الجَرْعَةُ بالفَتْحِ ويُحَرَّكُ : الرَّمْلَةُ العَذَاةُ الطَّيِّبَةُ المُنْبِتِ الَّتِي لا وُعُوثَةَ فيهَا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وصاحِبُ اللِّسَانِ . أَوْ هي الأَرْضُ ذَاتُ الحُزُونَةِ تُشَاكِلُ الرَّمْلَ كَما في اللِّسان . وقِيلَ : هي الرَّمْلَةُ السَّهْلَةُ ا لمُسْتَوِيَةُ أَو الدِّعْصُ لا يُنْبِتُ شَيْئاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ واقْتَصَرَ عَلَى التَّحْرِيكِ وزادَ غَيْرُه : ولا تُمْسِكُ مَاءً . قُلْتُ : وهي مُشَبَّهَةٌ بِجَرْعَةِ الماءِ وذلِكَ لأَنَّ الشُّرْب لا يَنْفَعُهَا فكأَنَّهَا لَمْ تَرْوَ . أَو الكَثِيبُ جانِبُ مِنْهُ وحْلٌ وَجانِبٌ حِجَارَةٌ كالأَجْرَعِ والجَرْعَاءِ في الكُلِّ . نَقَلَ الجَوْهَرِيّ مِنْهَا الجَرَعَةُ - مُحَرَّكَةً - والجَرْعَاءُ . وقِيلَ : الجَرْعَاءُ والأَجْرَعُ أَكْبَرُ مِن الجَرْعَةِ . وقَالَ ذُو الرُّمَّةِ في الأَجْرَعِ فجَعَله يُنْبِتُ النَّبَاتَ :
ومَا يَوْمُ حُزْوَى إِنْ بَكَيْتُ صَبَابَةً ... لعِرْفانِ رَبْعٍ أَو لعِرْفَانِ مَنْزِلِ
بأَوَّلَ ما هَاجَتْ لَكَ الشَّوْقَ دِمْنَةٌ ... بأَجْرَعَ مِقْفَارٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ ويُرْوَى : مِرْبَاعٍ ولا يَكُونُ مَرَبّاً مُحَلَّلاً إِلاَّ وهو يُنْبِتُ النّبَات . وقال أَيْضاً :
" أَمَا اسْتَحْلَبَتْ عَيْنَيْكَ إِلاَّ مَحَلَّةٌبجُمْهُورِ حُزْوَى أَوْ بَجْراءِ مَالِكِ وقَالَ أَيْضاً يُخَاطِبُ رَسْمَ الدارِ :
" ولَمْ تَمْشِ مَشْيَ الأُدْمِ في رَوْنَقِ الضُّحَىبِجَرعَائكِ البِيضُ الحِسَانُ الخَرَائدُ
وقالَ أَيْضاً :
" أَلا يَا اسْلَمِي يا دارَ مَيَّ عَلَى البِلَىولا زَالَ مُنْهَلاًّ بجَرْعَائكِ القَطْرُ وقِيلَ : الجَرْعاءُ : رَمْلٌ يَرْتَفِعُ وَسَطُهُ وتَرِقُّ نَوَاحِيهِ . وقالَ ابْنُ الأَثِيرِ : الأَجْرَعُ : المَكَانُ الوَاسِعُ الَّذِي فيه حُزُونَةٌ وخُشُونَةٌ . والجَرَعُ مُحَرَّكَةً : الجَمْعُ أَيْ جَمْعُ جَرَعَةٍ بحَذْفِ الهاءِ وقِيلَ الجَرَعُ مُفْرَدٌ مِثْلُ الأَجْرَعِ وجَمْعُهُ أَجْرَاعٌ وجِرَاعٌ . وجَمْعُ الجَرْعَةِ بالفَتْحِ جِرَاعٌ بالكَسْرِ . وجَمْعُ الجَرْعَاءِ جَرْعَاوَاتٌ . وجَمْعُ الأَجْرَعِ أَجَارِعُ . وجَمْعِ الجَرَعَةِ مُحَرَّكَة جِرْعَانٌ بالكَسْرِ . ومِنْهُ حَدِيثُ قُسٍّ : بَيْنَ صُدُروِ جِرْعَانٍ كما ضَبَطَه ابنُ الأَثِيرِ وكُلُّ ذلِكَ قَدْ أَغْفَلَهُ المُصَنِّفُ
