حَسَبَهُ كنَصَرَهُ يَحْسُبُه حِسَاباً عَلَى القِيَاسِ صَرَّحَ به ثَعْلَبٌ والجوهريُّ وابن سِيدَه وحُسْبَاناً بالضَّمِّ نقله الجوهَرِيُّ وحكاه أَبُو عُبَيْدةَ عن أَبي زيد وفي التهذيب حَسَبْتُ الشَّيءَ أَحْسُبُهُ حِسْبَاناً بالكسر وفي الحديث " أَفْضَلُ العَمَلِ مَنْحُ الرِّغَابِ لاَ يَعْلَمُ حُسْبَانَ أَجْرِهَا إلاَّ اللهُ " الحُسْبَانُ بالضَّمِّ : الحِسَابُ وفي التَّنْزِيلِ " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبَانٍ " مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ ومَنَازِلَ " لاَ تَعْدُوَانِهَا وقال الزَّجَّاجُ : بِحُسْبَانٍ يَدًُلُّ عَلَى عَدَدِ الشُّهُورِ والسِّنِينَ وجَمِيعِ الأَوْقَاتِ وقال الأخْفَشُ في قَوْلِه " والشَّمْسَ والقَمَرَ حُسْبَاناً " مَعْنَاهُ بِحِسَابٍ فَحَذَفَ البَاءَ . وقال أَبو العَبَّاسِ : حُسْبَاناً مَصْدَرٌ كما تقول : حَسَبْتُهُ أَحْسُبُهُ حُسْبَاناً وحِسْبَاناً وجَعَلَهُ الأَخْفَشُ جَمْعَ حِسَابٍ وقالَ أَبو الهَيْثَمِ الحُسْبَانُ : جَمْعُ حِسَابٍ وكذا أَحْسِبَةٌ مِثلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَان وحُسْبَانُكَ على اللهِ أَيْ حِسَابُكَ قَالَ :
" عَلَى اللهِ حُسْبَانِي إذا النَّفْسُ أَشْرَفَتْعَلَى طَمَعٍ أَوْ خَافَ شَيْئاً ضَمِيرُهَا وحِسَاباً ذَكَرَه الجوهَرِيُّ وغيرُه قال الأَزهريُّ : وإنَّمَا سُمِّيَ الحِسَابُ في المُعَامَلاَتِ حِسَاباً لأَنَّهُ يُعْلَمُ به ما فيه كِفَايَةٌ ليس فيهَا زِيَادَةٌ على المِقْدَار ولا نُقْصَانٌ وقد يَكُونُ الحِسَابُ مَصْدَرَ المُحَاسَبَةِ عن مَكِّيّ ويُفْهَمُ مِنْ عِبَارَةِ ثَعْلَبٍ أَنَّهُ اسْمُ مَصْدَرٍ . وقولُه تعالَى : " واللهُ سَرِيعُ الحِسَابِ " أَيْ حِسَابُهُ وَاقِعٌ لاَ مَحَالَةَ وكُلُّ وَاقِع فهو سَرِيعٌ وسُرْعَةُ حِسَابِ اللهِ أَنَّهُ لاَ يَشْغَلُهُ حِسَابُ وَاحِدٍ عَن مُحَاسَبَةِ الآخَرِ لأَنَّه سُبْحَانَه لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ولا شَأْن عن شَأْنٍ وقولُه تعالى : " يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بغَيْرِ حِسَابٍ " أَيْ بِغَيْرِ تَقْتِيرٍ ولا تَضْيِيقٍ كقولك : فُلاَنٌ يُنْفِقُ بِغَيْرِ حِسَابٍ أَيْ يُوَسِّعُ النَّفَقَةَ ولاَ يَحْسُبُهَا وقد اخْتُلِفَ في تفسيرِه فقال بعضُهُم : بغَيْرِ تقْدِيرٍ على أَحَدٍ بالنُّقْصَانِ وقال بعضُهم : بغَيْرِ مُحَاسَبَةٍ أَي لا يَخَافُ أَنْ يَحَاسِبَهُ أَحَدٌ عليه وقِيلَ : بِغَيْرِ أَن حَسِبَ المُعْطَى أَنْ يُعْطِيَهُ أَعطاهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبْ فَجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ : مِنْ حَيْثُ لاَ يُقَدِّرُهُ وَلاَ يَظُنُّهُ كَائِناً مِنْ حَسِبْتُ أَحْسَبُ أَيْ ظَنَنْتُ وجَائِزٌ أَنْ يَكُونَ مَأْخُوذاً مِنْ حَسَبْتُ اَحْسُبُ أَرَادَ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْسُبْهُ لِنَفْسِهِ . كذا في لسان العرب وقد أَغْفَلَهُ شَيْخُنَا . وحَسَبَهُ أَيْضاً حِسْبَةً مِثْل القِعْدَةِ والرِّكْبَةِ حَكَاهُ الجوهريُّ وابنُ سِيدَه في المحكم وابنُ القَطَّاعِ والسَّرَقُسْطِيُّ وابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وصاحِبُ الوَاعِي قال النابغةُ :
فَكَمَّلَتْ مِائَةً فِيهَا حَمَامَتُهَا ... وأَسْرَعَتْ حِسْبَةً فِي ذلك العَدَدِ أَيْ حِسَاباً وَرُوِيَ الفَتْحُ وهو قَلِيلٌ أَشَار له شَيْخُنَا
والحِسَابُ والحِسَابَةُ : عَدُّكَ الشَّيءَ وحَسبَ الشيءَ يَحْسُبُهُ حَسْباً وحِسَاباً وحِسَابَةً أَوْرَدَهُ ابنُ دَرَسْتَوَيْهِ وابنُ القَطَّاع والفِهْرِيُّ بِكَسْرِهِنَّ أَي في المَصَادِرِ المَذْكُورَةِ ما عَدَا الأَوَّلَيْنِ : عَدَّهُ أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ لِمَنْظُورِ بنِ مَرْثَد الأَسَدِيِّ :
" يَا جُمْلُ أُسْقِيتِ بِلاَ حِسَابَهْ
" سُقْيَا مَلِيكٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
" قَتَلْتِنِي بِالدَّلِّ والخِلاَبَهْ وَأَوْرَدَ الجَوْهَرِيُّ : يا جُمْلُ أَسْقَاكِ والصَّوَابُ ما ذَكَرْنَا والرِّبَابَةُ بالكسْرِ : القِيَامُ عَلى الشَّيْءِ بإصلاَحِهِ وتَرْبِيَتِهِ وحَاسَبَهُ مِن المُحَاسَبَةِ . ورَجُلٌ حَاسِبٌ من قَوْمٍ حُسَّبٍ وَحُسَّابِ والمَعْدُودُ : مَحْسُوبٌ يُسْتَعْمَلُ على أَصْلِهِ
وعلى حَسَب مُحَرَّكةً وهو فَعَلٌ بمَعْنَى مَفْعُولٍ مِثْلُ نَفَضٍ بمَعْنَى منْفُوضٍ حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ وصَرَّحَ به كُرَاع في المُجَر [ َّدِ ومنه قَوْلُهُمْ : لِيَكُنْ عَمَلُكَ بِحَسَبِ ذَلِكَ أَي على قَدْرِهِ وعَدَدِهِ وهذَا بِحَسَبِ ذَا أي بِعَدَدِهِ وقَدْرِهِ وقال الكِسَائِيُّ : ما أَدْرِي مَا حَسَبُ حَدِيثِكَ أَيْ ما قَدْرُهُ وَقَدْ يُسَكَّنُ في ضَرُورَةِ الشِّعْرِ . ومن سَجَعَاتِ الأَسَاس : ومَنْ يَقْدِرُ على عَدِّ الرَّمْلِ وحَسْبِ الحَصَى والأَجْرُ على حَسَبِ المُصِيبَةِ أَي قَدْرِهَا . وفي لسان العرب : الحَسَبُ : العدد المعدود . والحَسَبُ والحَسْبُ : قَدْرُ الشَّيْءِ كقَوْلك : الأَجْرُ بِحَسَبِ ما عَمِلْتَ وحَسْبِه وكَقَوْلِك عَلَى حَسَبِ ما أَسْدَيْتَ إلَيَّ شُكْرِي لك . يقول : أَشْكُرُكَ على حَسَبِ بَلاَئِكَ عندي أَي على قَدْرِ ذلك
والحَسَبُ مُحَرَّكَةً : مَا تَعُدُّهُ مِن مَفَاخِرِ آبَائِكَ قاله الجَوْهَرِيُّ وعليه اقْتَصَرَ ابن الأَجْدَابِيّ في الكفايَةِ وهو رَأْيُ الأَكْثَرِ وإطْلاَقُه عليه على سَبِيلِ الحَقِيقَةِ وقال الأَزهريُّ : إنَّمَا سُمِّيَتْمَسَاعِي الرَّجُل ومَآثِرُ آبَائِهِ حَسَباً لأَنَّهُمْ كانوا إذا تَفَاخَرُوا عَدَّ الفَاخِرُ منهم مَنَاقِبَهُ ومَآثِرَ آبَائِهِ وحَسَبَهَا أَو الحَسَبُ : المالُ والكَرَمُ : التَّقْوَى كَمَا وَرَدَ في الحَدِيثِ يَعْنِي : الذي يَقُومُ مَقَامَ الشَّرَفِ والسَّرَاوَةِ إنَّمَا هو المَالُ كذا في الفَائِقِ وفي الحَدِيثِ " حَسَبُ الرَّجُلِ نَقَاءُ ثَوْبَيْهِ " أَيْ أَنَّهُ يُوَقَّرُ لِذلك حيث هو دَلِيلُ الثَّرْوَةِ والجِدَةِ أَوِ الحَسَبُ : الدِّينُ كِلاَهُمَا عن كُرَاع ولاَ فِعْلَ لهما أَو الحَسَبُ : الكَرَمُ أَو هو الشَّرَفُ في الفِعْلِ حَكَاهُ ابنُ الأَعرابيِّ وتَصَحفَّ على شَيْخِنَا فَرَوَاهُ : في العَقْلِ واحْتَاجَ إلى التَّكَلُّفِ أَو هو الفَعَالُ الصَّالِحُ وفي نُسْخَةٍ : الفِعْلُ والنَّسَبُ : الأَصْلُ الحَسَنُ مِثْلُ الجُودِ والشَّجَاعَةِ وحُسْنِ الخُلُقِ والوَفَاءِ . وفي الحَدِيثِ " تُنْكَحُ المرأَةُ لِمَالِهَا وحَسَبِهَا ومِيسَمِهَا ودِينِهَا فَعَلَيْكَ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ " قالَ ابنُ الأَثِيرِ قِيلَ النَّسَبُ هَا هُنَا : الفَعَالُ الحَسَنُ قال الأَزهريُّ : والفُقَهَاءُ يَحْتَاجُونَ إلى مَعْرِفَةِ الحَسَبِ لأَنَّهُ مِمَّا يُعْتَبَرُ به مَهْرُ مِثْلِ المَرْأَةِ إذَا عُقِدَ النِّكَاحُ على مَهْرٍ فَاسِدٍ أَو هو الشَّرَفُ الثابِتُ فِي الآبَاءِ دون الفِعْلِ . وقال شَمر في غَرِيبِ الحَدِيثِ : الحَسَبُ الفَعَالُ الحَسَنُ له ولآبَائِه مَأْخوذٌ من الحِسَابِ إذَا حَسَبُوا مَنَاقِبَهم وقال المُتَلَمِّسُ :
