جَذَبَهُ أَيِ الشَّيْءَ يَجْذِبُهُ بالكسْرِ جَذْباً وجَبَذَهُ عَلَى القَلْبِ لُغَةُ تَمِيم : مَدَّهُ كاجْتَذَبَه وقد يكونُ ذلك في العَرْضِ ورُوِيَ عن سيبويهِ : جَذَبَ الشَيءَ : حوَّلَهُ عن مَوْضِعِه واجْتذَبهُ : اسْتَلَبَه كذا في المحكم وجَذَبَه كَجَاذَبَه وقولُ الشاعر :
" ذَكَرْتُ والأَهْوَاءُ تَدْعُو لِلْهَوَى
" والعيسُ بالرَّكْبِ يُجَاذبْنَ البُرَى يَحْتمِلُ أَن يكونَ بمعنى يَجْذِبْنَ أَو بمعنى المُبَارَاةِ والمُنَازَعَة كذا في المحكم وقد انْجَذَبَ وتَجَاذَبَ نَصّ ابنِ سيده في المحكم : وجَذَبَ فُلاَنٌ حَبْلَ وِصَالِهِ : قَطَعَهُ . وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : جَذَبَ فلانٌ الحَبْلَ بَيْنَنَا : قَاطَعَ . وجَذَبَتِ النَّاقَةُ إذا غَرَزَت وقَلَّ لَبَنُهَا تَجْذِبُ جِذَاباً فهي جَاذِبٌ وجَاذِبَةٌ وجَذُوبٌ جَذَبَتْ لَبَنَها من ضَرْعِهَا فذَهَبَ صاعِداً وكذلك الأَتَانُ وفي الأَساس ومن المَجَازِ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ : مَدَّتْ حَمْلَهَا إلى أَحَدَ عَشَرَ شَهْراً . قال الحطيئةُ يهجو أُمَّه :
لِسَانُكِ مِبْرَدٌ لَمْ يُبْقِ شَيْئاً ... وَدَرُّكِ دَرُّ جَاذبَةٍ دَهِينِ الدَّهِينُ مثْلُ الجاذِبَةِ ج جَوَاذِبُ وجِذَابٌ كنِيَام ونَائِم قال الهُذليّ :
" بِطَعْنٍ كَرَمْحِ الشَّوْلِ أَمْسَتْ غَوَارِزاًجَوَاذِبُهَا تَأْبَى عَلَى المُتَغَبِّرِ قال اللِّحْيَانيّ : نَاقَةٌ جَاذِبٌ إذا جَرَّتْ فَزَادَتْ عَلَى وَقْتِ مَضْرِبِهَا
ومن المَجَازِ : جَذَبَ الشَّهْرُ يَجْذِبُ جَذْباً مَضَى عَامَّتُهُ أَكْثَرُه ومن المَجَازِ : جَذَبَ الشَّاةَ والفَصِيلَ عَنْ أُمِّهِمَا يَجْذِبُهُمَا جَذْباً : قَطَعَهُمَا عنِ الرَّضَاعِ وكذلك المُهْرَ : فَطَمَهُ قال أَبُو النَّجْمِ يَصِفُ فَرَساً :
" ثُمَّ جَذَبْنَاهُ فِطَاماً نَفْصِلُهْ
" نَفْرَعُهُ فَرْعاً ولَسْنَا نَعْتِلُهْ أَي نَفْرَعُه باللِّجَام ونَقْدَعُه ونَعْتِلُهُ أَي نَجْذِبُه جَذْباً عَنِيفاً . وقال اللّحيانيّ وجَذَبَتِ الأُمُّ ولَدَهَا تَجْذِبُه : فَطَمَتْهُ ولمْ يَخُصَّ مِنْ أَيِّ نوع هُوَ قالَهُ ابن سيده وفي التهذيب : يقال : للصَّبِيِّ أَو للسَّخْلَةِ إذَا فُصِلَ : قَدْ جُذِبَ انتهى
ومن المَجَازِ : جَذَبَ فُلاَناً يَجْذُبُه بالضَّمّ إذا غَلَبَه في المُجَاذَبَةِ ومن المَجَازِ : جَاذَبَتِ المَرْأَةُ الرَّجُلَ : خَطَبَهَا فَرَدَّتْهُ كَأَنَّه بان منها مَغْلُوباً كذا في المحكم وفي التهذيب . وإذا خَطَبَ الرجلُ امرأَةً فَرَدَّتْه قِيلَ جَذَبَتْهُ وَجَبَذَتْهُ قال : وكأَنَّه مِنْ قَوْلِكَ جَاذَبْتُهُ فجذَبْتُه أَي غَلَبَتْهُ فبَانَ مِنْهَا مَغْلُوباً
وجَذَابِ مَبْنِيَّةً كَقَطَامِ هي المَنِيَّةُ لأَنَّهَا تَجْذِبُ النُّفُوسَ قاله ابنُ سيده
والانْجِذَابُ : سُرْعَةُ السَّيْرِ ومن المَجَازِ : قَدِ انْجَذَبُوا في السَّيْرِ وانْجَذَبَ بِهِمُ السَّيْرُ : ساروا مَسِيراً بعيداً
وسَيْرٌ جَذْبٌ : سَرِيعٌ قال الشاعر :
" قَطَعْتُ أَخْشَاهْ بِسَيْرٍ جَذْبِ أَيْ حَالَةَ كَوْنِي خَاشِياً لَه قَالَهُ ابنُ سِيدَهْ . والجَذْبُ أَيضاً : انْقِطَاعُ الرِّيقِ
وعن ابن شُميل : يُقَالُ : بَيْنَنَا وبَيْنَ بَنِي فُلاَنٍ نَبْذَةٌ وجَذْبَةٌ أَيْ هُم منَّا قَرِيبٌ وبَيْنَهُ وبَيْنَ المَنْزِلِ جَذْبَةٌ أَيْ قِطْعَةٌ بَعِيدَةٌ ويُقَالُ : جَذْبَةٌ من غَزْلٍ لِلْمَجْذُوبِ منه مَرَّةً ومن المَجَازِ يقال : مَا أَعْطَاهُ جَذْبَةَ غَزْلٍ أَي شيئاً كذا في الأَساس
والجَذَبُ مُحَرَّكَةً : الشَّحْمَةُ التي تكون في رأْس النَّخْلَةِ يُكْشَطُ عنها اللِّيفُ فتُؤْكَلُ كأَنَّها جُذِبَت عن النَّخْلَةِ وهو أَيضاً جُمَّارث النَّخْلِ أَو وفي بعض النسخ بحذف أَو ومثله في المحكم ولسان العرب : الخَشِنُ منه أَي الذي فيه الخُشُونَةُ وأَمَّا أَبو حنيفةَ فإِنه عَمَّ وقال : الجَذَبُ : الجُمَّارُ ولم يَزِدْ شيئاً كذا في المحكم وفي الحديث : " كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ الجَذَبَ " هو بالتحريك : الجُمَّارُ كالجِذَاب بالكَسْرِ الوَاحِدَةُ جَذَبَةٌ بهاءٍ
وجَذَبَ النَّخْلَةَ يَجْذِبُهَا بالكَسْرِ جَذْباً : قَطَعَ جَذَبَهَا لِيَأْكُلَهُ هذه عن أَبي حَنِيفَةَ
ومن المَجَازِ : جَذَبَ منَ الماءِ نَفَساً أَو نَفَسَيْنِ إذا كَرَعَ فيه أَي في الإِناءِ الذي فيه الماءُ
وفي الأَسَاس : ونَاقَةُ فلانٍ تَجْذِبُ لَبَنَهَا إذَا حُلِبتْ أَي تَسْرِقُه والجُوذَابُ بالضَّمِّ : طَعَامٌ يُتَّخَذُ أَي يُصْنَعُ من سُكَّر ورُزٍّ ولَحْم كذا في المحكم
قلت : ولعَلَّه لِمَا فيه من الجَوَاذِب وربما يَسْبِق إلى الذِّهْنِ أَنه مُعَرَّبُ جوزهْ آبْ وليس كذلك وسيأْتي في ذوباج
وجَاذَبَا : نَازَعَا وجَاذَبْتُه الشيءَ : نَازَعْتُهُ إيَّاهُ وتَجَاذَبَا : تَنَازَعَا والتَّجَاذُبُ : التَّنَازُعُ وبه فُسِّرَ أَيضاً قولُ الشاعرِ الماضي ذكرُه :
" يُجَاذِبْنَ البُرَى بمعنى المباراةِ والمنازعة
واجْتَذَبَه : سَلَبَه قال ثعلب عن مُطَرِّفٍ : وَجَدْتُ الإِنْسَانَ مُلْقًى بَيْنَ الله وبَيْنَ الشَّيْطَان فإنْ لم يَجْتَذِبْهُ إليه جَذَبَه الشيطانُ وهو قِطْعَة من كلام ابنِ سيدَهْ في المحكم وقوله : اجْتَذَبَه : سَلَبَه من بقية كلامِ سيبويه المتقدّم
وفي الأَساس : ومن المَجَازِ : وتَجَاذَبُوا أَطْرَافَ الكَلاَمِ وكانتْ بَيْنَهُمْ مُجَاذَبَاتٌ ثُمَّ اتَّفَقُوا
والجَذَّابَةُ لم يذكره صاحبُ اللسان وهي مُشَدَّدَةٌ : هُلْبَةٌ بالضَّمِّ وهي شَعَرٌ يُرْبَطُ ويُجْعَلُ آلة للاصْطِيَاد يُصْطادُ بها القَنَابِرُ جمعُ قُنْبَرٍ : طَائِر معروف وفي لسان العرب : عن أَبي عمرو : يقال : مَا أَغْنَى عَنِّي جِذِبَّاناً وَلاَ ضِمْناً الجِذِبَّانُ بالكَسْرِ وتَشْدِيد البَاءِ المُوَحَّدَةِ المَفْتُوحَة كعِفِتَّانٍ وهو زِمَامُ النَّعْلِ والضِّمْنُ : هو الشِّسْعُ
وعن النَّضْرِ بنِ شُمَيْل تَجَذَّبَهُ أَيِ اللَّبَنَ إذا شَرِبَهُ قالَ العُدَيْلُ :" دَعَتْ بالجِمَالِ البُزْلِ لِلْظَّعْنِ بَعْدَمَاتَجَذَّبَ رَاعِي الإِبلِ ما قَدْ تَحَلَّبَا ومنَ الأَمثالِ المشهورةِ أَخَذَ فُلاَنٌ في وَادِي جَذَبَاتٍ مُحَرَّكَةً وفي مجمَعِ الأَمْثَالِ للميدانيّ : وَقَعُوا يُضْرَبُ في الرجُلِ إذَا أَخْطَأَ ولَمْ يُصِبْ قِيلَ : من جُذِبَ الصَّبِيُّ : فُطِمَ وَرُبَّمَا يَهْلِكُ ويُفهم من كلام الأَساس أَنه مأْخوذ من قولهم : انْجَذَبُوا في السَّيْرِ وانْجَذَبَ بهم السَّيْرُ : ساروا بعِيداً . فيُنظرُ مع تفسير المُؤلّف ورواه بعضُهم بالدّال المهملة ونقل شيخنا : والأَصوبُ قولُ الأَزهريّ عن الأَصمعيّ خَدَبَاتٍ أَي بالخَاء المعجمة جمع خَدْبَة فَعْلَة مِن خَدَبَتْهُ الحَيَّةُ : نَهَشَتْهُ يُضْرَب لواقعٍ في هَلَكَةٍ وللجَائرِ عن قَصْدِه ويأْتي للمصنِّف ونقل شيخُنَا أَيضاً أَنه أُخِذَ من كلام الميدانيّ أَنه يقالُ جُذِبَ الصَّبِيُّ إذا فُطِم وظاهِرُ المصنّفِ كالجَوْهرِيِّ أَنه يكونُ للمُهْرِ لأَنه ذَكرَه مُقيَّداً به
قلت : وقد أَسْبَقْنَا النقْلَ عن التهذيب في ذلك ما يُغنِي النقل عن معنى المَثل