والجَرَعُ أَيْضاً : الْتِوَاءٌ في قُوَّةٍ مِن قُوَى الحَبْلِ كما في الصّحاح زَادَ غَيْرُهُ : أَو الوَتَرِ . قالَ الجَوْهَرِيُّ : ظَاهِرَةٍ عَلَى سَائِرِ القُوَى وذلِكَ الحَبْلُ أَوِ الوَتَرُ مُجَرَّعٌ كمُعَظَّمٍ وجَرِعٌ كَكَتِفٍ يُقَالُ : وَتَرٌ جَرِعٌ أَي مُسْتَقِيمٌ إِلاَّ أَنَّ في مَوْضِعٍ مِنْهُ نُتُوءاً فيُمْسَحُ ويُمْشَقُ بقِطْعَةِ كِسَاءٍ حَتّى يَذْهَبَ ذلِكَ النُّتُوءُ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ
وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : من الأَوْتَارِ : المُجَرَّعُ : وهو الَّذِي اخْتَلَفَ فَتْلُهُ وفيه عُجَرٌ ولَمْ يُجَدْ فَتْلُهُ ولا إِغَارَتُهُ فظَهَرَ بَعْضُ قُوَاهُ علَى بَعْضٍ يُقَالُ : وَتَرٌ مُجَرَّعٌ ومُعَجَّرٌ وكَذلِكَ المُعَرَّدُ
وذُو جَرَعٍ مُحَرَّكةً : رَجُلٌ من أَلْهَانَ بنِ مالِك بنِ زَيْدِ بن أَوْسَلَةَ أَخِي هَمْدَانَ بنِ مالِكٍ قَبِيلَتَانِ في اليَمَنِ . والجَرَعَةُ بِهاءٍ : ع قُرْبَ الكُوفَةِ كانَتْ فِيه فِتْنَةٌ . ومِنْهُ حَدِيثُ حُذَيْفَةَ : جِئْتُ يَوْمَ الجَرَعَة فإِذَا رَجُلٌ جالِسٌ : يُقَالُ خَرَجَ فِيهِ أَهْلُ الكُوفَةِ إِلَى سَعِيدِ بْنِ العَاصِ رَضِيَ الله عَنْهُ وكان قَدْ قَدِمَ والِياً عليهِمْ مِن قِبَلِ عُثْمَانَ رَضِيَ الله عنه فَرَدُّوهُ ووَلَّوْا أَبَا مُوسَى الأَشْعَرِيَّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وسَأَلُوا عُثْمَان رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فأَقَرَّه علَيْهِم
والجرْعَةُ مُثَلَّثَةً من الماءِ : حَسْوَةٌ مِنْهُ أَوْ هو بالضَّمِّ والفَتْح : الاسْمُ مِن جَرِعَ الماءَ يَجْرَعُ جَرْعاً كسَمِعَ وَمَنَعَ الأَخِيرَةُ لُغَةٌ وأَنْكَرَهَا الأَصْمَعِيُّ كما في الصّحاح أَيْ بَلِعَهُ
والجُرْعَةُ بالضَّمِّ : ما اجْتَرَعْتَ وفي اللِّسَانِ : قِيلَ : الجَرْعَةُ بالفَتْحِ المَرَّةُ الوَاحِدَةُ . وبالضَّمّ ما اجْتَرَعْتَهُ الأَخِيرَةُ للمُهْلَةِ على ما أَراهُ سِيبَوَيْه في هذا النَّحْو والجُرْعَةُ : مِلْءُ الفَمِ يَبْتَلِعُهُ . وجَمْعُ الجُرْعَةِ جُرَعٌ . وفي حَدِيثِ المِقْدَادِ : ما به حَاجَةٌ إِلى هذِه الجُرْعَةِ قالَ ابنُ الأَثِيرِ : تُرْوَى بالفَتْحِ والضَّمِّ فالفَتْحُ : المَرَّةُ الوَاحِدَةُ منه والضَّمُّ : الاسْمُ مِن الشُّرْبِ اليَسِيرِ وهو أَشْبَهُ بالحَدِيثِ ويُرْوَى بالزَّايِ كَمَا سَيَأْتِيوبتَصْغِيرهَا جَاءَ المَثَلُ أَفْلَتَ فُلانٌ جُرَيْعَةَ الذَّقِنِ مِن غَيْرِ حَرْفٍ أَوْ بحُرَيْعَةِ الذَّقَنِ أَوْ بِجُرَيْعَائِهَا قال الصّاغَانِيّ : أَفْلَتَ هُنَا لازمٌ ونَصَبَ جُرَيْعَةَ علَى الحَالِ كَأَنَّهُ قالَ : أَفْلَتَ قاذِفاً جُرَيْعَةَ الذَّقَنِ وهي كِنَايَةٌ عَمّا بَقِيَ مِن رُوحِهِ أَيْ نَفْسُهُ صَارَتْ في فِيهِ وقَرِيباً مِنْهُ قُرْبَ الجُرْعَةِ مِن الذَّقَنِ . وفي اللِّسَان : أَي وقُرْبُ المَوْتِ مِنْهُ كقُرْبِ الجُرَيْعَةِ من الذَّقَنِ . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ علَى الرِّوَايَةِ الثّانِيَةِ وقالَ : إِذا أَشْرَف علَى التَّلَفِ ثُمَّ نَجَا . قالَ الفَرّاءُ : هو آخِرُ ما يَخْرُجُ مِنَ النَّفْسِ انْتَهَى . زادَ في اللِّسَانِ : يُرِيدُونَ أَنَّ نَفْسَهُ صارَت في فِيهِ فَكَادَ يَهْلِكُ فَأَفْلَتَ وتَخَلَّصَ . وفي رِوَايَةِ أَبِي زَيْدٍ : أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الَّذَّقَنِ . قال الصّاغَانِيّ : وأَفْلَتَ - علَى هذِهِ الرِّوَايَةِ - يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مُتَعَدِّياً ومَعْنَاهُ : خَلَّصَنِي ونَجّانِي ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لازِماً ومَعْنَاه تَخَلَّصَ ونَجَا مِنِّي وأَرادَ بأَفْلَتَنِي أَفْلَتَ مِنّي فحَذَفَ وَوَصَلَ الفِعْلَ كقَوْلِ امْرِئِ القَيْسِ :
وأَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِيضاً ... ولَوْ أَدْرَكْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ أَرادَ أَفْلَتَ مِنَ الخَيْل . وجَرِيضاً حالٌ من عِلْبَاء . وتَصْغِيرُ جُرَيْعَة تَصْغِيرُ تَحْقِير وتَقْلِيل وأَضافَها إِلَى الذَّقَنِ لأَنَّ حَرَكَةَ الذَّقَنِ تَدُلُّ عَلَى قُرْبِ زُهُوقِ الرُّوحِ والتَّقْدِيرُ أَفْلَتَنِي مُشْرِفاً عَلَى الهَلاكِ ويَجُوزُ أَنْ يَكُونَ جُرَيْعَة بَدَلاً مِنَ الضَّمِيرِ في أَفْلَتَنِي أَيْ أَفْلَتَ جُرَيْعةَ ذَقَنِي أَي باقِي رُوحِي وتَكُونُ الأَلِفُ واللاّمُ في الذَّقَنِ بَدَلاً مِن الإِضَافَةِ كقَوْلِهُ تَعَالَى " ونَهَى النَّفْسَ عَنِ الهَوَى " أَيْ عَنْ هَوَاهَا ومَنْ رَوَى : بجُرَيْعَةِ الذَّقَنِ كَما يُقَالُ : اشْتَرَى الدّارَ بآلاتِهَا أَيْ مَعَ آلاَتِهَا وقَدْ تَقَدَّمَ شَيْءُ من ذلِكَ في ج ر ص وفي ف ل ت . وناقَةٌ مُجْرِعٌ كمُحْسِنٍ : لَيْس فِيهَا ما يُرْوِى وإِنَّمَا فِيهَا جُرَعٌ ج : مَجارِيعُ نَقَلَهُ ابْنُ عَبّادٍ وأَنْشَد :
" ولا مَجَارِيعَ غَدَاةَ الخِمْسِ وقال الجَوْهَرِيّ : نُوقٌ مَجَارِيعُ : قَلِيلاتُ اللَّبَنِ كأَنَّهُ لَيْسَ فِي ضُرُوعِهَا إِلاَّ جُرَعٌ فلَمْ يَذْكُرِ المُفْرَدَ وزادَ في اللِّسَانِ : ونُوقٌ مَجَارِعُ كذلِكَ . واجْتَرَعَهُ : بَلَعَهُ كجَرَعَهُ وقِيلَ : جَرَعَهُ بمَرَّةٍ نَقَلَهُ الصّاغَانِيّ . وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : اجْتَرَع العُودَ أَي اكْتَسَرَهُ لُغَةٌ في اجْتَزَعَهُ
