الجَمَلُ مُحَّركة ويُسَكّن مِيمُه قال شيخُنا : وفي تعبيره خُروجٌ عن اصطلاحه ولو قال مُحرَّكةً ويُفْتَح لَكان أَخْصَرَ ثم إن التسكينَ لُغةٌ قليلة بل حمله بعضٌ على الضَّرورة إذ لم يَرِدْ في كلامٍ فصيحٍ انتهى . قلت : وهي لغةٌ صحيحة وبه قرأ أبو السَّمَّال : " حَتَّى يَلِجَ الجَمْلُ " بسكُون الميم . م معروفٌ وهو ذَكَرُ الإبِل وقال الفَرّاء : زَوجُ الناقةِ وقال شَمِرٌ : البَكْرُ والبَكْرَةُ : بمَنزِلة الغُلام والجارِية والجَمَلُ والناقَةُ : بمَنزِلة الرجُل والمرأة . وشَذَّ للأُنْثى فقِيل : شَرِبْتُ لَبنَ جَمَلِي أي ناقَتِي قال ابنُ سِيدَهْ : وهذا نادِرٌ ولا أَحُقُّه . أو هو جَمَلٌ إذا أَرْبَعَ أو أَجْذَعَ أو بَزَلَ أو أَنْثَى أقوالٌ ذَكرها ابنُ سِيدَه . ج : أَجْمالٌ كأَجْبالٍ ويجوز أن يكونَ جَمْعَ جَمْلٍ بالفتح كزَنْدٍ وأَزْنادٍ وجامِلٌ وأنكره بعضُهم كما سيأتي وجُمْلٌ بالضم وجِمالٌ بالكسر وجِمالة وجِمالاتٌ مُثلَّثيْن . وقرأ حَفْصٌ ويعقوبُ في روايةٍ : كَأنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ . قال ابنُ السِّكِّيت : يُقال للإبِل إذا كانت ذُكُورةً ولم تكن فيها أُنْثَى : هذه جِمالَةُ بني فُلان . وقرأ ابنُ عبّاس رضي اللّه عنهما والحَسن البَصْريُّ وقَتَادَةُ جُمَالَاتٌ بالضم أيضاً . وقرأ عمرُ بن الخَطّاب : جِمَالاتٌ قال الفَرّاء : وهو أَحَبُّ إليَّ لأن الجِمالَ أكثرُ من الجِمالة في كلامِهم وهو يجوز كما يقال : حَجَرٌ وحِجارَةٌ وذَكَرٌ وذِكارَةٌ إلا أن الأَوَلَ أكثَرُ وواحِدُ جِمالاتٍ : جِمالٌ كرِجالٍ ورِجالاتٍ وقد يجوزُ جَعْلُ واحدِ جِمالاتٍ : جِمَالة . ومَن قرأ : جُمالاتٌ بالضم فقد يكونُ من الشيء المُجْمَل . ورُوِى عن ابنِ عبّاس أنه قال : الجِمالاتُ : حِبالُ السُّفُن يُجْمَعُ بعضُها إلى بعض حتى تكونَ كأوساط الرجال . وجَمائِلُ وأَجامِلُ . والجامِلُ : القَطِيعُ منها أي مِن الإِبل برُعاتِه وأَربابهِ كالباقِر والكالِب قال طَرَفةُ :
وجامِلٍ خَوَّع مِن نِيبِهِ ... زَجْرُ المُعَلَّى أُصُلاً والسَّفِيحْ وهذا يدلُّ على أن الجامِلَ يَجْمَعُ الجِمالَ والنُّوقَ ؛ لأن النِّيبَ الإناثُ واحدتُها : نابٌ وقال النابِغةُ الذّبْيَانيُّ :
ولا أَعْرِفَنِّي بَعْدَما قَد نَهَيتُكُمْ ... أُجادِلُ يوماً في شَوِيٍّ وجامِلِ قال أبو الهَيثَم : قال أعرابيٌّ : الجامِلُ : الحَيُّ العَظِيمُ وأنكر أن يكونَ الجامِلُ الجِمالَ وأنشَد :
" وجامِلٍ حَوْمٍ يَرُوحُ عَكَرُهْ
" إذا دَنا مِن جُنْحِ لَيلٍ مَقْصِرُهْ
