الجَمْعُ كالمَنْعِ : تَأْلِيفُ المُتَفَرِّقِ . وفِي المُفْرَدَاتِ للرّاغِب - وتَبِعَهُ المُصَنِّفُ في البَصَائر - : الجَمْعُ : ضَمُّ الشَّيْءِ بتَقْرِيبِ بَعْضِه مِن بَعْضٍ . يُقَالُ : جَمَعْتُه فاجْتَمَعَ
والجَمْعُ أَيْضاً : الدَّقَلُ . يُقَالُ : ما أَكْثَرَ الجَمْعَ فِي أَرْضِ بَنِي فُلانِ أَوْ هوصِنْفٌ من التَّمْرِ مُخْتَلِطٌ مِنْ أَنْوَاع مُتَفَرِّقَة ولَيْسَ مَرْغُوباً فيه وما يُخْلَطُ إِلاّ لِرَدَاءَتِهِ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : بِع الجَمْعَ بالدَّراهِمِ وابْتَعْ بالدَّراهِمِ جَنِيباً . أَو هو النَّخْلُ خَرَجَ مِن النَّوَى لا يُعْرَفُ اسْمُه . وقالَ الأَصْمَعِيُّ : كُلُّ لَوْنٍ مِن النَّخْلِ لا يُعْرَفُ اسْمُهُ فهو جَمْعٌ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يَوْمُ الجَمْعِ : يَوْمُ القِيامَةَ
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الجَمْعُ : الصَّمْغُ الأَحْمَرُ . والجَمْعُ : جَماعَةُ النّاسِ ج : جُمُوعٌ كبَرْقٍ وبُرُوقٍ كالجَمِيع كَما في العُبَابِ . وفي الصّحاحِ : الجَمْعُ قد يَكُونُ مَصْدَراً وقَدْ يَكُونُ اسْماً لِجَمَاعَةِ النّاسِ ويُجْمَعُ عَلَى جُمُوع زادَ في اللِّسَانِ : والجَمَاعَةُ والجَمِيعُ والمَجْمَعُ والمَجْمَعَةُ كالجَمْعِ وقد اسْتَعْمَلُوا ذلِكَ في غَيْرِ النّاسِ حَتَّى قالُوا : جَمَاعَةُ الشَّجَرِ وجَمَاعَةُ النَّبَاتِ
والجَمْعُ : لَبَنُ كُلِّ مَصْرُورَة والفُوَاقُ : لَبْنُ كُلِّ بَاهِلَةٍ وسَيَأْتِي في مَوْضِعِهِ وإِنّمَا ذُكِرَ هُنَا اسْتِطْرَاداً كالجَمِيع . وجَمْع بِلا لامٍ : المُزْدَلِفَةُ مَعْرِفَةٌ كعَرَفَاتٍ لاجْتِمَاعِ النّاسِ بها وفي الصّحاح : فيها . وقَالَ غَيْرُه : لأَنَّ آدَمَ وحَوَّاءَ لمّا أُهْبِطا اجْتَمَعا بها . قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ :
" فَبَاتَ بِجَمْعٍ ثُمَّ تَمَّ إِلَى مِنىًفَأَصْبَحَ رَاداً يَبْتَغِي المَزْجَ بِالسَّحْلِ وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يَوْمُ جَمْعٍ : يَوْمُ عَرَفَةَ وأَيَّامُ جَمْعٍ : أَيَّام مِنىً
والمَجْمُوعُ : ما جُمِعَ مِنْ ها هُنَا وها هُنَا وإِنْ لِمْ يُجْعَلْ كالشَّيْءِ الوَاحِدِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والصّاغَانِيُّ وصَاحِبُ اللِّسَان
والجَمِيعُ : ضِدُّ المُتَفَرِّقِ قالَ قيْسُ بنُ ذَرِيحٍ :
فَقَدْتُكِ مِنْ نَفْسٍ شَعَاع فإِنَّنِي ... نهَيْتُكِ عِنْ هذَا وأَنْتِ جَمِيعُ والجَمِيعُ : الجَيْشُ . قالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ :
في جَمِيع حَافِظِي عَوْرَاتهِمْ ... لا يَهُمُّونَ بإِدْعاقِ الشَّلَلْ والجِمِيعُ الَحيُّ المُجتَمعُ . قَالَ لَبِيدٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يَصِفُ الدِّيارَ :
عَرِيَتْ وكان بِهَا الجَمِيعُ فَأَبْكَرُوا ... مِنْهَا فَغُودِرَ نُؤْيُها وثُمَامُهَا وجَمِيعٌ : عَلَمٌ كجَامِع وهُمَا كَثِيرَانِ في الأَعْلام
وفي الصّحاح والعُبَاب : أَتانٌ جَامِعٌ : إِذا حَمَلَتْ أَوَّلَ ما تَحْمِلُ . وقالَ ابْنُ شُمَيْلٍ : جَمَلٌ جَامِعٌ ونَاقَةٌ جَامِعَةٌ إِذا أَخْلَفا بُزُولاً قال : ولا يُقَالُ هذا إِلاّ بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِينَ . هكَذَا في النُّسَخِ وصَوَابُهُ عَلَى ما فِي العُبَابِ والتَّكْمِلةِ : ولا يُقَالُ هذا بَعْدَ أَرْبَعِ سِنِينَ مِنْ غَيْرِ حَرْفِ الاسْتِثْناءِ
ودَابَّةٌ جامِعٌ : إِذا كانَتْ تَصْلُحُ للإِكافِ والسَّرْجِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ
وقِدْرٌ جامِعٌ وجَامِعَةٌ وجِمَاعٌ ككِتَابٍ أَيْ عَظِيمَة ذَكَرَ الصّاغَانِيُّ الأُولَى والثّانِيَةَ . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ على الثّانِيَةَ . ونَسَبَ صاحِبُ اللِّسَانِ الأَخِيرَةَ إِلى الكِسَائِيّ . قالَ الكِسَائيّ : أَكبرُ البِرَامِ الجِمَاعُ ثُمَّ الَّتِي تَلِيهَا المِئْكَلة . وقِيلَ : قِدْرٌ جِمَاعٌ وجَامِعَةٌ : هي الَّتِي تَجْمَعُ الجَزُورَ وفي الأَسَاسِ : الشَّاةَ ج : جُمْعٌ بالضَّمِّ . والجَامِعَةُ : الغُلُّ لأَنَّهَا تَجْمَعُ اليَدَيْنِ إِلَى العُنُق كَمَا في الصّحاح والجَمْعُ : الجَوَامِع قال :
" ولَو كُبِّلَتْ في سَاعِدَيَّ الجَوَامِعُومَسْجِدُ الجَامِعِ والمَسْجِدُ الجَامِعُ : الَّذِي يَجْمَعُ أَهْلَهُ نَعْتٌ له لأَنَّهُ عَلاَمَةٌ للاجْتِمَاعِ لُغَتَانِ أَيْ مَسْجِدُ اليَوْمِ الجامِعِ كقَوْلِكَ حَقُّ اليَقِينِ والحَقُّ اليَقِينُ بِمَعْنَى حَقّ الشَّيْءِ اليَقِين لأَنَّ إِضَافَةَ الشَّيْءِ إِلَى نَفْسِهِ لا تَجُوزُ إِلاَّ عَلَى هذَا التَّقْدِير . أَو هذِهِ أَي اللُّغَةُ الأُولَى خَطَأٌ نَقَلَ ذلِكَ الأَزْهَرِيّ عَنِ اللَّيْث ثُمَّ قالَ الأَزْهَرِيّ : أَجازُوا جَمِيعاً ما أَنْكَرَهُ اللَّيْثُ والعَرَبُ تُضِيفُ الشَّيْءَ إِلَى نَفْسِهِ وإِلَى نَعْتِهِ إِذا اخْتَلَفَ اللَّفْظَانِ كَما قالَ تَعَالَى : " وذلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ " ومَعْنَى الدِّين المِلَّة كأَنَّهُ قالَ : وذلِكَ دِينُ المِلَّةِ القَيِّمةِ . وكَمَا قَالَ تَعالَى : " وعْدَ الصِّدْقِ " " ووَعْدَ الحَقِّ " . قالَ : ومَا عَلِمْتُ أَحَداً مِنَ النَّحْوِيينَ أَبَى إِجَازَتَهُ غَيْرَ اللَّيْثِ . قالَ : وإِنَّمَا هُوَ الوَعْدُ الصِّدقُ والمَسْجِدُ الجامِعُ . وجَامِعُ الجَارِ : فُرْضَةٌ لأَهْلِ المَدِينَةِ على ساكِنَهَا أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلامِ كَمَا أَنَّ جُدَّةَ فُرْضَةٌ لأَهْلِ مَكَّةَ حَرَسَهَا الله تَعالَى . والجَامِعُ : ة بالغُوطِةِ بالمَرْجِ
والجَامِعَانِ بِكَسْرِ النُّونِ : الحِلَّةُ المَزْيدِيَّةُ الَّتِي عَلَى الفُرَاتِ بَيْن بَغْدَادَ الكُوفَةِ
ومن المَجَازِ : جَمَعَت الجارَيِةُ الثِّيَابَ : لَبِسَتِ الدِّرْعَ والمِلْحَفَةَ والخِمَارَ . يُقَالُ ذلِكَ لها إِذا شَبَّتْ يُكْنَى به عَنْ سِنِّ الاسْتِوَاءِ . وجُمَّاعُ النّاسِ كرُمّانِ : أَخْلاطُهُم وهم الأُشَابَةُ من قَبائلَ شَتَّى قال قَيْسُ بنُ الأَسْلَتِ السُّلَمِيّ يَصِفُ الحَرْب :
حَتَّى انْتَهَيْنَا ولَنَا غَايَةٌ ... مِنْ بَيْنِ جَمْعِ غَيْرِ جُمَّاعِ والجُمَّاعُ مِنْ كُلِّ شَيْءِ : مُجْتَمَعُ أَصْلِهِ قالَ ابنُ عَبّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى " وجَعَلْناكم شُعُوباً وقَبَائِلَ " قالَ : الشُّعُوبُ : الجُمَّاع والقَبَائِلُ : الأَفْخَاذُ : أَرادَ بالجُمّاع مُجْتَمَعَ أَصْلِ كُلِّ شَيْء أَرادَ مَنْشَأَ النَّسَبِ وأَصْلِ المَوْلِدِ . وقِيلَ : أَرادَ بهِ الفِرَقَ المُخْتَلِفَةَ مِن النّاسِ كالأَوْزاعِ والأَوْشَابِ . ومنه الحَدِيثُ : كانَ في جَبَلِ تِهَامَةَ جُمَّاعٌ غَصَبُوا المَارَّةَ أَيْ جَماعَاتٌ من قَبائلَ شَتَّى مُتَفَرِّقَة . وكُلُّ ما تَجَمَّعَ وانْضَمَّ بَعْضُه إِلَى بَعْضٍ جُمَّاعٌ قالَهُ ابنُ دُرَيْدٍ وأَنْشَد :
" ونَهْبٍ كجُمّاعِ الثُّرَيّا حَوَيْتُهُ هكَذَا هُوَ في العُبَابِ وشَطْرُه الثّاني :
" غِشَاشاً بمُحْتاتِ الصِّفَاقَيْنِ خَيْفَقِ وقد أَنْشَدَه ابنُ الأَعْرَابِيّ وفَسَّرَهُ بالَّذِينَ يَجْتَمِعُونَ عَلَى مَطَرِ الثُّرَيَّا وهو مَطَرُ الوَسْمِيّ يَنْتَظِرُون خِصبَه وكَلأَهُ وقال ذُو الرُّمَّة :
