معنى حدث و لا حرج في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الحَدِيثُ نقيضُ
القديم والحُدُوث نقيضُ القُدْمةِ حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً
وأَحْدَثه هو فهو مُحْدَثٌ وحَديث وكذلك اسْتَحدثه وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ
وحَدُث ولا يقال حَدُث بالضم إِلاَّ مع قَدُم كأَنه إِتباع ومثله كثير وقال
الجوهري لا يُ
الحَدِيثُ نقيضُ
القديم والحُدُوث نقيضُ القُدْمةِ حَدَثَ الشيءُ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحَداثةً
وأَحْدَثه هو فهو مُحْدَثٌ وحَديث وكذلك اسْتَحدثه وأَخذني من ذلك ما قَدُمَ
وحَدُث ولا يقال حَدُث بالضم إِلاَّ مع قَدُم كأَنه إِتباع ومثله كثير وقال
الجوهري لا يُضَمُّ حَدُثَ في شيء من الكلام إِلا في هذا الموضع وذلك لمكان قَدُمَ
على الازْدواج وفي حديث ابن مسعود أَنه سَلَّمَ عليه وهو يصلي فلم يَرُدَّ عليه
السلامَ قال فأَخذني ما قَدُمَ وما حَدُث يعْني همومه وأَفكارَه القديمةَ
والحديثةَ يقال حَدَثَ الشيءُ فإِذا قُرِن بقَدُم ضُمَّ للازْدواج والحُدُوثُ كونُ
شيء لم يكن وأَحْدَثَه اللهُ فَحَدَثَ وحَدَثَ أَمرٌ أَي وَقَع ومُحْدَثاتُ
الأُمور ما ابتدَعه أَهلُ الأَهْواء من الأَشياء التي كان السَّلَف الصالحُ على
غيرها وفي الحديث إِياكم ومُحْدَثاتِ الأُمور جمعُ مُحْدَثَةٍ بالفتح وهي ما لم
يكن مَعْرُوفاً في كتاب ولا سُنَّة ولا إِجماع وفي حديث بني قُرَيظَة لم يَقْتُلْ من
نسائهم إِلا امْرأَةً واحدةً كانتْ أَحْدَثَتْ حَدَثاً قيل حَدَثُها أَنها سَمَّتِ
النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقال النبي صلى الله عليه وسلم كلُّ مُحْدَثَةٍ
بدْعَةٌ وكلُّ بِدْعةٍ ضَلالةٌ وفي حديث المدينة من أَحْدَثَ فيها حَدَثاً أَو
آوَى مُحْدِثاً الحَدَثُ الأَمْرُ الحادِثُ المُنْكَرُ الذي ليس بمعتادٍ ولا معروف
في السُّنَّة والمُحْدِثُ يُروى بكسر الدال وفتحها على الفاعل والمفعول فمعنى
الكسر مَن نَصَرَ جانياً وآواه وأَجاره من خَصْمه وحال بينه وبين أَن يَقْتَضَّ
منه وبالفتح هو الأَمْرُ المُبْتَدَعُ نَفْسُه ويكون معنى الإِيواء فيه الرضا به
والصبر عليه فإِنه إِذا رَضِيَ بالبِدْعة وأَقرّ فاعلَها ولم ينكرها عليه فقد آواه
واسْتَحْدَثْتُ خَبَراً أَي وَجَدْتُ خَبَراً جديداً قال ذو الرمة أَسْتَحْدَثَ
الرَّكْبُ عن أَشْياعهم خَبَراً أَم راجَعَ القَلْبَ من أَطْرابه طَرَبُ ؟ وكان
ذلك في حِدْثانِ أَمْرِ كذا أَي في حُدُوثه وأَخذَ الأَمْر بحِدْثانِه وحَدَاثَته
أَي بأَوّله وابتدائه وفي حديث عائشة رضي الله عنها لولا حِدْثانُ قَوْمِك
بالكُفْر لَهَدَمْتُ الكعبةَ وبَنَيْتُها حِدْثانُ الشيء بالكسر أَوّلهُ وهو مصدر
حَدَثَ يَحْدُثُ حُدُوثاً وحِدْثاناً والمراد به قُرْبُ عهدهم بالكفر والخروج منه
والدُّخولِ في الإِسلام وأَنه لم يتمكن الدينُ من قلوبهم فلو هَدَمْتُ الكعبة
وغَيَّرْتُها ربما نَفَرُوا من ذلك وفي حديث حُنَين إِني لأُعْطِي رجالاً حَديثِي
عَهْدٍ بكفر أَتَأَلَّفُهم وهو جمعُ صحةٍ لحديثٍ وهو فعيل بمعنى فاعل ومنه الحديث
أُناسٌ حَديثةٌ أَسنانُهم حَداثةُ السِّنِّ كناية عن الشَّباب وأَوّلِ العمر ومنه
حديثُ أُم الفَضْل زَعَمَت امرأَتي الأُولى أَنها أَرْضَعَت امرأَتي الحُدْثى هي
تأْنيثُ الأَحْدَث يريد المرأَة التي تَزَوَّجَها بعد الأُولى وحَدَثانُ الدَّهْر
( * قوله « وحدثان الدهر إلخ » كذا ضبط بفتحات في الصحاح والمحكم والتهذيب
والتكملة والنهاية وصرح به صاحب المختار فقول المجد ومن الدهر نوبه صوابه والحدثان
بفتحات من الدهر نوبه إلخ ليوافق أصوله ولكن نشأ له ذلك من الاختصار ويؤيد ما
قلناه أنه قال في آخر المادة وأوس بن الحدثان محركة صحابي فقال شارحه منقول من
حدثان الدهر أَي صروفه ونوائبه نعوذ بالله منها ) وحَوادِثُه نُوَبُه وما يَحْدُث
منه واحدُها حادِثٌ وكذلك أَحْداثُه واحِدُها حَدَثٌ الأَزهري الحَدَثُ من
أَحْداثِ الدَّهْرِ شِبْهُ النازلة والأَحْداثُ الأَمْطارُ الحادثةُ في أَوّل
السنة قال الشاعر تَرَوَّى من الأَحْداثِ حتى تَلاحَقَتْ طَرائقُه واهتَزَّ
بالشِّرْشِرِ المَكْرُ أَي مع الشِّرْشِر فأَما قول الأَعشى فإِمَّا تَرَيْني ولِي
لِمَّةٌ فإِنَّ الحَوادث أَوْدى بها فإِنه حذف للضرورة وذلك لمَكان الحاجة إِلى
الرِّدْف وأَما أَبو علي الفارسي فذهب إِلى أَنه وضع الحَوادِثَ موضع الحَدَثانِ
كما وَضَع الآخرُ الحَدَثانَ موضعَ الحوادث في قوله أَلا هَلَكَ الشِّهابُ
المُسْتَنِيرُ ومِدْرَهُنا الكَمِيُّ إِذا نُغِيرُ ووَهَّابُ المِئِينَ إِذا
أَلَمَّتْ بنا الحَدَثانُ والحامي النَّصُورُ الأَزهري وربما أَنَّثت العربُ
الحَدَثانَ يذهبون به إِلى الحَوادث وأَنشد الفراءُ هذين البيتين أَيضاً وقال
عِوَضَ قوله ووهَّابُ المِئين وحَمَّالُ المِئين قال وقال الفراءُ تقول العرب
أَهلكتْنا الحَدَثانُ قال وأَما حِدْثانُ الشَّباب فبكسر الحاءِ وسكون الدال قال
أَبو عمرو الشَّيباني تقول أَتيته في رُبَّى شَبابه ورُبَّانِ شَبابه وحُدْثى
شبابه وحديثِ شبابه وحِدْثان شبابه بمعنى واحد قال الجوهري الحَدَثُ والحُدْثى
والحادِثَةُ والحَدَثانُ كله بمعنى والحَدَثان الفَأْسُ على التشبيه بحَدَثان الدَّهْر
قال ابن سيده ولم يَقُلْهُ أَحَدٌ أَنشد أَبو حنيفة وجَوْنٌ تَزْلَقُ الحَدَثانُ
فيه إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجابا الأَزهري أَراد بِجَوْنٍ جَبَلاً وقوله أَجابا
يعني صَدى الجَبل يَسْمَعُه والحَدَثانُ الفأْس التي لها رأْس واحدة وسمى سيبويه
المَصْدَر حَدَثاً لأَن المصادرَ كلَّها أَعراضٌ حادِثة وكَسَّره على أَحْداثٍ قال
وأَما الأَفْعال فأَمثلةٌ أُخِذَتْ من أَحْداثِ الأَسماء الأَزهري شابٌّ حَدَث
فَتِيُّ السِّنِّ ابن سيده ورجل حَدَثُ السِّنِّ وحَديثُها بيِّن الحَداثة
والحُدُوثة ورجال أَحْداثُ السِّنِّ وحُِدْثانُها وحُدَثاؤُها ويقال هؤُلاء قومٌ
حُِدْثانٌ جمعُ حَدَثٍ وهو الفَتِيُّ السِّنِّ الجوهري ورجلٌ حَدَثٌ أَي شابٌّ
فإِن ذكرت السِّنَّ قلت حديث السِّنِّ وهؤلاءِ غلمانٌ حُدْثانٌ أَي أَحْداثٌ وكلُّ
فَتِيٍّ من الناس والدوابِّ والإِبل حَدَثٌ والأُنثى حَدَثةٌ واستعمل ابن
الأَعرابي الحَدَثَ في الوَعِل فقال إِذا كان الوَعِلُ حَدَثاً فهو صَدَعٌ
والحديثُ الجديدُ من الأَشياء والحديث الخَبَرُ يأْتي على القليل والكثير والجمع
أَحاديثُ كقطيع وأَقاطِيعَ وهو شاذٌّ على غير قياس وقد قالوا في جمعه حِدْثانٌ
وحُدْثانٌ وهو قليل أَنشد الأَصمعي تُلَهِّي المَرْءَ بالحِدْثانِ لَهْواً
وتَحْدِجُه كما حُدِجَ المُطِيقُ وبالحُدْثانِ أَيضاً ورواه ابن الأَعرابي
بالحَدَثانِ وفسره فقال ِْذا أَصابه حَدَثانُ الدَّهْرِ من مَصائِبه ومَرارِئه
أَلْهَتْه بدَلِّها وحَدِيثها عن ذلك وقوله تعالى إِن لم يُؤْمِنوا بهذا الحديث
أَسَفاً عنى بالحديث القرآن عن الزجاج والحديثُ ما يُحَدِّثُ به المُحَدِّثُ
تَحْديثاً وقد حَدَّثه الحديثَ وحَدَّثَه به الجوهري المُحادثة والتَّحادُث
والتَّحَدُّثُ والتَّحْديثُ معروفات ابن سيده وقول سيبويه في تعليل قولهم لا
تأْتيني فتُحَدِّثَني قال كأَنك قلت ليس يكونُ منك إِتيانٌ فحديثٌ غِنما أَراد
فتَحْديثٌ فوَضَع الاسم موضع المصدر لأَن مصدر حَدَّث إِنما هو التحديثُ فأَما
الحديثُ فليس بمصدر وقوله تعالى وأَما بنِعْمةِ ربك فَحَدِّثْ أَي بَلِّغْ ما
أُرْسِلْتَ به وحَدِّث بالنبوّة التي آتاك اللهُ وهي أَجلُّ النِّعَم وسمعت
حِدِّيثى حَسنَةً مثل خِطِّيبيى أَي حَديثاً والأُحْدُوثةُ ما حُدِّثَ به الجوهري
قال الفراءُ نُرى أَن واحد الأَحاديث أُحْدُوثة ثم جعلوه جمعاً للحَديث قال ابن
بري ليس الأَمر كما زعم الفراءُ لأَن الأُحْدُوثةَ بمعنى الأُعْجوبة يقال قد صار
فلانٌ أُحْدُوثةً فأَما أَحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فلا يكون واحدها إِلا
حَديثاً ولا يكون أُحْدوثةً قال وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاءَ جمعه على غير
واحده المستعمل كعَرُوض وأَعاريضَ وباطل وأَباطِيل وفي حديث فاطمة عليها السلام
أَنها جاءَت إِلى النبي صلى الله عليه وسلم فوَجَدَتْ عنجه حُدّاثاً أَي جماعة
يَتَحَدَّثُون وهو جمع على غير قياس حملاً على نظيره نحو سامِرٍ وسُمَّارٍ فإِن
السُّمّارَ المُحَدِّثون وفي الحديث يَبْعَثُ اللهُ السَّحابَ فيَضْحَكُ أَحْسَنَ
الضَّحِكِ ويَتَحَدَّث أَحْسَن الحَديث قال ابن الأَثير جاءَ في الخبر أَن حَديثَه
الرَّعْدُ وضَحِكَه البَرْقُ وشَبَّهه بالحديث لأَنه يُخْبِر عن المطر وقُرْبِ
مجيئه فصار كالمُحَدِّث به ومنه قول نُصَيْب فعاجُوا فأَثْنَوْا بالذي أَنتَ
أَهْلُه ولو سَكَتُوا أَثْنَتْ عليكَ الحَقائبُ وهو كثير في كلامهم ويجوز أَن يكون
