معنى حول وجهه نحو أو صوب في معجم عربي عربي: معجم لسان العرب
الحَوْل سَنَةٌ
بأَسْرِها والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ حكاها سيبويه وحالَ عليه الحَوْلُ
حَوْلاً وحُؤُولاً أَتَى وأَحال الشيءُ واحْتالَ أَتَى عليه حَوْلٌ كامل قال رؤبة
أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ
الحَوْل سَنَةٌ
بأَسْرِها والجمع أَحْوالٌ وحُوُولٌ وحُؤُولٌ حكاها سيبويه وحالَ عليه الحَوْلُ
حَوْلاً وحُؤُولاً أَتَى وأَحال الشيءُ واحْتالَ أَتَى عليه حَوْلٌ كامل قال رؤبة
أَوْرَقَ مُحْتالاً دَبيحاً حِمْحِمُه وأَحالت الدارُ وأَحْوَلَتْ وحالَتْ وحِيلَ
بها أَتَى عليها أَحْوَالٌ قال حالَتْ وحِيلَ بها وغَيَّرَ آيَها صَرْفُ البِلى تَجْري
به الرِّيحانِ وقال الكميت أَأَبْكاكَ بالعُرُف المَنْزِلُ ؟ وما أَنت والطَّلَلُ
المُحْوِلُ ؟ الجوهري حالَتِ الدارُ وحالَ الغلامُ أَتَى عليه حَوْلٌ وأَحالَ عليه
الحَوْلُ أَي حالَ ودار مُحيلة غاب عنها أَهلُها مُنْذُ حَوْلٍ وكذلك دار مُحِيلة
إِذا أَتت عليها أَحوال وأَحالَ اللهُ عليه الحَوْلَ إِحالة وأَحْوَلْتُ أَنا
بالمكان وأَحَلْت أَقمت حَوْلاً وأَحال الرجلُ بالمكان وأَحْوَل أَي أَقام به
حَوْلاً وأَحْوَل الصبيُّ فهو مُحوِل أَتَى عليه حَوْلٌ من مَوْلِده قال امرؤ
القيس فأَلْهَيْتُها عن ذي تَمائِمَ مُحْوِل وقيل مُحْوِل صغير من غير أَن يُحَدَّ
بحَوْل عن ابن كيسان وأَحْوَلَ بالمكان الحَوْل بَلَغه وأَنشد ابن الاعرابي
أَزائدَ لا أَحَلْتَ الحَوْل حتى كأَنَّ عَجُوزَكم سُقِيَتْ سِمَاما يُحَلِّئُ ذو
الزوائد لِقْحتيه ومنْ يَغْلِب فإِنَّ له طعاما أَي أَماتك الله قبل الحَوْل حتى
تصير عجوزكم من الحُزن عليك كأَنها سُقِيَت سِمَاماً وجعل لبنهما طعاماً أَي
غَلَبَ على لِقْحَتيه فلم يَسْقِ أَحداً منهما ونَبْتٌ حَوْلِيٌّ أَتى عليه حَوْلٌ
كما قالوا فيه عامِيٌّ وجَمَل حَوْلِيٌّ كذلك أَبو زيد سمعت أَعرابيّاً يقول
جَمَلٌ حَوْلِيٌّ إِذا أَتى عليه حَوْل وجِمال حَوَالِيُّ بغير تنوين وحَوَالِيَّة
ومُهْرٌ حَوْلِيٌّ ومِهارة حَوْلِيّات أَتى عليها حَوْل وكل ذي حافر أَوّلَ سنة
حَوْلِيٌّ والأُنثى حَوْلِيّة والجمع حَوْلِيّات وأَرض مُسْتَحالة تُرِكت حَوْلاً
وأَحوالاً عن الزراعة وقَوْس مُسْتَحالة في قابِها أَو سِيتَها اعوجاج وقد حالَتْ
حَوْلاً أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت عليها وحصل في قابها اعوجاج قال أَبو
ذؤيب وحالَتْ كحَوْل القَوْسُ طُلَّتْ وعُطِّلَت ثَلاثاً فأَعْيا عَجْسُها
وظُهَارُها يقول تَغَيَّرت هذه المرأَة كالقوس التي أَصابها الطَّلُّ فندِيَتْ
ونُزِعَ عنها الوَتر ثلاث سنين فَزاغَ عَجْسُها واعْوَجَّ وقال أَبو حنيفة حالَ
وتَرُ القوس زال عند الرمي وقد حالَتِ القوسُ وَتَرَها هكذا حكاه حالت ورجل