" حَدَثَ " الشيءُ يَحْدُثُ " حُدُوثاً " بالضّمّ " وحَدَاثَةً " بالفَتْحِ : " نَقِيضُ قَدُمَ " والحَدِيثُ : نَقِيضُ القَدِيمِ والحُدُوثُ : نَقِيضُ القُدْمَةِ " وتُضَمُّ دالُه إِذا ذُكِرَ مَعَ قَدُمَ " كأَنَّه إِتْبَاعٌ ومثله كثِيرٌ . وفي الصّحاح : لا يُضَمُّ حَدُثَ في شْيءٍ من الكلامِ إِلا في هذا المَوْضِعِ وذلك لِمكَانِ قَدُمَ على الأزْدِواجِ وفي حَدِيث ابنِ مَسْعُودٍ " أَنّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وهو يُصَلّى فَلَمْ يَرُدَّ عليهِ السّلام قال : فأَخَذَنِي ما قَدُمَ ومَا حَدُثَ " يعنِي هُمُومَه وأَفْكَارَه القَدِيمةَ والحَدِيثَةَ يقال : حَدَثَ الشَّيْءُ فإِذا قُرِنَ بقَدُمَ ضُمَّ للأزْدِوَاج . والحُدُوثُ : كونُ شْيءٍ لم يَكُنْ وأَحْدَثَهُ اللهُ فهو مَحْدَثٌ وحَدِيثٌ وكذلك استَحْدَثَهُ وفي الصّحاح : اسْتَحْدثَتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَدِيداً . " وحِدْثانُ الأَمْرِ بالكسْرِ : أَوَّلُه وابْتِداؤُه كحَدَاثَتِه " يقال : أَخَذَ الأَمْرَ بِحِدْثَانِهِ وحدَاثَتِه أَي بأَوَّلِهِ وابْتِدائِه وفي حديثِ عائِشَةَ رضي الله عنها " لولا حِدْثانُ قَوْمِك بالكُفْرِ لَهَدَمْتُ الكَعْبَةَ وَبَنَيْتُها " والمُرادُ به قُرْبُ عَهْدِهم بالكُفْرِ والخُرُوجِ منه والدُّخُول في الإِسلامِ وأَنَّهُ لم يَتَمَكَّنِ الدَّينُ في قُلُوبِهِم فإِن هَدَمْتُ الكَعْبَةَ وغيَّرْتُهَا رُبَّمَا نَفَرُوا من ذلك . وحدَاثَةُ السِّنِّ : كِنَايَةٌ عن الشَّبَابِ وأَوَّلِ العُمُرِ . الحدثانُ " من الدَّهْرِ : نُوَبُهُ " وما يَحْدُثُ منه " كحَوَادِثِه " واحِدُها حادِث " وأَحْدَاثُه " واحِدُهَا حَدَثٌ . وقال الأَزْهَرِيّ : الحَدَثُ من أَحْدَاثِ الدَّهْرِ : شِبْهُ النَّازِلَةِ . وقال ابنُ منظور : فأَمّا قولُ الأَعْشَى :
فإِمّا تَرَيْنِي وَلِي لِمَّة ... فإِنّ الحَوَادِثَ أَوْدَى بِهَا فإِنه حذف للضَّرُورَة وذلك لِمَكَان الحَاجَةِ إِلى الرِّدْفِ . وأَمّا أَبُو عليٍّ الفَارِسِيّ فذَهَبَ إِلى أَنه وَضَعَ الحَوَادِثَ مَوضعَ الحَدَثَانِ كما وَضَعَ الآخَرُ الحَدَثَانَ مَوْضعَ الحَوَادِثِ في قوله :
أَلاَ هَلَكَ الشِّهَابُ المُسْتَنِيرُ ... ومِدْرَهُنَا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ
ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا أَلَمَّتْ ... بنا الحَدَثَانُ والحَامِي النَّصُورُ وقال الأَزهريّ : وربما أَنَّثَتِ العَرَبُ الحَدَثَانَ يَذْهَبُون به إِلى الحَوادِث . وأَنشد الفَرّاءُ هذين البَيْتَيْنِ وقال : تقولُ العَربُ : أَهْلَكَتْنَا الحَدَثَانُ قال : فأَمّا حِدْثَانُ الشَّباب فبكسرِ الحاءِ وسكون الدال . قال أَبو عمرٍو الشيبانيّ : " تقول : " أَتَيْتُهُ في رُبَّي شَبابِه ورُبَّانِ شَبَابِه وحَدِيث شَبَابِه وحِدْثَانِ شَبَابِه وحَدِيثِ شَبَابِه بمعنىً واحِدٍ . قلت : وبمثل هذا ضبطَهُ شُرَّاحُ الحَمَاسَة وشُرَّاح ديوانِ المُتَنَبّي وقالُوا : هو مُحَرَّكة : اسمٌ بمعنى حَوَادِثِ الدَّهْرِ ونَوَائِبِهِ وأَنشدَ شيخُنا - رحمه الله - في شرحه قول الحَمَاسِيّ :
رَمَى الحَدَثَانُ نِسْوَةَ آل حَرْبٍ ... بمِقْدَارٍ سَمَدْنَ له سُمُودَا
فَرَدَّ شُعُورَهُنَّ السُّودَ بِيضاً ... وَرَدَّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودَا مُحَرَّكَة قال : وكذلك أَنشَدَهما شَيْخَانا ابنُ الشّاذِلّي وابن المسناوِيّ وهُمَا في شرحِ الكافِية المالكيّة وشُرُوح التَّسْهِيل وبعضُهم اقْتَصَرَ على ما في الصّحاح من ضبطهِ بالكَسْرِ كالمُصَنّف وبعضُهُم زاد في التَّفَنُّنِ فقال : حَدَثانِ : تَثْنِيةُ حَدَث والمراد منهما : اللّيلُ والنّهَار وهو كقولهم : الجَدِيدانِ والمَلَوانِ ونحو ذلك . " والأَحْدَاثُ : الأَمْطَارُ " الحادِثَةُ في " أَوَّل السَّنة " قال الشاعر :
تَرَوَّى من الأَحْدَاثِ حَتّى تَلاحَقَتْ ... طَوائِفُه واهْتَزّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ وفي اللسان : الحَدَثُ : مثلُ الوَلِيّ وأَرْضٌ مَحْدُوثَةٌ : أَصابَها الحَدَثُ . قال الأَزهرِيّ : شابٌّ حَدَثٌ : فَتِىُّ السِّنِّ وعن ابن سيدَه : " رَجُلٌ حَدَثُ السِّنّ وحَدِيثُهَا بَيِّنُ الحَدَاثَةِ والحُدُوثَةِ : فَتِىُّ " ورجالٌ أَحْدَاثُ السِّنِّ وحُدْثَانُهَا وحُدَثَاؤُهَا . ويقال : هؤلاءِ قَوْمٌ حِدْثَانٌ : جَمْعُ حَدَثٍ وهو الفَتِىُّ السِّنِّ . قال الجَوْهَرِيّ : ورَجُلٌ حَدَثٌ أَي شَابٌّ فإِن ذَكَرْتَ السِّنَّ قلتَ : حَدِيثُ السِّنّ . وهؤلاءِ غِلْمَانٌ حُدْثَانٌ أَي أَحْدَاثٌ . وكلُّ فَتِىٍّ من النّاسِ والدَّوابِّ والإِبِلِ حَدَثٌ والأُنْثَى حَدَثَةٌ واستعملَ ابنُ الأَعْرَابِيّ الحَدَثَ في الوَعلِ قَالَ : فإِذا كانَ الوَعِلُ حَدَثاً فَهُوَ صَدَعٌ كذا في اللّسان . قلتُ : والذي قاله المصنّف صرَّحَ به ابنُ دُرَيْد في الجَمْهَرَة ووافقَه المُطَرِّزِيّ في كتابه غريب أَسماءِ الشّعراءِ وابنُ عُدَيْس كما نَقَلَه اللَّبْلِىُّ عنه من خَطِّه والذي قاله الجَوْهَرِيّ صَرّحَ به ثَعْلَبٌ في الفصيح واللِّحْيَانيّ في نَوادِرِه . ونقل شيخُنَا عن ابنِ دُرُسْتَوَيه : العامَّة تقول : هو حَدَثُ السِّنِّ كما تقول : حَدِيثُ السِّنّ وهو خطَأٌ ؛ لأَن الحَدَثَ صِفَةُ الرّجُلِ نفْسِه وكان في الأَصل مصدَراً فوَصفَ به ولا يُقَال للسِّنّ حَدَثٌ ولا للضِّرس حدث ولا للناب ولا تَحْتَاجُ معه إِلى ذِكْرِ السِّنّ وإِنّمَا يقال للغُلامِ نفْسِه : هو حَدَثٌ لا غيرُ قال : فأَمّا الحَدِيثُ فصِفَةٌ يُوصَفُ بها كلُّ شْيءٍ قريبِ المُدَّةِ والعَهْدِ به وكذلك السِّنِّ الحَدِيثَةُ النَّبَاتِ والحَدِيثُ السِّنِّ من الناسِ : القريبُ السِّنّ والمَوْلِدِ ثم قال : وعليه أَكثرُ شُرّاحِ الفَصِيحِ . قلت : به سُمّىَ " الحَدِيث " وهو : " الجَدِيدُ " من الأَشياءِ . الحَديثُ " : الخَبَرُ " فهما مُترادِفانِ يأْتي على القَلِيلِ والكثيرِ " كالحِدِّيثَي " بكسرٍ وشدِّ دالٍ على وزن خِصِّيصَي تقول : سَمِعْتُ حِدِّيثَي حَسَنَةً مثل خِطِّيئَي أَي حَدِيثاً . " ج أَحَادِيثُ " كقَطيعٍ وأَقَاطِيعَ وهو " شاذٌّ " على غيرِ قِياسٍ وقيل : الأَحادِيثُ جمع أُحْدُوثَة كما قاله الفَرّاءُ وغيرُه وقيل : بل جمعُ " الحديث " أَحْدِثَة على أَفْعِلَة ؛ ككَثْيبٍ وأَكْثِبَةٍ . قد قَالُوا في جَمْعه : " حِدْثانٌ " بالكسر " ويُضَمّ " وهو قليل أَنشد الأَصمعيّ :تُلَهِّى المَرْءَ بالحُدْثانِ لَهْواً ... وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ وراه ابنُ الأَعْرَابِيّ : بالحَدَثانِ محرّكَة وفسّره فقال : إِذا أَصابَه حَدَثَانُ الدَّهْرِ من مصائِبِه ومَرازِئه أَلْهَتْهُ بِدَلِّها وحَدِيثهِا " عن ذلك " " ورجلٌ حَدُثٌ " بفتح فضمّ " وحَدِثٌ " بفتح فكسر " وحِدْثٌ " بكسر فسكون " وحِدِّيثٌ " كسِكِّينٍ زاد في اللّسَان ومُحَدِّث كلّ ذلك بمعنىً واحدٍ أَي " كَثِيرُه " حَسَنُ السِّيَاقِ له كلّ هذا على النَّسَبِ ونحوه هكذا في نسختنا وفي أُخرى : رَجُلٌ حَدُثٌ كنَدُسٍ وكَتِفٍ وشِبْرٍ وسِكِّيتٍ وهذا أَوْلَى ؛ لأَنّ إِعْرَاءَ الكلماتِ عن الضَّبْطِ غيرُ مناسبٍ وضبطَهَا الجوهريّ فقال : ورجل حَدُثٌ وحَدِثٌ بضم الدال وكسرها أَي حَسَنُ الحديث ورجلٌ حِدِّيثٌ مثلُ فِسِّيقٍ أَي كثيرُ الحَدِيثِ ففرّق بين الأَوَّلَيْن بأَنَّهُمَا الحَسَنُ الحديثِ والأَخِيرُ : الكثيرُه . قال شيخُنا : وفي كلام غيرِه ما يَدُلُّ على تَثْلِيثِ الدَّالِ وقال صاحِبُ الواعي الحَدِث : من الرجال بضّم الدّال وكسرها هو الحَسَنُ الحَدِيثِ والعامَّة تقول الحِدِّيث أَي بالكسر والتَّشْدِيد قال وهو خَطَأٌ إِنما الحِدِّيثُ : الكثيرُ الحَدِيثِ . " والحَدَثُ : محرّكةً : الإِبْداءُ وقد أَحْدَثَ " من الحَدَثِ . ويقال : أَحْدَثَ الرَّجُلَ ؛ إِذا صَلَّعَ وفَصَّحَ وَخَضَفَ أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو مُحْدِثٌ . وأَحْدَثُه : ابْتَدَأَهُ وابْتَدَعَهُ ولم يَكُنْ قَبْلُ . الحَدَثُ " : د بالرُّومِ " وفي اللسان : موضِعٌ متَّصل ببِلادِ الرُّومِ مُؤَنَّثَةٌ زاد الصّاغانيّ : وعندَهُ جَبَلٌ يقال له : الأُحَيْدِبُ وقَدْ ذُكِرَ في موضِعِه . الحَدِيثُ : ما يُحْدِّثُ به المُحَدِّثُ تَحْدِيثاً وقد حَدَّثَهُ الحَدِيثَ وحَدَّثَهُ بهِ . وفي الصّحاح : " المُحَادَثَةُ " و " التَّحَادُثُ " والتَّحَدُّثُ والتَّحَدُّيثُ مَعروفاتٌ . المُحَادَثَةُ " : جِلاءُ السَّيْفِ كلإِحْداثِ " يقال : أَحْدَثَ الرّجُلُ سَيْفَه وحادَثَه إِذا جَلاَهُ وفي حديثِ الحَسَن " حَادِثُوا هذه القُلُوبَ بذِكْرِ الله تَعالى فإِنها سَرِيعَةُ الدُّثُور " معناه اجْلُوها بالمَوَاعِظِ واغْسِلُوا الدَّرَنَ عنْهَا وشَوِّقُوهَا حتّى تَنْفُوا عنْهَا الطَّبَعَ والصَّدَأَ الذي تَرَاكَبَ عَلَيْهَا وتَعَاهَدُوهَا بذلكَ كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ قال :
