الجَرُّ
الجَذْبُ جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً وجَرَرْتُ الحبل وغيره أَجُرُّه جَرّاً
وانْجَرَّ الشيءُ انْجَذَب واجْتَرَّ واجْدَرَّ قلبوا التاء دالاً وذلك في بعض
اللغات قال فقلتُ لِصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا
ولا يقاس ذلك لا يق
الجَرُّ
الجَذْبُ جَرَّهُ يَجُرُّه جَرّاً وجَرَرْتُ الحبل وغيره أَجُرُّه جَرّاً
وانْجَرَّ الشيءُ انْجَذَب واجْتَرَّ واجْدَرَّ قلبوا التاء دالاً وذلك في بعض
اللغات قال فقلتُ لِصاحِبي لا تَحْبِسَنَّا بِنَزْعِ أُصُولِه واجْدَرَّ شِيحَا
ولا يقاس ذلك لا يقال في اجْتَرَأَ اجْدَرَأَ ولا في اجْتَرَحَ اجْدَرَحَ
واسْتَجَرَّه وجَرَّرَهُ وجَرَّرَ به قال فَقُلْتُ لها عِيشِي جَعَارِ وجَرِّرِي
بِلَحْمِ امْرِئٍ لم يَشْهَدِ اليوم ناصِرُهْ وتَجِرَّة تَفْعِلَةٌ منه وجارُّ
الضَّبُعِ المصرُ الذي يَجُرُّ الضبعَ عن وجارِها من شدته وربما سمي بذلك السيل
العظيم لأَنه يَجُرُّ الضباعَ من وُجُرِها أَيضاً وقيل جارُّ الضبع أَشدّ ما يكون
من المطر كأَنه لا يدع شيئاً إِلاَّ جَرَّهُ ابن الأَعرابي يقال للمطر الذي لا يدع
شيئاً إلاَّ أَساله وجَرَّهُ جاءَنا جارُّ الضبع ولا يجرّ الضبعَ إِلاَّ سَيْلٌ
غالبٌ قال شمر سمعت ابن الأَعرابي يقول جئتك في مثل مَجَرِّ الضبع يريد السيل قد
خرق الأَرض فكأَنَّ الضبع جُرَّتْ فيه وأَصابتنا السماء بجارِّ الضبع أَبو زيد
غَنَّاه فَأَجَرَّه أَغانِيَّ كثيرةً إِذا أَتبَعَه صوتاً بعد صَوْت وأَنشد فلما
قَضَى مِنِّي القَضَاءَ أَجَرَّني أَغانِيَّ لا يَعْيَا بها المُتَرَنِّمُ
والجارُورُ نهر يشقه السيل فيجرُّه وجَرَّت المرأَة ولدها جَرّاً وجَرَّت به وهو
أَن يجوز وِلادُها عن تسعة أَشهر فيجاوزها بأَربعة أَيام أَو ثلاثة فَيَنْضَج ويتم
في الرَّحِمِ والجَرُّ أَن تَجُرَّ الناقّةُ ولدَها بعد تمام السنة شهراً أَو
شهرين أَو أَربعين يوماً فقط والجَرُورُ من الحوامل وفي المحكم من الإِبل التي
تَجُرُّ ولدَها إِلى أَقصى الغاية أَو تجاوزها قال الشاعر جَرَّتْ تماماً لم
تُخَنِّقْ جَهْضا وجَرَّت الناقة تَجُرُّ جَرّاً إِذا أَتت على مَضْرَبِها ثم
جاوزته بأَيام ولم تُنْتَجْ والجَرُّ أَن تزيد الناقة على عدد شهورها وقال ثعلب
الناقة تَجُرُّ ولدَها شهراً وقال يقال أَتم ما يكون الولد إِذا جَرَّتْ به أُمّه
وقال ابن الأَعرابي الجَرُورُ التي تَجُرُّ ثلاثة أَشهر بعد السنة وهي أَكرم
الإِبل قال ولا تَجُرُّ إِلاَّ مَرابيعُ الإِبل فأَما المصاييفُ فلا تَجُرُّ قال
وإِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها وصُهْبُها ورُمْكُها ولا يَجُرُّ دُهْمُها لغلظ
جلودها وضيق أَجوافها قال ولا يكاد شيء منها يَجُرُّ لشدّة لحومها وجُسْأَتِها
والحُمْرُ والصُّهْبُ ليست كذلك وقيل هي التي تَقَفَّصَ ولدها فَتُوثَقُ يداه إِلى
عنقه عند نِتاجِه فَيُجَرُّ بين يديها ويُسْتَلُّ فصِيلُها فيخاف عليه أَن يموت
فَيُلُبَسُ البخرقةَ حتى تعرفها أُمُّهُ عليه فإِذا مات أَلبسوا تلك الخرقةَ
فصيلاً آخر ثم ظَأَرُوها عليه وسَدّوا مناخرها فلا تُفْتَحُ حتى يَرْضَعَها ذلك
الفصيلُ فتجد ريح لبنها منه فَتَرْأَمَه وجَرَّت الفرسُ تَجُرُّ جَرّاً وهي
جَرُورٌ إِذا زادت على أَحد عشر شهراً ولم تضع ما في بطنها وكلما جَرَّتْ كان
أَقوى لولدها وأَكثرُ زَمَنِ جَرِّها بعد أَحد عشر شهراً خمس عشرة ليلة وهذا أَكثر
أَوقاتها أَبو عبيدة وقت حمل الفرس من لدن أَن يقطعوا عنها السِّقادَ إِلى أَن
تضعه أَحد عشر شهراً فإِن زادت عليها شيئاً قالوا جَرَّتْ التهذيب وأَما الإِبل
الجارَّةُ فهي العوامل قال الجوهري الجارَّةُ الإِبل التي تُجَرُّ بالأَزِمَّةِ
وهي فاعلة بمعنى مفعولة مثل عيشة راضية بمعنى مرضية وماء دافق بمعنى مدفوق ويجوز
أَن تكون جارَّةً في سيرها وجَرُّها أَن تُبْطِئَ وتَرْتَع وفي الحديث ليس في
الإِبل الجارَّةِ صَدَقَةٌ وهي العوامل سميت جارَّةً لأَنها تُجَرُّ جَرّاً
بِأَزِمَّتِها أَي تُقاد بخُطُمِها وأَزِمَّتِها كأَنها مجرورة فقال جارَّة فاعلة
بمعنى مفعولة كأَرض عامرة أَي معمورة بالماء أَراد ليس في الإِبل العوامل صدقة قال
الجوهري وهي ركائب القوم لأَن الصدقة في السوائم دون العوامل وفلانٌ يَجُرُّ
الإِبل أَي يسوقها سَوْقاً رُوَيْداً قال ابن لجَأََ تَجُرُّ بالأَهْوَنِ من إِدْنائِها
جَرَّ العَجُوزِ جانِبَيْ خَفَائِها وقال إِن كُنْتَ يا رَبِّ الجِمالِ حُرَّا
فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً فارفع في
سيرها وهذا كقوله إِذا سافرتم في الجدْبِ فاسْتَنْجُوا وقال الآخر أَطْلَقَها
نِضْوَ بلى طلح جَرّاً على أَفْواهِهِنَّ السُّجُحِ
( * قوله « بلى طلح » كذا بالأَصل )
أَراد أَنها طِوال الخراطيم وجَرَّ النَّوْءُ المكانَ أَدامَ المَطَرَ قال حُطَامٌ
المُجاشِعِيُّ جَرَّ بها نَوْءٌ من السِّماكَيْن والجَرُروُ من الرَّكايا والآبار
البعيدةُ القَعْرِ الأَصمعي بِئْرٌ جَرُورٌ وهي التي يستقى منها على بعير وإِنما
قيل لها ذلك لأَن دَلْوها تُجَرُّ على شَفِيرها لبُعْدِ قَعْرِها شمر امرأَة
جَرُورٌ مُقْعَدَةٌ ورَكِيَّةٌ جَرُورٌ بعيدة القعر ابن بُزُرْجٍ ما كانت جَرُوراً
ولقد أَجَرَّتْ ولا جُدّاً ولقد أَجَدَّتْ ولا عِدّاً ولقد أَعَدَّتْ وبعير
جَرُورٌ يُسْنى بِهِ وجمعه جُرُرٌ وجَرَّ الفصيلَ جَرّاً وأَجَرَّه شق لسانه لئلا