وَرَأْسٍ كجُمَّاعِ الثُّرَيّا ومِشْفَرٍ ... كسِبْتِ اليَمَانِي قِدُّه لَمْ يُجَرَّدِ والمَجْمع كمَقْعَدٍ ومَنْزِلِ : مَوْضِعُ الجَمْعِ الأَخِيرُ نادِرٌ كالمَشْرِقِ والمَغْرِب أَعْني أَنَّهُ شَذَّ في بابِ فَعَلَ يَفْعَل كما شَذَّ المَشْرِقُ والمَغْرِبُ ونَحْوُهما من الشاذِّ في بابِ فَعَل يَفْعُلُ . وذَكَرَ الصّاغَانِيّ في نَظَائِره أَيْضاً : المَضْرَبُ والمَسْكَنُ والمَنْسَكُ ومَنْسَجُ الثَّوْبِ ومَغْسَلُ المَوْتَى والمَحْشَرُ . فإِنّ كُلاًّ مِنْ ذلِكَ جاءِ بالوَجْهَيْنِ والفَتْحُ هو القِيَاسُ . وقَرَأَ عَبْدُ اللهِ بنُ مُسْلِمٍ " حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمِعَ البَحْرَيْنِ " بالكَسْرِ . وفي الحَدِيثِ : فَضَرَبَ بيَدِهِ مَجْمَعَ بَيْنَ عُنُقِي وكَتِفِي أَي حَيْثُ يَجْتَمِعَانِ وكَذلِكَ مَجْمَع البَحْرَيْنِ وقالَ الحادِرَةُ :
" أَسُمَىَّ وَيْحَكِ هَلْ سَمِعْتِ بِغَدْرَةٍرُفِعَ اللِّوَاءُ لَنَا بِهَا في مَجْمِعِ وقالَ أَبو عَمْروٍ : المَجْمَعَةُ كمَقْعَدَةٍ : الأَرْضُ القَفْرُ . وأَيْضاً ما اجْتَمَعَ من الرِّمَالِ جَمْعُه المَجَامِعُ وأَنْشَدَ :" بَاتَ إِلَى نَيْسَبِ خَلٍّ خَادِعِ
" وَعْثِ النِّهَاضِ قَاطِعِ ا لمَجَامِعِ
" بالأَمِّ أَحياناً وبالمُشَايِعِ والمَجْمَعَةُ : ع ببِلادِ هُذَيْلٍ ولَهُ يَوْمٌ مَعْرُوف
وجُمْعُ الكَفِّ بالضَّمِّ وهو حِينَ تَقْبِضُهَا . يُقَالُ : ضَرَبْتُه بجُمْعِ كَفِّي وجاءَ فُلانٌ بِقُبْضَةٍ مِلءِ جُمْعِهِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لِلشّاعِرِ وهو نُصَيْحُ بنُ مَنْظُورٍ الأَسَدِيّ :
ومَا فَعَلَتْ بِي ذاكَ حَتَّى تَرَكْتُهَا ... تُقَلِّب رَأْساً مِثْلَ جُمْعِيَ عَارِياً وفي الحَدِيثِ رَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ كَأَنَّه جُمْعٌ يُرِيدُ مِثْلَ جُمْعِ الكَفِّ وهو أَنْ تَجْمَعَ الأَصّابِعَ وتَضُمَّهَا وتَقُولُ : أَخَذْتُ فُلاناً بجُمْعِ ثِيَابِهِ وبِجُمْعِ أَرْدَانِهِ
ج : أَجْمَاعٌ . يُقَالُ : ضَرَبُوه بِأَجْمَاعِهِم إِذا ضَرَبُوا بأَيْدِيهِم . وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْد :
بَطِيءٍ عَنِ الجُلَّى سَرِيعٍ إِلى الخَنَا ... ذَلُولٍ بِأَجْماعِ الرِّجَالِ مُلَهَّدِ ويُقَالُ : أَمْرُهُمْ بجُمْعٍ أَيْ مَكْتُومٌ مَسْتُورٌ لَمْ يُفْشُوه ولَمْ يَعْلَمْ به أَحَدٌ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقِيلَ : أَيْ مُجْتَمِعٌ فا يُفَرِّقُونَهُ وهوَ مَجَازٌ . ويُقَالُ : هي من زَوْجِهَا بِجُمْعٍ أَي عَذْرَاءُ لَمْ تُقْتَضَّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ : قَالَتْ دَهْنَاءُ بِنْتُ مِسْحَلٍ - امْرَأَةُ العَجّاج - للعَامِلِ : أَصْلَحَ اللهُ الأَمِيرَ إِنِّي مِنْهُ بِجُمْعٍ - أَيْ عَذْرَاءُ - لَمْ يَقْتَضَّني . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وإِذا طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وهي عَذْرَاءُ لَمْ يَدْخُلْ بِهَا قِيلَ : طُلّقَتْ بِجُمْعٍ أَي طُلِّقَت وهي عَذْراءُ
وذَهَبَ الشهر بِجُمْعٍ أَي ذَهَبَ كُلُّهُ ويُكْسَر فِيهِنَّ نَقَلَهُ الجَوْهَرِي ما عَدَا جُمْعَ الكَفِّ عَلَى أَنَّهُ وُجِدَ في بَعْضِ نُسَخِ الصّحاحِ . وجُمْعُ الكَفِّ بالضَّمِّ والكَسْرِ لُغَتَان هكَذَا رَأَيْتُه فِي هامِشِ نُسْخَتِي . وماتَتْ المَرْأَةُ بجُمْعٍ مُثَلَّثَةً نَقَلَ الجَوْهَرِيُّ الضَّمَّ والكَسْرَ وكَذا الصّاغَانِيّ وفي اللِّسَان : الكسْرُ عن الكِسَائيّ أَي عَذْرَاءَ أَيْ أَنْ تَمُوتَ ولَمْ يَمَسَّهَا رَجُلٌ ورُوِيَ ذلِكَ في الحَدِيث : أَيُّمَا أَمَرْأَةٍ ماتَتْ بجُمْعٍ لَمْ تُطْمَثْ دَخَلَتِ الجَنَّةَ هذَا يُرِيدُ به البِكْرَ أَوْ حَامِلاً أَيْ أَنْ تَمُوتَ وفي بَطْنِهَا وَلَدٌ كَما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ
وقالَ أَبُو زَيْدٍ : ماتَتِ النِّسَاءُ بأَجْماعٍ والوَحِدَةُ بجُمْعٍ وذلِكَ إِذا ماتَتْ ووَلَدُهَا في بَطْنِهَا ماخِضاً كانَتْ أَوْ غَيْرَ مَاخِضٍ . وقال غَيْرُهُ : ماتِتِ المَرْأَةُ بجُمْعٍ وجِمْعٍ أَيْ مُثْقَلَة . وبه فُسِّرَ حَدِيثُ الشُّهَدَاءِ : ومِنْهُمْ أَنْ تَمُوتَ المَرْأَةُ بجُمْعٍ . قالَ الراغِبُ : لِتَصَوُّرِ اجْتِمَاعِهِمَا . قال الصّاغَانِيّ : وحَقِيقَةُ الجُمْعِ والجِمْعِ أَنَّهُمَا بمَعْنَى المَفْعُولِ كالذُّخْرِ والذِّبْحِ والمَعْنَى أَنَّهَا ماتَتْ مع شَيْءِ مَجْمُوعٍ فيها غَيْرَ مُنْفَصِلٍ عَنْهَا مِن حَمْلٍ أَو بَكَارَةٍ . وقالَ اللَّيْثُ : ومِنْهُ حَدِيث أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ حِينَ وَجَّهَهُ رِسُولُ الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في سَرِيَّةٍ فقال : إِنَّ امْرَأَتِي بجُمْعٍ قالَ : فاخْتَرْ لَهَا مَنْ شِئْتَ مِنْ نِسَائِي تَكُونُ عِنْدَهَا فاخْتَارَ عَائِشَةَ أُمَّ المُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْهَا فَوَلَدَتْ عائشَةَ بِنْتَ أَبِي مُوسَى فِي بَيْتِهَا فسَمَّتْهَا باسْمِهَا فَتَزَوَّجَهَا السائبُ ابنُ مالِكٍ الأَشْعَرِيّ . ويُقَالُ : جُمْعَةٌ مِنْ تَمْرٍ بالضَّمِّ أَي قُبْضَةٌ منه
والجُمْعَةُ أَيْضاً : المَجْمُوعَةُ . ومِنْهُ حَدِيثُ عَمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَنَّهُ صَلَّى المَغْرِبَ فلَمَّا انْصَرَفَ دَرَأَ جُمْعَةً مِنْ حَصَى المَسْجِدِ وأَلْقَى عَلَيْهَا رِدَاءَهُ واسْتَلْقَى أَيْ سَوّاهَا بيَدِهِ وبِسَطَهَاويَوْمُ الجُمْعَةِ بالضَّمّ لُغَةُ بَنِي عُقَيْلٍ وبِضَمَّتَيْنِ وهي الفُصْحَى والجُمَعَة كهُمَزَةٍ لُغَةُ بَني تَمِيمٍ وهِيَ قِرَاءَةُ ابْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا والأَعْمَشِ وسَعِيدِ بنِ جُبَيْرٍ وابْنِ عَوْفٍ وابْنِ أَبِي عبْلَةَ وأَبِي البَرَهْسَمِ وأَبِي حَيْوَةَ . وفي اللّسَانِ : قَوْلُه تَعالَى : " يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ " خَفَّفَها الأَعْمَشُ وثَقَّلَهَا عاصِمٌ وأَهْلُ الحِجَاز والأَصل فيها التَّخْفِيفُ . فَمَنْ ثَقَّلَ أَتْبَعَ الضَّمَّةَ ومَنْ خَفَّفَ فعَلَى الأَصْلِ والقُرَّاءُ قَرَأُؤهَا بالتَّثْقِيل
والَّذِينَ قالُوا : الجُمَعَةَ ذَهَبُوا بها إِلَى صِفَةِ اليَوْمِ أَنَّهُ يَجْمَعُ النّاسَ كَثِبراً كَمَا يُقَالُ : رَجُلٌ هُمَزَةٌ لُمَزَةٌ ضُحَكةٌ : م أَي مَعْرُوفٌ سُمِّيَ لأَنّهَا تَجْمَعُ النّاسَ ثُمّ أَضِيفَ إِلَيْهَا اليَوْمُ كدَارِ الآخِرَةِ . وزَعَمَ ثَعْلَبٌ أَنّ أَوَّلَ مَنْ سَمَاهُ به كَعْبُ ابنُ لُؤَيٍّ وكانَ يُقَال لَهَا : العَرُوبَةَ . وذَكَر السُّهَيْلِيّ في الرَّوْضِ : أَنَّ كَعْبَ بنَ لُؤَيٍّ أَوّلُ مَنْ جَمَّع يَوْمَ العَرُوبَةِ ولَمْ تُسَمَّ العَرُوبَةُ الجُمْعَةَ إِلاّ مُذْ جاءَ الإِسلامُ وهو أَوَّلُ مَنْ سَمّاها الجُمُعَةَ فكانَتْ قُرَيْشٌ تَجْتَمِعُ إِلَيْهِ في هذَا اليَوْمِ فَيَخْطُبُهُمْ ويُذَكِّرُهُم بمَبْعَثِ سَيَّدنا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ويُعْلِمُهُمْ أَنَّهُ مِن وَلَدِهِ ويَأْمُرُهُمْ بإتِّبَاعِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ والإِيمانِ به . ويُنْشِدُ فِي هذا أَبْيَاتاً منها :
يا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحْوَاءَ دَعْوَتِهِ ... إِذا قُرَيْشٌ تُبَغِّى الحَقَّ خِذْلاناً قُلْتُ : ورُوِيَ عَنْ ثَعْلَبٍ أَيْضاً : إِنَّمَا سُمِّي يَوْمَ الجُمَعَةِ لأَنَّ قُرَيْشاً كانَتْ تَجْتَمِعُ إِلَى قُصَىٍّ في دارِ النَّدْوَةِ والجَمْعُ بَيْنَ قَوْلِهِ هذا والَّذِي تَقَدَّم ظاهِرٌ . وقالَ أَقْوَامٌ : إِنَّمَا سُمِّيَت الجُمُعَةَ في الإِسْلام وذلِكَ لاجْتِمَاعِهِم في المَسْجِدِ وفي حَدِيثِ الكَشِّىّ أَنَّ الأَنْصَارَ سَمَّوْهُ جُمُعَةً لاِجْتِمَاعِهِم فيه . ورُوِيَ عَن ابْنِ عَبّاسٍ رَضِيَ الله عَنْهُمَا أَنَّهُ قالَ : إِنَّمَا سَمِّيَ يَوْمَ الجُمُعَةِ لأَنّ اللهَ تَعَالَى جَمَعَ فيه خَلْقَ آدَمَ عَلَيْه السَّلامُ وأَخْرَجَه السُّهَيْلِي في الرَّوْضِ مِن طَرِيقِ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيّ
فائدَةٌ : قالَ اللِّحْيَانِي : كَانَ أَبُو زِيَادٍ وأَبُو الجَرّاحِ يَقُولانِ : مَضتِ الجُمُعَةُ بِمَا فِيهَا فيُوَحِّدانِ ويُؤَنِّثَانِ وكانَا يقُولانِ : مَضَى السَّبْتُ بما فيه ومَضَى الأَحَدُ بِمَا فيه فيُوَحِّدَانِ ويُذَكِّرَان . واخْتَلَفا فِيمَا بَعْدَ هذا فكانَ أَبُو زِيَادٍ يَقُولُ : مَضَى الاثْنانِ بِمَا فيه ومَضَى الثّلاثاءُ بما فيه وكَذلِكَ الأَرْبَعَاءُ والخَمِيس . قالَ : وكانَ أَبُو الجَرَّاحِ يَقُول : مَضَى الاثْنَانِ بما فيهما ومَضَى الثلاثاءُ بما فيهِنَّ ومَضَى الأَرْبَعَاءُ بما فِيهِنَّ ومضَي الخَميسُ بما فيهنَّ فيَجْمَعُ ويُؤَنِّثُ يُخْرِجُ ذلِكَ مُخْرَجَ العَدَدَ
قالَ أَبُو حاتِمٍ : مَنْ خَفَّفَ قالَ في ج : جُمَعٌ كصُرَدٍ وغُرَفٍ وجُمْعات بالضم وبضمتين كغُرْفات وَغُرُفات وتُفْتَحُ المِيمُ في جَمْعِ الجُمَعَة كهُمَزَةٍ : قَالَ : ولا يَجُوزُ جُمْعٌ في هذا الوَجْه
ويُقَالُ : آَدامَ الله جُمْعَةَ مَا بَيْنَكُمَا بالضَّمِّ كما يُقَالُ : أُلْفَةَ ما بَيْنَكُمَا قالَهُ أَبُو سَعِيدٍوالجَمْعَاءُ : النّاقة الكَافَّةُ الهَرِمَةُ عَن ابنِ الأَعْرَابِيّ . والجَمْعَاءُ من البَهَائِم : الَّتِي لَمْ يَذْهَبْ من بَدَنِهَا شَيْءٌ ومِنْهُ الحَدِيثُ كَمَا تُنْتَجُ البَهِيمَةُ بَهِيمَةً جَمْعَاءَ أَيْ سَلِيمَةً مِن العُيُوبِ مُجْتَمِعَةَ الأَعْضَاءِ كامِلَتَهَا فلا جَدْعَ ولاكَيَّ . وجَمْعَاءُ : تَأْنِيثُ أَجْمَعَ وهو وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ وجَمْعُهُ : أَجْمَعُونَ . وفي الصّحاح : جُمَع جَمْعُ جُمْعَةٍ وجَمَعُ جَمْعَاءَ في تَوْكِيدِ المُؤَنَّثِ تُقُولُ : رَأَيْتُ النِّسْوَةَ جُمَعَ غَيْرَ مَصْرُوفٍ وهو مَعْرِفَةٌ بِغَيْر الأَلِفِ واللاّمِ وكَذلِكَ ما يَجْرِي مَجْرَاهُ من التَّوْكِيدِ لأَنَّهُ تَوْكِيدٌ للْمَعْرِفَةِ وأَخَذْتُ حَقِّي أَجْمَعَ في تَوْكِيدِ المُذَكَّرِ وهو تَوْكِيدٌ مَحْضٌ وكَذلِكَ أَجْمَعُونَ وجَمْعَاءُ وجُمَعُ وكَذلِكَ أَجْمَعُونَ وجَمْعَاءُ وجُمْعُ وأَكْتَعُونَ وأَبْتَعُونَ وأَبْصَعُونَ لا يَكُونُ إِلاّ تَأْكِيداً تابِعاً لِما قَبْلَهُ لا يُبْتَدَأُ ولا يُخْبَرُ به ولا عَنْهُ ولا يَكُونُ فاعِلاً ولا مَفْعُولاً كما يَكُونُ غَيْرُهُ مِن التَّوَاكِيدِ اسْماً مَرَّةً وتَوْكِيداً أُخْرَى مِثْلُ : نَفْسه وعَيْنه وكُلّه . وأَجْمَعُونَ : جَمْعُ أَجْمَعَ وأَجْمَعَ وَاحِدٌ في مَعْنَى جَمْعٍ ولَيْسَ لَهُ مُفرَدٌ مِن لَفْظِهِ والمُؤَنّثُ جَمْعَاءُ وكانَ يَنْبَغِي أَنْ يَجْمَعُوا جَمْعَاءَ بالأَلِفُ والتّاءِ كَمَا جَمَعُوا أَجْمَعَ بالوَاوِ والنُّونِ ولكِنُّهُمْ قالُوا فِي جَمْعِهَا : جُمَعُ . انتهى ونَقَلَهُ الصّاغانِيّ أَيْضاً هكَذَا
وفي اللِّسَانِ : وجَمِيعٌ يُؤَكِّدُ به يُقَالُ : جاءُوا جَمِيعاً : كُلَّهُمْ وأَجْمَعُ مِنْ الأَلِفَاظِ الدّالَّةِ عَلَى الإِحَاطَةِ ولِيْسَتْ بصِفَةٍ ولكِنَّهُ يُلَمُّ به ما قَبْلَهُ من الأَسْمَاءِ ويُجْرَي عَلَى إِعْرَابِهِ فلِذلِكَ قالَ النَّحْوِيُّون : صِفَة والدَّلِيلُ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِصِفَةٍ قَوْلُهُمْ : أَجْمَعُون فلَوْ كانَ صفَةً لَمْ يَسْلَمْ جَمْعُه ولَوْ كَانَ مُكَسَّراً والأُنْثَى جَمْعَاءُ وكِلاهُمَا مَعْرِفَةٌ لا يُنَكَّرُ عِندَ سِيبَوَيْه . وأَمَّا ثَعْلَبٌ فَحَكَى فيهِمَا التَّنْكِيرَ والتَّعْرِيفَ جَمِيعاً يَقُولُ : أَعْجَبَنِي القَصْرُ أَجْمَعُ وأَجْمَعَ الرَّفْعُ عَلَى التَّوْكِيدِ والنَّصْبُ على الحالِ والجَمْعُ جُمَعُ مَعْدولٌ عن جَمْعاوَاتٍ أَو جَمَاعَي ولا يَكُونُ مَعْدُولاً عَنْ جُمْعٍ لأَنَّ أَجَمْعَ لَيْسَ بِوَصْفٍ فِيَكُونُ كأَحْمَرَ وحُمْرٍ . قالَ أَبُو عَلِيّ : بابُ أَجَمْعَ وجَمْعاءَ وأَكْتَعَ وكَتْعَاءَ وما يَتْبَع ذلِكَ مِنْ بَقِيَّته إِنَّمَا هو اتْفَاقٌ وتَوَارُدٌ وَقَعَ في اللُّغَةِ علَى غَيْرِ ما كَانَ في وَزْنِهِ مِنْهَا لأَنَّ بَابَ أَفْعَلَ وفَعْلاء إِنّمَا هُوَ للصِّفاتِ وجَمِيعُهَا يَجِيءُ علَى هذا الوَضْعِ نَكِرَاتٍ نَحْو أَحْمَرَ وحَمْرَاء وأَصْفَرُ وصَفْرَاء وهذا ونَحْوُه صِفَاتٌ نَكِرَاتٌ فأَمَّا أَجْمَعُ وجَمْعَاءُ فاسْمَانِ مَعْرفَتَانِ لَيْسا بصَفَتَيْنِ فإِنَّمَا ذلِكَ اتِّفَاقٌ وَقَعَ بَيْنَ هذِه الكَلِمَةَ المُؤَكَّدِ بها ويُقَالُ : لك هذا المالُ أَجْمَعُ ولك هذِهِ الحِنْطَةُ جَمْعَاءُ . وتَقَدَّم البَحْثُ في ذلِكَ في بَ ت ع . وفي الصّحاح : يُقَالُ : جاءُوا بأَجْمَعِهِم وتُضَمُّ المِيمُ كما تَقُولُ : جَاءُوا بأَكْلُبِهِمْ جَمْعُ كَلْبٍ أَيْ كُلّهم . قَالَ ابنُ بَرِّيّ : وشَاهِدُ الأَخِيرِ قَوْلُ أَبِي دَهْبَلٍ :
فَلَيْتَ كُوانِيناً مِنَ أهْلي وأَهْلِها ... بأَجْمُعِهِمْ في لُجَّةِ البَحْرِ لَجَّجُواوجِمَاعُ الشَّيْءِ بالكَسْرِ : جَمْعُهُ يُقَالُ : جِمَاعُ الخِبَاءِ الأَخْبِيَةُ أَي جَمْعَهَا لأَنَّ الجِمَاعَ : ما جَمَعَ عَدَداً . يُقَالُ : الخَمْرُ جِمَاعُ الإِثْم كَمَا في الصّحاح أَيْ مَجْمَعُه ومَظِنَّتُهُ قُلْتُ : وهُوَ حَدِيثٌ ومِنْهُ أَيْضاً قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيّ رَحِمَهُ الله تَعَالَى : اتَّقُوا هذِهِ الأَهْوَاءَ فإِنَّ جِمَاعَهَا الضَّلالَةُ ومَعَادَهَا النار وكَذلِكَ الجَمِيعُ إِلاّ أَنَّهُ اسْمٌ لازِمٌ . وفي الحَدِيثِ : حَدِّثْنِي بِكَلِمَةٍ تَكُونُ جِمَاعاً فقالَ : اتَّقِ اللهَ فيما تَعْلَم أَيْ كَلِمَةٍ تَجْمَعُ كَلِمَاتٍ . وفي الحَدِيثِ أُوتِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ ونُصِرْتُ بالرُّعِبِ ويُرْوَى : بُعِثْتُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ أَي القُرْآن جَمَع اللهُ بلُطْفِه له في الأَلْفَاظِ اليَسِيرَةِ مِنْهُ مَعَانيَ كَثِيرَةً كقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ " خُذِ العَفْوَ وأْمُرْ بِالْعُرْفِ وأَعْرِضْ عَنِ الجاهِلِينَ " وكَذلِكَ ما جَاءَ فِي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم أَنَّهُ كَانَ يَتَكَلَّمُ بِجَوَامِعِ الكَلِمِ . أَي أَنَّهُ كانَ كَثِيرَ المَعَانِي قَلِيلَ الأَلْفَاظِ ومِنْهُ أَيْضاً قُوْلُ عُمَرَ بنِ عَبْدِ العَزِيزِ : عَجِبْتُ لِمَنْ لاحَنَ الناسَ كَيْفَ لايَعْرِفُ جَوَامِعَ الكَلِمِ مَعْنَاه : كِيْفَ لا يَقتَصِرُ عَلَى الإِيجازِ وتَرْكِ الفُضُولِ مِن الكَلامِ