" يُقَرقِرُ الهَدْرَ ولا يُجَرْجِرُهْ قال : ولم يصنع الأعرابيُّ شيئاً في إنكاره أن الجامِلَ الجِمالُ . الجُمالَةُ كثُمامَةٍ : الطائفَةُ منها وقد تقدَّم أنه جَمْعُ جَمَلٍ وبه قرأ حَفْصٌ ويعقُوبُ . أو القَطِيعُ مِن النُّوفِ لا جَمَلَ فيها وتقدَّم عن ابن السِّكِّيت خِلافُ ذلك . ويُثَلَّثُ عن ابنِ الأعرابيّ . قال أبو عمرو : الجُمالَةُ : الخَيْلُ ج : جُمالٌ كرُخالٍ نادِرٌ ومنه قولُ الشاعر :
والأُدْمُ فِيهِ يعْتَرِكْ ... نَ بِجَوِّهِ عَركَ الجُمالَهْ كما في العُباب . والجَمِيلُ كأَمِيرٍ : الشَّحْمُ الذائب وقِيل : هو الشَّحْمُ يُذابُ فكُلَّما قَطَر وُكِّفَ على الخُبزِ ثم أُعِيد وقِيل : هو الشَّحْمُ يُذابُ ثم يُجْمَلُ : أي يُجمَعُ قال :
فإنّا وَجَدْنا النِّيبَ إذْ يَقْصِدُونَها ... يُعِيشُ بَنِيناً شحمُها وجَمِيلُها واسْتَجْمَلَ البَعِيرُ : صار جَمَلاً وذلك إذا صار بازِلاً قال الزَّمخشريُّ : ولا يُسَمَّى إلّا إذا نَزَا . والجَمَّالَةُ مشدَّدةً : أصحابُها أي الجِمال كالخَيَّالة والحَمَّارة قال عبدُ مَناف بن ربع الهذلي :
حَتَّى إذا أَسْلَكُوهُم في قُتائِدَةٍ ... شَلاًّ كما تَطْرُدُ الجَمَّالَةُ الشُّرُدَا وناقَةٌ جُمالِيَّةٌ بالضم : وَثِيقَةُ الخَلْقِ كالجَمَلِ تُشَبَّهُ به في عِظَمِ الخَلْقِ والشِّدَّة قال الأعشَى يصِفُ ناقَتَه :
جُمالِيَّةٍ تَغْتَلِي بالرِّدافِ ... إذا كَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِيراورَجُلٌ جُمالِيٍّ أيضاً : ضَخْمُ الأعضاءِ تامُّ الخَلْقِ كالجَمَلِ ومنه حديثُ المُلاعَنَةَ : وإن جاءتْ به أَوْرَقَ جَعْداً جُمالِيّاً خَدَلَّجَ الساقَيْنِ سابغَ الأَلْيَتَيْن فهو للَّذي رُمِيَت به . والجَمَلُ محرَّكةً : النَّخْلُ على التشبيه بالجَمَلِ ؛ في طُولِها وضِخَمِها وِإتائها . وفي بعض النُّسَخ " النَّحْل بالحاء المهملة وهو غَلَطٌ ومنه قول الشاعِر :
" إنَّ لَنا مِن مالِنا جِمالا
" مِن خَيرِ ما تَحْوِي الرِّجالُ مالا
" يُنْتَجْنَ كُلَّ شَتْوَةٍ أَجْمالا قال ابنُ الأعرابي : سَمَكةٌ بَحْرِيَّةٌ تُدْعَى الجَمَلَ . وقال غيرُه : جَمَلُ البَحْرِ : سَمَكَةٌ يُقال لها : البالُ عَظِيمةٌ جِدّاً ومرَّ في البال أنّ طُولَها ثلاثُون ذِراعاً قال رُؤْبَةُ :
" إذا تَداعَى جالَ فِيهِ خَزَمُهْ
" واعْتَلَجَتْ جِمالُهُ ولُخَمُهْ ويقال : هي الكُبَعُ . واللُّخْم : الكَوْسَجُ لا يَمُرُّ بشيء إلا قَطَعه . والخَزْم : شَجَرٌ . وقال أبو عمرو : إنما هو لُخْمٌ فثَقَّلَه . وجَمَلُ بنُ سَعْدِ العَشِيرَة : أبو حَيٍّ مِن مَذْحِجٍ كذا في العُباب . وسَعدٌ المذكورُ هو ابنُ مذْحِجٍ ومَذْحِجٌ هو مالك بن أُدَد ومُرادٌ وعَنْسٌ كِلاهما إخوةٌ لسَعْد العَشِيرة . فقولُ شيخِنا : ومَذْحِجُ بن مُرادٍ فلا يُنافِيه قولُ بعضٍ : إنه حَيٌّ مِن مُرادٍ فيه تسامُحٌ والصواب : مُرادُ بنُ مَذْحِج ثم الذي ذكره أبو عبيد وابنُ الجَوَّانِيّ في نَسَبِ جَمَلٍ هذا ما نَصُّه : هم بَنُو جَمَلِ بنِ كنانَةَ بن ناجِيَةَ بن مُرادٍ رَهْط سيفويه القاصّ ويَنْزِلون نَهرَ المَلِك . منهم هِنْدُ بنُ عمرو بنِ مُرَّةَ بن عبد الله بن طارِق بن الحارث الجَمَلِيُّ التابِعِيّ الذي قَتله عَمرو بنُ يَثْرَبِيّ الضَّبِّيُّ يومَ الجَمَل وكان مع عليٍّ رضي اللّه تعالى عنه فقال قاتِلُه :