يَرْضَعَ قال على دِفِقَّى المَشْيِ عَيْسَجُورِ لمك تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ
مَجْرُورِ وقيل الإِجْرارُ كالتَّفْلِيك وهو أَن يَجْعَلَ الراعي من الهُلْبِ مثل
فَلْكَةِ المِغْزَل ثم يَثْقُب لسانَ البعير فيجعله فيه لئلا يَرْضَعَ قال امرؤ
القيس يصف الكلاب والثور فَكَرَّ إِليها بِمْبراتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللسانِ
المُجِرّ واسْتَجَرَّ الفصِيلُ عن الرَّضاع أَخذته قَرْحَةٌ في فيه أَو في سائر
جسده فكفّ عنه لذلك ابن السكيت أَجْرَرْتُ الفصيل إِذا شَقَقْتَ لسانه لئلا
يَرْضَع وقال عمرو بن معد يكرب فلو أَنَّ قَوْمِي أَنْطَقَتْنِي رِماحُهُمْ
نَطَقْتُ ولكِنَّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ أَي لو قاتلوا وأَبلوا لذكرت ذلك وفَخَرْتُ
بهم ولكن رماحهم أَجَرَّتْنِي أَي قطعت لساني عن الكلام بِفِرارِهم أَراد أَنهم لم
يقاتلوا الأَصمعي يقال جُرَّ الفَصِيلُ فهو مَجْرُورٌ وأُجِرَّ فهو مُجَرٌّ وأَنشد
وإِنِّي غَيْرُ مَجْرُورِ اللَّسَانِ الليث الجِرِيرُ جَبْلُ الزِّمامِ وقيل
الجَرِيرُ حَبْلٌ من أَدَمٍ يُخْطَمُ به البعيرُ وفي حديث ابن عمر مَنْ أَصْبَحَ
على غَيْرِ وتْرٍ أَصْبَحَ وعلى رأْسِهِ جَرِيرٌ سبعون ذِراعاً وقال شمر الجَرِيرُ
الحَبْلُ وجَمْعُه أَجِرَّةٌ وفي الحديث أَن رجلاً كان يَجُرُّ الجَرِيرَ فأَصاب
صاعين من تمر فتصدّق بأَحدهما يريد أَنه كان يستقي الماء بالحبل وزِمامُ
النَّاقَةِ أَيضاً جَرِيرٌ وقال زهير بن جناب في الجَرِيرِ فجعله حبلاً
فَلِكُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَيْ ياحاً تُغَازِلُهُ الأَجِرَّةْ وقال الهوازني
الجَرِيرُ من أَدَمِ مُلَيَّنٍ يثنى على أَنف البعير النَّجِيبةِ والفرسِ ابن
سَمعانَ أَوْرَطْتُ الجَرِيرَ في عنق البعير إِذا جعلت طرفه في حَلْقَتِه وهو في
عنقه ثم جذبته وهو حينئذٍ يخنق البعير وأَنشد حَتَّى تَراها في الجَرِيرِ
المُورَطِ سَرْحِ القِيَادِ سَمْحَةَ التَّهَبُّطِ وفي الحديث لولا أَن تغلبكم
الناسُ عليها يعني زمزم لَنَزَعْتُ معكم حتى يُؤَثِّرَ الجَرِيرُ بظَهْرِي هو
حَبْلٌ من أَدَمٍ نحوُ الزِّمام ويطلق على غيره من الحبال المضفورة وفي الحديث عن
جابر قال قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ما من مسلم ولا مسلمةٍ ذكرٍ ولا أُنثى
ينام بالليل إِلاَّ على رأْسه جَرِيرٌ معقودٌ فإِن هو استيقظ فذكر الله انْحَلَّتْ
عُقْدَةٌ فإِن قام وتوضأَ انْحَلَّتْ عُقَدُهُ كلها وأَصْبَح نَشِيطاً قد أَصاب
خيراً وإِن هو نام لا يذكر الله أَصبح عليه عُقَدُهُ ثقيلاً وفي رواية وإِن لم
يذكر الله تعالى حتى يصبح بال الشيطان في أُذنيه والجَرِيرُ حبل مفتول من أَدَمٍ
يكون في أَعناق الإِبل والجمع أَجِرَّةٌ وَجُرَّانٌ وأَجَرَّةُ ترك الجَرِيرَ على
عُنُقه وأَجَرَّهُ جَرِيرة خَلاَّهُ وسَوْمَهُ وهو مَثَلٌ بذلك ويقال قد
أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ إِذا تركته يصنع ما شاء الجوهري الجَرِيرُ حَبْلٌ يجعل
للبعير بمنزلة العِذَارِ للدابة غَيْرُ الزِّمام وبه سمي الرجل جَرِيراً وفي
الحديث أَن الصحابة نازعوا جَرِيرَ ابن عبدالله زِمامَه فقال رسولُ الله صلى الله
عليه وسلم خَلُّوا بَيْنَ جَرِيرٍ والجَرِيرِ أَي دَعُوا له زمامَه وفي الحديث
أَنه قال له نقادة الأَسدي إِني رجل مُغْفِلٌ فأَيْنَ أَسِمُ ؟ قال في موضع
الجَرِيرَ من السالفة أَي في مُقَدَّم صفحة العنق والمُغْفِلُ الذي لا وسم على
إِبله وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّهُ جَرّاً وأَجْرَرَتُه الدِّين إِذا أَخرته له
وأَجَرَّني أَغانيَّ إِذا تابعها وفلان يُجَارُّ فلاناً أَي يطاوله والتَّجْرِيرُ
الجَرُّ شدّد للكثرة والمبالغة واجْتَرَّه أَي جره وفي حديث عبدالله قال طعنت
مُسَيْلِمَة ومشى في الرُّمْحِ فناداني رجل أَنْ أَجْرِرْه الرمح فلم أَفهم
فناداني أَن أَلْقِ الرُّمْحَ من يديك أَي اترك الرمح فيه يقال أَجْرَرْتُه الرمح
إِذا طعنته به فمشى وهو يَجُرُّهُ كأَنك أَنت جعلته يَجُرُّهُ وزعموا أَن عمرو بن
بشر بن مَرْثَدٍ حين قتله الأَسَدِيُّ قال له أَجِرَّ لي سراويلي فإِني لم
أَسْتَعِنْ
( * قوله « لم أستعن » فعل من استعان أَي حلق عانته ) قال أَبو منصور هو من قولهم
أَجْرَرْتُه رَسَنَهُ وأَجررته الرمح إِذا طعنته وتركت الرمح فيه أَي دَع السراويل
عَلَيَّ أَجُرَّه فَأَظهر الإِدغام على لغة أَهل الحجاز وهذا أَدغم على لغة غيرهم
ويجوز أَن يكون لما سلبه ثيابه وأَراد أَن يأْخذ سراويله قال أَجِرْ لي سراويلي من
الإِجَارَةِ وهو الأَمانُ أَي أَبقه عليَّ فيكون من غير هذا الباب وأَجَرَّه
الرُّمْحَ طعنه به وتركه فيه قال عنترة وآخْرُ مِنْهُمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِي وفي
البَجْلِيِّ مِعْبَلَةٌ وقِيعُ يقال أَجَرَّه إِذا طعنه وترك الرمح فيه يَجُرُّه
ويقال أَجَرَّ الرمحَ إِذا طعنه وترك الرمح فيه قال الحَادِرَةُ واسمه قُطْبَةُ بن
أَوس ونَقِي بِصَالِحِ مَالِنَا أَحْسَابَنَا ونَجُرُّ في الهَيُْجَا الرِّماحَ
ونَدَّعِي ابن السكيت سئل ابنُ لِسَان الحُمَّرَة عن الضأْن فقال مَالٌ صِدْقٌ
قَرْيَةٌ لا حِمَى لها إِذا أُفْلِتَتْ من جَرَّتَيْها قال يعني بِجَرَّتَيْها
المَجَرَ في الدهر الشديد والنَّشَرَ وهو أَن تنتشر بالليل فتأْتي عليها السباع
قال الأَزهري جعل المَجَرَ لها جَرَّتَيْنِ أَي حِبَالَتَيْنِ تقع فيهما
