الفصل : الحاجِزُ بينَ الشيئينِ كما في المُحكَمِ والمُصَنِّفونَ يُتَرجِمونَ به أَثناءَ الأَبوابِ إمّا لأَنَّه نوعٌ من المسائلِ مَفصولٌ عن غَيرِه أَو لأَنَّه ترجَمَةٌ فاصلَةٌ بينَه وبينَ غيره فهو بمعنى مَفعولٍ أَو فاعِلٍ قاله شيخُنا . الفَصْلُ : كُلُّ مُلْتَقى عَظْمَيْنِ من الجَسَدِ كالمَفْصِلِ كمَجلِس . الفَصْلُ : الحَقُّ من القَولِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " إنَّه لَقولٌ فَصْلٌ " أَي حَقٌّ وقيل : فاصِلٌ قاطِعٌ . قال الليثُ : الفَصْلُ من الجَسَدِ : مَوضِعُ المَفصِلِ وبينَ كلِّ فصلَينِ وصْلٌ وأَنشدَ :
وَصْلاً وفَصْلاً وتَجميعاً ومُفترقاً ... فَتقاً ورَتْقاً وتأْلِيفاً لإنسانِ
الفَصْلُ عند البَصرِيّينَ كالعِمادِ عندَ الكُوفِيّينَ كقوله تعالى : " إنْ كانَ هذا هو الحَقَّ من عِندِكَ " فقولُهُ : هو فَصْلٌ وعِمادٌ ونصَبَ الحَقَّ لأَنَّه خبرُ كانَ ودخلَت هو للفصْلِ . الفصلُ : القضاءُ بينَ الحَقِّ والباطِلِ كالفَيْصَلِ كحَيدَرٍ هذا هو الأَصلُ وقيل : الفيصَلُ : اسمُ ذلك القضاءِ . الفَصْلُ : فَطْمُ المَولودِ كالافْتِصالِ يُقال : فصَلَ المَولودَ عن الرَّضاعِ وافْتَصَلَه : إذا فطَمَه . والاسمُ الفِصالُ ككِتابٍ ومنه قوله تعالى : " وحَمْلُهُ وفِصالُه ثلاثونَ شَهراً " المَعنى : ومَدى حَمْلِ المَرأَةِ إلى مُنْتَهى الوَقْتِ الذي يُفصَلُ فيه الولَدُ عن رَضاعِها ثلاثونَ شَهراً . الفَصْلُ : الحَجْزُ بين الشَّيئينِ إشْعاراً بانتهاءِ ما قبلَه قاله الراغبُ وفي بعض النُّسخ الحَجْرُ بالرّاءِ . الفصْلُ : القَطْعُ وإبانَةُ أَحَدِ الشيئين عن الآخَر وقال الحَرالِّي : هو اقتِطاعُ بعضٍ من كُلٍّ . فَصَلَ بينهما يَفصِلُ بالكَسرِ فَصلاً في الكُلِّ ممّا ذُكِر . والفاصِلَةُ : الخَرَزَةُ التي تفصِلُ بينَ الخَرَزَتينِ في النِّظامِ وقد فصَلَ النَّظْمَ ظاهرُه أَنَّه من حَدِّ نَصَرَ والصحيح وقد فصَّلَ بالتَّشديدِ فإنَّ الجَوْهَرِيّ قال بعدَه : وعِقدٌ مُفَصَّلٌ أَي جُعِلَ بينَ كُلِّ لؤلُؤَتينِ خَرَزَةٌ وفي التَّهذيبِ : فَصَّلْتُ الوِشاحَ : إذا كانَ نَظمُه مُفَصَّلاً بأَن يُجعَلَ بينَ كلِّ لؤلؤَتَيْنِ مَرجانَةٌ أَو شَذَرَةٌ من لونٍ واحِدٍ . وأواخِرُ آياتِ التَّنزيلِ العزيزِ فواصِلُ بمَنزِلَةِ قوافي الشِّعْرِ جَلَّ كِتابُ الله عزَّ وجَلَّ الواحِدَةُ فاصِلَةٌ . وحُكْمٌ فاصِلٌ وفَيْصَلٌ : أَي ماضٍ وحُكومَةٌ فَيْصَلٌ كذلك . وطَعنَةٌ فَيْصَلٌ : تَفصِلُ بينَ القِرنَينِ أَي تُفَرِّقُ بينَهُما . والفَصيلُ كأَميرٍ : حائطٌ قصيرٌ دونَ الحِصْنِ أَو دونَ سورِ البلَدِ . يقال : وَثَّقوا سورَ المدينَةِ بكِباشٍ وفَصيلٍ . الفَصيلُ : ولَدُ النّاقَةِ إذا فُصِلَ عن أُمِّه وقد يُقال في البقر أَيضاً ومنه حديثُ أَصحابِ الغارِ : فاشترَيْتُ به فَصيلاً من البقَرِ ج : فُصْلانٌ بالضَّمِّ والكَسْرِ وهذه عن الفرَّاءِ شبَّهوهُ بغُرابٍِ وغِرْبانٍ يعني أَنَّ حُكمَ فَعيلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فُعلانَ بالضَّمِّ وحُكمُ فُعالٍ أَن يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ لكنَّهُم قد أَدخَلوا عليه فَعيلاً لمُساواتِه في العِدَّةِ وحُروفِ اللِّينِ . مَنْ قال : فِصالٌ ككِتابٍ فعلى الصِّفَةِ كقولِهِم : الحارِثُ والعَبّاسُ . والفَصيلَةُ : أُنثاه . والفَصيلَةٌ من الرَّجُلِ : عَشيرَتُه ورَهطُه الأَدْنَونَ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " وفَصيلَتِه الّتي تؤْوِيهِ " أَو أَقرَبُ آبائه إليه عن ثعلَبٍ وكان يُقال للعَبّاس رضي الله عنه فَصيلَةُ النَّبيِّ صلّى الله عليه وسلَّم وهي بمَنزلَةِ المَفصِلِ من القَدَمِ . قال ابنُ الأَثير : الفَصيلَةُ من أَقرَبِ عَشيرَةِ الإنسانِ وأَصلُها القِطْعَةُ من لَحْمِ الفَخِذِ حكاه عن الهرَوِيّ . قال ثعلَبٌ : الفَصيلَةُ : القِطْعَةُ من أَعضاءِ الجَسَدِ وهي دونَ القبيلةِ . وفَصَلَ من البلَدِ فُصولاً : خرجَ منه قال أَبو ذؤَيبٍ :
وَشِيكَ الفُصولِ بعيدَ الغُفُو ... لِ إلاّ مُشاحاً به أَو مُشيحاويقال : فصل فلان من عندي فصولا : إذا خرج . وفصل مني إليه كتاب : إذا نفذ قال الله عز وجل : " ولما فصلت العير " أي خرجت ففصل يكون لازما وواقعا وإذا كان واقعا فمصدره الفصل وإذا كان لازما فمصدره الفصول . فصل الكرم : خرج حبه صغيرا أمثال البلسن . والفصلة : النخلة المنقولة المحولة وقد افتصلها عن موضعها وهذه عن أبي حنيفة . وقال هجري : خير النخل ما حول فسيله عن منبته والفسيلة المحولة تسمى الفصلة وهي الفصلات . والمفاصل : مفاصل الأعضاء الواحد مفصل كمنزل وهو كل ملتقى عظمين من الجسد وفي حديث النخعي : في كل مفصل من الإنسان ثلث دية الإصبع يريد مفصل الأصابع وهو ما بين كل أنملتين . والمفاصل : الحجارة الصلبة المتراكمة المتراصفة . قيل : المفاصل : ما بين الجبلين وقيل : هي منفصل الجبل يكون بينهما من رمل ورضراض وحصى صغار فيرق ويصفو ماؤه وبه فسر الأصمعي قول أبي ذؤيب :
مطافيل أبكار حديث نتاجها ... يشاب بماء مثل ماء المفاصل وأراد صفاء الماء لانحداره من الجبال لا يمر بتراب ولا بطين وقال أبو عبيدة : مفاصل الوادي : المسايل وقال أبو عمرو : المفاصل في البيت : مفاصل العظام شبه ذلك الماء بماء اللحم كذا في العباب ونقل السكري عن ابن الأعرابي ما يقرب من ذلك قال : هو ماء اللحم الذي يقطر منه فشبه حمرة الخمر بذلك وفي التهذيب : المفصل : كل مكان في الجبل لا تطلع عليه الشمس وأنشد بيت الهذلي وقال أبو العميثل : المفاصل : صدوع في الجبال يسيل منها الماء وإنما يقال لما بين الجبلين الشعب . والمفصل كمنبر : اللسان قال حسان رضي الله عنه :
