رَهِبَ بالكسر
يَرْهَبُ رَهْبَةً ورُهْباً بالضم ورَهَباً بالتحريك أَي خافَ ورَهِبَ الشيءَ
رَهْباً ورَهَباً ورَهْبةً خافَه والاسم الرُّهْبُ والرُّهْبى والرَّهَبوتُ
والرَّهَبُوتى ورَجلٌ رَهَبُوتٌ يقال رَهَبُوتٌ خَيرٌ مِنْ رَحَمُوتٍ أَي لأَن
تُرْهَبَ خَيرٌ من أَنْ تُرْحَمَ وتَرَهَّبَ غيرَه إِذا تَوَعَّدَه وأَنشد
الأَزهري للعجاج يَصِفُ عَيراً وأُتُنَه تُعْطِيهِ رَهْباها إِذا تَرَهَّبَا على
اضْطِمَارِ الكَشْحِ بَوْلاً زَغْرَبا ( 1 )
عُصارةَ الجَزْءِ الذي تَحَلَّبا
( 1 قوله « الكشح » هو رواية الأزهري وفي التكملة اللوح )
رَهْباها الذي تَرْهَبُه كما يقال هالكٌ وهَلْكَى إِذا تَرَهَّبا إِذا تَوَعَّدا
وقال الليث الرَّهْبُ جزم لغة في الرَّهَب قال والرَّهْباءُ اسم من الرَّهَبِ تقول
الرَّهْباءُ من اللّهِ والرَّغْباءُ إِليه وفي حديث الدُّعاءِ رَغْبةً ورَهْبةً
إِليك الرَّهْبةُ الخَوْفُ والفَزَعُ جمع بين الرَّغْبةِ والرَّهْبةِ ثم أَعمل
الرَّغْبةَ وحدها كما تَقدَّم في الرَّغْبةِ وفي حديث رَضاعِ الكبير فبَقِيتُ
سنَةً لا أُحَدِّثُ بها رَهْبَتَه قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في روايةٍ أَي من
أَجل رَهْبَتِه وهو منصوب على المفعول له وأرْهَبَه ورَهَّبَه واستَرْهَبَه
أَخافَه وفَزَّعه [ ص 437 ] واسْتَرْهَبَه اسْتَدْعَى رَهْبَتَه حتى رَهِبَه
الناسُ وبذلك فسر قوله عز وجل واسْترْهَبُوهُم وجاؤُوا بسحْرٍ عظيمٍ أَي
أَرْهَبُوهم وفي حديث بَهْز بن حَكِيم إِني لأَسمع الرَّاهِبةَ قال ابن الأَثير هي
الحالة التي تُرْهِبُ أَي تُفْزِعُ وتُخَوِّفُ وفي رواية أَسْمَعُك راهِباً أَي
خائفاً وتَرَهَّب الرجل إِذا صار راهِباً يَخْشَى اللّه والرَّاهِبُ المُتَعَبِّدُ
في الصَّوْمعةِ وأَحدُ رُهْبانِ النصارى ومصدره الرَّهْبةُ والرَّهْبانِيّةُ والجمع
الرُّهْبانُ والرَّهابِنَةُ خطأٌ وقد يكون الرُّهْبانُ واحداً وجمعاً فمن جعله
واحداً جعله على بِناءِ فُعْلانٍ أَنشد ابن الأَعرابي
لو كَلَّمَتْ رُهْبانَ دَيْرٍ في القُلَلْ ... لانْحَدَرَ الرُّهْبانُ يَسْعَى
فنَزَلْ
قال ووجهُ الكلام أَن يكون جمعاً بالنون قال وإِن جمعت الرُّهبانَ الواحد
رَهابِينَ ورَهابِنةً جاز وإِن قلت رَهْبانِيُّون كان صواباً وقال جرير فيمن جعل
رهبان جمعاً
رُهْبانُ مَدْيَنَ لو رَأَوْكَ تَنَزَّلُوا ... والعُصْمُ من شَعَفِ العقُولِ
الفادِرُ
وَعِلٌ عاقِلٌ صَعِدَ الجبل والفادِرُ المُسِنُّ من الوُعُول والرَّهْبانيةُ مصدر
الراهب والاسم الرَّهْبانِيَّةُ وفي التنزيل العزيز وجعَلْنا في قُلُوب الذين