وسَمَّوْه جَمّاعاً وجَمَاعَةَ وجُمَاعَةَ كشَدّادٍ وقَتَادَةَ وثُمَامَةَ فمِنَ الثّانِي جَمَاعَةُ بنُ عَلِيِّ بنِ جَمَاعَةَ بنِ حازِمِ ابنِ صَخرِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ جَمَاعَةَ مِنْ وَلَدِ مالِكِ بنِ كِنَانَةَ بَطْنٌ مِنْ وَلَدَهِ : البُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ سَعْدِ اللهِ بنِ أَبِي الفَضْلِ سَعْدِ اللهِ بنِ جَمَاعَةَ وُلِدَ بِحَماةَ سَنَةَ حَمْسِمَائَةٍ وسِتَّةٍ وتِسْعينَ وهو أَوَّلُ مَنْ سَكَنَ بَيْتَ المَقْدِسِ وتُوُفِّيَ بِهَا سَنَةَ سِتّمائةٍ وخَمْسَةٍ وسَبْعِين ووَلَدَاهُ : أَبُو الفَتْحِ نَصْرُ اللهِ وأَبُو الفَرَجِ عَبْدُ الرَّحْمنِ . فمِن ولَدِ الأَخِيرِ قاضِي القُضَاةِ البَدْرُ مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِيمَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ تُوُفِّيَ بمِصْرَ سَنَةَ سَبْعِمائَة وثَلاثَة وثَلاثِينَ . وحَفِيداهُ : السِّراجُ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيزِ بنِ مَحَمَّدٍ والبُرْهَانُ إِبْرَاهِيمُ بنُ عَبْد الرَّحِيم بنِ مُحَمَّدِ مَشْهُورانِ الأَخِيرُ حَدَّث عَن الذَّهَبِيّ وتُوُفِّيَ سَنَةَ سَبْعِمَائَة وتِسْعِينَ وتُوُفِّيَ السِّرَاجُ عُمَرُ سنة سَبْعِمَائَةِ وسِتَّةٍ وسَبْعِينَ ووَلَدُهُ المُسْندُ الجَمَالُ عَبْدُ اللهِ بنُ عُمَرَ أَجازَ لَهُ وَالِدُهُ وَجَدُّهُ . ومِنْهُم الحافِظُ المُحَدِّثُ أَبُو الفِدَاءِ إِسْمَاعِيلُ بنُ إِبْراهِيمَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ حَمَدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ إِبْرَاهِيمَ بنِ عبدِ الرَّحِمنِ بنِ إِبْرَاهيمِ بنِ سعْدِ اللهِ ابنِ جَمَاعَةَ حَدَّثَ عن الحافِظِ بنِ حَجَرٍ . ومِنْ وَلَدِه شَيْخُ مَشَايخِنَا أُعْجُوبَةُ العِصْرِ عَبْدِ الغَنِيِّ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ عَبْدُ الغَنِيِّ بنُ إِسْمَاعِيل بنِ أَحْمَدَ بنِ إِبْرَاهِيم بنِ إِسْمَاعِيل وُلِدَ سَنَةَ أَلْف وخَمْسِينَ وتُوُفَّيَ فِي آخِرِ شَعْبَانَ سنةَ أَلْفٍ ومِائَةٍ وثَلاثَةٍ وأَرْبَعِينَ عَنْ ثَلاثَةٍ وتِسْعِينَ حَدَّثَ عَنْ وَالِدِهِ وعَنِ الشَّيْخِ تَقِيِّ الدِّينِ بنِ عَبْدِ الباقي الأَتْرِبِيّ وعَنِ النَّجْمِ الغَزِّيّ والضِّيَاءِ الشَّبْرَاملسِيّ وغَيْرِهِم رَوَى عنه عِدَّةٌ مِن مَشَايِخِنَا وبالجُمْلَةِ فَبَيْتُ بَنِي جَمَاعَةُ ومن الثّالِثِ : جُمَاعَةُ ابن الحَسَن حدَّثَ عَنْهُ سَعِيدُ بن غُفَيْر . وخَلِيلُ بن جُمَاعَةَ رَوَى عن رُشْد بن سعد وعنه يَحْيَى بنُ عُثْمَانَ بنِ صالِح قالَهُ ابنُ يونُس وضَبَطَهُ ابنُ نُقْطَةَ . وجُشَم بن بِلالِ بن جُمَاعَةَ الضُّبَعِيّ جَدٌّ للمُسَيَّبِ بنِ عَلَسٍ الشاعِر ذَكَرَه الرُّشَاطِيّ
وقالَ الكِسَائِيُّ : يُقَالُ : ما جَمَعْتُ بِامْرَأَةِ قَطُّ وعَن امْرَأَةٍ أَيْ ما بَنَيْتُوالإِجْمَاعُ أَي إِجْمَاعُ الأُمَّةِ : الإِتِّفَاقُ يقال : هذا أَمْرٌ مُجْمَعٌ علَيْه : أَيْ مُتَّفَقٌ عليه . وقالَ الرّاغِبُ : أَي اجْتَمَعَتْ آرَاؤُهُمْ علَيْه
والإِجْمَاعُ : صَرُّ أَخْلافِ النَّاقَةِ جُمَعَ يُقَالُ : أَجْمَعَ النّاقَةَ وأَجْمَعَ بها وكَذلِكَ أَكْمَشَ بِهَا
وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ : الإِجْمَاعُ : جَعْلُ الأَمْرِ جَمِيعاً بَعْدَ تَفَرُّقِهِ . قالَ : وتَفَرُّقُهُ أَنَّهُ جَعَلَ يُدِيرُهُ فَيَقُولُ مَرَّةً أَفْعَلُ كَذَا وَمَرَّةً أَفْعَلَ كَذا فَلَمَّا عَزَمَ عَلَى أَمْرٍ مُحْكَم أَجْمَعَهُ أَيْ جَعَلَهُ جَمِيعاً قالَ : وكَذلِكَ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ النَّهْبَ والنَّهْبُ : إِبِلُ القَوْمِ الَّتِي أَغارَ عَلَيْهَا اللُّصُوصُ فكَانَتْ مُتَفَرَّقةً في مَرَاعِيهَا فجَمَعُوها مِن كُلِّ ناحِيَة حَتَّى اجْتَمَعَتْ لَهُمْ ثُمَّ طَرَدُوهَا وسَاقُوها فإِذا اجْتَمَعَتْ قِيلَ : أَجْمَعُوها وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْبٍ يَصِفُ حُمُراً :
فكَأَنَّهَا بالجِزْعِ بَيْنَ نُبَايِعٍ ... وأُولاَتِ ذِي العَرْجاءِ نَهْبٌ مُجْمَعُ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الإِجْمَاعُ : الإِعْدادُ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ كَذَا أَيْ أَعْدَدْتُهُ . قُلْتُ : وهُوَ قَوْلُ الفَرّاءِ
والإِجْمَاعُ أَيْضاً : التَّجْفِيفُ والإِيباسُ ومِنْهُ قَوْلُ أَبِي وَجْزَةَ السَّعْدِيّ :
وأَجْمَعَتِ الهَوَاجِرُ كُلَّ رَجْعِ ... مِنَ الأَجْمَادِ والدَّمَثِ البَثَاءِ أَجْمَعَتْ أَيْ أَيْبَسَتُ . والرَّجْعُ : الغَدِيرُ . والبَثَاءُ : السَّهْلُ
والإِجْمَاعُ : سَوْقُ الإِبِلِ جَمِيعاً وبه فُسِّرَ أَيْضاَ قَوْلُ أِبِي ذُؤَيْبٍ
وقالَ الفَرّاءُ : الإِجْماعُ : العَزْمُ علَى الأَمْرِ والإِحْكَامُ عَلَيْه . تَقُولُ : أَجْمَعْتُ الخُرُوجَ وأَجْمَعْتُ عَلَيْه وبه فُسِّرَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " فَأَجْمِعُوا كَيْدَكُمْ ثُمَّ ائْتُوا صَفّاً " قالَ : ومَنْ قَرَأَ فاجْمَعُوا فمَعْنَاه لا تَدَعُوا شَيْئاً مِنْ كَيْدِكُمْ إِلاّ جِئْتُم به . وفي صَلاةِ المُسَافِرِ ما لَمْ أُجْمِعْ مُكْثاً أَيْ ما لَمْ أَعْزِم عَلَى الإِقَامَةِ . وأَجْمَعْتُ الرَّأْيَ وأَزْمَعْتُه وعَزَمْتُ عَلَيْه : بمَعْنىً . ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَن الكِسَائِيّ يُقَالُ : أَجْمَعْتُ الأَمْرَ وعَلَيْهِ إِذا عَزَمْتَ عَلَيْهِ . زادَ غَيْرُه . كأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ له . والأَمْرُ مُجْمَعٌ زادَ الجَوْهَرِيّ : ويُقَالُ أَيْضاً : أَجْمِعْ أَمْرَكَ ولا تَدَعْهُ مُنْتَشِراً . قال الشّاعِرُ وهو أَبُو الحَسْحاسِ :
تُهِلُّ وتَسْعَى بالمَصَابِيحِ وَسْطَها ... لَهَا أَمْرُ حَزْمٍ لا يُفَرَّقُ مُجْمَعُ وقالَ آخَرُ :
" يا لَيْتَ شِعْرِي والمُنَى لا تَنْفَعُ
" هَلْ أَغْدُونْ يَوْماً وأَمْرِي مُجْمَعُ ؟ وأَنْشَدَ الصّاغَانِيّ لذِي الإِصْبَع العَدْوَانِيّ :
وأَنْتُمُ مَعْشَرٌ زَيْدٌ عَلَى مِائَةٍ ... فأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ طُرّاً فِكيدُونِي وقَالَ الرّاغِبُ : وأَكْثَرُ ما يُقَالُ فِيما يَكُونُ جُمْعاً يُتَوَصَّلُ إِلَيْهِ بالنَّكِرَة
وقال الكِسَائيُّ : المُجْمِعُ كمُحْسِنٍ : العَامُ المُجْدِبُ لاجْتِمَاعِهِمْ في مَوْضِعِ الخِصْب . وقَوْلُهُ تَعَالَى : " فأَجْمِعُوا أَمْركُمْ " قالَ ابنُ عَرَفَةَ : أَيْ اعْزِمُوَ عَلَيْه . زادَ الفَرّاءُ : وأَعِدُّوا له . وقالَ أَبُو الهَيْثَمِ : أَي اجْعَلُوهُ جَمِيعاً . وأَمَّا قَوْلُه : وشُرَكَاءَكُمْ فقالَ الجَوْهَرِيُّ : أَيْ : وَادْعُوَ شُرَكَاءَكُمْ وهو قَوْلُ الفَرّاءِ وكَذلِكَ قِرَاءَةُ عَبْدِ الله ونُصِبَ شُرَكَاءكُم كُم بفِعْلٍ مُضْمَرٍ لأَنَّه لا يُقَالُ : أَجْمِعُوا شُرَكَاءَكم . ونَصُّ الجَوْهَرِيّ : لأَنَّهُ لا يُقَالُ : أَجْمَعْتُ شُرَكَائِي إِنِّمَا يُقَالُ : جَمَعْتُ . قال الشاعِرُ :
يا لَيْتَ زَوْجَكِ قَدْ غَدَا ... مُتَقَلِّداً سَيْفاً ورُمْحَاًأَيْ وحَامِلاً رُمْحاً لأَنَّ الرُّمْحَ لا يُتَقَلَّدُ . أَو المَعْنَى أَجْمِعُوا مع شُرَكَائِكُمْ على أَمْرِكُم قالَهُ أَبُو إِسْحَاقَ . قالَ : والواوُ بِمَعْنَى مع كَمَا يُقَالُ : لَوْ تَرَكْتَ الناقَةَ وفَصِيلَها لرَضَعَها . أَيْ مع فَصِيلِها . قالَ : والَّذِي قالَهُ الفَرّاءُ غَلَطٌ لأَنَّ الكَلامَ لا فَائِدَةَ لَهُ لأَنَّهُمْ كانُوا يَدْعُونَ شُرَكَاءَهُمْ لأَن يُجْمِعُوا أَمْرَهُمْ وإِذا كانَ الدُّعَاءُ لِغَيْرِ شَيْءٍ فلا فائدَةَ فِيهِ
والمُجْمَعَةُ بِبنَاءِ المَفْعُولِ مُخَفَّفَةً : الخُطْبَة الَّتِي لا يَدْخُلُهَا خَلَلٌ عَن ابنِ عَبّادٍ
وأَجْمَعَ : المَطَرُ الأَرْضَ إِذا سالَ رَغَابُهَا وجَهَادُهَا كُلُّهَا وكَذلِكَ أَجْمَعَتِ الأَرْضُ سائلَةً
والتَّجْمِيع : مُبَالَغَةُ الجَمْعِ . وقالَ الفَرّاءِ : إِذا أَرَدْتَ جَمْعَ المُتَفَرِّقِ قُلْتَ : جَمَعْتُ القَوْمَ فهم مَجْمُوعُونَ قالَ اللهُ تَعَالَى : " ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النّاسُ " قَالَ : وإِذَا أَرَدْتَ كَسْبَ المالِ قُلْتَ : جَمَّعْتُ المَالَ كقَوْلهِ تَعَالَى : " جَمَّعَ مَالاً وَعَدَّدَه " وقد يجُوز جَمَعَ مالاً بالتَّخْفِيفِ . قال الصّاغَانِيّ : وبالتَّشْديدِ قَرَأَ غَيْرُ المَكِّيّ والبَصْرِيّين ونافعٍ وعاصِمٍ
