جازَ المَوضعَ والطريقَ جَوْزَاً بالفتح وجُؤُوزاً كقُعودٍ وجَوازاً ومَجازاً بفَتحِهما . وجازَ به وجاوَزه جِوَازاً بالكسر : سارَ فيه وسَلَكَه أجازَه : خلَّفَه وقَطَعَه . كذلك أجازَ غيرَه وجاوَزه هكذا في النُّسَخ وصوابُه وجازَه والمعنى سارَه وخَلَّفَه قال الأَصْمَعِيّ : جُزتُ المَوضعَ : سِرْتُ فيه وأَجَزْتُه : خلَّفْتُه وقَطَعْتُه وأَجَزْتُه : أَنْفَذْتُه قال امرؤُ القَيس :
فلمّا أَجَزْنا ساحةَ الحَيِّ وانْتَحى ... بِنا بَطْنٌ خَبْتٍ ذي قِفافٍ عَقَنْقَلِ وقال الراجزُ :
خَلُّوا الطريقَ عن أبي سَيّارَهْ ... حتى يُجيزَ سالِماً حِمارَهْ وقال أَوْسُ بن مَغْرَاء :
ولا يَريمونَ في التَّعريفِ مَوْضِعَهم ... حتى يقال أَجِيزوا آلَ صَفْوَانا
يَمْدَحُهم بأنّهم يُجيزون الحاجَّ يعني : أَنْفِذوهم . وجاوَزْتُ المَوضعَ جِوازاً بمعنى جُزْتُه . وفي حديث الصِّراط : " فأَكونُ أنا وأمَّتي أوّلَ من يُجيزُ عليه " قال : يُجيزُ لغةٌ في يُجوزُ ؛ جازَ وأَجازَ بمعنىً ومنه حديث المَسْعى : " لا تُجيزوا البَطْحاءَ الأشَدَّ " . ويقال : جاوَزَه وجاوَزَ به : إذا خَلَّفَه وفي التنزيل : " وجاوَزْنا ببَني إسرائيلَ البَحر " . الاجْتِياز : السُّلوك والمُجْتاز : السالِك والمُجْتاز : مُجتابُ الطريقِ ومُجيزُه والمُجْتاز أيضاً : الذي يُحِبُّ النَّجاءَ عن ابْن الأَعْرابِيّ وأنشد :
ثمّ انْشَمَرْتُ عَلَيْها خائفاً وَجِلاً ... والخائفُ الوَجِلُ المُجْتازُ يَنْشَمِرُ والجَواز كَسَحَابٍ ولا يخفى أن قوله كَسَحَابٍ مُستدرَك لأنّ اصطلاحه يقتضي الفَتحَ : صَكُّ المسافر جَمْعُه أَجْوِزةٌ يقال : خذوا أَجْوِزَتَكم أي صُكوكَ المسافرين لئلاّ يُتعرَّض لكم كما في الأساس . الجَواز : الماءُ الذي يُسقاهُ المالُ من الماشيةِ والحَرْث ونحوِه . وقد اسْتَجَزْتُه فأَجاز إذا سقى أرضَك أو ماشِيَتَك وهو مَجاز قال القَطَاميّ :
وقالوا فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاسْتَجِزْ ... عُبادَةَ إنَّ المُسْتَجيزَ على قُتْرِ قولُه : على قُتْر أي : على ناحيةٍ وحَرْف إمّا أن يُسقى وإمّا أن لا يُسقى . والمُستَجيز : المُسْتَسقي . وجَوَّز لهم إبلَهم تَجْوِيزاً إذا قادَها لهم بعيراً بعيراً حتى تَجُوز . لا يخفى أنّ قَوْلَه تَجْوِيزاً كالمُستَدرَك لعدَمِ الاحْتِياجِ إليه لأنّه لا اشتباه هناك وكذا قولُه : لهم بعد قادَها تَكْرَارٌ أيضاً فإنّ قولَه : وجوَّزَ لهم يكفي في ذلك وإنّما نُؤاخِذُه بذلك لأنّه يُراعي شِدّة الاختِصار في بعضِ المَواضعِ على عادتِه حتى يُخالِفَ النُّصوص . وجَوائزُ الشِّعرِ وفي بعضِ النُّسَخ : الأَشْعار وهي الصحيحة والأمثال : ما جازَ من بلدٍ إلى بلدٍ قال ابنُ مُقْبِلٍ :
ظَنِّي بهم كَعَسَى وهم بِتَنُوفَةٍ ... يَتَنَازَعون جَوائزَ الأَمْثالِقال ثعلب : يَتَنَازَعون إلى آخره أي يُجيلون الرأيَ فيما بينهم وَيَتَمثَّلون ما يُريدون ولا يَلْتَفِتون إلى غَيْرِهم من إرْخاءِ إبلِهم وغَفْلَتِهم عنها . عن ابن السِّكِّيت : أَجَزْتُ على اسمِه إذا جَعَلْته جائِزاً . وجَوَّزَ له ما صَنَعَه وأجازَ له : سَوَّغ له ذلك . أجازَ رَأْيَه : أَنْفَذَه كجوَّزَه وفي حديث القِيامة والحِساب : " إنّي لا أُجيزُ اليومَ على نَفْسِي شاهِداً إلاّ منّي " أي لا أُنْفِذُ ولا أُمضي . وفي حديث أبي ذَرٍّ : قَبْلَ أن تُجيزوا عليَّ . أي تَقْتُلوني وتُنْفِذوا فيَّ أَمْرَكم . أجازَ له البَيعَ : أَمْضَاه وَجَعَله جائزاً ورُوي عن شُرَيْحٍ : إذا باعَ المُجيزانِ فالبَيعُ للأَوّل . أجازَ المَوضعَ : سَلَكَه وخلَّفَه ومنه : أعانَك اللهُ على إجازة الصِّراط . يقال : تَجَوَّزَ في هذا الأمر ما لم يَتَجَوَّزْ في غَيْرِه : احْتَملَه وأَغْمَضَ فيه . وَتَجَوَّزَ عن ذَنْبِه : لم يُؤاخِذْه به كتجاوَزَ عنه الأُولى عن السِّيرافيّ . وفي الحديث : " إنّ الله تَجاوَزَ عن أمَّتي ما حدَّثَتْ به أَنْفُسَها " أي عَفا عنهم مِن جازَه يجُوزُه إذا تعَدَّاه وَعَبَرَ عَلَيْه . وجاوَزَ الله عن ذَنْبِه : لم يُؤاخِذْه . تَجَوَّزَ الدّراهِمَ : قَبِلَها على ما فيها . وفي بعضِ الأصول : على ما بِها قاله الليث وزاد غيرُه مِن خَفِيّ الداخِلَةِ وقَليلِها . وزاد الزَّمَخْشَرِيّ : ولم يَرُدَّها . تجَوَّزَ في الصلاة : خفَّفَ ومنه الحديث : " أَسْمَعُ بكاءَ الصبيِّ فَأَتَجوَّزُ في صلاتي " أي أُخَفِّفُها وأُقَلِّلُها . وفي حديثٍ آخر : " تَجَوَّزوا في الصلاة " أي خفِّفوها وأَسْرِعوا بها . وقيل : إنّه من الجَوْز : القَطْع والسَّيْر . تجَوَّزَ في كلامِه : تكَلَّمَ بالمَجاز وهو ما يُجاوِزُ مَوْضُوعَه الذي وُضِع له . والمَجاز : الطريقُ إذا قُطِع من أحدِ جانبَيْه إلى الآخَر كالمَجازة . ويقولون : جَعَلَ فلانٌ ذلك الأمرَ مَجازاً إلى حاجتِه أي طريقاً ومَسْلَكاً . المَجاز : خِلافُ الحَقيقة وهي ما لم تُجاوِزْ مَوْضُوعها الذي وُضع لها . وفي البصائر : الحقيقة هي اللَّفْظُ المُستعمَل فيما وُضع له في أصل اللُّغَة . وقد تقدّم البحثُ في الحقيقة والمَجاز وما يتعَلَّقُ بهما في مُقدِّمةِ الكتابِ فأغْناني عن ذِكرِه هنا . المَجاز : ع قُربَ يَنْبُع البحرِ . المَجازَة : الطريقةُ في السَّبْخَة . المَجازة : ع أو هو أوّلُ رَمْلِ الدَّهْناءِ وآخِرُه هُرَيْرة . المَجازة : المكانُ الكثيرُ الجَوْز والصوابُ الأرضُ الكثيرةُ الجَوْز ويقال : أرضٌ مَجازةٌ : فيها أشجارُ الجَوْز . والجائِزَة : العَطِيّة من أَجازَهُ يُجيزُه إذا أَعْطَاه وأَصْلُها أنّ أميراً وافقَ عَدُوَّاً وبينَهما نَهرٌ فقال : مَن جازَ هذا النَّهرَ فله كذا فكلّما جازَ منهم واحدٌ أَخَذَ جائِزَةً . وقال أبو بكرٍ في قولهم : أجازَ السلطانُ فلاناً بجائزةٍ أَصْلُ الجائزةِ أن يُعطي الرجلُ الرجلَ ماءً ويُجيزَه ليذهبَ لوَجهِه فيقول الرجلُ - إذا وَرَدَ ماءً - لقَيّم الماءِ : أَجِزْني ماءً أي أَعْطِني ماءً حتى أذهبَ لوَجْهي وأَجوزُ عنك ثم كَثُرَ هذا حتى سَمَّوا العَطِيَّةَ جائزةً . وقال الجَوْهَرِيّ : أجازَه بجائِزةٍ سَنِيَّة أي بعَطاء . ويقال : أَصْلُ الجَوائز أنّ قَطَنَ بن عَبْدِ عَوْفٍ من بَني هلالِ بن عامرِ بن صَعْصَعة وَلِيَ فارسَ لعبدِ الله بن عامرٍ فمَرَّ به الأَحْنفُ في جَيْشِه غازياً إلى خُراسان فوقفَ لهم على قَنْطَرةٍ فقال : أَجيزوهم فَجَعَلَ يَنْسُبُ الرجلَ فيُعطيه على قَدْرِ حَسَبِه قال الشاعر :
فِدىً للأَكْرَمينَ بَني هلال ... على عِلاَّتِهم أَهْلِي ومالي
همُ سَنُّوا الجَوائزَ في مَعَدٍّ ... فصارَتْ سُنَّةً أُخرى اللَّياليوفي الحديث : " أَجيزوا الوَفدَ بنَحو ما كنتُ أُجيزُهم به " أي أعطوهم الجائزةَ . ومنه حديث العباس : ألا أمنحُكَ ألا أُجيزُك . أي أُعطيك . منَ المَجاز : الجائزة التُّحْفةُ واللَّطَفُ ومنه الحديث : " الضِّيافةُ ثلاثةُ أيّامٍ وجائِزَتُه يومٌ وليلةٌ وما زاد فهو صَدَقَةٌ " أي يُضافُ ثلاثةَ أيّامٍ فيتكلّف له في اليوم الأوّل بما اتّسعَ له من بِرٍّ وأَلْطَافٍ ويُقدِّم له في اليومِ الثاني والثالث ما حَضَرَه ولا يَزيدُ على عادَتِه ثمّ يُعطيه ما يَجوزُ به مَسافةَ يومٍ ولَيْلَةٍ فما كان بعد ذلك فهو صَدَقَةٌ ومَعْرُوفٌ إن شاءَ فَعَلَ وإن شاءَ تَرَكَ . والأصلُ فيه الأوّل ثم اسْتُعير لكلِّ عَطاءٍ . الجائِزُ : مَقامُ الساقي من البِئْر . والجائزُ بغير هاءٍ : المارُّ على القومِ حالَةَ كَوْنِه عَطْشَاناً سُقي أولا قال :
مَن يَغْمِسُ الجائزَ غَمْسَ الوَذَمَهْ ... خَيْرَ مَعَدٍّ حَسَبَاً وأَكْرَمَهْ الجائِزُ : البُستان . الجائِز : الخشَبَةُ المُعتَرِضَةُ بَيْنَ الحائِطَيْن قال أبو عُبَيْدة : وهي التي تُوضَعُ عليها أطرافُ الخَشَبِ في سَقْفِ البيت . وقال الجَوْهَرِيّ : الجائزُ هو الذي فارِسِيَّتُه تِير وهو سَهْمُ البيت . وفي حديثِ أبي الطُّفَيْلِ وبِناءِ الكَعبة : " إذا هم بحَيَّةٍ مثل قِطعةِ الجائِز " . وفي حديثٍ آخَر : " أنّ امرأةً أَتَتِ النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فقالت : إنّي رأيتُ في المَنامِ كأنَّ جائِزَ بيتي انْكَسرَ فقال : خَيْرٌ يَرُدُّ الله غائِبَك . فَرَجَع زَوْجُها ثم غاب فَرَأَتْ مِثلَ ذلك فَأَتَت النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فلم تَجِدْه وَوَجَدتْ أبا بكرٍ رضي الله عنه فأخبرَتْه فقال : يَموتُ زَوْجُك . فَذَكَرتْ ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وسلَّم فقال : هل قَصَصْتِها على أحد ؟ ٍ قالت : نعم قال : هو كما قيل لك " ج أَجْوِزٌ هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَط وصوابُه أَجْوِزَةٌ كوادٍ وأَوْدِيَةٍ وجُوزانٌ بالضمّ وجَوائزٌ هذه عن السِّيرافيّ . والأُولى نادرة . وتَجاوَزَ عنه : أَغْضَى وتَجاوَزَ فيه : أَفْرَط . والجَوْز : بالفَتْح وَسَطُ الشيءِ ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : أنّه من قامَ من جَوْزِ الليلِ يُصلِّي . أي وَسَطُه وجَمْعُه أَجْوَازٌ قال سيبويه : لم يُكَسَّرْ على غَيْرِ أَفْعَالٍ كراهةَ الضمَّةِ على الواو قال كُثَيّر :