" كنَصْلِ السَّيْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِمن المَجَازِ : ما جَاءَ في الحَدِيث : " قد كانَ في الأُمَمِ مُحَدَّثُونَ فإِنْ يَكُنْ فِي أُمَّتِي أَحَدٌ فَعُمَرُ بنُ الخَطّابِ " قالوا : " المُحَدَّثُ كمُحَمَّدٍ : الصَّادِقُ " الحَدْسِ وجاءَ في تَفْسِيرِ الحَدِيث أَنَّهُم المُلْهَمُونَ والمُلْهَمُ هو الذِي يُلْقَى في نَفْسِه الشَّيْءُ فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِرَاسةً وهو نَوْعٌ يَخُصُّ اللهُ به من يَشَاءُ من عِبَادَه الذين اصْطَفى مثلَ عُمَرَ كأَنَّهُم حُدِّثُوا بشيْءٍ فَقَالُوه . المُحْدَثُ " بالتخفيف : ماءَانِ " : أَحدُهما لِبَنِى الدِّيلِ بِتِهامَةَ والآخَرُ على سِتَّةِ أَمْيَالٍ من النَّقْرَة . المُحْدَثُ أَيضا : " ة بوَاسطَ " بالقُرْبِ منها قَرْيَةٌ أُخرَى " بِبِغْدَادَ " . المُحْدَثَةُ " بهاءٍ : ع " فيهِ ماءٌ ونَخْلٌ وجُبَيْلٌ يقالُ له : عَمُودُ المُحْدَثَةِ . " وأَحْدَثَ " الرجُلُ " : زَنَى " وكذلك المرأَةُ يُكْنَى بالإِحْدَاثِ عن الزِّنَا . " والأُحْدُوثَةُ " بالضَّمِ " : ما يُتَحَدَّثُ به " وفي بعض المُتُونِ : ما حُدِّثَ به . ونقل الجَوْهَرِيّ عن الفَرّاءِ نُرَى أَنّ واحِدَ الأَحَادِيثِ أُحْدُوثَةٌ ثم جَعَلُوهُ جَمْعاً للحَدِيثِ . قال ابنُ بَرِّىّ : ليسَ الأَمْرُ كما زَعَمَ الفَرّاءُ ؛ لأَنَّ الأُحْدُوثَةَ بمَعْنَى الأُعْجُوبَةِ يقال : قد صارَ فُلانٌ أُحْدُوثَةً . فَأَمَّا أَحاديثُ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم فلا يكونُ واحدُهَا إِلاّ حَدِيثاً ولا يُكونُ أُحْدُوثَةً قال : وكذلك ذَكَرَهُ سِيبويْه في باب ما جاءَ جَمْعُه على غيرِ واحِدهِ المُسْتَعْمَلِ كَعُروضٍ وأَعارِيضَ وباطِلٍ وأَباطِيلَ انتهى . قال شيخُنا : وصَرَّحُوا بأَنَّه لا فَرْقَ بينَها وبينَ الحَدِيثِ في الاستعمالِ والدَّلالَةِ على الخَيْرِ والشَّرِّ خلافاً لمن خَصَّهَا بما لا فَائِدَةَ فيهِ ولا صِحَّةَ له كأَخْبَارِ الغَزَلِ ونحوِهَا من أَكاذِيبِ العَرَبِ فقد خَصَّ الفرّاءُ الأُحْدُوثَةَ بأَنّها تكونُ للمُضْحِكات والخُرَافَاتِ بخلافِ الحَدِيث وكذلك قالَ ابن هشامٍ اللَّخْمِيّ في شَرْحِ الفَصِيح : الأُحْدُوثَةُ لا تُسْتَعْمَلُ إِلاّ في الشَّرِّ ورد عليه أَبو جَعْفَرٍ اللَّبْلِىّ في شرحِه فإِنّه قال : قد تُسْتَعْمَلُ في الخَيْرِ قال يعقُوبُ في إِصلاحِه : يُقَالُ : انتَشر له في النَّاسِ أُحْدُوثَةٌ حَسَنَةٌ قال أَبو جَعْفَر : فهذَا في الخَيْرِ وأَنشَدَ المُبَرّد :
" وكُنْتُ إِذا ما زُرْتُ سُعْدَى بأَرْضِهَاأَرَى الأَرْضَ تُطْوَى لي ويَدْنُو بَعِيدُهَا
مِنَ الخَفِراتِ البِيضِ وَدَّ جَلِيسُهَا ... إِذَا ما انْقَضَتْ أُحْدُوثَةٌ لو تُعِيدُها ومثل ذلك أَورده الخَفَاجِيّ في سورةِ يُوسُف عليه السلام . رَجُلٌ " حِدْثُ المُلُوكِ بالكَسْرِ " إِذا كَانَ " صَاحِب حَدِيثِهِم " وسَمَرِهِمْ وحِدْثُ نِسَاءٍ : يتَحَدَّثُ إِليْهِنّ كقَوْلِكَ : تِبْعُ نساءٍ وزِيرُ نِسَاءٍ . " والحَادِثُ والحَدِيثَةُ وأَحْدُثٌ كأَجْبُل : مَوَاضِعُ " : فحَدِيثَةُ المَوْصِلِ : بُلَيْدَةٌ على دِجْلَةَ . وحَدِيثَةُ الفُرَاتِ : قَلْعَةٌ حَصِينَةٌ قُرْبَ الأَنبارِ . ذَكرَهما الشّهابُ الفَيُّوميّ والشمسُ محّمدُ بن محّمدِ الحُميديّ في الرّوضِ المِعْطَار في خبر الأَمْصار . وأَمّا حَادِثُ : فإِنها قَرْيَةٌ على ساحِلِ بحرِ اليَمَنِ . وأَحْدُثٌ . لغةٌ في أَجْدُثٍ ذكرَه السُّكّريّ في شَرْح شِعْر هُذَيل وأَنشدَ بيتَ المُتَنَخِّل السّابق في الجيم قال الصّاغانيّ : وليس بتصحيفِ أَجْدُث بالجِيم . والحَدَثَةُ مُحَرَّكةً : وادٍ قُرْبَ مَكّةَ أَعلاه لِهُذَيْل وأَسْفَلُهُ لكِنَانَة . " وأَوْسُ بنُ الحَدَثانِ " بنِ عَوْفِ ابنِ رَبِيعَة النَّصْرىّ " مَحَرّكَةً : صحَابِيٌّ " مَشْهُور مِن هَوازِن نادَي أَيامُ مِنيً أَنّهَا أَيامُ أَكْلٍ وشُرْبٍ روى عنه ابنُه مالك وقد قيلَ : إِنّ لابْنِه هذا صُحْبَةً أَيضاً وهو منقولٌ من حَدَثَانِ الدَّهْرِ أَي صُرُوفه ونَوَائبهومما يستدرك عليه : حَدَثَ الأَمْرُ : وَقَعَ . ومُحْدَثَاتُ الأُمورِ : ما ابتَدَعَهُ أَهْلُ الأَهْوَاءِ من الأَشْيَاءِ التي كان السَّلَفُ الصَّالِحُ على غيرِها وفي الحديثِ : " إِيّاكُم ومُحَدَثَاتِ الأُمُورِ " جَمْعُ مُحْدَثةٍ : بالفَتْح : هو مالك يكن مَعْرُوفاً في كتابٍ بني قُرَيْظَةَ " لَمْ يَقْتُلْ من نسائِهِمْ إِلاّ امْرَأَةً واحِدَةً كاَنَتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً " قيل : حَدَثُها أَنّها سَمَّتِ النَّبِي صلَّى الله عليه وسلّم . وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم : " كُلُّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وكلُّ بِدْعةٍ ضَلاَلَةٌ " . وفي حديث المَدِينَة : " مَنْ أَحْدَثَ فِيهَا حَدَثاً أو آوَى مُحْدِثاً " الحَدَثُ : الأَمرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمُعْتَادٍ ولا مَعْرُوف في السُّنّة والمُحْدِثُ يُروَى بكسرِ الدّال وفتحها على الفاعِل والمَفْعُول فمعنَى الكسْرِ : من نَصَرَ جانِباً وآوَاه وأَجَارَه من خَصْمِه وحال بينَه وبينَ أَن يقْتَصَّ مِنْهُ والفتْحُ : هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ويكونُ معنى الإِيواءِ فيه : الرِّضا بهِ والصَّبْرَ عَلَيْهِ فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعَةِ وأَقرَّ فاعِلَها ولم يُنْكِرْهَا عليه فقد آوَاهُ . واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جَديِداً قال ذو الرُّمّة :
" أَسْتَحْدَثَ الرَّكْبُ عن أَشْياعِهِمْ خَبَراًأَم راجَعَ القَلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ كذا في الصّحاح . وفي حديث حُنَيْنٍ " إِنّي لأُعْطِي رِجَالاً حَدِيثِي عَهْدٍ بِكُفْرٍ أَتَأَلَّفُهُم " وهو جَمْعُ صِحَّة لحَدِيثٍ فَعِيل بمعنى فاعِل . وفي حديث أُمّ الفَضْل : " زَعَمَت امْرَأَتِي " الأُولَى أَنها أَرْضَعَت امْرَأَتِي " الحُدْثَي " هي تأْنيثُ الأَحْدَثِ يريدُ المَرْأَةَ التي تَزوَّجها بعدَ الأُولَى . وقال الجَوْهَرِيّ : الحَدَثُ والحُدْثَي والحَادِثَةُ والحَدَثَانُ كُلُّه بمعنىً . والحَدَثَانُ محرّكةً : الفَأْسُ التي لها رَأْسٌ واحِدَةٌ على التَّشْبِيه بحَدَثَانِ الدَّهْرِ قال ابنُ سِيده : ولم يَقُلْه أَحَدٌ أَنشد أَبو حنيفة :
وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثَانُ فِيهِ ... إِذَا أُجَرَاؤُه نَحَطُوا أَجابَا قال الأَزهريّ : أَرادَ بجَوْنٍ جَبَلاً وقوله : أَجَابا يعنى صَدَى الجَبَلِ تَسْمَعُه . قلت : الشعر لعُوَيْجٍ النَّبْهانّي . والحِدْثَانُ بِالكَسْر جمعُ الحَدَثانِ محرَّكةً على غير قياس وكذلك كِرْوانٌ ووِرْشَانٌ في كَرَوَان ووَرَشَان ونَحَطُوا أَي زَفَرُوا كذا حَقَّقه الصَّاغانِيّ في العُبَاب في ن ح ط . وسَمّى سيبويْهِ المَصْدَرَ حَدَثاً ؛ لأَنّ المصادرَ كُلَّهَا أَعراضٌ حادِثَةٌ وكسَّره على أَحَْداث قال : وأَمّا الأَفْعَالُ فأَمْثِلَةٌ أُخِذَتْ من أَحْدَاثِ الأَسْمَاءِ . وفي حديث فاطمة رضي الله تعالى عنها : " أَنَّهَا جَاءَتْ إِلى النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسلم فوَجَدَتْ عندَهُ حُدَّاثاً " أَي جَمَاعَةً يَتَحَدَّثُون وهو جَمْعٌ على غيرِ قِياس حَمْلاً على نَظيرِه نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِنّ السُّمَّارَ المُحَدِّثُونَ . وفي الحديث : " يَبْعَثُ اللهُ السَّحَابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ وَيَتَحَدَّثُ أَحْسَنَ الحَدِيثِ " قال ابنُ الأَثِيرِ : جاءَ في الخَبَرِ أَنَّ حَدِيثَهُ الرَّعْدُ وضَحكَهُ البَرْقُ وشُبِّهَ بالحَدِيثِ ؛ لأَنّه يُخْبِرُ عن المَطَرِ وقُرْبِ مجيئهِ فصارَ كالمُحَدِّثِ به ومنه قول نُصَيْبٍ :