كلتاهما حلب العصير فعاطني ... بزجاجة أرخاهما للمفصلوالفيصل كحيدر والفيصلي بزيادة الياء وهذه عن ابن عباد : الحاكم لفصله بين الحق والباطل قال شيخنا : وفي شرح المفتاح للسيد ما يقتضي أنه أطلق عليه مجازا مبالغة وأصله القضاء الفاصل بين الحق والباطل . رجل فصال كشداد : مداح الناس ليصلوه وهو دخيل كما في العباب . وسموا فصلا منهم فصل بن القاسم عن سفيان عن زبيد عن مرة وعنه يعقوب بن يعقوب . وفصيلا كأمير وسيأتي في آخر الحرف من تسمى كذلك . وأبو الفصل البهراني : شاعر له ذكر كما في العباب والتبصير . الفصل كزفر : واحد أي فرد في الأسماء والصواب أنه بالقاف إجماعا وبالفاء غلط صريح وما أدري من ضبطه بالفاء وهو رجل من جهينة ابن عم عمير بن جندب له خبر وذكر في كتاب من عاش بعد الموت كما سيأتي ذلك للمصنف في قصل روينا بالسند المتصل عن إسماعيل بن أبي خالد الكوفي الحفظ الطحان المتوفى سنة 146 ، روى عن ابن أبي أوفى وأبي جحيفة وقيس وعنه شعبة وعبيد الله وخلق كذا في الكاشف للذهبي وقال ابن حبان : كنيته أبو عبد الله كوفي واسم أبي خالد سعد البجلي وقيل : هرمز مولى بجيلة يروي عن ابن أبي أوفى وعمرو بن حريث وأنس بن مالك وكان شيخا صالحا قال : مات عمير بن جندب رجل من جهينة وهو ابن عم له قبيل الإسلام فجهزوه بجهازه إذ كشف القناع عن رأسه فقال : أين القصل ؟ والقصل : أحد بني عمه قالوا : سبحان الله مر آنفا فما حاجتك إليه ؟ فقال : أتيت فقيل لي : لأمك الهبل ألا ترى إلى حفرتك تنثل وقد كادت أمك تثكل أرأيت إن حولناك إلى محول ثم غيب في حفرتك القصل الذي مشى فاحزأل يقال : احزأل البعير في السير : إذا ارتفع ثم ملأناها من الجندل أتعبد ربك وتصل وتترك سبيل من أشرك وأضل فقلت : نعم قال : فأفاق ونكح النساء وولد له أولاد ولبث القصل ثلاثا ثم مات ودفن في قبر عمير . وهذا الخبر قد رواه الشعبي بسنده : أغمي على رجل من جهينة فلما أفاق قال : ما فعل القصل ؟ وحكاه غيره وفي السياق بعض اختلاف وذكر المصنف هذا لغرابته وكان الأولى ذكره في قصل . وممن تكلم بعد الموت زيد بن خارجة الأنصاري كما في شروح المواهب والموطأ وكذلك ربعي بن حراش وقد ذكر في ربع . والمفصل كمعظم من القرآن : اختلف فيه فقيل : من سورة الحجرات إلى آخره في الأصح من الأقوال أو من الجاثية أو من القتال أو من قاف وهذا عن الإمام محيي الدين النواوي أو من الصافات أو من الصف أو من تبارك وهذا يروى عن محمد بن إسماعيل بن أبي الصيف اليماني أو من إنا فتحنا عن أحمد بن كشاشب الفقيه الشافعي الدزماري أو من سبح اسم ربك عن الفركاح فقيه الشام أو من الضحى عن الإمام أبي سليمان الخطابي رحمهم الله تعالى وسمي مفصلا لكثرة الفصول بين سوره أو لكثرة الفصل بين سوره بالبسملة وقيل : لقصر أعداد سوره من الآي أو لقلة المنسوخ فيه وقيل غير ذلك وفي الأساس : المفصل : ما يلي المثاني من قصار السور الطوال ثم المثاني ثم المفصل قال شيخنا : وقد بسطه الجلال في الإتقان في الفن الثامن عشر منه . وفصل الخطاب في كلام الله عز وجل قيل : هو كلمة أما بعد لأنها تفصل بين الكلامين أو هو البينة على المدعي واليمين على المدعى عليه أو هو أن يفصل بين الحق والباطل أو هو ما فيه قطع الحكم قاله الراغبوالتفصيل : التبيين ومنه