عَسُوفٌ بأَجْوازِ الفَلا حِمْيَرِيّة ... مَرِيسٌ بذِئْبانِ السَّبيبِ تَلِيلُها وقال زُهَيْر :
مُقْوَرَّةٌ تَتَبَارى لا شَوارَ لها ... إلاّ القُطوعُ على الأَجْوازِ والوُرُكُ وفي حديث أبي المِنْهال : إنّ في النار أَوْدِيةً فيها حَيّاتٌ أَمْثَالُ أَجْوَازِ الإبل . أي أَوْسَاطِها . يقال : مَضَىَ جَوْزُ الليل أي مُعظَمُه . الجَوْز : ثَمَرٌ م معروفٌ وهو الذي يُؤكَل فارسيٌّ مُعرَّب كَوْز . وقد جرى في لسانِ العرب وأَشْعَارِها واحدِتُه جَوْزَةٌ وج : جَوْزَاتٌ . قال أبو حنيفة : شجر الجَوْزِ كثيرٌ بأرضِ العرب من بلاد اليمنِ يُحمَلُ ويُرَبَّى وبالسَّرَواتِ شجرُ جَوْزٍ لا يُربَّى وَخَشَبُه موصوف بالصّلابةِ والقُوّة قال الجعديّ :
كأنّ مَقَطَّ شَراسيفِه ... إلى طَرَفِ القُنْبِ فالمَنْقَبِ
لُطِمْنَ بتُرْسٍ شديدِ الصِّفا ... قِ من خَشَبِ الجَوْزِ لم يُثْقَبِ وقال الجَعديّ أيضاً : وذكر سفينةَ نوح عليه السلام فَزَعَم أنّها كانت من خشبِ الجَوْزِ وإنّما قال ذلك لصَلابةِ خشبِ الجَوْزِ وجَوْدَتِه :
يَرْقَعُ بالقارِ والحديدِ من ال ... جَوْزِ طِوالاً جُذوعُها عُمُما الجَوْز : اسمُ الحِجاز نفْسه كلّه ويقال لأهلِه جَوْزِيٌّ كأنّه لكَوْنه وَسَطَ الدنيا . الجَوْز : جِبالٌ لبني صاهِلَة بن كاهِلِ بن الحارِثِ بن تَميم بن سَعْدِ بن هُذَيْل . وجِبالُ الجَوْز : من أَوْدِيةِ تِهامة . والجَوْزاء : بُرجٌ في السماءِ سُمِّيَت لأنّها مُعترِضةٌ في جَوْزِ السماءِ أي وسطِها . جَوْزَاء : اسمُ امرأة سُمِّيت باسم هذا البُرج قال الراعي :
فقلتُ لأصحابي همُ الحَيُّ فالْحَقوا ... بجَوْزاءَ في أَتْرَابِها عِرْسِ مَعْبَدِالجَوْزاء : الشاةُ السوداء الجَسَدِ التي ضُرِبَ وسَطُها ببَياضٍ من أعلاها إلى أَسْفَلِها كالجَوْزَة هكذا في سائر النُّسَخ وهو غَلَط والصواب : كالمُجَوِّزَة وقيل : المُجَوِّزَة من الغنَم : التي في صَدْرِها تَجْوِيزٌ . وهو لَوْنٌ يُخالِفُ سائرَ لَوْنِها . وجَوَّزَ إبلَه تَجْوِيزاً : سَقاها . والجَوْزَة السَّقْيَةُ الواحدةُ من الماءِ ومنه المثَل : لكلِّ جائلٍ جَوْزَةٌ ثمّ يُؤَذَّنُ أي لكلّ مُستَسْقٍ وَرَدَ علينا سَقْيَة ثم يُمنَعُ من الماءِ . وفي المُحكم : ثم تُضرَبُ أُذُنُه إعْلاماً أنّه ليس له عِندَهم أكثرُ من ذلك ويقال : أّذَّنْتُه تَأْذِيناً أي رَدَدْتُه . وقيل : الجَوْزَة : السَّقْيَة التي يَجوزُ بها الرجلُ إلى غَيْرِك ؛ أو الجَوْزَة : الشَّرْبَةُ منه أي من الماء كالجائِزَة قال القُطاميّ :
" ظَلَلْتُ أَسْأَلُ أَهْلَ الماءِ جائِزَةً الجَوْزَة : ضَرْبٌ من العِنَب ليس بكبيرٍ ولكنّه يَصْفَرُّ جداً إذا أَيْنَع . والجُوَاز كغُراب : العطش والجِيزَة بالكسر : الناحيةُ والجانب ج جِيزٌ . بحذف الهاءِ وجِيزٌ كعِنَب والجِيز بالكسر جانبُ الوادي ونَحوِه . كالجِيزَة الجِيز : القَبرُ قال المُتَنَخِّل :
يا لَيْتَه كان حظِّي من طَعامِكُما ... أنَّى أَجَنَّ سَوادي عَنْكُما الجِيزُ فسَّره ثعلب بأنّه القَبر وقال غيرُه بأنّه جانبُ الوادي . منَ المَجاز : الإجازة في الشِّعر مُخالَفَةُ حَركاتِ الحَرف الذي يلي حَرْفَ الرَّوِيّ بأن يكون الحرفُ الذي يلي حَرْفَ الرَّوِيِّ مضموماً ثم يُكسَر أو يُفتَح ويكون حَرْفُ الرَّوِيّ مُقَيَّداً أو الإجازَة فيه كَوْنُ القافيَةِ طاءٍ والأُخرى دالاً ونَحوُه هذا قولُ الخليل وهو الإكفاء في قول أبي زَيْد ورواه الفارسيّ الإجارة بالراء غير مُعجَمَة وقد أَغْفَله المُصَنِّف هناك أو الإجازَة فيه أن تُتِمَّ مِصْراعَ غَيْرِك . في الحديث ذِكرُ ذي المَجاز قالوا : ذو المَجاز مَوْضِعٌ قال أبو ذُؤَيْب :
وراحَ بها من ذي المَجازِ عَشِيَّةً ... يُبادِرُ أُولى السابِقاتِ إلى الحَبلِ وقال الجَوْهَرِيّ : موضعٌ بمِنىً كانت به سوقٌ في الجاهليّة وقال الحارِثُ بن حِلِّزَة :
واذْكروا حِلْفَ ذي المَجازِ وما قُدِّ ... مَ فيه العُهودُ والكُفَلاءُوقال غَيْرُه : ذو المَجاز : سوقٌ كانت لهم على فَرْسَخٍ من عَرَفَة بناحيةِ كَبْكَبٍ سُمِّي به لأنّ إجازةَ الحاجِّ كانت فيه كَبْكَبٌ قد ذُكرَ في موضعه . وأبو الجَوْزاء : شَيخٌ لحَمّادِ بن سَلَمَة . وأبو الجَوْزاء أحمدُ بن عثمان شيخ لمُسلِم بنِ الحَجّاج ذَكَرَه الحافظُ في التبصير . أبو الجَوْزاء أَوْسُ بنُ عَبْد الله التابعيّ - عن عائشةَ وابنِ عبّاس وعنه عَمْرُو بن مالك اليشكريّ وهو الرَّبْعيّ وسيأتي ذكره للمصنّف في ربع وأنّه إلى رَبْعَةِ الأَسْد قال الذَّهَبيّ في الدِّيوان قال البُخاريّ : في إسناده نَظَرٌ . وجُوزَةُ بالضمّ : ة بالمَوْصِل من بلدِ الهَكَّارِيّة قاله الصَّاغانِيّ وَضَبَطه بالفَتْح والصوابُ بالضمّ كما للمصنّف . ومنها : أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن مُحَمَّد النَّجيرَميّ بن الجُوزيّ حدّث عنه هِبةُ الله الشِّيرازيّ وذكر أنّه سَمِعَ منه بجُوزَة بلد من الهَكّاريّة كذا نقله الحافظ . وجُوَيْزَةُ بنتُ سَلَمَة الخَيْر بالضمّ في العرب . وجُوَيْزَة مُحدِّثٌ هكذا هو في النُّسَخ وهو وَهَمٌ . وجِيزَةٌ بالكسرة بمِصر على حافّةِ النِّيل ويقال أيضاً : الجِيزَةُ وقد تكرر ذِكرُها في الحديث وهي من جُملةِ أقاليمِ مِصرَ حَرَسَها اللهُ تعالى المشتَمِلة على قرىً وبُلدانٍ . والعجبُ للمصنّف كيف لم يتَعَرَّض لمَن نُسِبَ إليها من قُدماءِ المُحدِّثين كالرَّبيع بن سُلَيْمان الجِيزيّ وأَضْرَابِه مع تعَرُّضِه لمن هو دونَه . نعم ذَكَرَ الرَّبيعَ بن سليمان في ربع . ونحن نَسوقُ ذِكرَ مَن نُسِب إليها منهم لإتمام الفائدة وإزالةِ الاشْتِباه فمنهم : أحمدُ بن بلالٍ الجِيزيّ القاضي سمع النَّسائيّ . ومحمد بن الرَّبيع بن سليمان وولَدُه الرَّبيعُ بن محمد حدَّثا مات الربيع هذا في سنة 342 . وأبو يَعْلَى أحمدُ بن عمر الجِيزيّ الزّجّاج أَكْثَرَ عنه أبو عمروٍ الدّانيّ . وأبو الطاهر أحمدُ بن عَبْد الله بن سالمٍ الجِيزيّ روى عن خالدِ بن نِزارٍ مات سنة 263 . وجَعْفَر بن احمد بن أيُّوب بن بلالٍ الجِيزيّ مولى الأَصْبَحِيّين مات سنة 327 . وخَلَفُ بنُ راشِدٍ المَهْرانيّ الجِيزيّ عن ابن لَهِيعَة مات سنة 208 . وَخَلَفُ بن مُسافرٍ قاضي الجِيزة مات سنة 293 . وسعيدُ بنُ الجَهْمِ الجِيزيّ أبو عثمان المالكيّ كان أحدَ أوصياءِ الشافعيّ روى عنه سعيدُ بن عُفَيْر . والنعمانُ بن موسى الجِيزيّ عن ذي النون المِصريّ . ومَنصورُ بن عليِّ الجِيزيّ عُرِفَ بابنِ الصَّيْرَفيّ عن السِّلَفيّ وَرَحَمة بن جَعْفَر بن مُختارٍ الجِيزيّ الفقيه كتب عنه المُنْذِريّ في مُعجمه . وعبدُ المُحسن بن مُرتَفع بن حسن الخَثْعَمِيّ الجِيزيّ محدّث مشهور . وأبو عَبْد الله مُحَمَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الزِّفْتاويّ ثم الجِيزيّ من شيوخ الحافظِ ابن حَجَرٍ وغيرُ هؤلاء . وجِيزان بالكسر : ناحيةٌ باليمن . وجَوْزُ بُوَّى وجَوْزُ ماثِلٍ وجَوْزُ القَيْءِ من الأدْوِيَة كذا نَقَلَه الصَّاغانِيّ وقلَّده المُصَنِّف . وفاتَه جَوْزُ جندم وجَوْزُ السَّرْو وجَوْزُ المَرْج وجَوْزُ الأَبْهل وكلّها من الأَدْويَة . وكذلك جَوْزُ الهِند المَعروف بالنّارجيل وجَوْزُ البَحر المعروف بالنارجيل البَحريّ . أما جَوْزُ بُوَّى فهو في مِقْدار العَفْصِ سَهْلُ المَكسَر رَقيقُ القِشْر طيِّبُ الرائحة حادٌّ وأجودُه الأحمر الأسود القِشْرِ الرَّزين . وأمّا جَوْزُ ماثِل فهو قِسم مُخَدِّرٌ شبيهٌ بجَوْزِ القَيْءِ وعليه شوكٌ صِغارٌ غِلاظٌ وحَبُّه كحَبِّ الأُتْرُجّ . وأما جَوْزُ القَيءِ فإنّه يُشبه الخَريق الأبيض في قُوَّته . وقد رأيت لبعضِ المتأخِّرين في النارجيل البَحريّ رسالةً مُستَقِلّة يذكرُ فيها مَنافعه وخَواصّه وحقيقته ليس هذا مَحَلَّ ذِكرِها . رُوي عن شُرَيْحٍ : إذا أَنْكَح المُجِيزانِ فالنِّكاحُ للأوّل المُجيز : الوَلِيُّ يقال : هذه امرأةٌ لَيْسَ لها مُجيزٌ . المُجيزُ الوَصِيُّ والمُجيزُ : القَيِّمُ بأمرِ اليَتيم . وفي حديث نكاح البِكْرِ : " وإنْ صَمَتَتْ فهو إذْنُها وإنْ أَبَتْ فلا جَوازَ عليها " أي لا وِلايةَ عَلَيْها مع الامْتِناع . المُجيز : العَبدُ المَأْذونُ له في التِّجارة وفي الحديث : " أنّ رجُلاً خاصَمَ إلى شُرَيْحٍ غلاماً لزِيادٍ فيبِرْذَوْنَةٍ باعَها وَكَفَلَ له الغلام فقال شُرَيْحٌ : إن كان مُجيزاً وَكَفَلَ لكَ غَرِمَ " أي إذا كان مَأْذُوناً له في التِّجارة . والتِّجْواز بالكسر بُرْدٌ مُوَشَّىً من بُرودِ اليمن ج : تَجاوِيز قال الكُمَيْت : ْنَةٍ باعَها وَكَفَلَ له الغلام فقال شُرَيْحٌ : إن كان مُجيزاً وَكَفَلَ لكَ غَرِمَ " أي إذا كان مَأْذُوناً له في التِّجارة . والتِّجْواز بالكسر بُرْدٌ مُوَشَّىً من بُرودِ اليمن ج : تَجاوِيز قال الكُمَيْت :