" إن تُنْكِرُونِي فأنا ابن يَثْرَبِي
" قَتَلْتُ عِلْباءَ وهِنْدَ الجَمَلِي
" وابْناً لِصَوْحانَ عَلى دِينِ عَلِيقلت : وولَدُ عمرُو بن هِند وحفيدُه عبد الله بن عمرٍو حَدَّثا قال الذَّهبيُ في الكاشِف : عبدُ الله بن عمرو بن مُرَّةَ الجَمَلِيُّ عن أبيه وعنه وكيع وإسحاق السَّلُولِيُّ صَدُوقٌ . وعبدُ اللّه بن عمرو بن هِنْد الجَمَلِيُّ عن عَلِيٍّ وعنه عَوفٌ . وعمرو بن مُرَّةَ أبو عبد الله الجَمَلِيُّ الكوفيّ الأعمى مِن رجال البُخارِىّ أحَدُ الأعلام عن ابن أبي لَيلَى وابنِ المُسَيّب وعنه مِسعَرٌ وشُعْبةُ وسُفْيانُ وخَلْقٌ وكان مِن الأئمّة العامِلِين وقال أبو حاتم : ثِقَةٌ مات سنةَ 116 . وبئْرُ جَمَلٍ : بالمَدِينةِ على ساكنِها أفضلُ الصَّلاةِ والسلام جاء ذِكرُه في حديثِ جَهْمٍ . ولَحيُ جَمَلٍ : ع بَيْنَ الحَرَمَيْن الشَّرِيفَين هو إلى المَدينة أَقْرَبُ بينَها وبينَ السُّقْيا هناك احْتَجَم النبيُّ صلّى الله عليه وسلّم سنة حَجّه الوَداع ويقال فيه أيضاً : لَحْيا جَمَلٍ . أيضاً : ع بَيْنَ المَدِينةِ وفَيْدَ على عَشْرةِ فَراسِخَ مِن فَيد . أَيضاً : ع بَين نَجْرَانَ وتَثْلِيثَ على جادَّةِ حَضْرَمَوْتَ . ولَحْيا جَمَلٍ بالتَّثنية : ع باليَمامَةِ وهما جَبلان في دِيار قُشَير . وعَين جَمَلٍ : قُربَ الكُوفَةِ مِن طُفُوف الفُراتِ قال نَصْرٌ : سُمِّيَ مِن أجل جَمَلٍ مات هناك أو لأنّ الماءَ الذي به نُسِب إلى رجُلٍ اسمُه جَمَلٌ . وفي المَثَلِ : اتَّخَذَ اللَّيلَ جَمَلاً : أي سَرَى اللَّيلَ كُلَّه ومنه حديث عاصِم بن أبي النَّجُود : " لقد أدرَكْتُ أقواماً يَتَّخِذُون اللَّيلَ جَمَلاً يَشْربُون النَّبِيذَ ويَلْبَسُون المُعَصْفَرَ منهم زِرًّ بنُ حُبَيْشٍ وأبو وائل " أراد يُحْيُون اللَّيلَ صَلاةً وقِراءةً . والجملُ : لقبُ الحُسين بن عبد السَّلام الشاعِر له رِوايةٌ عن الإمام الشافِعِي رحمه الله تعالى . وأبو الجَمَلِ أيوبُ بنُ محمد وسُلَيمان بنُ أبي داوُدَ اليَمامِيّان وفي بعض النسَخ : اليَمانِيَّان بالنون وهو غَلَطٌ كِلاهُما عن يَحْيَى بن أبي كَثِير . وسُلَيمانُ ضَعِيفٌ كذا في الدِّيوان للذَّهَبِيِّ . الجُمَيلُ كزُبَيرٍ وقُبَّيطٍ : طائر جَمْعُ المُخَفَّفِ : جِمْلان ككُعَيتٍ وكِعْتانٍ قاله ابنُ دُرَيْدٍ . وقال أبو حاتِم : وأما جُمَيلُ حُرٍّ المِيمُ مُخَفَّفةً فطائِرٌ من الدُّخَّلِ أَكْدَرُ نَحْوٌ من الشَّقِيقَةِ في الصِّغَرِ أعظَمُ رأْساً منها بكَثِير والشَّقِيقَةُ صَغِيرَة الرَّأسِ وقالوا في الجَمْع : جُمَيلاتُ حُرٍّ . والجُمْلانَةُ وهذه عن اللَّيثِ والجُمَيلانَةُ بضَمِّهما : البُلْبُلُ وقيل : هو طائر من الدَّخاخِيل . وقال سِيبَوَيْهِ : الجُمَيل : البُلْبُلُ لا يُتَكَلَّم به إلَّا مُصَغَّراً فإذا جَمَعُوها قالوا : جِمْلانٌ . وفي التَّهذِيب يُجْمَع الجُمَيلُ على الجُمْلان . والجَمَالُ : الحُسْنُ يكون في الخُلُقِ في الخَلْق . وعِبارة المُحْكم في الفِعْلِ والخَلْقِ وقَوْلُه تعالى : " لكم فيها جَمَالٌ " أي : بَهاءٌ وحُسْنٌ . ويَجُوزُ أن يكون الجَمَلُ سُمِّي بذلك لأنهم كانوا يَعُدون ذلك جَمَالا لهم أَشارَ إليه الرَّاغِبُ . وفي الحَدِيث : " إنَّ اللّهَ جَمِيلٌ يُحب الجمالَ " أي : جَمِيل الأَفْعال . وقال سِيبَوَيه : الجَمَالُ رِقَّة الحُسْنِ . وقال الرَّاغِب : الجَمَالُ : الحُسْنُ الكَثِير وذلك ضربان : أحدهما : جمال يُخْتَصُّ الإنسانُ به . في نَفْسِه أو بَدَنِه أو فِعله . والثاني : ما يَصِلُ منه إلى غْيرِه . وعلى هذا الوَجْهِ ما رُوِيَ : " إنَّ اللّهَ جَمِيلٌ يحبُّ الجَمَالَ " تنبيهاً أَنَّ منه تَفِيضُ الخَيراتُ الكَثِيرَةُ فيُحِب مَنْ يَخْتَصُّ بذلك . جَمُلَ ككَرُمَ وعليه اقتصر الجوهريّ والصاغانِيُّ وابنُ سِيدَهْ وزادَ الفَيُّومِيّ : وجَمِلَ - كعَلِمَ - جَمَالاً فهو جَمِيلٌ كأَمِيرٍ وغُرابٍ ورُمَّانٍ وهذه لا تُكَسَّرُ . وقال الصاغاني : هو أَجْمَلُ من الجَمِيل . والجَمْلاءُ : الجَمِيلَةُ من النِّساء عن الكسائيِّ وهي أَحَدُ ما جاء من فَعْلَاءَ لا أَفْعَلَ لها وأَنْشَد :
فَهْىَ جَمْلَاءُ كَبَدرٍ طالِعٍ ... بَذَّتِ الخَلْقَ جميعاً بالجَمَالْ وقال آخَرُ :
" وُهِبتُهُ مِن أَمَةٍ سَوداءِ
" ليستْ بحَسناءَ ولا جَمْلاءِقال ابنُ عَبّاد : الجَمْلاءُ : التامَّةُ الجِسمِ مِن كُلِّ حَيوانٍ . وتَجَمَّل الرجُلُ : تَزَيَّنَ . أيضاً : أَكَلَ الشَّحْمَ المُذابَ وهو الجَمِيلُ ومنه قولُ امرأةٍ لبنتِها : تَجَمَّلِي وتَعَفَّفِي : أي كُلِي الشَّحْمَ واشْرَبي العُفافَةَ وهو ما بَقِي في الضَّرْع . وجامَلَهُ مُجامَلَةً : لم يُصْفِه الإخاءَ بل ماسَحَهُ بالجَمِيل نقَله ابنُ سِيدَهْ
أو جامَلَه : أَحْسَن عِشْرَتَه وعامَلَه بالجَمِيل ويقال : عليكَ بالمُداراة والمُجامَلة . وجَمالَكَ أن لا تفعلَ كذا : إِغراءٌ أي الزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ ولا تفعَلْ ذلك قاله ابنُ سِيدَهْ وقال أبو ذُؤَيب :
