الجَعْدُ من الشَّعَرِ : خِلاَفُ السَّبْطِ أَو هو القَصِيرُ منْه عن كُرَاع . جَعُدَ الشَّعرُ ككَرُمَ جُعُودةً بالضّمّ وجَعَادةً بالفتح وجَعِدَ بالكسر جَعَداً كذا في الأَفعال وتَجعَّدَ وجَعّدَه صاحبُه تجعيداً . وهو جَعْدُ الشَّعْرِ بَيِّنُ الجُعُودَةِ وهي بهاءٍ وجمْعها جِعَادٌ . قال مَعقِلُ بن خُوَيلد :
وسُودٌ جِعادٌ غِلاَظُ الرّقا ... بِمِثلَهُم يَرْهَبُ الرّاهِبُ وتُرَابٌ جَعْدٌ : نَدٍ وثَرىً جَعْدٌ مثل ثَعْد إِذا كان لَيِّناً . وجَعِدَ الثَّرَى وتَجَعَّد : تَقَبَّضَ وتَعقَّدَ . وحَيْسٌ جَعْدٌ ومُجَعَّدٌ كمُعَظَّمٍ : غَليظٌ غَير سَبطِ . أَنشد ابنُ الأَعرابيِّ :
خِذَامِيّة آدَتْ لها عَجْوَةُ القُرَى ... وتَخْلطُ بالمأْقُوطِ حَيْساً مُجَعَّدَا
رَمَاهَا بالقَبِيح يقول : هي مُخلِّطة لا تَختار مَنْ يُواصلها . ومن المجاز : رَجُلٌ جَعْدٌ أَي كَريمٌ جَوَادٌ كِنَايةٌ عن كَوْنه عرَبيّاً سَخِيّاً لأَنّ العَربَ مَوصوفون بالجُعودة كذا في الأَساس . ورَجلٌ جَعْدٌ : بَخيلٌ لَئيمٌ . فهو من الأَضداد وإِنْ لم يُنبِّه . وفي اللِّسان : الجَعْد إِذا ذُهِبَ به مَذْهَبَ المدْح فله مَعنيانِ مُستحبَّان : أَحدهما أَن يكون مَعصوبَ الجَوارِح شديدَ الأَسْرِ والخلْق غَيرَ مُسترْخٍ ولا مُضطَرب . والثاني أَن يكون شَعَرُه جَعْداً غَير سَبْطِ لأَنَّ سُبُوطَة الشَّعْرِ هي الغَالبةُ على شُعورِ العَجمِ من الرُّوم والفُرْس وجُعُودة الشَّعَرِ هي الغالبة على شُعور العَرَبِ . فإِذا مُدِحَ الرَّجُلُ بالجَعْد لم يَخرُجْ عن هذين المَعنيَين . وأَمَّا الجَعْد المذموم فله أَيضاً مَعنيان كلاهما مَنْفِيٌّ عمن يُمْدَح أَحدهما أَن يقال رَجلٌ جَعْدٌ إِذا كان قَصيراً مُتردِّدَ الخَلْق . والثّاني أَن يقال رَجُلٌ جَعْدٌ إِذا كان بَخِيلاً لَئيماً لا يَبِضُّ حَجَرُه . وإِذا قالوا رَجلٌ جَعْدٌ السُّبوطةِ فمَدحٌ إِلَّا أَن يكون قَطَطاً مُفَلْفَلاً كشَعر الزّنْجِ والنُّوبَة فهو حينئذ ذَمٌّ . وفي حديث المُلاعَنَة " إِنْ جاءَت به جَعْداً " قال ابن الأَثير : الجَعْد في صِفات الرِّجال يكون مَدْحاً وذَمَّاً ولم يذْكر ما أَرادَهُ النّبيّ صلَّى اللّه عليه وسلّم هل جاءَت به على صفة المدْح أَو الذَّمّ . كجَعْدِ اليَدَيْن وجَعْدِ الأَنامِلِ وهو البَخيلُ . قال الأَصمعيّ : زَعَمُوا أَنَّ الجَعْدَ السَّخيُّ . قال : ولا أَعرفُ ذلك والجَعْدُ البَخيلُ وهو معروف قال كثيِّر في السّخاءِ يمدح بعضَ الخلفاءِ :