حتى كأنَّ عِراصَ الدارِ أَرْدِيَةٌ ... مِنَ التَّجاويزَ أو كُرّاسُ أَسْفَارِ وجُوزْ ذان بالضمّ : قَرْيَتان بأَصْبَهان من إحداهُما أمُّ إبراهيمَ فاطمةُ ابنةُ عَبْد الله بن أحمد بن عقيل الجُوزْذانيّة حدّثت عن ابن رِيذة . وجَوْزَانُ بالفَتْح : ة باليمن من مِخْلافِ بَعْدَان . والجَوْزات : غُدَدٌ في الشجرِ بَيْنَ اللَّحْيَيْن نقله الصَّاغانِيّ . ومحمدُ بن منصور بن الجَوّاز كشَدّاد مُحدِّثٌ . والحسنُ بنُ سَهْلِ بن المُجَوِّز كمُحدِّث مُحدِّثٍ وهو شَيْخُ الطَّبَرانيّ . منَ المَجاز : اسْتَجازَ رجلٌ رجلاً : طَلَبَ الإجازةَ أي الإذْن في مَرْوِيّاته ومَسْمُوعاته . وأَجازَه فهو مُجازٌ . والمُجازات : المَرْوِيّات . ولله دَرُّ أبي جَعْفَرِ الفارِقيّ حيث يقول :
أَجازَ لهم عمرُ الشافعِيُّ ... جَميعَ الذي سَأَلَ المُسْتَجيزُ
ولم يَشْتَرِطْ غَيْرَ ما في اسْمِه ... عَلَيْهم وذلك شَرْطٌ وَجيزُيعني العَدلَ والمَعرِفة . والإجازةُ أحد أَقْسَامِ المَأْخذ والتَّحَمُّل وأَرفعُ أنواعِها إجازَةُ مُعَيَّنِ لمُعَيَّنٍ كأن يقول : أَجَزْت لفلانٍ الفلانيّ ويَصفُه بما يُمَيِّزُه بالكتاب الفلانيّ أو ما اشتملَتْ عليه فِهْرِستي ونحو ذلك فهو أَرْفَعُ أَنْوَاعِ الإجازةِ المجرَّدة عن المُناوَلة ولم يَخْتَلفْ في جَوازِها أحد كما قاله القاضي عِياض . وأمّا في غَيْرِ هذا الوجه فقد اختُلِف فيه فَمَنَعه أَهْلُ الظاهرِ وشُعْبَةُ ومن الشافعيّةِ القاضي حُسَيْنٌ والماوَرْديُّ ومن الحنفِيَّة أبو طاهرٍ الدّبّاس ومن الحَنابلة إبراهيمُ الحَرْبيّ . والذي استقرَّ عليه العملُ القولُ بتَجْويزِ الإجازةِ وإجازةِ الرِّوايةِ بها والعمل بالمَرْوِيّ بها كما حقَّقه شَيْخُنا المُحقِّق أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن احمد بن سالمٍ الحَنبليّ في كَراريس إجازةٍ أَرْسَلها لنا من نابُلُسِ الشام . واطَّلعتُ على جُزءٍ من تَخْرِيج الحافظِ أبي الفضل بن طاهرٍ المَقْدسيّ في بيانِ العمل بإجازةِ الإجازةِ يقول فيه : أما بعد فإنّ الشيخَ الفقيه الحافظَ أبا عليّ البردانيّ البغداذيّ بَعَثَ إليّ على يدِ بَعْضِ أَهْلِ العِلمِ رُقْعَةً بخطِّه يَسْأَلُ عن الرِّواية بإجازةِ الإجازة فَأَجَبْتُه : إذا شَرَطَ المُستَجيزُ ذلك صحَّت الرِّواية وبَيانُه أن يقول عندَ السؤال : إن رأى فلانٌ أن يُجيزَ لفلانٍ جميعَ مَسْمُوعاتِه من مشايِخه وإجازاتِه عن مَشايِخِه وأجابَه إلى ذلك جازَ للمُستَجيزِ أن يَرْوِي عنه ثمّ ساقَ بأسانيدِه أحاديثَ احتَجَّ بها على العملِ بإجازةِ الإجازة . قد وقع هذا الجزءُ عالياً من طريق ابن المقيّر عن ابنِ ناصرٍ عنه . وبلغني أنّ بعضَ العلماءِ لم يكُن يُجيزُ أحداً إلاّ إذا اسْتَخْبَرَه واسْتَمْهَرَه وَسَأَله ما لَفْظُ الإجازةِ وما تَصْرِيفُها وحَقيقتُها ومَعناها . وكنتُ سُئلْتُ فيه وأنا بثَغرِ رَشيد في سنة 1168 فأَلَّفتُ رسالةً تتَضَمَّنُ تَصْرِيفَها وحقيقتها ومعناها لم يَعْلَقْ منها شيءٌ الآن بالبال . واللهُ أَعْلَم . وأَجَزْتُ على الجريح لغةٌ في أَجْهَزْتُ وأنكره ابنُ سِيدَه فقال : ولا يقال أجازَ عليه إنّما يقال أجازَ على اسمِه أي ضَرَبَ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : مَجازَةُ النهرِ : الجِسرُ . وأَجازَ الشيءَ إجْوازاً كأنّه لَزِمَ جَوْزَ الطريق وذلك عبارةٌ عما يَسُوغ . ويقال : هذا ما لا يُجَوِّزُه العقلُ . والجِيزَةُ من الماءِ بالكسر : مِقدارُ ما يَجوزُ به المسافرُ من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ كالجَوْزَة والجائِزة . وأَجازَ الوَفدَ : أعطاهمُ الجِيزَة . وفي الحديث : " كنتُ أُبايعُ الناسَ وكان من خُلُقي الجَوَاز " أي التَّساهُلُ والتّسامُحُ في البَيع والاقْتِضاء . وجازَ الدِّرْهَمُ كَتَجَوَّزَه قال الشاعر :
إذا وَرَقُ الفِتيانِ صاروا كأنَّهم ... دَراهِمُ منها جائزاتٌ وزُيَّفُ وحكى اللِّحيانيّ : لم أرَ النَّفَقَةَ تَجوزُ بمكانٍ كما تَجوزُ بمكَّةَ قال ابنُ سِيدَه : ولم يُفسِّرْها وأُرى مَعْنَاها تَنْفُقُ . والجَواز كَسَحَابٍ : سَقْيَةُ الإبل قال الراجز :
يا صاحبَ الماءِ فَدَتْكَ نَفْسِي ... عَجِّلْ جَوازِي وأَقِلَّ حَبْسِيوالمَجاز : كِنايةٌ عن المُتَبَرَّز . ومنَ المَجاز قولُهم : المَجازُ قَنْطَرةُ الحقيقة . وكان شَيْخُنا السّيّدُ العارفُ عَبْد الله بن إبراهيم بن حسنٍ الحُسَيْنيّ يقول : والحقيقةُ مَجازُ المَجاز . وذو المَجاز : مَنْزِلٌ في طريقِ مكَّة شَرَّفَها اللهُ تعالى بين ماوِيَّةَ ويَنْسُوعةَ على طريق البَصْرَة . والمَجازة : موسمٌ من المَواسِم . وجُزْتُ بكذا أي اجْتَزْتُ به . وجُزْتُ خلال الدِّيار مثل جُسْتُ كما نقله ابنُ أمِّ قاسمٍ وقد تقدّم . وجُوزَجان من كُوَرِ بَلْخ . وجُوزي بالضمّ وكَسرِ الزاي : اسم طائرٍ وبه لقِّبَ إسماعيلُ بنُ مُحَمَّد الطَّلْحيّ الأَصْبَهانيّ الحافظ ويقال له الجُوزيّ وكان يَكْرَهه وهو المُلقَّب بقِوام السُّنَّة روى عن ابن السَّمْعانيّ وابنِ عساكر توفِّي سنة 535 . وأما أبو الفَرَجِ عبدُ الرحمن بن عليّ بن مُحَمَّد بن عليّ بن عُبَيْد الله بن عَبْد الله بن حُمَّادى بن أحمد بن مُحَمَّد بن جَعْفَر الجَوْزيّ القُرَشيّ التَّيميّ الحَنبليّ الحافظُ البغداديّ فبفَتحِ الجيم بالاتِّفاق لُقِّبَ به جدُّه جَعْفَرٌ لجَوْزَة كانت في بَيْتِه وهي الشجرة . وشذّ شيخُ الإسلامِ زكريّا الأنصاريّ فَضَبَطه بضمّ الجيم وقال : هو غَيْرُ ابن الجَوْزيّ المَشهور وفيه نَظَرٌ بيَّناه في رسالتنا المِرْقاة العلِيَّة بشرح الحديثِ المُسلْسَل بالأوَّلِيَّة . وإبراهيمُ بن موسى الجَوْزيّ البغداذيّ بفتح الجيم أيضاً حدَّث عن بِشْر بن الوليد وعنه ابنُ ماسي . وجازٌ كبابٍ : جبلٌ طويلٌ في ديارِ بَلْقَيْنِ لا تكادُ العَينُ تَبْلُغ قُلَّتَه . والجائِزَةُ من أعلامهن والعوامُّ تقدِّم الزاي على التحتيّة . وأُورمُ الجَوْز : قريةٌ بحلب يأتي ذِكرُها للمصنِّف في ورم
الرَّبْع : الدارُ بعَينِها حيثُ كانت كما في الصحاح . وأنشدَ الصَّاغانِيّ لزُهيرِ بن أبي سُلْمى :
فلمّا عَرَفْتُ الدارَ قلتُ لرَبْعِها ... ألا انْعَمْ صَباحاً أيُّها الرَّبْعُ واسْلَم قال الجَوْهَرِيّ : ج : رِباعٌ بالكَسْر ورُبوعٌ بالضَّمّ وأَرْبُعٌ كأَفْلُسٍ وأَرْبَاعٌ كزَنْدٍ وأَزْنَادٍ . شاهد الرُّبوع قَوْلُ الشَّمَّاخ :
تُصيبُهمُ وتُخْطِئُني المَنايا ... وأَخْلُفُ في رُبوعٍ عن رُبوعِ وشاهِدُ الأَرْبُعِ قولُ ذي الرُّمَّة :
أَلِلأَرْبُعِ الدُّهْمِ اللَّواتي كأنَّها ... بَقِيَّةُ وَحْيٍ في بُطونِ الصَّحائفِ الرَّبْع : المَحَلَّة . يقال : ما أوسعَ رَبْعَ فلانٍ . نقله الجَوْهَرِيّ . الرَّبْع : المَنزِلُ والوطَن متى كان وبأيِّ مكان كلُّ ذلك مُشتقٌّ من رَبَعَ بالمكانِ يَرْبَع رَبْعَاً إذا اطمَأَنَّ والجَمعُ كالجَمع ومنه الحديث : " وهل تَرَكَ لنا عَقيلٌ مِن رَبْع " ويُروى : مِن رِباعٍ أرادَ به المَنزِلَ ودارَ الإقامةِ . وفي حديثِ عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها : أنّها أرادتْ بَيْعَ رِباعِها . الرَّبْع : النَّعْش يقال : حَمَلْتُ رَبْعَه أي نَعْشَه . ويقال أيضاً : رَبَعَه الله إذا نَعَشَه . ورجلٌ مَرْبُوعٌ أي مَنْعُوشٌ مُنَفَّسٌ عنه . وهو مَجاز . الرَّبْع : جماعةُ الناس . وقال شَمِرٌ : الرُّبوع : أهلُ المَنازلِ . وبه فُسِّرَ قولُ الشّمّاخِ المُتقدِّم :
" وأَخْلُفُ في رُبوعٍ عن رُبوعِ
أي في قومٍ بعدَ قومٍ . وقال الأَصْمَعِيّ : يريدُ في رَبْعٍ من أهلي أي في مَسْكَنِهم . وقال أبو مالكٍ : الرَّبْع : مِثلُ السَّكَن وهما أهلُ البيتِ وأنشد :