جَمالَكَ أيها القَلْبُ الجَرِيحُ ... سَتَلْقَى مَن تُحِبُّ فتَستَرِيحُ يُريد : الزَمْ تَجَمُّلَك وحَياءَك ولا تَجزَعْ جَزعاً قبيحاً . وقال ابنُ دُرَيد : يقال : جَمالَكَ أن تفعلَ كذا وكذا : أي لا تَفْعلْه والزَمِ الأمْرَ الأجْمَلَ وأنشد البيت . وجَمَلَ يَجْمُلُ جَمْلاً : إذا جَمَع . جَمَلَ الشَّحْمَ يَجْمُلُه جَمْلاً : أَذابَهُ ومنه الحديث : " لَعَن اللّهُ اليَهُودَ حُرمَتْ عليهم الشُّحُومُ فجَمَلُوها وباعُوها " أي أذابُوها . ودَعَت امرأةٌ على رجُلٍ : جَمَلَك اللّهُ : أي أذابَكَ كما يُذابُ الشَّحْمُ . كأَجْمَلَهُ قال أبو عبيد : رُبّما قِيلَ ذلِكَ واجْتَمَلَهُ كذلك . وقال الفَرّاءُ : جَمَلَ أجْوَد قال لَبِيدٌ رضي اللّه عنه :
وغُلامٍ أَرْسَلَتْهُ أُمُّهُ ... بألوكٍ فَبذَلْنا ما سَأَلْ
أو نَهَتْهُ فأتاهُ رِزْقُهُ ... فاشْتَوَى لَيلَةَ رِيحٍ واجْتَمَلْ وقال الزَّمخشريّ : اجْتَمَل : استَوْكَف إهالَةَ الشَّحْمِ على الخُبز وهو يُعِيدُه إلى النار . وأجْمَلَ في الطَّلَبِ : أي اتَّأَدَ واعْتَدل فلم يُفْرِط ومنه قولُ الشاعِر :
" الرزْقُ مَقْسُومٌ فأَجْمِلْ في الطَّلَبْ وفي الحديث : " أَجْمِلُوا في طَلَبِ الرزْقِ فإنَّ كُلّاً مُيَسَّرٌ لِما خُلِقَ له " . أَجْمَلَ الشيء : جَمَعَهُ عن تفْرِقَةٍ . أَجْمَلَ الحِسابَ والكَلامَ : رَدَّه إلى الجُمْلَة ثم فَصَّله وبَيَّنه . أَجْمَلَ الصَّنِيعَةَ : حَسَّنها وكَثَّرها . الجَمِيلُ كأَمِيرٍ : الشَّحْمُ يذابُ فيُجْمَعُ وقِيل : يُذابُ فكُلَّما قَطَر وُكِّفَ على الخُبز ثم أعِيد تقدَّم . ودَرْبُ جَمِيلٍ : ببَغدادَ نُسِب إليه بعضُ المُحدِّثين . وإسحاقُ بن عمرٍو وفي التَّبصير : ابن عمر الجَمِيلِيُّ النَّيسابُورِيّ : شاعرٌ مُفْلِقٌ مُعَمَّرٌ روى عن أبي حَفص بن مَسرور ومات سنة 520 . الجَمُولُ كصَبُورٍ : مَن يُذِيبهُ أي الشَّحْمَ وفي المُحكَم : المَرأةُ التي تذِيبُ الشَّحْمَ . قال ابنُ الأعرابيّ : الجَمُولُ : المرأةُ السَّمِينةُ والنَّثُولُ : المَهْزُولَةُ وأنشَد :
" إذْ قالَتِ النَّثُولُ للجَمُولِ
" يا بْنَةَ شَحْمٍ في المَرِيءِ بُولِيوالجُفلَةُ بالضمّ : جَماعَةُ الشيء كأنها اشتُقَّت مِن جُمْلَة الحَبلِ ؛ لأنها قُوًى كثيرةٌ جُمِعَتْ فأَجْمَلَتْ جُمْلةً . وقال الراغب : واعتُبِر معنى الكَثْرةِ فقِيل لكُلِّ جَماعةٍ غيرُ منفصِلة : جُملَةٌ . قلت : ومنه أَخذ النَّحويّون الجُملَة لِمُرَّكبٍ من كلمتين أُسْنِدت إحداهما للأُخرى . وفي التنزيل : " قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيهِ الْقُرآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً " أي مُجْتَمِعاً لا كما أُنْزِل نُجُوماً مُفْتَرِقة . وجُمْلَةُ : جَدُّ الإمام جمالِ الدّين يُوسُفَ بن إبراهيم مِن كبار الشافِعيّة قاضي دِمَشْقَ سمِعَ من الفَخْرعليِّ بن البُخارِيّ وغيرِه وهو جُمْلَةُ بن مُسلِم بن تَمّام بن حسين بن يوسف وأخوه أحمدُ بنُ إبراهيم