مُسْتَحال في طَرَفي ساقه اعوجاج وقيل كل شيء تغير عن الاستواء إِلى العِوَج فقد
حالَ واسْتَحال وهو مُسْتَحِيل وفي المثل ذاك أَحْوَل من بَوْلِ الجَمَل وذلك أَن
بوله لا يخرج مستقيماً يذهب في إِحدى الناحيتين التهذيب ورِجْلٌ مُسْتَحالة إِذا
كان طرفا الساقين منها مُعْوَجَّيْن وفي حديث مجاهد في التَّوَرُّك في الأَرض
المُسْتَحيلة أَي المُعْوَجَّة لاستحالتها إِلى العِوَج قال الأَرض المستحيلة هي
التي ليست بمستوية لأَنها استحالت عن الاستواء إِلى العِوَج وكذلك القوس والحَوْل
الحِيلة والقُوَّة أَيضاً قال ابن سيده الحَوْل والحَيْل والحِوَل والحِيلة
والحَوِيل والمَحالة والاحتيال والتَّحَوُّل والتَّحَيُّل كل ذلك الحِذْقُ
وجَوْدَةُ النظر والقدرةُ على دِقَّة التصرُّف والحِيَلُ والحِوَل جمع حِيلة ورجل
حُوَلٌ وحُوَلة مثل هُمَزَة وحُولة وحُوَّل وحَوَالِيٌّ وحُوَاليٌّ وحوَلْوَل
مُحْتال شديد الاحتيال قال يا زيد أَبْشِر بأَخيك قد فَعَل حَوَلْوَلٌ إِذا وَنَى
القَومُ نزَل ورجلُ حَوَلْوَل مُنْكَر كَمِيش وهو من ذلك ابن الأَعرابي الحُوَل
والحُوَّل الدَّواهي وهي جمع حُولة الأَصمعي يقال جاء بأَمر حُولة من الحُوَل أَي
بأَمر مُنْكَر عجيب ويقال للرَّجُل الداهية إِنَّه لَحُوله من الحُوَل أَي داهِية
من الدواهي وتسمى الداهية نفسها حُولة وأَنشد ومِنْ حُولة الأَيام يا أُمَّ خالد
لنا غَنَم مَرْعِيَّةٌ ولنا بَقَر ورجل حُوَّل ذو حِيَل وامرأَة حُوَّلة ويقال هو
أَحْوَل منك أَي أَكثر حِيلة وما أَحْوَله ورجل حُوَّل بتشديد الواو أَي بَصِير
بتحويل الأُمور وهو حُوَّلُ قُلَّب وأَنشد ابن بري لشاعر وما غَرَّهم لا بارك
اللهُ فيهم به وهو فيه قُلَّبُ الرَّأْي حُوَّل ويقال رجل حَواليٌّ للجَيِّد
الرأْي ذي الحِيلة قال ابن أَحمر ويقال للمَرَّار بن مُنْقِذ العَدَوي أَو
تَنْسَأَنْ يومي إِلى غيره إِني حَواليٌّ وإِني حَذِر وفي حديث معاوية لما
احْتُضِر قال لابنتيه قَلِّباني فإِنكما لتُقَلِّبان حُوَّلاً قُلَّباً إِن وُقِيَ
كَبَّة النار الحُوَّل ذو التصرّف والاحتيال في الأُمور ويروى حُوَّلِيّاً
قُلَّبِيّاً إِن نجا من عذاب الله بياء النسبة للمبالغة وفي حديث الرجلين اللذيْن
ادَّعى أَحدُهما على الآخر فكان حُوَّلاً قُلَّباً واحْتَال من الحِيلة وما
أَحْوَله وأَحْيَله من الحِيلة وهو أَحْوَل منك وأَحْيَل معاقبة وإِنه لذو حِيلة
والمَحالة الحِيلة نفسها ويقال تَحَوَّل الرجلُ واحْتال إِذا طلب الحِيلة ومن
أَمثالهم من كان ذا حِيلة تَحَوَّل ويقال هو أَحْوَل من ذِئْب ومن الحِيلة وهو أَحْوَل
من أَبي بَراقش وهو طائر يَتَلَوَّن أَلواناً وأَحْوَل من أَبي قَلَمون ثوب
يتلوَّن أَلواناً الكسائي سمعتهم يفولون هو رجل لا حُولة له يريدون لا حِيلة له