فَتَهْلِكُ والجارَّةُ الطريق إِلى الماء والجَرُّ الجَبْلُ الذي في وسطه
اللُّؤَمَةُ إِلى المَضْمَدَةِ قال وكَلَّفُوني الجَرَّ والجَرُّ عَمَلْ
والجَرَّةُ خَشَبة
( * قوله « والجرة خشبة » بفتح الجيم وضمها وأما التي بمعنى الخبزة الآتية فبالفتح
لا غير كما يستفاد من القاموس ) نحو الذراع يجعل رأْسها كِفَّةٌ وفي وسطها حَبْلٌ
يَحْبِلُ الظَّبْيَ ويُصَادُ بها الظِّبَاءُ فإِذا نَشِبَ فيها الظبي ووقع فيها
نَاوَصَها ساعة واضطرب فيها ومارسها لينفلت فإِذا غلبته وأَعيته سكن واستقرّ فيها
فتلك المُسالَمَةُ وفي المثل نَاوَصَ الجَرَّةَ ثم سَالَمَها يُضْرَبُ ذلك للذي
يخالف القوم عن رأْيهم ثم يرجع إِلى قولهم ويضطرّ إِلى الوِفَاقِ وقيل يضرب مثلاً
لمن يقع في أَمر فيضطرب فيه ثم يسكن قال والمناوصة أَن يضطرب فإِذا أَعياه الخلاص
سكن أَبو الهيثم من أَمثالهم هو كالباحث عن الجَرَّةِ قال وهي عصا تربط إِلى
حِبَالَةٍ تُغَيَّبُ في التراب للظبي يُصْطَاد بها فيها وَتَرٌ فِإِذا دخلت يده في
الحبالة انعقدت الأَوتار في يده فإِذا وَثَبَ ليُفْلِتَ فمدَّ يده ضرب بتلك العصا
يده الأُخْرَى ورجله فكسرها فتلك العصا هي الجَرَّةُ والجَرَّةُ أَيضاً الخُبْزْةُ
التي في المَلَّةِ أَنشد ثعلب داوَيْتُه لما تَشَكَّى وَوَجِعْ بِجَرَّةٍ مثلِ
الحِصَانِ المُضْطَجِعْ شبهها بالفرس لعظمها وجَرَّ يَجُرُّ إِذا ركب ناقة وتركها
ترعى وجَرَّتِ الإِبل تَجُرُّ جَرّاً رعت وهي تسير عن ابن الأَعرابي وأَنشد لا
تُعْجِلاَها أَنْ تَجُرَّ جَرّاً تَحْدُرُ صُفْراً وتُعَلِّي بُرّاً أَي تُعَلِّي
إِلى البادية البُرَّ وتَحْدُر إِلى الحاضرة الصُّفْرَ أَي الذهب فإِما أَن يعني
بالصُّفْر الدنانير الصفر وإِما أَن يكون سماه بالصفر الذي تعمل منه الآنية لما
بينهما من المشابهة حتى سُمِّيَ اللاطُونُ شَبَهاً والجَرُّ أَن تسير الناقة وترعى
وراكبها عليها وهو الانجرار وأَنشد إِنِّي على أَوْنِيَ وانْجِرارِي أَؤُمُّ
بالمَنْزِلِ وَالذَّرَارِي أَراد بالمنزل الثُّرَيَّا وفي حديث ابن عمر أَنه شهد
فتح مكة ومعه فرس حرون وجمل جرور قال أَبو عبيد الجمل الجرور الذي لا ينقاد ولا
يكاد يتبع صاحبه وقال الأَزهري هو فعول بمعنى مفعول ويجوز أَن يكون بمعنى فاعل
أَبو عبيد الجَرُورُ من الخيل البطيء وربما كان من إِعياء وربما كان من قِطَافٍ
وأَنشد للعقيلي جَرُورُ الضُّحَى مِنْ نَهْكَةٍ وسَآمِ وجمعه جُرُرٌ وأَنشد
أَخَادِيدُ جَرَّتْها السَّنَابِكُ غَادَرَتْ بها كُلَّ مَشْقُوقِ القَمِيصِ
مُجَدَّلِ قيل للأَصمعي جَرَّتْهَا من الجَرِيرَةِ ؟ قال لا ولكن من الجَرِّ في
الأَرض والتأْثير فيها كقوله مَجَرّ جُيوشٍ غانمين وخُيَّبِ وفرس جَرُورٌ يمنع
القياد والمَجَرَّةُ السَّمْنَةُ الجامِدَةُ وكذلك الكَعْبُ والمَجَرَّةُ شَرَحُ
السماء يقال هي بابها وهي كهيئة القبة وفي حديث ابن عباس المَجَرَّةُ باب السماء
وهي البياض المعترض في السماء والنِّسْرَان من جانبيها والمَجَرُّ المَجَرَّةُ ومن
أَمثالهم سَطِي مَجَر تُرْطِبْ هَجَر يريد توسطي يا مَجَرَّةُ كَبِدَ السماء فإِن
ذلك وقت إِرطاب النخيل بهجر الجوهري المَجَرَّةُ في السماء سميت بذلك لأَنها
كأَثَرِ المَجَرَّةِ وفي حديث عائشة رضي الله عنها نَصَبْتُ على باب حُجْرَتِي
عَبَاءَةً وعلى مَجَرّ بيتي سِتْراً المَجَرُّ هو الموضع المُعَتْرِضُ في البيت
الذي يوضع عليه أَطراف العوارض وتسمى الجائزَة وَأَجْرَرْتُ لسانَ الفصيل أَي
شققته لئلا يَرْتَضِعَ وقال امرؤ القيس يصف ثوراً وكلباً فَكَرَّ إِليه
بِمِبْرَاتِهِ كما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ أَي كر الثور على الكلب
بمبراته أَي بقرنه فشق بطن الكلب كما شق المُجِرُّ لسان الفصيل لئلا يرتضع وجَرَّ
يَجُرُّ إِذا جنى جناية والجُرُّ الجَرِيرَةُ والجَرِيرةُ الذنب والجنابة يجنيها
الرجل وقد جَرَّ على نفسه وغيره جريرةً يَجُرُّها جَرّاً أَي جنى عليهم جناية قال
إِذا جَرَّ مَوْلانا علينا جَرِيرةً صَبَرْنا لها إِنَّا كِرامٌ دعائِمُ وفي
الحديث قال يا محمدُ بِمَ أَخَذْتَني ؟ قال بِجَريرَةِ حُلفَائك الجَرِيرَةُ
الجناية والذنب وذلك أَنه كان بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ثقيف
مُوَادعةٌ فلما نقضوها ولم يُنْكِرْ عليهم بنو عقيل وكانوا معهم في العهد صاروا
مِثْلَهم في نقض العهد فأَخذه بِجَريرَتهم وقيل معناه أُخِذْتَ لِتُدْفَعَ بك
جَرِيرَةُ حلفائك من ثقيف ويدل عليه أَنه فُدِيَ بعدُ بالرجلين اللذين
أَسَرَتْهُما ثقيف من المسلمين ومنه حديث لَقِيطٍ ثم بايَعَهُ على أَن لا يَجُرَّ
إِلاَّ نَفْسَهُ أَي لا يُؤْخَذَ بجَرِيَرةِ غيره من ولد أَو والد أَو عشيرة وفي
الحديث الآخر لا تُجارِّ ) أَخاك ولا تُشَارِّهِ أَي لا تَجْنِ عليه وتُلْحِقْ به
جَرِيرَةً وقيل معناه لا تُماطِلْه من الجَرِّ وهو أَن تَلْوِيَهُ بحقه وتَجُرَّه
من مَحَلّهِ إِلى وقت آخر ويروى بتخفيف الراء من الجَرْى والمسابقة أَي لا تطاوله
ولا تغالبه وفعلتُ ذلك مِنْ جَرِيرتَكِ ومن جَرَّاك ومن جَرَّائك أَي من أَجلك
أَنشد اللِّحْياني أَمِن جَرَّا بني أَسَدٍ غَضِبْتُمْ ؟ ولَوْ شِئْتُمْ لكانَ
لَكُمْ جِوَارُ ومِنْ جَرَّائِنَا صِرْتُمْ عَبِيداً لِقَوْمٍ بَعْدَما وُطِئَ
الخِيَارُ وأَنشد الأَزهري لأَبي النجم فَاضَتْ دُمُوعُ العَيْنِ مِنْ جَرَّاها
وَاهاً لِرَيَّا ثُمَّ وَاهاً وَاها وفي الحديث أَن امرأَةً دَخَلَتِ النارَ مِنْ