اتَّبَعُوه رَأْفةً ورَحْمةً ورَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها ما كَتَبْناها عليهم إِلا
ابتغاء رِضوانِ اللّهِ قال الفارسي رَهْبانِيَّةً منصوب بفعل مضمر كأَنه قال
وابْتَدَعُوا رَهْبانيَّةً ابْتَدَعوها ولا يكون عطفاً على ما قبله من المنصوب في
الآية لأَن ما وُضِعَ في القلب لا يُبْتَدَعُ وقد تَرَهَّبَ والتَّرَهُّبُ
التَّعَبُّدُ وقيل التَّعَبُّدُ في صَوْمَعَتِه قال وأَصلُ الرَّهْبانِيَّة من
الرَّهْبةِ ثم صارت اسماً لِما فَضَل عن المقدارِ وأَفْرَطَ فيه ومعنى قوله تعالى
ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها قال أَبو إِسحق يَحتمل ضَرْبَيْن أَحدهما أَن يكون
المعنى في قوله « ورَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها » وابتدعوا رهبانية ابتدعوها كما
تقول رأَيتُ زيداً وعمراً أَكرمته قال ويكون « ما كتبناها عليهم » معناه لم تُكتب
عليهم البَتَّةَ ويكون « إِلا ابتغاءَ رِضوان اللّه » بدلاَ من الهاءِ والأَلف
فيكون المعنى ما كَتَبْنا عليهم إِلا ابتغاءَ رِضوانِ اللّهِ وابتغاءُ رِضوانِ
اللّه اتِّباعُ ما أَمَرَ به فهذا واللّه أَعلم وجه وفيه وجه آخر ابتدعوها جاءَ في
التفسير أَنهم كانوا يَرَوْن من ملوكهم ما لا يَصْبِرُون عليه فاتخذوا أَسراباً
وصَوامِعَ وابتدعوا ذلك فلما أَلزموا أَنفسهم ذلك التَّطَوُّعَ ودَخَلُوا فيه
لَزِمَهم تمامُه كما أَن الإِنسانَ إِذا جعل على نفسِه صَوْماً لم يُفْتَرَضْ عليه
لزمه أَن يُتِمه والرَّهْبَنَةُ فَعْلَنَةٌ منه أَو فَعْلَلَةٌ على تقدير
أَصْلِيَّةِ النون وزيادتها قال ابن الأَثير والرَّهْبانِيَّةُ مَنْسوبة إِلى
الرَّهْبَنةِ بزيادة الأَلف وفي الحديث لا رَهْبانِيَّةَ في الإِسلام هي
كالاخْتِصاءِ واعْتِناقِ السَّلاسِلِ وما أَشبه ذلك مما كانت الرَّهابِنَةُ
تَتَكَلَّفُه وقد وضعها اللّه عز وجل عن أُمة محمد صلى اللّه عليه وسلم قال ابن
الأَثير هي من رَهْبَنةِ النصارى قال وأَصلها من الرَّهْبةِ الخَوْفِ كانوا
يَتَرَهَّبُون بالتَّخَلي [ ص 438 ] من أَشْغالِ الدنيا وتَرْكِ مَلاذِّها
والزُّهْدِ فيها والعُزلةِ عن أَهلِها وتَعَهُّدِ مَشاقِّها حتى إِنَّ منهم مَن
كان يَخْصِي نَفْسَه ويَضَعُ السِّلسلةَ في عُنقه وغير ذلك من أَنواع التعذيب
فنفاها النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم عن الإِسلام ونهى المسلمين عنها وفي الحديث
عليكم بالجهاد فإِنه رَهْبانِيَّة أُمتي يُريد أَنَّ الرُّهْبانَ وإِن تركوا
الدنيا وزَهِدُوا فيها وتَخَلَّوْا عنها فلا تَرْكَ ولا زُهْدَ ولا تَخَلِّيَ
أَكثرُ من بذل النفس في سبيل اللّه وكما أَنه ليس عند النصارى عَمَلٌ أَفضلُ من