وأَنشد له حُولَةٌ في كل أَمر أَراغَه يُقَضِّي بها الأَمر الذي كاد صاحبه
والمَحالة الحِيلة يقال المرء يَعْجِزُ لا المَحالة وأَنشد ابن بري لأَبي دُواد
يعاتب امرأَته في سَماحته بماله حاوَلْت حين صَرَمْتِني والمَرْءُ يَعْجِز لا
المَحاله والدَّهْر يَلْعَب بالفتى والدَّهْر أَرْوَغُ من ثُعاله والمَرْءُ
يَكْسِب مالَه بالشُّحِّ يُورِثُه الكَلاله وقولهم لا مَحالة من ذلك أَي لا بُدَّ
ولا مَحالة أَي لا بُدَّ يقال الموت آت لا مَحالة التهذيب ويقولون في موضع لا
بُدَّ لا مَحالة قال النابغة وأَنت بأَمْرٍ لا مَحالة واقع والمُحال من الكلام ما
عُدِل به عن وجهه وحَوَّله جَعَله مُحالاً وأَحال أَتى بمُحال ورجل مِحْوال كثيرُ
مُحال الكلام وكلام مُسْتَحيل مُحال ويقال أَحَلْت الكلام أُحِيله إِحالة إِذا
أَفسدته وروى ابن شميل عن الخليل بن أَحمد أَنه قال المُحال الكلام لغير شيء
والمستقيم كلامٌ لشيء والغَلَط كلام لشيء لم تُرِدْه واللَّغْو كلام لشيء ليس من
شأْنك والكذب كلام لشيء تَغُرُّ به وأَحالَ الرَّجُلُ أَتَى بالمُحال وتَكَلَّم به
وهو حَوْلَهُ وحَوْلَيْه وحَوالَيْه وحَوالَه ولا تقل حَوالِيه بكسر اللام التهذيب
والحَوْل اسم يجمع الحَوالى يقال حَوالَي الدار كأَنها في الأَصل حوالى كقولك ذو
مال وأُولو مال قال الأَزهري يقال رأَيت الناس حَوالَه وحَوالَيْه وحَوْلَه
وحَوْلَيْه فحَوالَه وُحْدانُ حَوالَيْه وأَما حَوْلَيْه فهي تثنية حَوْلَه قال
الراجز ماءٌ رواءٌ ونَصِيٌّ حَوْلَيَه هذا مَقامٌ لك حَتَّى تِيبِيَه ومِثْلُ
قولهم حَوالَيْك دَوالَيْك وحَجازَيْك وحَنانَيْك قال ابن بري وشاهد حَوالَهُ قول الراجز
أَهَدَمُوا بَيْتَك ؟ لا أَبا لكا وأَنا أَمْشي الدَّأَلى حَوالَكا وفي حديث
الاستسقاء اللهم حَوالَيْنا ولا علينا يريد اللهم أَنْزِل الغيثَ علينا في مواضع
النبات لا في مواضع الأَبنية من قولهم رأَيت الناس حَوالَيْه أَي مُطِيفِينَ به من
جوانبه وأَما قول امريء القيس أَلَسْتَ ترى السُّمَّار والناس أَحْوالي فعَلى أَنه
جَعَل كل جزء من الجِرْم المُحِيط بها حَوْلاً ذَهَب إِلى المُبالغة بذلك أَي أَنه
لا مَكان حَوْلَها إِلا وهو مشغول بالسُّمَّار فذلك أَذْهَبُ في تَعَذُّرِها عليه
واحْتَوَله القومُ احْتَوَشُوا حَوالَيْه وحاوَل الشيءَ مُحاولة وحِوالاً رامه قال
رؤبة حِوالَ حَمْدٍ وائْتِجارَ والمؤتَجِر والاحْتِيالُ والمُحاولَة مطالبتك
الشيءَ بالحِيَل وكل من رام أَمراً بالحِيَل فقد حاوَله قال لبيد أَلا تَسْأَلانِ
المرءَ ماذا يُحاوِلُ أَنَحْبٌ فَيْقضي أَم ضَلالٌ وباطِلُ ؟ الليث الحِوال
المُحاوَلة حاوَلته حِوالاً ومُحاولة أَي طالبته بالحِيلة والحِوال كلُّ شيء حال
بين اثنين يقال هذا حِوال بينهما أَي حائل بينهما كالحاجز والحِجاز أَبو زيد