فإنْ يكُ رَبْعٌ مِن رِجالي أصابَهُم ... مِن اللهِ والحَتْمِ المُطِلِّ شُعوبُ وقال شَمِرٌ : الرَّبْع : يكونُ المَنزِلَ ويكونُ أهلَ المَنزلِ . قال ابنُ بَرّيّ : والرَّبْعُ أيضاً : العددُ الكثير . الرَّبْع : المَوضِعُ يَرْتَبِعونَ فيه في الربيع خاصّةً كالمَرْبَع كَمَقْعَدٍ وهو مَنْزِلُ القومِ في الربيعِ خاصّةً . تقول : هذه مَرابِعُنا ومَصايِفُنا أي حيثُ نَرْتَبِعُ ونَصِيفُ كما في الصّحاح . الرَّبْع : الرجلُ المُتَوَسِّطُ القامةِ بين الطُّولِ والقِصَر كالمَرْبوعِ والرَّبْعَة بالفَتْح ويُحرّك والمِرْباعِ كمِحرابٍ ما رَأَيْتُه في أُمَّهاتِ اللُّغَة إلاّ صاحب المُحيط ذَكَرَ حبلٌ مِرْباعٌ بمَعنى مَرْبُوع فأخذه المُصَنِّف وعَمَّ به والمُرْتَبَعُ مَبْنِيَّاً للفاعلِ وللمَفعولِ وبهما رُوِيَ قولُ العَجّاج :
" رَباعِياً مُرْتَبعاً أو شَوْقَبا وقد ارْتَبَعَ الرجلُ إذا صارَ مَرْبُوعَ الخِلْقَة وفي الحديث : " كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم أطولَ من المَرْبوعِ وأَقصرَ من المُشَذَّب " وفي حديثِ أمِّ مَعْبَدٍ رَضِيَ الله عنها : " كان النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم رَبْعَةً لا يَأْسَ من طُولٍ ولا تَقْتَحِمُه عَينٌ مِن قِصَرٍ " أي لم يكُن في حدِّ الرَّبْعةِ غيرَ مُتجاوِزٍ له فجعلَ ذلك القَدرَ من تَجاوُز حدِّ الرَّبْعةِ عَدَمَ يَأْسٍ من بعضِ الطُّول وفي تنكيرِ الطُّولِ دليلٌ على معنى البَعْضِيَّة وهي رَبْعَةٌ أيضاً بالفَتْح والتحريك كالمُذَكَّر وجَمْعُهما جَميعاً رَبْعَاتٌ بسكونِ الباء حكاه ثعلبٌ عن ابْن الأَعْرابِيّ رَبَعَات مُحرّكةً وهو شاذٌّ لأنّ فَعْلَةً إذا كانت صفةً لا تُحرَّكُ عَيْنُها في الجَمع وإنّما تُحرّكُ إذا كانت اسماً ولم تكنِ العَين أي مَوْضِعُ العَينِ واواً أو ياءً كما في العُباب والصحاح . وفي اللِّسان : وإنّما حرَّكوا رَبَعَاتٍ وإنْ كان صفةً ؛ لأنّ أَصْلَ رَبْعَة اسمٌ مُؤَنَّثٌ وَقَعَ على المُذَكَّر والمُؤَنَّث فوُصِفَ به . وقال الفَرّاء : إنّما حُرِّكَ رَبَعَاتٌ لأنّه جاءَ نَعْتَاً للمُذكَّرِ والمؤنَّث فكأنّه اسمٌ نُعِتَ به . وقال الأَزْهَرِيّ : خُولِفَ به طريقُ ضَخْمَةٍ وضَخْمَاتٍ ؛ لاستِواءِ نَعْتِ الرجلِ والمرأةِ في قولِه : رجلٌ رَبْعَةٌ وامرأةٌ رَبْعَةٌ فصارَ كالاسم والأصلُ في باب فَعْلَة من الأسماء - مثل : تَمْرَةٍ وجَفْنَةٍ - أن يُجمَع على فَعَلاتٍ مثلَ تَمَرَاتٍ وجَفَنَات وما كان من النُّعوتِ على فَعْلَةٍ مثلُ شاةٍ لَجْبَةٍ وامرأةٍ عَبْلَةٍ أن يُجمَع على فَعْلاتٍ بسُكونِ العَين وإنّما جُمِعَ رَبْعَةٌ على رَبَعَات - وهو نعتٌ - لأنّه أَشْبَهُ الأسماءَ لاستِواءِ لَفْظِ المُذكَّرِ والمؤنَّثِ في واحدِه . قال : وقال الفَرّاء : من العربِ من يقول : امرأةٌ رَبْعَةٌ ونِسوةٌ رَبْعَاتٌ وكذلك رجلٌ رَبْعَةٌ ورِجالٌ رَبْعُون فيجعلُه كسائرِ النُّعوت . قال ابن السِّكِّيت : رَبَعَ الرجلُ يَرْبَعُ كَمَنَعَ : وَقَفَ وانتظرَ وتحبَّسَ وليسَ في نَصِّ ابن السِّكِّيت : انتظَرَ على ما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ والصَّاغانِيّ وصاحبُ اللِّسان ومنه قولُهم : ارْبَعْ عَلَيْك أو ارْبَعْ على نَفْسِك أو ارْبَعْ على ظَلْعِك أي ارْفُقْ بنَفسِك وكُفَّ كما في الصحاح وقيل : معناه انتَظِرْ . قال الأَحْوَص :
ما ضَرَّ جِيرانَنا إذا انْتَجَعوا ... لو أنَّهم قَبْلَ بَيْنِهم ربَعُواوفي المُفرَداتِ : وقَولُهم : ارْبَعْ على ظَلْعِكَ يجوز أَن يكونَ من الإقامَةِ أَي أَقِمْ على ظَلْعِكَ وأَن يكون من رَبَعَ الحَجَرَ أَي تناولْهُ على ظَلْعِك انتهى . وفي حديث سُبَيْعَةَ الأَسلَمِيَّة ارْبِعي بنفسِك ويُروَى : على نفسِكِ . ولهُ تأْويلانِ : أَحدُهما بمعنى تَوَقَّفي وانتَظِري تَمامَ عِدَّةِ الوَفاةِ على مَذْهب مَن يقول : عِدَّتُها أَبْعَدُ الأَجَلَيْنِ وهو مذهبُ عليٍّ وابنِ عَبّاسٍ رضي الله عنهم . والثاني أَن يكونَ من رَبَعَ الرَّجُلُ إذا أَخْصَبَ والمعنى : نَفِّسي عن نَفسِكِ وأَخْرِجيها عن بُؤْسِ العِدَّة وسوءِ الحالِ وهذا على مَذْهَبِ مَنْ يَرى أَنَّ عِدَّتَها أَدْنى الأَجلين ولهذا قال عُمَرُ : إذا وَلَدَتْ وزَوْجُها على سَريرِه يعني لم يُدْفَنْ جازَ أَن تتَزَوَّج . وفي حديثٍ آخَرَ : فإنَّه لا يَرْبَعُ على ظَلْعِكَ مَنْ لا يَحْزُنُه أَمرُكَ أَي لا يَحْتَبِسُ عليك ويَصبر إلاّ مَنْ يُهِمُّهُ أَمْرُكَ . وفي المَثَلِ : حَدِّثْ حَديثَيْنِ امْرأَةً فإنْ أَبَتْ فارْبَعْ أَي كُفَّ ويُروَى بقَطْعِ الهَمزةِ ويُروَى أَيضاً فأَربعَة أَي زِدْ لأَنَّها أَضعَفُ فَهْماً فإن لمْ تفهَمْ فاجعلْها أَربعة وأَرادَ بالحَديثينِ حَديثاً واحِداً تُكَرِّرُه مرَّتين فكأَنَّكَ حدَّثْتَها بحديثينِ . قال أَبو سعيدٍ : فإنْ لمْ تفهم بعدَ الأَربعَةِ فالمِرْبَعَة يعني العَصا . يُضرَبُ في سوءِ السَّمْعِ والإجابَةِ . رَبَعَ يَرْبَعُ رَبْعاً : رفَعَ الحَجَرَ باليَد وشالَهُ : وقيل : حملَه امْتِحاناً لِلقوَّةِ قال الأَزْهَرِيّ : يُقال ذلك في الحَجَرِ خاصَّةً ومنه الحديثُ أَنَّه مَرَّ بقومٍ يَرْبَعونَ حَجَراً فقال : ما هذا ؟ فقالوا : هذا حَجَرُ الأَشِدَّاءِ . فقال : أَلا أُخْبِرُكُمْ بأَشَدِّكُمْ ؟ مَنْ ملَكَ نفسَه عندَ الغَضَب . وفي رواية : ثمَّ قال : عُمَّالُ الله أَقوَى من هؤلاءِ . رَبَعَ الحَبْلَ وكذلكَ الوَتَرَ : فتلَه من أَربَع قُوىً أَي طاقاتٍ يُقال : حَبْلٌ مَرْبوعٌ ومِرْباعٌ الأَخيرَةُ عن ابنِ عَبّادٍ . ووَتَرٌ مَربوعٌ ومنه قولُ لَبيد :
رابِطُ الجأْشِ على فَرْجِهِمُ ... أَعْطِفُ الجَوْنَ بمَرْبُوعٍ مِتَلّْ قيل : أَي بعِنانٍ شَديدٍ من أَربَعِ قُوىً وقيل : أَرادَ رُمْحاً وسيأْتي . وأَنشدَ أَبو الليث عن أَبي ليلى :
أَتْرَعَها تَبَوُّعاً ومَتَّا ... بالمَسَدِ المَرْبوعِ حتَّى ارْفَتّا التَّبَوُّع : مَدُّ الباعِ . وارْفَتَّ : انْقَطَع . رَبَعَتِ الإبِلُ تُرْبَعُ رَبْعاً : وَرَدَت الرِّبْعَ بالكَسرِ بأَنْ حُبِسَتْ عن الماءِ ثلاثةَ أَيّامٍ أَو أَربَعةً أَو ثلاثَ ليالٍ ووَرَدَتْ في اليَوْمِ الرَّابِعِ . والرِّبْعُ : ظِمءٌ مِنْ أَظْماءِ الإِبِلِ وقد اختُلِفَ فيه فقيل : هو أَن تُحبَسَ عن الماءِ أَرْبعاً ثُمَّ تَرِدَ الخامِسَ وقيل : هو أَن تَرِدَ الماءَ يوماً وتَدَعَهُ يومين ثمَّ تردَ اليومَ الرَّابع وقيل : هو لثلاثِ ليالٍ وأَربَعَةِ أَيّامٍ . وقدْ أَشارَ إلى ذلكَ المُصنِّفُ في سِياقِ عِبارَتِهِ معَ تأَمُّلٍ فيه . وهي إبِلٌ رَوابِعُ وكذلكَ إلى العِشْرِ . واسْتَعارَه العَجّاج لوِرْدِ القَطا فقال :
وبَلْدَةٍ يُمْسي قَطاها نُسَّسَا ... رَوابِعاً وقدْرَ رِبْعِ خُمَّسا رَبَعَ فلانٌ يَرْبَعُ رَبْعاً : أَخْصَبَ من الرَّبيعِ وبه فَسَّرَ بعضٌ حديثَ سُبيعَةَ الأَسلَمِيَّةِ كما تقدَّمَ قريباً . وعليه الحُمَّى : جاءتْهُ رِبْعاً بالكَسْرِ وقد رُبِعَ كعُنِيَ وأُرْبِعَ بالضَّمِّ فهو مَرْبوعٌ ومُرْبَعٌ وهي أَي الرِّبْعُ من الحُمَى أَن تأْخُذَ يوماً وتَدَعَ يَومَيْنِ ثمَّ تجيءَ في اليَومِ الرَّابِعِ . قال ابنُ هَرْمَةَ :
لَثِقاً تُجَفْجِفُهُ الصبا وكأَنَّهُ ... شاكٍ تَنكَّرَ وِرْدُهُ مَربوعُ وأَرْبَعَتْ عليه الحُمَّى : لغةٌ في رَبَعَت كما أَنَّ أُرْبِعَ لُغَةٌ في رُبِعَ . قال أُسامةُ الهُذَلِيّ :
إذا بلَغوا مِصْرَهُمْ عُوجِلوا ... مِنَ المَوتِ بالهِمْيَغِ الذَّاعِطِ
مِنَ المُرْبَعِينَ ومِنْ آزِلٍ ... إذا جَنَّهُ اللَّيْلُ كالنَّاحِطِويقال : أَرْبَعتُ عليه : أَخَذْتُه رِبْعاً . وأَغَبَّتْه : أخذتُه غِبَّاً . ورجلٌ مُرْبِعٌ ومُغِبٌّ بكسرِ الباء . قال الأَزْهَرِيّ : فقيل له : لمَ قلتَ : أَرْبَعتِ الحُمَّى زَيْدَاً ثمّ قلتَ : منَ المُرْبِعين فَجَعَلتَه مَرَّةً مَفْعُولاً ومرَّةً فاعِلاً ؟ فقال : يقال : أَرْبَعَ الرجلُ أيضاً . قال الأَزْهَرِيّ : كلامُ العربِ أَرْبَعَتْ عليه الحُمّى والرجلُ مُرْبَعٌ بفَتحِ الباء . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : أَرْبَعَتْه الحُمّى ولا يقال : رَبَعَتْه . رَبَعَ الحِمْلَ يَرْبَعُه رَبْعَاً إذا أَدْخَلَ المِرْبَعَةَ تَحْتَه وأخذَ بطَرَفِها وأخذ آخَرُ بطرفها الآخر ثم رفعاه على الدّابَّةِ . قال الجَوْهَرِيّ : فإنْ لم تكن مِرْبَعَةً أَخَذَ أحدُهما بيدِ صاحبِه أي تحت الحِملِ حتى يَرْفَعاه على البعير وهي المُرابَعَة . وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
يا لَيْتَ أمَّ العَمْرِ كانت صاحبي ... مكانَ مَن أَنْشَا على الركائبِ