التَّرَهُّب ففي الإِسلام لا عَمَلَ أَفضلُ من الجهاد ولهذا قال ذِرْوة سَنامُ الإِسلامِ
الجِهادُ في سبيل اللّه ورَهَّبَ الجَمَلُ ذَهَبَ يَنْهَضُ ثم بَرَكَ مِن ضَعْفٍ
بصُلْبِه والرَّهْبَى الناقةُ المَهْزُولةُ جِدّاً قال
ومِثْلِكِ رَهْبَى قَدْ تَرَكْتُ رَذِيَّةً ... تُقَلِّبُ عَيْنَيْها إِذا مَرَّ
طائِرُ
وقيل رَهْبَى ههنا اسم ناقة وإِنما سماها بذلك والرَّهْبُ كالرَّهْبَى قال الشاعر
وأَلْواحُ رَهْبٍ كأَنَّ النُّسوعَ ... أَثْبَتْنَ في الدَّفِّ منها سِطارا
وقيل الرَّهْبُ الجمل الذي استُعْمِلَ في السَّفر وكَلَّ والأُنثى رَهْبةٌ
وأَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذا رَكِبَ رَهْباً وهو الجَمَلُ العالي وأَما قول الشاعر
ولا بُدَّ مِن غَزْوَةٍ بالمَصِيفِ ... رَهْبٍ تُكِلُّ الوَقاحَ الشَّكُورا
فإِنَّ الرَّهْبَ مِن نَعْت الغَزْوَةِ وهي التي كَلَّ ظَهْرُها وهُزِلَ وحكي عن
أَعرابي أَنه قال رَهَّبَتْ ناقةُ فلان فقَعَد عليها يُحابِيها أَي جَهَدَها
السَّيرُ فَعَلَفَها وأَحْسَنَ إِليها حتى ثابَتْ إِليها نفْسُها وناقةٌ رَهْبٌ
ضامِرٌ وقيل الرَّهْبُ الجَمَلُ العَريضُ العِظامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ قال
رَهْبٌ كبُنْيانِ الشَّآمي أَخْلَقُ
والرَّهْبُ السَّهمُ الرَّقيقُ وقيل العظيمُ والرَّهْبُ النَّصْلُ الرقيقُ مِن نِصالِ
السِّهام والجمعُ رِهابٌ قال أَبو ذؤَيب
فَدَنا له رَبُّ الكِلابِ بكَفِّه ... بِيضٌ رِهابٌ رِيشُهُنّ مُقَزَّعُ
وقال صَخْر الغَيّ الهُذَليّ
إِني سَيَنْهَى عَنّي وَعِيدَهُمُ ... بِيضٌ رِهابٌ ومُجْنَأٌ أُجُدُ
وصارِمٌ أُخْلِصَت خَشِيبتُه ... أَبيضُ مَهْوٌ في مَتْنِه رُبَدُ
المُجْنَأُ التُّرْسُ والأُجْدُ المُحْكَمُ الصَّنعةِ وقد فسَّرْناه في ترجمة جنأَ
وقوله تعالى واضْمُمْ إِليكَ جَناحَك من الرَّهَبِ قال أَبو إِسحق من الرُّهْبِ
والرَّهَبِ إِذا جزم الهاءَ ضمّ الراءَ وإِذا حرك الهاءَ فتح الراءَ ومعناهما واحد
مثل الرُّشْدِ والرَّشَدِ قال ومعنى جَناحَك ههنا يقال العَضُدُ ويقال اليدُ
كلُّها جَناحٌ قال الأَزهري وقال مقاتل في قوله من الرَّهَبِ الرَّهَبُ كُمُّ
مَدْرَعَتِه قال [ ص 439 ] الأَزهري وأَكثرُ الناس ذهبوا في تفسير قوله من
الرَّهَب أَنه بمعنى الرَّهْبةِ ولو وَجَدْتُ إِماماً من السلف يجعل الرَّهَبَ
كُمّاً لذهبت إِليه لأَنه صحيح في العَربية وهو أَشبه بسياق الكلام والتفسيرِ
واللّه أَعلم بما أَراد والرُّهْبُ الكُمُّ ( 1 )
( 1 قوله « والرهب الكم » هو في غير نسخة من المحكم كما ترى بضم فسكون وأَما ضبطه