فعَاجُوا فَأَثْنَوْا بالّذِي أَنْتَ أَهْلُه ... ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقَائِب وهو كَثيرٌ في كَلامهم ويجوزُ أَن يكونَ أَرادَ بالضَّحِكِ افْتِرارَ الأَرْضِ وظُهُورَ الأَزْهَارِ وبالحَدِيثِ ما يَتَحَدَّثُ به النَّاسُ من صِفَةِ النَّبَات وذِكْرِهِ ويُسَمَّى هذا النّوعُ في عِلْم البَيَانِ المَجَازَ التَّعْلِيقيَّ وهو من أَحسَنِ أَنواعِه . وتَرَكْتُ البِلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَوِيّاً حكاه ابن سِيدَه عن ثعلب . ومن المجاز : صاروا أَحادِيثَ كذا في الأَساس . وناقَةٌ مُحْدِثٌ كمُحْسِنٍ : حدِيثَةُ النّتَاجِ نقله الصّاغَانيّ
الطَّرْفُ : العَيْنُ لا يُجْمَعُ ؛ لأَنَّه في الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ الأَصلِ مَصْدَرٌ فيكونُ واحِداً ويكونُ جماعةً قال الله تعالى : " لا يَرْتَدُّ إِلَيْهمُ طَرْفُهُم " كما في الصِّحاح . أَو هو : اسمٌ جامِعٌ للبَصَرِ قاله ابنُ عَبَّادٍ وزاد الزَّمَخْشَرِيُّ : لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ لأَنَّه مصدَرٌ ولو جُمِعَ لم يُسْمَعْ في جَمْعِهِ أَطْراف وقالَ شيخُنا - عندَ قولِه : لا يُجْمَع - : قلتُ : ظاهِرُه بلْ صَرِيحُه - أَنَّهُ لا يَجُوزُ جَمْعُه ولَيْسَ كذلك بل مُرادُهمُ أَنَّه لا يُجْمَعُ وُجوباً كما في حاشيةِ البَغْدادِيِّ على شرح بانَتْ سُعاد وبعد خُرُوجه عن المَصْدَرِيَّةِ وصَيْرُورَتِه اسماً من الأَسْماءِ لا يُعْتَبَرُ حُكْمُ المَصْدَرِيَّةِ ولاسِيَّما ولم يَقْصِدْ به الوَصْفَ بل جَعَله اسْماً كما هو ظاهِرٌ وقيل : أَطْرافٌ ويَرُدُّ ذلك قولُه تَعالى : " فيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ " ولم يَقُل : الأَطْراف وَروَى القُتَيْبِيُّ في حديثِ أُمِّ سَلَمَةَ قالت لعائِشَةَ رضي الله عنهُما : حُمادَيَاتُ النِّساءِ غَضُّ الأَطْرافِ قال : هو جمع طَرْفِ العَيْن أَرادَتْ غَضَّ البَصَرِ وقد رُدَّ ذلك أَيضاً قال الزَّمخْشَرِيُّ : ولا أَكادُ أَشُكُّ في أَنَّه تَصْحِيفٌ والصَّوابُ : غَضُّ الإِطْراقِ أَي : يَغْضُضْنَ من أَبصارِهِنَّ مُطْرِقاتٍ رامياتٍ بأَبْصارِهِنَّ إِلى الأَرْضِ . وقال الرّاغِبُ : الطَّرْفُ : تَحْرِيكُ الجَفْنِ وعُبِّرَ به عن النَّظَر ؛ إِذْ كانَ تحريكُ الجَفْنِ يُلازمُه النَّظَرُ وفي العُبابِ : قولُه تعالى : " قَبْلَ أَنْ يرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ " قالَ الفَرّاءُ : معناهُ قبلَ أَنْ يَأْتِيكَ الشيءُ من مَدِّ بَصَرِكَ وقيلَ : بمِقْدارِ ما تَفْتَحُ عينَكَ ثم تَطْرِفُ وقيل : بمِقْدارِ ما يَبْلُغُ البالِغُ إِلى نهايَةِ نَظَرِكَ . والطَّرْفُ أَيْضاً : كَوْكَبانِ يُقْدُمانِ الجَبْهَةَ سُمِّيا بذلك لأَنَّهُما عَيْنا الأَسدِ يَنْزِلُهُما القَمَرُ نقله الجوهريُّ . والطَّرْفُ : اللَّطْمُ باليَدِ على طَرفِ العَيْنِ ثم نُقِلَ إلى الضَّرْبِ عَلَى الرَّأْسِ . والطَّرْفُ : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ . والطَّرْفُ : مُنْتَهَى كُلِّ شيءٍ ومُقْتَضَى سِياقِ ابنِ سِيدَه أَنَّه الطَّرَفُ مُحَرَّكَةً فليُنْظَرْ . وبَنُو طَرْفٍ : قومٌ باليَمَنِ لهم بَقِيَّةٌ الآن . والطَّرْفُ بالكَسْرِ : الخِرْقُ الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ مِنّا يريدُ الآباءَ والأُمَّهاتِ وهو مجازٌ . وقوله : مِنّا أي من بَنِي آدَمَ واقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ على الكَرِيمِ ولم يُقَيِّد بالطَّرَفَيْنِ وقالَ : من الفِتْيانِ زادَ في اللِّسانِ : ومن الرِّجالِ ج : أَطْرافٌ وأَنْشدَ ابنُ الأَعْرابيّ لابنِ أَحْمَرَ :
عَلَيْهِنَّ أَطْرافٌ من القَوْمِ لم يَكُنْ ... طَعامُهُمْ حَبّاً بزُغْمَةَ أَسْمَرَا يَعْنِي العَدَسَ وزُغْمَةُ : اسمُ مَوْضِع . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ الطَّرَفَيْنِ من غَيْرِنا وحِينَئِذٍ ج : طُرُوفٌ لا غيرُ . والطِّرْفُ أَيضاً : الكَرِيمُ من الخَيْلِ العَتِيقُ قال الرّاغِبُ : وهو الَّذي يُطْرِفُ من حُسْنِه فالطِّرْفُ في الأَصْلِ هو المَطْرُوفُ أَي : المَنْظُورُ كالنِّقْضِ بمعنى المَنْقُوضِ وبهذا النَّظَرِ قِيلَ له : هو قَيْدُ النَّواظِر فيما يَحْسُنُ حَتَّى يَثْبُتَ عليه النَّظَرُ وهو مَجازٌ . أَو الطِّرْفُ : هو الكَرِيمُ الأَطْرافِ من الآباءِ والأُمَّهاتِ وهذا قولُ اللَّيْثِ . أَو هو نَعْتٌ للذُّكورِ خاصَّةً قاله أَبو زَيْدٍ ج : طُرُوفٌ وأَطْرافٌ قال كعبُ بن مالِكٍ الأَنْصارِيُّ :
نُخَبِّرُهُمْ بأَنّا قَدْ جَنَبْنَا ... عِتاقَ الخَيْلِ والبُخْتَ الطُّرُوفَا أَو هو المُسْتَطْرَفُ الذي ليسَ من نِتاجِ صاحِبِه نَقَلَه اللَّيْثُ وهي بهاءٍ قالَ العَجّاجُ :
" وطِرْفَةٍ شُدَّتْ دِخالاً مُدْمَجَا
" جَرْداءَ مِسْحاجٍ تُبارِي مِسْحَجَاوقالَ اللَّيْثُ : وقد يَصِفُونَ بالطِّرْفِ والطِّرْفَةِ النَّجِيبَ والنَّجِيبَةَ على غير استعمالٍ في الكَلامِ وقالَ الكِسائِيُّ : فَرَسٌ طِرْفَةٌ بالهاءِ للأُنْثَى : صارِمَةٌ وهي الشَّدِيدَةُ . والطِّرْفُ أَيضاً : ما كانَ في أَكْمامِهِ من النَّباتِ قالَه ابنُ عَبّادٍ . والطِّرْفُ أَيضاً : الحَدِيثُ المُسْتفادُ من المالِ ويُضَمُّ كالطّارِفِ والطَّرِيفِ والمُطرِفِ الأَخيرُ كمُحْسِنٍ وهو خلافُ التّالِدِ والتَّلِيدِ . ويَقُولونَ : مالَه طارِفٌ ولا تالِدٌ ولا طَرِيفٌ ولا تَلِيدٌ فالطّارِفُ والطَّرِيفُ : ما استَحْدَثْتَ من المالِ واسْتَطْرَقْتَه والتّالِدُ والتَّلِيدُ : ما وَرِثْتَه من الآباءِ قَدِيماً . والطِّرْفُ أَيْضاً : الرَّجُلُ لا يَثْبُتُ على صُحْبَةِ أَحَدٍ ؛ لمَلَلهِ . وفي الصِّحاحِ : رَجلٌ طِرْفٌ : لا يَثْبُتُ على امْرَأَةٍ ولا صاحبٍ غير أَنَّه ضَبَطَه ككَتِفٍ وهو القِياسُ ومثلُه في العُبابِ . والطِّرْفُ أَيضاً : الجَمَلُ يَنْتَقِلُ مِنْ مَرْعىً إِلى مَرْعىً لا يَثْبُت على رِعْيٍ واحدٍ وهذا أَيضاً الصَّوابُ فيه الطَّرِفُ ككَتِفٍ . ورَجُلٌ طِرْفٌ في نَسَبِه بالكَسْرِ : أَي حَدِيثُ الشَّرَفِ لا قَدِيمُه كأَنَّه مُخَفَّفٌ من طرِفٍ كَكَتِفٍ . والطِّرْفُ أَيضاً : الرَّغِيبُ العَيءنِ الذِي لا يَرَى شَيْئاً إِلا أَحَبَّ أَنْ يَكُونَ لَه . ويُقالُ : امْرَأَةٌ طِرْفُ الحَدِيثِ بالكسرِ . أَي : حَسَنَتْه يَسْتَطْرِفُه كلُّ مَنْ سَمِعَه . والطُّرْفُ بالضمِّ : جَمْعُ طِرافٍ وطَرِيفٍ ككِتابٍ وأَمِيرٍ وهما بمعنَى المالِ المُسْتَحْدَثِ وذَكَر طِرافاً هُنا ولم يذْكُرُه مع نظائِرِه التي تَقَدَّمَتْ وهو قُصُورٌ لا يَخْفَى وسَنُورِدُهُ في المُسْتَدْرَكاتِ . والطَّرْفَةُ بالفتحِ : نَجْمٌ . وفي الصِّحاحِ : الطَّرْفَةُ : نُقْطَةٌ حَمْراءُ من الدَّمِ تَحْدُثُ في العَيْنِ مِنْ ضَرْبَةٍ وغَيْرِها وقد ذَكَرَ لها الأَطِبَّاءُ أَسْباباً وأَدْويَةً . وسِمَةٌ لا أَطْرَافَ لها إِنّما هِي هِيَ خَطٌّ . والطَّرْفاءُ : شَجَرٌ وهي أَرْبَعَةُ أَصنافٍ منها : الأَثلُ وقالَ أَبو حَنيفَةَ : الطَّرْفاءُ من العِضاهِ وهُدْبه مثلُ هُدْبِ الأَثْلِ وليسَ له خَشَبٌ وإِنّما يُخْرِجُ عِصِيّاً سَمْحَةً في السَّماءِ وقد تَتَحَمَّضُ به الإِبلُ إِذا لم تضجِدْ حَمْضاً غَيْرَه قال : وقالَ أَبو عَمْروٍ : الطَّرْفاءُ : من الحَمْضِ الواحِدَةُ طَرْفاءَةٌ وَطَرَفَةُ مُحَرَّكَةً قال سِيبَوَيْهِ : الطَّرْفاءُ واحِدٌ وجَمِيعٌ والطَّرْفاءُ : اسمٌ للجَمْعِ وقِيلَ : واحِدَتُها طَرْفاءَةٌ وفي المُحْكَم : الطَّرَفَةُ : شَجَرَةٌ وهي الطَّرَفُ والطَّرْفاءُ : جَماعَةُ الطَّرَفَةِ وقالَ ابنُ جِنِّي : من قالَ : طَرْفاءُ فالهَمْزةُ عندَه للتّأْنِيثِ ومن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنِيثِ ومن قالَ طَرْفاءَةٌ فالتاءُ عندَه للتَّأْنيثِ وأَما الهَمْزَةُ على قولِه فزائِدَةٌ لغيرِ التَّأْنيثِ . قالَ أَبو عمْروٍ : وبِها لُقِّبَ طَرَفَةُ ابنُ العَبْدِ بنِ سُفْيانَ بنِ سَعْدِ بنِ مالِكِ بنِ ضُبَيْعَةَ بنِ قَيْسِ بنِ ثَعْلَبَة الحَصْنِ واسْمُه عَمْروٌ وهكَذا صَرَّح به الجَوْهَرِيُّ أَيضاً أَو لُقِّبَ بقَوْلِه :
