" أَلَمْ تَعْلَمِي يا عَصْم كَيفَ حَفِيظَتِيإِذا الشَّرُّ خَاضَتْ جَانِبَيْه المَجادِحُ جرح
" جَرَحَه كمَنعَه " يَجْرَحُه جَرْحاً : أَثَّرَ فيه بالسِّلاحِ هكذا فسَّره ابنُ منظور وغيرُه . وأَمّا قول المصنّف : " كَلَمَةُ " فقد رَدّه شيخُنا بقوله : الجَرْحُ في عُرْف النّاس أَعْرَفُ وأَشْهَرُ من الكَلْم وشَرْطُ المُفسِّرِ الشارحِ أَن يكون أَعْرَفَ من المَشْروحِ . ولو قال : قَطَعَه أَو شَقَّ بعضَ بَدَنِه . أَو أَبقاه وأَحالَه على الشَّهرة كالجَوْهريّ لكن أَوْلَى . قلت : وعبارة الأَساس : جَرَحَه كقَطَعه ولا يَخْفَى ما فيه من المُناسبة . " كجَرَّحَه " تَجْريحاً : إِذا أَكْثَرَ ذلك فيه . قال الحُطَيئة :
مَلُّوا قِراهُ وهَرَّتْهُ كِلابُهمُ ... وجَرَّحوهُ بأَنْيابٍ وأَضْراسِ " والاسم الجُرْح بالضّمّ " و " ج جُرُوحٌ " وأَجراحٌ وجِرَاحٌ . قيل : " قَلَّ أَجْراحٌ " إِلاّ ما جاءَ في شِعْرٍ . ووجَدْت في حَواشي بعضِ نُسخ الصّحاح الموثوقِ بها : عَنَى به قَوْلَ عَبْدَةَ بنِ الطَّبِيب :
وَلَّى وصُرِّعْنَ مِنْ حَيْثُ الْتَبَسْنَ به ... مُضرَّجَاتٍ بأَجراحٍ ومَقْتولٍ وهو ضَرورةٌ من جِهة السَّماع . قال شيخنا : وقال بعضُ فُقهاءِ اللُّغة : الجُرْح بالضمّ : يكون في الأَبدانِ بالحَديد ونَحْوِه ؛ والجَرْحُ بالفتح : يكون باللّسان في المَعانِي والأَعراضِ ونحوِها . وهو المُتداوَلُ بينهم وإِن كانا في أَصلِ اللُّغة بمعنىً واحد . " والجِرَاحُ بالكسر : جَمْع جِرَاحَةٍ " من الجَمْع الّذي لا يُفارِق واحِدَه إِلا بالهاءِ . وفي التّهذيب : قال اللّيث : الجِراحةُ : الواحِدَةُ من طَعْنَةٍ أَو ضَرْبةٍ . قال الأَزهريّ : وقولُ اللّيث : الجرَاحَةُ : الواحِدَةُ خَطَأٌ ولكن جُرْحٌ وجِراحٌ وجِرَاحَة كما يقال : حِجَارَةٌ وجِمَالَةٌ وحِبَالَةٌ لجمع الحَجَرِ والجَمَلِ والحَبْل . " ورَجلٌ " جَريحٌ " وامرأَةٌ جَرِيحٌ ج جَرْحَى " . يقال : رِجالٌ جَرْحَى ونِسْوَة جَرْحَى ولا يُجْمَع جَمْع السّلامة لأَن مؤنّثة لا يَدخُلُه الهاءُ . في التنزيل : " وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ " " جَرَحَ " الشَّيْءَ " كَمنع : اكْتَسَبَ " وهو مجازٌ " كاجْتَرَحَ " . يقال : فُلان يَجْرَحُ لعِيالِه ويَجْتَرِحُ ويَقْرِشُ ويَقْتَرِش بمعنىً . وفي التنزيل : " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ " أَي اكْتَسبوا . وفي الأَساس : وبِئْسَما جَرَحَتْ يَداك واجْتَرَحَتْ أَي عَمِلتَا وأَثَّرَتَا . وهو مُستعار من تأَثيرِ الجَارِح . وفي العِناية للخُفاجيّ أَن صارَ استعارةً حَقِيقَةً فيه من المجاز جَرَحَ " فلاناً " بلِسانه . إِذا " سَبَّه " . وفي نُسخةٍ : سَبَعَه " وشَتَمه " . ومن ذلك قولهم :