أَراد بالضحك افْتِرارَ الأَرض بالنبات وظهور الأَزْهار وبالحديث ما يَتَحدَّثُ به
الناسُ في صفة النبات وذِكْرِه ويسمى هذا النوعُ في علم البيان المجازَ
التَّعْليقِيَّ وهو من أَحْسَن أَنواعه ورجل حَدِثٌ وحَدُثٌ وحِدْثٌ وحِدِّيثٌ
ومُحَدِّثٌ بمعنى واحد كثيرُ الحَديثِ حَسَنُ السِّياق له كلُّ هذا على النَّسَب
ونحوه والأَحاديثُ في الفقه وغيره معروفة ويقال صار فلانٌ أُحْدُوثةً أَي أَكثروا
فيه الأَحاديثَ وفلانٌ حِدْثُك أَي مُحَدِّثُك والقومُ يَتحادَثُون ويَتَحَدَّثُون
وتركت البلادَ تَحَدَّثُ أَي تَسْمَعُ فيها دَويّاً حكاه ابن سيده عن ثعلب ورجل
حِدِّيثٌ مثال فِسِّيق أَي كثيرُ الحَديث ورجل حِدْثُ مُلوك بكسر الحاءِ إِذا كان
صاحبَ حَدِيثهم وسَمَرِهِم وحِدْثُ نساءٍ يَتَحَدَّثُ إِليهنّ كقولك تِبْعُ نساءٍ
وزيرُ نساءٍ وتقول افْعَلْ ذلك الأَمْر بحِدْثانِه وبحَدَثانه أَي أَوّله
وطَراءَته ويقال للرجل الصادق الظَّنِّ مُحَدَّثٌ بفتح الدال مشدَّدة وفي الحديث
قد كان في الأُمم مُحَدَّثون فإِن يكن في أُمتي أَحَدٌ فعُمَرُ بن الخطاب جاءَ في
الحديث تفسيره أَنهم المُلْهَمُون والمُلْهَم هو الذي يُلْقَى في نفسه الشيءُ
فيُخْبِرُ به حَدْساً وفِراسةً وهو نوعٌ يَخُصُّ اللهُ به مَن يشاءُ من عباده
الذين اصْطَفى مثل عُمر كأَنهم حُدِّثوا بشيءٍ فقالوه ومُحادَثةُ السيف جِلاؤُه
وأَحْدَثَ الرجلُ سَيْفَه وحادَثَه إِذا جَلاه وفي حديث الحسن حادِثُوا هذه
القُلوبَ بذكر الله فإِنها سريعةُ الدُّثورِ معناه اجْلُوها بالمَواعظ واغْسِلُوا
الدَّرَنَ عنها وشَوِّقُوها حتى تَنْفُوا عنها الطَّبَع والصَّدَأَ الذي تَراكَبَ
عليها من الذنوب وتَعاهَدُوها بذلك كما يُحادَثُ السيفُ بالصِّقالِ قال لبيد
كنَّصْلِ السَّيْف حُودِث بالصِّقال والحَدَثُ الإِبْداءُ وقد أَحْدَث منَ الحَدَثِ
ويقال أَحْدَثَ الرجلُ إِذا صَلَّعَ أَو فَصَّعَ وخَضَفَ أَيَّ ذلك فَعَلَ فهو
مُحْدِثٌ قال وأَحْدَثَ الرجلُ وأَحْدَثَتِ المرأَةُ إِذا زَنَيا يُكنى
بالإِحْداثِ عن الزنا والحَدَثُ مِثْل الوَليِّ وأَرضٌ مَحْدُوثة أَصابها الحَدَثُ
والحَدَثُ موضع متصل ببلاد الرُّوم مؤَنثة
معنى
في قاموس معاجم
الحِرْجُ
والحَرَجُ الإِثمُ والحارجُ الآثم قال ابن سيده أُراه على النسب لأَنه لا فعل له
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ الكافُّ عن الإِثم وقولهم رجل مُتَحَرِّجٌ
كقولهم رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ
والحُوبَ و
الحِرْجُ
والحَرَجُ الإِثمُ والحارجُ الآثم قال ابن سيده أُراه على النسب لأَنه لا فعل له
والحَرَجُ والحَرِجُ والمُتَحَرِّجُ الكافُّ عن الإِثم وقولهم رجل مُتَحَرِّجٌ
كقولهم رجلٌ مُتَأَثِّمٌ ومُتَحَوِّبٌ ومُتَحَنِّثٌ يُلْقِي الحَرَجَ والحِنْثَ
والحُوبَ والإِثم عن نفسه ورجلٌ مُتَلَوِّمٌ إِذا تربص بالأَمر يريد القاء الملامة
عن نفسه قال الأَزهري وهذه حروف جاءَت معانيها مخالفة لأَلفاظها وقال قال ذلك
أَحمد بن يحيى وأَحْرَجَه أَي آثمه وتَحَرَّجَ تأَثَّم والتحريج التضييق وفي
الحديث حَدِّثوا عن بني إِسرائيل ولا حَرَجَ قال ابن الأَثير الحَرَجُ في الأَصل
الضيق ويمقع على الإِثم والحرام وقيل الحَرَجُ أَضْيَقُ الضِّيقِ فمعناه أَي لا
بأْس ولا إِثم عليكم أَن تحدّثوا عنهم ما سمعتم وإِن استحال أَن يكون في هذه
الأُمة مثل ما روي أَن ثيابهم كانت تطول وأَن النار كانت تنزل من السماء فتأْكل
القُرْبانَ وغير ذلك لا أَن تَتَحَدَّثَ عنهم بالكذب ويشهد لهذا التأْويل ما جاء
في بعض رواياته فإِن فيهم العجائب وقيل معناه أَن الحديث عنهم إِذا أَديته على ما
سمعته حقّاً كان أَو باطلاً لم يكن عليك إِثم لطول العهد ووقوع الفَتْرَةِ بخلاف
الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لأَنه إِنما يكون بعد العلم بصحة روايته
وعدالة رواته وقيل معناه أَن الحديث عنهم ليس على الوجوب لأَن قوله عليه السلام في
أَوّل الحديث بَلِّغُوا عَنِّي على الوجوب ثم أَتبعه بقوله وحدِّثوا عن بني
إِسرائيل ولا حرج عليكم إِن لم تحدِّثوا عنهم قال ومن أَحاديث الحرج قوله عليه
السلام في قتل الحيات فَلْيُحَرِّجْ عليها هو أَن يقول لها أَنت في حَرَجٍ أَي في
ضيق إِن عُدْتِ إِلينا فلا تلومينا أَن نُضَيِّقَ عليك بالتَّتَبُّع والطرد والقتل
قال ومنها حديث اليتامى تَحَرَّجُوا أَن يأْكلوا معهم أَي ضَيَّقُوا على أَنفسهم