إِلى الأَبيضِ الجَعْدِ ابنِ عاتِكةَ الّذي ... له فَضْلُ مُلْكٍ في البَرِيّة غالِب قال الأَزهريّ : وفي شِعر الأَنصار ذِكْرُ الجَعْدِ وُضِعَ مَوضِعَ المدْح أَبياتٌ كثيرة وهم من أَكثرِ الشُّعراءِ مَدْحاً بالجَعْد . ومن المَجاز : رَجلٌ جَعْدُ القَفَا إِذا كَانَ لَئيم الحَسَبِ . وفي المصباح يَرِد الجَعْدُ بمَعنَى الجَوادِ والكَريمِ والبَخيل واللَّئيم ويُقَابِل السَّبْط ويُوصف بقَططٍ كجَبَلٍ وكتِفٍ في الكُلّ . ومن المَجَاز رَجلٌ جَعْدٌ الأَصابعِ إِذا كان قَصيرهَا وجَعْد الجَنَان للبَخيل . والجُعُودة في الخَدّ : ضدُّ الأَسَالةِ وهو ذَمٌّ أَيضاً . يقال خَدٌّ جَعْدٌ أَي غَيرُ أَسِيل . وبَعيرٌ جَعْدٌ : كَثِيرُ الوَبَرِ وقد يُكنَى البَعيرُ بِأَبي الجَعْدِ . زَبَدٌ جَعْدٌ : مُتراكِبٌ مُجتمعٌ وذلك إِذا صار بعضُه فوق بعْضٍ على خَطْمِ البَعير أَو النَّاقَة يقال جَعْدُ اللُّغَام بالضّمّ إِذا كَان مُتَرَاكم الزَّبَدِ قال ذو الرُّمّة :
تَنْجُو إِذا جَعَلَت تَدْمَى أَخِشَّتُها ... واعْتمَّ بالزَّبَدِ الجَعْدِ الخَرَاطيمُ وأَبُو جَعْدَةَ وأَبو جَعَادَةَ بفتْح فيهما ويُضمّ في الأَخير أَيضاً : كُنْيَةُ الذِّئب وفي بعض النُّسخ كُنْيتَا الذِّئبِ وليس له بِنْتٌ تُسمَّى بذلك قال الكُمَيْت يَصفه :
ومُستَطْعِمٍ يُكنَى بغَير بَناتِهِ ... جَعلْتُ له حظّاً من الزّادِ أَوْفَرَا وقال عَبِيد بن الأَبرص :
وقالوا هي الخَمْرُ تُكنَى الطِّلا ... كما الذِّئبُ يُكنَى أَبا جَعْدَةِأَي كُنَيْتُه حسنةٌ وعمَلهُ منْكرٌ . أَبو عُبيد : يقول : الذَّئب وإِنْ كُنِيَ أَبا جَعْدةَ ونُوِّه بهذه الكُنْية فإِنّ فعْلَه غَيرُ حَسن وكذلك الطِّلا وإِن كَان خاثِراً فإِنَّ فِعْلَهُ فِعْلُ الخَمرِ لإِسكارِه شاربَه أَو كلامٌ هذا معناه . وقيل : كُنِيَ بهما لبُخْله من قولهم : فُلانٌ جَعْدُ اليَديْن إِذا كان بَخيلاً . نقلَه شيخنا . وبَنُو جَعْدَةَ : حَيٌّ من قَيس وهو أَبو حَيّ من العرب وهو جَعْدَةُ بن كَعْب ابن رَبيعةَ بنِ عامر بن صَعصعةَ منهم النّابغةُ الجَعْدِيُّ الشاعرُ المشهور وسيأْتي ذِكْر النَّوابِغِ في الغين إِن شاءَ اللّه تعالى . ومن المَجاز وَجْهٌ جَعْدٌ أَي مُستدِيرٌ قَلِيلُ المِلْح كذا في الأُصول وهو الصّواب وفي بعض النُّسخ اللَّحْم بدل المِلْح . والجَعْدَة : الرِّخْلُ بكسر الراءِ وسكون الخاءِ المعجمة وكَكَتِف : الأُنثَى من وَلَدِ الضَّأْن نقله الصّاغَانيّ . قيل : وبها كُنِيَ الذِّئب لأَنّه يَقْصِدها لضَعْفِها وطِيبها . كذا في مجمع الأَمثال . وقال النضْر : الجَعَادِيدُ والصَّعَارير شيْءٌ أَصْفَرُ غَليظٌ يابسٌ فيه رَخَاوَةٌ وبَلَلٌ كأَنّه جُبْنٌ يَخْرُج من الإِحْلِيل أَوَّلَ ما يَنتفتِحُ باللِّبَإِ مُدَحرجاً وقيل يَخرُج اللِّبَأُ أَوّلَ ما يَخرُجُ مُصَمِّغاً وفي التهذيب الجَعْدَة : ما بين صِمْغَيِ الجَدْيِ من اللِّبإِ عند الولادة . وسَمَّوْا جَعْداً وجُعيْداً وقيل هو الجُعَيد باللام . ومما يستدرك عليه : الجَعْد من الرِّجال : المُجتمِعُ بعضُه إِلى بَعض . والسَّبطُ : الذي ليس بمجتمِع . وقيل : الجَعْدُ : الخَفيفُ من الرِّجال . وناقةٌ جَعْدَةٌ : مُجتمعةُ الخَلْق شديدةٌ . وقَدَمٌ جَعْدةٌ : قصيرةٌ من لُؤْمها . وهو مَجاز . قال العجاج
" لا عاجِزَ الهَوْءِ ولا جَعْدَ القَدَمْ وصِلِّيَانٌ جَعْدٌ وبُهْمَي جَعْدَةٌ بالَغُوا بهما . والحَشيشَةُ تَنْبُتُ على شاطِىء الأَنهار وتَجْعُد . وقيل هي شَجرةٌ خضَراءُ تَنبُتُ في شِعَاب الجِبَالِ بنَجْد وقيل في القِيعَان . وقال أَبو حنيفَةَ : الجَعْدَةُ خَضْرَاءُ وغَبراءُ تَنبُت في الجِبَال لها رَعْثةٌ مثْل رَعْثَةِ الديكِ طَيِّبَةُ الرِّيحِ تَنبُت في الرَّبِيع وتَيْبَس في الشِّتَاءِ وهي من البُقول تُحشَى بها المَرافِقُ . قال الأَزهريّ : الجَعْدَة بقْلةٌ بَرِّيّة لا تَنبُتُ على شُطوط الأَنهارِ وليس لهَا رَعْثَةٌ . قال : وقال النَّضْر بن شُمَيل : هي شَجَرةٌ طيِّبَةُ الريح خَضراءُ لها قُضُبٌ في أَطْرافها ثمرٌ أَبيضُ تُحْشَى بها الوسائدُ لطِيبِ رِيحها إِلى المَرارة ما هي وهي جَهِيدةٌ يَصلُح عليها المالُ واحدتُها وجَماعَتُها جَعْدةٌ . وفي حاشية شيخنا : الجَعْدةُ نَبْتةٌ طَيِّبةُ الرائِحةِ تَنبُت في الرَّبيعِ وتجِفٌّ سريعاً . وكذا الذّئب وإِن شَرُفَ بالكُنْية فإِنه يَغدِر سَريعاً ولا يَبقَى على حالةٍ واحدةٍ . وجُعَادَةُ : قبيلةٌ . قال جرير :
الخَصْلَةُ : الخَلَّةُ نقله الصاغانيُّ . أيضاً : الفَضِيلَةُ والرَّذِيلَةُ تكون في الإِنسان . أو قد غَلَبَ على الفَضِيلةِ كما في المُحكَم . وقال الأزهريّ : الخَصلَةُ : حالاتُ الأُمورِ . ج : خِصالٌ بالكسر تقول : فُلانٌ في خَصْلة حَسَنةٍ وخَصْلة قَبِيحة وخِصالٍ وخَصَلاتٍ ...
الخَصْلَةُ : الخَلَّةُ نقله الصاغانيُّ . أيضاً : الفَضِيلَةُ والرَّذِيلَةُ تكون في الإِنسان . أو قد غَلَبَ على الفَضِيلةِ كما في المُحكَم . وقال الأزهريّ : الخَصلَةُ : حالاتُ الأُمورِ . ج : خِصالٌ بالكسر تقول : فُلانٌ في خَصْلة حَسَنةٍ وخَصْلة قَبِيحة وخِصالٍ وخَصَلاتٍ كريمة . الخَصْلَةُ : إصابَةُ القِرطاسِ با لرَمْي . أو هو أن يَقَع السَّهمُ بلِزْقِ القِرطاس كالخَصْلِ عن اللّيث . قال : ومَن قال : الخَصْلُ : الإِصابةُ فقد أخطأ . قال : وخَصْلَتانِ في النِّضال تُحْسَبُ مُقَرْطِسَةً وفي التهذيب : وإذا تَناضَلُوا عن سَبَقٍ حَسَبُوا خَصْلَتيْن مُقَرطِسَةً . وقال بعضُ أعراب بني كِلاب : الخَصْلُ : ما وقَع قريباً مِن القِرطاس وكانوا يَعُدُّون خَصْلَتيْن مُقَرطِسَةً . وقد أخْصَلَ الرامِي : إذا أصابَ . الخَصْلَةُ : العُنْقُودُ أيضاً : عُودٌ فيه شَوْكٌ ويُضَمّانِ . أيضاً : طَرَفُ القَضِيبِ الرَّطْبُ اللَّينُّ . قيل : هو ما رَخُصَ مِن قُضْبانِ العُرْفُط ويُحرَّك فيهما أو ليس إلاَّ مُحَرَّكةً . وفي التهذيب : كُلُّ غُصْنٍ ناعمٍ مِن أغصان الشَّجرة : خَصْلَةٌ . قال : الخُصْلَةُ بالضّم : الشَّعَرُ المُجتَمِعُ أو القَلِيلَةُ منه جَمْعُه : خُصَلٌ قال لَبِيدٌ :
" تَتَّقِيني بتَلِيِلِ ذي خُصَلْ كالخَصِيلَةِ كسَفِينِةِ وهي الفَلِيلةُ مِن الشَّعَر كما في المُحكَم . الخُصْلَةُ : العُضْوُ مِن اللَّحم . وتَخاصَلُوا : أي تَراهَنُوا علَى النِّضال نقلَه ابنُ سِيدَه وقال الأزهريّ : أي تَسابَقُوا . وأَحْرَزَ خَصْلَه وأصابَ خَصْلَه : غَلَبَ على الرِّهان . والخَصْلُ في النِّضال : هو الخَطَرُ الذي يُخاطَرُ عليه . في حديث ابنِ عُمَر " أنه كان يَرمِي فإذا أصابَ خَصْلَةً قال : أنا بِها أنا بِها " قال الصاغانيّ : الخَصْلَةُ : المَرَّةُ مِن الخَصْلِ وهو الغَلَبَةُ في النِّضال . يقال : خَصَلَهُم خَصْلاً وخِصالاً بالكسر : أي فَضَلَهُم كأنه على : خاصَلْتُهُم فخَصَلْتُهم كناضَلْتُهم فنَضَلْتُهم ومنه قولُ الكُمَيت يمدَحُ مَسلَمةَ بنَ عبدِ الملك :
سَبقْتَ إلى الخَيراتِ كُلَّ مُناضِل ... وأحْرزْتَ بالعَشْرِ الوِلاءِ خِصالَها خَصَلَ الشيء خَصْلاً : قَطَعَهُ وكذلك فَصَلَهُ . الخَصِيلُ كأَمِيرٍ : المَقْمُورُ . أيضاً : الذَّنَبُ وفي بعض النُّسَخ : " الذِّنْب وهو غَلطٌ قال ذو الرُّمَّة :