" جَرَّحُوه بأَنياب وأَضراسِشَتَموه وعابُوه . من المَجاز : جَرَحَ الحاكمُ " شاهِداً " : إِذا عَثَرَ منه على ما " أَسْقَطَ " به " عَدالَتَه " من كَذِبٍ وغيرِه . وقد قيل ذلك في غيرِ الحاكم فقيل : جَرَحَ الرَّجُلَ : غَضَّ شَهادَته . وفي الأَساس : ويُقال : للمشهود عليه : هل لك جُرْحَة ؟ وهي ما تُجْرَح به الشّهادةُ . وكان يقولُ حاكمُ المدينةِ للخَصْم إِذا أَراد أَنْ يُوجِّه عليه القَضاءَ : أَقْصَصتُك الجُرْحَةَ فإِنْ كان عندك ما تَجْرَحُ به الحُجَّةَ الّتي تَوجَّهتْ عليكَ فهَلُمَّها : أَي أَمكنْتُك من أَن تَقُصَّ ما تَجْرَحُ به البَيِّنةً . يقال : جَرِحَ الرّجلُ " كسَمعَ : أَصابَتْه جِرَاحةٌ . و " جَرِحَ الرَّجلُ أَيضاً : إِذا " جُرِحَتْ شَهادتُه " وكذا رِوايَته أَي رُدَّتْ ووُجِّهَ إِليه القَضَاءُ . " والجَوارِحُ : إِناثُ الخَيْلِ " . واحدتُها جَارِحةٌ لأَنّها تُكْسِب أَرْبابَها نِتاجَها قاله أَبو عَمرٍو كذا في التهذيب . من المجاز : الجَوارِحُ : " أَعْضاءُ الإِنسانِ التي تَكْتَسِبُ " وهي عَوامِلُه من يَدَيْهِ ورِجْليه واحدتُها جارِحةٌ لأَنهنّ يَجْرَحن الخيرَ والشّرَّ أَي يَكْسِبْنَه . قلت : وهو مأَخوذٌ من جَرَحَتْ يَداه واجْتَرَحَت . الجَوارِح : " ذَواتُ الصَّيْدِ من السِّباع والطَّيْرِ " والكِلاب لأَنّها تَجْرَحُ لأَهلِها أَي تَكْسِبُ لهم الواحدة جارِحَةٌ . فالبازِي جارِحَةٌ والكَلْب الضّاري جارِحةٌ . قال الأَزهريّ : سُمِّيتْ بذلك لأَنها كَوَاسِبُ أَنْفُسِها من قولك : جَرَحَ واجْتَرَحَ . وفي التنزيل : " يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم منَ الجْوَارِحِ مُكَلِّبِينَ " أَراد : وأُحِلّ لكم صَيْدُ ما عَلَّمْتم من الجَوارحِ فحذفَ لأَنّ في الكلام دليلاً عليه . ويُقال : ماله جارِحةٌ أَي مالَه أُنْثَى ذَاتُ رَحِمٍ تَحْمِلُ ؛ وماله جارِحةٌ أَي ماله كاسِبٌ . جَوارِحُ المالِ : ما وَلَد . يقال : " هذه " الفَرسُ و " النَّاقَةُ والأَتان مِن جَوارِحِ المالِ أَي " أَنّها " شابّةٌ مُقْبِلةُ الرَّحِمِ " والشَّبَابُ يُرْجَى وَلَدُها . من المجاز : قد اسْتَجْرَحَ الشّاهدُ . " الاسْتِجْراحُ " : النُّقصانُ و " العَيْبُ والفَسادُ " وهو منه حكاه أَبو عُبيدٍ . واسْتَجْرَحَ فلانٌ : اسْتَحَقّ أَن يُجْرَحَ ؛ كذا في الأَساس . وفي خطبة عبد الملك : " وَعَظْتكُم فلم تَزْدَادُوا على المَوْعظةِ إِلا اسْتِجْراحاً " أي فسَاداً . وقيل : معناه إِلا ما يُكْسِبُكم الجَرْحَ والطَّعْنَ عليكم . وقال ابنُ عون : اسْتجْرَحَتْ هذه الأَحاديثُ . قال الأَزهريّ : ويُرْوَى عن بعضِ التّابعين أَنه قال : كَثُرَتْ هذه الأَحاديثُ واسْتَجْرَحت أَي فَسَدَتْ وقَلَّ صِحَاحُها وهو اسْتَفْعَل من جَرَحَ الشَّاهِدَ : إِذا طَعَنَ فيه ورَدَّ قَوْلَه ؛ أَراد أَنّ الأَحاديثَ كَثُرَتْ حتى أَحْوَجَتْ أَهْلَ العِلْم بها إِلى جَرْحِ بَعْضِ رُوَاتِها ورَدَّ رِوَايتِه كذا في اللِّسان والأَساس . جَرّاحٌ " كشَدّاد : عَلَمٌ " وكَنَوْا بأَبِي الجَرّاحِ . والجَرَّاحُ : قَرْية من إِقلِيم المَنصورة . ومما يستدرك عليه : خاتَمٌ مَرِحٌ وسِوارٌ جَرِحٌ وهو القَلِق . وسِكِّينُ جَرِحُ النِّصابِ به جُرْح ؛ كذا في الأَساس . وأَنا أَخشَى أَن يكون مَرِجاً وجَرِجاً بالجيم وقد تقدّم . وفي الحديث : " العَجْماءُ جَرْحُها جُبَارٌ " بفتح الجيم لا غيرُ على المصدر . وجَرَح له من مالِه : قَطَعَ له منه قِطْعَةً عن ابن الأَعرابيّ . وردَّ عليه ثَعلبٌ ذلك فقال : إِنما هو : جَزَحَ بالزاي . وكذلك حكاه أَبو عُبيدٍ
العمَل مُحَرَّكَةً : المِهنة وأيضاً الفِعلُ ج : أعمالٌ وزعمَ بعضٌ من أئمّةِ اللُّغَة والأصولِ أنّ العمَلَ أخَصُّ من الفِعلِ ؛ لأنّه فِعلٌ بنَوعِ مشَقّةٍ قالوا : ولذا لا يُنسبُ إلى الله تَعالى وقال الراغِبُ : العمَلَ كلُّ فِعلٍ يصدُرُ من الحيَوانِ بقَصدِه فهو أخَصُّ من الفِعلِ ؛ لأنّ الفِعلَ قد يُنسَبُ إلى الحيَواناتِ التي يقعُ منها فِعلٌ بغيرِ قصدٍ وقد يُنسَبُ إلى الجَمادات والعمَلُ قَلَّما يُنسَبُ إلى ذلك ولم يُستعمَلْ في الحيَواناتِ إلاّ في قولِهم : الإبلُ والبقرُ العَوامِل وقال شيخُنا : العمَل : حَرَكَةُ البدَنِ بكُلِّه أو بَعْضِه وربّما أطلِقَ على حَرَكَةِ النَّفسِ فهو إحداثُ أمرٍ قَولاً كانَ أو فِعلاً بالجارِحَةِ أو القَلب لكنّ الأَسْبَقَ للفَهمِ اختِصاصُه بالجارِحَة وخَصَّه البعضُ بما لا يكون قَولاً ونُوقِشَ بأنّ تخصيصَ الفِعلِ به أَوْلَى من حيثُ استعمالُهما مُتقابِلَيْن فيقال : الأَقْوالُ والأفعال وقيل : القَولُ لا يُسمّى عمَلاً عُرْفاً ولذا يُعطفُ عليه فمن حَلَفَ لا يعملُ فقال لا يحنث وقيل : التحقيقُ أنّه لا يدخلُ في العمَلِ والفِعلِ إلاّ مَجازاً . عَمِلَ كفَرِحَ عمَلاً وأَعْمَلَه واسْتَعملَه غيرُه . وقيل : اسْتَعملَه : طَلَبَ إليه العمَل . واعْتَملَ اضْطربَ في العمَل وقيل : عَمِلَ لغَيرِه واعْتَملَ : عَمِلَ بنفسِه ونصُّ التهذيبِ لنَفسِه أنشدَ سيبويه :