لا تُعْجِلاَ بالبُكاءِ اليَوْمَ مُطَّرِفاً ... ولا أَمِيرَيْكُما بالدّارِ إِذْ وَقَفَاكما في العُبابِ . وفي الشُّعراءِ طَرَفَةُ الخُزَيْمِي هكذا في النُّسَخِ وفي العُبابِ الخُزَمِيّ مِن بَنِي خُزَيْمَةَ بنِ رَوَاحَةَ بنِ قُطَيْعَةَ بنِ عَبْسِ بنِ بَغِيضٍ . وطَرَفَةُ العامِرِيُّ من بَنِي عامِرِ بنِ رَبِيعَةَ . وطَرَفَةُ بنُ أَلاءَةَ بنِ نَضْلَةَ الفَلَتانِ بنِ المُنْذِرِ بنِ سَلْمَى بنِ جَنْدَلِ بنِ نَهْشَلِ بنِ دارِمٍ الدَّارِمِيُّ . وطَرَفَةُ بنُ عَرْفَجَةَ بنِ أَسْعَدَ بنِ كَرِب التَّيْمِيُّ الصَّحابِيُّ رضِيَ الله عنه وهو الَّذي أُصِيبَ أَنْفُهُ يومَ الكُلابِ فاتَّخَذَها من وَرِقٍ فأَنْتَنَ فرُخِّصَ له في الذَّهَبِ . وقِيلَ : الّذي أُصِيب أَنْفُه هو والِدُه عَرْفَجَةُ وفيه خِلافٌ تَفَرَّدَ عنه حَفِيدُه عبدُ الرَّحْمنِ بنُ طَرَفَة بنِ عَرْفَجَةَ . ومَسْجِدُ طَرَفَةَ بقُرْطُبَةَ : م معروفٌ وإِليه نُسِبَ مُحمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن مُطَرِّفٍ الطَّرَفِيُّ الكِنانِيُّ إِمامُ هذا المَسْجِدِ أَخَذَ عن مَكِّيٍّ واختَصَر تفسيرَ ابنِ جَرِيرٍ قالَهُ الحافِظُ . وتَمِيمُ بنُ طَرَفَةَك مُحَدِّثٌ . وامْرأَةٌ مَطْرُوفَةٌ بالرِّجالِ : إِذا طَمَحَتْ عَيْنُها إِليهِمْ وتَصْرِفُ بَصَرَها عن بَعْلِها إِلى سِواه فلا خَيْرَ فيها وهو مَجازٌ قال الحُطَيْئَةُ :
وما كُنْتُ مثلَ الهالِكِيِّ وعِرْسِه ... بَغَى الوُدَّ من مَطْرُوفَةِ العَيْنِ طامِحِ وقال طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
" إِذا نَحْنُ قُلْنَا : أَسْمِعِينَا انْبَرَتْ لَناعَلَى رِسْلِها مَطْرُوفَةً لَمْ تَشَدَّدِ وقيلَ : امرأَةٌ مَطْرُوقَةٌ : تَطْرِفُ الرِّجالَ أَي : لا تَثْبُتُ على واحدٍ وُضِع المفعولُ فيه موضِعَ الفاعِلِ وقال الأَزْهَريُّ : هذا التَّفْسِيرُ مخالِفٌ لأَصْلِ الكَلِمَةِ والمَطْرُوفَةِ من النِّساءِ : التي قد طَرَفَها حُبُّ الرِّجالِ أَي : أَصابَ طَرْفَها فهي تَطْمَحُ وتُشْرِفُ لكلِّ من أَشْرَفَ لها ولا تَغُصُّ طَرْفَها كأَنَّما أَصابَ طَرْفَها طُرْفَةٌ أَو عُودٌ ولذلك سُمِّيَتْ مطْرُوقَةً أَو المَعْنَى : كأَنَّ عَيْنَها طُرِفَتْ فهي ساكِنَةٌ وقالَ أَبو عَمْروٍ : يُقال : هي مَطْرُوفَةُ العَيْنِ بهم : إِذا كانَتْ لا تَنْظُرُ إِلاّ إِلَيْهِم وقالَ ابنُ الأَعْرابيِّ : مَطرُوفَةٌ : مُنْكَسِرَةُ العينِ كأَنَّها طُرِفَتْ عن كُلِّ شيءٍ تَنْظُرُ إِليه وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
ومَطْرُوفَةِ العَيْنَيْنِ خَفّاقَةِ الحَشَى ... مُنَعَّمَةٍ كالرِّيمِ طابَتْ فطُلَّتِ ومَطْرُوفٌ : عَلَمٌ من أَعلامِ الأَناسِيِّ . ويُقال : جاءَ بطارِفَةِ عَيْن إِذا جاءَ بمالٍ كَثِيرٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وكذلك جاءَ بعائِرَةٍ وهو مجازٌ . وقولُهم : هو بمكانٍ لا تَراهُ الطّوارِفُ : أَي العُيُونُ جمع طارِفَةٍ . والطَّوارِفُ من السِّباعِ : التي يَسْتَلِبُ الصَّيْدَ قال ذو الرُّمَّةِ يصِفُ غَزالاً :
تَنْفِي الطَّوارِفَ عَنْه دِعْصَتَا بَقَرٍ ... أَو يافعٌ من فِرِنْدادَيْنِ مَلْمومُ والطَّوارِفُ من الخِباءِ : ما رَفَعْت من جَوانِبِه ونَواحِيهِ للنَّظَرِ إِلى خارِجٍ وقيلَ : هي حَلَقٌ مركَّبَةٌ في الرُّفُوفِ وفيها حِبالٌ تُشَدُّ بها إِلى الأَوْتادِ . وَطَرَفَه عنه يَطْرِفُه : إِذا صَرَفه ورَدَّه ومنه قَوْلُ عُمَرَ بنِ أَبي رَبيعَةَ :
إِنَّكَ واللهِ لذُو مَلَّةٍ ... يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عن الأَبْعَدِ يقولُ : يَصْرِفُ بَصَرَكَ عنه أَي تَسْتَطْرِفُ الجديدَ وتَنْسَى القَدِيمَ كذا في الصِّحاحِ قالَ ابنُ برِّيٍّ : والصوابُ في إِنشادِه :
" يَطْرِفُكَ الأَدْنَى عن الأَقْدَمِ قالَ : وبَعْدَه :
قلتُ لَها : بَلْ أَنْتَ مُعْتَلَّةٌ ... في الوَصْلِ يا هِنْدُ لكَيْ تَصْرِمِيوفي حَديثِ نَظَر الفَجْأَةِ : وقال : اطرِفْ بَصَرَكَ أَي اصْرِفْه عَمّا وَقَعَ عليه وامتَدَّ إِليه ويُرْوَى بالقاف . وطَرَفَ بَصَرَهُ يَطْرِفُه طَرْفاً : إِذا أَطْبَقَ أَحَدَ جَفْنَيْهِ على الآخَرِ كما في الصِّحاح . أَو طَرَفَ بعَيْنِه : حَرَّكَ جَفْنَيْها وفي المُحْكمِ : طَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً : لَحَظَ وقِيلَ : حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَرَ . والطَّرْفُ : تَحْرِيكُ الجُفُونِ في النَّظَرِ يقال : شَخَصَ بَصَرُه فما يَطْرِفُ المَرَّةُ الواحِدَةُ منه طَرْفَةٌ يُقال : أَسْرَعُ من طَرْفَةِ عَيْنٍ وما يُفارِقُنِي طَرْفَةَ عِيْن . وطَرَفَ عَيْنَه يَطْرِفُها طَرْفاً : أصابَها بشَيْءٍ كثَوْبٍ أَو غَيْرِه فَدمَعَتْ وقد طُرِفَتْ كعُنِيَ أَصابَتْها طَرْفَةٌ وطَرَفَها الحُزْنُ والبكاءُ . وقال الأَصْمَعِيُّ : طُرِفَتْ عينُه فهي مَطْرثوفَةٌ تُطْرَفُ طَرْفاً : إِذا حرَّكَتْ جُفُونَها بالنَّظَرِ والاسْمُ الطُّرْقَةُ بالضمِّ . ويُقال : ما بَقِيَتْ منهُمْ عَيْنٌ تَطْرِفُ : أَي ماتُوا وقُتِلُوا كما في العُبابِ وهو مجازٌ . والطُّرْفَةُ بالضمِّ : الاسمُ من الطَّرِيفِ والمُطْرِفِ والطّارِفِ للمالِ المُسْتَحْدَثِ وقد تَقَدَّمَ ذكرُه فإِعادَتُه ثانياً تَكْرارٌ لا يَخْفَى . والطَّرِيفُ كأَمِيرٍ : ضِدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاح : الطَّرِيفُ في النَسبِ : الكَثِيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبرِ وهو نَقِيضٌ القُعْدُد وفي المُحْكَمِ : رجُلٌ طَرِفٌ وطَرِيفٌ : كثيرُ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكْبَرِ ليس بذِي قُعْدُدٍ وقد طَرُفَ كَكَرُمَ فيهِما طَرَافَةً قال الجَوْهَرِيُّ : وقد يُمْدَحُ به وقالَ ابنُ الأَعرابِي : وهو عِنْدَهُم أَشْرَفُ من القُعْدُدِ وقال الأَصمعِيُّ : فلانٌ طَرِيفُ النَّسَبِ والطَّرافَةُ فيه بَيِّنَةٌ وذلك إِذا كانَ كَثِيرَ الآباءِ إِلى الجَدِّ الأَكبرِ . والطَّرِيفُ : الغَرِيبُ المُلَوَّنُ من الثَّمَرِ وغيرِه مما يُسْتَطْرَفُ به عن ابنِ الأَعرابِيِّ . وأَبُو تَمِيمَةَ . طَرِيفٌ - كأَمِير - ابنُ مُجالِدٍ الهُجَيْمِيُّ وقولُه : كأَمِيرٍ مُسْتَدْرَكٌ تابِعِيٌّ عن أَهْلِ البَصْرةِ يَرْوِي عن أَبي مُوسَى وأَبي هُرَيْرَةَ رَوَى عنه حَكِيمٌ الأَثْرَمُ مات سنة 95 وقيلَ : سنة 97 وُثِّقَ أَوْرَدَه ابنُ حِبّانَ هكذا في كِتابِ الثِّقاتِ أَو صَحابِيٍ نَقَلَهُ الصاغانِيُّ في العُبابِ واقْتَصَر عليه ولم أَجِدْ مَن ذَكَرَه في مَعاجِمِ الصَّحابَةِ غيرَه فانْظُرْه . وطَرِيفُ بنُ تَمِيمٍ العَنْبَرِيُّ : شاعِرٌ نقَلَه الصاغانِيُّ . وطَريفُ بنُ سُلَيْمانَ ويقال : ابنُ سَعْد ويقال : طَرِيفٌ الأَشَلُّ أَبو سُفْيانَ السَّعْدِيُّ يختَلِفُون في صِفاتِه قالَ الدارَقُطْنِيُّ : ضَعِيفٌ وقال أَحْمَدُ ويَحْيَى : ليس بشَيْءٍ وقال النَّسائِيُّ : مَتْروكُ الحَديثِ وقال ابنُ حِبّان : مُتَّهَمٌ في الأَخْبارِ يَرْوِي عن الثِّقاتِ ما لا يُشْبِهُ حَديثَ الأَثْباتِ وقد رَوَى عن الحَسَنِ وأَبي نَضْرَةَ هكَذا ذكره الذَّهَبِيُّ في الدِّيوانِ وابنُ الجَوْزِيّ في الضُّعَفاءِ ونبَّه عليه أَبو الخَطّابِ بنُ دِحْيَةَ في كتابِه العَلَم المَشْهُور . وقد بَقِيَ على المُصَنَّفِ أَمْرانِ :أوّلاً : فإِنه اقْتَصَر على طَرِيفِ بنِ مُجالِدٍ في التابِعِينَ وتَرَكَ غيرَه مع أَنَّ في المُوَثَّقِينَ منهم جَماعة ذَكَرَهم ابنُ حِبّان وغيرُه منهم : طَرِيفُ بنُ يَزيدَ الحَنَفِيُّ عن أَبي مُوسَى وطَرِيفٌ العَكِّيُّ عن عليٍّ وطَرِيفٌ البزّارُ عن أَبي هُرَيْرَةَ وطَرِيفٌ يَرْوِي عن ابنِ عَباتٍ ومن أَتْباع التابِعِينَ : محمَّدُ بنُ طَرِيف وأَخُوه مُوسَى رَوَيَا عن أَبيهِما عن عَلِيٍّ . وثانِياً : فإِنه اقْتَصَر في ذِكْرِ الضُّعَفَاءِ على واحِدٍ وفي الضُّعَفاءِ والمَجاهِيلِ مَن اسمُه طَرِيفٌ عِدَّةٌ منهم : طَريفُ بنُ سُلَيْمانَ أَبو عاتِكَةَ عن أَنَسٍ وطَريفُ بن زَيْدٍ الحَرّانِيّ عن ابنِ جُرَيْحٍ وطَرِيْفُ بنُ عبدِ الله المَوصِلي وطَريفُ بنُ عِيسَى الجَزَرِي وطَرِيفُ بنُ يَزيدَ وطَرِيفٌ الكُوفِيُّ وغيرُهم ممَّنْ ذَكَرَهم الذَّهَبِي وابنُ الجَوْزِيّ فَتَأَمَّلْ . والطَّرِيفَةُ من النَّصِيِّ كسَفِينَةٍ : إِذا ابْيَضَّ ويَبِسَ أَو هو مِنْهُ إِذا اعْتَمَّ وتَمَّ وكذلِك من الصِّلِّيَانِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابْنِ السِّكِّيتِ . وقال غيرُه : الطَّريفَةُ من النَّباتِ : أَوّلُ الشيءِ يَسْتَطْرِفُهُ المالُ فيَرْعاهُ كائِناً ما كانَ وسُمِّيَتْ طَريفَةً ؛ لأَنَّ المالَ يَطَّرِفُه إِذا لم يَجِدْ بَقْلاً وقِيلَ : لكَرَمِها وطَرافَتِها واسْتِطْرافِ المالِ إِيّاها . وأُطْرِفَت الأَرْضُ : كَثُرَتْ طَريفَتُها . وأَرْضٌ مَطْرُوفَةٌ : كَثِيرَتُها وقالَ أَبو زِيادٍ : الطَّرِيفَةُ : خيرُ الكَلإِ إِلاّ ما كانَ من العُشْبِ قال : ومن الطَّرِيفَةِ : النَّصِيُّ والصِّلِّيَانُ والعَنْكَثُ والهَلْتَى والسَّحَم والثَّغَامُ فهذه الطَّرِيفَةُ قال عَدِيُّ بن الرِّقاعِ في فاضِلِ المَرْعَى يَصِفُ ناقَةً :
تأَبَّدَتْ حائِلاً في الشَّوْلِ واطَّرَدَتْ ... من الطَّرائفِ في أَوْطانِها لُمَعَا وطُرَيْفَةُ كجُهَيْنَةَ : ماءَةٌ بأَسْفَلِ أَرْمامٍ لبنِي جَذِيمَةَ كذا في العُبابِ . قلتُ : وهي نُقَرٌ يُسْتَعْذَبُ لها الماءُ ليَوْمَيْنِ أَو ثَلاثَةِ من أَرْمامٍ وقيلَ : هي لبَنِي خالِد بنِ نَضْلَةَ بنِ جَحْوانَ بن فَقْعَسٍ قالَ المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
وكُنتُ حَسِبْتُ طِيبَ تُرابِ نَجْدٍ ... وَعَيْشاً بالطُّرَيْفَةِ لَنْ يَزُولا وطُرَيْفَةُ بنُ حاجزٍ قيل : إِنَّه صَحابيٌّ كتَبَ إِليه أَبو بكر في قتْلِ الفُجاءَةِ السُّلَمِيِّ وقد غَلِطَ فيه بعضُ المُحَدِّثِين فجَعَلَه طريفَةَ بنتَ حاجزٍ وقال : إِنها تابعيَّةٌ لم تَرْوِ ورَدَّ عليه الحافظ فقال : إِنَّما هو رَجُلٌ مُخَضْرَمٌ من هَوازنَ ذكره سَيْفٌ في الفتوح . وطُرَيْفٌ كزُبَيْرٍ : ع بالبَحْرَيْنِ كانت فيه وَقْعَةٌ . وطُرَيْفٌ : اسْم رجُل وإِليه نُسِبَت الطُّرَيْفِيّات من الخَيْلِ المَنْسُوبَةِ . وطِرْيَف كحِذْيَمٍ : ع باليَمَنِ كما في المُعْجَم . والطَّرائِفُ : بلادٌ قَرِيبَةٌ من أَعْلامِ صُبْحٍ وهي جِبالٌ مُتَناوِحَةٌ كما في العُبابِ وهي لبَنِي فَزارَةَ . والطَّرَفُ مُحَرَّكَةً : الناحِيةُ من النَّواحِي ويُسْتَعْمَلُ في الأَجْسامِ والأَوْقاتِ وغيرِها قاله الراغِبُ . وأَيضاً : طائِفَةٌ من الشَّيءِ نقَله الجَوْهَرِيُّ . وأَيضاً : الرَّجُلُ الكَرِيمُ الرَّئِيسُ والأَطْرافُ الجَمْعُ من ذلِك فمن الأَوَّلِ قولُه عزَّ وجَلَّ : " لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِن الذِينَ كَفَرُوا " أَي : قِطْعَةً وفي الحديثِ : أَطْرافُ النَّهارِ : ساعاتُه وقالَ أَبُو العَباسِ : أَرادَ : طَرَفَيْهِ فجَمَع ومن الثاني قَوْلُ الفَرَزْدَقُ :
واسْأَلْ بِنا وبِكُم إِذا وَرَدَتْ مِنىً ... أَطْرافُ كُلِّ قبِيلَةِ مَنْ يَمْنَعُ ؟والأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ : اليَدانِ والرِّجْلانِ والرَّأْسُ وفي اللِّسانِ : الطَّرَفُ : الشَّواةُ والجَمْعُ أَطْرافٌ . ومن المجازِ : أَطْرافُ الأَرْضِ : أَشْرافُها وعُلَماؤُها وبه فُسِّرَ قولُه تَعالَى : " أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِهَا " مَعْناه موتُ عُلَمائِها وقِيلَ : موتُ أَهْلِها ونَقْصُ ثِمارِها وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : من أَطْرافِها : أَي نَفْتَحُ ما حولَ مكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صلَى اللهُ عليهِ وسلَّم وقالَ الأَزْهَرِيّ : أَطْرافُ الأَرْضِ : نَواحِيها ونَقْصُها من أَطْرافِها : مَوْتُ عُلَمائِها فهو من غَيْرِ هذا قال : والتفْسِيرُ على القَوْلِ الأَوَّلِ . والأَطْرافُ مِنْكَ : أَبَواكَ وإِخْوَتُكَ وأَعْمامُكَ وكُلُّ قَريبٍ لك مَحْرَمٍ كما في الصِّحاحِ وأَنْشَدَ أِبو زَيْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ :
وكَيْفَ بأَطْرافِي إِذا ما شَتَمْتَنِي ... وما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ هكذا فَسَّر أَبو زَيْدٍ الأَطْرافَ وقال غيرُه : جَمَعَهُما أَطرافاً ؛ لأَنه أَرادَ أَبويه ومَن اتَّصَل بهما من ذَوِيهِما
وقال ابنُ الأَعرابي : قولُهم : لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَطْوَلُ : أَي ذَكَرِه ولِسانِه وهو مجازٌ ومنه حديثُ قَبِيصَةُ بنِ جابِرٍ : ما رَأَيْتُ أَقْطَعَ طَرَفَاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ يريدُ أَمْضَى لِساناً منه أَو نَسَبِ أَبِيه وأُمِّه في الكَرمِ والمَعْنَى لا يُدْرَى أَيُّ والِدَيْه أَشرَفُ هكذا قاله الفَرّاءُ وقِيلَ : معناه لا يَدْرِي أَيُّ نَصْفَيْهِ أَطْوَلُ ؟ آلطَّرَفُ الأَسْفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَى فالنِّصْفُ الأَسْفَلُ طَرَفٌ والنصفُ الأَعلَى طَرَفٌ والخَصْرُ : ما بَيْنَ مُنْقَطَعِ الضُّلُوعِ إِلى أَطْرافِ الوَرِكَيْنِ وذلك نِصْفُ البَدَنِ والسَوْأَةُ بينهُما كأَنه جاهِلٌ لا يَدْري أَيُّ طَرَفَيْ نَفْسِهِ أَطْوَلُ وقيلَ : الطَّرَفان : الفمُ والاسْتُ أَي : لا يَدْري أَيُّهُما أَعَفُّ . وحَكَى ابنُ السِّكِّيتُ عن أَبي عُبَيْدَةَ قولَهُم : لا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ : أَي فَمَهُ واسْتَهُ إِذا شَرِبَ الدَّواءَ أَو الخَمْرَ فقاءَهُما وسَكِرَ كما في الصِّحاح ومنه قولُ الرّاجِزُ :
" لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ
" في صَدْرِه مثلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ يَقولُ : إِنَّه لولا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام في صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذي أَكَلَ ما هُو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ وفي حديثِ طَاوُسَ أَنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِيد فسُقي فضَرِيَ فلقد رأَيْتُه في النِّطَع وما أَدْري أَيُّ طَرَفَيْهِ أَسْرَعُ أَرادَ حَلْقَه ودُبُرَه أَي أَصابَه القَيْءُ والإِسْهالُ فلم أَدْرِ أَيُّهُما أَسْرَعُ خُروجاً من كَثْرَتِهِ . ومن المَجازِ : جاءَ بأَطْرافِ العَذارَى : أَطْرافُ العَذارَى : ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَضُ رِقاقٌ يكون بالطّائِفِ يُقال : هذا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ كذا في الأَساس وفِي اللِّسان : أَسْوَدُ طُوالٌ كأَنّه البَلُّوطُ يُشبَّه بأَصابِع العَذارى المُخَضَّبَةِ لطُولِه وعُنْقُودُه نحو الذِّراع . وذُو الطَّرَفَيْنِ : ضَرْبٌ من الحَيّاتِ السُّودِ لها إِبْرَتانِ إِحْداهُما في أَنْفِها والأُخرَى فِي ذَنَبِها يُقال : إِنّها تَضْرِبُ بهما فلا تُطْنِي الأَرْضَ . والطَّرَفاتُ مُحَرَّكَةً : بَنُو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِيِّ قُتلوا بصِفِّينَ مع عَليٍّ كَرّم اللهُ وَجْهَه وهم : طَرِيفٌ كأَمِير وَطَرَفَةُ مُحَرَّكةً ومُطَرِّفٌ كمُحدِّث . قلتُ : وفي بني طَيِّئٍ " طريفُ بنُ مالِك بن جثدْعانَ الذي مَدَحه امرُؤُ القَيْسِ : بَطْنٌ . وابنُ أَخيهِ : طَرِيفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالِكٍ . وطَرِيفُ بنُ حُيَيٍّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلسِلة وغيرهم . وطَرِفَت كَفرِحَ طَرَفاً : إِذا رَعَتْ أَطْرافَ المَرْعَى ولم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ كتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ :
إِذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُوالطَّرِفُ ككَتفٍ : ضدُّ القُعْدُدِ وفي الصِّحاحِ : نَقيضُ القُعْدُدِ وفي المُحْكَم : رَجُلٌ طَرِفٌ : كثيرُ الآباءِ إِلى الجدِّ الأَكْبَرِ ليس بذِي قُعْدُد وقد طَرُفَ طَرافَةً والجمعُ : طَرِفُونَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرابِيِّ في كَثيرِ الآباءِ في الشَّرَفِ للأَعْشَى :
أَمِرُونَ وَلاّدُونَ كُلَّ مُبارَكٍ ... طَرِفُونَ لا يَرِثُونَ سَهْمَ القُعدُدِ والطَّرِفُ أَيضاً : مَنْ لا يَثْبُتُ على امْرأَةٍ ولا صاحبٍ نقله الجوهريُّ . والطَّرِفُ أيضاً : ع على ستَّةٍ وثَراثِينَ مِيلاً من المَدِينَةِ على ساكِنِها أَفْضَلُ الصلاةِ والسلام قاله الواقِدِيُّ . وناقَةٌ طَرِفَةٌ كفَرِحةٍ : لا تَثْبُتُ على مَرْعىً واحِدٍ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وقال الأَصْمَعِيُّ : ناقَةٌ طَرِفَةٌ : إِذا كانت تُطْرِفُ الرياضَ رَوْضَةً بعدَ رَوْضَةٍ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : الطَّرِفَةُ من الإِبِلِ : التي تَحاتَّ مُقَدَّمُ فِها هَرَماً كما في العُباب . وفي الحَديثِ : كانَ إِذا اشْتَكَى أَحَدٌ مِنْ أَهْل بَيْتِه لم تَزَلِ البُرْمَةُ على النارِ ونصُّ اللِّسانِ : لم تُنْزَلِ البُرْمَةُ حتَّى يَأْتِيَ على أَحَدِ طَرَفَيْهِ : أَي البُرْءِ أَو المَوْتِ أَي حَتى يُفِيقَ من عِلَّتِه أَو يَمُوتَ وإِنَّما جَعَل هذينِ طَرَفَيهِ لأَنَّهُما غايَتَا أَمْرِ العَلِيلِ في عِلَّتِه فالمُرادُ بالطَّرَفِ هنا : غايَةُ الشيءِ ومُنْتَهاه وجانِبُه . والطِّرافُ ككِتابٍ : بيْتٌ من أَدَمٍ ليسَ له كِفاءٌ وهو من بُيوتِ الأَعرابِ ومنه الحَدِيثُ : كانَ عَمْرٌو لمُعاوِيَةَ كالطِّرافِ المُمَدَّك وقالَ طَرَفَةُ بنُ العَبْدِ :
رَأَيْتُ بنِي غَبْراءَ لا يُنْكِرُونَنِي ... ولا أَهْلُ هذاكَ الطِّرافِ المُمَدَّدِ والطِّرافُ أَيضاً : ما يُؤْخَذُ من أَطْرافِ الزَّرْعِ نقله ابنُ عبّادٍ . والطِّرافُ أَيضاً : السِّبابُ وهو ما يَتَعاطاه المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيضِ والتَّلْوِيحِ والإِيماءِ دونَ التَّصْرِيحِ وذلك أَحْلَى وأَخَفُّ وأَغْزَلُ وأَنْسبُ من أَنْ يَكونَ مشافَهةً وكشْفاً ومُصارحةً وجَهْراً . ويُقالُ : تَوارَثُوا المَجْدَ طِرافاً : أَي عن شَرَفٍ عن ابنِ عبّادٍ وهو نقيضُ التِّلادِ . وقد أَغْفَلَهُ عند نَظائِرِه . والمِطْرافُ : النّاقَةُ التي لا تَرْعَى مَرْعىً حَتَّى تَسْتَطْرِفَ غيرَه عن الأَصْمَعِيِّ . والمُطْرَفُ كمُكْرَمٍ هكذا في سائِر النُّسَخِ والصوابُ : كمِنْبَرٍ ومُكْرَمٍ كما فِي الصِّحاحِ والعُبابِ واللِّسانِ فالاقْتِصارُ على الضَّمّ قُصورٌ ظاهِرٌ وهو : رِداءٌ مِنْ خَزٍّ مُرَبَّعٌ ذو أَعْلامٍ ج : مَطارِفُ وقالَ الفَرّاء : المِطْرَفُ من الثِّيابِ : الذي جُعلَ في طَرَفَيْه عَلَمانِ والأَصْلُ مُطْرَفٌ بالضم فكَسَرُوا الميمَ ؛ ليكونَ أَخَفَّ كما قالُوا : مِغْزَلٌ وأَصْله مُغْزَل من أُغْزِلَ : أَي أُدِيرَ وكذلك المِصْحَفُ والمِجْسَدُ ونَقَل الجوهريُّ عن الفَرّاءِ ما نَصُّه : أَصْلُه الضمُّ ؛ لأَنَّه في المَعْنَى مَأْخُوذٌ من أُطْرِفَ أَي جُعِلَ في طَرَفَيْهِ العَلَمانِ ولكِنَّهم استَثْقَلوا الضَّمّةَ فَكَسَرُوهُ . قُلتُ : وقد رُوِيَ أَيضاً بفَتْح المِيمِ نقله ابنُ الأَثِيرِ في تفسيرِ حَديثِ : رأَيْتُ على أَبي هُرَيْرَةَ مِطْرَفَ خَزٍّ فهو إِذاً مُثَلَّثٌ فافْهَمْ ذلك . وطَرّافٌ كشَدّادٍ : عَلَمٌ . ويُقالُ : أَطْرَفَ البَلَدُ : إِذا كثُرَت طَرِيفَتُه وقد مَرَّ ذكرُها . وأَطْرَفَ الرَّجُلُ : طابَقَ بينَ جَفْنَيْهِ عن ابنِ عَبّادٍ . وأَطْرَفَ فُلاناً : أَعْطاهُ ما لَمْ يُعْطِ أَحَدٌ قَبْلَكَ هكذا في سائر النسخِ والصوابُ ما لم يُعْطِهِ أَحَداً قبْلَه كما هو نَصُّ اللِّسان . ويُقال : أَطْرَفْتُ فُلاناً : أَي أَعْطَيْتُه شَيْئاً لم يَمْلِكْ مِثْلَه فأَعْجَبَه . والاسْمُ الطُّرْفَةُ بالضَّمِّ قالَ بعضُ اللُّصُوص بعدَ أَن تاب :
" قُلْ للُّصُوصِ بَني اللَّخْناءِ يَحْتَسِبُوابُرَّ العِراقِ ويَنْسَوْا طُرْفَةَ اليَمَنِومُطْرَفٌ كُمُكْرَمٍ : لَقَبُ عَبْدِ اللهِ بنِ عِمْرِو بنِ عُثْمانَ بنِ عَفّان لُقِّبَ به لحُسْنِه : وكُنْيَتُه أَبو محمَّدٍ ويُلَقَّبُ أَيضاً بالدِّيابجِ لجَمالِه رَوَى عن أَبيه . ويُقال : فَعَلْتُه فِي مُطَرَّفِ الأَيّامِ كُعَظَّمٍ وفي مُسْتَطْرَفِها أَي : في مُسْتَأْنَفِها نقله الجَوْهريُّ والصاغانيُّ
والمُطَرَّفُ كمُعَظَّمٍ من الخَيْلِ : الأَبْيَضُ الرَّأْسِ والذَّنَبِ وسائِرُ جَسَدِه يُخالِفُ ذلك أَو أَسْوَدُهُما وسائِرُه مُخالِفٌ ذلِك كِلاَ القَولَيْنِ نقلَهما الجَوْهَرِيُّ وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : من الخَيْلِ أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ وهو الذي رَأْسُه أَبيَضُ وكذلِكَ إِذا كانَ ذَنَبُه وَرأْسُه أَبْيَضَيْنِ فهو أَبْلَقُ مُطَرَّفٌ . والمُطَرَّفَةُ بهاءٍ : الشّاةُ اسْودَّ طَرَفُ ذَنَبِها وسائِرُها أَبْيَضُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ أَو هي البَيْضَاءُ أَطْرافِ الأُذُنَيْنِ وسائِرُها أَسْوَدُ أَو سَوْداؤُهُما وسائِرُها أَبيضُ . وطَرَّفَ فُلانٌ تَطْريفاً : إِذا قاتَلَ حَوْلَ العسْكَرِ ؛ لأَنَّه يَحْمِلُ على طَرَفٍ منهُمْ فَيَرَدُّهُم إلى الجُمْهُور كما فِي الصِّحاح وفي المُحْكَم : قاتَلَ على أَقْصاهُم وناحِيَتهم وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ مُطَرِّفاً وقِيلَ : المُطَرِّفُ : هو الَّذِي يُقاتِلُ أَطْرافَ النّاسِ . وطَرَّفَ البَعِيرُ ذَهَبَتْ سِنُّه هَرَماً . وطَرَّفَ على الإِبِلِ : رَدَّ على أَطْرافِها . وطَرَّفَ الخَيْلَ تَطْرِيفاً : رَدَّ أَوائِلَها على أَواخِرِها وقَوْلُ ساعِدَةَ الهُذَلِيِّ :
مُطَرّفٍ وَسْطَ أُولَى الخَيْل مُعْتَكِرٍ ... كالفَحُل قرْقَر وَسْطَ الهَجْمَةِ القَطِيمِ يُرْوَى بكسْرِ الرّاءِ وبفَتْحِها ومَعْنَى الكَسْرِ : الذي يَرُدُّ أَطْرافَ الخَيْل والقَوْمِ وَروى الجُمحيُّ بفَتْحها أَي مُرَدَّدٌ في الكَرَمِ . وقال المُفَضَّل : التَطْرِيفُ : أَنْ يردَّ الرّجُلُ على أُخْرَيَاتِ أَصْحابِهِ يُقال : طَرَّفَ عَنّا هذا الفارِسُ قال مُتَمِّمٌ رضي الله عنه :