جَرَّا هرَّةٍ أَي من أَجلها الجوهري وهو فَعْلَى ولا تقل مِجْراكَ وقال أُحِبُّ
السَّبْتَ مِنْ جَرَّاكِ لَيْلَى كَأَنَّي يا سَلاَمُ مِنَ اليَهُودِ قال وربما
قالوا مِنْ جَرَاك غير مشدّد ومن جَرَائِكَ بالمدّ من المعتل والجِرَّةُ جِرَّةُ
البعير حين يَجْتَرُّها فَيَقْرِضُها ثم يَكُْظِمُها الجوهري الجِرَّةُ بالكسر ما
يخرجه البعير للاجْتِرار واحْتَرَّ البعير من الجِرَّةِ وكل ذي كَرِشٍ يَجْتَرُّ
وفي الحديث أَنه خطب على ناقته وهي تَقْصَعُ بَجَرَّتها الجِرَّةُ ما يخرجه البعير
من بطنه ليَمْضَغه ثم يبلعه والقَصْعُ شدَّةُ المضغ وفي حديث أُمّ مَعْبَدٍ فضرب
ظهْرَ الشاة فاجْتَرَّتْ ودَرَّتْ ومنه حديث عمر لا يَصْلُح هذا الأَمرُ إِلاَّ لمن
يَحْنَقُ على جِرَّتِهِ أَي لا يَحْقِدُ على رعيته فَضَرَب الجِرَّةَ لذلك مثلاَ
ابن سيده والجِرَّةُ ما يُفِيضُ به البعيرُ من كَرِشه فيأْكله ثانيةً وقد
اجْتَرَّت الناقة والشاة وأَجَرَّتْ عن اللحياني وفلانٌ لا يَحْنَقُ على جِرَّتِه
أَي لا يَكْتُمُ سرّاً وهو مَثَلٌ بذلك ولا أَفْعَلُه ما اختلف الدِّرَّةُ
والجِرَّة وما خالفت دِرَّةُ جِرَّةً واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ إِلى
الرِّجْلَين والجِرَّةَ تعلو إِلى الرأْس وروي ابن الأَعرابي أَن الحَجَّاجَ سأَل
رجلاً قَدِمَ من الحجاز عن المطر فقال تتابعت علينا الأَسْمِيَةُ حتى مَنَعت
السِّفَارَ وتَظَالَمِت المِعَزى واجْتُلِبَتِ الدِّرَّة بالجِرَّة اجْتِلابُ
الدِّرَّة بالجرّة أَن المواشي تَتَمَّلأُ ثم تَبْرُكُ أَو تَرْبِضُ فلا تزال
تَجْتَرُّ إِلى حين الحَلْبِ والجِرَّة الجماعة من الناس يقيمون ويَظْعَنُون
وعَسْكَرٌ جَرّارٌ كثير وقيل هو الذي لا يسير إِلاَّ زَحْفاً لكثرته قال العجاج
أَرْعَنَ جَرَّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ قوله جَرَّ الأَثَر يعني أَنه ليس بقليل
تستبين فيه آثاراً وفَجْوَاتٍ الأَصمعي كَتِيبَةٌ جَرَّارَةٌ أَي ثقيلة السَّيرِ
لا تقدر على السَّيرِ إِلاَّ رُوَيْداً من كثرتها والجَرَّارَةُ عقرب صَفْرَاءُ
صَفِيرةٌ على شكل التِّبْنَةِ سميت جَرَّارَةً لِجَرّها ذَنَبَها وهي من أَخبث
العقارب وأَقتلها لمن تَلْدَغُه ابن الأَعرابي الجُرُّ جمع الجُرَّةِ وهو
المَكُّوكُ الذي يثقب أَسفله يكون فيه البَذْرُ ويمشي به الأَكَّارُ والفَدَّان
وهو يَنْهَالُ في الأَرض والجَرُّ أَصْلُ الجبَل
( * قوله « والجر أصل الجبل » كذا بهذا الضبط بالأَصل المعوّل عليه قال في القاموس
والجرّ أَصل الجبل أَو هو تصحيف للفراء والصواب الجرّ أَصل كعلابط الجبل قال شارحه
والعجب من المصنف حيث لم يذكر الجر أصل في كتابه هذا بل ولا تعرض له أَحد من أَئمة
الغريب فإِذاً لا تصحيف كما لا يخفى ) وسَفْحُهُ والجمع جِرارٌ قال الشاعر وقَدْ
قَطَعْتُ وادِياً وجَرَّا وفي حديث عبد الرحمن رأَيته يوم أُحُد عندَ جَرِّ الجبل
أَي أَسفله قال ابن دريد هو حيث علا من السَّهْلِ إِلى الغِلَظ قال كَمْ تَرى
بالجَرّ مِنْ جُمْجُمَةٍ وأَكُفٍّ قَدْ أُتِرّتْ وجَرَلْ والجَرُّ الوَهْدَةُ من
الأَرض والجَرُّ أَيضاً جُحْرُ الضّبُع والثعلب واليَربُوع والجُرَذِ وحكى كراع
فيهما جميعاً الجُرّ بالضم قال والجُرُّ أَيضاً المسيل والجَرَّةُ إِناء من خَزَفٍ
كالفَخَّار وجمعها جَرٌّ وجِرَارٌ وفي الحديث أَنه نهى عن شرب نبيذ الجَرِّ قال
ابن دريد المعروف عند العرب أَنه ما اتخذ من الطين وفي رواية عن نبيذ الجِرَارِ
وقيل أَراد ما ينبذ في الجرار الضَّارِيَةِ يُدْخَلُ فيها الحَنَاتِمُ وغيرها قال
ابن الأَثير أَراد النهي عن الجرار المدهونة لأَنها أَسرع في الشدّة والتخمير
التهذيب الجَرُّآنية من خَزَفٍ الواحدة جَرَّةٌ والجمع جَرٌّ وجِرَارٌ
والجِرَارَةُ حرفة الجَرَّارِ وقولهم هَلُمَّ جَرّاً معناه على هِينَتِكَ وقال
المنذري في قولهم هَلُمَّ جَرُّوا أَي تَعَالَوْا على هينتكم كما يسهل عليكم من
غير شدّة ولا صعوبة وأَصل ذلك من الجَرِّ في السَّوْقِ وهو أَن يترك الإِبل والغنم
ترعى في مسيرها وأَنشد لَطَالَمَا جَرَرْتُكُنَّ جَرَّا حتى نَوَى الأَعْجَفُ
واسْتَمَرَّا فالَيْومَ لا آلُو الرِّكابَ شَرَّا يقال جُرَّها على أَفواهها أَي
سُقْها وهي ترتع وتصيب من الكلإِ وقوله فارْفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا يقول
إِذا لم تجد الإِبل مرتعاً ويقال كان عَاماً أَوَّلَ كذا وكذا فَهَلُمَّ جَرّاً
إِلى اليوم أَي امتدّ ذلك إِلى اليوم وقد جاءت في الحديث في غير موضع ومعناها
استدامة الأَمر واتصاله وأَصله من الجَرِّ السَّحْبِ وانتصب جَرّاً على المصدر أَو
الحال وجاء بجيش الأَجَرَّيْنِ أَي الثَّقَلَيْنِ الجن والإِنس عن ابن الأَعرابي
والجَرْجَرَةُ الصوتُ والجَرْجَرَةُ تَرَدُّدُ هَدِيرِ الفحل وهو صوت يردده البعير
في حَنْجَرَته وقد جَرْجَرَ قال الأَغلب العجلي يصف فحلاً وَهْوَ إِذا جَرْجَرَ
بعد الْهَبِّ جَرْجَرَ في حَنْجَرَةٍ كالحُبِّ وهامَةٍ كالْمِرجَلِ المُنْكَبِّ
وقوله أَنشده ثعلب ثُمَّتَ خَلَّهُ المُمَرَّ الأَسْمَرا لَوْ مَسَّ جَنْبَيْ
بازِلٍ لَجَرْجَرا قال جَرْجَرَ ضَجَّ وصاح وفَحْلٌ جُراجِرٌ كثير الجَرْجَرَة وهو
بعير جَرْجارٌ كما تقول ثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثارٌ وفي الحديث الذي يشرب في
الإِناء الفضة والذهب إِنما يُجَرْجِرُ في بطنه نار جهنم أَي يَحْدُرُ فيه فجعل