" إنَّ الكريمَ وأبيكَ يَعْتَمِلْ
" إن لم يَجِدْ يَوْمَاً على من يتَّكِلْ
" فَيَكْتَسي من بعدها وَيَكْتَحِلْ
قال الأَزْهَرِيّ : هذا كما يقال : اخْتَدمَ : إذا خَدَمَ نَفْسَه واقْترأَ : إذا قرأَ السّلامَ على نفسِه وفي حديثِ خَيْبَر : " دَفَعَ إليهم أَرْضَهم على أن يَعْتَمِلوها من أموالِهم " قال ابنُ الأثير : الاعْتِمال : افْتِعالٌ من العمَل أي أنّهم يقومون بما تحتاجُ إليه من عِمارَةٍ وزِراعةٍ وتَلقيحٍ وحِراسةٍ ونحو ذلك . وأَعْمَلَ فلانٌ ذِهنَه في كذا وكذا : إذا دَبَّرَه بفَهمِه . وأَعْمَلَ رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعملَه : عَمِلَ به فهو مُستعْمَلٌ . قال الأَزْهَرِيّ : عَمِلَ فلانٌ العمَلَ يَعْمَلُه عمَلاً فهو عامِلٌ قال : ولم يَجيءْ فَعِلْتُ أَفْعَلُ فعَلاً مُتعَدِّياً إلاّ في هذا الحرفِ وفي قولِهم : هَبِلْتْه أمُّه هبَلاً وإلاّ فسائرُ الكلامِ يجيءُ على فَعْلٍ ساكِنِ العَينِ كقَولِكَ : سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ سَرْطَاً وبَلِعْتُه بَلْعَاً وما أَشْبَهه . ورجلٌ عَمِلٌ وعَمُولٌ ككَتِفٍ وصَبُورٍ : أي ذو عمَلٍ حكاه سيبويه في معنى عَمِلٍ . وقالوا في رجلٍ عَمُولٍ : أي كَسُوبٍ وأنشدَ سيبويهِ لساعِدةَ بن جُؤْيَّةَ :
حتى شآها كَليلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَتْ طِراباً وباتَ الليلَ لم يَنَمِ نصبَ سيبويه مَوْهِناً بعَمِلٍ : بعد هَدْءٍ من الليل باتتْ طِراباً : يعني البقرَ وباتَ الليلَ لم ينَمِ : يعني البَرْقَ . وقال القُطاميُّ :
" فقد يَهونُ على المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ وهو الدَّؤوبُ في العمَل . أو رجُلٌ عَمُولٌ وعَمِلٌ : مَطْبُوعٌ عليه أي على العَمَل . والعَمِلَةُ بكسرِ الميم : العمَل إذا أدخلوا الهاءَ كسروا الميم قالت امرأةٌ من العربِ : ما كان لي عَمِلَةٌ إلاّ فسادُكم أي : ما كان لي عَمَلٌ . العَمِلَة : ما عُمِلَ كالعِمْلَةِ بالكَسْر . والعِمْلَة أيضاً أي بالكَسْر : هَيْئَةُ العَمَلِ وحالَتُه يقال : رجلٌ خَبيثُ العِمْلَةِ : إذا كان خبيثَ الكَسبِ . العِمْلَةِ : باطِنَةُ الرَّجُلِ في الشرِّ خاصّةً . العِمْلَة : أَجْرُ العَمَل كالعُمْلَةِ بالضَّمّ . العُمالَةُ مُثَلَّثةً الكسرُ عن اللِّحيانيِّ وقال الأَزْهَرِيّ : العُمالَةُ بالضَّمّ : رِزقُ العامِلِ الذي جُعِلَ له على ما قُلِّدَ من العَمَل . وعَمَّلَه تَعْمِيلاً : أعطاه إيّاها ومنه الحديثُ : " عَمِلْتُ على عهدِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم فعَمَّلَني " أي أعطاني عُمالَتي . والعمَلَة مُحَرَّكَةً : العامِلونَ بأيديهم ضُروباً من العمَلِ في طِينٍ أو حَفْرٍ أو غيرِه . وبَنو العمَل : المُشاةُ على أرجُلِهم من المُسافرين وأنشدَ الأَصْمَعِيّ لبعضِ الأعرابِ يصفُ حاجَّاً :