وقَدْ عَلِمَتْ أُولَى المُغِيرَة أَنَّنا ... نُطَرِّفُ خَلْفَ المُوقَصاتِ السَّوابِقا وطَرَّفَت المَرْأَةُ أَصابِعِها بالحِنّاءِ . ومُطَرِّفُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ مُطَرِّفٍ كمُحَدِّثٍ ابن سُلَيْمانَ بنِ يَسارٍ مولى مَيْمُونَةً الهِلالِيَّة أَبُو مُصْعَبٍ الهِلالِيُّ ثم اليَسارِيُّ المَدَنِيُّ الفَقِيهُ شَيْخُ البُخارِيّ ماتَ سنَةَ عشرينَ ومائتينِ قيلَ : مولدُه سنة سَبْعٍ وثَلاثِينَ ومائة . ومُطَرِّفُ بنُ عَبْدِ الله بنِ الشِّخِّيرِ بنِ عَوْفِ بنِ كَعْبٍ العامِرِيُّ الحَرَشِيُّ أَبو عبدِ الله البَصْرِيُّ تابِعِيٌّ ثِقَةٌ عابدٌ فاضل يُقالُ : وُلِدَ في حياةِ رسولِ الله صَلَّى الله عليه وسَلّم يَرْوِي عن أَبيهِ وأَبِي هُرَيْرَةَ ومات عُمَرُ وهو ابنُ عِشْرِينَ سَنَةً رَوَى عنه قَتادَةُ وأَبُو التيّاحِ ماتَ بعد طاعونِ الجارِفِ سنة تسعٍ وسِتِّينَ وقِيلَ سبْعٍ وثَمانينَ وكانَ أَكبَر من الحَسَنِ بِعِشْرِينَ سنةً كذا في الثِّقاتِ لابْنِ حبّانَ وفي أَسماءِ رِجالِ الصَّحِيحِ ماتَ سنة خمسٍ وتسْعينَ فانظُره . ومُطرِّفٌ بنُ طَرِيف الكُوفي أَبو بكْرٍ الحارِثِيُّ مات سنَةَ ثلاثٍ وقيل : إِحْدَى وقيل : اثنتين وأَربَعينَ ومِائة . ومثطَرِّفُ بنُ مَعْقِل يَرْوِي عن ثابِتٍ . ومُطَرِّفُ بنُ مازِنٍ أَبو أَيّوُبَ الصَّنْعانيّ الكِنانِي قاضي اليَمَن يروي عن مَعْمَرٍ وابنِ جُرَيْجٍ : مُحَدِّثُون وقد ضُعِّفَ الأَخِيران . وفاتَه من ثِقات التّابِعِين : مُطرِّفُ بنُ عَوْفٍ الَّذي يَرْوِي عن أَبي ذَرّ . ومُطَرِّفُ بنُ مالك الذي رَوَى عنه مُحمّدُ بنُ سيرِينَ . ومُطَرِّفٌ العامِرِيُّ الذي رَوَى عنه سَعيدُ بنُ هِنْد ذكَرَهم ابنُ حِبَّان في الثِّقاتِ . واطَّرَفْتُ الشَّيْءَ كافْتَعَلْتُ : اشْتَرَيْتُه حَدِيثاً يُقال : بَعِيرٌ مُطَّرِفٌ نقله الجَوْهَرِيُّ وأَنشَدَ لذِي الرُّمَّة :
كأَنَّني مِنْ هَوَى خَرْفاءَ مُطَّرَفٌ ... دامِي الأَظَلِّ بَعِيدُ السَّأْو مَهْيُومُأَرادَ أَنَّه مِنْ هَواها كالبَعِيرِ الذِي اشْتُرِيَ حَدِيثاً فلا يزالُ يَحِنُّ إِلى أُلاّفِهِ قال ابنُ بَرِّيّ : المُطَّرَفُ : الذي اشْتُرِي من بَلَدٍ آخَر فهو يَنْزِعُ إِلى وَطَنِه . واخْتَضَبَت المَرْأَةُ تَطاريفَ : أَي أَطْرافَ أَصابِعها نَقَله الصّاغانيُّ . واسْتَطْرَفَه : عَدَّهُ طَرِيفاً نَقَله الجوهريُّ . واسْتَطْرَفَ الشَّيْءَ : اسْتَحْدَثَه نَقَلَهُ الجوهريُّ أَيضاً : ومنه المالُ المُسْتَطْرَفُ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : الطَّرْفُ من العَيْنِ : الجَفْنُ . والطَّرْفُ : إِطْباقُ الجَفْنِ على الجَفْنِ . وطَرَفَ يَطْرِفُ طَرْفاً : لَحَظَ وقِيل : حَرَّكَ شُفْرَه ونَظَر . وطَرَفَه يَطْرِفُه وطَرَّفَه كِلاهُما : إِذا أَصابَ طَرْفَه والاسمُ الطُّرْفَةُ . وعَيْنٌ طَرِيفٌ : مَطْرُوفَةٌ . والطِّرْفُ بالكسرِ من الخَيْلِ : الطَّوِيْلُ القَوائِمِ والعُنُقِ المُطَرَّفُ الأُذُنَيْنِ . وتَطْرِيفُ الأُذُنَيْنِ : تَأْلِيلُهُما وهو دِقَّةُ أَطْرافِهِما . وقالَ خالِدُ بنُ صَفْوانَ : خيرُ الكَلامِ ما طَرُفَتْ مَعانِيه وشَرُفَت مَبانِيه والتَذَّهُ آذانُ سامِعِيه . وطِرَافٌ : جمعُ طَرِيفٍ كظَرِيفٍ وظِرافٍ أَو طارِفٍ كصاحِبٍ وصِحابٍ أَو لُغَةٌ في الطَّرِيفِ وبكُلٍّ منها فُسِّرَ قولُ الطِّرِمَّاح :
فِدىً لفَوارِسِ الحَيَّيْنِ غَوْثٍ ... وزِمّانَ التِّلادُ معَ الطِّرافِ والوَجْهُ الأَخيرُ أَقيسُ ؛ لاقْتِرانِه بالتِّلادِ . وأَطْرَفَه : أَفادَه المالَ الطّارِفَ وأَنشَدَ ابنُ الأَعرابِيُّ :
تَئِطُّ وتَأْدُوها الإِفالُ مُرِبَّةً ... بأَوْطانِها مِنْ مُطْرَفاتِ الحَمائِلِ قالَ : مُطْرَفاتٌ : أُطْرِفُوها غَنِيمةً من غيرهم . ورَجُلٌ مُتَطَرِّفٌ ومُسْتَطْرِفٌ : لا يَثْبُت على أَمْرٍ . وطَرَفَه عَنّا شُغُلٌ : حَبَسَه . وطَرَفَه : إِذا طَرَدَه عن شَمِرٍ . واسْتَطْرَفَتِ الإِبلُ المَرْتَعَ : اخْتَارَتْه وقيل : اسْتَأْنَفَتْه . والطَّرِيفُ - الذي هو نَقيضُ القُعْدُدِ - يُجْمَعُ على طُرُفٍ بضمَّتَيْنِ وطُرَفٍ بضمٍّ فَفَتْحٍ وطُرّافٍ كرُمَانٍ الأَخيرانِ شاذّانِ ومن الأَوًّلِ قولُ الأَعْشَى :
هُمُ الطُّرُفُ البادُو العَدُوِّ وأَنْتُمُ ... بقُصْوَى ثَلاثٍ تَأْكُلُون الوقائِصَا هكذا فسَّرَهُ ابنُ الأَعرابِيُّ . والإِطْراف : كثرةُ الآباءِ . وقالَ اللِّحْيانِيُّ : هو أَطْرَفُهم : أَي أَبْعَدُهُم من الجَدِّ الأَكْبَرِ . قال ابنُ بَرِّي : والطُّرْفَى - في النَّسَب - : مَأْخُوذٌ من الطَّرَفِ وهو البُعْدُ والقُعْدَى أَقْرَبُ نَسَباً إِلى الجَدِّ من الطُّرْفَى قالَ : وصَحَّفَه بانُ وَلاّدٍ فقالَ : الطَّرْقَى بالقاف . وفي حَديث عَذابِ القَبْرِ : كان لا يتَطَرَّفُ من البَوْلِ أَي لا يتَباعدُ من الطَّرَف : الناحيَة . وتَطَرَّفَ عَلَى القَوْمِ : أَغارَ . وَتَطَّرفَ الشيءُ : صارَ طَرَفاً . والأَطْرافُ : الأَصابعُ ولا تُفْرَدُ الأَطْرافُ إِلاّ بالإِضافَة كقولِك : أَشارَتْ بطَرَفِ إِصْبعِها وأَنشد الفَرّاءُ :
" يُبْدينَ أَطْرافاً لِطافاً عَنَمَهْ قال الأَزْهَرِيُّ : جعل الأَطْرافَ بمَعْنَى الطَّرَف الواحدِ ولذلك قالَ : عَنَمَه وفي الحَدِيثِ : إِنَّ إِبْراهيمَ عليه السّلام جُعِلَ في سَرَبٍ وهو طِفْلٌ وجُعِلَ رِزْقُه في أَطْرافه أَي : كان يَمَصُّ أَصابعَه فيَجِدُ فيها ما يُغَذِّيه . وطَرَّفَ الشَّيْءَ وتَطَرَّفَه : اخْتارَهُ قال سُويْدٌ العُكْلِيُّ :
أُطرِّفُ أَبْكاراً كأَنَّ وُجُوهَها ... وُجُوهُ عَذارَى حُسِّرَتْ أَنْ تُقَنَّعَا وكلُّ مُختارٍ : طَرَفٌ محركةً والجمعُ أَطْرافٌ قال :
أَخَذْنا بأَطْراف الأَحاديثِ بَيْنَنا ... وسالَتْ بأَعْناقِ المَطِيِّ الأَباطحُ وقال ابنُ سيدَه : عَنَى بأَطْرافِ الأَحاديثِ ما يَتَعاطاهُ المُحِبُّونَ من المُفاوضَةِ والتَّعْرِيض والتَّلْوِيحِ . وطَرائِفُ الحَدِيثِ : مُختارُهُ أَيضاً كأَطْرافِهِ قال :
أَذْكُرُ من جارِتي ومَجْلِسِها ... طَرائِفاً من حدِيثِها الحَسَنِ
ومِنْ حَديثٍ يَزِيدُنِي مِقَةً ... ما لِحَدِيثِ المَوْمُوقِ من ثَمَنِوالطَّرَفُ مُحَرَّكةً : اللَّحْمُ . ويُقال : فُلانٌ فاسدُ الطَّرَفَيْنِ : إِذا كان خَبِيثَ اللِّسانِ والفَرْجِ . وقد يكونُ طَرَفا الدّابَّةِ : مُقَدَّمَها ومُؤُخَّرَها قال حُمَيدُ بنُ ثورٍ يصفُ ذِئْباً وسُرعَتَه :
تَرضى طَرَفَيْهِ يَعْسِلانِ كِلاهُما ... كما اهْتَزَّ عُود ُالسّاسَمِ المُتَتابِعُ قال ابنُ سِيدَه : والطَّرَفانِ : والطَّرَفانِ في المَدِيدِ : حَذْفُ أَلفِ فاعلاتُنْ ونونِها هذا قولُ الخَلِيلِ وإِنّما حُكْمُه أَن يَقُولَ : التَّطْرِيفُ : حذفُ أَلِفِ فاعلاتُنْ ونونِها أَو يقُولَ : الطَّرَفانِ : الأَلفُ والنونُ المَحذُوفَتانِ من فاعِلاتُنْ . وتَطَرَّفَتْ الشَّمْسُ : دَنَتْ للغُروب قالَ :
" دَنَا وقَرْنُ الشَّمْسِ قد تَطَرَّفا والمِطْرَفُ كمِنْبرٍ ومَقْعَدٍ : لُغتانِ في المُطْرِف كمُحْسِنٍ . قالَ الأَزْهَرِيُّ : سمِعْتُ أَعرابِيّاً يقولُ لآخرَ - وقد قَدِمَ من سَفَرٍ - : هل ورَاءَك طَرِيفَةُ خَبَرٍ تُطْرِفُنا بِه ؟ يعني خبراً جَدِيداً ومُغَرَّبَةُ خبرٍ : مِثْلُه . والطُّرْفَةُ والأُطْرُوفَةُ بضمِّهِما : كُلُّ شيءٍ اسْتَحْدَثْتَه فَأَعْجَبَك وهو الطَّرِيفُ . ورجلٌ طَريفٌ بَيِّنُ الطَّرافَةِ : ماضٍ هَشٌّ . والطَّرْفاءُ : مَنْبِتُ الطَّرَفَةِ وبه سُمِّيت القَرْيَةُ بقُرْبِ مصر وقد رَأَيْتُها . والطُّرَيْفاتُ بالضمّ : موضعٌ قال :
" تَرْعَى سُمَيْراءَ إِلى أَعْلامِها
" إِلى الطُّرَيْفاتِ إِلى أَهْضامِها وناقَةٌ مُسْتَطْرَفَةٌ : طَرِفَةٌ . وطَرَفَةُ المُجاشِعِيِّ : أَخُو الفَرَزْدَقِ . وجَزِيرَةُ طَرِيفٍ : مدينَةٌ عظيمةٌ قربَ الأَندَلُسِ . وطَرِيفَةُ الكاهِنَةُ سَتُذْكَرُ مع شِقٍّ . وطُرْفَةُ بالضمِّ الكَرْجِيَّة : حَدَّثَت عن المُفَضَّلِ بنِ أَبي حَرْب وعنها ابنُ السَّمْعانِي . والطُّرَفِيُّ بضم ففَتحٍ : أَبو عَبْدِ الله محمّدُ بنُ عبدِ الواحِدِ أَحْمَد الأَدِيب حَدّ بأَصْبَهانَ . وبالفتح : طَرِيفُ بنُ أَحمدَ الطَّرِيفِيّ ذكره حَمْزَةُ في تاريخِه . وأَحْمَدُ بن ناصِرِ بنِ طِعانٍ أَبو العَبّاس الطَّرِيفِيُّ البَصْرَوِيُّ الدِّمَشْقِيّ وابْناهُ عبدُ الرّحمنِ وعَبْدُ اللهِ رَوى عن الخشوعي ورَوى أَحمَدُ عن الخَضْرِ بن طاوُسَ . وقد سَمَّوْا مِطْرَفاً كمِنْبَرٍ منهم : مِطْرَفُ بنُ سَعْدِ بنِ مِطْرَف وأَخوه عبدُ الوَهّابِ سَمِعا من يُونُسَ بنِ يَحْيَى الهاشِمِيِّ بمكة ذكرهما ابنُ سُلَيمٍ في تاريخِه . وأَبو جَعْفَرٍ محمَّدُ بنُ هارُونَ بنِ مُطَرَّفٍ - كمُعَظَّمٍ - المُطَرَّفِيّ عن أَبي الأَزْهَرِ العَبْدِيّ . وأَبو أَحمدَ محمَّدُ بنُ إِبراهِيمَ بنِ مُطَرَّفٍ المُطَرَّفِيّ الأَسْتَراباذِيّ عن أَبي سَعِيدٍ الأَشَجِّ