الشُّرْبَ والجَرْعَ جَرْجَرَةً وهو صوت وقوع الماء في الجوف قال ابن الأَثير قال
الزمخشري يروى برفع النار والأَكثر النصب قال وهذا الكلام مجاز لأَن نار جهنم على
الحقيقة لا تُجَرْجِرُ في جوفه والجَرْجَرَةُ صوت البعير عند الضَّجَرِ ولكنه جعل
صوت جَرْعِ الإِنسان للماء في هذه الأَواني المخصوصة لوقوع النهي عنها واستحقاق
العقاب على استعمالها كَجَرْجَرَةِ نار جهنم في بطنه من طريق المجاز هذا وجه رفع
النار ويكون قد ذكر يجرجر بالياء للفصل بينه وبين النار وأَما على النصب فالشارب
هو الفاعل والنار مفعوله وجَرْجَرَ فلان الماء إِذا جَرَعَهُ جَرْعاً متواتراً له
صوت فالمعنى كأَنما يَجْرَع نار جهنم ومنه حديث الحسن يأْتي الحُبَّ فَيَكْتَازُ
منه ثم يُجَرْجِرُ قائماً أَي يغرف بالكوز من الحُبِّ ثم يشربه وهو قائم وقوله في
الحديث قوم يقرؤون القرآن لا يجاوز جَراجِرَهُمْ أَي حُلُوقَهم سماها جَراجِرَ
لجَرْجَرَة الماء أَبو عبيد الجَراجِرُ والجَراجِبُ العظام من الإِبل الواحد
جُرْجُورٌ ويقال بل إِبل جُرْجُورٌ عظام الأَجواف والجُرْجُورُ الكرام من الإِبل
وقيل هي جماعتها وقيل هي العظام منها قال الكميت ومُقِلٍّ أَسَقْتُمُوهُ فَأَثْرَى
مائةً من عطائكم جُرْجُورا وجمعها جَراجِرُ بغير ياء عن كراع والقياس يوجب ثباتها
إِلى أَن يضطرّ إِلى حذفها شاعر قال الأَعشى يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ
كالْبُسْ تانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ ومائةٌ من الإِبل جُرْجُورٌ أَي كاملة
والتَّجَرْجُرُ صب الماء في الحلق وقيل هو أَن يَجْرَعَه جَرْعاً متداركاً حتى
يُسْمَعَ صوتُ جَرْعِه وقد جَرْجَرَ الشرابَ في حلقه ويقال للحلوق الجَراجِرُ لما
يسمع لها من صوت وقوع الماء فيها ومنه قول النابغة لَهِامِيمُ يَسْتَلْهُونَها في
الجَراجِرِ قال أَبو عمرو أَصلُ الجَرْجَرَةِ الصوتُ ومنه قيل للعَيْرِ إِذا
صَوَّتَ هو يُجَرْجِرُ قال الأَزهري أَراد بقوله في الحديث يجرجر في جوفه نار جهنم
أَي يَحْدُر فيه نار جهنم إِذا شرب في آنية الذهب فجعل شرب الماء وجَرْعَه
جَرْجَرَةَ لصوت وقوع الماء في الجوف عند شدة الشرب وهذا كقول الله عز وجل إِن
الذين يأْكلون أَموال اليتامى ظلماً إِنما يأْكلون في بطونهم ناراً فجعل أَكل مال
اليتيم مثل أَكل النار لأَن ذلك يؤدّي إِلى النار قال الزجاج يُجَرْجِرُ في جوفه
نار جهنم أَي يُردِّدُها في جوفه كما يردد الفحل هُدَيِرَه في شِقْشِقَتِه وقيل
التَّجَرْجُرُ والجَرْجَرَةُ صَبُّ الماء في الحلق وجَرْجَرَهُ الماء سقاه إِياه
على تلك الصورة قال جرير وقد جَرْجَرَتْهُ الماءَ حتى كأَنَّها تُعالِجُ في
أَقْصَى وِجارَيْنِ أَضْبُعا يعنى بالماء هنا المَنِيَّ والهاء في جرجرته عائدة
إِلى الحياء وإِبِلٌ جُراجِرَةٌ كثيرة الشرب عن ابن الأَعرابي وأُنشد أَوْدَى بماء
حَوْضِكَ الرَّشِيفُ أَوْدَى بِهِ جُراجِراتٌ هِيفُ وماء جُراجِرٌ مُصَوِّت منه
والجُراجِرُ الجوفُ والجَرْجَرُ ما يداس به الكُدْسُ وهو من حديد والجِرْجِرُ
بالكسر الفول في كلام أَهل العراق وفي كتاب النبات الجِرْجِرُ بالكسر والجَرْجَرُ
والجِرْجيرُ والجَرْجار نبتان قال أَبو حنيفة الجَرْجارُ عُشْبَةٌ لها زَهْرَةٌ
صفراء قال النابغة ووصف خيلاً يَتَحَلَّبُ اليَعْضِيدُ من أَشْداقِها صُفْراً
مَناخِرُها مِنَ الجَرْجارِ الليث الجَرْجارُ نبت زاد الجوهري طيب الريح
والجِرْجِيرُ نبت آخر معروف وفي الصحاح الجِرْجِيرُ بقل قال الأَزهري في هذه
الترجمة وأَصابهم غيث جِوَرٌّ أَي يجر كل شيء ويقال غيث جِوَرُّ إِذا طال نبته
وارتفع أَبو عبيدة غَرْبٌ جِوَرٌّ فارضٌ ثقيل غيره جمل جِوَرُّ أَي ضخم ونعجة
جِوَرَّة وأَنشد فاعْتامَ مِنّا نَعْجَةً جِوَرَّهْ كأَنَّ صَوْتَ شَخْبها
للدِّرَّهْ هَرْهَرَة الهِرِّ دَنَا لِلْهِرَّهْ قال الفراء جِوَرُّ إِن شئت جعلت
الواو فيه زائدة من جَرَرْت وإِن شئت جعلته فِعَلاًّ من الجَوْرِ ويصير التشديد في
الراء زيادة كما يقال حَمارَّةٌ التهذيب أَبو عبيدة المَجَرُّ الذي تُنْتَجُه أُمه
يُنْتابُ من أَسفل فلا يَجْهَدُ الرَّضاعَ إِنما يَرِفُّ رَفّاً حتى يُوضَعَ
خِلفُها في فيه ويقال جوادٌ مُجَرٌّ وقد جَرَرْتُ الشيء أَجُرُّه جَرّاً ويقال في
قوله أَعْيَا فَنُطْنَاهُ مَناطَ الجَرِّ أَراد بالجَرَّ الزَّبِيلَ يُعَلَّق من
البعير وهو النَّوْطُ كالجُلَّة الصغيرة الصحاح والجِرِّيُّ ضرب من السمك
والجِرِّيَّةُ الحَوْصَلَةُ أَبو زيد هي القِرِّيَّةُ والجِرِّيَّةُ للحوصلة وفي
حديث ابن عباس أَنه سئل عن أَكل الجِرِّيِّ فقال إِنما هو شيء حرمه اليهود
الجِرِّيُّ بالكسر والتشديد نوع من السمك يشبه الحية ويسمى بالفارسية مَارْماهي
ويقال الجِرِّيُّ لغة في الجِرِّيت من السمك وفي حديث علي كرم الله وجهه أَنه كان
ينهي عن أَكل الجِرِّيّ والجِرِّيت وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه وسلم دُلِّ
على أُم سلمة فرأَى عندها الشُّبْرُمَ وهي تريد أَن تشربه فقال إِنه حارٌّ جارٌّ
وأَمرها بالسَّنَا والسَّنُّوتِ قال أَبو عبيد وبعضهم يرويه حارٌّ يارٌّ بالياء
وهو إِتباع قال أَبو منصور وجارٌّ بالجيم صحيح أَيضاً الجوهري حارٌّ جارٌّ إِتباع
له قال أَبو عبيد وأَكثر كلامهم حارُّ يارُّ بالياء وفي ترجمة حفز وكانت العرب
تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً جَرَّاراً ابن الأَعرابي جُرْجُرْ إِذا أَمرته