وتَحَرَّجَ فلانٌ إِذا فعل فعلاً يَتحَرَّجُ به مِن الحَرَج الإِثم والضيق ومنه
الحديث اللَّهم إِني أُحَرِّجُ حَقَّ الضعيفَين اليتيم والمرأَة أَي أُضيقه
وأُحرمه على مَن ظلمهما وفي حديث ابن عباس في صلاة الجمعة كَرِهَ أَن يُحْرِجَهم
أَي يوقعهم في الحَرَج قال ابن الأَثير وورد الحَرَجُ في أَحاديث كثيرة وكلها
راجعة إِلى هذا المعنى ورجلٌ حَرَجٌ وحَرِجٌ ضَيِّق الصَّدْرِ وأَنشد لا حَرِجُ
الصَّدْرِ ولا عَنِيفُ والحَرَجُ الضِّيق وحَرِجَ صدره يَحْرَجُ حَرَجاً ضاق فلم
ينشرح لخير فهو حَرِجٌ وحَرَجٌ فمن قال حَرِج ثَنَّى وجَمَعَ ومَن قال حَرَجٌ
أَفرد لأَنه مصدر وقوله تعالى يَجْعَلْ صَدْرَه ضَيِّقاً حَرَجاً وحَرِجاً قال
الفراء قرأَها ابن عباس
( * قوله « قرأها ابن عباس إلخ » كذا بالأصل ) وعمر رضي الله عنهما حَرَجاً
وقرأَها الناس حَرِجاً قال والحَرَجُ فيما فسر ابن عباس هو الموضع الكثير الشجر
الذي لا يصل إِليه الراعيةُ قال وكذلك صدر الكافر لا يصل إِليه الحكمةُ قال وهو في
كسره ونصبه بمنزلة الوَحَدِ والوَحِدِ والفَرَدِ والفَرِدِ والدَّنَفِ والدَّنِفِ
وقال الزجاج الحَرَجُ في اللغة أَضْيَقُ الضِّيقِ ومعناه أَنه ضَيِّقٌ جدًّا قال
ومَن قال رجل حَرَجُ الصدر فمعناه ذو حَرَجٍ في صدره ومن قال حَرِجٌ جعلَهُ
فاعِلاً وكذلك رجل دَنَفٌ ذو دَنَفٍ ودَنِفٌ نَعْتٌ الجوهري ومكان حَرَجٌ وحَرِجٌ
أَي مكان ضيق كثير الشجر والحَرِجُ الذي لا يكاد يَبْرَح القتالَ قال مِنَّا
الزُّوَينُ الحَرِجُ المُقَاتِلُ والحَرِجُ الذي لا ينهزم كأَنه يَضِيقُ عليه
العُذْرُ في الانهزام والحَرِجُ الذي يهاب أَن يتقدَّم على الأَمر وهذا ضيق أَيضاً
وحَرِجَ إِليه لَجَأَ عن ضِيقٍ وأَحْرَجَه إِليه أَلْجَأَهُ وضَيَّق عليه وحَرَّجَ
فلانٌ على فلانٍ إِذا ضَيَّقَ عليه وأَحْرَجْتُ فلاناً صيرته إِلى الحَرَجِ وهو
الضيق وأَحْرَجْتُهُ أَلْجَأْتُهُ إِلى مَضِيقٍ وكذلك أَحْجَرْتُهُ وأَحْرَدْتُهُ
بمعنىً واحدٍ ويقال أَحْرَجَني إِلى كذا وكذا فَحَرِجْتُ إِليه أَي انضممتُ
وأَحْرَجَ الكلبَ والسَّبُعَ أَلجَأَهُ إِلى مَضِيقٍ فَحَمَلَ عليه وحَرِجَ
الغُبارُ فهو حَرِجٌ ثار في موضع ضَيِّقٍ فانضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قال وغَارَةٍ
يَحْرَجُ القَتامُ لَها يَهْلِكُ فيها المُناجِدُ البَطَلُ قال الأَزهري قال الليث
يقال للغبار الساطع المنضم إِلى حائط أَو سَنَدٍ قد حَرِجَ إِليه وقال لبيد
حَرِجاً إِلى أَعْلامِهِنَّ قَتَامُها ومكانٌ حَرِجٌ وحَرِيجٌ قال ومَا أَبْهَمَتْ
فَهُوَ حَجٌّ حَرِيجْ وحَرِجَتْ عينُه تحْرَجُ حَرَجاً أَي حَارَتْ قال ذو الرمة
تَزْدَادُ لِلْعَيْنِ إِبْهاجاً إِذا سَفَرَتْ وتَحْرَجُ العَيْنُ فيها حينَ
تَنْتَقِبُ وقيل معْناه أَنها لا تنصرف ولا تَطْرِفُ من شدة النظر الأَزهري
الحَرَجُ أَن ينظر الرجل فلا يستطيع أَن يتحرك من مكانه فَرَقاً وغيظاً وحَرِجَ
عليه السُّحورُ إِذا أَصبح قبل أَن يتسحر فحرم عليه لضيق وقته وحَرِجَتِ الصلاةُ
على المرأَة حَرَجاً حرمت وهو من الضيق لأَن الشيء إِذا حرم فقد ضاق وحَرِجَ عليَّ
ظُلْمُكَ حَرَجاً أَي حرم ويقال أَحْرَجَ امرأَته بطلقة أَي حَرَّمَها ويقال
أَكَسَعَهَا بالمُحْرِجَات ؟ يريد بثلاث تطليقات الأَزهري وقرأَ ابن عباس رضي الله
عنهما وحَرْثٌ حِرْجٌ أَي حرام وقرأَ الناس وحَرْثٌ حِجْرٌ الجوهري والحِرْجُ لغةٌ
في الحَرَجِ وهو الإِثم قال حكاه يونس والحَرَجَةُ الغَيْضَةُ لضيقها وقيل الشجر
الملتف وهي أَيضاً الشجرة تكون بين الأَشجار لا تصل إِليها الآكِلَةُ وهي ما رَعَى
من المال والجمع من كل ذلك حَرَجٌ وأَحْرَاجٌ وحَرَجَاتٌ قال الشاعر أَيا
حَرَجَاتِ الحَيِّ حِينَ تَحَمَّلُوا بذِي سَلَمٍ لا جَادَكُنَّ ربِيعُ وحِرَاجٌ
قال رؤبة عَاذَا بِكُمْ مِنْ سَنَةٍ مِسْحَاجِ شَهْبَاءَ تُلْقِي وَرَقَ الحِراجِ
وهي المَحاريجُ وقيل الحَرَجَةُ تكون من السَّمُرِ والطَّلْحِ والعَوسَجِ
والسَّلَمِ والسَّدْرِ وقيل هو ما اجتمع من السدر والزيتون وسائر الشجر وقيل هي
موضع من الغيضة تلتف فيه شجرات قدر رمية حجر قال أَبو زيد سمِّيت بذلك لالتفافها
وضيق المسلك فيها وقال الجوهري الحَرَجَةُ مُجْتَمَعُ شجر قال الأَزهري قال أَبو
الهيثم الحِراجُ غِياضٌ من شجر السلَم ملتفةٌ لا يقدر أَحدٌ أَن يَنْفُذَ فيها قال
العجاج عَاينَ حَيًّا كالحِرَاجِ نَعَمُهْ يَكُونُ أَقْصَة شَلِّهِ مُحْرَنْجِمُهْ