وَمَنْ كَانَ ذَا نَسْبٍ كَرِيمٍ ولَمْ يَكنُ ... لَهُ حَسَبٌ كَانَ اللَّئيمَ المُذَمَّمَا فَفَرَّقَ بين الحَسَبِ والنَّسَبِ فَجَعَلَ النَّسَبَ عَدَدَ الآبَاءِ والأُمَّهَاتِ إلى حَيْثً انْتَهَى أَو الحَسَبُ هو البَالُ أَي الشَّأْنُ وفي حَدِيثِ عُمَرَ رضي الله عنهُ أَنَّهُ قال : " حَسَبُ المَرْءِ دِينُهُ ومُرُوءَتُه خُلُقُهُ وأَصْلُهُ عَقْلُهُ " وفِي آخَرَ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال : " كَرَمُ المَرْءِ دِينُهُ ومُرُوءَتُهُ عَقْلُه وحَسَبُهُ خُلُقُهُ " وَرَجُلٌ شَرِيفٌ ورَجُلٌ مَاجِدٌ لَهُ آبَاءٌ مُتَقَدِّمُونَ في الشَّرفِ ورَجُلٌ حَسِيبٌ ورَجُلٌ كَرِيمٌ بِنَفْسِهِ قال الأَزهريُّ : أَرَادَ أَنَّ الحَسَبِ يَحْصُلُ لِلرَّجُلِ بِكَرَمِ أَخْلاَقِهِ وإنْ لَمْ يَكُنْ لَه نَسَبٌ وإذَا كان حَسِيبَ الآبَاءِ فَهُو أَكْرَمُ له أَو الحَسَبُ والكَرَمُ قَدْ يَكُونَانِ لِمَنْ لا آبَاءَ له شُرَفَاءَ والشَّرَفُ والمَجْدُ لا يَكُونَانِ إلاَّ بهم قاله ابنُ السِّكّيت واخْتَارَه الفَيُّومِيُّ فَجَعَلَ المَالَ بِمَنْزِلَةِ شَرَفِ النَّفْسِ والآبَاءِ والمَعْنَى أَنَّ الفَقِيرَ ذَا الحَسَبِ لا يُوَقَّرُ ولا يُحْتَفَلُ به والغَنِيُّ الذي لا حَسَبَ له يُوَقَّرُ ويُجَلُّ في العيونِ وفي حَدِيثِ وَفْدِ هَوَازِنَ قال لهم : " اخْتَارُوا إحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ إمَّا المالَ وإمَّا السَّبْيَ فَقَالُوا : أَمّا إذْا خَيَّرْتَنَا بَيْنَ المَالِ والحَسَبِ فإنَّا نَخْتَارُ الحَسَبَ " فاخْتَارُوا أَبْنَاءَهُمْ ونِسَاءَهُمْ أَرَادُوا أَنَّ فَكَاكَ الأَسْرَى وإيثَارَه على اسْتِرْجَاعِ المَالِ حَسَبٌ وفَعَالٌ حَسَنٌ فهو بالاخْتِيَارِ أَجْدَرُ وقيل : المُرَادُ بالحَسَبِ هنا عَدَدُ ذَوِي القَرَابَاتِ مَأْخوذٌ من الحِسَابِ وذلكَ أَنَّهُمْ إذا تَفَاخَرُوا عَدُّوا مَنَاقِبَهُمْ وَمَآثِرَهُمْ وفي التوشيح : الحَسَبُ : الشَّرَفُ بالآبَاءِ والأَقَارِبِ وفي الأَساس : وفُلانٌ لاَ حَسَبَ له ولاَ نَسَبَ : وهو مَا يَحْسُبُهُ ويَعُدُّه من مَفَاخِرِ آبَائِهِ قال شيخُنَا : وهذه الأَقوَالُ التي نَوَّعَ المُصَنِّفُ الخِلاَفَ فِيهَا كُلُّهَا وَرَدَتْ في الأَحَادِيثِ وكَأَنَّ النبيّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا عَلِمَ مِن اعْتِنَائِهِم بالمُفَاخَرَةِ والمُبَاهَاةِ كان يُبَيِّنُ لهم أَنَّ الحَسَبَ ليس هو ما تَعُدُّونَهُ منالمَفَاخِرِ الدُّنْيَوِيَّةِ والمَنَاقِبِ الفَانِيَةِ الذَّاهِبَةِ بَل الحَسَبُ الذي يَنْبَغِي للْعَاقِلِ أَنْ يَحْسُبَهُ ويَعُدَّهُ في مُفَاخَرَاتِهِ هُوَ الدِّينُ وتَارَةً قال : هو التَّقْوَى وقَال لآخَرَ : الحَسَبُ العَقْلُ وقال لآخَرَ ممن يُرِيدُ ما يَفخَرُ به في الدُّنْيَا : المَالُ وهكذا ثم قال : وكان بَعْضُ شُيُوخِنَا المُحَقِّقِينَ يقول : إنَّ بَعْضَ أَئِمَّةِ اللُّغَةِ حَقَّقَ أَنَّ مَجْمُوعَ كَلاَمِهِمْ يَدُلُّ على أَنَّ الحَسَبَ يُسْتَعْمَلُ على ثَلاَثَةِ أَوْجُهٍ : أَحَدُها أَنْ يَكُونَ مِن مَفَاخِرِ الآبَاءِ كما هُوَ رَأْيَ الأَكْثَرِ الثَّانِي أَنْ يَكُونَ من مَفَاخِرِ الرَّجُلِ نَفْسِهِ كما هو رَأْيُ ابنِ السكيت ومَنْ وَافَقَهُ الثَّالِثُ أَنْ يَكُونَ أَعَمَّ منهما من كُلِّ مَا يَقْتَضِي فَخْراً لِلْمُفَاخِرِ بأَيِّ نَوْع من المَفَاخِرِ كما جَزَمَ به في المغرب ونَحْوِه فقول المُصَنِّفِ : مَا تَعُدُّه مِنْ مَفَاخِرِ آبَائِكَ هو الأَصْلُ والصَّوَابُ المَنْقُولُ عن العَرَبِ وقَوْلُهُ أَوِ المَالُ إلى الشرف كُلُّهَا أَلْفَاظٌ وَرَدَتْ في الحَدِيثِ على جهةِ المَجَازِ لأَنَّهَا مِمَّا يُفْتَخَرُ بِهِ في الجُمْلَةِ فلا يَنْبَغِي عَدُّهَا أَقْوَالاً ولا من المَعَانِي الأُصولِ ولِذَا لم يَذْكُرْها أَكْثَرُ اللُّغَويِّين وأشَار الجوهريُّ إلى التَّمَجُّزِ فيها أيضاً . انتهى . وقد حَسُبَ الرجُل بالضمِّ حَسَابَة بالفَتْحِ وقد حَسُبَ الرجُل بالضمِّ حَسَابَة بالفَتْحِ كخَطُبَ خَطَابَة هكذا مَثَّلَهُ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ كابنِ مَنْظُورٍ والجَوْهري وغَيْرِهِمَا وتَبِعَهُمُ المَجْدُ فلا يَتوَجَّهُ عليه قَوْلُ شَيْخِنَا : ولو عَبَّرَ بكَرُمَ كَرَامَةً كان أَظْهَرَ وحَسَباً مُحَرَّكَةً فَهُوَ حَسِيبٌ أَنشد ثعلبٌ :
" وَرُبَّ حَسِيبِ الأَصْلِ غَيْرُ حَسِيبِ أَي له آبَاءٌ يَفْعَلُونَ الخَيْرَ ولا يَفْعَلُهُ هو ورَجُلٌ كرِيمُ الحَسَبِ من قَوْمٍ حُسَبَاءَ
وحَسْبُ مَجْزُومٌ بمَعْنى كَفَى قال سيبويهِ : وأَمَّا حَسْبُ فمَعْنَاهَا الاكْتِفَاءُ وحَسْبُكَ دِرْهَمٌ أَي كَفَاكَ وهو اسْمٌ وتَقُولُ : حَسْبُكَ ذلك أَي كفاك ذلك وأَنشد ابن السِّكِّيتِ :
ولمْ يَكُنْ مَلَكٌ لِلْقَوْمِ يُنْزِلُهُمْ . . ... إلاَّ صَلاصلَ لاَ يُلْوَى عَلَى حَسَبِ قَوْلُهُ لا يُلْوَى على حَسَب أَي يُقْسَمُ بَيْنَهُمْ بالسَّوِيَّةِ ولا يُؤْثَرُ به أَحَدٌ وقيل : " لاَ يُلْوَى على حَسَب " أَي لا يُلْوَى على الكِفَايَةِ لِعَوَزِ الماءِ وقِلَّتِهِ ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي أَي كَفَانِي كذا في الأَساس وفي لسان العرب وسيأْتي
وشَيْءٌ حِسَاب : كافٍ ومنه في التَّنْزِيلِ العَزِيزِ " عَطَاءً حِسَاباً " أَي كَثِيراً كافِياً وكُلُّ مَن أُرْضِيَ فقد أُحْسِبَ وهَذَا رجل حَسْبُكَ من رَجُلٍ ومَرَرْتُ بِرَجُلٍ حَسْبِكَ مِن رَجُلٍ . مَدْحٌ لِلنَّكِرَةِ لأَنَّ فيه تَأْوِيلَ فِعْلٍ كأَنَّهُ قال : مُحْسِبٌ لك أَي كَافٍ لَك أَو كَافِيكَ مِن غَيْرِه لِلْوَاحِدِ والتَّثْنِيَةِ والجَمْعِ لأَنَّهُ مَصْدَر وتقول في المَعْرِفَةِ : هذا عَبْدُ اللهِ حَسْبَكَ مِن رَجُلٍ فَتَنْصِبُ حَسْبَكَ على الحَالِ وإنْ أَرَدْتَ الفِعْلَ في حَسْبَكَ قُلْتَ : مَرَرْتُ بِرَجلٍ أَحْسَبَكَ مِن رَجُلٍ وبِرَجُلَيْنِ أَحْسَبَاكَ وبرِجَالٍ أَحْسَبُوكَ ولكَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِحَسْب مُفْرَدَةً تقول : رَأَيْتُ زَيْداً حَسْبُ كَأَنَّكَ قُلْتَ حَسْبِي أَوْ حَسْبُكَ وقَالَ الفَرَّاءُ في قَوْلِهِ تَعَالَى : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللهُ ومَنِ اتبعَكَ مِنَ المؤمِنِين " أَيْ يَكْفِيكَ اللهُ ويَكْفِي مَن اتَّبَعَكَ قالَ : ومَوْضِعُ الكَافِ في حَسْبُكَ ومَوْضِعُ مَنْ نَصْبٌ علَى التَّفْسِيرِ كَمَا قال الشاعِرَ :
إذَا كَانَتِ الهَيْجَاءُ وانْشَقَّتِ العَصَا ... فَحَسْبُكَ والضَّحَّاكَ سَيْفٌ مُهَنَّدُوقولهم : حَسِيبُكَ اللهُ أَي كَأَمِيرٍ كذا في النُّسَخِ وفي لسان العرب : حَسْبُكَ اللهُ أَيِ انْتَقَمَ اللهُ مِنْكَ وقال الفَرَّاءُ في قوله تعالى : " وكَفَى بِاللهِ حَسِيباً " وقَوْلُه تَعَالَى : " إنَّ اللهَ كانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً " أَيْ مُحَاسِباً أَو يَكُونُ بمَعْنَى كَافِياً أَي يُعْطِي كُلَّ شَيْءٍ من العِلْمِ والحِفْظِ والجَزَاءِ بمِقْدَارِ ما يحْسُبُه أَيْ يَكْفِيهِ تَقُولُ حَسْبُكَ هذا أَي اكتَفِ بهَذَا وفي الأَساس : مِنَ المَجَازِ : الحِسَابُ كَكِتَابٍ هو الجَمْعُ الكَثِيرُ من النَّاسِ تقول : أَتَانِي حِسَابٌ من النَّاسِ كما يُقَالُ : عَدَدٌ منهم وعَدِيدٌ . وفي لسان العرب : لُغَةُ هُذَيْلٍ وقَالَ سَاعِدَةُ بن جُؤَيَّةَ الهُذَلِيُّ :
فَلَمْ يَنْتَبِهْ حَتَّى أَحَاطَ بِظَهْرِهِ ... حِسَابٌ وَسِرْبٌ كَالجَرَادِ يَسُومُ وفي حَدِيثِ طَلْحَةَ " هَذَا ما اشْتَرَى طَلْحَةُ مِن فُلاَنٍ فَتَاهُ بِكَذَا بِالحَسَبِ والطِّيبِ " أَي بالكَرَامَةِ مِن المُشْتَرِي والبَائع والرَّغْبَةِ وطِيبِ النَّفْسِ منهما وهو مِن حَسَّبْتُهُ إذَا أكْرَمْتَهُ وقيل : مِن الحُسْبَانَةِ وهي الوِسَادَةُ وفي حَدِيث سِمَاكٍ قال شُعْبَةُ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : " ما حَسَّبُوا ضَيْفَهُمْ شَيْئاً " أَي ما أَكْرَمُوهُ كَذَا في لسان العرب