" يَحُثُّ بَكْرَاً كلَّما نُصَّ ذَمَلْ
" قد احْتَذى من الدِّماءِ وانْتَعلْ
" ونَقِبَ الأَشْعَرُ منه والأَظَلّْ
" حتى أتى ظِلَّ الأراكِ فاعَتَزَلْ
" وَذَكَرَ اللهَ وصلَّى وَنَزَلْ
" بمَنزِلٍ يَنْزِلهُ بَنو عَمَلْ
" لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَلْ وعاملَه معاملةً سامَه بعمَلٍ . قال أبو زيدٍ : عَمِلَ به العِمِلِّينَ بكسرتَيْن مُشدَّدةَ اللام أو كغِسْلينٍ وهذه عن ابن الأعرابي أو كبر حين ومُقتضاه أن يكونَ بضمٍّ ففتحٍ فكسرٍ والذي رواه ابنُ سِيدَه عن ثعلبٍ بكسرِ العينِ وفتحِ الميمِ وتخفيفها : أي بالَغَ في أذاه واستقصى في شَتْمِه . واليَعْمَلَة بفتحِ الميم من الإبل : الناقةُ النَّجيبَةُ المُعْتَمِلَةُ المَطبوعةُ على العمَل ولا يقال ذلك إلاّ للأُنثى هذا قولُ أهلِ اللُّغَة وقال كُراع : اليَعْمَل : الناقةُ السريعةُ اشتُقَّ لها اسمٌ من العمَل والجمعُ يَعْمَلاتٌ وأنشدَ ابنُ بَرِّي للراجز :
" يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّلِ
" تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِلْ نُقِلَ عن بعضِهم : الجمَلُ يَعْمَلٌ وهو النَّجيبُ حكاه أبو عليٍّ وأنشدَ غيرُه :
إذ لا أزالُ على أَقْتَادِ ناجِيَةٍ ... صَهْبَاءَ يَعْمَلةٍ أو يَعْمَلٍ جَمَلِأراد : أو جمَلٍ يَعْمَلٍ ولا يُوصَفُ بهما إنّما هما اسْمانِ وفي المُحكَم : اليَعْمَلُ عند سيبويه اسمٌ لأنّه لا يقال : جمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقةٌ يَعْمَلةٌ إنّما يقال : يَعْمَلٌ ويَعْمَلةٌ فيُعلَمُ أنّه يُعنى بهما للبَعيرِ والناقة ولذلك قال : لا نعلمُ يَفْعَلاً جاءَ وَصْفَاً . وقال في بابِ ما لا يَنْصَرِفْ : إنْ سمَّيْتَه بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلةٍ فحَجِّرْ بلفظِ الجمعِ أن يكونَ صِفةً للواحدِ المُذَكَّر وبعضُهم يَرُدُّ هذا ويجعلُ اليَعْمَلَ وَصْفَاً . وناقةٌ عَمِلَةٌ كفَرِحةٍ بَيِّنَةُ العَمالَة : فارِهةٌ مثل اليَعْمَلَةِ وقد عَمِلَتْ كفَرِح قال القُطاميُّ :