والتَّجْمِيعُ : أَنْ تَجْمَعَ الدَّجَاجَةُ بَيْضَهَا فِي بَطْنِهَا وقَدْ جَمَّعَتْ
واجْتَمَعَ : ضِدُّ تَفَرَّقَ وقَدْ جَمَعَهُ يَجْمَعُه جَمْعاً وجَمَّعَهُ وأَجْمَعَهُ فاجْتَمَعَ كاجْدَمَعَ بالدّالِ وهي مُضَارَعَةٌ وكَذلِكَ تَجَمَّعَ واسْتَجْمَعَ
واجْتَمَعَ الرَّجُلُ : إِذا بَلَغَ أَشُدَّهُ أَيْ غايَةَ شَبَابِهِ واسْتَوَتْ لِحْيَتُهُ فهُو مُجْتَمِعٌ ولا يُقَالُ ذلِكَ للنِّسَاءِ قالَ سُحَيْمُ بنُ وَثِيل الرِّيَاحِيّ :
أَخُو خَمْسِينَ مُجْتَمْعٌ أَشُدِّي ... ونَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ وأَنشد أَبو عُبَيْدٍ :
قَدْ سادَ وهُوَ فَتىً حَتَّى إِذا بَلَغَتْ ... أَشُدُّهُ وَعلا في الأَمْرِ وَاجْتَمَعَا واسْتَجْمَعَ السَّيْلُ : اجْتَمَعَ مِن كُلِّ مَوْضِعِ . ويُقَالُ : اسّتَجْمَعَ الوَادِي إِذا لِمْ يَبْقَ مِنْهُ مَوْضِعٌ إِلاّ سالَ . واسْتَجْمَعَت لَهُ أُمُورُهُ : إِذا اجْتَمَعَ لَهُ كُلُّ ما يَسُرُّهُ مِن أُمُورِهِ . قالَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ :
" إِذا اسْتَجْمَعَتْ لِلْمَرْءِ فِيهَا أُمُورُهُكَبَا كَبْوَةً لِلْوَجْهِ لا يَسْتَقِيلُهَا واسْتَجْمَعَ الفَرَسُ جَرْياً : تَكَمَّشَ لَهُ وبالَغَ . قالَ الشاعِرُ يَصِفُ سَرَابَاً :
ومُسْتَجْمِعٍ جَرْياً ولَيْسَ ببَارِحٍ ... تُبَارِيهِ في ضَاحِي المِتَانِ سَوَاعِدُهُ كَمَا في الصّحاح يَعْنِي السّرَابَ . وسَوَاعِدُه : مَجَارِي الماءِ
وتَجَمَّعُوا إِذا اجْتَمَعُوا مِنْ ها هُنَا وها هُنَا
والمُجَامَعَةُ : المُبَاضَعَةُ جَامَعَهَا مُجَامَعَةً وجِمَاعاً : نَكَحَهَا وهوَ كِنايَةٌ
وجَامَعَهُ علَى أَمْرِ كَذا : ما لأَهُ عَلَيْهِ واجْتَمَعَ مَعَهُ والمَصْدَرُ كالمَصْدَرِ
وفي صِفَتِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ : كَانَ إِذا مَشَى مَشَى مُجْتَمِعاً أَيْ مُسْرِعاً شَدِيدَ الحَرَكَةِ قَوِيَّ الأَعْضَاءِ غَيْرَ مُسْتَرْخٍ في مَشْيِهِ
وممّا يُسْتدْرَكُ عَلَيْه : مُتَجَمَّعُ البَيْدَاءِ : مُعْظَمُهَا ومُحْتَفَلُهَا . قالَ مُحْمَّدُ بنُ أَبي شِحَاذ الضَّبِّيُّ :
فِي فِتْيَةٍ كُلَّمَا تَجَمْعَتِ البَيْ ... دَاءُ لَمْ يَهْلَعُوا ولَمْ يَخِمُوا ورَجُلٌ مِجْمَعٌ وجَمّاعٌ كمِنْبَرٍ وشَدّادٍ وقَوْمٌ جَمِيعٌ : مُجْتَمِعُونَ
والجَمْعُ : يُكُونُ اسْماً لِلنَّاسِ وللمَوْضِع الَّذِي يَجْتَمِعُونَ فيه
ويُقَالُ : هذَا الكَلامُ أَوْلَجُ في المسامع وأَجْوَلُ في المَجَامِعوأَمْرٌ جَامِعٌ : يَجْمَعُ النّاسَ . قالَ الرّاغِبُ : أَمْرٌ جامِعٌ أَي أَمْرٌ لَهُ خَطَرٌ اجْتَمَعَ لأَجْلِهِ النَّاسُ فكَأَنَّ الأَمْرَ نَفْسَهُ جَمَعَهُمْ . والجَوَامِعُ مِن الدُّعَاءِ : الَّتِي تَجْمَعُ الأَغْرَاضَ الصّالِحَةَ والمَقَاصِدَ الصَّحِيحَةَ وتَجْمَعُ الثَّناءَ عَلَى اللهِ تَعَالَى وآدَابَ المَسْأَلَةِ
وفِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعالَى الحُسْنَى : الجامِعُ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : هو الَّذِي يَجْمَعَ الخَلائقَ ليَوْمِ الحِسَابِ وقِيلَ : هو المُؤَلِّفُ بَيْنَ المُتَماثِلاتِ والمُتَضادّاتِ في الوُجُودِ . وقَوْلُ امْرِئِ الٌقَيْسِ :
فَلَوْ أَنَّهَا نَفْسٌ تَموتُ جَمِيعَةً ... ولكِنَّهَا نَفْسٌ تَسَاقَطُ أَنْفُسَاً إِنَّمَا أَرادَ جَمِيعاً فبالَغَ بإِلْحاقِ الهاءِ وحَذَفَ الجَوَابَ للْعِلْمِ بهِ كأَنَّهُ قالَ : لَفَنِيَتْ واسْتَراحَتْ
ورَجُلٌ جَمِيعٌ الَّلأْمَة أَيْ مُجْتَمِعُ السِّلاَح . والجَمْعُ : الجَيْشُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : لَهُ سَهْمُ جَمْعٍ أَي كسَهْمِ الجَيْشِ مِن الغَنِيمَةِ . وإِبلٌ جَمَّاعَةٌ بالفَتْح مُشَدَّدَةً : مُجْتَمِعَةٌ . قالَ :
" لا مَالَ إِلاَّ إِبِلٌ جَمَّاعَهْ
" مَشْرَبُها الجِيَّةُ أَوْ نُعَاعَهْ والمَجْمَعَةُ : مَجْلِسُ الاجْتِمَاعِ . قالَ زُهَيْرٌ :
وتُوقِدْ نارُكُمْ شَرَراً ويُرْفَعْ ... لَكُمْ في كُلِّ مَجْمَعَةٍ لِوَاءُ ويُقَالُ : جَمَعَ عَلَيْه ثِيَابَه أَيْ لَبِسَهَا
والجَمَاعَةُ : عَدَدُ كُلِّ شَيْءٍ وكَثْرَتُهُ . وفي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ : ولا جِمَاعَ لَنَا فِيمَا بَعْد أَيْ لا اجْتِمَاعَ لنا . ورَجُلٌ جَمِيعٌ كَأَمِيرٍ : مُجْتَمعُ الخَلْقِ قَوِيٌّ لَمْ يَهْرَمْ ولَمْ يَضْعُفْ . ورَجُلٌ جَمِيعُ الرَّأْي ومُجْتَمِعُهُ : شَدِيدُهُ لَيْسَ بمُنْتَشِرِه . وجُمَّاعُ جَسَدِ الإِنْسَانِ كرُمَّانٍ : رَأْسَهُ
وجُمّاعُ الثَّمَرِ : تَجَمُّعُ بَرَاعِيمِه في مَوْضِعٍ وَاحدٍ عَلى حَمْلِهِ . وامْرِأَةٌ جُمَّاعٌ : قَصِيرَةٌ
ونَاقَةٌ جُمْعٌ بالضَّمّ : في بَطْنِهَا وَلَدٌ . قال الشّاعِرُ :
وَرَدنْاهُ في مَجْرَى سُهَيْلٍ يَمَانِياً ... بصُعرِ البُرِى ما بَيْنَ جُمْعِ وخَادِجِ والخادِجُ : الَّتِي أَلْقَتْ وَلَدَهَا . وقالَ الصّاغَانِيّ : هو بِتَقْدِيرِ مُضَافٍ مَحْذُوفٍ أَيْ من بَيْنَ ذِي جُمْعٍ وخادِجْ
وامْرَأَةٌ جَامِعٌ : في بَطْنِهَا وَلَدٌ
ويُقَالُ : فُلانٌ جِمَاعٌ لبَني فُلانٍ ككِتَابٍ إِذا كانُوا يَأْوُونَ إِلَى رَأْيِهِ وسُؤْدُدِه كَمَا يُقَال : مَرَبٌّ لَهُمْ
واسْتَجْمَعَ البَقْل : إِذا يَبِسَ كُلُّهُ
واسْتَجْمَعَ الوَادِي إِذا لَمْ يَبْقَ منه مَوْضِعٌ إِلاّ سَالَ
واسْتَجْمَع القَوْمُ إِذا ذَهَبُوا كُلُّهُم لَمْ يَبْقَ منهم أَحْدٌ كَمَا يَسْتَجْمِعُ الوَادِي بالسَّيْلِ
ويُقَالُ للمُسْتَجِيشِ : اسْتَجْمَعَ كُلَّ مَجْمَعٍ نقله الجَوْهَرِيّ
وفي الأَسَاسِ : وجَمَعُوا لِبَنِي فُلان : إِذا حَشَدُوا لِقِتَالِهِمْ ومنه " إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ " وَجَمَعَ أَمْرَهُ : عَزَمَ عَلَيْه كَأَنَّهُ جَمَعَ نَفْسَهُ لَهُ . ومِنْهُ الحَدِيثُ : مَنْ لَمْ يَجْمَع الصِّيامَ مِن اللَّيْلِ فَلا صِيَامَ لَهُ
والإِجْمَاعُ : أَنْ تَجْمَعَ الشَّيْءَ المُتَفَرِّقَ جَمِيعاً فإِذا جَعَلْتَهُ جَمِيعاً بَقِيَ جَمِيعاً ولَمْ يَكَدْ يَتَفَرَّقْ كالرَّأْي المَعْزُومِ عَلَيْهِ المُمْضَى
وأَجْمَعَت الأَرْضُ سائلَةً : سَالَ رَغَابُهَا
وفَلاةٌ مُجْمِعَةٌ ومُجَمِّعَةٌ كمُحْسِنَةٍ ومُحّدَّثَة : يَجْتَمِعُ فيها القَوْمُ ولا يَتَفَرَّقُونَ خَوْفَ الضَّلالِ ونَحْوِه كأَنَّهَا هي الَّتِي تَجْمَعُهُمْ
وجَمَّعَ النَّاسُ تَجْمِيعاً : شَهِدُوا الجُمْعَة وقَضَوا الصَّلاةَ فيها . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ ومنه : أَوّلُ جُمُعة جُمِّعَتْ في الإِسْلامِ بَعْدَ المَدِينَةِ بجُؤَاثَى
واسْتَأَجَرَ الأَجِيرَ مُجَامَعَةً جِمَاعاً ع2ن اللِّحْيَانِيّ : كُلَّ جُمْعَةٍ بكِرَاءٍوحَكَى ثَعْلَبٌ عِن ابْنِ الأَعْرَابِيّ : لاَتكُ جُمَعِيّاً بفَتْحِ المِيمِ أَيْ مِمَّنْ يَصُومُ الجُمُعَةَ وَحْدَهُ
وأَرْضٌ مُجْمِعَةٌ كمُحْسِنَةٍ : جَدْبٌ لا تَتَفَرَّقُ فِيها الرِّكَابُ لرَعْيٍ
والجَامِعُ : البَطْنُ يَمَانِيَةٌ
وأَجْمَعَتِ القِدْرُ : غَلَتْ نَقَلَه الزَمَخْشَرِيّ
ومُجَمِّعٌ كمُحَدِّثٍ : لَقَبُ قُصَيِّ بنِ كِلاَبٍ لأَنَّه كانَ جَمَّعَ قَبَائلَ قُرَيْشٍ وأَنْزَلَها مَكَّةَ وبَنَى دارَ النَّدْوَةِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وفيه يَقُولُ حُذَافَةُ ابنُ غانِمٍ لأَبِي لَهَبٍ :
أَبُوكُمْ قُصَيٌّ كَانَ يُدْعَى مُجَمِّعاً ... بِهِ جَمَّعَ اللهُ القبائلَ مِنْ فِهْرِ والجُمَيْعَي كسُمَيْهَى : مَوْضعٌ . وقَدْ سَمَّوْا جُمُعَةَ بضَمَّتَيْن وجُمَيْعاً وجُمَيْعَةَ وجُمَيْعانَ : مُصَغَّرَاتٍ وجِماعاً ككِتَابٍ وجَمْعَانَ كسَحْبَانَ
