أَو الجَخَادب . شُعَيْبٌ : اسْمٌ . وسَيِّدُنَا شُعَيْب : مِنَ الأَنْبِيَاءِ علَيْهم الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ . قال الصَّاغَانِيُّ : وهو اسْمٌ عَرَبِيٌّ يُمكِنُ أَنْ يَكُونَ تَصْغِيرَ شَعْب أَو أَشْعَب كما قالوا في تَصْغِير أَسْوَد سُوَيْد وهو تَصْغِير التَّرْخِيم . شُعَيْبٌ : ع . أَبُو أَحْمَد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَيْبِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله البُوشَنْجِيّ . مات سنة 357 ه . وجَعْفَر بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شُعَيْب البُوشَنْجِيّ عن حامد الرّفّاء . أَبو العَلاَءِ صَاعِدُ بْنُ أَبِي الفَضْلِ ابْنِ أَبِي عُثْمَان المَالِينيّ عنبَيْبَى الهَرْثَمِيَّة وعنه أَبو القَاسِم بنُ عَسَاكِر الدِّمَشْقِيّ . وقد وقع لنا حديثه عالياً في معجم البلدان له مات سنة 551 ه أَبو الوقت عبد الأَوّل بن عيسى بن شُعيب السَّجَزيّ الهرويّ الشُّعَيْبِيُّون مُحَدِّثون نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم . ومحمد بن شُعيب بن سابور : وأَبو بكر شُعَيْب بنُ أَيُّوب الصَّرِيفِينيّ . وأَبُو عَلِيّ محمدُ بنُ هَارون بن شُعيب . وشُعَيبُ بنُ عمر بن عِيسَى الإِقْلِيشيّ الأَنْدَلُسيّ فاتح إِقْرِيطِش . وشُعَيْبُ بنُ الأَسود الجُبَّائِيّ من أَقْرَان طاوُوس قاله بنُ الأَثِير . وأَبو سَعِيد إسماعيلُ بنُ سَعِيد بْنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بْنِ جَعْفَر بن شُعَيْب الشُّعَيْبِيّ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ . وأَبو جَعْفَر بنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشُّعَيْبيُّ حدَّث بمصر مُحَدِّثُون . ومن المُتَأَخِّرين الشمسُ محمدُ بنُ شُعَيْب بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الشُّعَيْبِيّ الأَبْشِيهِيّ الزَّائِر ممَّن لَبِسَ من الشعراوي وشيخ الإسلام . وشَعَبْعَبٌ كسَفَرْجَلٍ : ع قال الصِّمَّةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيُّ : ى الهَرْثَمِيَّة وعنه أَبو القَاسِم بنُ عَسَاكِر الدِّمَشْقِيّ . وقد وقع لنا حديثه عالياً في معجم البلدان له مات سنة 551 ه أَبو الوقت عبد الأَوّل بن عيسى بن شُعيب السَّجَزيّ الهرويّ الشُّعَيْبِيُّون مُحَدِّثون نُسِبُوا إِلَى جَدِّهم . ومحمد بن شُعيب بن سابور : وأَبو بكر شُعَيْب بنُ أَيُّوب الصَّرِيفِينيّ . وأَبُو عَلِيّ محمدُ بنُ هَارون بن شُعيب . وشُعَيبُ بنُ عمر بن عِيسَى الإِقْلِيشيّ الأَنْدَلُسيّ فاتح إِقْرِيطِش . وشُعَيْبُ بنُ الأَسود الجُبَّائِيّ من أَقْرَان طاوُوس قاله بنُ الأَثِير . وأَبو سَعِيد إسماعيلُ بنُ سَعِيد بْنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بْنِ جَعْفَر بن شُعَيْب الشُّعَيْبِيّ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ . وأَبو جَعْفَر بنُ مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشُّعَيْبيُّ حدَّث بمصر مُحَدِّثُون . ومن المُتَأَخِّرين الشمسُ محمدُ بنُ شُعَيْب بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ عَلِيّ الشُّعَيْبِيّ الأَبْشِيهِيّ الزَّائِر ممَّن لَبِسَ من الشعراوي وشيخ الإسلام . وشَعَبْعَبٌ كسَفَرْجَلٍ : ع قال الصِّمَّةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيُّ :
يَا لَيْتَ شِعْرِيَ والأَقْدَارُ غَالِبَةٌ ... والعَيْنُ تَذْرِفُ أَحْيَاناً من الحَزَنِ
هَلْ أَجْعَلَنَّ يَدِي للخَدِّ مِرْفَقَةً ... عَلَى شَعَبْعَبَ بَينَ الحَوْضِ والعَطَن وشُعَبَى بالضم ثم الفتح مَقْصُور كَأُرَبَى : ع في جَبَل طَيِّئ . قال جَرِيرٌ يَهْجُو العَبَّاسَ بْنَ يَزِيد الكِنْدِيَّ :
أَعَبْداً حَلَّ في شُعَبَى غَرِيباً ... أَلُؤْماً لا أَبَالَكَ واغْتِرَابَا وقرأْت في المعجم ما نَصُّه : ولَبْسَ في كَلاَمهم فُعَلى إِلا أُدَمى وشُعَبَى موضعان . وأُرَبَى اسْمٌ للدَّاهية وقد تَقَدَّمَ . والأَشْعَبُ : ة بالْيَمَامَة . قال النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ :
فَلَيْتَ رَسُولاً لَهُ حَاجَةٌ ... إِلى الفَلَجِ العَوْدِ فالأَشْعَبِ وشَعْبُ النَّيْرَبِ الأَعْلَى هِيَ الرَّبْوَةُ . هو ما بَيْن الجَبَلَيْن أَعْلَى النَّيْرَب كذا قاله ابْن نَاصِرٍ الدِّمَشْقِيّ . ومَشْعَبُ الحَقِّ : طَرِيقُه الفَارِقُ بَيْنَهُ وبَيْنَ البَاطِلِ . قَالَ الكُمَيْتُ :
وَمَالِيَ إِلاَّ آلَ أَحْمَدَ شِيعَةٌ ... وَمَالِيَ إِلاَّ مَشْعَب الحَق مَشْعَبُوالشُّعْبَتَان : أَكَمَةٌ لَهَا قَرْنَان نَاتِأَنِ مُرْتَفِعَان . قال شَيْخُنَا : وذَكَرَ ابْنُ السِّكِّيت أَنَّهَا جُبَيْلاَتٌ بِشُعْبَة . قُلْت : وهو تكرَارٌ مَعَ مَا قَبْلَه . الفَقِيهُ التَّابِعِيّ الجَلِيلُ المَشْهُورُ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِيل الشَّعْبِيُّ مِنْ شَعْبِ هَمْدَانَ . وقال الجَوْهَرِيُّ : إِلَى شَعْبِ وهو جَبَل ذِي شَعْبَيْن نَزَلَه حَسَّانُ بْن عَمْرو الحِمْيَرِيّ وَوَلَدُه وقد تقدم . وقال ابن دَرَسْتَوَيْه : إِنَّه إِلى شَعْبان حَيّ من اليَمَن لأَنهم انْقَطَعُوا عن حَيِّهم . وبالضم مُعَاوِيَةُ بْنُ حَفْصٍ الشُّعْبِيُّ نِسْبَةٌ إِلى جَدِّه شُعْبة . وبالكَسْرِ أَبو مَنْصُور عَبْدُ الله بن المُظَفَّرِ الشِّعْبِيُّ إِلى الشِّعب وهو مَوْضع عَن أَحْمَدَ بْنِ الحُسَيْنِ النَّهَاوَنْدِيّ وعنه عُمرُ بنُ مَكّيّ النَّهَاوَنْدِيّ مُحَدِّثُون . وفي الحَدِيث : مَا هَذِه الفُتْيا الَّتِي شَعَبْتَ بها النَاسَ أَي فَرَّقْتَهُم . والمُخَاطَبُ بِهَذَا القَوْل ابنُ عَبَّاس في تَحلِيلِ المُتْعَة . والمُخَاطِبُ لَهُ بذَلِك رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَيْم . والشُّعْبَةُ : الرُّؤبَةُ ؛ وهي قِطْعَةٌ يُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ . يقال : قَصْعَةٌ مُشَعَّبَةٌ أَي شُعِبَتْ في مَوَاضِعَ مِنْها شُدِّد لِلْكَثْرَة . وفي المَثَل : شَغَلَتْ شِعَابِي جَدْوَاي أَي شَغَلَت كثرةُ المَئونَةِ عَطَائِي عَنِ النَّاسِ . والعَرَب تَقُولُ : أَبِي لَكَ وشَعْبِي . مَعْنَاه فَدَيْتُك . قال : قَالَتْ رأَيتُ رَجُلاً - شَعْبِي لَكْ - مُرَجَّلاً حَسِبْتُه تَرْجِيلَكْ معناه : رأَيْتُ - فَدَيْتُك - شَبَّهْتُه إِيَّاك