حُلْتُ بينه وبين الشَّرِّ أَحُول أَشَدَّ الحول والمَحالة قال الليث يقال حالَ
الشيءُ بين الشيئين يَحُول حَوْلاً وتَحْوِيلاً أَي حَجَز ويقال حُلْتَ بينه وبين
ما يريد حَوْلاً وحُؤولاً ابن سيده وكل ما حَجَز بين اثنين فقد حال بينهما حَوْلاً
واسم ذلك الشيء الحِوال والحَوَل كالحِوال وحَوالُ الدهرِ تَغَيُّرُه وصَرْفُه قال
مَعْقِل بن خويلد الهذلي أَلا مِنْ حَوالِ الدهر أَصبحتُ ثاوياً أُسامُ النِّكاحَ
في خِزانةِ مَرْثَد التهذيب ويقال إِن هذا لمن حُولة الدهر وحُوَلاء الدهر
وحَوَلانِ الدهر وحِوَل الدهر وأَنشد ومن حِوَل الأَيَّام والدهر أَنه حَصِين
يُحَيَّا بالسلام ويُحْجَب وروى الأَزهري بإِسناده عن الفرّاء قال سمعت أَعرابيّاً
من بني سليم ينشد فإِنَّها حِيَلُ الشيطان يَحْتَئِل قال وغيره من بني سليم يقول
يَحْتال بلا همز قال وأَنشدني بعضهم يا دارَ ميّ بِدكادِيكِ البُرَق سَقْياً وإِنْ
هَيَّجْتِ شَوْقَ المُشْتَئق قال وغيره يقول المُشْتاق وتَحَوَّل عن الشيء زال عنه
إِلى غيره أَبو زيد حالَ الرجلُ يَحُول مثل تَحَوَّل من موضع إِلى موضع الجوهري
حال إِلى مكان آخر أَي تَحَوَّل وحال الشيءُ نفسُه يَحُول حَوْلاً بمعنيين يكون
تَغَيُّراً ويكون تَحَوُّلاً وقال النابغة ولا يَحُول عَطاءُ اليومِ دُونَ غَد أَي
لا يَحُول عَطاءُ اليوم دُونَ عطاء غَد وحالَ فلان عن العَهْد يَحُول حَوْلاً
وحُؤولاً أَي زال وقول النابغة الجعدي أَنشده ابن سيده أَكَظَّكَ آبائي
فَحَوَّلْتَ عنهم وقلت له با ابْنَ الحيالى تحوَّلا
( * « الحيالى » هكذا رسم في الأصل وفي شرح القاموس الحيا و لا )
قال يجوز أَن يستعمل فيه حَوَّلْت مكان تَحَوَّلت ويجوز أَن يريد حَوَّلْت رَحْلَك
فحذف المفعول قال وهذا كثير وحَوَّله إِليه أَزاله والاسم الحِوَل والحَوِيل
وأَنشد اللحياني أُخِذَت حَمُولُته فأَصْبَح ثاوِياً لا يستطيع عن الدِّيار
حَوِيلا التهذيب والحِوَل يَجْري مَجْرى التَّحْويل يقال حوّلُوا عنها تَحْويلاً
وحِوَلاً قال الأَزهري والتحويل مصدر حقيقي من حَوَّلْت والحِوَل اسم يقوم مقام
المصدر قال الله عز وجل لا يَبْغُون عنها حِوَلاً أَي تَحْوِيلاً وقال الزجاج لا
يريدون عنها تَحَوُّلاً يقال قد حال من مكانه حِوَلاً وكما قالوا في المصادر صَغُر
صِغْراً وعادَني حُبُّها عِوَداً قال وقد قيل إِن الحِوَل الحِيلة فيكون على هذا
المعنى لا يَحْتالون مَنْزِلاً غيرها قال وقرئ قوله عز وجل دِيناً قِيَماً ولم يقل
قِوَماً مثل قوله لا يَبْغُون عنها حِوَلاً لأَن قِيَماً من قولك قام قِيَماً
كأَنه بني على قَوَم أَو قَوُم فلما اعْتَلَّ فصار قام اعتل قِيَم وأَما حِوَل
فكأَنه هو على أَنه جارٍ على غير فعل وحالَ الشيءُ حَوْلاً وحُؤولاً وأَحال
الأَخيرة عن ابن الأَعرابي كلاهما تَحَوَّل وفي الحديث من أَحالَ دخل الجنة يريد