ومِنَ المَجَازِ : جَرَّعَهُ الغُصَصَ أَيْ غُصَصَ الغَيْظِ كما في الصّحاح تَجْرِيعاً فَتَجَرّع هو أَي كَظَمَ . ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : التَّجَرُّعُ : مُتابَعَةُ الجَرْع مَرَّةً بَعْدَ أُخْرىَ كالمُتَكَارِهِ قالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ " يَتَجَرَّعُهُ ولا يَكَادُ يُسِيغُهُ " وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ : التَّجَرُّعُ : شُرْبٌ في عَجَلّةٍ . وقِيلَ : هو الشُّرْبَ قَلِيلاً قَليلاً . وجَرِعَ الغَيْظَ كعَلِمَ : كَظَمَه وهو مَجَازٌ . ويُقَالُ : ما مِن جُرْعَةٍ أَحْمَدَ عُقْبَاناً مِنْ جُرْعَةِ غَيْظٍ تَكْظِمُهَا وهُوَ مِنْ ذلِكَ . وأَجْرَعَ الحَبْلَ أَو الوَتَرَ إِذا أَغْلَظَ بَعْضَ قُوَاهُ
والجَرَعُ مُحَرَّكّةً : مَوْضِعٌ قَالَ لَقِيطٌ الإِيادِيُّ :
" يا دَارَ عَمْرَةَ مِنْ مُحْتَلِّهَا الجَرَعَاهاجَتْ لِيَ الهَمَّ والأَحْزَانَ والجَزَعاويُرْوَى : يا دارَ عَبْلَةَ وقَدْ هِجْتِ لِي . ويُقَالَ : أَفْلَتَنِي جُرَيْعَةَ الرِّيقِ إِذا سَبَقَكَ فابْتَلَعْتَ رِيقَكَ عَلَيْهِ غَيْظاً . وقال ابنُ عَبّادٍ : يُقَالُ : مالَهُ به جُرَّاعَةٌ بالضَّمِ مُشَدَّداً ولا يُقَالُ : ما ذَاقَ جُرَّاعَةً ولكِنْ جُرَيْعَة كمَا في العُبَابِ . وهِجْرَعٌ كدِرْهَمٍ هِفْعلٌ مِنَ الجَرْعِ عَلَى قَوْلِ مَنْ قالَ بِزِيادَةِ الهاءِ وسَيَأْتِي للْمُصَنِّف في الَّتِي تَلِيهَا الهِجْزَعُ هِفْعَلٌ من الجَزَع فهذه مِثْلُ تِلْكَ
الغَيْظُ الغَضبُ مُطْلَقاً وقِيلَ : غَضَبٌ كامِنٌ للْعَاجِزِ كما في الصذحاح أَوْ أَشَدُّه أَوْ سَوْرَتُهُ وأَوَّلُهُ
قال ابنُ دُرَيْدٍ وقد فَصَلَ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ اللُّغَةِ بَيْنَ الغَيْظِ والغَضَبِ فقالُوا : الغَيْظُ أَشَدُّ مِنْ الغضَبِ . وقالَ قَوْمٌ الغَيظ سَوْرَةُ الغَضَبِ وأَوّلُهُ, قلتُ وقَال آخرُونَ الغَيْظُ هو الكَمِينُ والغَضَبُ هو الظاهرُ . أو الغَضَبُ لِلْقَادِرِ والغَيْظُ لِلْعاجِزِ
غَاظَهُ يَغِيظُه غَيْظاً وهو غَائِظٌ وذلِكَ مَغِيظٌ في الصّحاح : قالتْ قُتَيْلَةُ بِنْتُ النَّضْرِ بنِ الحارِثِ وقَتَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَباهَا صَبْراً
ما كانَ ضَرَّكَ لَوْ مَنَنْتَ ورُبَّمَا ... مَنَّ الفَتَى وَهْوَ المَغِيظُ المُحْنَقُ فاغْتَاظَ اغْتِيَاظاً
وغَيَّظَه فتَغَيَّظَ وأَغَاظَهُ لُغَةٌ في غاظَهُ وأَنْكَرَهُ ابنُ السِّكِّيتِ وله تَبِعَ الجَوْهَرِيُّ فلَمْ يُجِزْ ذلِكَ وقالَ الزَّجّاجُ : لَيْسَتْ بالفَاشِيَةِ
وحَكَى ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعْرابِيّ : غَاظَهُ وأَغَاظَهُ وغَيَّظَهُ بمَعْنَىً واحِدٍ