بالاستعداد للعدوّ ذكره الأَزهري آخر ترجمة جور وأَما قولهم لا جَرَّ بمعنى لا
جَرَمَ فسنذكره في ترجمة جرم إِن شاء الله تعالى
معنى
في قاموس معاجم
جَرَدَ الشيءَ
يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ قشَره قال كأَنَّ فداءَها إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا
حَوْله سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره واسمُ ما جُرِدَ
منه الجُرادَةُ وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً نزع عنه الشعر وكذلك جَرَّدَه
جَرَدَ الشيءَ
يجرُدُهُ جَرْداً وجَرَّدَهُ قشَره قال كأَنَّ فداءَها إِذْ جَرَّدُوهُ وطافوا
حَوْله سُلَكٌ يَتِيمُ ويروى حَرَّدُوهُ بالحاء المهملة وسيأْتي ذكره واسمُ ما جُرِدَ
منه الجُرادَةُ وجَرَدَ الجِلْدَ يَجْرُدُه جَرْداً نزع عنه الشعر وكذلك جَرَّدَه
قال طَرَفَةُ كسِبْتِ اليماني قِدُّهُ لم يُجَرَّدِ ويقال رجل أَجْرَدُ لا شعر
عليه وثَوْبٌ جَرْدٌ خَلَقٌ قد سَقَطَ زِئْبِرُهُ وقيل هو الذي بين الجديد
والخَلَق قال الشاعر أَجَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِيئَةً ؟ هَبِلَتْكَ
أُمُّكَ أَيَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟ أَي لا تَرْقَع الأَخْلاق وتَتركْ أَسعدَ قد
خَرَّقته الرماح فأَيُّ تُصِلحُ
( * قوله « فأيِّ تصلح » كذا بنسخة الأصل المنسوبة إلى المؤلف ببياض بين أيّ وتصلح
ولعل المراد فأي أمر أو شأن أو شعب أو نحو ذلك )
بَعْدَهُ والجَرْدُ الخَلَقُ من الثياب وأَثْوابٌ جُرُودٌ قال كُثَيِّرُ عزة فلا
تَبْعَدَنْ تَحْتَ الضَّريحةِ أَعْظُمٌ رَميمٌ وأَثوابٌ هُناكَ جُرودُ وشَمْلَةٌ
جَرْدَةٌ كذلك قال الهذلي وأَشْعَثَ بَوْشِيٍّ شَفَيْنا أُحاحَهُ غَدَاتَئِذٍ في
جَرْدَةٍ مُتَماحِلِ بَوْشِيٌّ كثير العيال متماحِلٌ طويل شفينا أُحاحَهُ أَي
قَتَلْناه والجَرْدَةُ بالفتح البُرْدَةُ المُنْجَرِدَةُ الخَلَقُ وانْجَرَدَ
الثوبُ أَي انسَحَق ولانَ وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه
ليس عندنا من مال المسلمين إِلاَّ جَرْدُ هذه القَطِيفَةِ أَي التي انجَرَدَ
خَمَلُها وخَلَقَتْ وفي حديث عائشة رضوان الله عليها قالت لها امرأَة رأَيتُ أُمي
في المنام وفي يدها شَحْمَةٌ وعلى فَرْجِها جُرَيْدَةٌ تصغير جَرْدَة وهي الخِرْقة
البالية والجَرَدُ من الأَرض ما لا يُنْبِتُ والجمع الأَجاردُ والجَرَدُ فضاءٌ لا
نَبْتَ فيه وهذا الاسم للفضاء قال أَبو ذؤيب يصف حمار وحش وأَنه يأْتي الماء ليلاً
فيشرب يَقْضِي لُبَانَتَهُ بالليلِ ثم إِذا أَضْحَى تَيَمَّمَ حَزْماً حَوْلهُ
جَرَدُ والجُرْدَةُ بالضم أَرض مسْتوية متجرِّدة ومكانٌ جَرْدٌ وأَجْرَدُ وجَرِدٌ
لا نبات به وفضاءٌ أَجْرَدُ وأَرض جَرْداءُ وجَرِدَةٌ كذلك وقد جَرِدَتْ جَرَداً
وجَرَّدَها القحطُ تَجْريداً والسماءُ جَرْداءُ إِذا لم يكن فيها غَيْم من صَلَع
وفي حديث أَبي موسى وكانت فيها أَجارِدُ أَمْسَكَتِ الماءَ أَي مواضعُ منْجَرِدَة
من النبات ومنه الحديث تُفْتَتحُ الأَريافُ فيخرج إِليها الناسُ ثم يَبْعَثُون
إِلى أَهاليهم إِنكم في أَرض جَرَديَّة قيل هي منسوبة إِلى الجَرَدِ بالتحريك وهي
كل أَرض لا نبات بها وفي حديث أَبي حَدْرَدٍ فرميته على جُرَيداءِ مَتْنِهِ أَي
وسطه وهو موضع القفا المنْجَرِد عن اللحم تصغيرُ الجَرْداء وسنة جارودٌ مُقْحِطَةٌ
شديدة المَحْلِ ورجلٌ جارُودٌ مَشْو ومٌ منه كأَنه يَقْشِر قَوْمَهُ وجَرَدَ
القومَ يجرُدُهُم جَرْداً سأَلهم فمنعوه أَو أَعطَوْه كارهين والجَرْدُ مخفف
أَخذُك الشيءَ عن الشيءِ حَرْقاً وسَحْفاً ولذلك سمي المشؤوم جاروداً والجارودُ
العَبْدِيُّ رجلٌ من الصحابة واسمه بِشْرُ بنُ عمرو من عبد القيس وسمي الجارودَ
لأَنه فَرَّ بِإِبِلِه إِلى أَخواله من بني شيبان وبإِبله داء ففشا ذلك الداء في
إِبل أَخواله فأَهلكها وفيه يقول الشاعر لقد جَرَدَ الجارودُ بكرَ بنَ وائِلِ
ومعناه شُئِمَ عليهم وقيل استأْصل ما عندهم وللجارود حديث وقد صحب النبي صلى الله
عليه وسلم وقتل بفارس في عقبة الطين وأَرض جَرْداءُ فضاء واسعة مع قلة نبت ورجل
أَجْرَدُ لا شعر على جسده وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه أَجرَدُ ذو مَسْرَبةٍ
قال ابن الأَثير الأَجرد الذي ليس على بدنه شعر ولم يكن صلى الله عليه وسلم كذلك
وإِنما أَراد به أَن الشعر كان في أَماكن من بدنه كالمسربة والساعدين والساقين
فإِن ضدَّ الأَجْرَد الأَشعرُ وهو الذي على جميع بدنه شعر وفي حديث صفة أَهل الجنة
جُرْذ مُرْدٌ مُتَكَحِّلون وخَدٌّ أَجْرَدُ كذلك وفي حديث أَنس أَنه أَخرج نعلين
جَرْداوَيْن فقال هاتان نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَي لا شعر عليهما
والأَجْرَدُ من الخيلِ والدوابِّ كلِّها القصيرُ الشعرِ حتى يقال إِنه لأَجْرَدُ
القوائم وفرس أَجْرَدُ قصير الشعر وقد جَرِدَ وانْجَرَدَ وكذلك غيره من الدواب
وذلك من علامات العِتْق والكَرَم وقولهم أَجردُ القوائم إِنما يريدون أَجردُ شعر
القوائم قال كأَنَّ قتودِي والقِيانُ هَوَتْ به من الحَقْبِ جَردَاءُ اليدين وثيقُ
وقيل الأَجردُ الذي رقَّ شعره وقصر وهو مدح وتَجَرَّد من ثوبه وانجَرَدَ تَعرَّى
سيبويه انجرد ليست للمطاوعة إِنما هي كَفَعَلْتُ كما أَنَّ افتَقَرَ كضَعُفَ وقد
جَرَّده من ثوبه وحكى الفارسيُّ عن ثعلب جَرَّدهُ من ثوبه وجرَّده إِياه ويقال