من أَسلم لأَنه تَحَوَّل من الكفر عما كان يعبد إِلى الإِسلام الأَزهري حالَ
الشخصُ يَحُول إِذا تَحَوَّل وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله وفي حديث خيبر فَحالوا
إِلى الحِصْن أَي تَحَوَّلوا ويروى أَحالوا أَي أَقبلوا عليه هاربين وهو من
التَّحَوُّل وفي الحديث إِذا ثُوِّب بالصلاة أَحال الشيطانُ له ضُراط أَي تَحَوَّل
من موضعه وقيل هو بمعنى طَفِق وأَخَذَ وتَهَيَّأَ لفعله وفي الحديث فاحْتالَتْهم
الشياطين أَي نَقَلَتْهم من حال إِلى حال قال ابن الأَثير هكذا جاء في رواية
والمشهور بالجيم وقد تقدم وفي حديث عمر رضي الله عنه فاسْتَحالَتْ غَرْباً أَي
تَحَوَّلَتْ دَلْواً عظيمة والحَوالة تحويل ماء من نهر إِلى نهر والحائل المتغير
اللون يقال رماد حائل ونَبات حائل ورَجُل حائل اللون إِذا كان أَسود متغيراً وفي
حديث ابن أَبي لَيْلى أُحِيلَت الصلاة ثلاثة أَحْوال أَي غُيِّرت ثلاث تغييرات أَو
حُوِّلَت ثلاث تحويلات وفي حديث قَباث بن أَشْيَم رأَيت خَذْق الفِيل أَخضر
مُحيِلاً أَي متغيراً ومنه الحديث نهى أَن يُسْتَنْجى بعَظْمٍ حائلٍ أَي متغير قد
غَيَّره البِلى وكلُّ متغير حائلٌ فإِذا أَتت عليه السَّنَةُ فهو مُحِيل كأَنه
مأْخوذ من الحَوْل السَّنَةِ وتَحوَّل كساءَه جَعَل فيه شيئاً ثم حَمَله على ظهره
والاسم الحالُ والحالُ أَيضاً الشيءُ يَحْمِله الرجل على ظهره ما كان وقد تَحَوَّل
حالاً حَمَلها والحالُ الكارَةُ التي يَحْمِلها الرجل على ظهره يقال منه
تَحَوَّلْت حالاً ويقال تَحَوَّل الرجلُ إِذا حَمَل الكارَة على ظَهْره يقال
تَحَوَّلْت حالاً على ظهري إِذا حَمَلْت كارَة من ثياب وغيرها وتحوَّل أَيضاً أَي
احْتال من الحيلة وتَحَوَّل تنقل من موضع إِلى موضع آخر والتَّحَوُّل التَّنَقُّل
من موضع إِلى موضع والاسم الحِوَل ومنه قوله تعالى خالدين فيها لا يبغون عنها
حِوَلاً والحال الدَّرَّاجة التي يُدَرَّج عليها الصَّبيُّ إِذا مشَى وهي العَجَلة
التي يَدِبُّ عليها الصبي قال عبد الرحمن بن حَسَّان الأَنصاري ما زال يَنْمِي
جَدُّه صاعِداً مُنْذُ لَدُنْ فارَقه الحَالُ يريد ما زال يَعْلو جَدُّه ويَنْمِي
مُنْذُ فُطِم والحائل كُلُّ شيء تَحَرَّك في مكانه وقد حالَ يَحُول واسْتحال
الشَّخْصَ نظر إِليه هل يَتَحرَّك وكذلك النَّخْل واسْتحال واستحام لَمَّا أَحالَه
أَي صار مُحالاً وفي حديث طَهْفَة ونَسْتَحِيل الجَهام أَي ننظر إِليه هل يتحرك
أَم لا وهو نَسْتَفْعِل من حالَ يَحُول إِذا تَحَرَّك وقيل معناه نَطْلُب حال
مَطَره وقيل بالجيم وقد تقدم الأَزهري سمعت المنذري يقول سمعت أَبا الهيثم يقول عن
تفسير قوله لا حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله قال الحَوْل الحَركة تقول حالَ الشخصُ
إِذا تحرّك وكذلك كل مُتَحَوِّل عن حاله فكأَنَّ القائل إِذا قال لا حَوْلَ ولا