وفي حديث حنين حتى تركوه في حَرَجَةٍ الحَرَجَة بالفتح والتحريك مجتمع شجر ملتف
كالغيضة وفي حديث معاذ بن عمرو نظرتُ إِلى أَبي جهلٍ في مثل الحَرَجَةِ والحديث
الآخر إِنَّ مَوْضِعَ البيت كان في حَرَجَةٍ وعِضَاه وحِراجُ الظلماء ما كَثُفَ
والتفَّ قال ابن ميادة أَلا طَرَقَتْنا أُمُّ أَوْسٍ ودُونَها حِراجٌ مِنَ
الظَّلْماءِ يَعْشَى غُرابُها ؟ خص الغرابَ لحدّة البصر يقول فإِذا لم يبصر فيها
الغرابُ مع حدّة بصره فما ظنك بغيره ؟ والحَرَجَةُ الجماعة من الإِبل قال ابن سيده
والحَرَجَةُ مائة من الإِبل وركب الحَرَجَةَ أَي الطريق وقيل معظمه وقد حكيت
بجيمين والحَرَجُ سرير يحمل عليه المريض أَو الميت وقيل هو خشب يُشدُّ بعضه إِلى
بعض قال امرؤُ القيس فَإِمَّا تَرَيْني في رِحَالَةِ جَابِرٍ على حَرَجٍ كالقَرِّ
تَخْفِقُ أَكْفاني ابن بري أَراد بالرِّحالة الخَشَبَ الذي يحمل عليه في مرضه
وأَراد بالأَكفان ثيابه التي عليه لأَنه قدَّر أَنها ثيابه التي يدفن فيها
وخَفْقُها ضَرْبُ الريح لها وأَراد بجابر جابرَ بنَ حُنَيٍّ التَغْلَبيَّ وكان معه
في بلاد الروم فلما اشتدّت علَّته صنع له من الخشب شيئاً كالقَرِّ يحمل فيه
والقَرُّ مَرْكب من مراكب الرجال بين الرحل والسرج قال كذا ذكره أَبو عبيد وقال
غيره هو الهودج الجوهري الحَرَجُ خشبٌ يُشدُّ بعضه إِلى بعض تحمل فيه الموتى وربما
وضع فوق نعش النساء قال الأَزهري وحَرَجُ النعشِ شَجَارٌ من خشب جعل فوق نعش الميت
وهو سريره قال الأَزهري وأَما قول عنترة يصف ظَليماً وقُلُصَة يَتْبَعْنَ قُلَّةَ
رَأْسِهِ وكَأَنَّهُ حَرَجٌ على نَعْشٍ لَهُنَّ مُخَيَّمِ هذا يصف نعامة يتبعها
رِئالُها وهو يبسط جناحيه ويجعلها تحته قال ابن سيده والحَرَجُ مَرْكَبٌ للنساء
والرجال ليس له رأْس والحَرَجُ والحِرْجُ الشَّحَصُ والحَرَجُ من الإِبل التي لا
تُركب ولا يضربها الفحل ليكون أَسمن لها إِنما هي مُعَدَّةٌ قال لبيد حَرَجٌ في مِرْفَقَيْها
كالفَتَلْ قال الأَزهري هذا قول الليث وهو مدخول والحَرَجُ والحُرْجُوجُ الناقة
الجسيمة الطويلة على وجه الأَرض وقيل الشديدة وقيل هي الضامرة وجمعها حَراجِيجُ
وأَجاز بعضهم ناقة حُرْجُجٌ بمعنى الحُرْجُوجِ وأَصل الحُرْجُوجِ حُرْجُجٌ وأَصل
الحُرْجُجِ حُرْجٌ بالضم وفي الحديث قَدِمَ وَفْدُ مَذْحِجَ على حَرَاجِيجَ جميع
حُرْجُوجٍ وحُرْجِيجٍ وهي الناقة الطويلة وقيل الضامرة وقيل الحُرْجُوجُ
الوَقَّادَةُ الحادَّة القلب قال أَذَاكَ ولَمْ تَرْحَلْ إِلى أَهْلِ مَسْجِدٍ
بِرَحْلِيَ حُرْجُوجٌ عليها النَّمَارِقُ والحُرْجُوجُ الريح الباردة الشديدة قال
ذو الرمة أَنْقَاءُ سارِيَةٍ حَلَّتْ عَزَالِيَها مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ رِيحٌ غيرُ
حُرْجُوجِ وحَرَجَ الرَّجُلُ أَنْيابَهُ يَحْرُجُها حَرْجاً حَكَّ بعضَها إِلى بعض
من الحَرَدِ قال الشاعر ويوْمٌ تُحْرَجُ الأَضْرَاسُ فيهِ لأَبْطالِ الكُمَاةِ به
أُوَامُ والحِرْجُ بكسر الحاء القطعة من اللحم وقيل هي نصيب الكلب من الصيد وهو ما
أَشبه الأَطرافَ من الرأْس والكُراعِ والبَطْن والكلابُ تطمع فيها قال الأَزهري
الحِرْجُ ما يُلقى للكلب من صيده والجمع أَحْرَاجٌ قال جَحْدرٌ يصف الأَسد
وتَقَدُّمِي لِلَّيْثِ أَمْشِي نحْوَهُ حَتَّى أُكَابِرَهُ على الأَحْرَاجِ وقال
الطرماح يَبْتَدِرْنَ الأَحْراجَ كالثَّوْلِ والحِرْ جُ لِرَبِّ الكِلابِ
يَصْطَفِدُهْ يَصْطَفِدُه أَي يَدَّخِرُه ويجعله صَفَداً لنَفْسِهِ ويختاره شبَّه
الكلاب في سرعتها بالزنابير وهي الثَّوْلُ وقال الأَصمعي أَحْرِجْ لِكلبكَ من
صَيْدِه فإِنه أَدْعَى إِلى الصَّيْدِ وقال المفضل الحِرْجُ حِبَالٌ تُنصب للسبع
قال الشاعر وشَرُّ النَّدامَى مَن تَبِيتُ ثيابُهُ مُجَفَّفَةً كأَنَّها حِرْجُ
حابِلِ والحِرْجُ الوَدَعَةُ والجمع أَحْرَاجٌ وحِراجٌ وقول الهذلي أَلم تَقْتُلوا
الحِرْجَينِ إِذ أَعْرَضَا لكمْ يَمُرَّان بالأَيْدِي اللِّحاءَ المُضَفَّرَا ؟
إِنما عَنَى بالحِرْجَينِ رجلين أَبيضين كالوَدَعَةِ فإِما أَن يكون البياضُ
لَوْنَهما وإِما أَن يكون كَنَى بذلك عن شرفهما وكان هذان الرجلان قد قَشَرَا
لحاءَ شجر الكعبة ليتخفَّرا بذلك والمضفر المقتول كالضفيرة والحِرْجُ قلادة الكلب
والجمع أَحْرَاجٌ وحِرَجَةٌ قال بِنَواشِطٍ غُضْفٍ يُقَلِّدُها الأَ حْرَاجَ