وفَرْدٍ يُطِيرُ البَقَّ عِندَ خَصِيلِهِ ... بِذَب كنَفْضِ الرِّيحِ آلَ السُّرادِقِ أراد بالفَردِ الثَّورَ المُنفَرِدَ وآلُهُ : شَخْصُه . الخَصِيلَةُ بِهاءٍ : القِطْعةُ مِن اللَّحم صَغُرتْ أو عَظُمَتْ كما في المحكَم . أو كُلُّ لَحمةٍ علَى حَيِّزِها مِن لَحمِ الفَخِذَيْن والعَضُدَين والذِّراعَين وفي التهذيب : والسَّاقَيْن والسّاعِدَين . وقيل : لَحمةُ الفَخِذ . وقيل : الطَّفْطَفَةُ . أو كُلُّ عَصَبَةٍ فيها لَحْمٌ غَليظٌ خَصِيلَةٌ . وفي العُباب : كُلُّ لَحْمةٍ استطالَتْ وخالَطَتْ عَصَباً . وكتَب عبدُ الملِك إلى الحَجّاج : إني قد استعملتُك على العِراقَينْ صَدْمَةً فاخرُجْ إليهما كَمِيشَ الإزارِ شَدِيدَ العِذارِ مُنْطَوِيَ الخَصِيلَةِ قَليلَ الثَّمِيلة غِرارَ النَّوم طَويلَ اليَوْم . ج : خَصِيلٌ وخَصائِلُ . وصفَ بعضُهم فرَساً فقال : إنه سَبطُ الخَصِيلِ وهَواهُ الصَّهِيل . ورُّبما استُعمِل في الإِنسان قال :
يَبِيتُ أبو لَيلَى دَفِيئاً وضَيفُهُ ... مِن القُرِّ يُضحِي مُسْتَخَفّاً خَصائِلُهْ
والمِخْصالُ : المِنْجَلُ وقال ابنُ عَبّاد : ما تُخَصَّلُ به فُروعُ الشَّجرِ كالفأس . المِخْصَلُ كمِنْبِرِ : السَّيفُ القَطَّاعُ كالمِقْصَل . وفي المحكَم : القَطَّاعُ مِن السُّيوفِ وغيرِها وكذلك المِخْذَمُ عن ابنِ الأعرابيّ وأبي عُبيد . وقال في المُخَصَّص عن أبي عبيد : المِخْضَلُ بالمُعجَمة والضاد : تَصحيفٌ . قلت : وأثبته أبو حَيَّانَ وغيرُه كما سيأتي . وخَصَّلَهُ تَخْصِيلاً : جَعَله قِطًعَا كما في المُحكَم . خَصَّلَ الشَّجَرَ تَخْصِيلاً : شَذَّبَهُ وقَطع أغصانَه قال مُزاحِمٌ العُقَيليّ :
كما صاحَ جَوْنَا ضالَتَينْ تَلاقَيَا ... كَحِيلانِ في أَعْلَى ذُرًى لم تُخَصَّلِ أراد بالجَوْنَينْ صُرَدَيْنِ أخْضَرَيْن . خَصَّلَ البَعِيرَ : قَطَعَ له الخُصْلَةَ وهو من أغصان الشَّجر ما رَخُصَ ولانَ . خُصَيلَةُ كجُهَينَةَ هي بِنتُ واثِلَةَ بنِ الأَسْقَع رضي الله عنه رَوتْ عن أبيها وأبوها مِن أصحابِ الصُّفَّة . وبَنُو خُصَيلَةَ : بُطَينٌ مِن العَرب عن ابن درَيد . والخُصالَةُ بالضمّ لُغَةٌ في الحُصالَةِ لقَصائرِ الحِنْطَةِ وما فيها من الأَخْلاط والحاءُ فيه أَعْرفُ . والتركيبُ يدلُّ على القَطْعِ أو القِطْعةِ من الشيء ثم يُحْمَلُ عليه تَشبيهاً ومَجازاً
ومما يُسْتَدرَك عليه : المُخاصَلَةُ : المُنَاضَلَةُ . والخُصَلُ : أطرافُ الشَّجرِ المُتدلِّيةُ . وخَصَلْتُ الرجُلَ وخَسَلْتُه : أي رَذَلْتُه عن ابن عبّاد . وأبو الخِصالِ : مِن كُناهُم . وخُصَيْلٌ كُزبَيرٍ : مَوضِعٌ بالشام . وخَيْصَلٌ كصَيقَلٍ : مَوضِعٌ في جِبال هُذَيل عند ماءٍ قاله نَصْرٌ