قُوَّة إِلاَّ بالله يقول لا حَركة ولا استطاعة إِلا بمشيئة الله الكسائي يقال لا
حَوْل ولا قُوَّة إِلا بالله ولا حَيْلَ ولا قُوَّة إِلا بالله وورد ذلك في الحديث
لا حَوْلَ ولا قوة إِلا بالله وفُسِّر بذلك المعنى لا حركة ولا قُوَّة إِلا بمشيئة
الله تعالى وقيل الحَوْل الحِيلة قال ابن الأَثير والأَول أَشبه ومنه الحديث اللهم
بك أَصُول وبك أَحُول أَي أَتحرك وقيل أَحتال وقيل أَدفع وأَمنع من حالَ بين
الشيئين إِذا منع أَحدهما من الآخر وفي حديث آخر بك أُصاوِل وبك أُحاوِل هو من
المُفاعلة وقيل المُحاولة طلب الشيء بحِيلة وناقة حائل حُمِل عليها فلم تَلْقَح وقيل
هي الناقة التي لم تَحْمِل سنة أَو سنتين أَو سَنَوات وكذلك كل حامل يَنْقَطِع
عنها الحَمْل سنة أَو سنوات حتى تَحْمِل والجمع حِيال وحُولٌ وحُوَّلٌ وحُولَلٌ
الأَخيرة اسم للجمع وحائلُ حُولٍ وأَحْوال وحُولَلٍ أَي حائل أَعوام وقيل هو على
المبالغة كقولك رَجُلُ رِجالٍ وقيل إِذا حُمِل عليها سنة فلم تَلقَح فهي حائل فإِن
لم تَحمِل سنتين فهي حائلُ حُولٍ وحُولَلٍ ولَقِحَتْ على حُولٍ وحُولَلٍ وقد
حالَتْ حُؤُولاً وحِيالاً وأَحالت وحَوَّلَت وهي مُحَوِّل وقيل المُحَوِّل التي
تُنْتَج سنة سَقْباً وسنة قَلوصاً وامرأَة مُحِيل وناقة مُحِيل ومُحْوِل ومُحَوِّل
إِذا ولدت غلاماً على أَثر جارية أَو جارية على أَثر غلام قال ويقال لهذه العَكوم
أَيضاً إِذا حَمَلت عاماً ذكراً وعاماً أُنثى والحائل الأُنثى من أَولاد الإِبل
ساعةَ تُوضَع وشاة حائل ونخْلة حائل وحالت النخلةُ حَمَلَتْ عاماً ولم تَحْمِل آخر
الجوهري الحائل الأُنثى من ولد الناقة لأَنه إِذا نُتِج ووقع عليه اسم تذكير
وتأْنيث فإِن الذكر سَقْب والأُنثى حائل يقال نُتِجت الناقةُ حائلاً حسنة ويقال لا
أَفعل ذلك ما أَرْزَمَت أُمُّ حائل ويقال لولد الناقة ساعةَ تُلْقيه من بطنها إِذا
كانت أُنثى حائل وأُمُّها أُمُّ حائل قال فتلك التي لا يبرَحُ القلبَ حُبُّها ولا
ذِكْرُها ما أَرْزَمَتْ أُمُّ حائل والجمع حُوَّل وحَوائل وأَحال الرجلُ إِذا حالت
إِبلُه فلم تَحْمِل وأَحال فلانٌ إِبلَه العامَ إِذا لم يُصِبْها الفَحْل والناس
مُحِيلون إِذا حالت إِبِلُهم قال أَبو عبيدة لكل ذي إِبِل كَفْأَتان أَي قِطْعتان
يقطعهما قِطْعَتين فَتُنْتَج قِطْعَةٌ منها عاماً وتَحُول القِطْعَةُ الأُخرى
فيُراوح بينهما في النَّتاج فإِذا كان العام المقبل نَتَج القِطْعةَ التي حالت
فكُلُّ قطعة نتَجها فهي كَفْأَة لأَنها تَهْلِك إِن نَتَجها كل عام وحالت الناقةُ
والفرسُ والنخلةُ والمرأَةُ والشاةُ وغيرُهنَّ إِذا لم تَحْمِل وناقة حائل ونوق
حَوائل وحُولٌ وحُولَلٌ وفي الحديث أَعوذ بك من شر كل مُلْقِح ومُحِيل المُحِيل