نِعْمَ الفتى عَمِلَتْ إليهِ مَطِيَّتي ... لا تَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا و عَمِلَ البَرقُ أيضاً أي كفَرِح : دامَ فهو عَمِلٌ ككَتِفٍ وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤيَّةَ الماضي ذِكرُه . العامِلُ في العربيَّة : ما عَمِلَ عمَلاً ما فَرَفَعَ أو نَصَبَ أو جَرَّ وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيءِ : أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإعراب . عَمِلَت الناقةُ بأُذُنَيْها : أي أَسْرَعَتْ ومنه حديثُ الإسراءِ والبُراق : " فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها " أي أَسْرَعتْ ؛ لأنّها إذا أَسْرَعتْ حرَّكَتْ أُذُنَيْها لشِدّةِ السَّيرِ . وعُمِّلَ فلانٌ عليهم بالضَّمّ تَعْمِيلاً أي أُمِّرَ ووُلِّيَ العمَل عليهم ويقال : من الذي عُمِّل عليكم ؟ أي نُصِّبَ عامِلاً . والعَوامِل : الأرْجُل قال الأَزْهَرِيّ : عوامِلُ الدّابّةِ : قوائِمُها واحدتُها عامِلَةٌ ومن سَجَعَاتِ الأساس : الرُّمْحُ بعاملِه والفرَسُ بعَواملِه . العَوامِل : بقَرُ الحَرْثِ والدِّياسَة وفي حديثِ الزَّكاة : " ليس في العَوامِلِ شيءٌ " العَوامِلُ من البقَر : جمعُ عامِلَةٍ وهي التي يُستَقى عليها ويُحرَثُ وتُستعمَلُ في الأَشْغالِ قال ابنُ الأثير : وهذا الحُكمُ مُطَّرِدٌ في الإبل . وعامِلُ الرُّمْحِ وعامِلَتُه : صَدْرُه دونَ السِّنان زادَ أبو عُبَيْدٍ : بذراعَيْن والجمعُ العَوامِل وقيل : ما يلي السِّنانَ دونَ الثَّعلب وقال قومٌ : إنّ السِّنانَ نَفْسَه عامِلٌ وأنشدَ ابْن دُرَيْدٍ :
" وَأَطْعُنُ النَّجْلاءَ تَعْوِي وتَهِرّْ
" لها من الجَوفِ رَشاشٌ مُنْهَمِرْ
" وَثَعْلبُ العامِلِ فيها مُنْكَسِرْ وبَنو عامِلَةَ بنِ سبأَ : حَيٌّ باليمن هم من ولَدِ الحارثِ بن عَدِيِّ بن الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زيدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَريبِ بن زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بن سَبَأَ نُسِبوا إلى أمِّهم عامِلَةَ بنتِ مالكِ بنِ وَديعةَ بنِ قُضاعةَ أمِّ الزاهرِ ومُعاوِيَةَ ابني الحارثِ بنِ عَدِيِّ نفسِه ومنهم عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ العامِليُّ الشاعرُ وغيره قال الجَوْهَرِيّ : ويزعُم نُسّابُ مُضَرَ أنّهم من ولَدِ قاسِطٍ قال الأعشى :
أعامِلَ حتى متى تَذْهَبينَ ... إلى غيرِ والدِكِ الأكْرَمِ
ووالِدُكم قاسِطٌ فارْجِعوا ... إلى النَّسَبِ الفاخِرِ الأقْدَمِ وشذَّ ابنُ الأثيرِ حيثُ جَعَلَ عامِلَةَ من العَمالِقَةِ وقد ردَّ عليه أبو سعدٍ وغيرُه . وبَنو عَمَلٍ مُحَرَّكَةً : حيٌّ بها أي باليمن وفي الأساس : يقال لمُشاةِ اليمنِ : بَنو عَمَلٍ وبه فَسَّرَ أيضاً ما أنشدَه الأَصْمَعِيّ من قولِ الراجزِ :