بالتحريك فهو الذي في التهذيب والتكملة وتبعهما المجد ) يقال وضعت الشيءَ في
رُهْبِي أَي في كُمِّي أَبو عمرو يقال لِكُمِّ القَمِيصِ القُنُّ والرُّدْنُ
والرَّهَبُ والخِلافُ ابن الأَعرابي أَرْهَبَ الرجلُ إِذا أَطالَ رَهَبَه أَي
كُمَّه والرُّهابةُ والرَّهابة على وَزْنِ السَّحابةِ عُظَيْمٌ في الصَّدْرِ
مُشْرِفٌ على البطن قال الجوهري مِثلُ اللِّسان وقال غيره كأَنه طرَف لسان
الكَلْبِ والجمع رَهابٌ وفي حديث عَوْف ابن مالك لأَنْ يَمْتَلِئَ ما بين عانَتي
إِلى رَهابَتي قَيْحاً أَحَبُّ إِليَّ من أَن يَمْتَلئَ شِعْراً الرَّهابةُ بالفتح
غُضْرُوفٌ كاللِّسان مُعَلَّق في أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ على البطن قال
الخطابي ويروى بالنون وهو غَلَط وفي الحديث فَرَأَيْتُ السَّكاكِينَ تَدُورُ بين
رَهابَتِه ومَعِدَتِه ابن الأَعرابي الرَّهابةُ طَرَفُ المَعِدة والعُلْعُلُ
طَرَفُ الضِّلَع الذي يُشْرِفُ على الرَّهابةِ وقال ابن شميل في قَصِّ الصدْرِ
رَهابَتُه قال وهو لِسانُ القَصِّ من أَسْفَل قال والقَصُّ مُشاشٌ وقال أَبو عبيد
في باب البَخِيل يُعْطِي من غير طَبْعِ جُودٍ قال أَبو زيد يقال في مثل هذا
رَهْباكَ خَيرٌ من رَغْباكَ يقول فَرَقُه منكَ خيرٌ من حُبّه وأَحْرَى أَن
يُعْطِيَكَ عليه قال ومثله الطَّعْنُ يَظْأَرُ غيره ويقال فَعَلْتُ ذلك من
رُهْباكَ أَي من رَهْبَتِك والرُّغْبَى الرَّغْبةُ قال ويقال رُهْباكَ خيرٌ من
رُغْباكَ بالضم فيهما ورَهْبَى موضعٌ ودارةُ رَهْبَى موضع هناك ومُرْهِبٌ اسم
معنى
في قاموس معاجم
الفتاء الشَّباب
والفَتى والفَتِيَّةُ السابُّ والشابَّةُ والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء ويقال
افْعَلْ ذلك في فَتائِه وقد فَتِيَ بالكسر يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن
الفَتاء وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد قال أَبو عبيد الفَتاء ممدود مصدر
الفَتِي
الفتاء الشَّباب
والفَتى والفَتِيَّةُ السابُّ والشابَّةُ والفعل فَتُوَ يَفْتُو فَتاء ويقال
افْعَلْ ذلك في فَتائِه وقد فَتِيَ بالكسر يَفْتى فَتًى فهو فَتِيٌّ السنِّ بَيِّن
الفَتاء وقد وُلد له في فَتاء سنه أَولاد قال أَبو عبيد الفَتاء ممدود مصدر
الفَتِيِّ وأَنشد للربيع بن ضبع الفزاري قال إذا عاشَ الفَتى مائتَينِ عاماً فقد
ذهَبَ اللَّذاذةُ والفَتاء فقصر الفتى في أَول البيت ومدَّ في آخره واستعاره في
الناس وهو من مصادر الفَتيِّ من الحيوان ويجمع الفَتى فِتْياناً وفُتُوًّا قال
ويجمع الفَتِيُّ في السن أَفْتاء الجوهري والأَفْتاء من الدوابّ خلاف المَسانِّ