بنِ جُمْلَةَ سَمِع من ابنِ البُخارِيّ أيضاً ذكره البِرزالِيُ مات سنةَ 742 . الجُمَّلُ كسُكَّرٍ وصُرَدٍ وقُفْلٍ وعُنُقٍ وجَبَلٍ : حَبلُ السَّفِينة الغَلِيظُ الذي يقال له : القَلْسُ الأخيرتان عن ابنِ جِنِّي وقُرِئ بِهنَّ قولُه تعالى : " حَتَّى يَلجَ الجَمَلُ في سَمِّ الْخِيَاطِ " فالأولَى قرأ بها عليٌّ وابنُ عبّاس رضي اللّه عنهم ومُجاهِد وسَعِيد بن جُبَير والشَّعْبِيّ وأبو رَجاء ويَزِيدُ بن عبد الله بن الشِّخِّير وأبانٌ عن عاصِمٍ . وفي رِوايةٍ عن ابن عباس بتخفيف الميم وهي الرواية الثانية وبه قرأ أبو عمرو والحسن وهي قراءة ابنِ مسعوفي وحُكِيَ ذلك عن أبي بن كَعب أيضاً . ورُوِى عن ابن عَبّاس بسكون الميم أيضاً وهي الثالثة هذه جَمْعُ جُمْلَةٍ مِثال : بُسرٍ وبُسرَة والجُمْلَةُ : قُوَّةٌ مِن قُوَى الحَبلِ الغَلِيظ . وقال ابنُ جِنِّي : وأمّا جُمْلٌ : فجَمْع جَمَلٍ كأَسَدٍ وأُسْدٍ . وذكر الكَواشِي أنها كلّها لُغاتٌ في البَعِير ما عدا جُمَّلاً كسُكَّرٍ وقُفْلٍ قِيل : وليس بشيءٍ فتأمَّلْ قاله شيخُنا . قلت : وأمّا القِراءةُ الأولى فإنه نقلها الفَرّاءُ عن ابنِ عبّاس وقال : مَعناه الحِبالُ المَجْمُوعة وقال أبو طالب : رَواه الفَرّاءُ بالتَّشديد ونحن نَظُنُّ أنه أراد التخفيفَ لأنّ الأسماءَ إنما تأتي على فُعْلٍ مُخفَّفاً والجماعةُ تجيء على فُعَّلٍ كصُوَّمٍ ونُوَّمٍ . وكُسكَّرٍ : حِسابُ الجُمَّلِ وهي الحروفُ المُقَطَّعة على أبي جادٍ قال ابنُ دُرَيْد : لا أحْسَبه عربيّاً . وقد يُخَفَّفُ قاله بعضُهم قال ابنُ دُرَيْد : ولستُ منه على ثِقَة . الجُمُلُ كصُحُفٍ : الجَماعةُ مِنّا عن ابنِ سِيدَهْ . وجَمَّلَهُ تَجْمِيلاً : زَيَّنَهُ ومنه : إذا لم يُجَمِّلْكَ مالُك لم يُجْدِ عليكَ جَمالُك . جَمَّلَ الجَيشَ : أطالَ حَبسَهُم صوابُه : حَبسَه كجَمَّرَهُ نقله الأزهريُّ . قال ابنُ عَبّادٍ : الجَمِيلَةُ كسَفِينةٍ : الجَماعَة مِن الظِّباءِ والحَمام وكأنها فَعِيلَةٌ مِن أَجْمَلْتُ : أي جَمَعْتُ جُمْلَةً . وجُمْلُ بالضمّ : امرأةٌ قال عبدُ الرحمن بنُ دارَةَ الغَطَفانيُّ :
فَيا جُمْلُ إنَّ الغِسلَ ما دُمْتِ أيِّماً ... عَليَّ حَرامٌ لا يَمَسنِيَ الغِسلُأي لا أُجامِعُ غيرَها فأحتاجَ إلى الغِسلِ طَمَعاً في تَزوُّجها . جَمالُ كسَحابٍ : امرأةٌ أُخْرَى وهي ابنةُ قَيسِ بن مَخْرَمَةَ وابنَةُ ابنِ مُسافِر وابنَةُ عَوْفِ بن مُسلم وهذه رَوَتْ عن جَدِّها عن نُصَيب . وكصُرَدٍ : جُمَلُ بنُ وَهْبٍ في بني سامَةَ بنِ لُؤَيٍّ نقله الحافِظُ . وكزُبَيرٍ : جُمَيلُ أُختُ مَعْقِلِ بنِ يَسارٍ صحابَيّةٌ رضي اللّه تعالى عنهما وهي التي عَضَلَها أخوها فنَزل قولُه تعالى : " فلا تَعْضُلُوهُنَّ " . جَوْمَلٌ كجَوْهَرٍ : اسمُ رَجُلٍ قال ابنُ دُرَيْد : وأحسَبُه مُشتَقاً مِن الجَمال والواو زائدَةٌ . وسًمّوْا جَمالاً كسَحابٍ وجَبَلٍ وأَمِيرٍ فمِن الأول تقَدّم في اسم النِّسوة وأبو الجَمال الحُسين بن القاسم بن عُبيد الله وزيرُ المقتدرِ . ومن الثاني : عليُّ بنُ الحسن بنِ علّان وجَعفرُ بنُ محمّد الأصبَهانيُّ ومحمدُ بن رِضوان البُخارىّ ومحمد بن الوَضَّاح الشاشِيّ ويحيى بن سعيد الأمَوِيّ صاحبُ المَغازِي وعبدُ السَّلام بن رَغْبان الشاعِرُ وعيسى بن عَمرو الحِمصِيّ وعُثمانُ بن دِحْيَةَ أخو أبي الخَطّاب كلُّ هؤلاء لَقَبُهم الجَمَلُ . وجَمَلٌ : هو عامِر مولَى عبدِ الله بن يزيد الجَمَلِع لًقّبه معاويةُ بذلك وشَهِدَ عامر مع عمرو بن العاص دُخولَ مِصرَ في زمن مُعاويةَ . وأبو جَمَلٍ : سَعِيدُ بنُ عليِّ بنِ سعيد بنِ عامر مَؤلَى جَمَلٍ رَوى عن أبيه وعبدِ الله بن يحيى البُرُلُّسِيّ مات سنةَ 265 ، ذكره ابنُ يونُس . وجَدُّه حدَّث أيضاً رَوى عنه ابنُه عامِر مات سنةَ 190 . وعَمرو بنُ الجَمَلِ التَّمِيمِيُّ كان مِن الأجْواد في زَمَن الرَّشيد . وحَفْصُ بنُ رَجاء مولَى عامِر جَمَلٍ حكى عنه ضِمامُ بن إسماعيل . وحفيده حَفْص بن يحيى بن حَفْص بن رَجاء سَمِع من ابن وَهْب ومات سنة 212 . ومحمّدُ بنُ سَلَمةَ المُرادِيُّ مَولَى جَمَلٍ صاحب ابنِ وَهْب معروفٌ . وابنه إبراهيمُ حدَّث عن عبدِ الله بن يوسف التنيسِيّ . ومن الثالث جماعةٌ أوردَهم الذَّهبيُّ وغيرُه . جُمالٌ كغُرابٍ : د وقِيل : مَوضِعٌ نَجْدِ فيما أحسَبُ قاله نَصْرٌ . جُمَّيلٌ كقُبَّيطٍ : جَدُّ والِدِ الحافظِ أبي الخطَّابِ عُمرَ بنِ حسنِ بن دِحْيَةَ ذي النَّسَبَيْن سبطِ أبي البَسّام الحُسَينيّ حافِظٌ مُكثِرٌ وفيه ضَعْفٌ . وأخوه عثمانُ الذي لَقَبُه الجَمَلُ وتقَدّم وَولَدُهما حَدَّثوا
مما يُسْتَدْرَك عليه : الجُمالَةُ كثُمامَةٍ : الذائِبُ مِن الإهالَةِ ومنه قولُهم : خُذِ الجَمِيلَ وأعطِني الجُمالَةَ وهي الصُّهارَةُ . والجُمالَةُ : الحَبلُ الغَلِيظُ سُمِّىَ به لأنها قُوًى كثيرةٌ جُمِعتْ فأُجمِلَتْ جُمْلَةً والجَمْع : جُمالاتٌ قاله الزَّجّاج . وقال مجاهِدٌ : هي حِبالُ الجُسُور . وأجْمَلَ القَومُ : كَثُرَتْ جِمالُهم عن الكِسائي . والتَّجَمُّلُ : تكلُّفُ الجَمِيلِ وإذا أُصِبتَ بنائِبةٍ فتَجَمّلْ : أي تَصَبَّز . واجْتَمَل : اسْتَوْكَف إِهالَةَ الشَّحْمِ علَى الخُبز وهو يُعيدُه إلى النار . وعَيْنُ الجَمَلِ : الشَّاهْبَلُّوطُ مِصْريَّةٌ . ووَقْعَةُ الجَمَل : كانت بينَ عائشةَ وعليٍّ رضي الّله تعالى عنهما وفيها يقول الشاعِر :
" نَحنُ بَنُو ضَبَّةَ أَصحابُ الجَمَلْ
