فَاتَهُ الأَمْرُ فَوْتاً وفَوَاتاً : ذَهَبَ عَنْهُ " وفي المِصْباح : فَاتَ الأَمْرُ والأَصلُ : فات وقْتُ فِعْلِه ومِنْهُ فاتَتِ الصَّلاةُ إِذَا خَرَج وَقْتُهَا ولم تُفْعَل فيه . وفَاتَهُ الشيءُ : أَعْوَزَهُ . قال شيخُنا : وهذا وإِن عَدَّهُ بعضُهُمْ تَحقيقاً فهو لا يَصْلُحُ في ...
فَاتَهُ الأَمْرُ فَوْتاً وفَوَاتاً : ذَهَبَ عَنْهُ " وفي المِصْباح : فَاتَ الأَمْرُ والأَصلُ : فات وقْتُ فِعْلِه ومِنْهُ فاتَتِ الصَّلاةُ إِذَا خَرَج وَقْتُهَا ولم تُفْعَل فيه . وفَاتَهُ الشيءُ : أَعْوَزَهُ . قال شيخُنا : وهذا وإِن عَدَّهُ بعضُهُمْ تَحقيقاً فهو لا يَصْلُحُ في كلِّ تَرْكِيبٍ إِنَّمَا يأْتي في مثلِ الصَّلاةِ وأَما الفَواتُ في غيرِه فاسْتُعْمِلَ بمعنى السَّبْقِ والذَّهَابِ عَنْهُ ونَحْوِه . انتهى . وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ عن اللِّحْيَانيّ . وفي اللسان والأَساس : الفَوْتُ : الفَوَاتُ فاتَني كذل أَي سَبَقَنِي . وجَارَيْتُه حتّى فُتُّه أَي سَبَقْتُه . وقال أَعرابيٌّ : الحَمْدُ لِلهِ الذي لا يُفاتُ ولا يُلاتُ " كافْتَاتَهُ " وهذا الأَمر لا يُفْتَاتُ أَي لا يَفُوتُ روى الأَصمعيُّ بيتَ ابنِ مُقبل :
" يا حار أَمْسَيْتُ شَيْخاً قد وَهَى بَصَرِيوافْتِيتَ ما دُونَ يَوْمِ البَعْثِ من عُمُرِي
قال : هو من الفَوْتِ . قال الجوهريّ : الافْتِيَاتُ : افْتِعالٌ من الفَوْتِ وهو السَّبْقُ إِلى الشَّيْءِ دونَ ائْتِمَارِ منْ يُؤْتَمرُ وقال ابنُ الأَثِيرِ : الافْتِيَاتُ : الفَرَاغُ وسَيَأْتِي بيانُ ذلك قريباً . يقال : فَاتَهُ الشْيءُ " وأَفَاتَهُ إِيَّاهُ غَيْرُه و " في حديث أَبي هريرة : قال : " مرَّ النبيُّ صلّى الله عَلَيْه وسلّم تَحْتَ جِدَارٍ مائِل فأَسْرَعَ المَشْيَ فقِيلَ : يا رَسُول اللهِ أَسْرَعْتَ المَشْيَ فقال : إِنِّي أَكْرَهُ " موْت الفَواتِ " يعني : مَوْتَ " الْفَجْأَة " هو من قَوْلِك : فاتَنِي فلانٌ بكذا : سَبَقنِي به . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ للموتِ الفَجْأَةِ : الموتُ الأَبْيَضُ والجارِفُ واللاَّفِتُ والفَاتِلُ وهو المَوْتُ الفَوَاتُ والفُوَاتُ وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ وقد تَقَدَّم هذا بعينه قريباً . يقال : " هُو فَوْت فَمِهِ وفَوْتَ رُمْحِه وَ " فوتَ " يَدِهِ أَي حيثُ يَراهُ ولا يَصِلُ إِلَيْهِ " . وتَقُولُ : هُوَ منّى فَوْتَ الرُّمْحِ أَي حيثُ لا يَبْلُغُه وقال أَعرابيٌّ لصاحبه ادْنُ دُونَك فلمّا أَبْطَأَ قالَ : جعل اللهُ رزْقَكَ فَوْتَ فَمِكَ أَي تَنْظُرُ إِليه قَدْرَ ما يَفُوتُ فَمِكَ ولا تقْدِرُ عليه . وفي الأَسَاس واللسان : وهو مني فَوْتَ اليَدِ والظُّفُرِ أَي قدر مَا تَفُوتُ يَدِي حكاه سيبويه في الظُّرُوفِ المخصوصة . " والفَوْتُ : الخَلَلُ و " الفُرْجَةُ بينَ الإِصْبعَيْنِ وعبارة غيره : بَيْن الأَصابِعِ والجَمْع أَفْوَاتٌ . فُلانٌ " لا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ " أَي " لا يُعْمَل " شَيْءٌ " دونَ أَمْرِه " وزَوَّجتْ عائشةُ ابنَةَ أَخِيهَا عبدِ الرحمن بنِ أَبي بَكْرٍ - وهو غائب - من المُنْذِرِ بن الزُّبَيْرِ فلمّا رجَعَ من غَيْبَتِهِ قال : " أَمِثْلِي يُفْتاتُ عَلَيْهِ في أَمْرِ بَنَاتِه ؟ " أَي يُفْعَلُ في شَأْنِهِنَّ شَيْءٌ بغيرِ أَمْرِهِ ؟ نَقِمَ عليها نِكاحَها ابْنَتَه دُونَه ويقال لكلِّ من أَحدثَ شَيْئاً في أَمْرِك دونَك : قد افْتَاتَ عَلَيْكَ فيه . والافْتِياتُ : الفَرَاغُ يقال : افْتَاتَ بأَمْرِهِ أَي مَضَى عَلَيْهِ ولم يَسْتَشِرْ أَحَداً . لم يهمِزه الأَصْمَعِيّ . ورُوي عن ابن شُمَيْل وابن السِّكِّيتِ : افْتَأَتَ فُلانٌ بِأَمْرِهِ - بالهمز - إِذا اسْتَبَدَّ به قال الأَزهريّ : قد صَحَّ الهمزُ عنهما في هذا الحرف وما عَلِمْتُ الهَمْزَ فيه أَصْلِيّاً . قلت : وقد تَقَدَّم ذلك بعينه في أَوّل الفصل فراجعْه . " وافْتَاتَ الكَلامَ : ابْتَدَعَهُ " وارْتَجلَه كافْتَلَتَه . نقله الصاغانيّ . افْتَاتَ " عَلَيْه " في الأَمرِ : " حَكَمَ " وكلُّ من أَحْدَثَ دونَكَ شَيْئا فقد فَاتَكَ به وافْتَاتَ عَلَيْكَ فِيه . ويقال : افْتَاتَ عليه إِذا انْفَرَدَ برأْيه دُونَه في التَّصَرُّفِ في شيْءٍ ولَمَّا ضُمِّنَ معنَى التَّغَلُّبِ عُدِّيَ بعلَى . " وتَفَاوَتَ الشَّيئانِ " أَي " تَبَاعَدَ ما بَيْنَهُمَا تَفَاوُتاً مُثَلَّثَةَ الوَاوِ " حكاهما ابنُ السِّكِّيتِ وقد قال سيبويه : ليس في المصادر تَفَاعَلٌ ولا تَفَاعِلٌ . وقال الكِلابِيُّون في مصدره : تَفَاوَتاً ففتحوا الواو وقال العَنْبَريُّ : تَفَاوِتاً بكسرِ الواو وحكى أَيضاً أَبو زيد تَفَاوِتاً وتَفَاوِتاً - بفتح الواو وكسرها - وهو على غير قياس ؛ لأَن المصدرَ من تَفَاعَل يَتَفَاعَلُ : تَفَاعُلٌ مضمُوم العينِ إِلاّ ما رُوِى من هذا الحرفِ كذا في الصحاح . قال شيخنا أَما الضَّمُّ فهو القياسُ وعليه اقْتَصَر الفيّوميُّ في المصباح وأَما الكسرُ فقالُوا : إِنه مَحمولٌ على المُعْتَلّ من هذا الوزنِ كالتداني والتَّوَانِي ولا يعرف في الصحيح في غير هذا المصدر وأَما الفَتْح فإِنه على جِهَةِ التخفيف والتَّثْلِيثُ حكاه ابنُ قُتَيْبَةَ في أَدَبِ الكاتِبِ وصَرَّحَ بأَنَّهُ لا نَظِيرَ له وصرَّحَ به ابنُ سِيدَه وابنُ القطّاع . " والفُوَيْتُ كزُبَيْرٍ : المُتَفَرِّدُ برَأْيِهِ " لا يُشَاوِرُ أَحَداً وفي بعض النسخ المُنْفَرِد " للمُذَكَّرِ والمُؤَنَّثِ " يقال : رَجُلٌ فُوَيْتٌ وامرأَة فُوَيْتٌ كذلك عن الرِّيَاشيّ وهَمزهما أَبو زيد . في التَّنْزِيل العَزِيز : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفَاوُتٍ " المَعْنَى : مَا تَرَى في خَلْقِهِتعالى السَّماءَ اخْتِلافاً ولا اضْطِراباً وعن اللَّيْثِ : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتاً فهو فَائِتٌ كما يَقُولون بَوْنٌ بَائِنٌ وَبَيْنَهُم تَفَاوُتٌ وتَفَوُّتٌ وقُرىءَ : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفَاوُتِ " وَ " تَفَوُّتِ " فالأَوّلُ : قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو قال قَتَادةُ : المَعْنَى : مِن اختلافٍ وقال السُّدِّيُّ : من تَفَوُّتٍ وهو في قراءَة حَمْزَة والكسائيِّ " أَيْ " من " عَيْب يقُول النّاظر : لوْ كان كَذَا " وكذَا " لكَانَ أَحْسَنَ " وقال الفَرّاءُ : هما بمعنىً واحدٍ . يُقَال : " تَفَوَّتَ عَلَيْه في مالِهِ " أَي " فَاتَه به " وفي الحديث : " أَنَّ رَجُلاً تَفَوَّتَ علَى أَبيهِ في مَالِهِ فَأَتَى أَبُوهُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فذَكَر له ذلِكَ فقَالَ : ارْدُدْ عَلَى ابْنِكَ مالَهُ فإِنّمَا هم سَهْمٌ من كِنَانَتِك " قوله : تَفَوَّتَ : مَأْخُوذٌ من الفَوْتِ تَفَعَّلَ منه ومعناه أَنَّ الابْنَ لم يَسْتَشِرْ أَباهُ ولم يستَأْذِنْه في هِبَة مالِ نفسِه فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْه وسلم فأَخْبَرَه فقَالَ : ارْتَجِعْه من المُوْهوبِ له وارْدُدْهُ على ابْنِك فإِنه وما في يَدِه تحتَ يَدِك وفي مَلَكَتِكَ ولَيْسَ له أَنْ يَسْتَبِدّ بأَمْرٍ دُونَك فضَرَبَ كونَه سَهْماً من كنانَته مَثَلاً لكونه بعضَ كَسْبِه وأَعْلَمَه أَنه ليس للابنِ أَن يَفْتَاتَ على أَبِيهِ بمالِه وهو من الفَوْتِ : السَّبْقِ تقول : تَفَوَّتَ فلانٌ على فلانٍ في كَذَا وافْتَاتَ عَلَيْهِ إِذا انفَرَدَ برأْيِه دونه في التَّصَرُّف فيه ولَمَّا ضُمِّن معنى التَّغَلُّبِ عُدِّىَ بعلَى وقد تقدم . السَّماءَ اخْتِلافاً ولا اضْطِراباً وعن اللَّيْثِ : فَاتَ يَفُوتُ فَوْتاً فهو فَائِتٌ كما يَقُولون بَوْنٌ بَائِنٌ وَبَيْنَهُم تَفَاوُتٌ وتَفَوُّتٌ وقُرىءَ : " مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ من تَفَاوُتِ " وَ " تَفَوُّتِ " فالأَوّلُ : قِرَاءَةُ أَبي عَمْرٍو قال قَتَادةُ : المَعْنَى : مِن اختلافٍ وقال السُّدِّيُّ : من تَفَوُّتٍ وهو في قراءَة حَمْزَة والكسائيِّ " أَيْ " من " عَيْب يقُول النّاظر : لوْ كان كَذَا " وكذَا " لكَانَ أَحْسَنَ " وقال الفَرّاءُ : هما بمعنىً واحدٍ . يُقَال : " تَفَوَّتَ عَلَيْه في مالِهِ " أَي " فَاتَه به " وفي الحديث : " أَنَّ رَجُلاً تَفَوَّتَ علَى أَبيهِ في مَالِهِ فَأَتَى أَبُوهُ النبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فذَكَر له ذلِكَ فقَالَ : ارْدُدْ عَلَى ابْنِكَ مالَهُ فإِنّمَا هم سَهْمٌ من كِنَانَتِك " قوله : تَفَوَّتَ : مَأْخُوذٌ من الفَوْتِ تَفَعَّلَ منه ومعناه أَنَّ الابْنَ لم يَسْتَشِرْ أَباهُ ولم يستَأْذِنْه في هِبَة مالِ نفسِه فأَتى الأَبُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْه وسلم فأَخْبَرَه فقَالَ : ارْتَجِعْه من المُوْهوبِ له وارْدُدْهُ على ابْنِك فإِنه وما في يَدِه تحتَ يَدِك وفي مَلَكَتِكَ ولَيْسَ له أَنْ يَسْتَبِدّ بأَمْرٍ دُونَك فضَرَبَ كونَه سَهْماً من كنانَته مَثَلاً لكونه بعضَ كَسْبِه وأَعْلَمَه أَنه ليس للابنِ أَن يَفْتَاتَ على أَبِيهِ بمالِه وهو من الفَوْتِ : السَّبْقِ تقول : تَفَوَّتَ فلانٌ على فلانٍ في كَذَا وافْتَاتَ عَلَيْهِ إِذا انفَرَدَ برأْيِه دونه في التَّصَرُّف فيه ولَمَّا ضُمِّن معنى التَّغَلُّبِ عُدِّىَ بعلَى وقد تقدم
ومما يُسْتَدرك عليه : افْتَاتَ برأيه : اسْتَبَدّ به . وفاته في كذا : سَبَقَه وقد سبق ذكرهما . وزعموا أَنّ رَجُلاً خرج من أَهلِه فلما رَجَعَ قالَت له امرأَتُه : لو شَهِدْتَنَا لأَخْبَرْنَاكَ وحَدَّثْنَاكَ بما كان فقالَ لها : لم تُفاتِي فَهَاتِي
فصل القاف مع المثناة الفوقية