وعَبَّادُ بنُ حُسَيْبٍ كُزُبَيْرٍ كُنْيَتُهُ أَبُو الخَشْنَاءِ أَخْبَارِيٌّ والذي في التَّبْصِيرِ للحَافِظِ أَنَّ اسْمَهُ عَبَّادُ بنُ كُسَيْبٍ فَتَأَمَّلْ
والحُسْبَانُ بِالضَّمِّ جَمْعُ الحِسَابِ قاله الأَخفَش وتَبِعَهُ أَبو الهَيْثَمِ نقله الجوهريُّ والزَّمخشَرِيُّ وأَقَرَّه الفِهْرِيُّ فهو يُسْتَعْمَلُ تَارَةً مُفْرَداً ومصْدَراً وتَارَةً جَمْعاً لِحِسَابٍ إذا كان اسْماً لِلْمَحْسُوبِ أَو غَيْرِه لأَنَّ المَصَادِرَ لا تُجْمَعُ . قال أَبو الهَيْثَمِ : ويُجْمَعُ أَيضاً على أَحْسِبَةٍ . مِثْلُ شِهَابٍ وأَشْهِبَةٍ وشُهْبَانٍ ومِن غَرِيبِ التَّفْسِيرِ أَنَّ الحُسْبَانَ في قوله تعالى : " الشَّمْسُ والقَمَرُ بِحُسْبَانٍ " اسمٌ جَامِدٌ بِمَعْنَى الفلك مِنْ حساب الرَّحَا وهُوَ مَا أَحَاطَ بِهَا مِنْ أَطْرَافِهَا المُسْتَدِيرَةِ قَالَهُ الخَفَاجِيُّ ونَقَلَه شيخُنا
والحُسْبَان : العَذَابُ قال تعالى : " ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ " أَي عَذَاباً قاله الجَوْهريُّ وفي حديث يَحْيَى بنِ يَعْمَرَ " كان إذا هَبَّتِ الرِّيحُ يقول : لا تَجْعَلْهَا حُسْبَاناً " أي عَذَاباً وقال أبُو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ : الحُسْبَانُ : البَلاَءُ والشَّرُّ والحُسْبَانُ : العَجَاجُ والجَرَادُ نَسَبَه الجوهَرِيُّ إلى أَبِي زِيَادٍ أَيْضاً والحُسْبَانُ النَّارُ كذا فَسَّرَ به بعضُهم والحُسْبَانُ : السِّهَامُ الصِّغَارُ يُرْمَى بها عن القِسِيِّ الفَارِسِيَّةِ قال ابنُ دُرَيْدٍ : هو مُوَلَّدٌ وقال ابنُ شُمَيْلٍ : الحُسْبَانُ : سِهَامٌ يَرْمِي بِهَا الرَّجُلُ في جَوْفِ قَصَبَةٍ يَنْزِعُ في القَوْسِ ثُمَّ يَرْمِي بِعِشْرِينَ منْهَا فلا تَمُرُّ بِشَيْءٍ إلاَّ عَقَرَتْهُ مِن صَاحِبِ سِلاَحٍ وغَيْرِه فإذا نَزَعَ في القَصَبَةِ خَرَجَتِ الحُسْبَانُ كَأَنَّهَا غَبْيَةُ مَطَرٍ فَتَفَرَّقَتْ فِي النَّاسِ . وقال ثَعْلَب : الحُسْبَانُ المَرَامِي وهي مِثْلُ المَسَالِّ رَقِيقَةٌ فيهَا شَيْءٌ من طُولٍ لا حُرُوفَ لهَا قال : والمقدَح بالحَدِيدَةِ مِرْمَاةٌ . وبالمَرَامِي فُسِّر قولُهُ تعالى : " ويُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ " والحُسْبَانَةُ وَاحِدُهَا والحُسْبَانَةُ : الوِسَادَةُ الصَّغِيرَةُ تقول مِنْهُ : حَسَّبْتُهُ إذَا وَسَّدْتَهُ قال نَهِيكٌ الفَزَارِيُّ يُخَاطِبُ عَامِرَ بنَ الطُّفَيْلِ :
لَتَقِيتَ بِالْوَجْعَاءِ طَعْنَةَ مُرْهَفٍ ... حَرّانَ أَوْ لَثَوَيْتَ غَيْرَ مُحَسَّبِالوَجْعَاءُ : الاسْتُ يقول : لو طَعَنْتُكَ لَوَلَّيْتَنِي دُبُرَكَ واتَّقَيْتَ طَعْنَتِي بِوَجْعَائِكَ ولَثَوَيْتَ هَالِكاً غَيْرَ مُكَرَّمٍ لا مُوَسَّدٍ ولا مُكَفَّنٍ كَالمَحْسَبَةِ وهي وِسَادَةٌ مِن أَدَمٍ وحَسَّبَهُ : أَجْلَسَهُ عَلَى الحُسْبَانَةِ أَو المَحْسَبَةِ وعن ابنِ الأَعْرَابيّ : يُقَالُ لِبِسَاطِ البَيْتِ : الحِلْسُ ولِمَخَادِّهِ : المَنَابِذُ ولِمَسَاوِرِهِ : الحُسْبَانَاتُ ولحُصْرِهِ : الفُحُولُ والحُسْبَانَةُ : النَّمْلَةُ الصَّغِيرَةُ والحُسْبَانَةُ : الصَّاعِقَةُ والحُسْبَانَةُ : السَّحَابَةُ والحُسْبَانَةُ : البَرَدَة أَشَارَ إليه الزجاجُ في تفسيره
ومُحَمَّدُ بنُ إبْرَاهِيمَ وفي نُسْخَةٍ أَحْمَدُ بنُ حَمْدَوَيْهِ الحَسَّابُ كَقَصَّابٍ البُخَارِيُّ الفَرَضِيُّ مات سنة 339 ، ومُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ بنِ حِسَابس الغُبْرِيّ البَصْرِيُّ كَكِتَابٍ مُحَدِّثَانِ الأَخِيرُ مِنْ شُيُوخِ مُسْلِمٍ
والحِسْبَةُ بالكَسْرِ هُوَ الأَجْرُ واسْمٌ مِنْ الاحْتِسَابِ كالعِدَّةِ مِنْ الاعْتِدَادِ أَي احْتِسَابِ الأَجْرِ على اللهِ تقول : فَعَلْتُهُ حِسْبَةً . واحْتَسِبْ فِيهِ احْتِسَاباً والاحْتِسَابُ : طَلَبُ الأَجْرِ ج حِسَبٌ كعِنبٍ وسيأْتِي ما يَتَعَلَّقُ به قريباً ويُقَالُ : هُوَ حَسنُ الحِسْبَةِ أَي حَسَنُ التَّدْبِيرِ والكِفَايَةِ والنَّظَرِ فِيه ولَيْسَ هو من احْتِسَابِ الأَجْرِ
وأَبُو حِسْبَةَ مُسْلِمُ بنُ أَكْيَسَ الشَّامِيُّ تَابِعِيٌّ حَدَّثَ عَنْهُ صَفْوَانُ بنُ عَمْرٍو
وأَبُو حِسْبَةَ اسْم
والأَحْسَبُ بَعِيرٌ فيه بَيَاضٌ وحُمْرَةٌ وسَوَادٌ والأَكْلَفُ نَحْوُه قالَهُ أَبو زِيَادٍ الكِلاَبِيُّ تقول منه : احْسَبّ البَعِيرُ احْسِيبَاباً والأَحْسَبُ رَجُلٌ في شَعرِ رَأْسِهِ شُقْرَةٌ كذا في الصّحَاحِ وأَنْشَدَ لامْرِىءِ القَيْسِ بنِ عَابِسٍ الكِنْدِيِّ :
أَيَا هِنْدُ لاَ تَنْكَحِي بُوهَةً ... عَلَيْهِ عَقيقَتُهُ أَحْسَبَا يَصِفُهُ باللُّؤْمِ والشُّحِّ يقول كأَنَّهُ لم تُحْلَقْ عَقِيقَتُهُ في صِغَرِه حتى شَاخَ والبُوهَةُ : البُومَةُ العَظِيمَةُ تُضْرَبُ مَثَلاً لِلرَّجُلِ الذِي لا خَيْرَ فيه وعَقِيقَتُهُ : شَعَرُه الذي يُولدُ به يقول : لا تَتَزَوَّجِي مَنْ هذه صِفَتُهُ وقيلَ هو مَن ابيَضَّتْ جِلْدَتُهُ مِن دَاءٍ فَفَسدَتْ شَعْرَتُهُ فَصَارَ أَبْيَضَ وأَحْمَرَ يكون ذَلِكَ في النَّاسِ وفي الإِبِلِ وقال الأَزْهَرِيُّ عنِ الليثِ : إنَّ الأَحْسَبَ هو الأَبْرَصُ وقال شَمِرٌ : هو الذي لاَ لَوْنَ له الذي يُقَال فيه : أَحْسَبُ كَذا وأَحْسَبُ كذا والاسْمُ من الكُلِّ الحُسْبَةُ بالضَّمِّ قال ابنُ الأَعْرَابِيِّ : الحُسْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ والكُهْبَةُ : صُفْرَةٌ تَضْرِبُ إلى الحُمْرَةِ والقُهْبَةُ : سَوَادٌ يَضْرِبُ إلى الخُضْرَةِ والشُّهْبَةُ : سَوَادٌ وَبَيَاضٌ والجُلْبَةُ : سَوَاد صِرْفٌ والشُّرْبَةُ : بَيَاضٌ مُشْرَبٌ بِحُمْرَةٍ واللُّهْبَةُ : بَيَاضٌ نَاصِعٌ قَوِيٌّ
والأَحَاسِبُ : جَمْعُ أَحْسَبَ : مَسَايِلُ أَوْدِيَةٍ تَنْصَبُّ مِن السَّرَاةِ فِي أَرْضِ تِهَامَةَ إن قِيل : إنما يُجْمَعُ أَفْعَل على أَفَاعِلَ في الصِّفَاتِ إذَا كان مُؤَنَّثُهُ فُعْلَى مثل صَغِيرٍ وأَصْغَر وصُغْرَى وأصَاغِرَ وهذا مُؤَنَّثُهُ حَسْبَاءُ فَيجِب أَنْ يُجْمَعَ على فُعْلٍ أَوْ فُعَلاَءَ الجَوَابُ أَنَّ أَفْعَلَ يُجْمَعُ عَلَى أَفَاعِلَ إذَا كَانَ اسْماً عَلَى كُلِّ حَالٍ وهَا هُنَا فكَأَنَّهُمْ سَمَّوْا مَوَاضِعَ كُلِّ وَاحِدٍ منها أَحْسَبَ فَزَالَتِ الصِّفَةُ بِنَقْلِهِمْ إيَّاهُ إلى العَلَمِيَّة فتنَزَّل مَنْزِلَةَ الاسْمِ المَحْضِ فجَمَعُوه على أَحَاسِبَ كما فَعَلُوا بَأَحَاوِصَ وأَحَاسِنَ في اسْمِ مَوْضِعٍ وقد يأْتِي كذا في المعجموحَسِبَهُ كَذَا كَنَعِمَ يَحْسِبُهُ ويَحْسَبُه فِي لُغَتَيْهِ بالفَتحِ والكَسْرِ والكَسرُ أَجْوَدُ اللُّغَتَيْنِ حِسَاباً ومَحْسَبَةً بالفَتْح ومَحْسِبَةً بالكسْر وحِسْبَاناً : ظَنَّهُ ومَحْسِبَةً بالكسْر وحِسْبَاناً : ظَنَّهُ ومَحْسِبَةٌ بكَسْرِ السِّينِ مَصْدَرٌ نَادِرٌ على مَنْ قَالَ يَحْسَبُ بِالفَتْحِ وأَمَّا مَن قال يَحْسِبُ فَكَسَرَ فَلَيْسَ بِنَادِرٍ وتَقُولُ : مَا كَان في حِسْبَانِي كذا ولا تَقُل : مَا كَانَ في حِسَابِي كذا فِي مُشْكِلِ القُرْآنِ لابْنِ قُتَيْبَةَ وفي الصَّحَاح : ويقال : أَحْسِبُهُ : بالكَسْرِ وهو شَاذٌّ لأَنَّ كُلَّ فِعْلس كان مَاضِيهِ مَكْسُوراً فَإنَّ مُسْتَقْبَلَهُ يَأْتِي مَفْتُوحَ العَيْنِ نَحْو عَلِمَ يَعْلَمُ إلاَّ أَرْبَعَةَ أَحْرُفٍ جَاءَتْ نَوَادِرَ حَسِبَ يَحْسَبُ ويَحْسِبُ ويَبِس يَيْبَس ويَيْبِسَ وَيَئِسَ يَيْأَسُ وَيَيْئِسُ ونَعِمَ يَنْعَمُ ويَنْعِمُ فإنَّهَا جَاءَتْ مِن السَّالِمِ بالكَسْرِ والفَتْحِ ومِن المُعْتلِّ مَا جَاءَ مَاضِيهِ ومُسْتَقْبَلُهُ جَمِيعاً بالكَسْرِ : وَمِقَ يَمِقُ وَوَفِقَ يَفِقُ وَوَرِعَ يَرِعُ وَوَرِمَ يَرِمُ وَوَرِثَ يَرِثُ وَوَرِيَ الزَّنْدُ يَرِي وَوَلِيَ يَلِي وقُرِىءَ قَوْلُهُ تَعَالَى : " لاَ تَحْسَبَنَّ " و " لا تَحْسِبَنَّ " وقولُه تَعَالَى : " أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الكَهْفِ والرَّقِيمِ " وَرَوَى الأَزْهرِيُّ عن جَابِرِ بنِ عَبْدِ الله الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَرَأَ " يَحْسِبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ "
والحِسْبَةُ والحَسْبُ والتَّحْسِيبُ : دَفْنُ المَيِّتِ فِي الحِجَارَةِ قَالَه الليثُ أَوْ مُحَسَّباً بِمَعْنَى مُكَفَّناً وأَنْشَدَ :
" غَدَاةَ ثَوَى فِي الرَّمْلِ غَيْرَ مَحَسَّبِ أَي غَيْرَ مَدْفُونٍ وقيل غيرَ مُكَفَّنٍ وَلاَ مُكَرَّمٍ وقيل : غَيْرَ مُوَسَّدٍ والأَوَّلُ أَحْسَنُ قال الأَزهريُّ : لا أَعْرِفُ التَّحْسِيبَ بمَعْنَى الدَّفْنِ في الحِجَارَةِ ولا بِمَعْنَى التَّكْفِينِ والمَعْنَى في قَوْلِه غَيْرَ مُحَسَّبِ أَيْ غَيْرَ مُوَسَّدٍ وقد أَنْكَرَهُ ابنُ فَارسٍ أَيضاً كالأَزْهَرِيِّ ونقَلَه الصاغانيُّ . وَحَسَّبَهُ تَحْسِيباً : وَسَّدَهُ وحَسَّبَهُ : أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حَتَّى شَبِع وَرَوِي كَأَحْسَبَهُ وتَحَسَّبَ الرجلُ : تَوَسَّدَ ومن المَجَازِ : تَحَسَّبَ الأَخْبَارَ : تَعَرَّف وتَوَخَّى وَخَرَجَا يَتَحَسَّبَانِ الأَخْبَارَ : يَتَعَرَّفَانِهَا وعن أَبِي عُبَيْدِ : ذَهَبَ فُلانٌ يَتحَسَّبُ الأَخْبَارَ أَي يَتَحَسَّسُهَا وَيَتَجَسَّسُهَا بالجِيمِ ويَطْلُبُها تَحَسُّباً وفي حَدِيثِ الأَذَانِ " أَنهُمْ كَانُوا يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَسَّبُونَ الصَّلاةَ فَيَجِيئونَ بلا دَاعٍ " أَيْ يَتَعَرَّفُونَ ويَتَطَلَّبُونَ وَقْتَهَا ويتَوَقَّعُونَهُ فَيَأْتُونَ المَسْجِدَ قَبْلَ الأَذَانِ والمَشْهُورُ فِي الرِّوَايَةِ يَتَحَيَّنُونَ أَي يَطْلُبُونَ حِينَهَا وفي حديث بَعْضِ الغَزَوَاتِ " أَنَّهُمْ كَانُوا يَتَحَسَّبُونَ الأَخْبَارَ " أَي يَتَطَلَّبُونَهَا وتَحَسَّبَ الخَبَرَ : اسْتَخْبَرَ عنه حِجَازِيَّةٌ وقَالَ أَبو سِدْرَةَ الأَسَدِيُّ ويُقَال إنَّهُ هُجَيْمِيٌّ :
تَحَسَّبَ هَوَّاسٌ وَأَيْقَنَ أَنَّنِي ... بِهَا مُفْتَدٍ مِنْ وَاحِدٍ لاَ أُغَامِرُهْ يُقُولُ تَشَمَّمَ هَوَّاسٌ - وهو الأَسَدُ - نَاقَتِي فَظَنَّ أَنّي أَتْرُكُهَا له ولا أُقَاتِلُهُواحَتْسَبَ فُلاَنٌ عَلَيْهِ : أَنْكَرَ عليه قَبِيحَ عَمَلِه ومنه المُحْتَسِبُ يُقَالُ : هُوَ مَحْتَسِبُ البَلَدِ وَلاَ تَقْلُ مُحْسِبُه واحْتسب فلانٌ ابْناً لَهُ أَوْ بِنْتاً إذَا مَاتَ كَبِيراً فإنْ مَاتَ صَغِيراً لَمْ يَبْلُغِ الحُلُمَ قيل : افْتَرَطَهُ فَرَطاً وفي الحَدِيثِ " مَنْ مَاتَ لَهُ وَلَدٌ فاحْتَسَبَهُ " أَي احْتَسَبَ الأَجْرَ بِصَبْرِه على مُصِيبَتِه مَعْنَاهُ اعْتَدَّ مُصِيبَتَه به في جُمْلَةِ بَلاَيَا اللهِ التي يُثَابُ على الصَّبْرِ عليها واحْتَسَبَ بكَذَا أَجْراً عندَ اللهِ : اعْتَدَّهُ يَنْوِي به وَجْهَ اللهِ وفي الحَدِيثِ " مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إيمَاناً واحْتِسَاباً " أَيْ طَلَباً لوَجْهِ الله تعالَى وثَوَابِه وإنما قيل لِمَنْ يَنْوِي بعَمَلِه وَجْهَ اللهِ احْتسَبَهُ لأَنَّ له حِينَئذ أَنْ يَعْتَدَّ عَمَلَه فَجُعِلَ في حالِ مُبَاشَرَةِ الفِعْلِ كأَنَّه مُعْتَدٌّ بهِ . وفي لسان العرب : الاحْتِسَابُ في أَعْمَالِ الصَّالِحَاتِ وعند المَكْرُوهَاتِ هو البِدَارُ إلى طَلَبِ الأَجْرِ وتَحْصِيلِهِ بالتَّسْلِيمِ والصَّبْرِ أَو باسْتِعْمَالِ أَنْوَاعِ البِرِّ والقِيَامِ بها على الوَجْهِ المَرْسُومِ فيها طَلَباً للثَّوَابِ المَرْجُوّ منها وفي حديث عُمَرَ " أَيهَا النَّاسُ احْتَسِبُوا أَعْمَالَكُمْ فإنَّ مَنِ احْتَسَبَ عمَلَهُ كُتِبَ له أَجْرُ عَمَلِهِ وأَجْرُ حِسْبَتِهِ " وفي الأَسَاس : ومنَ المَجَازِ : احْتَسَبَ فُلاَناً : اخْتَبَرَ وسَبَرَ ما عنْدَهُ والنِّسَاءُ يَحْتَسِبْنَ ما عند الرِّجَالِ لهنَّ أَي يَخْتَبِرْنَ قاله ابنُ السّكِّيتِ
وزِيَادُ بنُ يَحْيَى الحَسَّابي بالفَتْحِ مُشَددّة من شُيوخِ النّبِيليّ وأَبُو منْصُورٍ مَحْمُودُ بنُ إسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ الحِسَابِيُّ بالكَسْرِ مُخَفَّفَةً مُحَدِّثَانِ الأَخِيرُ عن ابنِ فادشَاه وغيرِه
وإبْرَاهِيمُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ يُوسُفَ الحُسْبَانيّ الإِرْبِلِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌّ وُلِدَ سَنَةَ 670 وتَوَلَّى قَضَاءَ حُسْبان وتُوُفِّيَ سَنَةَ 755 ، كَذَا في طَبَقَاتِ الخيضري والحَافِظُ المُحَدِّثُ قَاضِي القُضَاةِ أَحْمَدُ ابنُ إسْمَاعِيلَ بنِ الحُسْباني ولد سنة 749 وتوفِّي سنة 815 تَرْجَمَهُ ابن حُجيّ وابْنُ حَجَرٍ والخيضريّ
وقد سمت حَسِيباً وحُسَيْباً وأَحْسَبَهُ الشَّيْءُ إذا كَفَاهُ ومنه اسْمُهُ تَعَالَى الحَسِيبُ هو الكَافِي فَعِيلٌ بمَعْنَى مُفْعِلٍ ويقال : أَحْسَبَنِي ما أَعْطَانِي أَي كَفَانِي قَالَتِ امْرَأَةٌ من بَنِي قُشَيْرٍ :
ونُقْفِي وَلِيدَ الحَيِّ إن كَانَ جَائِعاً ... ونُحْسِبُهُ إنْ كَانَ لَيْسَ بِجَائِعِ أَي نُعْطِيهِ حتى يقول حَسْبِي ونُقْفِيهِ نُؤْثِرُهُ بالقَفِيَّةِ والقَفَاوَةِ وهِيَ مَا يُؤْثَرُ بِهِ الضَّيْفُ والصَّبِيُّ وتقول : أَعْطَى فَأَحْسَبَ أَي أَكْثَرَ حتى قال حَسْبِي وقال أَبو زَيْدٍ : أَحْسَبْتُ الرَّجُلَ أَعْطَيْتُه حتى قال حَسْبِي والإِحْسَابُ : الإِكْفَاءُ وقَالَ ثَعْلَب : أَحْسَبَهُ مِنْ كل شَيْءٍ : أَعْطَاهُ حَسْبَهُ وما كَفَاه وإبلٌ مُحْسِبَةٌ : لها لَحْمٌ وشَحْمٌ كَثِيرٌ وأَنشَد :
" ومُحْسِبَةٌ قَدء أَخْطَأَ الحَقُّ غيْرَهَاتَنَفَّسَ عَنْهَا حَيْنُها فَهْيَ كَالشَّوَى وقالَ أَحْمَدُ بنُ يَحْيى : سَأَلْتُ ابنَ الأَعْرَابيِّ عن قَوْلِ عُرْوَةَ بنِ الوَرْدِ :
" وَمُحْسِبَةٍ مَا أَخْطَأَ الحَقُّ غَيْرَهَاالبَيْتَ فقال : المُحْسِبَةُ بِمَعْنيَيْنِ : مِن الحَسَبِ وهو الشرفُ ومِن الإِحْسَابِ وهو الكِفَايَة أَيْ أَنَّهَا تُحْسِبُ بِلَبَنِهَا أَهْلَهَا والضَّيْفَ وما صِلَةٌ . المعنى أَنَّهَا نُحِرَتْ هِي وسَلِمَ غَيْرُهَا . وقال بَعْضُهُمْ : لأُحْسِبَنَّكم مِن الأَسْوَدَيْنِ يَعْنِي التَّمْرَ والمَاءَ أَي لأُوَسِّعَنَّ عَلَيْكُم وأَحْسَبَ الرَّجُلَ وحَسَّبَهُ : أَطْعَمَهُ وسَقَاهُ حتى شَبِعَ . وقدْ تَقَدَّمَ وقيل : أَعْطَاهُ حتى أَرْضَاهُ واحْتَسَبَ انْتَهَى . واحْتَسَبْتُ عليه بالمَالِ واحْتَسَبْتُ عنده اكْتَفَيْتُ وفُلاَنٌ لا يُحْتَسَبُ : لا يُعْتَدَّ به ومن المَجَازِ : اسْتَعْطَانِي فَاحْتَسَبْتُهُ : أَكْثَرْتُ له كذا في الأَساس . وفي شِعْرِ أَبِي ظَبْيَانَ الوَافِدِ على رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم :
" نحْنُ صِحَابُ الجَيْشِ يَوْمَ الأَحْسِبَهْ وهو يَوْمٌ كان بينهم بالسَّرَاةِ وسيأتِي أَوَّلُ الأَبْيَاتِ في لهب ح ش ب
الحَوْلُ : السَّنَةُ اعتِباراً بانقلابِها ودَوَرانِ الشَّمس في مَطالِعها ومَغارِبها قال اللَّه تعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرضِعْنَ أَوْلاَدَهنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ " وقال : " مَتَاعاً إلى الحَولِ غَيرَ إِخْرَاجٍ " قاله الراغِبُ . وقال الحَرالِّيُّ : الحَوْلُ : تَمامُ القُوَّةِ في الشيء الذي يَنْتَهي لدَوْرةِ الشَّمس وهو العامُ الذي يَجْمَعُ كمالَ النَّباتِ الذي يُثْمِرُ فيه قواه . ج : أَحْوالٌ وحُؤُولٌ بالهمز وحُوُولٌ بالواو مع ضَمِّهما كما في المحكَم قال امرؤ القَيس :