" الموتُ أَحْلَى عِنْدَنا مِن العَسَلْ والجَمَّالُ كشَدَّادٍ : كالجَمَّالة كالحَمَّارِ والحَمَّارَة نقلَه ابنُ سِيدَهْ . ورَجُلٌ جامِلٌ : ذو جَمَلٍ . وجَمَلَ الجَمَلَ : عَزَلَهُ عن الطَّرُوقَةِ . والأَجْمَلُ : الجَمِيلُ قال عُبيدُ اللّهِ بنُ عبدِ الله :
وما الحَقُّ أن تَهْوَى فتَشْعَفَ بالذي ... هَوِيتَ إذا ما كان ليس بأَجْمَلِوقال اللِّحْيانيّ : أَجْمَلُ إن كنت جامِلاً فإذا ذَهبوا إلى الحال قالوا : إنه لَجَمِيلٌ . والجَمُولُ كصَبُورٍ : الشحْمَةُ المُذابَةُ عن ابن الأعرابيّ وأنشَد البيتَ الذي تقدَّم ذكرُه وقال في تفسيره : أي قالت هذه المرأةُ لأختها : أَبْشِري بهذه الشَّحْمةِ المَجْمولَة التي تَذُوبُ في حَلْقِكِ . وليس بقَوِيٍّ وإذا تُؤُمِّلَ كان مستحيلاً . وجَمَّلَ اللّهُ عليه تَجْمِيلاً : إذا دعوتَ له أن يَجْعلَه جميلاً حَسَنا . وقال الفَرّاءُ : المُجَامِلُ : الذي لا يَقْدِرُ علَى جَوابِكَ فيترُكُه وَيَحْقِدُ عليكَ إلى وقتٍ ما . وكزُبَيرٍ : جُمَيلُ بنُ ثَعْلَبَةَ جَدُّ النُّعمان بن أبي عَلْقَمَة ذَكره ابنُ ماكُولا . وشُرَحْبِيلُ بنُ حَبِيب بنِ جُمَيل بنِ النُّعمان القُضاعِيّ كان سيدَ أهلِ مِصرَ في زمانِه . والمُسمَّى بجَمِيلَةَ مِن النِّسوة جماعةٌ صحابِيّاتٌ رضي اللّه تعالى عنهُنّ . والجَمْلُ بفتح فسكون : موضِعٌ في دِيار بني نَصْر بن مُعاوِيَة عن نَصْرٍ . والمُجْمَلُ عندَ الفُقهاء : ما يَحتاجُ إلى بَيان . قالَ الراغِبُ : وحَقيقَتُه : هو المُشتَمِلُ على جُمْلةِ أشياء كثيرةٍ غير مُلَخَّصَة . والاجتِمالُ : الادِّهانُ بالشَّحم . والجَمالِيَّةُ : قَريةٌ مِن أعمالِ مِصْرَ وخِطَّةٌ بها والعَوامُّ تَحذِفُ ألِفَها . والجَمَلُونُ مِن البِناء مُحَرَّكَةً : ما كان على هيئةِ سَنامِ الجَمَلِ . وبَنُو جَمالٍ كسَحابٍ : قَبيلةٌ باليَمن . وجَمَلُ اللَّيلِ : لَقَبُ السيّد محمد بن هارُون الحُسَينيّ الحَضْرَمِيّ . وأبو جَمِيل : حَسّانُ مِن بني جَعفر بن أبي طالب عَقِبُه في إسْنا وهم الجَمائِلَةُ وفيهم كَثرةٌ . وجَمَّالٌ كشَدَّادٍ : اسمٌ لبعض الطُّرُق فيما زَعموا كما يقال : مِثْقَب والقَعْقاع وقالوا أيضاً في مِثْله : جَلَّالٌ وقد تقدّم . والجَمّالانِ : مِن شعَرائِهم أحدُهما إسلاميٌّ وهو الجَمّالُ بن سَلْم العَبدِيّ والآخَر جاهِليّ . ومن أمثالِهم : ما اسْتَتَر مَن قادَ الجَمَلَ ومنه قولُ ابنِ جَلا :
" أنا القُلاخُ بنُ جَنابِ بنِ جَلا
" أَخُو خَناثِيرَ أَقُودُ الجَمَلا وقد ذُكِر في ن - ث - ر
اللمال كسحاب : هو الكحل وأنشد :
لها زفرات من بوادر عبرة ... يسوق اللمال المعدني انسجالها ويضم وهكذا رواه كراع . قلت : وقد تقدم في الكاف اللماك بالضم : الجلاء يكحل به العين عن ابن الأعرابي وضبطه ابن عباد ككتاب ولا أرى اللمال بلامين إلا محرفا عن اللماك فتأمل ذلك . وتلمل بفمه مثل تلمظ قال كعب بن زهير :