فَوْقَ مُتُونِها لُمَعُ الأَزهري ويقال ثلاثة أَحْرِجَةٍ وكَلْبٌ مُحَرَّجٌ
وكِلاب مُحَرَّجَةٌ أَي مُقَلَّدَةٌ وأَنشد في ترجمة عضرس مَحَرَّجَةٌ حُصٌّ
كَأَنَّ عُيُونها إِذا أَيَّهَ القَنَّاصُ بالصَّيْدِ عَضْرَسُ
( * قوله « إِذا أَيه » كذا بالأَصل بهذا الضبط بمعنى صاح وفي شرح القاموس والصحاح
إِذا أَذن والضمير في عيونها يعود على الكلاب وتحرفت في شرح القاموس بعيونه )
مُحَرَّجَةٌ مُقَلَّدَةٌ بالأَحْرَاج جمع حِرْجٍ للوَدَعةِ وحُصٌّ قد انْحَصَّ
شَعَرُها وقال الأَصمعي في قوله طاوي الحَشَا قَصُرَتْ عنه مُحَرَّجَةٌ قال
مُحَرَّجَةٌ في أَعناقها حِرْجٌ وهو الوَدَعُ والوَدَعُ خرز يعلق في أَعناقها
الأَزهري والحِرْجُ القلادة لكل حيوان قال والحِرْجُ الثياب التي تُبسط على حبل
لِتَجَفَّ وجمعها حِراجٌ في جميعها والحِرْجُ جماعة الغنم عن كراع وجمعه أَحْرَاجٌ
والحُرْجُ موضعٌ معروف
معنى
في قاموس معاجم
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بع
الليث لا حَرْفٌ
يُنْفَى به ويُجْحَد به وقد تجيء زائدة مع اليمين كقولك لا أُقْسِمُ بالله قال
أَبو إِسحق في قول الله عز وجل لا أُقْسِمُ بيومِ القيامة وأَشْكالِها في القرآن
لا اختلاف بين الناس أَن معناه أُقْسِمُ بيوم القيامة واختلفوا في تفسير لا فقال
بعضهم لا لَغْوٌ وإِن كانت في أَوَّل السُّورة لأَن القرآن كله كالسورة الواحدة
لأَنه متصل بعضه ببعض وقال الفرّاء لا ردٌّ لكلام تقدَّم كأَنه قيل ليس الأَمر كما
ذكرتم قال الفراء وكان كثير من النحويين يقولون لا صِلةٌ قال ولا يبتدأُ بجحد ثم
يجعل صلة يراد به الطرح لأَنَّ هذا لو جاز لم يُعْرف خَبر فيه جَحْد من خبر لا
جَحْد فيه ولكن القرآن العزيز نزل بالردّ على الذين أَنْكَروا البَعْثَ والجنةَ
والنار فجاء الإِقْسامُ بالردّ عليهم في كثير من الكلام المُبْتدإ منه وغير
المبتدإ كقولك في الكلام لا واللهِ لا أَفعل ذلك جعلوا لا وإِن رأَيتَها مُبتدأَةً
ردًّا لكلامٍ قد مَضَى فلو أُلْغِيَتْ لا مِمّا يُنْوَى به الجوابُ لم يكن بين
اليمين التي تكون جواباً واليمين التي تستأْنف فرق وقال الليث العرب تَطرح لا وهي
مَنْوِيّة كقولك واللهِ أضْرِبُكَ تُريد والله لا أَضْرِبُكَ وأَنشد وآلَيْتُ آسَى
على هالِكِ وأَسْأَلُ نائحةً ما لَها أَراد لا آسَى ولا أَسأَلُ قال أَبو منصور
وأَفادَنِي المُنْذري عن اليزِيدي عن أَبي زيد في قول الله عز وجل يُبَيِّن اللهُ
لكم أَن تَضِلُّوا قال مَخافَة أَن تَضِلُّوا وحِذارَ أَن تَضِلوا ولو كان
يُبَيّنُ الله لكم أَنْ لا تَضِلوا لكان صواباً قال أَبو منصور وكذلك أَنْ لا
تَضِلَّ وأَنْ تَضِلَّ بمعنى واحد قال ومما جاء في القرآن العزيز مِن هذا قوله عز
وجل إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السمواتِ والأَرضَ أَنْ تَزُولا يريد أَن لا تزولا وكذلك
قوله عز وجل أَن تَحْبَطَ أَعمالُكم وأَنتم لا تَشْعُرون أَي أَن لا تَحْبَطَ
وقوله تعالى أَن تقولوا إِنما أُنْزِلَ الكتابُ على طائفَتَيْنِ مِن قَبْلنا معناه
أَن لا تقولوا قال وقولك أَسأَلُك بالله أَنْ لا تقولَه وأَنْ تَقُولَه فأَمَّا
أَنْ لا تقولَه فجاءَت لا لأَنك لم تُرد أَن يَقُوله وقولك أَسأَلك بالله أَن
تقوله سأَلتك هذا فيها معنى النَّهْي أَلا ترى أَنك تقول في الكلام والله أَقول
ذلك أَبداً والله لا أَقول ذلك أَبداً ؟ لا ههنا طَرْحُها وإِدْخالُها سواء وذلك
أَن الكلام له إِباء وإِنْعامٌ فإِذا كان من الكلام ما يجيء من باب الإِنعام
موافقاً للإٍباء كان سَواء وما لم يكن لم يكن أَلا ترى أَنك تقول آتِيكَ غَداً
وأَقومُ معك فلا يكون إِلا على معنى الإِنعام ؟ فإذا قلت واللهِ أَقولُ ذلك على
معنى واللهِ لا أَقول ذلك صَلَحَ وذلك لأَنَّ الإِنْعام واللهِ لأَقُولَنَّه
واللهِ لأَذْهَبَنَّ معك لا يكون واللهِ أَذهب معك وأَنت تريد أَن تفعل قال واعلم
أَنَّ لا لا تكون صِلةً إِلاَّ في معنى الإِباء ولا تكون في معنى الإِنعام التهذيب
قال الفراء والعرب تجعل لا صلة إِذا اتصلت بجَحْدٍ قبلَها قال الشاعر ما كانَ
يَرْضَى رسولُ اللهِ دِيْنَهُمُ والأَطْيَبانِ أَبو بَكْرٍ ولا عُمَر أَرادَ
والطَّيِّبانِ أَبو بكر وعمر وقال في قوله تعالى لِئلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الكتابِ
أَنْ لا يَقْدِرُونَ على شيء من فَضْلِ اللهِ قال العرب تقول لا صِلةً في كلّ كلام