وهل يَنْعَمَنْ مَن كان أَقْرَبُ عَهْدِهِ ... ثلاثِينَ شَهْراً أو ثلاثةَ أَحْوالِ وحالَ الحَوْلُ حَوْلاً : تَمَّ وأحالَهُ اللَّهُ تعالى علينا : أًتمَّهُ . وحالَ عليه الحَوْلُ حَوْلاً وحُؤُولاً كذا في النُّسَخ وفي المحكَم : حُؤُلاً : أَتَى . في الحديث : " مَن أَحَالَ دَخَلَ الجَنَّةَ " قال ابنُ الأعرابيّ : أي أَسْلَمَ لأنه تَحوَّل عمَّا كان يَعبُدُ إلى الإِسلام . أحال الرجُلُ : صارَتْ إِبِلُه حائِلاً فلم تَحْمِلْ عن أبي عمرو . أحالَ الشيء : أَتَى عليه حَوْلٌ سواءٌ كان مِن الطَّعام أو غيرِه فهو مُحِيلٌ كاحْتالَ وأَحْوَلَ أَيْضاً . أحالَ بالمَكانِ : أقامَ به حَوْلاً وقيل : أَزْمَنَ مِن غيرِ أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . كأَحْوَلَ به عن الكِسائيّ . أحالَ الحَوْلَ : بَلَغَهُ ومنه قولُ الشاعر :
" أَزائِدَ لا أَحَلْتَ الحولَ... البيت أي : أماتَكَ اللَّهُ قبلَ الحَولِ . أحالَ الشيء : تَحوَّلَ مِن حالٍ إلى حالٍ . أو أحالَ الرجُلُ : تَحوَّلَ من شيء إلى شيءٍ كحالَ حَوْلاً وحُؤُولاً بالضمِّ مع الهمزِ ومنه قولُ ابنِ الأعرابي السابقُ في تفسير الحديث . أحالَ الغَرِيمَ : زَجَّاه عنه إلى غَريمٍ آخَرَ والاسمُ : الحَوالةُ كسَحابةٍ . كذا في المحكَم . أحالَ عليه : اسْتَضْعفَه . أحالَ عليه الماءَ مِن الدَّلْو : أَفْرَغَهُ وقَلَبها قال لَبِيدٌ رضي الله عنه :
كأنَّ دُمُوعَهُ غَرْبَا سُناةٍ ... يُحِيلُونَ السِّجالَ على السِّجالِ أحالَ عليه بالسَّوْطِ يَضْرِبُه : أي أَقْبَلَ قال طَرَفَةُ بن العَبد :
أَحَلْتُ عليهِ بالقَطِيع فأَجْذَمَتْ ... وقد خَبَّ آلُ الأَمْعَزِ المُتَوَقِّدِ
أحالَ اللَّيلُ : انْصَبَّ على الأرضِ وأقْبَلَ قال الشاعرُ في صِفَة نَخْل :
" لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائِها
" وإن أحالَ اللَّيلُ مِن ورَائِها يَعْني أنّ النَّخلَ إنما أولادُها الفُسلانُ والذِّئابُ لا تأكلُ الفَسِيلَ فهي لا تَرهَبُها عليها وإن انصَبَّ اللَّيلُ مِن ورائها وأَقْبلَ . أحالَ في ظَهْرِ دابَّتِه : وثَبَ واسْتَوى راكِباً كحالَ حُؤُولاً . أحالَت الدارُ : تَغيَّرتْ أتى عليها أحْوالٌ جَمْعُ حَوْلٍ بمعنى السَّنَة . كأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ بها وكذلك أعامتْ وأشْهَرَتْ كذا في المحكَم والمُفْردات . وفي العُباب : أحالَت الدارُ وأحْوَلَتْ : أي أتَى عليها حَوْلٌ وكذلك الطَّعامُ وغيرُه فهو مُحِيلٌ قال الكُمَيت :
أَلَمْ تُلْمِمْ على الطَّلَلِ المُحِيلِ ... بفَيْدَ وما بُكاؤكَ بالطُّلُولِ ويقال أيضاً : أحْوَلَ فهو مُحْوِلٌ قال الكُمَيت أيضاً :
أأَبْكاكَ بالعُرُفِ المَنْزِلُ ... وما أنتَ والطَّلَلُ المُحْوِلُ وقال امرؤ القيس :
مِن القاصِراتِ الطَّرفِ لو دَبَّ مُحْوِلٌ ... من الذَّرِّ فوقَ الإِتْبِ منها لَأَثَّرا وأَحْوَلَ الصَّبِيُّ فهو مُحْوِلٌ : أتَى عليه حَوْلٌ مِن مَولدِه قال امرؤ القَيس :
" فأَلْهَيْتُها عن ذِي تَمائِمَ مُحْوِلِ وقيل : مُحْوِلٌ : صَغِيرٌ من غير أن يُحَدَّ بحَوْلٍ . والحَوْلِيُّ : ما أَتَى عليه حَوْلٌ مِن ذي حافِرٍ وغيرِه يقال : جَمَلٌ حَوْلِيٌّ ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ كقولِهم فيه : نَبتٌ عامِيٌّ . ونَصّ العُباب : وكلُّ ذِي حاِفرٍ أَوْفى سَنَةً حَوْلِيٌّ . وهي بِهاءٍ ج : حَوْلِيَّاتٌ . والمُسْتَحالَةُ والمُسْتَحِيلَةُ مِن القِسِيِّ : المُعْوَجَّةُ في قابها أو سيَتِها وقد حالَتْ حَوْلاً . وحال وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عندَ الرَّمْي وحالَت القَوْسُ وَتَرها وفي العُباب : استحالَت القَوْسُ : انقَلَبَتْ عن حالِها التي غُمِزَتْ عليها وحصَل في قابِها اعْوِجاجٌ مِثل حالَتْ قال أبو ذُؤَيب :
وحالَتْ كحَوْلِ القَوْسِ طُلَّتْ فعُطِّلَتْ ... ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها وظُهارُهايقول : تَغيَّرتْ هذه المرأةُ كالقَوْس التي أصابها الطَّلُّ فنَدِيَتْ ونُزِعَ عنها الوَتَرُ ثلاثَ سِنين فزاغ عَجْسُها واعوَجَّ . المُسْتحالَةُ مِن الأرْضِ : التي تُرِكَتْ حَوْلاً أو أَحْوالاً كذا في النسَخ وفي بعضها : أو حَوْلَيْن ونَصُّ المحكَم : وأَحْوالاً . وفي حديث مُجاهِد : " أنه كان لا يَرَى بَأْساً أن يَتَوَّركَ الرجُلُ على رِجْلِه اليُمْنَى في الأرضِ المُسْتَحِيلةِ في الصَّلاة " قال الصاغانيُّ : هي التي ليست بمُسْتَوِيةٍ لأنها اسْتَحالَتْ عن الاستِواء إلى العِوَج . وكُلُّ ما تَحَوَّل أو تَغَيَّرَ مِن الاستِواء إلى العِوَج فقد حالَ واسْتَحالَ وفي نُسخة : كُلّ ما تَحرَّك أو تَغيَّر . وفي العُباب : كُلُّ شيء تَحوَّلَ وتحرَّك فقد حالَ . ونصُّ المحكَم : كلّ شيء تغَيَّر إلى العِوَجِ فقد حالَ واسْتَحالَ . وقال الراغِب : أصلُ الحَوْلِ تغيُّرُ الشيء وانفِصالُه عن غيرِه وباعتِبار التَّغيُّرِ قِيل : حالَ الشيء يحُولُ حَوْلاً وحُؤُولاً . واستحالَ : تَهيَّأَ لأَن يحُولَ وبلسانِ الانفِصال قِيل : حالَ بيني وبينَك كذا . والحَوْلُ والحَيلُ والحِوَلٌ كعِنَبٍ والحَوْلَةُ والحِيلَةُ بالكسر والحَوِيل كأمِيرٍ والمَحَالَة والمَحالُ والاحتِيالُ والتَّحوّلُ والتَّحَيُّلُ إحْدَى عَشْرَة لُغَةً أوردها ابنُ سِيدَه في المُحْكَم ما عدا الرابعةَ والسابعةَ . وفاتَتْه : المُحِيلَةُ عن الصاغاني وكذا الحُولَةُ بالضمّ عن الكسائي كلُّ ذلك الحِذْقُ وجَودَةُ النَّظَرِ والقُدْرةُ على دِقَّةِ التَّصرُّفِ . وفي المِصْباح : الحِيلَةُ : الحِذْقُ في تدبيير الأُمور وهو تَقلُّبُ الفِكر حتى يَهْتديَ إلى المقصُود . وقال الراغِبُ : الحِيلَةُ : ما يُتَوصَّلُ به إلى حالةٍ مّا في خِفْيَةٍ وأكثَرُ استعمالِه فيما في تعاطيه حِنْثٌ قد يستعمل فيما في استعماله حِكْمَةٌ ولهذا قِيل في وَصفِه تعالى : " وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ " أي الوُصولِ في خِفْيةٍ مِن الناسِ إلى ما فيه حِكمةٌ وعلى هذا النَّحْو وُصِف بالمَكْر والكَيد لا على الوَصفِ المفهوم تعالى اللَّهُ عن القَبِيح . قال : والحِيلَةُ : مِن الحَوْل ولكن قُلِب واوُه ياءً لانكسار ما قبلَه ومنه قِيل : رجُلٌ حُوَلٌ . وقال أبو البَقاء : الحِيلَةُ : مِن التّحوُّلِ ؛ لأن بها يُتَحوَّلُ مِن حالٍ إلى حال بنَوعِ تدبيرٍ ولُطْفٍ يُحِيلُ بها الشيء عن ظاهِره . وشاهِدُ الحَوِيل قولُ بَشامَةَ بن عمرو :
بِعَيْنٍ كَعَيْنِ مُفِيضِ القِداحِ ... إذا ما أَراغَ يُرِيدُ الحَوِيلَا وقال الكُمَيت :
يَفُوتُ ذَوِي المَفاقِرِ أَسْهَلاهُ ... مِن القُنَّاصِ بالفَدَرِ العَتُولِ