أَيضاً فلان حسنُ الجُرْدةِ والمجرَّدِ والمتجرَّدِ كقولك حَسَنُ العُريةِ
والمعَرّى وهما بمعنى والتجريدُ التعرية من الثياب وتجريدُ السيف انتضاؤه
والتجريدُ التشذيبُ والتجرُّدُ التعرِّي وفي صفته صلى الله عليه وسلم أَنه كان
أَنورَ المتجرِّدِ أَي ما جُرِّدَ عنه الثياب من جسده وكُشِف يريد أَنه كان مشرق
الجسد وامرأَة بَضَّةُ الجُرْدةِ والمتجرَّدِ والمتجرَّدِ والفتح أَكثر أَي بَضَّةٌ
عند التجرُّدِ فالمتجرَّدِ على هذا مصدر ومثل هذا فلان رجلُ حرب أَي عند الحرب ومن
قال بضة المتجرِّد بالكسر أَراد الجسمَ التهذيب امرأَةٌ بَضَّةُ المتجرَّدِ إِذا
كانت بَضَّةَ البَشَرَةِ إِذا جُرِّدَتْ من ثوبها أَبو زيد يقال للرجل إِذا كان
مُسْتَحْيياً ولم يكن بالمنبسِطِ في الظهور ما أَنتَ بمنجَرِدِ السِّلْكِ
والمتجرِّدةُ اسم امرأَةِ النعمانِ بن المنذِر ملك الحَيرةِ وفي حديث الشُّراةِ
فإِذا ظهروا بين النَّهْرَينِ لم يُطاقوا ثم يَقِلُّون حتى يكون آخرهُم لُصوصاً
جرَّادين أَي يُعْرُون الناسَ ثيابهم ويَنْهَبونها ومنه حديث الحجاج قال الأَنس
لأُجَرِّدَنَّك كما يُجَرِّدُ الضبُّ أَي لأَسْلُخَنَّك سلخَ الضبِّ لأَنه إِذا
شوي جُرَّدَ من جلده ويروى لأَجْرُدَنَّك بتخفيف الراء والجَرْدُ أَخذ الشيء عن
الشيء عَسْفاً وجَرْفاً ومنه سمي الجارودُ وهي السنة الشديدة المَحْل كأَنها تهلك
الناس ومنه الحديث وبها سَرْحةٌ سُرَّ تحتَها سبعون نبيّاً لم تُقْتَلْ ولم
تُجَرَّدْ أَي لم تصبها آفة تهلك ثَمرها ولا ورقها وقيل هو من قولهم جُرِدَتِ
الأَرضُ فهي مجرودة إِذا أَكلها الجرادُ وجَرَّدَ السيفَ من غِمْدِهِ سَلَّهُ
وتجرَّدَتِ السنبلة وانجَرَدَتْ خرجت من لفائفها وكذلك النَّورُ عن كِمامِهِ
وانجردت الإِبِلُ من أَوبارها إِذا سقطت عنها وجَرَّدَ الكتابَ والمصحفَ عَرَّاه
من الضبط والزيادات والفواتح ومنه قول عبدالله بن مسعود وقد قرأَ عنده رجل فقال
أَستعيذ بالله من الشيطان الرجيم فقال جَرِّدوا القرآنَ لِيَرْبُوَ فيه صغيركم ولا
يَنْأَى عنه كبيركم ولا تَلبِسوا به شيئاً ليس منه قال ابن عيينة معناه لا تقرنوا
به شيئاً من الأَحاديث التي يرويها أَهل الكتاب ليكون وحده مفرداً كأَنه حثَّهم
على أَن لا يتعلم أَحد منهم شيئاً من كتب الله غيره لأَن ما خلا القرآن من كتب الله
تعالى إِنما يؤخذ عن اليهود والنصارى وهم غير مأْمونين عليها وكان إِبراهيم يقول
أَراد بقوله جَرِّدوا القرآنَ من النَّقْط والإِعراب والتعجيم وما أَشبهها واللام
في ليَرْبُوَ من صلة جَرِّدوا والمعنى اجعلوا القرآن لهذا وخُصُّوه به واقْصُروه
عليه دون النسيان والإِعراض عنه لينشأَ على تعليمه صغاركم ولا يبعد عن تلاوته
وتدبره كباركم وتجرَّدَ الحِمارُ تقدَّمَ الأُتُنَ فخرج عنها وتجَرَّدَ الفرسُ
وانجرَدَ تقدَّم الحَلْبَةَ فخرج منها ولذلك قيل نَضَا الفرسُ الخيلَ إِذا تقدّمها
كأَنه أَلقاها عن نفسه كما ينضو الإِنسانُ ثوبَه عنه والأَجْرَدُ الذي يسبق الخيلَ
ويَنْجَرِدُ عنها لسرعته عن ابن جني ورجلٌ مُجْرَد بتخفيف الراء أُخْرِجَ من ماله
عن ابن الأَعرابي وتجَرَّدَ العصير سكن غَلَيانُه وخمرٌ جَرداءُ منجردةٌ من
خُثاراتها وأَثفالها عن أَبي حنيفة وأَنشد للطرماح فلما فُتَّ عنها الطينُ فاحَتْ
وصَرَّح أَجْرَدُ الحَجَراتِ صافي وتجَرَّدَ للأَمر جَدَّ فيه وكذلك تجَرَّد في
سيره وانجَرَدَ ولذلك قالوا شَمَّرَ في سيره وانجرَدَ به السيرُ امتَدَّ وطال
وإِذا جَدَّ الرجل في سيره فمضى يقال انجرَدَ فذهب وإِذا أَجَدَّ في القيام بأَمر
قيل تجَرَّد لأَمر كذا وتجَردَّ للعبادة وروي عن عمر تجرَّدُوا بالحج وإِن لم
تُحرِموا قال إِسحق بن منصور قلت لأَحمد ما قوله تجَرَّدوا بالحج ؟ قال تَشَبَّهوا
بالحاج وإِن لم تكونوا حُجَّاجاً وقال إِسحق بن إِبراهيم كما قال وقال ابن شميل
جَرَّدَ فُلانٌ الحَجَّ وتجَرَّدَ بالحج إِذا أَفرده ولم يُقْرِنْ والجرادُ معروف
الواحدةُ جَرادة تقع على الذكر والأُنثى قال الجوهري وليس الجرادُ بذكر للجرادة
وإِنما هو اسم للجنس كالبقر والبقرة والتمر والتمرة والحمام والحمامة وما أَشبه
ذلك فحقُّ مذكره أَن لا يكون مؤنثُه من لفظه لئلا يلتبس الواحدُ المذكرُ بالجمع
قال أَبو عبيد قيل هو سِرْوَةٌ ثم دبى ثم غَوْغاءُ ثم خَيْفانٌ ثم كُتْفانُ ثم
جَراد وقيل الجراد الذكر والجرادة الأُنثى ومن كلامهم رأَيت جَراداً على جَرادةٍ
كقولهم رأَيت نعاماً على نعامة قال الفارسي وذلك موضوعٌ على ما يحافظون عليه
ويتركون غيرَه بالغالب إِليه من إِلزام المؤَنث العلامةَ المشعرةَ بالتأْنيث وإِن
كان أَيضاً غير ذلك من كلامهم واسعاً كثيراً يعني المؤَنث الذي لا علامة فيه
كالعين والقدْر والعَناق والمذكر الذي فيه علامةُ التأْنيث كالحمامة والحَيَّة قال
أَبو حنيفة قال الأَصمعي إِذا اصفَرَّت الذكورُ واسودت الإِناثُ ذهب عنه الأَسماء
إِلا الجرادَ يعني أَنه اسم لا يفارقها وذهب أَبو عبيد في الجراد إِلى أَنه آخر
أَسمائه كما تقدم وقال أَعرابي تركت جراداً كأَنه نعامة جاثمة وجُردت الأَرضُ فهي
مجرودةٌ إِذا أَكل الجرادُ نَبْتَها وجَرَدَ الجرادُ الأَرضَ يَجْرُدُها جَرْداً
احْتَنَكَ ما عليها من النبات فلم يُبق منه شيئاً وقيل إِنما سمي جَراداً بذلك قال
ابن سيده فأَما ما حكاه أَبو عبيد من قولهم أَرضٌ مجرودةٌ من الجراد فالوجه عندي
أَن يكون مفعولةً من جَرَدَها الجرادُ كما تقدم وللآخر أَن يعني بها كثرةَ الجراد