ورابَعَتْني تَحْتَ لَيْلٍ ضارِبِ ... بساعِدٍ فَعْمٍ وكَفٍّ خاضِبِ أَنْشَا : أصلُه أَنْشَأَ فلَيَّنَ الهمزةَ للضرورةِ . وقال أبو عمر الزاهدُ في اليَواقِيت : أَنْشَأ : أي أَقْبَل . رَبَعَ القَومَ يَرْبَعُهم رَبْعَاً : أَخَذَ رُبْعَ أموالِهم مِثلَ عَشَرَهُم عَشْرَاً . رَبَعَ الثلاثةَ : جَعَلَهُم بنَفسِه أَرْبَعةً و : صارَ رابِعَهُم يَرْبُعُ ويَرْبِعُ ويَرْبَع بالتَّثْليث فيهما أي في كلٍّ من رَبَعَ القومَ وَرَبَعَ الثلاثةَ . رَبَعَ الجيشَ إذا أَخَذَ منهم رُبْعَ الغَنيمةِ ومُضارِعُه يَرْبُع - من حدِّ ضَرَبَ - فقط كما هو مُقتَضى سِياقِه وفيه مُخالفةٌ لنَقلِ الصَّاغانِيّ . فإنّه قال : رَبَعْتُ القومَ أَرْبُعُهم وأَرْبِعُهم وأَرْبَعُهم إذا صِرتَ رابِعَهم أو أَخَذْتَ رُبْعَ الغَنيمة قال ذلك يونُسُ في كتاب اللُّغَات واقتصرَ الجَوْهَرِيّ على الفتح ثمّ إنّ مصدرَ رَبَعَ الجيشَ رَبْعٌ ورَباعَةٌ . صرَّحَ به في اللِّسان . وفي الحديث : " أَلَمْ أَجْعَلكَ تَرْبَعُ وتَدْسَعُ " أي تأخذُ المِرْبَاع وقد مرَّ الحديثُ في دسص وقيل في التفسير : أي تأخذُ رُبْعَ الغَنيمة ؟ والمعنى : ألم أَجْعَلْكَ رئيساً مُطاعاً ؟ كان يُفعَلُ ذلك أي أَخْذُ رُبْع ما غَنِمَ الجيشُ في الجاهِليَّة فرَدَّه الإسلامُ خُمُساً فقال تعالى جلَّ شَأْنُه : " واعْلَموا أنّ ما غَنِمْتُم من شيءٍ فأنَّ للهِ خُمُسَه وللرَّسول " . رَبَعَ عليهِ رَبْعَاً : عَطَفَ وقيل : رَفَقَ . رَبَعَ عنه رَبْعَاً : كَفَّ وأَقْصَرَ . رَبَعَت الإبلُ تَرْبَعُ رَبْعَاً : سَرَحَتْ في المرعى وأكلتْ كيف شاءَتْ وشَرِبَتْ وكذلك رَبَعَ الرجلُ بالمكان إذا نزلَ حيثُ شاءَ في خِصبٍ ومَرعىً . رَبَعَ الرجلُ في الماء : تحَكَّمَ كيفَ شاء . رَبَعَ القومَ : تمَّمَهُم بنَفسِه أَرْبَعةً أو أَرْبَعينَ أو أَرْبَعةً وأَرْبَعين فعلى الأوّل : كانوا ثلاثةً فكمَّلَهم أَرْبَعةً وعلى الثاني : كانوا تِسعةً وثلاثينَ فكمَّلَهم أَرْبَعين وعلى الثالث : كانوا ثلاثةً وأربعين فكمَّلَهم أَرْبَعةً وأَرْبَعين . رَبَعَ بالمكان : اطمأَنَّ وأقامَ . قال الأَصْبَهانيّ في المُفردات وأصلُ رَبَعَ : أقامَ في الرَّبيع ثمّ تُجُوِّزَ به في كلِّ إقامةٍ وكلِّ وَقْتٍ حتى سُمِّي كلُّ مَنْزِلٍ رَبْعَاً وإنْ كان ذلك في الأصلِ مُختَصّاً بالرَّبيع . ورُبِعوا بالضَّمّ : مُطِروا بالرَّبيع أي أصابَهُم مَطَرُ الربيع ومنه قولُ أبي وَجْزَةَ :
حتى إذا ما إيالاتٌ جَرَتْ بُرُحاً ... وقد رَبَعْنَ الشَّوى مِن ماطِرٍ ماجِ أي أَمْطَرْن ومِن ماطِرٍ : أي عَرَقٍ مَأْج أي مِلْح . يقول : أَمْطَرْنَ قَوائِمَهُنَّ مِن عَرَقِهِنَّ . والمِرْبَع والمِرْبَعَة بكَسرِهما الأُولى عن ابنِ عَبّادٍ وصاحبِ المُفردات : العَصا التي تُحمَلُ بها الأحمال . وفي الصحاح : عُصَيَّةٌ يَأْخُذُ رَجُلانِ بطَرَفَيْها ليَحمِلا الحِملَ ويَضعاه على ظَهْرِ الدّابَّةِ . وفي المُفردات : المِرْبَع : خَشَبٌ يُرْبَعُ به أي يُؤخَذُ الشيءُ به . قال الجَوْهَرِيّ : ومنه قولُ الراجز :
أين الشِّظاظانِ وأينَ المِرْبَعَهْ ... وأينَ وَسْقُ الناقةِ الجَلَنْفَعَهْمَرْبَعٌ كَمَقْعَدٍ : ع قيل هو جبلٌ قُربَ مكَّةَ . قال الأَبَحُّ بنُ مُرَّة أخو أبي خِراشٍ :
عليكَ بَني مُعاوِيَةَ بنِ صَخْرٍ ... فَأَنْتَ بمَرْبَعٍ وهمُ بضِيمِ والرِّوايةُ الصحيحة : فَأَنْتَ بعَرْعَرٍ . مِرْبَع كمِنْبَرٍ بنُ قَيْظِيّ بنِ عمروٍ الأنصاريّ الحارثيّ وإليه نُسِبَ المالُ الذي بالمدينةِ في بَني حارِثَة له ذِكرٌ في الحديث وهو والِدُ عَبْد الله شَهِدَ أُحُداً وقُتِلَ يومَ الجِسْر وعبدِ الرحمن شَهِدَ أُحُداً وما بَعْدَها وقُتِلَ مع أخيهِ يومَ الجِسْرِ وزَيدٍ نَقَلَه الحافظُ في التبصير . وقال يَزيدُ بنُ شَيْبَان : أتانا ابنُ مِرْبَعٍ ونحنُ بعَرَفَةَ . يعني هذا ومُرَارَة ذَكَرَه ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبيّ الصَّحابِيِّين وكان أبوهم مِرْبَعٌ أَعْمَى مُنافِقاً رَضِيَ الله عن بَنيه . مِرْبَع : لقَبُ وَعْوَعَةَ بنِ سعيد بنِ قُرْطِ بنِ كَعْبِ بنِ عَبْدِ بن أبي بَكْرِ بنِ كِلاب روايةِ جَريرٍ الشاعر وفيه يقولُ جَريرٌ :
زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أنْ سيَقتُلُ مِرْبَعاً ... أَبْشِرْ بطُولِ سَلامَةٍ يا مِرْبَعُ وأرضٌ مَرْبَعةٌ كَمَجْمَعَةٍ : ذاتُ يَرابيعَ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ . وذو المَرْبَعِيّ : قَيْلٌ من الأَقْيال . والمِرْباع بالكَسْر المكانُ يَنْبُتُ نَبْتُه في أوّلِ الرَّبيع . قال ذو الرُّمَّة :
بأَوَّلِ ما هاجَتْ لكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَع مِرْباعٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ ويقال : رُبِعَت الأرضُ فهي مَرْبُوعةٌ إذا أصابَها مَطَرُ الربيع . ومُرْبِعَةٌ ومِرْباعٌ : كثيرةُ الرَّبيع . المِرْباع : رُبُعُ الغَنيمةِ الذي كان يأخذُه الرئيسُ في الجاهليّة مأخوذٌ من قولِهم : رَبَعْتُ القوم أي كان القومُ يَغْزُونَ بَعْضَهم في الجاهليّة فَيَغْنَمون فيأخذُ الرئيسُ رُبُعَ الغَنيمةِ دون أصحابِه خالِصاً وذلك الرُّبُعُ يُسمّى المِرْباع . ونقلَ الجَوْهَرِيّ عن قُطرُب : المِرْباع : الرُّبُع والمِعْشار : العُشْر قال : ولم يُسمَعْ في غيرِهما . قال عَبْد الله بنُ غَنَمَةَ الضَّبِّيِّ :
لكَ المِرْباعُ منها والصَّفايا ... وحُكمُكَ والنَّشيطةُ والفُضولُوفي الحديث قال لعَدِيّ بنِ حاتمٍ - قبلَ إسلامِه - : " إنّك لتأكلُ المِرْباعَ وهو لا يحِلُّ لكَ في دِينِك " . المِرْباع : الناقةُ المُعتادةُ بأن تُنتَجَ في الربيع " . ونَصُّ الجَوْهَرِيّ ناقةٌ مُرْبِعٌ : تُنتَجُ في الربيع فإن كان ذلك عادتها فهي مِرْباعٌ أو هي التي تَلِدُ في أوّلِ النِّتاج وهو قولُ الأَصْمَعِيّ . وبه فُسِّرَ حديثُ هشامِ بنِ عبدِ المَلِكِ في وَصْفِ ناقة : إنّها لهِلْواعٌ مِرْباعٌ مِقْراعٌ مِسْياعٌ حَلْبَانةٌ رَكْبَانةٌ وقيل المِرْباع : هي التي ولَدُها معها وهو رِبْعٌ وقيل : هي التي تُبَكِّرُ في الحَمل . والأربَعَةُ في عددِ المُذَكَّر والأرْبَعُ في عددِ المُؤنَّث والأربعون في العددِ بعد الثلاثين . قال اللهُ تعالى : " أَرْبَعينَ سَنَةً يتِيهونَ في الأرض " وقال : " أَرْبَعينَ ليلةً " . والأَرْبِعاءُ من الأيّام : رابِعُ الأيّامِ من الأحَد كذا في المُفرَدات وفي اللِّسان : من الأُسبوع لأنّ أوّل الأيّام عندَهم يَوْمُ الأحَد بدَليل هذه التسمية ثمّ الاثنان ثم الثلاثاء ثمّ الأَرْبِعاء ولكنّهم اخْتَصُّوه بهذا البناء كما اختصُّوا الدَّبَران والسِّماك ؛ لِما ذهَبوا إليه من الفَرْق مُثَلَّثَةَ الباءِ مَمْدُودةً . أمّا فَتْحُ الباءِ فقد حُكِيَ عن بعضِ بَني أسَدٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وهكذا ضَبَطَه أبو الحسنُ محمد بنُ الحسين الزُّبَيْديّ فيما استدركَه على سيبويه في الأبنِيَة وقال : هو أَفْعَلاء بفتحِ العَين . وقال الأَصْمَعِيّ : يَوْمُ الأَرْبُعاء بالضَّمّ لغةٌ في الفتحِ والكَسر . وقال الأَزْهَرِيّ : ومن قال : أَرْبِعاء حَمَلَه على أَسْعِداء وهما أَرْبِعاءان ج : أَرْبِعاءاتٌ قال الجَوْهَرِيّ : وحكى عن بعضِ بني أسَدٍ فتح الباءِ في الأربَعاءِ والتَّثْنية أَرْبَعاوان . حُمِلَ على قياسِ قَصْبَاءِ وما أَشْبَهها . وقال الفَرّاءُ عن أبي جَخادِب : تَثْنِيةُ الأربَعاءِ أَرْبَعاءان والجَمعُ أَرْبَعاءات ذهبَ إلى تذكيرِ الاسم . وقال اللِّحْيانيُّ : كان أبو زياد يقول : مضى الأَرْبَعاءُ بما فيه فيُفرِدُه ويُذَكِّرُه . وكان أبو الجَرّاح يقول : مَضَتِ الأربعاءُ بما فيهِنَّ فيُؤَنِّثُ ويَجمَع يُخرِجُه مُخرَجَ العدد . وقال القُتَيْبِيّ : لم يَأْتِ أَفْعِلاء إلاّ في الجَمع نحو أَصْدِقاء وأَنْصِباء إلاّ حرفٌ واحدٌ لا يُعرَفُ غيرُه وهو الأَرْبِعاء . وقال أبو زَيْدٍ : وقد جاءَ أَرْمِداء كما في العُباب . قال شَيْخُنا : وأَفصحُ هذه اللُّغَاتِ الكَسرُ قال : وحكى ابنُ هشامٍ كَسْرَ الهمزةِ مع الباءِ أيضاً وكَسْرَ الهمزةِ وفَتحَ الباء ففي كلامِ المُصَنِّف قُصورٌ ظاهر . انتهى . قال اللِّحْيانيُّ : قَعَدَ فلانٌ الأُرْبُعاءُ والأُرْبُعاوَى بضمِّ الهمزةِ والباءِ منهما أي مُتَرَبِّعاً . وقال غيرُه : جَلَسَ الأُرْبَعا بضمِّ الهمزةِ وفَتحِ الباءِ والقَصْر وهي ضَرْبٌ من الجِلَسِ يعني جَمْعَ جِلسَة . وحكى كُراع : جَلَسَ الأُرْبَعاوى أي