" بمَنزِلٍ يَنْزِلُهُ بَنو عَمَلْ قلتُ : ورأيتُ في جبَلِ الخَليلِ جماعةٌ يقال لهم : بَنو العمَلَى ولعلَّهُم شِرْذِمَةٌ من هؤلاءِ أو غيرهم . وبَنو عُمَيْلةَ كجُهَيْنَةٍ : قبيلةٌ من العرب . عَمَلَى كَجَمَزى : ع كما في المُحكَم . والعَمْلَة بالفَتْح : السَّرِقَةُ أو الخِيانَة ولا تُستعمَلُ إلاّ في الشرِّ كما في العُباب . والمَعْمولُ من الشَّراب : ما فيه اللبَنُ والعسَلُ والثلْجُ جاءَ ذِكرُه في حديثِ الشَّعْبيِّ . وعَمَّلَة مُحَرَّكَةً مُشدَّدةَ الميم : ع بالشام قال النابغةُ الذُّبْيانيُّ :
تأَوَّبَني بعَمَّلَةَ اللَّواتي ... مَنَعْنَ النومَ إذْ هَدَأَتْ عُيونُ ويُروى بيَعْمَلَةَ . والمَعْمَل كَمَقْعَدٍ : مِلْكٌ لبَني هاشِمٍ بوادي بِيشَةَ . ويومُ اليَعْمَلَة : من أيّامِهم كما في العُباب قال عامرٌ الخَصَفيُّ :" أَحْيَا أباه هاشِمُ بنُ حَرْمَلَهْ
" يَوْمَ الهَباداتِ ويومَ اليَعْمَلَهْ وَتَعَمَّلَ فلانٌ من أَجْلِه وفي حاجتِه : إذا تعَنَّى واجتهد قال مُزاحِمٌ العُقَيليُّ :
تكادُ مَغانيها تقولُ من البِلى ... لسائلِها عن أَهْلِها لا تعَمَّلِ أي لا تَتَعَنَّ فليسَ لك فَرَجٌ في سؤالِك . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العامِلُ : هو الذي يَتَوَلَّى أمورَ الرجلِ في مالِه ومُلكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي يَسْتَخرِجُ الزَّكاةَ عامِلٌ . واسْتَعملَ غيرَه : إذا سأله أن يعمل له واستعمل فلان إذا وُلِّي عَمَلاً من أَعْمَالِ السُّلطان . واسْتَعملَ فلانٌ اللبَنَ : إذا بنى به بِناءً . وأَعْمَله : أعطاه عُمالتَه . والمُعامَلةُ في العِراق : هي المُساقاةُ في الحِجاز . والتَّعامُل : المُعامَلة . وَجَمَلٌ مُستعْمَلٌ : قد عُمِلَ به ومُهِنَ . ويقال : أَعْمَلتُ الناقةَ فعَمِلَتْ ومنه الحديث : " لا تُعْمَلُ المَطيُّ إلاّ إلى ثلاثةِ مَساجِدَ " أي لا تُحَثُّ ولا تُساقُ وفي حديثِ لُقمان : يُعمِلُ الناقةَ والساق . أخبر أنّه قويٌّ على السيرِ راكِباً وماشياً فهو يجمعُ بين الأمرَيْن وأنّه حاذِقٌ بالرُّكوبِ والمَشي . وطريقٌ مُعْمَلٌ كمُكْرَمٍ أي لَحْبٌ مَسْلُوكٌ وحكى اللِّحْيانيُّ : لم أرَ النَّفقَةَ تَعْمَلُ كما تَعْمَلُ بمَكَّةَ قال ابنُ سِيدَه : أي تُنْفَق . وفلانٌ ابنُ عَمَلٍ : إذا كان قَوِيّاً . وناقةٌ عَمّالَةٌ مُشَدّدةً : أي فارِهةٌ كما في الأساس . وَعَمَلٌ مُحَرَّكَةً : اسمُ رجُلٍ ومنه قولُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ وهو يُرَقِّصُ ابنَه حَكيماً :