وابْنُ جُمَيْعٍ العِنَانِيّ كزُبَيْرٍ صاحِبُ المُعْجَمِ : مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ
وجُمَيْعُ بنُ ثَوْبٍ الحِمْصِيّ رَوَى عَنْ خالدِ بنِ مَعْدان رُوِيَ كزُبَيْرٍ وكَأَمِيرٍ وكَذلِكَ الحَكَمُ بنُ جُمَيْعٍ شَيْخٌ لأَبِي كُرَيْبٍ رُوِيَ بالوَجْهَيْنِ
وبَنُو جُمَاعَةَ بالضَّمِّ : بَطْنٌ مِنْ خَوْلانَ مِنْهُمْ عَمْرُ بنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَلِيّ بنِ إِسْمَاعِيلَ بنِ يُوسُفَ بنِ عَلْقَمَةَ بنِ جُمَاعَةَ الجُمَاعِيّ الخَوْلانيّ أَخَذََ عَنْهُ العِمْرَانِيّ - صاحِبُ البَيَانِ - عِلْمَ النَّحْوِ ومات سَنَةَ خَمْسِمِائَةٍ وإِحْدَى وخَمْسِينَ كَذَا في تَارِيخ اليَمَنِ لِلجَنَدِيّ . قُلْتُ : ومنهم صاحِبُنَا المُفِيدُ أَبُو القَاسِمِ بنُ عَبْدِ اللهِ الجُمَاعيّ صاحِبُ الدُّرَيْهمِيّ لِقَرْيَةٍ باليَمَنِ لَقِيتُهُ ببَلَدِهِ وأَخَذْتُ مِنْهُ وأَخَذَ مِنِّي وأَبُو جُمُعَةَ سَعِيدُ بنُ مَسْعُودٍ الماغُوسِيّ الصّنْهاجِيّ المَرَّاكُشِيّ وُلِدَ بَعْدَ الخَمْسِينَ وتِسْعِمائَةٍ وجالَ في البِلادِ وأَخَذَ بمِصْرَ عَنْ عَلِيِّ بنِ غَانِمٍ والنَّاصِرِ الطَّبْلاوِيّ ولَقِيَهُ المَقَّرِيُّ وأَجازَهُ
" دَرَجَ " الرَّجُلُ والضَّبُّ يَدْرُجُ " دُرُوجاً " بالضّمّ أَي مَشَى كذا في الصّحاح . دَرَجَ الشّيخٌ والصَّبِىُّ يَدْرُجُ دَرْجاً و " دَرَجَاناً " محرّكةً ودَرِيجاً فهو دارِجٌ إِذا " مَشَى " كلٌّ منهما مَشْياً ضَعيفاً ودَبَّا والدَّرَجَانُ : مِشْيَةُ الشَّيْخِ والصَّبيِّ . ويقال للصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخَذَ في الحَرَكَة : دَرَحَ وقوله :
" يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خَارِجِ
" أُمَّ صَبِىٍّ قَدْ حَبَا ودَارِجِ إِنّمَا أَرادَ أُمَّ صَبِىٍّ حابٍ ودَارِجٍ وجَازَ له ذلك لأَن قَدْ تُقَرِّبُ المَاضِيَ مِنَ الحَالِ حتَّى تُلْحِقَه بِحُكْمِه أَو تَكادُ أَلاَ تَراهُم يَقولونَ قد قَامَتِ الصَّلاةُ قبل حَالِ قِيامِها دَرَجَ " القَوْمُ " إِذا " انْقَرَضُوا كانْدَرَجُوا " ويقال للقومِ إِذا مَاتُوا ولمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً : قد دَرَجُوا . وقبيلةٌ دَارِجَةٌ إِذا انْقَرَضَتْ ولم يَبْقَ لها عَقبٌ . وفي المثل " أُكذبُ مَن دَجَّ ودَرَجَ " أي أَكذَبُ الأَحياء والأَمواتِ . قيلَ : دَرَجَ " فُلانٌ " مَات و " لمْ يُخَلَّفْ نَسْلاً " وليس كلُّ مَنْ ماتَ دَرَجَ . أَبو طالب : في قولهم " أَحْسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ " فَدَبَّ : مَشَى ودَرَجَ : مَاتَ وفي حديث كَعْبٍ " قال له عُمَرُ : لأَيِّ ابْنَىْ آدَمَ كان النَّسْلُ ؟ فقال : ليس لواحد منهما نَسْل أَمَّا المَقتولُ فدَرَجَ وأَما القاتِلُ فهَلَكَ نَسْلُهُ في الطوفَانِ دَرَجَ أَي مَاتَ . وأَدْرَجَهم اللهُ : أَفْنَاهُمْ . ويقال دَرَجَ قَرْنٌ بَعْد قَرْنٍ أَي فَنَوْا . وأَنشد ابن السِّكّيت للأَخطل :
" قَبِيلَةٌ بِشِرَاكِ النَّعْلِ دَرِاجَةٌإِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لَهُمْ أَثرُ
وكان أَصْل هذا من دَرَجْت الثَّوْبَ إِذا طوَيْته كأَنَّ هؤلاءِ لمّا ماتُوا ولم يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ والبَقَاءِ كذا في اللِّسان فهو مَجَازٌ ولم يُشِرْ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ . دَرَجَ " : مَضَى لسبِيلِه كدَرِجَ كسَمِعَ " . وفُلاَنٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا أَي على سَبيلِهِ . دَرَجَت " النَّاقَةُ " إِذا " جَازَت السَّنَةَ ولم تُنْتَجُ كأَدْرَجَتْ " . وهي مُدْرِجٌ : جَاوَزَتِ الوَقْتَ الَّذي ضُرِبَتْ فِيه فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِدْرَاجٌ وقيل : المِدْرَاجُ : التي تَزيد على السَّنَةِ أَيّاماً ثلاثةً أَو أَربعةً أَو عَشرةً ليس غيرُ . دَرَجَ الشْىءَ يَدْرُجه دَرْجاً " طَوَى " وأَدْخَلَه " كَدَرَّج " تَدْرِيجاً و " أَدْرَجَ " والرُّبَاعيّ أَفصحُها . والإِدْرَاجُ : لَفُّ الشَّىْءِ ويقال لما طَوَيْتَه : أَدْرَجْته لأَنه يُطْوَى عل وَجْهِه . وأَدْرَجْتُ الكِتَابَ : طَوَيْتُه . من المجاز : يقال : دَرِجَ الرَّجُلُ " كسَمِعَ " إِذا " صَعِدَ فِي المَرَاتِبِ " لأَن الدَّرَجَة بمعنَى المَنْزِلةِ والمَرْتَبَةِ . دَرِجَ إِذا " لَزِمَ المَحَجَّةَ " أَي الطَّرِيقَ الوَاضِحَ " مِنَ الدِّينِ أَو الكَلاَمِ " كُلُّه بكَسر العَيْن من فَعِلَ . " والدَّرَّاجُ - كشَدَّادِ - : النَّمَّامُ : عن اللِّحْيَانيّ . في الأَساس أَي يَدْرُجُ بينَ القومِ بالنَّمِيمَةِ . الدَّرَّاجُ أَيضاً " : القُنْفُذُ " لأَنّه يَدْرُج لَيلَتَه جَمعاءَ صِفَةٌ غالبةٌ . الدَّرّاجُ أَيضاً " : ع " قال زُهيرٌ :
" بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ كذا في اللسان وسيأْتي في كلامِ المصنّف قريباً . الدُّرَّاج " كرُمَّانٍ طائرٌ " شِبْهُ الحَيْقُطَانِ وهو من طَيْرِ العِرَاقِ أَرْقَطُ . وفي التهذيب : أَنْقَطُ قال ابنُ دُرَيْد : أَحسَبُه مُولَّداً وهي الدُّرَجَةُ مثالُ رُطَبَةٍ والدُّرَّجَةُ الأَخيرةُ عن سِيبويهِ . وفي الصّحاح : الدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ من الطَّيْرِ للذَّكَر والأُنْثَى حتى تقول الحَيْقُطَانُ فيخْتَصُّ بالذَّكَر . " ودَرِجَ " الرجُلُ " كسَمِعَ : دَامَ على أَكْلِهِ " أَي الدُّرَّاجِ . " والدَّرُوجُ " كصَبورٍ " الرِّيحُ السَّرِيعَةُ المَرِّ " وقيل : هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً ليس بالقَوِىِّ ولا الشَّديدِ يقال : رِيحٌ دَرُوجٌ وقِدْحٌ دَرُوجٌ وفي اللّسان : رِيجٌ دَرُوجٌ يَدْرُجُ مُؤَخَّرُهَا حتَّى يُرَى لها مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ واسم ذلك المَوْضعِ الدَّرَجُ . ويقال : اسْتَدْرَجَتِ المَحَاوِرُ المَحَالَ كما قالَ ذو الرُّمَّةِ :
" صَرِيفَ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْهَا المَحَاوِرُ أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَنْ تَدْرُجَ . " والمَدْرَجُ " والمَدْرَجَةُ " : المَسْلَكُ " والمَذْهَبُ . وفي الأَساس : اتَّخَذُوا دَارَهُ مَدْرَجَةً ومَدْرَجاً . وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
تَرَى أَثْرَهُ في صَفْيَحَتَيْةِ كَأَنَّهُ ... مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ هَمِيمُيُرِيد بأَثْرِه فرِنْدَه الذي تراه العينُ كأَنَّه أَرجُلُ النَّمْلِ وقد سبق تَفسيرُه في ش ب ث . وقال الرّاغبُ : يقال لقارِعةِ الطّريقِ : مَدْرَجَةٌ . " والدُّرْجُ : بالضّمّ حفْشُ النِّساءِ " وهو سُفَيْطٌ صَغِيرٌ تَدَّخِر فيه المرأَةُ طِيبَها وأَداتَهَا " الوَاحِدَةُ " دُرْجَة " بهاءٍ " ودِرَجَة وأَدْرَاجٌ " كِعنَبَةِ وأَتْرَاسٍ " وفي حديث عائشةَ رضى الله عنها " كُنَّ يَبْعَثْنَ بالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ " . قال ابنُ الأَثير : هكذا يُرْوَى بكسرِ الدَّالِ وفتح الرّاءِ جمْع دُرْجٍ وهو كالسَّفَطِ الصغيرِ تَضعُ فيه المرأةُ خِفَّ مَتَاعِها وطِيبها وقال إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنِيثُ الدُّرْجِ . وقيل : إِنما هي الدُّرْجَةُ : بالضَّمّ وجمعها الدُّرَجُ وأَصلُه ما يُلَفُّ ويُدْخَل في حَياءِ النَّاقةِ كما سيأْتي . الدَّرْجُ " بالفتح : الّذي يُكْتَبُ فيه ويُحَرَّك " يُقَال أَنْفَذْتُه في دَرْجِ الكِتَابِ أَي في طَيِّه وجَعلَه في دَرْجِه ودَرْجُ الكَتابِ : طَيُّه ودَاخِلُه وفي دَرْجِ الكتابِ كذَا وكذَا . الدَّرَجُ " بالتَّحْرِيك : الطَّرِيقُ " والمَحَاجُّ وجمعُه أَدراجٌ . وفي اللّسَان : يقال للطّرِيقِ الّذي يَدْرُج فيه الغُلامُ والرِّيحُ وغيرُهما مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ وجمعه أَدراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ . يقال : خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ ودَرَجُة : طَرِيقُهُ أَي لا تَتعرَّضْ له لئلا يَسْلُكَ بين قَدَمَيْك فتَنْتَفِخَ . ورجَعَ فُلانٌ دَرَجَه أَي في طَرِيقه الذِي جاءَ فيهِ . ورَجَع فُلانٌ دَرَجَه إِذا رَجعَ في الأَمْرِ الّذي كَانَ تَرَكَ . وفي حديث أَبي أَيُّوبَ " قال لبعض المُنَافِقِين وقد دَخلَ المَسجِدَ " أَدْرَاجَكَ يا مُنَافِقُ " الأَدْرَاجُ جمعُ دَرَجٍ وهو الطّريق أَي اخْرُجْ مِن المَسجِد وخُذْ طرِيقَك الّذي جِئْتَ منه . " رَجَعَ أَدْرَاجَه " : عَادَ من حَيثُ جَاءَ " ويُكْسَر " نقله ابن منظورٍ عن ابنِ الأَعرابيّ كما يأْتي فلم يُصِبْ شِيخُنَا في تَخْطِئَةِ المُصَنِّف . وإِذَا لَمْ تَرَ الهِلالَ فَسَلِّمْ . ويقال استَمَرَّ فُلانٌ دَرَجَه وأَدْرَاجَه . وقال سِيبويهِ : وقالوا رَجَعَ فُلانٌ أَدْرَاجَه أَي رَجَعَ " فِي الطَّرِيق الذِي جَاءَ مِنْهُ " وفي نُسخَة : فيه . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يقال للرَّجُل إِذا طَلبَ شَيْئاً فلم يَقْدِرْ عليه : رَجَعَ عَلى غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ ورَجَعَ على إِدْرَاجِه ورَجَعَ دَرْجَهُ الأَوَّلَ ومثلُه عَوْدَه على بَدْئِه ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ وذلك إِذا رَجعَ ولم يُصِبْ شَيِئاً . ويقالُ : رَجَع فُلان على حَافِرَتِهِ وإِدْرَاجِه بِكسر الأَلف إِذا رَجعَ في طريقِه الأَوَّلِ . وفُلانٌ على دَرَجِ كَذا أَي على سَبيلِه . من المجاز : " ذَهَبَ دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ " أَي هَدَراً " . ودَرَجَت الرِّيحُ : تَرَكَتْ نَمَانِمَ في الرِّمْلِ . في التهذيب : " دَوَارِجُ الدَّابَّةِ " قَوَائِمُهَا " الوَاحِدةٌ دارِجَةٌ . " والدُّرْجَةُ بالضّمّ : شَىْءٌ " وعبارةُ التّهذيب : ويقال للخِرَقِ الّتي تُدْرَجُ إِدراجاً وتُلَفُّ وتُجْمَعُ ثمّ تُدَسُّ في حَياءِ النَّاقةِ الّتي يُريدون ظَأْرَهَا عَلَى وَلَدِ نَاقةٍ أُخْرَى فإِذا نُزِعَتْ مِن حَيائِهَا حَسِبَتْ أَنَّهَا وَلَدَتْ ولَداً فيُدْنَى منها وَلَدُ النّاقةِ الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ ويقال لتلك اللَّفِيفَةِ : الدُّرْجَةُ والجَزْمُ والوَثِيقَةُ . وعبارة المُحكمِ : والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخِرَقٌ وغيرُ ذلك " يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ " وفي نُسخة : ويُدْخَلُ " في حَيَاءِ النَّاقَةِ " ونصُّ المحكم : في رَحِمِ النَّاقَةِ " ودُبُرِهَا " ويُشَدُّ " وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدودةَ العَيْنِ والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لذلك غَمٌّ كغَمِّ المَخَاضِ ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها فيَخْرُج ذلك مِنها " ونصُّ المحكم : عنها " ويُلْطَخُ به وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ " وتَرَى " أَنه وَلدُهَا " . وعبارة الجوهريّ : فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وقد هَيَّئُّوا له حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها " فَتَرْأَمُهُ " قال : ويقال لذلك الشىءِ الذِي يُشَدُّ به عَيناها : الغِمَامَةُ والذي يُشَدُّ به أَنْفُها : الصِّقَاعُ . والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ قال عِمْرَانُبنُ حِطَّانَ : نُ حِطَّانَ :
جَمَادٌ لا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا ... ولم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَمَادُ : النَّاقَةُ الَّتي لا لَبَنَ فيها وهو أَصْلَبُ لجِسْمِها . الدُّرْجَةُ " : خِرْقَةٌ يُوضَع فيها دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ في حَيَائِهَا " أَي النّاقَةِ وذلك " إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه " هكذا نَصَّ عليه ابنُ منظورٍ وغيرُه فلا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا : قد أَنكره الجَماهِيرُ . دُرَجٌ " كصُرَدٍ " وقد تقدَّم الشاهِدُ عليه " وفي الحديث " المَرْوِىّ في الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا عن عائشةَ رضى الله عنها " كن : يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ " بضمّ فسكونِ وهو مجازٌ لأَنهم " شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِى بها الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ بدُرْجَةِ النَّاقَةِ " وقد تقدَّمَ تفسيرُهَا " ورُوِىَ : بِالدَّرَجَةِ كعِنَبَةٍ " قال ابنُ الأَثيرِ : هكذا يُرْوَى " وتَقَدَّمَ " أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ " وضَبَطَه " القاضي أَبو الوليد " البَاجِيُّ " في شَرْحِ المُوطَّإِ " بالتَّحْرِيكِ " كغيرِه " وكَأَنَّهُ وَهَمٌ " أَخذ ذلك من قولِ القاضِي عياض قال شيخُنَا وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فلا بُعْدَ ولا تَشْكِيكَ . " والدَّرَّاجَةُ كجَبَّانَةٍ : الحَالُ " وهي " الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى " هكذا نصٌّ عِبارةِ الجوهريّ . وقال غيرُه : الدَّرَّاجَةُ : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عليها . هي أَيضاً " الدَّبَّابَةُ " التي تُتَّخَذُ و " تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا " وفي بعض الأُمهاتِ : فيها " الرِّجَالُ " وفي التَّهذيب : ويقال للدَّبَّابَات التي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ : " الدَّبَّاباتُ " والدَّرَّاجَاتُ " والدُّرْجَةُ بالضّمّ و " الدَّرَجَةُ " بالتَّحْرِيك و " الدُّرَجَة " كهُمَزَةٍ " الأَخِيرَة عن ثَعْلَبٍ " وتُشَدَّدُ جِيمُ هذه والأُدْرُجَّةُ كالأُسْكُفَّةِ : المِرْقَاةُ " التي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ . وَقَعَ فُلانٌ في دُرَّجٍ " كسُكَّرٍ " أَي " الأُمُور العَظِيمة الشَّاقّة " . الدِّرِّيجُ " كسِكِّينٍ : شَىءٌ كالطُّنْبُورِ " ذُو أَوْتَارٍ " يُضْرَبُ بِه " ومثلَه قال ابنُ سِيدَه " وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً : ضِقْتُ به ذَرْعاً " . وَدرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً إِذا أَطعَمْته شَيْئاً قليلاً وذلك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً . رُوِىَ عن أَبي الهَيثمِ : امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكذَا حتَّى أَتاه فُلانٌ ف " اسْتَدْرَجَه " أَي " خَدَعَهُ " حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ في ذلك . واسْتَدْرَجَه : رَقَّاهُ و " أَدْنَاهُ " منه على التَّدْرِيج فتَدَرَّجَ هو " كدَرَّجَه " إِلى كذا تَدْرِيجاً : عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةً بعد أُخْرَى وهذا مَجاز . عن أَبي سعيد : اسْتَدْرَجَه كَلامِى أَي " أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ " قال الأَعشى :
" لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّهُ وتَعْلَمَ أَنِّي مِنْكُمُ غَيْرُ مُلْجَمِيقال : استدْرَجَ فُلانٌ النَّاقَةَ إِذا " اسْتَتْبَع وَلَدَهَا بَعْدَ مَا أَلْقَتْه مِن بَطْنِها " هذا نصُّ كَلامِه والّذي في اللِّسان وغيرِه : ويقال : اسْتَدْرَجَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا إِذا اسْتَتْبَعَتْهُ بعدَ ما تُلْقِيه مِن بَطْنِها . " واسْتِدْرَاجُ اللهِ تَعالى العَبْدَ " بمعنى " أَنَّه كُلَّمَا جَدَّدَ خَطِيئَةً جَدَّدَ له نِعْمَةً وأَنْسَاه الاسْتِغْفَارَ " وفي التنزيل العزيز " سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ " أَي سَنأْخُذُهم من حيث لا يَحْتَسِبون وذلك أَنّ اللهَ تعالى يَفتح عليهم من النَّعِيم ما يَغْتَبِطُون به فيَرْكَنُون إِليه ويَأْنَسون به فلا يَذْكرون المَوْتَ فَيأْخذُهُم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كَانُوا ولهذا قال عُمَر بنِ الخَطّابِ رضى الله عنه لما حُمِلَ إِليه كُنوزُ كِسْرَى : اللّهُمَّ إِني أَعوذُ بك أَن أَكون مُسْتَدْرَجاً فإِني أَسمعُك تقولُ " سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْث لا يَعْلَمُونَ " . قيل : اسْتِدْراجُ اللهِ تَعَالى العَبْدَ " : أَنْ يَأْخُذَه قَليلاً قَليلاً ولا يُبَاغِتَه " وبه فسَّرَ بعضُهُم الآيةَ المذكورة . عن أَبي عَمْرٍو " أَدْرَجَ الدَّلْوَ " إِدراجاً إِذا " مَتَحَ بها في رِفْقٍ " وأَنشد :
" يَا صَاحِبَيَّ أَدْرِجَا إِدْرَاجَا
" بِالدُّلْوِ لاَ تَنْضَرِجُ انْضِرَاجَا قال الرِّياشيّ : الإِدراج : النَّزْعُ قَلِيلاً قليلاً . أَدْرَجَ " بالنَّاقَةِ : صَرَّ أَخْلاَقَها " بالدُّرْجَة . الدُّرَجَةُ " كهُمَزَةٍ " وتُشدَّد الرّاءُ عن سيبويه قال ابن السِّكِّيت : هو " طائِرٌ " أَسْودُ باطِنِ الجَنَاحَينِ وظاهِرُهما أَغبرُ وهو على خِلْقَةِ القَطَا إِلاّ أَنها أَلطَفُ والّتشديد نقَله أَبو حَيَّانَ في شرح التّسهيلِ ورواه يَعْقوبُ بالتّخفيف . " وحَوْمَانةُ الدُّرَّاجِ " بالضّمّ " وقد تُفْتَح " لغةً " : ع " قال الصّاغانيّ في الّتكلمة : الدُّرَّاج بالضّمّ لغةٌ في الفتح وذَكَر بيتَ زُهَيْرٍ المشهورَ السابقَ ذِكْرُه ورَوَاهُ أَهلُ المدينةِ " بالدّرّاج فالمُتثلّم " ويُنْظَر هذا مع كلامِ المُصَنِّف آنفاً هل هما موضعٌ واحدٌ أَو موضعانِ . المُدَرَّج " كمُعَظَّمٍ : ع بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ وعَرَفَاتٍ " . و " ابنُ دُرَّاجٍ كَرُمَّانٍ " هو " عَلِىُّ بنُ محمَّدٍ مُحَدِّثٌ " هكذا في نسختنا والذي في التكملة أَبو دُرَّاجٍ والدُّرَّجُ كقُبَّرٍ : الأُمورُ الّتي تُعْجِزُ " وقد مرّ ذلك في كلامِ المصنّف بعينه فهو تَكرارٌ . الدَّرَجُ " كجَبَلٍ : السَّفِيرُ بَينَ اثْنَيْنِ " يَدْرُج بينهما " للصُّلْحِ " . دُرَيْجٌ " كزُبَيْرٍ : جَدٌّ لِشُعَيْبِ ابنِ أَحْمَدَ " . " والدَّرَجَاتُ محرَّكَةً " جَمْعُ الدَّرَجَة وهي " الطَّبَقَاتُ مِن المَرَاتِبِ " بعضها فوق بعضٍ . يقال " دَرَجَتِ الرِّيحُ بالحَصَى أَي جَرَتْ عليه جَرْياً شَديداً " دَرَجَتْ في سَيْرِهَا . أَمَّا " اسْتَدْرَجَتْه " فمعناه " جَعَلْتُه كأَنَّه يَدْرُجُ بِنَفْسِه " علَى وَجْهِ الأَرْض من غيرِ أَن تَرفَعَه إِلى الهواءِ . " وتُرَابٌ دَارِجٌ : تُغَشِّيهِ الرِّيَاحُ " إِذا عَصفَتْ " رُسُومَ الدِّيارِ وتُثِيرُه " أَي تلك الرياحُ ذلك التُّرَابَ " وتَدْرُجُ به " في سَيْرِهَا ورِيحُ دَرُوجٌ وقد تقدَّم شىءٌ من ذلك
ومما بقى على المصنّف رحمه الله تعالى : الدَّرَجَةُ : الرِّفْعَةُ في المَنْزِلَة . ودَرَجَاتُ الجَنَّةِ مَنَازِلُ أَرْفَعُ مِن مَنَازِلَ . والدَّرِيجُ للقَطَا قال مُلَيْحٌ "
" يُطِفْنَ بِأَحْمَالِ الجِمَالِ غُدَيَّةًدرِيجَ القَطَا فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ وكلّ بُرْجٍ مِن بُروجِ السماءِ ثلاثُونَ دَرَجَةً . والمَدَارِجُ : الثَّنَايَا الغِلاَظُ بين الجِبَالِ واحدتُها مَدْرَجَةٌ وهي المواضعُ التي يُدْرَج فيها أَي يُمْشَى ومنه قولُ ذِي البِجَادَيْنِ عبدِ اللهِ المُزَنِىّ :
" تَعَرَّضِى مَدَارِجاً وسُومِى
" تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
" هذا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقِيمِي والدَّوَارِجُ : الأَرْجُلُ قال الفرزدق :
" بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قَامَ فَوْقَهخَطِيبٌ فُقَيْمِىُّ قَصِيرُ الدَّوَارِجِقال ابن سِيده : ولا أَعرِفُ له واحداً . وفي خُطْبةِ الحجّاجِ " ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِى " أي اذْهَبي وهو مَثلٌ يُضْرَبُ لمن يَتَعَرَّض إِلى شْىءٍ ليس منه وللمُطْمَئِنِّ في غيرِ وَقْته فيُؤْمَر بالجِدِّ والحَرَكةِ . ومن المجاز : هُمْ دَرَجُ السُّيُولِ . دَرَجُ السَّيْلِ وَمَدْرَجُهُ : مُنْحَدَرُهُ وطَرِيقُهُ في مَعَاطِف الأَوْدِيَة وأَنشد سيبويهِ :
أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ ... رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجَ السُّيُولِ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ : طُرُقٌ مُعْتَرِضَةٌ فيها . والمَدْرَجَةُ : مَمَرُّ الأَشياءِ على الطّريق وغيرهِ . ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه وسَنَنُه . وهذا الأَمرُ مَدْرَجةٌ لهذا أَي مُتَوَصَّلٌ به إِليه . ومن المجاز : امْشِ في مَدَارِج الحَقِّ . وعليكَ بالنَّحْوِ فإِنه مَدْرَجَةُ البَيان كذا في الأَساس . واستَدْرَجَه : اسْتَدْعَى هَلَكَتَه مِن دَرَج : مَاتَ . ورجُلٌ مِدْرَاجٌ : كثيرُ الإِدراجِ للثِّيابِ . وأَرْدَجَ المَيتَ في الكَفَنِ والقَبْرِ : أَدْخَلَه . وفي التّهذيب : المِدْرَاجُ : النَّاقَةُ الّتي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتَتْ عَلَى مَصْرَبِها . والمُدْرِجُ والمِدْرَاجُ : الَّتي تُؤَخِّر جَهَازَها وتُدْرِجُ عَرَضَهَا وتُلْحِقُه بِحَقَبِها وهي ضِدُّ المِسْنَافِ جَمْعُه مَدَارِيجُ . وقال أَبو طالبٍ : الإِدراجُ : أَنْ يَضْمُرَ البَعِيرُ فيَضْطَرِبَ بِطَانُه حتَّى يَستأْخِرَ إِلى الحَقَبِ فيَسْتَأْخِرَ الحِمْلُ وإِنما يُسَنَّفُ بِالسِّنافِ مَخَافةَ الإِدْراجِ . ومن المجاز : يقال : هم دَرْجُ يَدِك أَي طَوْعُ يَدِك . وفي التهذيب : يقال : فُلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ وبنو فُلانٍ لا يَعْصُونَك لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع . وأَبُو دَرَّاجٍ : طائرٌ صغيرٌ . ومن المجاز : فُلانٌ تَدَرّج إِليه ومَدْرَجُ الرِّيحِ لَقَبُ عامرِ بن المَجْنُونِ الجَرْمِىّ الشاعر سَمَّوْه به لقولِه :
" أَعَرَفْتَ رَسْماً مِنْ سُمَيَّةَ بِاللَّوَىدَرَجَتْ عليهِ الرِّيحُ بَعْدَكَ فاسْتَوَى قاله ابن دُرَيْد في الوِشاح ومحمّد بن سلاَّم في طبقاته . ومن الأَمثال " مَنْ يَرُدُّ اللَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِه " . " مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِه " ويُروى " عَنْ أَدْرَاجِه " رَاجِعِ الميدانيّ . وأَبو الحَسَن الصُّوفيّ الدَّرَّاج بغداديٌّ صَحِبَ إِبراهيمَ الخَوّاصَ ومات سنة 320 . وأَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ دَرَّاجٍ القَطَّانُ عن الحَسَن بنِ عَرَفَةَ وعنه أَبو حَفصِ بنُ شَاهِينَ . والبُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ إِبراهِيمَ الدَّرجِىّ أَبو إِسحاقَ القُرشىّ الدِّمشقيّ حدَّث بالمعجم الكبيرِ للطَّبرانيّ وعنه الدِّمْياطيّ والبرزالِيّ مات سنة 681
الدَّرْبَكَةُ : الاخْتِلاطُ والزِّحامُ . والدَّرابُكَّةُ بالفتحِ وضَمِّ المُوَحَّدَة وتشدِيدِ الكافِ المَفْتُوحة : آلَةٌ يُضْرَبُ بها مُعَرَّبَةٌ مولَّدَة . ومما يستدرك عليه : د ر ج ك
دَرِيجَك بالفتح وكَسر الراءِ : قريةٌ بمروَ ويُقال في النِّسبَةِ إِليها دَرِيجَكِيٌ ودَرِيجَقِيٌ بالكافِ والقافِ نَقَله ابنُ السّمْعاني