مُتَرَبِّعاً قال : ولا نَظيرَ له . قال القُتَيْبيّ : لم يَأْتِ على أُفْعُلاءِ إلاّ حرفٌ واحدٌ قالوا : الأُرْبُعاء . وهو أيضاً : عمودٌ من : عُمُدِ البِناء . قال أبو زَيْدٍ : يقال : بَيْتٌ أُرْبُعاواء على أُفْعُلاء بالضَّمّ والمَدّ أي على عَمُودَيْنِ وثلاثةٍ وأربَعَةٍ وواحدةٍ قال : والبُيوتُ على طريقتَيْن وثلاثٍ وأرْبَعٍ وطريقةٍ واحدة فما كان على طريقةٍ واحدةٍ فهو خِباءٌ وما زادَ على طريقةٍ واحدةٍ فهو بَيْتٌ والطريقةُ : العَمودُ الواحد وكلُّ عمودٍ طريقةٌ وما كان بين عمودَيْن فهو مَتْنٌ وحكى ثعلب : بنى بَيْتَه على الأَرْبُعاءِ وعلى الأَرْبُعاوى - ولم يَأْتِ على هذا المثالِ غيرُه - : إذا بَناه على أَرْبَعةِ أَعْمِدةٍ . والربيعُ : جُزءٌ من أجزاءِ السَّنَة وهو عند العربِ رَبيعان : رَبيعُ الشُّهور ورَبيعُ الأَزمِنَة . فرَبيعُ الشهور : شَهْرَانِ بَعْدَ صَفَر سُمِّيا بذلك لأنّهما حُدَّا في هذا الزمن فلَزِمَهُما في غيرِه ولا يقال فيهما إلاّ شَهْرُ رَبيعٍ الأوّل وشهرُ رَبيعٍ الآخِر . وقال الأَزْهَرِيّ : العربُ تَذْكُرُ الشهورَ كلّها مُجرَّدةً إلاّ شَهْرَيْ رَبيعٍ وشهرَ رَمَضَان . وأمّا ربيعُ الأزمنةِ فرَبيعان : الرَّبيعُ الأوّل وهو الفَصلُ الذي يأتي فيهالنَّوْرُ والكَمْأَة وهو رَبيعُ الكَلإِ . والرَّبيعُ الثاني وهو الفصلُ الذي تُدرِكُ فيه الثِّمارُ أو هو أي ومن العربِ من يُسمّي الفَصلَ الذي تُدرِكُ فيه الثِّمار وهو الخريف الرَّبيع الأوّل ويُسمّى الفَصلَ الذي يَتْلُو الشتاءَ ويأتي فيه الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الرَّبيعَ الثاني وكلُّهم مُجمِعونَ على أنّ الخريفَ هو الرَّبيع . وقال أبو حنيفةَ : يُسمّى قِسْما الشتاءِ رَبيعَيْن : الأوّلُ منهما : رَبيعُ الماءِ والأمطار والثاني : ربيعُ النَّباتِ لأنّ فيه يَنْتَهي النباتُ مُنتَهاه . قال : والشتاءُ كلُّه رَبيعٌ عند العربِ لأجلِ النَّدى . وقال أبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ يصفُ ظَبْيَةً : ْرُ والكَمْأَة وهو رَبيعُ الكَلإِ . والرَّبيعُ الثاني وهو الفصلُ الذي تُدرِكُ فيه الثِّمارُ أو هو أي ومن العربِ من يُسمّي الفَصلَ الذي تُدرِكُ فيه الثِّمار وهو الخريف الرَّبيع الأوّل ويُسمّى الفَصلَ الذي يَتْلُو الشتاءَ ويأتي فيه الكَمْأَةُ والنَّوْرُ الرَّبيعَ الثاني وكلُّهم مُجمِعونَ على أنّ الخريفَ هو الرَّبيع . وقال أبو حنيفةَ : يُسمّى قِسْما الشتاءِ رَبيعَيْن : الأوّلُ منهما : رَبيعُ الماءِ والأمطار والثاني : ربيعُ النَّباتِ لأنّ فيه يَنْتَهي النباتُ مُنتَهاه . قال : والشتاءُ كلُّه رَبيعٌ عند العربِ لأجلِ النَّدى . وقال أبو ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ يصفُ ظَبْيَةً :
به أَبْلَتْ شَهْرَيْ رَبيعٍ كِلَيْهِما ... فَقَدْ مارَ فيها نَسْؤُها واقْتِرارُها به أي بهذا المكان . أَبْلَتْ : جَزَأَتْ . أو السنةُ عند العربِ سِتّةُ أَزْمِنةٍ : شَهْرَانِ منها الرَّبيعُ الأوّل وشَهْرَانِ صَيْفٌ وشَهْرَانِ قَيْظٌ وشَهْرَانِ الرَّبيعُ الثاني وشَهْرَانِ خريفٌ وشَهْرَان شِتاءٌ هكذا نَقَلَه الجَوْهَرِيّ عن أبي الغَوْث . وأنشدَ لسَعدِ بنِ مالكِ بنِ ضُبَيْعةَ :
إنّ بَنِيَّ صِبْيَةٌ صَيْفِيُّونْ ... أَفْلَحَ مَن كان له رِبْعِيُّونْ قال : فَجَعَلَ الصَّيفَ بعدَ الرَّبيع الأوّل . وحكى الأَزْهَرِيّ عن أبي يحيى بنِ كُناسةَ في صفةِ أَزْمِنةِ السَّنَةِ وفُصولِها - وكان عَلاّمةً بها - : أنَّ السنةَ أَرْبَعةُ أَزْمِنةٍ : الرَّبيعُ الأوّل وهو عندَ العامَّةِ الخريف ثمّ الشِّتاء ثمّ الصيف وهو الرَّبيعُ الآخِر ثمّ القَيْظ . وهذا كلُّه قَوْلُ العربِ في الباديةِ قال : والرَّبيعُ الأوّل الذي هو الخَريفُ عندَ الفُرْسِ يَدْخُلُ لثلاثةِ أيّامٍ من أَيْلُولَ . قال : ويدخلُ الشتاءُ لثلاثةِ أيّامٍ من كانونَ الأوّل ويدخلُ الصيفُ الذي هو - الربيعُ عندَ الفُرْس - لخَمسةِ أيّامٍ تَخْلُو من آذار . ويدخلُ القَيْظ - الذي هو الصيفُ عند الفُرس - لأربَعَةِ أيّامٍ تَخْلُو من حَزِيران . قال أبو يحيى : ورَبيعُ أهلِ العراقِ مُوافِقٌ لرّبيعِ الفُرس وهو الذي يكون بعد الشتاء وهو زَمانُ الوَرْد وهو أَعْدَلُ الأزمِنة . قال : وأهلُ العراقِ يُمطَرون في الشتاءِ كلِّه ؛ ويُخصِبون في الرَّبيعِ الذي يَتْلُو الشتاء . وأمّا أهلُ اليمنِ فإنّهم يُمطَرونَ في القَيْظِ ويُخصِبونَ في الخريفِ الذي تُسمِّيهِ العربُ الرَّبيعَ الأوّل . قال الأَزْهَرِيّ : وإنّما سُمِّيَ فَصْلُ الخريفِ خَريفاً لأنّ الثِّمارَ تُختَرَفُ فيه وسَمَّتْهُ العربُ رَبيعاً لوقوعِ أوّلِ المطَرِ فيه . قال ابن السِّكِّيت : رَبيعٌ رابِعٌ أي مُخصِبٌ والنِّسبةُ رِبْعِيٌّ بالكَسْر على غيرِ قياسٍ ومنه قولُ سعدِ بنِ مالكٍ الذي تقدَّم :
" أَفْلَحَ مَن كان لهُ رِبْعِيُّونْورِبْعِيُّ بنُ أَبي رِبعِيٍّ . قال أَبو نُعَيْمٍ : اسمُ أبي رِبْعِيّ رافعُ بنُ الحارِثِ بنِ زيد بن حارثةَ البَلَوِيّ حليفُ الأَنصارِ شهدَ بدْراً . رِبْعِيُّ بنُ رافِعٍ هو الذي تقدَّم ذكرُه . رِبْعِيُّ بن عَمْروٍ الأَنصاريّ بَدْرِيٌّ ورِبْعِيٌّ الأَنصارِيّ الزُّرَقِيُّ الصَّواب فيه رَبيعٌ : صَحابِيُّون رضي الله عنهم . رِبْعِيُّ بنُ حِراشٍ : تابعِيٌّ يقال : أَدركَ الجاهليَّةَ وأَكْثَرَ الصَّحابة تقدَّم ذِكرُه في حرش . وكذا ذِكْرُ أَخَوَيهِ مَسعود والرَّبيع . روَى مَسعودٌ عن أَبي حُذَيْفَةَ وأَخوه الذي تكلَّمَ بعدَ المَوْتِ فكان الأَولَى ذِكرَه عند أَخيهِ والتَّنويهَ بشأْنِهِ لأَجل هذه النُّكْتَةِ وهو أَوْلَى من ذِكْرِ مِرْبَع بأَنَّه كانَ أَعمى مُنافِقاً . فتأَمَّلْ . ورِبْعِيَّةُ القَومِ : مِيرَتُهم أَوَّل الشتاءِ وقيل : الرِّبْعِيَّة : مِيرَةُ الرَّبيع وهي أَوَّل المِيَرِ ثمَّ الصَّيفِيَّةُ ثمَّ الدّفَئِيَّة ثم الرَّمَضِيَّةُ . وجَمْعُ الرَّبيعِ : أَرْبِعاءُ وأَرْبِعَةٌ مثلُ نَصيبٍ وأَنصِباءَ وأَنصِبَةٍ نقله الجَوْهَرِيّ . يُجمَعُ أَيضاً على رِباعٍ عن أَبي حَنيفَةَ أَو جَمْعُ رَبيعِ الكَلأِ أَرْبِعَةٌ وجَمْعُ ربيعِ الجَداوِلِ جَمْعَ جَدْوَلٍ وهو النَّهر الصَّغير كما سيأْتي للمصنِّف أَربِعاءُ وهذا قولُ ابن السِّكِّيت كما نقلَه الجَوْهَرِيّ ومنه الحديث أَنَّهم كانوا يُكرُونَ الأَرْضَ بما يَنْبُتُ على الأَرْبِعاءِ فنُهِيَ عن ذلك . أَي كانوا يُكرُونَ الأَرضَ بشيءٍ مَعلومٍ ويَشترطون بعدَ ذلكَ على مُكتَريها ما يَنْبُتُ على الأَنهار والسَّواقي . أَمّا إكْراؤُها بدراهِمَ أَو طَعامٍ مَسمَّىً فلا بأْسَ بذلكَ . وفي حديثٍ آخر : أَنَّ أَحدَهم كان يشترِطُ ثلاثةَ جَداوِلَ والقُصارَةَ وما سَقى الرَّبيع فنُهوا عن ذلك . وفي حديث سهل بنِ سَعدٍ : كانت لنا عَجوزٌ تأْخُذُ من أُصولِ سِلْقٍ كنَّا نَغرِسُه على أَرْبِعائِنا . ويَوْمُ الرَّبيعِ : من أَيّام الأَوسِ والخَزْرَج نُسِبَ إلى موضع بالمدينةِ من نواحيها . قال قيس بن الخَطيمِ :
ونَحْنُ الفَوارِسُ يومَ الرَّبي ... عِ قد عَلِموا كيفَ فُرْسانُهاوأَبو الرَّبيعِ : كُنيَةُ الهُدْهُدِ لأَنَّه يَظْهَرُ بظُهورِهِ وكُنيَةُ جَماعَةٍ من التَّابِعين والمُحَدِّثين بل وفي الصَّحابَةِ رَجُلٌ اسمه أَبو الرَّبيعِ وهو الذي اشْتَكَى فعادَه النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم وأَعطاه خَميصَةً . أَخرَج حديثَه النِّسائيّ . ومن التَّابعين : أَبو الرَّبيع المَدَنيّ حديثُه في الكُوفِيّينَ روَى عن أَبي هُريْرَةَ وعنه علقَمَةُ بنُ مَرْثَدٍ . ومن المُحَدِّثينَ : أَبو الرَّبيعِ المَهْرِيُّ الرَّشْدينِيّ هو سليمانُ بنُ داوودَ بنِ حَمَّادِ بنِ عَبْد الله بنِ وَهْبٍ روَى عنه أَبو داوودَ . وأَبو الرَّبيع الزَّهرانِيّ اسمُه سليمانُ بنُ داوودَ عن حَمَّادِ بنِ زَيْدٍ وعنه البُخارِيُّ ومسلِمٌ . وأَبو الرَّبيعِ السَّمّان اسمُه أَشْعَثُ بنُ سعيد روَى عن عاصِمِ بنِ عُبَيدٍ وعنه وَكِيعٌ . ضَعَّفُوه . والرَّبيعُ كأَميرٍ : سَبعةٌ صَحابِيُّون وهم : الرَّبيعُ بنُ عَدِيِّ بنِ مالِكٍ الأَنصارِيّ شَهِدَ أُحُداً قاله ابنُ سَعْدٍ والرَّبيع بنُ قارِبٍ العَبْسِيّ له وِفادَةٌ ذكرَه الغسَّانِيّ والرَّبيع بنُ مُطَرِّفٍ التَّميميّ الشاعر شَهِدَ فتحَ دِمشقَ والرَّبيع بنُ النُّعمان بنِ يَساف قاله العديّ والرَّبيع بن النُّعمان أَنصارِيٌّ أُحُدِيٌّ ذكرَه الأَشيريّ . والرَّبيع بن سهل بن الحارث الأَوْسِيّ الظَّفَرِيّ شهدَ أُحُداً . والرَّبيع بن