دخَل في أَوَّله جَحْدٌ أَو في آخره جحد غير مُصرَّح فهذا مما دخَل آخِرَه
الجَحْدُ فجُعلت لا في أَوَّله صِلةً قال وأَما الجَحْدُ السابق الذي لم يصرَّحْ
به فقولك ما مَنَعَكَ أَن لا تَسْجُد وقوله وما يُشْعِرُكُمْ أَنها إِذا جاءت لا
يُؤْمِنون وقوله عز وجل وحَرامٌ على قَرْيةٍ أَهْلَكْناها أَنهم لا يَرْجِعُون وفي
الحَرام معنى جَحْدٍ ومَنْعٍ وفي قوله وما يُشْعركم مثله فلذلك جُعِلت لا بعده
صِلةً معناها السُّقوط من الكلام قال وقد قال بعضُ مَن لا يَعرف العربية قال
وأُراه عَرْضَ بأَبِي عُبيدة إِن معنى غير في قول الله عز وجل غير المغضوب عليهم
معنى سِوَى وإِنَّ لا صلةٌ في الكلام واحتج بقوله في بئْرِ لا حُورٍ سرى وما
شَعَرْ بإِفْكِه حَتَّى رَأَى الصُّبْحَ جَشَرْ قال وهذا جائز لأَن المعنى وقَعَ
فيما لا يتبيَّنْ فيه عَمَلَه فهو جَحْدُ محض لأَنه أَراد في بئرِ ما لا يُحِيرُ
عليه شيئاً كأَنك قلت إِلى غير رُشْد توجَّه وما يَدْرِي وقال الفراء معنى غير في
قوله غير المغضوب معنى لا ولذلك زِدْتَ عليها لا كما تقول فلان غيرُ مُحْسِنٍ ولا
مُجْمِلٍ فإِذا كانت غير بمعنى سِوَى لم يجز أَن تَكُرّ عليه أَلا ترَى أَنه لا
يجوز أَن تقول عندي سِوَى عبدِ الله ولا زيدٍ ؟ وروي عن ثعلب أَنه سمع ابن
الأَعرابي قال في قوله في بئر لا حُورٍ سرى وما شَعَر أَراد حُؤُورٍ أَي رُجُوع
المعنى أَنه وقع في بئرِ هَلَكةٍ لا رُجُوعَ فيها وما شَعَرَ بذلك كقولك وَقع في
هَلَكَةٍ وما شَعَرَ بذلك قال ويجيء لا بمعنى غير قال الله عز وجل وقِفُوهُمْ
إِنَّهم مسؤُولون ما لكم لا تَناصَرُون في موضع نصب على الحال المعنى ما لكم غيرَ
مُتناصِرين قاله الزجاج وقال أَبو عبيد أَنشد الأَصمعي لساعدة الهذلي أَفَعَنْك لا
بَرْقٌ كأَنَّ وَمِيضَه غابٌ تَسَنَّمه ضِرامٌ مُثْقَبُ قال يريد أَمِنك بَرْقٌ
ولا صلة قال أَبو منصور وهذا يخالف ما قاله الفراء إِن لا لا تكون صلة إِلا مع حرف
نفي تقدَّمه وأَنشد الباهلي للشماخ إِذا ما أَدْلَجْتْ وضَعَتْ يَداها لَها
الإِدْلاج لَيْلَه لا هُجُوعِ أَي عَمِلَتْ يَداها عَمَلَ الليلةِ التي لا
يُهْجَعُ فيها يعني الناقة ونَفَى بلا الهُجُوعَ ولم يُعْمِلْ وترك هُجُوع مجروراً
على ما كان عليه من الإِضافة قال ومثله قول رؤبة لقد عرَفْتُ حِينَ لا اعْتِرافِ
نَفى بلا وترَكَه مجروراً ومثله أَمْسَى بِبَلْدَةِ لا عَمٍّ ولا خال وقال المبرد
في قوله عز وجل غَيْرِ المَغْضوبِ عليهم ولا الضالِّين إِنما جاز أَن تقع لا في
قوله ولا الضَّالين لأَن معنى غير متضمن معنى النَّفْي والنحويون يُجيزون أَنتَ
زيداً غَيْرُ ضارِبٍ لأَنه في معنى قولك أَنتَ زيداً لا ضارِبٌ ولا يجيزون أَنت
زيداً مِثْلُ ضارِب لأَن زيداً من صلة ضارِبٍ فلا تتقدَّم عليه قال فجاءت لا
تُشَدِّد من هذا النفي الذي تضمنه غيرُ لأَنها تُقارِبُ الداخلة أَلا ترى أَنك
تقول جاءَني زيد وعمرو فيقول السامع ما جاءَك زيد وعَمرو ؟ فجائز أَن يكون جاءَه
أَحدُهما فإِذا قال ما جاءَني زيد ولا عمرو فقد تَبَيَّن أَنه لم يأْت واحد منهما
وقوله تعالى ولا تَسْتَوي الحَسَنةُ ولا السَّيِّئةُ يقارب ما ذكرناه وإِن لم
يَكُنْه غيره لا حرفُ جَحْد وأَصل ألفها ياء عند قطرب حكاية عن بعضهم أَنه قال لا
أَفعل ذلك فأَمال لا الجوهري لا حرف نفي لقولك يَفْعَل ولم يقع الفعل إِذا قال هو
يَفْعَلُ غَداً قلت لا يَفْعَلُ غداً وقد يكون ضدّاً لبَلَى ونَعَمْ وقد يكون
للنَّهْي كقولك لا تَقُمْ ولا يَقُمْ زيد يُنهى به كلُّ مَنْهِيٍّ من غائب وحاضِر
وقد يكون لَغْواً قال العجاج في بِئرِ لا حُورٍ سَرَى وما شَعَرْ وفي التنزيل
العزيز ما مَنَعَك أَن لا تَسْجُد أَي ما منعك أَن تسْجُد وقد يكون حرفَ عطف
لإِخراج الثاني مما دخل فيه الأَول كقولك رأَيت زيداً لا عَمراً فإَن أَدْخَلْتَ
عليها الواو خَرَجَتْ من أَن تكون حَرْفَ عطفٍ كقولك لم يقم زيد ولا عمرو لأَن
حُروف النسق لا يَدخل بعضُها على بعض فتكون الواو للعطف ولا إِنما هي لتأْكيد
النفي وقد تُزاد فيها التاء فيقال لاتَ قال أَبو زبيد طَلَبُوا صُلْحَنا ولاتَ
أَوانٍ وإِذا استقبلها الأَلف واللام ذهبت أَلفه كما قال أَبَى جُودُه لا البُخْلَ
واستَعْجلتْ نَعَمْ بهِ مِنْ فَتًى لا يَمْنَعُ الجُوعَ قاتِلَهْ قال وذكر يونس
أَن أَبا عمرو بن العلاء كان يجرّ البُخل ويجعل لا مُضافة إِليه لأَنَّ لا قد تكون