وذات اسْمَين والألوانُ شَتَّى ... تُحَمَّقُ وهي كَيِّسَةُ الحَوِيلِيعني الرَّخَمة . وذَوُو المفَاقِرِ : الذين يَرْمُون الصَّيدَ على فُقْرةٍ : أي إمْكانٍ . والحِوَلُ والحِيَلُ كعِنَبٍ فيهما والحِيلاتُ بالكسر : جُموعُ حِيلَةٍ الأوّل نَظراً إلى الأصل واقتصر ابنُ سِيدَه على أوّلهما . ورجُلٌ حُوَلٌ كصُرَدٍ وبُومَةٍ وسُكَّرٍ وهُمَزَةٍ وهذه من النَّوادِر وحَوالِيُّ بالفتح ويُضَمّ وحَوَلْوَلٌ وحُوَّلِيٌّ كسُكَّرِيٍّ ثمانية لُغات ذكرهُنّ ابنُ سيدَه ما عدا الثانيةَ والأخيرةَ فقد ذكرهما الصاغاني : أي شَدِيدُ الاحتِيالِ . ورجُلٌ حَوَلْوَلٌ : مُنْكَرٌ كَمِيشٌ مِن ذلك . ورجُلٌ حَوالِيُّ وحوَّلٌ : بَصيرٌ بتحويلِ الأمور . وهو حُوَّلٌ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبٌ وحُوَّلِيٌّ قُلَّبِيٌّ بَمْعنًى . يُقال : ما أَحْوَلَهُ وأَحْيَلَه وهو أحْوَلُ منكَ وأَحْيَلُ مُعاقَبَةٌ : أي أكثَرُ حِيلَةً عن الفَرّاء . يُقال : لا مَحالَةَ منه بالفتح : أي لا بُدَّ يقال : الموتُ آتٍ لا مَحالَةَ . والمُحالُ مِن الكلامِ بالضمّ : ما عُدِلَ به عن وَجْهِه . وقال الراغِبُ : هو ما جُمِعَ فيه بينَ المُتناقِضَيْن وذلك يُوجَد في المَقالِ نحو أن يقال : جِسمٌ واحِدٌ في مَكانَينْ في حالةٍ واحدة . وقال غيرُه : هو الذي لا يُتَصَوَّرُ وجودُه في الخارِج . وقيل : المُحالُ : الباطِلُ مِن : حالَ الشيء يحُولُ : إذا انتقل عن جِهَتِه . كالمُستَحِيل يقال : كلامٌ مُستَحِيلٌ : أي مُحالٌ . واسْتَحالَ الشيء : صار مُحالاً . وأحالَ : أتَى به أي بالمُحال زاد الصاغانيُّ وَتَكَلَّمَ به . والمِحْوالُ كمِحْرابٍ : الرجُلُ الكَثيرُ المُحالِ في الكلام عن اللَّيث . وحَوَّلَهُ تَحوِيلاً : جَعَلَهُ مُحالاً . حَوَّلَهُ إليه : أزالَهُ . وقال الراغِبُ : حوَّلتُ الشيء فتحوَّل : غَيَّرتُه فتغيَّرَ إمّا بالذات أو بالحُكْم أو بالقَول وقولُك : حَوَّلتُ الكِتابَ : هو أن تَنقُلَ صُورةَ ما فيه إلى غيره مِن غيرِ إزالةٍ للصُّورةِ الأُولى . والاسمُ الحِوَلُ والحَوِيلُ كعِنَبٍ وأَمِيرٍ ومنه قولُه تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " كما في المُحكَم كما سيأتي . حَوَّلَ الشيء : تَحوَّلَ لا زِمٌ مُتَعَدٍّ وقولُ النابغة الجَعْدِي :
أَكَظَّكَ آبائِي فحَوَّلْتَ عَنْهُمُ ... وقُلت له يا بْنَ الحَيَا لا تَحَوَّلا يجوز أن يُستَعملَ فيه حَوَّلْت مكانَ تَحوَّلْت ويجوز أن يريد : حَوَّلْتَ رَحْلَك فحَذف المفعولَ وهذا كثيرٌ كما في المحكَم . وفي العُباب : حَوَّلتُ الشيء : نقلتُه مِن مكانٍ إلى مَكان وَحَوَّلَ أيضاً بنفسِه يتَعدَّى ولا يتَعدّى قال ذو الرُّمّة :
إذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأيتَهُ ... حَنِيفاً وفي قَرْنِ الضُّحَى يَتَنَصَّرُ يَصِفُ الحِرباءَ يعني تَحوَّل هذا إذا رفعتَ الظِّلّ على أنه الفاعل وفتحتَ العَشِيَّ على الظَّرف . ويُروى : الظِّلَّ العَشِيُّ على أن يكون العَشِيُّ هو الفَاعِلَ والظِّلّ مفعولٌ به . قال شَمِرٌ : حَوَّلَتِ المَجَرَّة : صارَتْ في وسَطِ السماءِ وذلك في شِدَّة الصَّيف وإقْبالِ الحَرّ قال ذو الرمة :
وشُعْثٍ يَشُجُّونَ الفَلَا في رُؤوسِهِ ... إذا حَوَّلَتْ أُمُّ النُّجُومِ الشَّوابِكِ يُقال : قَعَد هو حَوالَيهِ بفتح اللام وكسر الهاء مُثنى حَوال . وحَوْلَهُ وحَوْلَيْهِ مُثَنًّى وحَوالهُ كسَحابٍ وأَحْوالَة على أنه جَمْعُ حَوْلٍ بمَعْنًى واحِدٍ . قال الصاغانيُّ : ولا تَقُلْ حَوالِيه بكسرِ اللّامِ . وفي حَدِيثِ الدُّعاء : " اللَّهُمَّ حَوالَينَا ولا عَلَيْنا " . وقالَ الراغِبُ : حَوْلُ الشيءِ : جانِبُه الذي يُمْكِنُه أَنْ يَحُولَ إليه قال اللَّهُ تعالى : " الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرشَ وَمَنْ حَوْلَهُ " . وفي شرح شواهِدِ سِيبَويه : وقد يُقال : حَوالَيْكَ وَحَوْلَيْك وإنما يُريدون الإحاطةَ مِن كلِّ وَجْه ويَقْسِمون الجِهاتِ التي تُحِيط إلى جهتَينْ كما يُقالُ : أحاطُوا به مِن جانِبَيه ولا يُراد أنّ جانباً مِن جوانِبِه خَلا نقلَهُ شيخُنا . وشاهِدُ الأَحْوالِ قولُ امرئ القيس :
فقالَت سَباكَ اللَّهُ إنَّكَ فاضِحِى ... ألَسْتَ ترَى السُّمّارَ والناسَ أَحْوالي ؟قال ابنُ سِيده : جَعل كُلَّ جزءٍ مِن الجِزمِ المُحيطِ بها حَوْلاً ذَهب إلى المُبالغَة بذلك : أي إنه لا مكانَ حولَها إلّا وهو مشغولٌ بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تعذُّرِها عليه . واحْتَوَلُوه : احْتاشُوا عليه ونَص المحكَم والعُباب : احْتَوشُوا حَوالَيه . وحاوَلَهُ حِوالاً بالكسر ومُحاوَلَةً : رامَهُ وأراده كما في المحكَم . والاسمُ : الحَوِيلُ كأمِيرٍ كما في العُباب ومنه قولُ بَشامَةَ بنِ عمرو الذي تقدَّم . وكُلُّ مما حَجَز بينَ شَيئينِ فقد حالَ بينَهما حَوْلاً . قال الراغِبُ : يقال ذلك باعتِبارِ الانفصالِ دُونَ التَّغيُّر قال اللّه تعالى : " وَاعْلَمُوا أنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ المَرءِ وَقَلْبِهِ " أي يَحجِزُ . وقال الراغِبُ : فيه إشارةٌ إلى ما قيل في وَصْفِه : مُقَلِّب القُلُوب وهو أن يُلقِىَ في قلبِ الإنسان ما يَصْرِفُه عن مُرادِه لحِكْمةٍ تَقْتَضِي ذلك وقِيلَ على ذلك : " وَحِيلَ بَينَهُم وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ " . وفي العُباب : أي يَمْلِك عليه قَلْبَه فيُصَرِّفُه كيف شاء . قال الراغِبُ : وقال بعضُهم في معنى قوله : " يَحُولُ بَين المَرءِ وقَلْبِهِ " : هو أن يُهْلِكَه أو يَرُدَّه إلى أرذَلِ العُمر لِكَيلا يَعْلَم مِن بَعْدِ عِلْمٍ شيئاً . واسمُ الحاجِزِ : الحِوالُ والحُوَلُ ككِتابٍ وصُرَدٍ وجَبَلٍ . وفي المُحكَم : الحِوالُ والحوال والحَوَلُ . وفي العُباب : قال اللَّيثُ : الحِوالُ بالكسر : كلّ شيء حالَ بينَ اثنين يُقال : هذا حِوالٌ بينَهما : أي حائِلٌ بينَهما كالحِجازِ والحاجِز . وحَوالُ الدَّهْرِ كسَحابٍ : تَغيّرُه وصَرفُه قال مَعْقِلُ بن خُوَيْلد :
" أَلاَ مِن حَوالِ الدَّهْرِ أصبحت ثاويا وهذا مِن حُولَةِ الدَّهْرِ بالضمّ وحَوَلانِه مُحرَّكةً وحِوَلِه كعِنَبٍ وحُوَلائِه بالضم مع فَتح الواو : أي مِن عَجائِبِه . ويقال أيضاً : هو حُولَةٌ من الحُوَلِ : أي داهِيَةٌ مِن الدَّواهي . وتَحَوَّل عنه : زال إلى غَيرِه وهو مُطاوِعُ حَوَّله تَحْوِيلاً . والاسمُ الحِوَلُ كعِنَبٍ ومنه قولهُ تعالى : " لاَ يَبغُونَ عَنْهَا حِوَلاً " . وجَعله ابنُ سِيدَه اسماً مِن : حَوَّلَه إليه . وفي العُباب في معنى الآية : أي تَحَوُّلاً يقال : حالَ مِن مَكانِه حِوَلاً وعادَني حُبُّها عِوَداً . وقيل : الحِوَلُ : الحِيلَةُ فيكون المعنَى على هذا الوَجْهِ : لا يَحتالُون مَنْزِلاً عنها . تَحَوَّلَ : حَمَل الكارَةَ على ظَهرِه وهي الحالُ يقال : تَحَوَّلَ حالاً : حَملَها . تحوّلَ في الأمرِ : احْتالَ وهذا قد تقدَّم . تحوَّلَ الكِساءَ : جَعَل فيه شَيئاً ثم حَمَله على ظَهرِه : كما في المُحكَم . والحائلُ : المُتغيِّرُ اللَّونِ من كلِّ شيء مِن : حالَ لونُه : إذا تَغيَّر واسودَّ عن أبي نَصر ومنه الحديث : " نهى عن أن يَستَنجِيَ الرجلُ بعَظْمٍ حائلٍ " . الحائِلُ : ع بجَبَلَي طَيِّئ عن ابنِ الكَلْبي قال امرؤ القَيس :
يا دارَ ماوِيَّةَ بالحائِلِ ... فالفَرْدِ فالخَبْتَيْنِ مِن عاقِلِ وقال أيضاً :
تَبِيتُ لَبُونِي بالقُرَيَّةِ أُمَّناً ... وأَسْرَحُها غِبّاً بأَكْنافِ حائِلِالحائلُ أيضاً : ع بنَجْدٍ . والحَوالَةُ : تَحْوِيلُ نَهْرٍ إلى نَهْر كما في المحكم . قال : والحالُ : كِينَةُ الإنسانِ وما هو عليه مِن خيرٍ أو شَرّ . وقال الراغِب : الحالُ : ما يَختَصُّ به الإنسانُ وغيرُه من الأمورِ المتغيِّرة في نَفسِه وبَدَنِه وقُنْيَتِه . وقال مَرَّةً : الحالُ يُستَعْمَلُ في اللّغَةِ للصِّفةِ التي عليها المَوصوفُ وفي تعارُفِ أهلِ المَنطِق لكيفيَّةٍ سريعةِ الزَّوال نحوُ حرارةٍ وبُرودَةٍ ورُطُوبةٍ ويُبُوسةٍ عارِضةٍ . كالحالَةِ وفي العُباب : الحالَةُ : واحِدَةُ حالِ الإنسانِ وأحوالِه . قال اللَّيثُ : الحالُ : الوَقْتُ الذي أنتَ فيه . وشَبَّه النَّحْويُّون الحالَ بالمَفْعُولِ وشَبَهُها به من حيثُ إِنها فَضْلَةٌ مثلُه جاءت بعدَ مُضيِّ الجُمْلة ولها بالظَّرْفِ شَبَهٌ خاصٌّ من حيثُ إنها مفعولٌ فيها ومَجِيئُها لبَيانِ هَيئَةِ الفاعلِ أو المَفْعُولِ . وقال ابنُ الكَمال : الحالُ لُغَةً : نِهايةُ الماضِي وبدايةُ المستَقْبَل واصطلاحاً : ما يُبيِّن هيئةَ الفاعلِ أو المفعول به لفظاً نحو : ضربتُ زيداً قائماً أو معنًى نحو : زيدٌ في الدارِ قائماً . يؤنَّثُ ويُذَكَّرُ والتأنيثُ أكثَرُ . ج : أَحوالٌ وأَحْوِلَةٌ هذه شاذَّةٌ . وتَحَوَّلَهُ بالمَوْعِظَةِ والوَصِيَّةِ : تَوخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقَبُولِها قاله أبو عمرٍو وبه فَسَّر الحديثَ : " كان يَتَحوَّلُنا بالمَوْعِظَةِ " ورواه بحاءٍ غيرِ مُعْجَمة وقال : هو الصَّوابُ . وحالاتُ الدَّهْرِ وأحوالُه : صُروفُه جَمعُ حالَةٍ وحالٍ . والحال : أيضاً : الطِّينُ الأسوَدُ مِن حالَ : إذا تغَيَّر وفي حديث الكَوثَر : " حالُهُ المِسْك " . أيضاً : التّرابُ اللَّينِّ الذي يُقال له : السَّهْلَة . أيضاً : وَرَقُ السَّمُرِ يُخْبَطُ ويُنفَضُ في ثَوْبٍ يقال : حالٌ مِن وَرَق ونُفاضٌ مِن وَرِق . أيضاً : الزَّوجَةُ قال ابنُ الأعرابيّ : حالُ الرجُلِ : امرأتُه هُذَلِيَّةٌ وأنشد :