قوله تعالى : " آيات مفصلات " وقوله تعالى : " وكل شيء فصلناه تفصيلا " وقوله تعالى : " أحكمت آياته ثم فصلت " وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات أي بين كل اثنتين فصل تمضي هذه وتأتي هذه بين كل اثنتين مهلة وقوله تعالى : " بكتاب فصلناه " أي بيناه وقيل : فصلنا آياته بالفواصل . وفاصل شريكه مفاصلة : باينه . والفاصلة الصغرى في العروض هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت ومتفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن . والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا وفعلتن وقال الخليل : الفاصلة في العروض : أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن قال : فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة وسيأتي في فضل . والنفقة الفاصلة : التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة " وفي رواية : " فله من الأجر كذا " تفسيره في الحديث : هي التي تفصل بين إيمانه وكفره وقيل : يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه . والفصل في القوافي : كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا فإذا كان كذلك سمي فصلا وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو نحو مفاعلن عروض الطويل لأنها تلزم في الحشو وفاعلن في عروض المديد وفعلن في عروض البسيط فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير وهو الفصل ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة كما في العباب . والحكم بن فصيل كأمير عن خالد الحذاء وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان كذا في الإكمال . وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز وعنه الأصمعي ثقة . وبحير بن الفصيل هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل وهما رجلان أحدهما : العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي ذكره ابن ماكولا محدثون . وفاته : هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي بصري حدث . ومما يستدرك عليه : الانفصال : الانقطاع وهو مطاوع فصله . وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل يفصل القضاء بين الخلق . ويوم الفصل : يوم القيامة . وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم : فصل لا نزر ولا هذر أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل . وفصل القصاب الشاة تفصيلا : عضاها . والفيصل : القطيعة التامة ومنه حديث ابن عمر : كانت الفيصل بيني وبينه . وجاءوا بفصيلتهم أي بأجمعهم . وفصيل من حجر : أي قطعة منه فعيل بمعنى مفعول . وفصيلة كجهينة : اسم . والفصل : الطاعون العام . والفصول : واحد الفصل : ربيعية وخريفية وصيفية وشتوية . يل : التبيين ومنه قوله تعالى : " آيات مفصلات " وقوله تعالى : " وكل شيء فصلناه تفصيلا " وقوله تعالى : " أحكمت آياته ثم فصلت " وقيل في قوله