ضَبُعٍ الفَزارِيّ قاله ابنُ الجَوْزِيّ عاشَ ثلاثمائةٍ وستِّينَ سنةً منها سِتُّونَ في الإسلام فهؤلاءِ السَّبْعَةُ الذينَ أَشارَ إليهم . وأَمّا الرَّبيع بن محمود الماردِينيّ فإنَّه كَذَّابٌ ظهَرَ في حُدودِ سنة تِسْعٍ وتِسعين وخمسمائة وادَّعَى الصُّحْبَةَ فلْيُحْذَرْ منه . الرَّبيع : جَماعةٌ مُحَدِّثون منهم : الرَّبيع بن حبيبٍ عن الحّسَنِ والرَّبيع بن خَلَفٍ عن شُعْبَةَ والرَّبيع بنُ مالِكٍ شيخٌ لحَجَّاجِ بنِ أَرْطأةَ والرَّبيع بن بَرَّةَ عن الحَسَنِ والرَّبيع بنُ صُبَيْحٍ البَصريّ والرَّبِيعُ بن خَطّاف الأَحْدَبُ عن الحَسَنِ والرَّبيع بن مُطَرِّف والرَّبيع بن إسماعيلَ عن الجَعْدِيّ والرَّبيع بن خَيْظان عن الحَسَنِ وغَير هؤلاء . الرَّبيع بنُ سليمانَ المُرادِيّ : مؤَذِّن المَسْجِدِ الجامع بالفُسطاطِ روَى عن عَبْد الله بن يوسف التِّنِّيسيّ . وأَبي يَعقوبَ البُوَيْطِيّ وعنه محمّد بن إسماعيلَ السُّلَمِيّ ومحمّد بن هارونَ الرويانيّ والإمام أَبو جَعفَرٍ الطَّحاوِيّ وُلِدَ هو وإسماعيلُ بنُ يَحيى في سنة مائةٍ وأَربعةٍ وسَبعينَ وكانَ المُزَنِيُّ أَسَنَّ من الرَّبيع بستَّةِ أَشْهُرٍ ومات سنةَ مائتين وسبعينَ وصلَّى عليه الأَميرُ خُمارَوَيه بنُ أَحمدَ بنِ طولونَ كذا في حاشية الإكمال . الرَّبيع بنُ سليمانَ أَبو محمّدٍ الجِيزِيُّ روَى عن أَصْبَغَ بنِ الفرَجِ وعَبْد الله بن الزَّبَيْرِ الحُمَيدِيّ وعنه علِيُّ بن سِراجٍ المصريّ وأَبو الفوارس أَحمدُ بنُ الحسين الشُّروطِيُّ . وأَبو بَكر الباغَنْدِيّ . قال ابنُ يونُس : كان ثِقَةً توفِّيَ سنةَ مائتين وستَّةٍ وخمسينَ : صاحِبا سيِّدنا الإمام الشَّافِعِيِّ رضي الله عنه . قال أَبو عُمَر الكِنْدِيّ : الرَّبيع بنُ سليمانَ كان فقيهاً دَيِّناً رأَى ابنَ وَهْبٍ ولمْ يُتْقِنِ السَّماعَ منه كذا في ذَيلِ الدِّيوان للذَّهبيّ . قلتُ : وقد حَدَّث ولدُه محمّد وحفيدُه الرَّبيع بنُ محمّد بن الرَّبيع ومات سنة ثلاثمائة واثنتين وأَربعينَ وقد مَرَّ ذِكرُهم في جىز . والرَّبيعُ : عَلَمٌ . الرَّبيعُ : المَطَرُ في الرَّبيع تَقولُ منهُ : رُبِعَتِ الأَرْضُ فهي مَرْبُوعَةٌ كما في الصِّحاح . وقيل : الرَّبيعُ : المَطَرُ يكونُ بعدَ الوَسْمِيِّ وبعده الصَّيْف ثمَّ الحَميمُ . وقال أَبو حنيفة : والمَطَرُ عندَهم رَبيعٌ متى جاءَ والجَمْعُ أَرْبِعَةٌ ورِباعٌ . وقال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْتُ العَرَب يقولون لأَوَّل مَطَرٍ يقع بالأَرضِ أَيّام الخريف : رَبيعٌ ويقولون إذا وقَعَ رَبيعٌ بالأَرضِ بَعَثْنا الرُّوَّادَ وانْتَجَعْنا مَساقِطَ الغَيْثِ . قال ابن دُرَيد : الرَّبيعُ : الحَظُّ من الماءِ للأرضِ ما كانَ وقيل : هو الحَظُّ منه رُبْعَ يَومٍ أَو ليلَةٍ وليس بالقَوِيِّيُقالُ : لفلانٍ مِنْ وفي بعضِ النُّسَخ : في هذا الماء رَبيعٌ أَي حَظٌّ . الرَّبيعُ : الجَدْوَلُ وهو النَّهر الصَّغير وهو السَّعيدُ أَيضاً . وفي الحديث : " فعَدَلَ إلى الرَّبيعِ فتَطَهَّرَ " . وفي حديثٍ آخرَ : " بما يَنْبُتُ على رَبيعِ السَّاقِي " هذا من إضافة الموصوفِ إلى الصِّفَةِ أَي النَّهر الذي يسقي الزَّرْعَ وأَنشدَ الأَصمعيُّ قول الشَّاعِر : لُ : لفلانٍ مِنْ وفي بعضِ النُّسَخ : في هذا الماء رَبيعٌ أَي حَظٌّ . الرَّبيعُ : الجَدْوَلُ وهو النَّهر الصَّغير وهو السَّعيدُ أَيضاً . وفي الحديث : " فعَدَلَ إلى الرَّبيعِ فتَطَهَّرَ " . وفي حديثٍ آخرَ : " بما يَنْبُتُ على رَبيعِ السَّاقِي " هذا من إضافة الموصوفِ إلى الصِّفَةِ أَي النَّهر الذي يسقي الزَّرْعَ وأَنشدَ الأَصمعيُّ قول الشَّاعِر :
فُوهُ رَبيعٌ وكَفُّهُ قَدَحٌ ... وبَطْنُهُ حينَ يَتَّكِي شَرَبَهْ
يَسَّاقَطُ النّاسُ حَولَهُ مَرَضاً ... وهو صَحيحٌ ما إنْ بهِ قَلَبَهْ أَرادَ بقولِه : فُوهُ ربيعٌ أَي نَهْرٌ لكَثرةِ شُرْبِه والجَمْعُ أَربِعاءُ . الرَّبيعَةُ بهاءٍ : حَجَرٌ تُمْتَحَنُ بإشالَتِهِ ويُجَرِّبونَ به القُوَى وقيل : الرَّبيعة : الحَجَر المَرفوع وقيل : الذي يُشالُ . قال الأَزْهَرِيّ : يُقال ذلك في الحَجَر خاصَّةً . الرَّبيعَةُ : بَيْضَةُ الحَديدِ وأَنشدَ الليثُ :
" رَبيعَتُه تَلوحُ لَدَى الهِياجِقال ابن الأَعرابيّ : الرَّبيعة : الرَّوْضَة . الرَّبيعةُ : المَزادَة . الرَّبيعَة : العَتِيدَة . الرَّبيعَة : ة كَبيرَةٌ بالصَّعيد في أَقصاه لِبَني رَبيعَةَ سُمِّيَتْ بهم . ورَبيعَة الفَرَسِ : هو ابن نِزارِ بنِ مَعَدِّ بنِ عدنانَ أَبو قبيلةٍ وإنَّما قيل له : ربيعة الفَرَسِ لأَنَّه أُعْطِيَ من ميراثِ أَبيه الخيلَ وأُعْطِيَ أَخوهُ مُضَرُ الذَّهَبَ فسُمِّيَ مُضَرَ الحَمراءِ وأُعِطِيَ أَنْمارٌ أَخوهُما الغَنَمَ فسُمِّيَ أَنمارَ الشَّاةِ . قد ذُكِرَ في حمر . والنِّسبَةُ إلى رَبيعَةَ رَبَعِيٌّ مُحَرَّكَةً . والمَنسوبُ هكذا عدةٌ قال الحافظُ : ومنهم : أَبو بَكْرٍ الرَّبَعِيُّ له جُزءٌ سمِعْناه عالياً . وفي عُقَيْلٍ رَبيعَتان : رَبيعَةُ بنُ عُقَيْلٍ وهو أَبو الخُلَعاءِ الذينَ تقدَّم ذِكرُهم قريباً في خلع ورَبيعَةُ بن عامِرِ بنِ عُقَيْلٍ وهو أَبو الأَبرصِ وقُحافَةَ وعَرْعَرَةَ وقُرَّة وهُما يُنسَبان إلى الرَّبِيعَتَينِ كما في الصِّحاح والعُباب . قال الجَوْهَرِيّ : وفي تميمٍ رَبيعَتانِ : الكُبرَى وهي كذا نَصُّ العُبابِ ونَصُّ الصِّحاحِ : وهو رَبيعَةُ بنُ مالِكِ بنِ زيدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ وتُدعَى ونَصّ الصِّحاح والعُباب : ويلَقَّبُ رَبيعَةَ الجُوعِ والصُّغرى وهيَ كذا نَصُّ العُباب ونَصُّ الصِّحاح : وربيعَةُ الوُسطَى وهي ربيعَةُ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ مالِكِ بنِ زَيْدِ مَناةَ بنِ تَميمٍ . ورَبيعَة : أَبو حَيٍّ من هَوازِنَ وهو رَبيعَةُ بنُ عامِرِ بنِ صعْصَعَةَ قال الجَوْهَرِيّ : وهُم بَنو مَجْدٍ ومَجْدُ اسمُ أُمِّهم فنُسِبوا إليها . قلْت : هي مَجْدُ بنتُ تَيْم بنِ غالِبِ بن فِهْرٍ كما في مَعارِفِ ابنِ قُتَيْبَةَ نقله شَيْخُنا . رَبيعَةُ : ثلاثونَ صحابِيَّاً رضي الله عنهم وهُم : رَبِيعة بن أَكثم وربيعة بن الحارثِ الأوسي وربيعة بن الحارثِ الأَسْلَمِيّ وربيعة بن الحارث بن عبد المُطَّلب وربيعة بن حُبَيْشٍ وربيعة خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم وربيعة بن خِراش وربيعةُ بن أَبي خَرَشَةَ ورَبيعَةُ بن خُويلد وربعةُ بنُ رُفَيْعِ بن أَهبانِ ورَبيعةُ بن رُواء العَنَسِيّ وربيعة بنُ رُفَيْعٍ يأْتي ذِكره في رفع وربيعة بن رَوْحٍ وربيعةُ بن زُرْعَةَ وربيعة بن زيادٍ وربيعةُ بن سَعدٍ وربيعة بن السَّكَن ورَبيعة بن يَسارٍ وربيعة بن شرحبيلَ وربيعة بن عامِرٍ وربيعةُ بن عِبادٍ وربيعةُ بن عَبْد الله وربيعةُ بن عُثمانَ وربيعةُ بن عَمروٍ الثَّقفيُّ وربيعةُ بنُ عَمْروٍ الجُهَنِيُّ وربيعةُ بنُ عَيْدانَ وربيعةُ بن الفِراسِ وربيعَةُ بنُ الفَضْلِ وربيعةُ بنُ قَيْسٍ وربيعةُ بن كَعْبٍ . والرَّبائع : أَعلامٌ مُتَقاوِدَةٌ قُربَ سَميراءَ وسَميراءُ : من مَنازل حاجِّ الكوفة . قال الشَّاعر :
جَبَلٌ يَزيدُ على الجِبالِ إذا بَدا ... بينَ الرَّبائعِ والجُثومِ مُقيمُ والرُّبْع بالضَّمِّ ويُثَقَّلُ فيقالُ : الرُّبُعُ بضمَّتين مثالُ عُسْرٍ وعُسُرٍ نقله الجَوْهَرِيّ هكذا . يُقال أَيضاً : الرَّبيع كأَميرٍ كالعَشيرِ والعُشْرُ : جُزءٌ من أَربَعَةٍ يَطَّرِدُ ذلك في هذه الكَسورِ عندَ بعضِهم . قال الله تعالى : " وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمّا تَرَكْتُمْ " . وجَمْعُ الرَّبيعِ رُبُعٌ بضمَّتين وجَمْعُ الرُّبْعِ بلُغَتَيْهِ : أَرْباعٌ ورُبوعٌ . الرُّبَعُ كصُرَدٍ : الفَصيل يُنْتَجُ في الرَّبيع وهو أولُ النَّتاجِ ورَبَعَ أَي وَسَّعَ خَطْوَهُ وعَدا . قال الأَعشى يصف ناقتَه :
تَلوِي بعِذْقِ خِصابٍ كُلَّما خَطَرَتْ ... عن فَرْجِ مَعقُومَةٍ لمْ تَتَّبِعْ رُبَعا ج : رِباعٌ وأَرباعٌ كرُطَبٍ ورِطابٍ وأَرطاب وهي بهاءٍ ج : رُبَعاتٌ ورِباعٌ قال الرَّاجِز :
وعُلْبَةٍ نازَعْتُها رِباعِي ... وعُلْبَة عندَ مَقيلِ الرَّاعي وفي الحديث : " مُرِي بَنيكِ أَنْ يُحْسِنوا غِذاءَ رِباعِهم " وإحسانُ الغِذاءِ أَلاّ يُسْتَقْصَى حَلَبُ أُمَّهاتِها إبقاءً عليها . وقال الشاعر :