الذي لا يولد له من قولهم حالت الناقةُ وأَحالت إِذا حَمَلْت عليها عاماً ولم تحْمِل
عاماً وأَحال الرجلُ إِبِلَه العام إِذا لم يُضْرِبها الفَحْلَ ومنه حديث أُم
مَعْبَد والشاء عازب حِيال أَي غير حَواملَ والحُول بالضم الحِيَال قال الشاعر
لَقِحْن على حُولٍ وصادَفْنَ سَلْوَةً من العَيْش حتى كلُّهُنَّ مُمَتَّع ويروى
مُمَنَّع بالنون الأَصمعي حالت الناقةُ فهي تَحُول حِيالاً إِذا ضَرَبها الفحلُ
ولم تَحْمِل وناقة حائلة ونوق حِيال وحُول وقد حالَت حَوالاً وحُؤُولاً
( * قوله « وقد حالت حوالاً » هكذا في الأصل مضبوطاً كسحاب والذي في القاموس
حؤولاً كقعود وحيالاً وحيالة بكسرهما )
والحالُ كِينَةُ الإنسان وهو ما كان عليه من خير أَو شر يُذَكَّر ويُؤَنَّث والجمع
أَحوال وأَحْوِلة الأَخيرة عن اللحياني قال ابن سيده وهي شاذة لأَن وزن حال فَعَلٌ
وفَعَلٌ لا يُكَسَّر على أَفْعِلة اللحياني يقال حالُ فلان حسَنة وحسَنٌ والواحدة
حالةٌ يقال هو بحالة سوءٍ فمن ذَكَّر الحال جمعه أَحوالاً ومن أَنَّثَها جَمعَه
حالات الجوهري الحالة واحدة حالِ الإِنسان وأَحْوالِه وتحَوَّله بالنصيحة
والوَصِيَّة والموعظة توَخَّى الحالَ التي يَنْشَط فيها لقبول ذلك منه وكذلك روى
أَبو عمرو الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَتَحَوَّلُنا بالموعظة
بالحاء غير معجمة قال وهو الصواب وفسره بما تقدم وهي الحالة أَيضاً وحالاتُ الدهر
وأَحْوالُه صُروفُه والحالُ الوقت الذي أَنت فيه وأَحالَ الغَريمَ زَجَّاه عنه
إِلى غريم آخر والاسم الحَوالة اللحياني يقال للرجل إِذا تحَوَّل من مكان إِلى
مكان أَو تحَوَّل على رجل بدراهم حالَ وهو يَحُول حَوْلاً ويقال أَحَلْت فلاناً
على فلان بدراهم أُحِيلُه إِحالةً وإِحالاً فإِذا ذَكَرْت فِعْلَ الرجل قلت حالَ
يَحُول حَوْلاً واحْتال احْتِيالاً إِذا تَحَوَّل هو من ذات نَفْسِه الليث
الحَوالة إِحالَتُك غريماً وتحَوُّل ماءٍ من نهر إِلى نهر قال أَبو منصور يقال
أَحَلْت فلاناً بما لهُ عليَّ وهو كذا درهماً على رجل آخر لي عليه كذا درهماً
أُحِيلُه إِحالةً فاحْتال بها عليه ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم وإِذا
أُحِيل أَحدكم على آخر فَلْيَحْتَلْ قال أَبو سعيد يقال للذي يُحال عليه بالحق حَيِّلٌ
والذي يَقْبَل الحَوالةَ حَيِّل وهما الحَيِّلانِ كما يقال البَيِّعان وأَحالَ
عليه بدَيْنِه والاسم الحَوالة والحال التراب اللَّيِّن الذي يقال له السَّهْلة
والحالُ الطينُ الأَسود والحَمْأَةُ وفي الحديث أَن جبريل عليه السلام قال لما قال
فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلا الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذْتُ من حال البحر
فضَرَبْتُ به وجهه وفي رواية فحشَوْت به فمه وفي التهذيب أَن جبريل عليه السلام