تعالى آيات مفصلات أي بين كل اثنتين فصل تمضي هذه وتأتي هذه بين كل اثنتين مهلة وقوله تعالى : " بكتاب فصلناه " أي بيناه وقيل : فصلنا آياته بالفواصل . وفاصل شريكه مفاصلة : باينه . والفاصلة الصغرى في العروض هي السببان المقرونان وهو ثلاث متحركات قبل ساكن نحو ضربت ومتفا من متفاعلن وعلتن من مفاعلتن . والفاصلة الكبرى أربع حركات بعدها ساكن نحو ضربتا وفعلتن وقال الخليل : الفاصلة في العروض : أن تجتمع ثلاثة أحرف متحركة والرابع ساكن قال : فإن اجتمعت أربعة أحرف متحركة فهي الفاضلة بالضاد معجمة وسيأتي في فضل . والنفقة الفاصلة : التي جاء ذكرها في الحديث أنها بسبعمائة ضعف وهو قوله صلى الله عليه وسلم : " من أنفق نفقة فاصلة في سبيل الله فبسبعمائة " وفي رواية : " فله من الأجر كذا " تفسيره في الحديث : هي التي تفصل بين إيمانه وكفره وقيل : يقطعها من ماله ويفصل بينها وبين مال نفسه . والفصل في القوافي : كل تغيير اختص بالعروض ولم يجز مثله في حشو البيت وهذا إنما يكون بإسقاط حرف متحرك فصاعدا فإذا كان كذلك سمي فصلا وإذا وجب مثل هذا في العروض لم يجز أن يقع معها في القصيدة عروض يخالفها ويجب أن يكون عروض أبيات القصيدة كلها على ذلك المثال وبيان هذا أن كل عروض تثبت أصلا أو اعتلالا على ما يكون في الحشو نحو مفاعلن عروض الطويل لأنها تلزم في الحشو وفاعلن في عروض المديد وفعلن في عروض البسيط فكل عروض جاز أن يدخلها هذا التغيير سميت باسم ذلك التغيير وهو الفصل ومتى لم يدخلها ذلك التغيير سميت صحيحة كما في العباب . والحكم بن فصيل كأمير عن خالد الحذاء وابنه محمد بن الحكم يروى عن خالد الطحان كذا في الإكمال . وعدي بن الفصيل عن عمر بن عبد العزيز وعنه الأصمعي ثقة . وبحير بن الفصيل هكذا في النسخ والصواب يحيى بن الفصيل وهما رجلان أحدهما : العنزي البصري الراوي عن أبي عمرو بن العلاء وعنه أبو عبيدة معمر بن المثنى اللغوي والثاني كوفي روى عن الحسن بن صالح بن حي وعنه محمد بن إسماعيل الأحمسي ذكره ابن ماكولا محدثون . وفاته : هياج بن عمران بن الفصيل البرجمي بصري حدث . ومما يستدرك عليه : الانفصال : الانقطاع وهو مطاوع فصله . وذكر الزجاج أن الفاصل صفة من صفات الله عز وجل يفصل القضاء بين الخلق . ويوم الفصل : يوم القيامة . وفي صفة كلامه صلى الله عليه وسلم : فصل لا نزر ولا هذر أي بين ظاهر يفصل بين الحق والباطل . وفصل القصاب الشاة تفصيلا : عضاها . والفيصل : القطيعة التامة ومنه حديث ابن عمر : كانت الفيصل بيني وبينه . وجاءوا بفصيلتهم أي بأجمعهم . وفصيل من حجر : أي قطعة منه فعيل بمعنى مفعول . وفصيلة كجهينة : اسم . والفصل : الطاعون العام . والفصول : واحد الفصل : ربيعية وخريفية وصيفية وشتوية
