البُرْنُسُ بالضمِّ قَلَنْسَوَةٌ طويلَةٌ وكان الناسُ يَلبَسونَها في صَدر الإسلام قاله الجَوْهَرِيّ . أو هو كلُّ ثَوبٍ رأْسُه منه مُلْتَزِقٌ به دُرَّاعَةً كانَ أَو جُبَّةً أَو مِمْطَراً قاله الأَزْهَرِيُّ وصَوَّبوه وهو من البِرْسِ بالكسْرِ : القُطْنُ والنُّونُ زائدَةٌ وقيل : إنَّه غيرُ عَرَبيٍّ . يُقال : ما أَدري أَيُّ البَرْنَساءِ هو وأَيُّ بَرْنَساءَ بسكون الرَّاءِ فيهما وقد تُفتَحُ كذلك أَيُّ برْناساءَ هو ؟ أَي ما أَدري أَيُّ الناسِ هو وكذلك أَيُّ بَراساءَ وقد تقدَّمَ . والوَلَدُ بالنَّبَطِيَّة بَرَة نَساءَ . يقال : جاء يَمشي البَرْنَساءَ ممدود غير مَصروف وفي التكملة البَرنسَى كحَبَنْطَى وفي اللسان البَرْنَساءُ كعَقرَباءَ أَي في غيرِ ضَيعَة وهو نوعٌ من التَّبَخْتُر وفي بعض النُّسَخ صَنعة بالنُّون والصَّاد وهو غَلَطٌ . والتَّبَرْنُسُ : مَشْيُ الكَلْبِ وإذا مَشَى الإنسان كذلك قيل : هو يَتَبَرْنَسُ قاله الليثُ وهنا مَحَلُّ ذِكرِه وكذا إذا مَرَّ مَرَّاً سريعاً يقال : يَتَبَرْنَسُ عن أَبي عَمرو وهنا مَحلّ ذكره . والبِرْناسُ : البئْرُ العَميقَةُ وقد مَرَّ ذِكر ذلك جَميعه في بَرْبَس بالمُوَحَّدة . ومما يُستدرك عليه : بُرْنُس كقُنْفُذٍ : قبيلةٌ من البَرْبَرِ سُمِّيَت بهم مَساكِنُهم ومنهم الوَلِيُّ الشَّهيرُ أَبو العبَّاس أَحمدُ بنُ عيسى البُرْنُسِيُّ المُلَقَّب بزَرُّوقٍ استدركَه شيخُنا وعَبْد الله بن فارس بن أَحمد البُرْنُسِيُّ : أَحَدُ الفُضَلاءِ مات بمكَّةَ سنة 894
التُّرْسُ بالضَّمِّ من السِّلاح : المُتَوَقَّى بها م مَعروفٌ ج أَتْراسٌ وتِرَسَةٌ كعِنَبَةٍ وتِراسٌ بالكسْر وتُرُوسٌ بالضَّمّ قال يعقوب : ولا تَقُل : أَتْرِسَةٌ قال الشَّاعِر :
كأَنَّ شَمْساً نازَعَتْ شُمُوسا ... دُرُوعَنا والبِيضَ والتُّرُوسَا والتَّرَّاسُ كشَدَّادٍ : صاحبُه وصانِعُه . والتِّراسَةُ بالكسْرِ صَنعَتُه وإنَّما أَطْلَقَه لشُهْرَتِه قِياساً على صِيَغِ الحِرْفَةِ . والتَّتْرِيسُ والتَّتَرُّسُ : التَّسَتُّرُ به أَي بالتُّرْسِ يقال : تَتَرَّسَ بالتُّرْسِ أَي تَوَقَّى . والمِتْرِسُ ضبطوه كمِنْبَرٍ وظاهره أنه بالفتح كمَقْعَدٍ وقد وقعَ في الحديث الصحيح الذي أَخرجَه البخاريُّ واختلفوا في ضَبطِه فقيل : كمِنْبَرٍ وقيل كمَقْعَدٍ وقيل بتشديد المُثَنَّاة كما في التَوشيحِ : خَشَبَةٌ تُوضَعُ خَلْفَ البابِ قاله الجَوْهَرِيُّ والصحيح في ضبطِه أَنَّه بفتحِ الميمِ والتَّاءِ وسُكونِ الرَّاءِ كما ضبطَه الحافظ بن حَجَر في حديث البُخاريّ وهي فارسيَّةٌ وفي التَّهذيبِ المَتَّرَسُ : الشِّجارُ الذي يوضَعُ قِبَلَ البابِ دِعامَةً وليس بعَربيٍّ ومَعناهُ مَتَرْسُ أَي لا تَخَفْ معها وليس في نَصِّ التَّهذيبِ لفظة معها ويُقال : إنَّ اسمَ هذه الخَشَبَةِ بالعَربيَّةِ التُّرْسُ بالضَّمِّ وهي بالفارسيَّة مَتَرْسُ فعلى هذا لا وَهْم في عبارة المصنِّف كما زعمَه شيخُنا إلاّ أَنَّه أَطْلَقَ الضَّبْطَ فأَخَلَّ وأَمّا لَفظُ البخاريِّ فمعناه لا تَخَفْ بالاتِّفاقِ والصَّحيح في ضَبطِه ما مَرَّ عن الحافِظِ بن حَجَر كما جَزَمَ به جَماعَةٌ ووافقَه أَهلُ اللسانِ فإنَّ الميمَ عندَهم علامَةُ النَّهْيِ وتَرْسُ معناه : خَفْ فإذا قيل : مَتَرْس : فمعناه : لا تَخَفْ . وكُلُّ ما تَتَرَّسْتَ به فهو مِتْرَسَةٌ لَكَ هكذا ضبطَه بكسْر الميم وهذا يُشْعِرُ أَنَّه المِتْرَسُ الذي ذُكِرَ قبل ذلكّ وفي الأَساس : هو مَتْرَسَةٌ لك وهو مَجازٌ أَي كأَنَّه يُتَوَقَّى به في النَّوائبِ . قال ابنُ عَبَّاد : التُّرْسُ بالضَّمِّ من جَلَدِ الأَرضِ : الغليظُ منها كأنه على التَّشبيه ويقال : هو القاعُ المَستديرُ الأَملَسُ كما قاله الزّمخشريُّ ومنه قولُهم : واجَهْتُ تُرْساً من الأَرضِ قال ابنُ مَيَّادَة :
سَفَيْنَ تُرابَ الأَرضِ حَتَّى أَبَدْنَه ... ووَاجَهْنَ تُرْساً من مُتُونِ صَحَارِي
ومما يستدرَكُ عليه : رَجُلٌ تارِسٌ : ذو ترس تقول : لا يستوي الرَّاجِلُ والفارِسُ والأَكْشَفُ والتَّارِسُ . وحَكَى سيبويه : اتَّرَسَ الرَّجُلُ اتِّراساً من باب الافتِعالِ إذا تَوَقَّى بالتُّرْسِ . والمِتْرَسَةُ : ما تُتُرِّسَ بهِ . والتُّرْسُ بالضَّمِّ : هو المِتْرَسُ خلْفَ البابِ هذا هو الأَصلُ ثمَّ استُعمِلَ في غَلْقِ البابِ كيف كانَ يقولونَ : تَرَسَ البابَ وباب مَتْرُوسٌ والعامَّةُ تقولُه بالشِّين المُعْجَمَة . وفي الأَساس : تسَتَّرْتُ بك من الحَدثَان وتَتَرَّسْت من نِبال الزَّمان . وأَخذَتْ إبِلِي سِلاحَها وتَتَرَّسَتْ بتُرْسِها إذا سَمِنَتْ وحَسُنَتْ ومَنَعَتْ بذلكَ صاحبَها من العَقْرِ . وتُرْسُ الشَّمسِ : قُرْصُها وكلُّ ذلك مَجازٌ . وتِرْسا بالكَسرِ : اسمٌ لِثلاث قُرى بمِصْرَ : في الشَّرقيّة والجِيزِيَّة والفَيُّومِ فمِن الجِيزِيَّة وقد دَخَلْتُها ثلاثَ مِرارٍ : أَبو البقاء مُحَمَّد بن عليِّ بنِ خلَفٍ الشَّافِعِيُّ التِرْساوِيُّ وُلد بها سنة 841 وسَمِعَ على الدِّيميّ والسَّخاوِيِّ . وأَبو تُرَيْسٍ كزُبَيْرٍ : جَمَلَةُ بنُ عامِرٍ تابِعِيٌّ روَى عن عُمَرَ قاله الحافظُ . وتَرَّسَه بفتح وتشديد راءٍ : قَريَةٌ بالأَندَلُسِ منها عَبْد الله بنُ إدريسَ التَّرَّسِيُّ هكذا ضبطَه الحافظ . وإتْرِيسُ كإدْريس : قريةٌ بمصرَ من أَعمال حَوْفِ رَمسيس . والتُّرْسُ بالضَّمِّ : خشَبَةٌ تَشَبَّه به قال جالينوس إنَّها تَنفَعُ من عَضَّةِ الكَلْبِ الكَلِبِ هكذا في المِنهاج . وتِراسُ الخليجِ بالكَسْرِ : قريةٌ في الدَّقَهْلِيَّةِ بمِصْرَ بالقرب من دِمياط وقد دخلْتُها مِراراً والعامَّةُ تقولُ : رأْسُ الخليج . ونُصَيْر بن تَرْوَس من قسطة كجَعْفَر من شيوخِ الشَّرفِ الدِّمْياطِيِّ