واحدها فَتِيٌّ مثل يتِيم وأَيتام وقوله أَنشده ثعلب وَيْلٌ بزَيْدٍ فَتىً شَيْخٍ
أَلُوذُ به فلا أُعَشَّى لَدَى زَيْدٍ ولا أَرِدُ فسر فتى شيخ فقال أَي هو في
حَزْم المشايخ والجمع فتْيان وفِتْية وفِتْوة الواو عن اللحياني وفُتُوٌّ وفُتِيٌّ
قال سيبويه ولم يقولوا أَفْتاء استغنوا عنه بفِتْيَة قال الأزهري وقد يجمع على
الأَفْتاء قال القتيبي ليس الفَتى بمعنى الشابّ والحَدَث إنما هو بمعنى الكامل
الجَزْل من الرجال يَدُلُّك على ذلك قول الشاعر إنَّ الفَتى حَمّالُ كلِّ
مُلِمَّةٍ ليسَ الفَتى بمُنَعَّمِ الشُّبَان قال ابن هرمة قَد يُدْرِكُ الشَّرَفَ
الفَتى ورِداؤُه
خَلَقٌ وجَيْبُ قَمِيصِه مَرْقُوعُ
وقال الأَسود بن يعفر
ما بَعدَ زَيْد في فَتاةٍ فُرِّقُوا ... قَتَلاً وسَبْياً بَعدَ طُولِ تَآدي
في آلِ عَرْف لَوْ بَغَيْتَ الأسى ... لَوَجَدْتَ فيهم أُسوةَ العُوّادِ
فتَخَيَّرُوا الأَرضَ الفَضاءَ لِعِزِّهِمْ ... ويَزيدُ رافِدُهُمْ على
الرُّفَّادِ
قال ابن الكلبي هؤلاء قوم من بني حنظلة خطب إليهم بعض الملوك جارية يقال لها أُم
كَهْف فلم يُزوّجوه فغَزاهم وأَجْلاهم من بلادهم وقَتَلهم وقال أَبوها أَبَيْتُ
أَبَيْتُ نِكاحَ المُلُوك كأَني امْرُؤٌ منْ تَمِيم بن مُرّْ أَبَيْتُ اللِّئامَ
وأَقْلِيهمُ وهل يُنْكِحُ العَبْدَ حُرٌُّ بن حرّْ ؟ وقد سماه الجوهري فقال خطب
بعض الملوك إلى زيد بن مالك الأصغر ابن حنظلة بن مالك الأَكبر أَو إلى بعض ولده
ابنته يقال لها أُم كهف قال وزيد ههنا قبيلة والأُنثى فَتاة والجمع فَتَياتٌ ويقال
للجارية الحدثة فَتاة وللغلام فَتًى وتصغير الفَتاة فُتَيَّةٌ والفتى فُتَيٌّ وزعم
يعقوب أَن الفِتْوان لغة في الفِتْيان فالفُتُوَّة على هذا من الواو لا من الياء
وواوه أَصل لا منقلبة وأما في قول من قال الفِتْيان فواوه منقلبة والفَتِيُّ
كالفَتى والأُنثى فَتِيَّة وقد يقال ذلك للجمل والناقة يقال للبَكْرة من الإبل
فتِيّة وبكر فَتِيٌ كما يقال للجارية فتاة وللغلام فَتًى وقيل هو الشابُّ من كل
شيء والجمع فِتاء قال عدي بن الرِّقاع يَحْسَبُ الناظِرُونَ ما لم يُفَرُّوا أَنها
جِلَّةٌ وهُنَّ فِتاء والاسم من جميع ذلك الفُتُوّة انقلبت الياء فيه واواً على حد
انقلابها في مُوقِن وكقَضُوَ قال السيرافي إنما قلبت الياء فيه واواً لأَن أَكثر
هذا الضرب من المصادر على فُعولة إنما هو من الواو كالأُخُوّة فحملوا ما كان من
الياء عليه فلزمت القلب وأما الفُتُوُّ فشاذ من وجهين أَحدهما أَنه من الياء
والآخر أَنه جمع وهذا الضرب من الجمع تقلب فيه الواو ياء كعِصِيّ ولكنه حمل على