" يا رُبَّ حالٍ حَوْقَلٍ وَقَّاع
" تَرَكْتُها مَدِينَةَ القِناع أيضاً : اللَّبَنُ كما في المُحكَم . أيضاً : الحَمْأَةُ هكذا خَصَّه بعضُهم بها دُونَ سائرِ الطِّين الأسْودِ ومنه الحديث : " إنَّ جِبريلَ أخذَ مِن حالِ البَحْرِ فأَدْخَلَهُ فا فِرْعَوْن " . الحالُ : ما تَحْمِلُه على ظَهْرِك كما في العُباب زاد ابنُ سِيدَه : ما كانَ وقد تَحوَّلَه : إذا حَمَله وتقدَّم . أيضاً : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ عليها الصَّبِيُّ إذا مَشَى وهي الدَّرّاجَةُ قال عبدُ الرحمن بنُ حَسّانَ :
ما زالَ يَنْمِى جَدُّه صاعِداً ... مُنْذُ لَدُنْ فارَقَهُ الحالُ كما في العُباب . وفي اقتطافِ الأزاهر : تَجْعَلُ ذلك للصَّبِي يتَدرَّب بها على المشي . أيضاً : مَوْضِعُ اللِّبدِ مِن الفَرَسِ أو طَرِيقَةُ المَتْنِ وهو وسَطُ ظَهرِه قال امْرُؤ القَيسِ :
كُمَيتٍ يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه ... كما زَلَّتِ الصَّفْواءُ بالمُتَنَزِّلِ أيضاً : الرَّمادُ الحارُّ عن ابنِ الأعرابيّ . أيضاً : الكِساءُ الذي يُحْتَشُّ فيه كما في العُباب . أيضاً : د باليَمَنِ بِديارِ الأَزْد كما في العباب . زاد نَصْرٌ ثم لِبارِقٍ وشَكْرٍ منهم قال أبو المِنْهال عُيَينَةُ بن المِنْهال : لَمّا جاء الإسلامُ سارَعَتْ إليه شَكْرٌ وأبطأت بارِقٌ وهم إخوتُهم واسمُ شَكْرٍ : والان . والحَوْلَةُ : القُوَّة أو المَرَّةُ مِن الحَوْل . الحَوْلَةُ : التَّحَولُ والانقِلابُ . أيضاً الاستِواءُ على الحالِ : أي ظَهْرِ الفَرَسِ يقال : حالَ على الفَرَسِ حَوْلَةً . الحُولَةُ بالضّمِّ : العَجَبُ قال الشاعِر :
ومِن حُولَةِ الأيَّامِ والدَّهْرِ أَنَّنا ... لَنا غَنَمٌ مَقْصورةٌ ولَنا بَقَرْج : حُولٌ . الحُولَةُ : الأَمْرُ المُنْكَرُ الداهي وفي المُحكَم : ويُوصَفُ به فيقال : جاء بأَمْرٍ حُولَةٍ . واسْتَحالَهُ : نَظَر إليه هل يَتَحرَّكُ كما في المُحكَم كأنه طَلَبَ حَوْلَه وهو التحرُّكُ والتغيُّر . وناقَةٌ حائِلٌ : حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ كما في المُحكَم قال الراغِبُ : وذلك لتَغَيُّرِ ما جَرَتْ به عادَتُها . أو هي التي لم تَلْقَحْ سَنةً أو سنتَينْ أو سَنَواتٍ وكذلك كُلُّ حائِلٍ كذا في النُّسَخ . وفي المُحكَم : كلُّ حامِلٍ يَنْقطِعُ عنها الحَملُ سنةً أو سنواتٍ حتى تَحْمِلَ . ج : حِيالٌ بالكسر وحُولٌ بالضمِّ وحُوَّلٌ كسُكَّرٍ وحُولَلٌ وهذه اسمُ جَمعٍ كما في المحكَم ونَظِيرُه : عائِطٌ وعُوَّطٌ وعُوطَطٌ وقد تقدَّم . وشاهِدُ الحُولِ ما أنْشَدَه اللَّيثُ :
وِراداً وحُوّاً كلَوْنِ البَرُودِ ... طِوالَ الخُدُودِ فَحُولاً وحُولَا وحائلُ حُولٍ وحُولَلٍ مُبالَغَةٌ كرَجُلِ رِجالٍ . أو إن لم تَحْمِلْ سَنَةً فحائِلٌ وذلك إذا حُمِلَ عليها فلم تَلْقَحْ . إن لم تَحْمِلْ سنَتَيْن فحائِلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ . وفي بعض النُّسَخ : أو سنتين . وقد حالَتْ حُؤُولاً كقُعُودٍ وحِيالاً وحِيالَةً بكسرِهما . وأَحالَتْ وحَوَّلَتْ وهي مُحَوِّلٌ وقيل : المُحَوِّلُ : التي تُنْتَجُ سنةً سَقْباً وسَنَةً قَلُوصاً . والحائِلُ : الأُنْثَى مِن أولادِ الإبِلِ ساعةَ تُوضَعُ كما في المُحكَم وقال غيرُه : ساعةَ تُلْقِيه مِن بَطْنِها . في العُباب : لأنه إذا نُتِجَ ووَقَع عليه اسمُ تذكيرٍ وتأنيثٍ فإنّ الذَّكَر منها سَقْبٌ والأنثى حائِلٌ . يُقال : نُتِجَت الناقَةُ حائِلاً حَسَنةً ولا أفعلُ ذلك ما أَرْزمَتْ أمُّ حائلٍ والجَمْعُ : حُوَّلٌ وحَوائِلُ . الحائلُ أيضاً : نَخْلَةٌ حَمَلتْ عاماً ولم تَحْمِلْ عاماً وقد حالَتْ حُؤولاً . وقُرَّةُ بنُ عبدِ الرحمن بنِ حَيْوِيلٍ المَعافِرِيُّ مُحَدِّثٌ عن الزُّهرِيّ ويَزِيدَ بن أبي حَبِيب وعنه ابنُ وَهْب وابنُ شابُور وجَمْعٌ ضَعَّفه ابنُ مَعِين وقال أحمدُ : مُنْكَرُ الحديثِ جدّاً مات سنةَ 147 . قلت : وأبوه حَدَّث أيضاً . والمَحَالَةُ : المَنْجَنُونُ يُستَقَى عليها الماءُ قاله اللَّيث . قيل : هي البَكْرَةُ العَظِيمةُ يُستقَى بها الإبِلُ قال الأعشى :
فانْهَى خَيالَكِ يا جُبَيرُ فإنَّهُ ... في كُلِّ مَنْزِلَةٍ يَعُودُ وِسادِي
تُمْسِى فَيَصْرِفُ بابُها مِن دُونِها ... غَلَقاً صَرِيفَ محالَةِ الأَمْسادِ ج : مَحالٌ ومَحاوِلُ قال :
" يَرِدْنَ واللَّيلُ مُرِمٌّ طائِرُهْ
" مُرْخًى رِواقاهُ هُجُودٌ سامِرُهْ
" وَرا المَحالِ قَلِقَتْ مَحاوِرُهْ المَحالَةُ : واسِطَةُ كذا في النّسَخ والصَّواب كما في العُباب والمحكَم : واسِطُ الظَّهْرِ فيقال : هو مَفْعَلٌ ويقال : هو فَعالٌ والمِيمُ أصليّة . قِيل : المَحالَةُ الفِقارُ كالمَحالِ فيهما . وفي المحكَم : المَحالَةُ : الفَقارَةُ ويجوز كونُه فعالة والجمعُ : المَحالُ . والحَوَلُ محرَّكةً : طهُورُ البَياضِ في مُؤْخِرِ العَيْن ويكونُ السَّوادُ مِن قِبَلِ الماقِ أو هو إقْبالُ الحَدَقَة على الأَنْفِ نَقلَه اللَّيث . أو هو ذَهابُ حَدَقَتِها قِبَلَ مُؤْخِرِها أو أن تكونَ العَين كأنما تَنظُر إلى الحِجَاجِ أو أن تَميلَ الحَدَقَةُ إلى اللِّحاظِ كلّ ذلك في المحكَم والمشهورُ من الأقوالِ الأَوَّلُ . وقد حَوِلَتْ وحالَتْ تَحالُ وهذه لُغة تَمِيمٍ كما قاله اللَّيث . واحْوَلَّتْ احْوِلالاً . وقولُ أبي خِراشٍ :
" وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِيرِقيل : معناه : انْقَلَبَتْ . وقال محمدُ ابنُ حَبِيب : صار أحْوَلَ . قال ابنُ جِنِّي : فيجبُ أن يقال : حَوِلَتْ كعَوِرَ وصَيِدَ وهو أَحْوَلُ وأَعْوَرُ وأَصْيَدُ . فعلَى قولِ ابنِ حَبيب ينبغي كونُ حالَتْ شاذّاً كما شَذّ اخْتارَ في مَعْنى اخْتَوَر . ورَجُلٌ أَحْوَلُ وحَوِلٌ ككَتِفٍ بَينُ الحَوَلِ . وأحالَ عَينَه وحَوَّلَها : صَيَّرها حَوْلاءَ أي ذاتَ حَوَلٍ . والحِوَلاءُ بالكسر والمَدّ كالعِنَباء والسِّيَراءِ قال : ولا رابعَ لها في الكلام وتُضَمُّ وهذه عن أبي زَيد كالمَشِيمَةِ للنّاقَةِ أي : الحِوَلاءُ للناقَةِ كالمَشِيمَةِ للمرأة وهي جِلْدَةٌ خَضْراءُ مَملُوءةٌ ماءً تَخرُج مع الوَلَد فيها أَغْراسٌ فيها خُطُوطٌ حُمْرٌ وخُضْرٌ تأتي بعدَ الوَلَدِ في السَّلَى الأَوّل وذلك أوّلُ شيء يَخرُج منه . قاله ابنُ السِّكِّيت . وقد يُستَعمَلُ للمرأة . وقال أبو زيد : الحِوَلاءُ : الماءُ الذي يَخرُجُ على رأْسِ الوَلَد إذا وُلِد . وقال غيرُه : هو غِلافٌ أخضَرُ كأنه دَلْوٌ عظيمةٌ مملوءةٌ ماءً وتَتفقَّأُ حينَ تَقعُ على الأرض ثم يخرُج السَّلَى فيه القُرنتَان ثم يَخرُج بعدَ ذلك بيومٍ أو بيومين الصاءَةُ ولا تَحْمِلُ حامِلَةٌ أبداً ما كان في الرَّحِم شيء مِن الصاءَة والقَذَرِ أو تُخَلَّصَ وتُنَقَّى . ومنه قولُهم : نَزَلُوا في مِثْلِ حِوَلاءِ الناقةِ وفي مَثَلٍ : حِوَلاء السَّلَى يُريدُون بذلك