كما قالوا أَرضٌ موحوشةٌ كثيرةُ الوحش فيكون على صيغة مفعول من غير فعل إِلا بحسب
التوهم كأَنه جُردت الأَرض أَي حدث فيها الجراد أَو كأَنها رُميَتْ بذلك فأَما
الجرادةُ اسم فرس عبدالله بن شُرَحْبيل فإِنما سميت بواحد الجراد على التشبيه لها
بها كما سماها بعضهم خَيْفانَةً وجَرادةُ العَيَّار اسم فرس كان في الجاهلية
والجَرَدُ أَن يَشْرَى جِلْدُ الإِنسان من أَكْلِ الجَرادِ وجُردَ الإِنسانُ بصيغة
ما لم يُسَمَّ فاعلهُ إِذا أَكل الجرادَ فاشتكى بطنَه فهو مجرودٌ وجَرِدَ الرجلُ
بالكسر جَرَداً فهو جَرِدٌ شَرِيَ جِلْدُه من أَكل الجرادِ وجُرِدَ الزرعُ أَصابه
الجرادُ وما أَدري أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيُّ الناس ذهب به وفي الصحاح ما
أَدري أَيُّ جَرادٍ عارَه وجَرادَةُ اسمُ امرأَةٍ ذكروا أَنها غَنَّتْ رجالاً
بعثهم عاد إِلى البيت يستسقون فأَلهتهم عن ذلك وإِياها عنى ابن مقبل بقوله سِحْراً
كما سَحَرَتْ جَرادَةُ شَرْبَها بِغُرورِ أَيامٍ ولَهْوِ ليالِ والجَرادَتان
مغنيتان للنعمان وفي قصة أَبي رغال فغنته الجرادَتان التهذيب وكان بمكة في
الجاهلية قينتان يقال هما الجرادتان مشهورتان بحسن الصوت والغناء وخيلٌ جريدة لا
رَجَّالَةَ فيها ويقال نَدَبَ القائدُ جَريدَةً من الخيل إِذا لم يُنْهِضْ معهم
راجلاً قال ذو الرمة يصف عَيْراً وأُتُنَه يُقَلِّبُ بالصَّمَّانِ قُوداً جَريدةً
تَرامَى به قِيعانُهُ وأَخاشِبُه قال الأَصمعي الجَريدةُ التي قد جَرَدَها من
الصِّغار ويقال تَنَقَّ إِبلاً جريدة أَي خياراً شداداً أَبو مالك الجَريدةُ
الجماعة من الخيل والجاروديَّةُ فرقة من الزيدية نسبوا إِلى الجارود زياد بن أَبي
زياد ويقال جَريدة من الخيل للجماعة جردت من سائرها لوجه والجَريدة سَعفة طويلة
رطبة قال الفارسي هي رطبةً سفعةٌ ويابسةً جريدةٌ وقيل الجريدة للنخلة كالقضيب
للشجرة وذهب بعضهم إِلى اشتقاق الجريدة فقال هي السعفة التي تقشر من خوصها كما
يقشر القضيب من ورقه والجمع جَريدٌ وجَرائدُ وقيل الجريدة السعَفة ما كانت بلغة
أَهل الحجاز وقيل الجريد اسم واحد كالقضيب قال ابن سيده والصحيح أَن الجريد جمع
جريدة كشعير وشعيرة وفي حديث عمر ائْتني بجريدة وفي الحديث كتب القرآن في جَرائدَ
جمع جريدة الأَصمعي هو الجَريد عند أَهل الحجاز واحدته جريدة وهو الخوص والجردان
الجوهري الجريد الذي يُجْرَدُ عنه الخوص ولا يسمى جريداً ما دام عليه الخوص وإِنما
يسمى سَعَفاً وكل شيء قشرته عن شيء فقد جردته عنه والمقشور مجرود وما قشر عنه
جُرادة وفي الحديث القلوب أَربعة قلب أَجرَدُ فيه مثلُ السراج يُزْهِرُ أَي ليس
فيه غِلٌّ ولا غِشٌّ فهو على أَصل الفطرة فنور الإِيمان فيه يُزهر ويومٌ جَريد
وأَجْرَدُ تامّ وكذلك الشهر عن ثعلب وعامٌ جَريد أَي تامّ وما رأَيته مُذْ
أَجْرَدانِ وجَريدانِ ومُذْ أَبيضان يريدُ يومين أَو شهرين تامين والمُجَرَّدُ
والجُردانُ بالضم القضيب من ذوات الحافر وقيل هو الذكر معموماً به وقيل هو في
الإِنسان أَصل وفيما سواه مستعار قال جرير إِذا رَوِينَ على الخِنْزِير من سَكَرٍ
نادَيْنَ يا أَعظَمَ القِسَّين جُرْدانا الجمع جَرادين والجَرَدُ في الدواب عيب
معروف وقد حكيت بالذال المعجمة والفعل منه جَرِدَ جَرَداً قال ابن شميل الجَرَدُ
ورم في مؤَخر عرقوب الفرس يعظم حتى يمنعَه المشيَ والسعيَ قال أَبو منصور ولم
أَسمعه لغيره وهو ثقة مأْمون والإِجْرِدُّ نبت يدل على الكمأَة واحدته إِجْرِدَّةٌ
قال جَنَيْتُها من مُجْتَنىً عَويصِ من مَنْبِتِ الإِجْرِدِّ والقَصيصِ النضر
الإِجْرِدُّ بقل يقال له حب كأَنه الفلفل قال ومنهم من يقول إِجْرِدٌ بتخفيف الدال
مثل إِثمد ومن ثقل فهو مثل الإِكْبِرِّ يقال هو إِكْبِرُّ قومه وجُرادُ اسم رملة
في البادية وجُراد وجَراد وجُرادَى أَسماء مواضع ومنه قول بعض العرب تركت جَراداً
كأَنها نعامة باركة والجُراد والجُرادة اسم رملة بأَعلى البادية والجارد وأُجارد
بالضم موضعان أَيضاً ومثله أُباتر والجُراد موضع في ديار تميم يقال جَرَدُ
القَصِيم والجارود والمجرد وجارود أَسماء رجال ودَرابُ جِرْد موضع فأَما قول
سيبويه فدراب جرد كدجاجة ودراب جردين كدجاجتين فإِنه لم يرد أَن هنالك دراب
جِرْدين وإِنما يريد أَن جِرْد بمنزلة الهاء في دجاجة فكما تجيء بعلم التثنية بعد
الهاء في قولك دجاجتين كذلك تجيء بعلم التثنية بعد جرد وإِنما هو تمثيل من سيبويه
لا أَن دراب جردين معروف وقول أَبي ذؤيب تدلَّى عليها بين سِبٍّ وخَيْطَةٍ
بِجَرْداءَ مِثْلِ الوَكْفِ يَكْبُو عُرابُها يعني صخرة ملساء قال ابن بري يصف
مشتاراً للعسل تدلى على بيوت النحل والسبّ الحبل والخيطة الوتد والهاء في قوله عليها
تعود على النحل وقوله بجرداء يريد به صخرة ملساء كما ذكر والوكف النطع شبهها به
لملاستها ولذلك قال يكبو غرابها أَي يزلق الغراب إِذا مشى عليها التهذيب قال
الرياشي أَنشدني الأَصمعي في النون مع الميم أَلا لها الوَيْلُ على مُبين على مبين
جَرَدِ القَصِيم قال ابن بري البيت لحنظلة بن مصبح وأَنشد صدره يا رِيَّها اليومَ
على مُبين مبين اسم بئر وفي الصحاح اسم موضع ببلاد تميم والقَصِيم نبت والأَجاردة
من الأَرض ما لا يُنْبِتُ وأَنشد في مثل ذلك يطعُنُها بخَنْجَرٍ من لحم تحت
الذُّنابى في مكانٍ سُخْن وقيل القَصيم موضع بعينه معروف في الرمال المتصلة بجبال
الدعناء ولبن أَجْرَدُ لا رغوة له قال الأَعشى ضَمِنَتْ لنا أَعجازَه أَرماحُنا
مِلءَ المراجِلِ والصريحَ الأَجْرَدا