تَفَلَ الرَّاقِي يَتْفُلُ وَيَتْفِلُ مِن حَدّ نَصَر وضَرَب تَفْلاً : بَصَقَ وقِيل : أَوَّلُه البَزْقُ ثم التَّفْلُ ثم النَّفْثُ ثم النَّفْخُ والتَّفْلُ شَبِيهٌ بالبَزْق وهو أَقَل أمنه . والتفْلُ والتُّفالُ بضَمِّهما . وكَسْرُهما من لُغةِ العامَّة : البُصاقُ أو شَبِيهٌ به . تُفْلُ البَحرِ وتُفالُه : الزَّبَدُ وتَفِلَ الرَّجلُ كفَرِحَ تَفَلاً محرَّكةً : تَرَك الطِّيبَ فتَغَيَّرت رائحتُه وهو تَفِلٌ ككَتِفٍ وهي تَفِلَةٌ ومنه الحديث : " لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ ولْيَخْرُجْنَ إذا خَرَجْنَ تَفِلاتٍ " أي تَارِكاتٍ للطِّيب أي لِيَخْرُجْنَ بمَنْزِلة التَّفِلاتِ وهُنّ المُنْتِناتُ الرِّيحِ . امرأةٌ مِتْفالٌ كذلك وهذه على النَّسَب قال امرُؤ القَيس :
إذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيابِها ... تَمِيلُ علَيهِ هَوْنَةً غَيْرَ مِتْفالِ وقد أتْفَلَه غيرُه ومنه حديثُ علي رضي اللّه تعالى عنه لِرجُلٍ رآه نائماً في الشَّمس : " قُمْ عَنْها فإنّها مَجْفَرَةٌ تُتْفِلُ الرِّيحَ وتُبلِي الثَّوْبَ وتُظْهِرُ الداءَ الدَّفِينَ " وأنشدوا :
" يا ابْنَ التي تَصَيَّدُ الوِبارا
" وتُتْفِلُ العَنْبَرَ والصُّوَارا ومِن سَجَعات الأساس : لَو مَسَّ صُوارَ المِسكِ ببَنانِه لأَتْفَلَ رَيَّاهُ بِصُنانِه . والتَّتْفُلُ كتَنْضُبٍ أي بفتح الأوّل وضَمّ الثالث وقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ وهذه عن الفَرّاء يُلْحَقُ بنَظائِره ؛ لأنَّه قليل . وجَعْفَرٍ وزِبْرِجٍ وجُنْدَبٍ وهذه عن اليَزِيدِيّ وسُكَّرٍ وهذه عن الأزهريّ فهي لُغاتٌ سبعة وزاد بعضُهم بفتح الأول مع كسر الثالث وبضَمّ الأول مع كسر الثالث فصار الجميعُ تسعةً : الثَّعْلَبُ أو جَرْوُه . قال الأزهريُّ : سمعتُ غيرَ واحدٍ من الأعراب يقولون : تُفَّلٌ على فُعَّل للثَّعْلب قال : وأنشدوني بيتَ امرئَ القَيس :
لَهُ أَيْطَلَا ظَبيٍ وساقَا نَعامَةٍ ... وغارَةُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تُفَّلِ قال : والرِّوايةُ المشهورة : تَتْفُلِ . وهي بِهاءٍ قال شيخُنا : واتَّفق أئمّة اللغةِ والصَّرفِ قاطبةً أن التاءَ الأُولى في أوله زائدةٌ على ما عُرِف في الأوزان الصَّرفيّة انتهى . قلت : وفيه نَظَرٌ ظاهرٌ فتأمَّلْ . التَّنْفُلُ كتَنْضُبٍ مُقتضاه أنه بالنون كما هو ظاهِرُ سياقِه والصَّواب أنه بتاءين فإنّ كُراعاً قال : ليس في الكلام اسمٌ توالت فيه تاءان غيرُه : ما يَبِس من العُشْبِ أو شَجَرٌ يُسمِّيه أهلُ الحِجاز : مُشْطَ الذِّئب . أو نَباتٌ مِثلُ الإِصْبَع أَخضَرُ فيه أي في خُضْرته خُطْبَةٌ قال أبو النَّجْم :
" حتَّى إذا ما أبيضَّ جَروُ التَّتْفُلِ ومما يستدرك عليه : التَّفَلُ مُحَرَّكةً : البُصاقُ عن ابن أبي الحَدِيد . وقَومٌ سَفِلَةٌ تَفِلَةٌ . والشَّمسُ مَتْفَلَةٌ . وذاق ماءَ البَحْرِ فَتَفَله : أي مَجَّهُ كراهةً له قال ذو الرمَة :
ومِنْ جَوفِ ماءٍ عَرمَضُ الحَوْلٍ فَوْقَهُ ... متَى يَحْسُ منه مائِحُ القَوْمِ يَتْفُلِ والمَتْفَلَةُ : المَبزَقَةُ . وقال ابنُ شُمَيْل : ما أصاب فُلانٌ مِن فُلانٍ إِلَّا تِفْلاً طَفِيفاً : أي قَلِيلاً