سَوفَ تَكفي من حُبِّهِنَّ فَتاةٌ ... تَرْبُقُ البَهْمَ أَو تَخُلُّ الرِّباعاأَي تَخُلُّ اَلْسِنَةَ الفِصالِ تَشُقَّها وتَجعلُ فيها عُوداً لئلاّ تَرْضَعَ . ومعنى تَرْبُق أَي تَشُدُّ البَهْمَ عن أُمَّهاتِها لئلاّ تَرْضَعَ ولئلاّ تَفَرَّقَ فكأَنَّ هذه الفتاةَ تَخدُمُ البَهْمَ والفِصالَ . والرِّباعُ في جَمعِ رُبَعٍ شاذٌّ وكذلكَ أَرْباعٌ لأَنَّ سيبويه قال : إنَّ حُكْمَ فُعَلٍ أَنْ يُكَسَّرَ على فِعْلانٍ في غالب الأَمْرِ . فإذا نُتِجَ في آخر النِّتاجِ فهُبَعٌ وهي هُبَعَةٌ ومنه قولُهم : ما لَهُ هُبَعٌ ولا رُبَعٌ وسيأْتي في موضعِه وإنَّما تعرَّضَ له هنا اسْتِطْراداً على خِلاف عادَتِهِ . ورِبْعٌ بالكَسْر : رَجُلٌ من هُذَيْلٍ ثمَّ من بني حارثٍ وهو والِدُ عبدِ مَنافٍ ويُقال : عَبد مَناةَ أَحَدِ شُعراءِ هُذَيْلٍ . قال ساعِدَةُ :
ماذا يُفيدُ ابْنَتِي رِبْعٍ عَويلُهُما ... لا تَرْقُدانِ ولا بُؤْسَى لِمَنْ رَقَدا والرِّباعَةُ بالفتح وتُكسَرُ : شَأْنُكَ . وقيل : حالُكَ التي أَنْتَ رابِعٌ أَي مُقيمٌ علَيْها والمُرادُ به أَمرُه الأَوَّلُ . قال يعقوب : ولا تكونُ في غير حُسْنِ الحالِ أَو على رَباعَتِكَ أَي طريقَتِكَ أَو اسْتِقامَتِكَ . وفي كتابه للمهاجِرينَ والأَنصار : إنَّهم أُمَّةٌ واحِدَةٌ على رَباعَتِهِم أَي على اسْتِقامَتهم يريدُ أَنَّهم على أَمرهِم الذي كانوا عليه . رَباعَتُكَ : قبيلَتُكَ أَو فَخِذُكَ أَو يقال : هُمْ على رَباعَتِهم بالفتح ويُكْسَرُ ورَباعِهِم ورَبَعاتِهم محرَّكَةً ورَبِعاتِهم ككَتِفٍ ورَبِعَتِهِمْ كعِنَبَةٍ أَي حالةٍ حَسَنةٍ من اسْتِقامَتِهمْ . أَو أَمْرُهُم الذي كانوا عليه أَوّلاً ورَبَعاتِهِمْ مُحَرَّكَة وتُكسَر الباء أَي منازِلُهُم عن ثَعْلَبٍ . وقال الفرَّاءُ : النّاسُ على سكَناتِهم ونَزَلاتِهم ورَباعَتِهم ورَبَعاتِهم يعني على اسْتِقامَتِهِم . ووَقَعَ في كتابِ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم لِيَهُودَ : " على رِبْعَتِهِمْ " بالكَسْر هكذا وُجِدَ في سيرة ابن إسحاقَ وعلى ذلكَ فَسَّرَه ابنُ هشامٍ . والرِّباعة بالكَسر : نَحوٌ من الحِمالَةِ . وهو على رِباعَةِ قومِه أَي سيِّدُهم . ويقالُ : ما في بني فُلانٍ مَنْ يَضْبطُ رِباعَتَهُ غيرُ فلانٍ أَي أَمْرَهُ وشأْنَهُ الذي عليه . وقال أَبو القاسم الأَصبهانِيّ : استُعيرَ الرِّباعةُ للرِّياسَةِ اعتباراً بأَخْذِ المِرْباع فقيل : لا يُقيمُ رِباعَةَ القَوْمِ غيرُ فلانٍ . وقال الأَخطل يَمدَح مَصْقَلَةَ بنَ رَبيعَةَ :
ما في مَعَدٍّ فَتىً تُغْنِي رِباعَتُهُ ... إذا يَهُمُّ بِأَمْرٍ صالِحٍ عَمِلا والرَّبْعَةُ بالفتح : الجُونَةُ جُونَة العَطَّارِ وفي حديث هِرَقْلَ : ثُمَّ دعا بشيءٍ كالرَّبْعَةِ العَظيمَةِ الرَّبْعَةُ : إناءٌ مُرَبَّعٌ كالجُونَةِ . قال الأَصبهانيّ : سُمِّيَتْ لكونِها في الأَصلِ ذاتَ أَرْبَعِ طاقاتٍ أَو لكونِها ذاتَ أَرْبَعِ أَرْجُل وقال خَلَفُ بنُ خليفَةَ :
وقد كانَ أَفضَلَ ما في يديكَ ... مَحاجِمُ نُضِّدْنَ في رَبْعَهقال الصَّاغانِيُّ : أَمَّا الرَّبْعَةُ بمَعنى صُندوق فيه أَجزاء المُصْحَفِ الكريم فإنَّ هذه مُوَلَّدَةٌ لا تَعرِفُها العَرَب بل هي اصطِلاحُ أَهل بغدادََ أَو كأَنَّها مأْخوذَةٌ من الأُولَى وإليه مالَ الزَّمخشريّ في الأَساس . الرَّبْعَةُ : حَيٌّ من الأَسَدِ بسكون السين وهم بَنو الرَّبْعَةِ بنِ عَمروٍ مُزَيْقِياءَ قاله شيخُ الشَّرَفِ النَّسَّابَةُ . منهم أَبو الجَوزاءِ أَوسُ بنُ عَبْد اللهِ الرَّبْعِيُّ التّابِعِيُّ روَى عن ابنِ عبّاس وعنه عَمرو بن مالكٍ اليَشْكُرِيّ وقد تقدَّم ذِكرُه في جوز هكذا ضبطَه ابنُ نُقطَةَ بتسْكين الباءِ نقلاً عن خَطِّ مُؤتَمَنٍ السَّاجِيّ وخالفَه ابن السَّمعانِيّ فضبطَه بالتَّحريكِ وتَبِعَهُ ابن الأَثيرِ . قلْتُ : وهكذا رأَيته بخَطِّ ابن المُهندس مُحرَّكَةً وكذلك هو مَضبوطٌ في المُقدِّمَة الفاضِليَّة بخطِّ الإمام المُحَدِّث عبد القادِرِ التَّميمِيّ رحمه الله تعالى . الرَّبْعَةُ بالتَّحريكِ : أَشَدُّ الجَرْيِ أَو أَشَدُّ عَدْوِ الإبلِ أَو ضَرْبٌ من عَدْوِهِ وليسَ بالشَّديد وبالمعنى الثاني فُسِّرَ قولُ أَبي دُوَادٍ الرُّؤاسِيّ فيما أَنشدَه الأَصمعيّ :
واعْرَوْرَتِ العُلُطَ العُرْضِيَّ تَرْكُضُه ... أُمُّ الفوارِسِ بالدِّئدَاءِ والرَّبَعَهْ وفي اللسان : وهذا البيتُ يُضرَبُ مثَلاً في شِدَّة الأَمر يقول : رَكِبَتْ هذه المَرأَةُ التي لها بنونَ فوارِسُ بَعيراً من عُرْضِ الإبِلِ لا مِنْ خِيارِها . وفي العُبابِ : قال ابن دُريد : يقول : إنَّ هذه قد أُغيرَ عليها فرَكِبَتْ من الدَّهَشِ بَعيراً عُلُطاً بلا خِطامٍ فحمَلَتْهُ على الدِّئْداءِ والرَّبَعَةِ وهما أَشَدُّ العَدْوِ وبَنُوها فَوارِسُ لَمْ يَحموها فإذا كانت أُمُّ الفَوارِسِ هذه حالُها فغيرُها أَسْوأُ حالاً منها . الرَّبَعَةُ : حَيٌّ من الأَزْدِ . قال ابنُ دُريد : الرَّبَعَة : المَسافَةُ بينَ أَثافِي القِدْرِ التي يَجتَمِعُ فيها الجَمْرُ قال : وذَكَروا عن الخَليل أَنَّه قال : كان معنا أَعرابِيٌ على خِوانٍ فقلنا : ما الرَّبْعَةُ : فأدْخَلَ يَدَهُ تحتَ الِخِوانِ فقال : بين هذهِ القوائمِ رَبَعَةٌ . والرَّوْبَعُ كجَوْهَرٍ : الضَّعيفُ الدنيءُ قاله ابن دُريدٍ وأَنشدَ لرُؤْبَةَ :
" على إسْتِه رَوْبَعَةً أَو رَوْبَعا الرَّوْبَعَةُ بهاءٍ : القصيرُ من الرِّجالِ وتصَحَّفَ على الجَوْهَرِيّ فجعلَها زَوْبَعاً بالزَّاي وسيأْتي إن شاء الله تعالى . في زبع ثمَّ إنَّ ابنَ برِّي قال : ذَكَرَه ابنُ دُرَيدٍ والجَوْهَرِيّ بالزَّاي وصوابُه بالرَّاءِ قال : وكذلك في شِعرِ رُؤْبَةَ وفُسِّرَ بأَنَّه القصيرُ الحَقيرُ وهكذا أَنشدَه ابن السِّكِّيت أَيضاً بالرَّاءِ فتأَمّلْ . قيل : الرَّوْبَعَةُ في شِعرِ رُؤْبَةَ هو قِصَرُ العُرقُوبِ أَو أَصلُ الرَّوْبَعَةِ : داءٌ يأْخُذُ الفِصالَ كأَنَّها صُرِعَتْ وهذا الدَّاءُ بها فلذلكَ نَصَبَ رَوْبَعَةً يقال : أَخذَه رَوْبَعَةٌ ورَوْبَعٌ أَي سُقوطٌ من مَرَضٍ وغيرِه . قال جَريرٌ :
كانتْ قُفيْرَةُ باللِّقاحِ مُرِبَّةً ... تَبكي إذا أَخَذَ الفَصيلَ الرَّوْبَعُواليَرْبُوعُ واحِدُ اليَرابيعِ والياءُ زائدةٌ لأَنَّه ليس في كلامِ العربِ فَعلولٌ سِوى ما نَدَرَ مثلَ صَعْفُوقٍ . قاله كُراع : دابَّةٌ م وهي فَأْرَةٌ لجُحْرِها أَربَعَةُ أَبوابٍ . وقال الأَزْهَرِيّ : دُوَيْبةٌ فوقَ الجُرَذِ الذَّكَرُ والأُنثى فيه سَواءٌ . منَ المَجاز : اليَرْبُوع : لَحْمَةُ المَتْنِ على التشبيه بالفأْرَةِ أَو هي بالضَّمِّ أَو يَرابيعُ المَتْنِ : لحَماتُه لا واحِدَ لها قال الأَزْهَرِيّ : لمْ أَسمعْ لها بواحِدٍ يُقال : مَرَّ تَنْزُو حَرابِيُّ مَتْنِهِ ويَرابيعُهُ وهي لحَماتُ المَتْنِ . ويَرْبوعُ بنُ حَنظَلَةَ بنِ مالِك بن عمرو بن تميمٍ : أَبو حَيٍّ من تَميمٍ مِنهم : مُتَمِمُ بنُ نُوَيْرَةَ اليَربُوعِيُّ الصَّحابِيُّ وأَخوه مالكٌ وقد تقدَّم ذِكرُه في نور . يَرْبوعُ بنُ غَيْظ بنِ مُرَّةَ : أبو بَطْنٍ من مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بن ذُبْيانَ منهم الحارثُ بنُ ظالمِ المُرِّيُّ اليَرْبوعِيُّ نقله الجَوْهَرِيّ . قال ابْن الأَعْرابِيّ : الرَّبَّاع : كشَدّادٍ : الكثيرُ شِراءِ الرِّبَاع وهي المَنازل . قد سَمَّوْا رُبَيْعاً كزُبَيْرٍ ورَبْعَانَ مثل سَحْبَان . وكتصغيرِ رَبيعٍ كأَميرٍ الرُّبَيِّعُ بنتُ مُعَوِّذ بنِ عَفْرَاء بايعَتْ تحتَ الشجرة . الرُّبَيِّعُ بنتُ حارِثةَ بنِ سِنانٍ الخُدْرِيَّة من المُبايِعات ذَكَرَها الواقِديُّ الرُّبَيِّعُ بنتُ الطُّفَيْلِ بنِ النعمانِ بن خنساءَ بنِ سِنانٍ من المُبايِعات الرُّبَيِّعُ بنتُ النَّضْر عمَّةُ أَنَس بنِ مالكٍ أمُّ الرُّبَيِّعِ وهي أمُّ حارثةَ بنِ سُراقَة وهي التي قال لها النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم : يا أمَّ الرُّبَيِّعِ كتابُ اللهِ القِصَاص حين كَسَرَتْ ثَنِيَّةَ حارثةَ فَطَلَبوا القِصاصَ وقد وقعَ لنا هذا الحديثُ عالِياً في ثُمانِيات النَّجيب وفي عُشارِياتِ الحافظِ بنِ حَجَرِ : صَحابِيَّاتٌ رَضِيَ الله عنهُنَّ . وعبدُ العزيز بنُ الرُّبَيْع أبو العَوّام الباهليُّ بَصْرِيٌّ وابنُه رُبَيِّعُ بن عبد العزيز : مُحدِّثان روى عبد العزيزِ عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ وعنه النَّضْرُ بنُ شُمَيْلٍ وغيرُه . وفاتَه : محمد بنُ عليّ بن الرُّبَيِّعِ السُّلَميُّ روى عنه سُفيانُ بن عُيَيْنة . وبِهاءٍ : رُبَيِّعَةُ بنُ حِصن بنِ مُدْلِجِ بنِ حِصْنِ بن كَعْبِ كان اسمُه رَبيعة فصَغَّرَ اسمَه وقال :
ولكنِّي رُبَيِّعَةُ بنُ