وغَايَظَهُ فاغْتاظَ وتَغَيَّظ بمَعْنىً وَاحَدٍ
وتَغَيَّظَتِ الهَاجِرَةُ : اشْتَدَّ حَمْيُهَا وهو مَجَازٌ قال الأَخْطَلُ :
" طَفَتْ في الضُّحَى أَحْدَاجُ أَرْوَى كَأنَّهَاقُرىً مِنْ جُوَاثَى مُحْزَئلُّ نَخِيلُهَا
لَدُنْ غُدْوَة حَتَّى إِذا ما تَغَيَّظَتْ ... هَوَاجِرُ منْ شَعْبَانَ حَامٍ أَصِيلُهَا وغَيْظ : اسْمُ رَجُلٍ وهو ابْنُ مُرَّةَ بنِ عَوْفِ بنِ سَعْدِ بنِ ذُبْيَانَ بنِ بَغِيضِ بنِ رَيْثِ بنِ غَطْفَانَ . قال زُهَيْرُ بنُ أَبِي سُلْمَى :
سَعَى سَاعِيَا غَيْظِ بنِ مُرَّةَ بَعْدَمَا ... تَبَزَّل ما بَيْنَ العَشِيرَةِ بالدَّمِ سَاعِيَاهُ : هُمَا الحَارِثُ بنُ عَوْفٍ وهَرِمُ بنُ سِنَانِ بنِ أَبِي حارِثَةَ
وغَيَّاظٌ كَشَدَّادٍ : ابنُ مُصْعَبٍ رَجُلٌ مِنْ بَنِي ضَبَّةَ بنِ أُدَدَ . قال رُؤْبَةُ - ويُرْوَى للعَجَّاجِ - :
وسَيْف غَيَّاظٍ لَهُمْ غِناظَا ... نَعْلُو بهِ ذَا العَضَلِ الجَوّاظا ويُقَالُ : فَعَل ذلِكَ غِيَاظَكَ وغِيَاظَيْكَ بكَسْرِهِمَا كغِنَاظَيْكَ وقد تَقَدَّم
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : غَايَظَهُ مُغَايَظَةً : بَارَاهُ وغَالَبَهُ فَصَنَع مِثْلَ مَا يَصْنَعُ وهو مَجَازٌ . والمُغَايَظَةُ : فِعْلٌ في مُهْلةٍ أَو : فِعلُ مِنْهُمَا جَمِيعاً . وقَوْلُه تَعالَى : " تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ " أَيْ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ
وأَغْيَظُ الأَسْماءِ عند اللهِ مَلِكُ الأَمْلاكِ أيْ : أَشَدُّ أصْحَابِ هذِهِ الأَسْمَاءِ عُقُوبَةً . وقَوْلُه تَعَالَى : " سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً " أَيْ صَوْتَ غَلَيَانٍ قالَهُ الزَّجّاج
وغَيّاظُ بنُ الحُضَيْنِ بنِ المُنْذِر : أَحَدُ بَنِي عَمْرِو بنِ شَيْبَانَ الذُّهْلِي السَّدُوسِيّ وسَيَأْتي ذِكْرُ أَبِيهِ في ح ض ن . كان الحُضَيْنُ هذَا فارِساً صاحِبَ الرَّايَةِ بصِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وهُوَ القَائِلُ - في ابْنِهِ المَذْكُورِ - :
نَسِيٌّ لِمَا أُولِيتَ مِنْ صالِحٍ مَضَى ... وأَنْتَ لِتَأْدِيبٍ عَلَيَّ حَفِيظُ
تَلِينُ لأَهْلِ الغِلِّ والغَمْزِ مِنْهُمُ ... وأَنْتَ عَلَى أَهْلِ الصَّفاءِ غَليظُ
وسُمِّيتَ غَيَّاظاً ولَسْتَ بِغائظٍ ... عَدُواً ولكِنْ لِلصَّدِيقِ تَغِيظُ فلاَ حَفِظَ الرَّحْمنُ رُوحَكَ حَيَّةً ولا وَهْيَ فِي الأَرْواحِ حِينَ تَفِيظُ
عَدُوُّّكَ مَسْرُورٌ وذُو الوُدِّ بالَّذِي ... يَرَى مِنْكَ مِنْ غَيْظٍ عَلَيْكَ كَظِيظُ ويُقَالُ : البُرْمَةُ حَلِيمَةٌ مُغْتاظَة وهو مجَازٌ كما في الأَسَاسِ
فصل الفاءِ مع الظاءِ