للجُود والبُخْلِ أَلا ترى أَنه لو قيل له امْنَعِ الحَقَّ فقال لا كان جُوداً منه
؟ فأَمَّا إِنْ جَعَلْتَها لغواً نصَبْتَ البُخل بالفعل وإِن شئت نصَبْتَه على
البدل قال أَبو عمرو أَراد أَبَى جُودُه لا التي تُبَخِّلُ الإِنسان كأَنه إِذا
قيل له لا تُسْرِفُ ولا تُبَذِّرْ أَبَى جُوده قولَ لا هذه واستعجلت نعم فقال
نَغَم أَفْعلُ ولا أَترك الجُودَ قال حكى ذلك الزجاج لأَبي عمرو ثم قال وفيه قولان
آخران على رواية مَن روى أَبَى جُودُه لا البُخْل أَحدهما معناه أَبَى جُوده
البُخْلَ وتَجعل لا صِلةً كقوله تعالى ما منَعك أَن لا تَسْجُدَ ومعناه ما منعكَ
أَن تسجُدَ قال والقول الثاني وهو حَسَن قال أرى أَن يكون لا غيرَ لَغْوٍ وأَن
يكون البُخل منصوباً بدلاً من لا المعنى أبي جُودُه لا التي هي للبُخْل فكأَنك قلت
أَبَى جُوده البُخْلَ وعَجَّلَتْ به نَعَمْ قال ابن بري في معنى البيت أَي لا
يَمْنَعُ الجُوعَ الطُّعْمَ الذي يَقْتُله قال ومن خفض البُخْلَ فعلى الإِضافةِ
ومَن نصب جَعَله نعتاً للا ولا في البيت اسمٌ وهو مفعول لأَبَى وإِنما أَضاف لا
إِلى البُخل لأَنَّ لا قد تكون للجُود كقول القائل أَتَمْنَعُني من عَطائك فيقول
المسؤول لا ولا هنا جُودٌ قال وقوله وإِن شئت نصبته على البدل قال يعني البخل
تنصبه على البدل من لا لأَن لا هي البُخل في المعنى فلا يكون لَغْواً على هذا
القول( لا ) التي تكون للتبرئة النحويون يجعلون لها وجوهاً في
نصب المُفرد والمُكَرَّر وتنوين ما يُنوَّنُ وما لا يُنوَّن والاخْتِيارُ عند
جميعهم أَن يُنصَب بها ما لا تُعادُ فيه كقوله عز وجل أَلم ذلك الكتابُ لا رَيْبَ
فيه أَجمع القراء على نصبه وقال ابن بُزرْج لا صلاةَ لا رُكُوعَ فيها جاء بالتبرئة
مرتين وإِذا أَعَدْتَ لا كقوله لابَيْعَ لا بَيْعَ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة
فأَنتَ بالخيار إِن شئت نصبت بلا تنوين وإِن شئت رَفَعْتَ ونوَّنْتَ وفيها لُغاتٌ
كثيرة سوى ما ذكرتُ جائزةٌ عندهم وقال الليث تقول هذه لاء مَكْتوبةٌ فتَمُدُّها
لتَتِمَّ الكلمة اسماً ولو صغرت لقلت هذه لُوَيَّةٌ مكتوبة إِذا كانت صغيرة
الكِتْبة غيرَ جَليلةٍ وحكى ثعلب لَوَّيْت لاء حَسَنَةً عَمِلْتها ومدَّ لا لأَنه
قد صيَّرَها اسماً والاسمُ لا يكون على حرفين وَضْعاً واخْتارَ الأَلف من بين حروف
المَدِّ واللين لمكان الفَتْحة قال وإِذا نسبت إِليها قلت لَوَوِيٌّ
( * قوله « لووي إلخ » كذا في الأصل وتأمله مع قول ابن مالك
وضاعف الثاني من ثنائي ... ثانيه ذو لين كلا ولائي )
وقصِيدةٌ لَوَوِيَّةٌ قافِيَتُها لا وأَما قول الله عز وجل فلا
اقْتَحَمَ العَقَبةَ فلا بمعنى فَلَمْ كأَنه قال فلم يَقْتَحِمِ العَقَبةَ ومثله
فلا صَدَّقَ ولا صَلَّى إِلاَّ أَنَّ لا بهذا المعنى إِذا كُرِّرَتْ أَسْوَغُ
وأَفْصَحُ منها إِذا لم تُكَرَّرْ وقد قال الشاعر إِنْ تَغْفِرِ اللهمَّ تَغْفِرْ
جَمَّا وأَيُّ عَبْدٍ لَكَ لا أَلَمَّا ؟ وقال بعضهم في قوله فلا اقْتَحَمَ
العَقَبةَ معناها فما وقيل فَهَلاَّ وقال الزجاج المعنى فلم يَقْتَحِم العقبةَ كما
قال فلا صَدَّق ولا صَلَّى ولم يذكر لا ههنا إِلاَّ مرة واحدة وقلَّما تتَكَلَّم
العرب في مثل هذا المكان إِلاَّ بلا مَرَّتَيْنِ أَو أَكثر لا تكاد تقول لا
جِئْتَني تُريد ما جِئْتَني ولا نري صلح
( * قوله « نري صلح » كذا في الأصل بلا نقط مرموزاً له في الهامش بعلامة وقفة )
والمعنى في فلا اقْتَحَمَ موجود لأَن لا ثابتة كلها في الكلام لأَن قوله ثم كان من
الذين آمنوا يَدُلُّ على معنى فلا اقْتَحَمَ ولا آمَنَ قال ونحوَ ذلك قال الفراء
قال الليث وقد يُرْدَفُ أَلا بِلا فيقال أَلا لا وأَنشد فقامَ يَذُودُ الناسَ عنها
بسَيْفِه وقال أَلا لا من سَبيلٍ إِلى هِنْدِ ويقال للرجل هل كان كذا وكذا ؟ فيقال
أَلا لا جَعَلَ أَلا تَنْبيهاً ولا نفياً وقال الليث في لي قال هما حَرْفانِ
مُتباينان قُرِنا واللامُ لامُ الملكِ والياء ياء الإضافة وأَما قول الكميت كَلا
وكَذا تَغْمِيضةً ثمَّ هِجْتُمُ لَدى حين أَنْ كانُوا إِلى النَّوْمِ أَفْقَرا فيقول
كانَ نَوْمُهم في القِلَّةِ كقول القائل لا وذا والعرب إِذا أَرادوا تَقْلِيل
مُدَّة فِعْلٍ أَو ظهور شيء خَفِيَ قالوا كان فِعْلُه كَلا وربما كَرَّروا فقالوا
كلا ولا ومن ذلك قول ذي الرمة أَصابَ خَصاصةً فبَدا كَليلاً كلا وانْغَلَّ سائرُه
انْغِلالا وقال آخر يكونُ نُزولُ القَوْمِ فيها كَلا ولا