مصدره قال وفُتُوٌّ هَجَّرُوا ثم أَسْرَوا لَيْلَهمْ حتى إذا انْجابَ حَلُّوا وقال
جذيمة الأَبرش في فُتُوٍّ أَنا رابِئهُمْ مِنْ كَلالِ غَزْوةٍ ماتُوا ولفلانة بنت
قد تَفَتَّتْ أَي تشبهت بالفَتَيات وهي أَصغرهنَّ وفُتّيَت الجارية تَفْتِيةً
مُنِعت من اللعب مع الصِّبيان والعَدْو معهم وخُدِّرت وسُتِرت في البيت التهذيب
يقال تَفَتَّتِ الجارية إذاراهَقت فخُدِّرت ومُنعت من اللعب مع الصبيان وقولهم في
حديث البخاري الحَرْب أَوْل ما تكون فُتَيَّةٌ قال ابن الأثير هكذا جاء على
التصغير أَي شابّة ورواه بعضهم فَتِيَّةٌ بالفتح والفَتى والفَتاةُ العبد والأَمة
وفي حديث النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال لا يَقولَنَّ أَحدُكم عبدي وأَمتي
ولكن ليَقل فَتايَ وفَتاتي أَي غلامي وجاريتي كأَنه كره ذكر العُبودية لغير الله
وسمى الله تعالى صاحبَ موسى عليه السلام الذي صحبه في البحر فَتاه فقال تعالى وإذ
قالَ موسى لِفَتاه قال لأنه كان يخدمه في سفره ودليله قوله آتِنا غَداءنا ويقال في
حديث عمران بن حُصين جَذَعَةٌ أَحبُّ إ َّ مَن هَرِمةٍ الله أَحقُّ بالفَتاء
والكَرَم الفَتاء بالفتح والمد المصدر من الفَتى السِّنّ
( * قوله « الفتى السن » كذا في الأصل وغير نسخة يوثق بها من النهاية )
يقال فَتِيٌّ بيِّن الفَتاء أَي طَرِيّ السن والكَرمُ الحُسن وقوله عز وجل ومَن لم
يستطع منكم طَوْلاً أَن يَنكح المُحصنات المؤمناتِ فمِمَّا ملَكت أَيمانكم من
فَتياتكم المؤمنات المُحصناتُ الحرائر والفَتَياتُ الإِماء وقوله عز وجل ودخل معه
السِّجْنَ فَتَيانِ جائز أَن يكونا حَدَثين أَو شيخين لأَنهم كانوا يسمون المملوك
فَتًى الجوهري الفَتى السخيّ الكريم يقال هو فَتًى بَيِّن الفُتُوَّة وقد تفَتَّى
وتَفاتَى والجمع فِتْيانٌ وفِتْية وفُتُوّ على فُعُولٍ وفَتِيٌّ مثل عُصِيّ قال
سيبويه أَبدلوا الواو في الجمع والمصدر بدلاً شاذّاً قال ابن بري البدل في الجمع
قياس مثل عُصِيّ وقُفِيٍّ وأَما المصدر فليس قلب الواوين فيه ياءين قياساً مطرداً
نحو عَتَا يَعْتُو عُتُوًّا وعُتِيّاً وأَما إبدال الياءين واوين في مثل الفُتُوّ
وقياسه الفُتِيّ فهو شاذ قال وهو الذي عناه الجوهري قال ابن بري الفَتَى الكريم هو
في الأصل مصدر فَتِيَ فَتًى وُصف به فقبل رجل فَتًى قال ويدلك على صحة ذلك قول
ليلى الأَخيلية فإنْ تَكُنِ القَتْلى بَواءً فإِنَّكُمْ فَتًى ما قَتَلْتُم آلَ
عَوْفِ بنِ عامر والفَتَيانِ الليل والنهار يقال لا أَفْعلُه ما اختلفَ الفَتَيانِ
يعني الليل والنهار كما يقال ما اختلفَ الأَجَدَّانِ والجَدِيدانِ ومنه قول الشاعر