الخِصْبَ وكثرةَ الماءِ والخُضْرةِ لأنّ الحِوَلاءَ ملآى ماءً رِيّاً وهو مَجازٌ . مِن مَجاز المَجاز : احْوالَّتِ الأرضُ احْوِيلالاً : اخْضَرَّتْ واستَوَى نَباتُها ويقال : رأيتُ أرضاً مِثلَ الحِوَلاءِ : إذا اخضرَّتْ وأظْلَمتْ خُضرتُها وذلك حينَ يَتفَقَّأُ بعضُها وبعضٌ لم يَتفَقَّأْ . الحِوَلُ كعِنَبٍ : الأُخْدُودُ الذي يُغْرَسُ فيه النَّخْلُ على صَفٍّ عن ابنِ سِيده . والحِيالُ ككِتابٍ : خَيطٌ يُشَدُّ مِن بِطانِ البَعِير إلى حَقَبِه لئلّا يَقعَ الحَقَبُ على ثِيلِه كذا في المُحكَم . وفي العُباب : قال أبو عمرٍو : والحُوَلُ مِثالُ صُرَدٍ : الخَيْطُ الذي بينَ الحَقَبِ والبِطان . الحِيالُ : قُبالَةُ الشيء يقال : هذا حِيالَ كَلمتِك : أي مُقابَلةَ كلمتِك يُنصَبُ على الظَّرف ولو رُفع على المبتدأ والخبرِ لَجاز ولكن كذا رواه ابنُ الأعرابيّ عن العَرب قاله ابنُ سِيدَه . يُقال : قَعدَ حِيالَهُ وبحيالِه : أي بإزائه وأصلُه الواو كما في العُباب . والحَوِيلُ كأَمِيرٍ : الشاهِدُ . حَوِيل : ع كما في المُحكَم . الحَوِيلُ : الكَفِيلُ والاسمُ منه الحَوالةُ بالفتح . وعبدُ اللَّهِ بنُ حَوالَةَ الأزدَيُّ أو ابنُ حَوْلِيٍّ بفتح فسكون وتشديد الياء كذا ذكره ابنُ ماكُولا كنيته أبو حَوالَةَ صَحابِيٌّ رضي الله عنه نَزل الأُرْدُنَّ . تَرجَمتُه في تاريخ دمشق له ثلاثَةُ أحادِيث روَى عنه مَكْحولٌ ورَبِيعةُ بن يَزِيدَ وعِدَّةٌ . قال الواقِدِيُّ : مات سنةَ ثمانٍ وخمسين . وبَنُو حَوالَةَ : بَطْنٌ مِن العرَب عن ابنِ دُرَيد . وعبدُ اللَّهِ بنُ غَطَفانَ كان اسمُه عبدَ العُزَّى فغيَّره النبي صلى الله عليه وسلم فسُمِّيَ بَنُوه بَني مُحَوَّلَةَ كمُعَظَّمةٍ هكذا ذكره ابنُ الأعرابيّ ونقله عنه ابنُ سِيدَه وغيرُه ونقله الصاغانيُ أيضاً ولكنه قال : لم أجِدْ في الصَّحابة مَن اسمُه عبدُ اللّه بن غَطَفانَ . قلت : وتصفَّحْتُ مَعاجِمَ الصّحابة ممّا تَيسَّرتْ عندي كمُعجَم ابنِ فَهْد والذَّهبي وابنِ شاهين والإصابة للحافظ فلم أجِدْ مَن اسمُه هكذا فيهم فلْيُنظَر ذلك . والمُحَوَّلُ كمُعَظَّمٍ : ع غَربيَّ بَغْدادَ وفي العُباب : قريةٌ نَزِهَةٌ على نهر عيسى غَربيَ بغداد . وفي معجم ياقوت : باب مُحَوَّل : مَحلَّةٌ كبيرة من مَحالِّ بغداد كانت متصلةً بالكَرخ وهي الآن منفردةٌ كالقَرية ذات جامعٍ وسُوق مستَغْنِية بنفسها في غَربيِّ الكَرْخ . وحاوَلْتُ له بَصَرِى مُحاوَلَةً : حَدَّدْتُه نحوَه ورَمَيتُ به عن ابنِ سِيدَه . وامرأَةٌ مُحِيلٌ وناقَةٌ مُحِيلٌ ومُحْوِلٌ ومُحَوِّلٌ : إذا ولَدَتْ غلاماً إثْرَ جاريةٍ أو عَكَستْ أي جارِيةً إثْرَ غُلامٍ نقله الصاغاني عن الكِسائي . قال : ويُقال لها : العَكُومُ أيضاً : إذا حَمَلتْ عاماً ذَكَراً وعاماً أنثى . ورَجُلٌ مُستَحالَةٌ : إذاكان طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر . ن طَرَفا ساقَيهِ مُعْوَجّانِ هكذا في سائر النُّسَخ والصَّوابُ : رِجْلٌ مُستَحالَةٌ بكسر الراء وسكون الجيم : إذا كان طَرَفا ساقَيها مُعوَجَّيْن كما في العُباب وفي المُحكَم : رَجُلٌ مُستَحالٌ : في طَرَفي ساقِه اعوِجاجٌ . والمُستَحيِلُ : المَلْآن . وحالَةُ : ع بدِيارِ بَني القَيْنِ قُربَ حَرَّةِ الرَّجْلاء بينَ المدينةِ والشام قاله نَصْر . وحَوْلايا : ة مِن عَمِل النَّهْرَوان كما في العُباب . وحُوالى بالضم : ع . وذُو حَوْلانَ بالفتح : ع باليَمَنِ وفي العُباب : قَريةٌ . قلت : ولعلّه نُسِب إلى ذي حَولانَ ابنِ عمرو بن مالك بن سَهْل جاهِلِيٍّ ذكره الهَمْداني في الأنساب . وتَحاوِيلُ الأَرضِ : أن تُخطِئَ حَوْلاً وتُصيبَ حَوْلاً كما في العُباب . والحَوَلْوَلُ كسَفَرجَلٍ : المُنْكَرُ الكَمِيشُ الشَّديدُ الاحتِيالِ وقد تقَدّم نقلَه ابنُ سِيدَه والصاغاني . وذُو حَوالٍ كسَحابٍ : قَيلٌ من أَقْيالِ اليَمَن نقله الصاغاني وضَبطه بعضُ أئمّة النَّسَب : ككِتابٍ . قال : وهو عامِرُ بن عَوسَجَة المُلقَّب بذي حِوال الأصغر
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شاةٌ حائِلٌ : لم تَحْمِلْ وشاءٌ حِيالٌ ومنه حديثُ أمّ مَعْبَد رضي الله تعالى عنها : " والشَّاءُ عازِبٌ حِيالٌ " . وحالَ عن العَهْدِ حُؤُولاً : انقَلَب . وحالَ لونُه : اسْوَدَّ . وحالَ إلى مكانٍ آخَرَ : أي تَحوَّلَ . وحالَ الشَّخصُ : أي تَحرَّك . وقال أَبُو الهَيثَم فيما أَكْتَبَ ابنَه : يقال للقَوم إذا أَمْحَلُوا فقَلَّ لبنُهم : حالَ صَبُوحُهم علي غَبُوقِهم : أي صار صَبُوحُهم وغَبُوقُهم واحداً . وحالَ الشيء : انصَبَّ . والحَوْلُ والحِيلَةُ والقُوَّةُ واحِدٌ . وفي الحديث : " لا حَولَ ولا قُوَّةَ إلّا باللّه العَلِي العظيم كَنْزٌ مِن كُنوزِ الجَنّة " قالَ أبو الهَيثم : الحَوْلُ هنا : الحَرَكةُ والمعنى : لا حَرَكَةَ ولا استطاعةَ إلّا بمشيئةِ اللَّه تعالى . وقال الراغِبُ : الحَوْلُ : مالَهُ مِن القُوّة في أحدِ هذه الأُمورِ الثلاثة : نَفْسِه وجِسمِه وقُنْيتِه ومنه : " لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلاَّ باللّه " . وحَوْلِيُّ الحَصَى : صِغارُها . والحِوَالَةُ : اسمٌ مِن الإحالة . والمَحِيلَةُ : الحِيلَةُ . وحُولُ الناقةِ بالضمّ : حِيالُها قال :
لَقِحْنَ على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً ... مِن العَيشِ حتّى كُلُّهنُّ مُمَتَّعُ وقال الكِسائي : سمعتُهم يقولون : لا حُولَةَ له : أي لا حِيلَةَ له وأنشد :
لَهُ حُولَةٌ في كُلِّ أَمْرٍ أَرَاغَهُ ... يُقَضِّى بها الأمْرَ الذي كاد صاحِبُهْ وقال أبو سَعِيد : يقالُ للذي يُحالُ عليه وللذي يَقْبَلُ الحَوالَةَ : حَيِّلٌ ككَيِّسٍ وهما الحَيلانِ كما يُقال : البَيِّعانِ . وقال أَبُو عَمْرٍو : أحالَ بفُلانٍ الخُبْزَ : إذا سَمِنَ عنه وكلُّ شيء يُسْمَنُ عنه فهو كذلك . وأحالَ : أقبلَ قال الفَرزْدَقُ يُخاطِبُ هُبَيرَةَ بنَ ضَمْضَم :
وكنتَ كذِئْبِ السَّوْءِ لَمَّا رأى دَماً ... بصاحِبِه يَوماً أحالَ على الدَّمِ أي أقْبلَ عليه . وفي المَثَل :
" تَجنَّبَ رَوْضَةً وأحالَ يَعْدُوأي تركَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاءَ . وأحالَ عليه الحولُ : أي حالَ . وحالَ الشيء : أتَى عليه الحَوْلُ كما في المِصباح . وأحالَ عليه بدَيْنه إحالَةً . وقال اللِّحْيانيُّ : أَحال اللَّهُ عليه الحَوْلَ هكذا ذكره مُتَعدِّياً . قال : وأحالَ الرجلُ إِبِلَه العامَ : إذا لم يُضْرِبْها الفَحْلَ . قال : وأَحْوَلْتُ عينَه : أي جعلتُها ذاتِ حَوَلٍ . واحْتالَ عليه بالدَّيْن مِن الحَوالَة . وأرضٌ مُحْتالَةٌ : لم يُصِبها المَطَرُ وهو مَجازٌ . واسْتحالَ الجَهامَ : نَظَر إليه . وفي الحديث : " بِكَ أُحاوِلُ " قال الأزهريُّ : معناه : بِكَ أُطالِبُ . وحالَ وَتَرُ القَوْسِ : زالَ عِندَ الرَّمْي . وحالَت القَوْسُ وتَرَهَا . وفي المَثَلِ : أَحْوَلُ مِن بَوْلِ الجَمَلِ ؛ لأن بَؤلَه لا يخرج مستقيماً يَذْهَبُ به في إحْدَى الناحِيتيْن . والحائِلُ : كلُّ شَيءٍ تحرَّكَ في مكانِه . وحِيالُ ككِتابٍ : بَلدةٌ مِن أعمال سِنْجار نَزَلَ بها الإمامُ شمسُ الدين أبو بكر عبد العزيز ابن القُطْب سيّدي عبد القادِر الجَيلاني قُدِّس سِرُّه في سنة 508 ، فنُسِب ولدُه إليها وبها وُلِد حَفيدُه الزاهِد شمسُ الدين أبو الكرم محمد بن شِرشِيق الحِيالِيُّ شيخُ بِلاد الجَزيرة في سنة 651 ، وتوفي بها سنَة 739 . والحَيَّالُ كشَدّادٍ : صاحبُ الحِيلة وكذلك الحِيَلِي بكسرٍ ففتح . وحولّة بتشديد اللام : لَقَب جماعةٍ بطَرابُلُسِ الشام . وحَيوِيلُ بنُ ناشِرَةَ المِصْريّ الأعورُ رَوى عن عمرو بن العاص وشًهِد صِفّينَ مع مُعاوية