الصِّغَرُ كعِنبَ : ضِدُّ الكِبَر . وفي المحكم : الِّغَرُ والصَّغَارَةُ بالفتْح : خِلافُ العظَمِ . أَو الأُولَى أي الصِّغَر في الجِرْمِ والثانِيَة أَي الصَّغَارَةُ في القَدْرِ . يقال : صَغُرَ ككَرُمَ وفَرِحَ صَغَارَةً بالفتح وصِغَراً كعِنب كلاهما مصدر الأول وصَغَراً مُحَرَّكةً وصُغْرَاناً بالضَّمِّ . الأخِيرانِ عن ابنِ الأعرابيّ وهما مَصَادِرُ الثاني فهو صَغِيرٌ كأمير وصُغَارٌ وصُغْرانٌ بضمِّهما ج صِغَارٌ بالكسر قال سيبويه : وافق الذين يَقُولون فَعِيل الذين يقولون فُعَال لاعْتِقابِهما كثيراً ولم يقولوا صُغَرَاءَ استغْنوْا عنه بفِعَال قد جُمع الصّغِيرُ في الشِّعر على صُغَرَاءَ أَنشد أَبو عمرو :
ولِلْكُبَراءِ أَكْلٌ حيثُ شاءُوا ... وللصُّغرَاءِ أَكْلٌ واقْتِثامُ
ومَصْغُوراءُ اسمٌ للجَمْع . وأَصَاغِرُ : جمْعُ أَصْغر نحو الجَوارِبِ والكرابِجِ كالأصاغِرِةِ بالهاءِ لأنّ الأَصْغَرَ لما خَرَجَ على بناءِ القَشْعَمِ وكانوا يقولون القَشاعِمةَ ألحَقُوه الهاءَ قاله ابنُ سِيدَه قال : وإِنما حَمَلهُم على تَكْسِيره أَنه لم يَتَمَكنّ في بابِ الصِّفَةِ . والصُّغْرَى : تأْنِيثُ الأَصْغَرِ والجمع الصُّغَرُ . قال سيبويه : لا يقال : نسْوَةٌ صُغَرُ ولا يُقال : قومٌ أَصاغِرُ إِلا بالأَلف واللام قال : سمعنا العربَ تقول : الأَصَاغِر وإِن شِئْتَ قلت : الأَصْغَرُونَ . وصَغَّرَه تَصْغِيراً وأَصْغَرَه أي جَعَله صَغِيراً . وتَصْغِيرُه أي الصَّغِير صُغَيِّرٌ وصُغَيِّرٌ كدُرَيْهِمٍ ودُنَيْنِير الأُولى على القِياس والأُخرى عبى غير قياس حكاها سِيبويهِ قلْت : ومن أَمثلة التَّصْغِير فُعَيْل كفُلَيْس . وفي اللسان : والتَّصْغِير فُعيل كفُلَيس . وفي اللسان : والتَّصْغِير للأسمِ والنَّعْتِ يجئءُ لمعَانٍ شَتَّى : منه ما يَجِيءُ للتَّعْظِيم لها وهو معَنى قولِهِ : فأَصابَتها سُنَيَّةٌ حَمْرَاءُ وكذلك قول الأنصاريّ : " أنا جُذَيْلُها المُحكُ وعُذَيْقُها المُرَجّبُ . ومنها ما يَجيءُ للتَّحْقِير في غيرِ المُخاطب وليس له نَقْص في ذاتِه كقولهم : هَلَكَ القومُ إِلاّ أَهْلَ بُيَيْت . وذَهَبَت الدَارهمُ إلا دُرَيْهِماً . ومنها ما يَجيءُ للذَّمّ كقولهم : يا فُوَيْسِقُ . ومنها ما يَجيءُ للعَطْفِ والشَّفَقَةِ نحو يا بُنَيَّ ويا أخَيَّ ومنه قول عُمر : وهو صُدَيِّقِي أي أَخصُّ أصدقائي . ومنها ما يَجيء بمعنى التَّقريب كقولهم : دُوَيْنَ الحَائطِ وقُبيل الصُّبْحِ . ومنها ما يجِيءُ للمَدح كقول عُمَرَ لعْبدِ الله كُنَيْفٌ مُلِيءَ عِلْماً . انتهى . وفي حديث عَمْرو بن دِنار " قُلْتُ لعُرْوَةَ : كمِ لَبِثَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بَمَكَّةَ ؟ قال : عَشْراً قلْت : فابنُ عّباسٍ يقول : بِضْعَ عَشْرَةَ سَنةً قال عروة : فصَغَّرَه " أي اسْتَصْغَرَ سِنةُ عن ضَبْطِ ذلك . وأَرْضٌ مُصْغِرَة كمُكْرِمَة : نَبْتُها صَغِيرٌ لم يَطُلْ وقد أَصْغَرَتْ . قولهم : فُلانٌ صِغْرَتُهُمْ بالكسرِ أَي أَصْغَرُهُمْ وكذا فُلانٌ صِغْرَةُ أَبَوَيْه وصِغْرَةُ وَلَدِ أَبَوَيَه . أي أصغَرُهم وهو كِبْرَةُ وَلَدِ أبَويْه أي أكْبَرُهمُ
ويقول صَبيُّ من صِبْيَانِ العَرَب إذا نُهِيَ عن اللّعب : أنا منَ الصِّغْرَةِ أي من الصِّغارِ . وحكَى ابنُ الأعرابيّ : ما صَغَرَني إلا بسَنَةٍ هو كنَصَرَ أي ما صَغُرَ عنّي إلا بسَنَةٍ . والصّاغِرُ : الرّاضِي بالذُّلِّ والضَّيْم ج صَغَرَةٌ ككَتَبَةٍ . وقد صَغُرَ ككَرُمَ صِغَاراً كعِنبٍ وصَغَاراً وصَغَارَةً بفتحهما وصُغْرَاناً وصُغْراً بضمِّهما إذا رَضيَ بالضَّيْمِ وأقَرَّ به . وفاته من المصادر : الصَّغَرُ محرَّكَةً يقال : قُمْ : على صُغْرِكَ وصَغَرِك . قال الله تعالى " حتَّى يُعْطُوا الجِزْيَةَ عن يَدٍ وهُمْ صاغِرُونَ " أي أذَلاّءُ وقوله عزّ وجَلّ " سَيُصيبُ الذينَ أجْرَمُوا صَغَارٌ عندَ اللهِ " أي مَذَلَّةٌ والصَّغارُ : مصدرُ الصَّغيرِ في القَدْرِ . وأصْغَرَه : جَعَلَه صَاغِراً أي ذَليلاً . وتَصَاغَرَت إليهِ نَفْسُه : صَغَرَتْ وتَحاقَرَتْ ذُلاًّ ومَهَانَةً
وفي الأساس : تَصاغَرَتْ إليه نَفْسُه : صَارَت صَغيِرةَ الشَّأنِ ذُلاٍّ ومَهَانةً . وصَغُرَت الشَّمْسُ : مالتْ للغُرُوبِ عن ثعلب . قال ابنُ السِّكِّيتِ : من الأمثالِ : " المرءُ بإصْغَرَيْه " الأصْغَرانِ : القَلْبُ واللِّسانُ ومعناه أنّ المَرْءَ يَعْلُو الأُمورَ ويضْبُطُها بجَنَانِه ولسانِه . وارْتَبَعُوا لِيُصْغُروا أي يُوَلِّدُوا الأصاغرَ أورده الصّاغانيّ في التكملة . وصَغْرَانُ كسَحْبَانَ : ع قاله ابن دُرَيْد . وصُغْرانُ بالضَّمِّ : اسمٌ . وأصْغَرَ القِرْبَةَ : خَرَزَها صَغيرةً قال بعضُ الأغْفالِ :
شُلَّتْ بَدا فَارِيَةٍ فَرَتْها ... لو خَافِت النَّزْعَ لأصْغَرَتْهاقال الصَّاغانيّ : الرجزُ لصَريعِ الرُّكْبان واسمُه جُعَلٌ . واسْتصْغَرَه أي اسْتصْغَرَ سِنَّه أي عَدَّه صَغيراً كصَغَّرَه . وفي الحديثِ : " إذا قُلْتَ ذلك تَصَاغَرَ حتّى يكونَ مثل الذُّباب " يعني الشيطانَ أي تحاقَرَ وذَلَّ وامَّحَقَ . وسَمَّوْا صَغيراً وصَغِيرةَ . وحاتِمُ بن أبي صَغِيرةَ : محدِّث . ومما يستدرك عليه : الإصْغَارُ من حَنِينِ النّاقةِ : خلافُ الإكْبارِ وهو مجاز قالت الخَنْسَاءُ :