ما لبَثَ الفَتَيانِ أَن عَصفَا بِهِمْ ولكُلِّ قُفْلٍ يَسَّرا مِفْتاحا وأَفْتاه
في الأَمر أَبانَه له وأَفْتَى الرجلُ في المسأَلة واسْتفتيته فيها فأَفتاني إفتاء
وفُتًى
( * قوله « وفتى » كذا بالأصل ولعله محرف عن فتيا أو فتوى مضموم الاول ) وفَتْوى
اسمان يوضعان موضع الإِفْتاء ويقال أَفْتَيْت فلاناً رؤيا رآها إِذا عبرتها له
وأَفْتَيته في مسأَلته إِذا أَجبته عنها وفي الحديث أَن قوماً تَفاتَوا إِليه
معناه تحاكموا إِليه وارتفعوا إِليه في الفُتْيا يقال أَفْتاه في المسأَلة
يُفْتِيه إِذا أَجابه والاسم الفَتْوى قال الطرماح أَنِخْ بِفِناءِ أَشْدَقَ من
عَدِيٍّ ومن جَرْمٍ وهُمْ أَهلُ التَّفاتي
( * قوله « وهم أهل » في نسخة ومن أهل ) أَي التَّحاكُم وأَهل الإِفتاء قال
والفُتيا تبيين المشكل من الأَحكام أَصله من الفَتَى وهو الشاب الحدث الذي شَبَّ
وقَوِي فكأَنه يُقَوّي ما أَشكل ببيانه فيَشِبُّ ويصير فَتِيّاً قوّياً وأَصله من
الفتى وهو الحديث السنّ وأَفْتَى المفتي إِذا أَحدث حكماً وفي الحديث الإِثْمُ ما
حَكَّ في صدرك وإِن أَفْتاك الناسُ عنه وأَفْتَوكَ أَي وإِن جعلوا لك فيه رُخْصة
وجَوازاً وقال أَبو إِسحق في قوله تعالى فاسْتَفْتِهِم أَهم أَشدُّ خَلقاً أَي
فاسْأَلهم سؤال تقرير أَهم أَشد خلقاً أَمْ مَن خلقنا من الأُمم السالفة وقوله عز
وجل يَسْتَفْتُونك قل اللهُ يُفْتِيكم أَي يسأَلونك سؤالَ تَعَلُّم الهروي
والتَّفاتي التخاصم وأَنشد بيت الطرماح وهم أَهل التفاتي والفُتْيا والفُتْوَى
والفَتْوَى ما أَفتى به الفقيه الفتح في الفَتوى لأَهل المدينة والمُفْتِي مِكيال
هشام بن هبيرة حكاه الهروي في الغريبين قال ابن سيده وإِنما قضينا على أَلف أَفتى
بالياء لكثرة ف ت ي وقلة ف ت و ومع هذا إِنه لازم قال وقد قدمنا أَن انقلاب الأَلف
عن الياء لاماً أَكثر والفُتَيُّ قَدَحُ الشُّطَّارِ وقد أَفْتَى إِذا شرب به
والعُمَرِيّ مِكيال اللبن قال والمد الهشامي وهو الذي كان يتوضأُ به سعيد بن
المسيب وروى حضر بن يزيد الرَّقاشِي عن امرأَة من قومه أَنها حجَّت فمرَّت على
أُمّ سلمة فسأَلتها أَن تُرِيَها الإِناء الذي كان يتوضَّأُ منه سيدنا رسول الله
صلى الله عليه وسلم فأَخْرجته فقالت هذا مَكُّوك المُفتِي قالت أَرِيني الإِناء
الذي كان يغتسل منه فأَخرجته فقالت هذا قفيز المُفْتِي قال الأَصمعي المُفْتِي
مِكيال هشام بن هبيرة أَرادت تشبيه الإِناء بمكوك هشام أَو أَرادت مكوك صاحب
المفتي فحذفت المضاف أَو مكوك الشارب وهو ما يكال به الخمر والفِتْيانُ قَبيلة من
بَجِيلة إِليهم ينسب رِفاعةُ الفتياني المحدّث والله أَعلم