لما قال فرعون آمنت أَنه لا إِله إِلاَّ الذي آمنت به بنو إِسرائيل أَخَذَ من حالِ
البحر وطِينِه فأَلْقَمَه فاه وقال الشاعر وكُنَّا إِذا ما الضيفُ حَلَّ بأَرضِنا
سَفَكْنا دِماءَ البُدْن في تُرْبَة الحال وفي حديث الكوثر حالُه المِسْكُ أَي
طِينُه وخَصَّ بعضهم بالحال الحَمْأَة دون سائر الطين الأَسود والحالُ اللَّبَنُ
عن كراع والحال الرَّماد الحارُّ والحالُ ورق السَّمُر يُخْبَط في ثوب ويُنْفَض
يقال حالٌ من وَرَقٍ ونُفاض من ورق وحالُ الرجلِ امرأَته قال الأَعلم إِذا أَذكرتَ
حالَكَ غير عَصْر وأَفسد صُنْعَها فيك الوَجِيف غَيْرَ عَصْرٍ أَي غير وقت ذكرها
وأَنشد الأَزهري يا رُبَّ حالِ حَوْقَلٍ وَقَّاع تَرَكْتها مُدْنِيَةَ القِناع والمَحالَةُ
مَنْجَنُونٌ يُسْتَقى عليها والجمع مَحالٌ ومَحاوِل والمَحالة والمَحال واسِطُ
الظَّهْر وقيل المَحال الفَقار واحدته مَحالة ويجوز أَن يكون فَعالة والحَوَلُ في
العين أَن يظهر البياض في مُؤْخِرها ويكون السواد من قِبَل الماقِ وقيل الحَوَل
إِقْبال الحَدَقة على الأَنف وقيل هو ذَهاب حدقتها قِبَلَ مُؤْخِرها وقيل الحَوَل
أَن تكون العين كأَنها تنظر إِلى الحِجاج وقيل هو أَن تميل الحدَقة إِلى اللَّحاظ
وقد حَوِلَت وحالَت تَحال واحْوَلَّت وقول أَبي خراش إِذا ما كان كُسُّ القَوْمِ
رُوقاً وحالَتْ مُقْلَتا الرَّجُلِ البَصِير
( * قوله « إذا ما كان » تقدم في ترجمة كسس إذا ما حال وفسره بتحوّل )
قيل معناه انقلبت وقال محمد بن حبيب صار أَحْوَل قال ابن جني يجب من هذا تصحيح
العين وأَن يقال حَوِلت كعَوِرَ وصَيِدَ لأَن هذه الأَفعال في معنى ما لا يخرج
إِلا على الصحة وهو احْوَلَّ واعْوَرَّ واصْيدَّ فعلى قول محمد ينبغي أَن يكون
حالَت شاذّاً كما شذ اجْتارُوا في معنى اجْتَوَرُوا الليث لغة تميم حالَت عَيْنُه
تَحُول
( * قوله « لغة تميم حالت عينه تحول » هكذا في الأصل والذي في القاموس وشرحه وحالت
تحال وهذه لغة تميم كما قاله الليث )
حولاً وغيرهم يقول حَوِلَت عَيْنُه تَحْوَل حَوَلاً واحْوَلَّت أَيضاً بتشديد
اللام وأَحْوَلْتُها أَنا عن الكسائي وجَمْع الأَحول حُولان ويقال ما أَقْبَحَ
حَوْلَتَه وقد حَوِلَ حَوَلاً قبيحاً مصدر الأَحْوَلِ ورجل أَحْوَل بَيِّن الحَوَل
وحَوِلٌ جاء على الأَصل لسلامة فعله ولأَنهم شبَّهوا حَرَكة العين التابعة لها
بحرف اللين التابع لها فكأَن فَعِلاَ فَعِيل فكما يصح نَحْوُ طَوِيل كذلك يصح
حَوِلٌ من حيث شبهت فتحة العين بالأَلف من بعدها وأَحالَ عينَه وأَحْوَلَها
صَيَّرها حَوْلاء وإِذا كان الحَوَل يَحْدُث ويذهب قيل احْوَلَّت عينُه احْوِلالاً
واحْوالَّت احْوِيلالاً والحُولة العَجَب قال ومن حُولِة الأَيَّام والدهر أَنَّنا
لنا غَنَمٌ مقصورةٌ ولنا بَقَر ويوصف به فيقال جاء بأَمرٍ حُولة والحِوَلاءُ
والحُوَلاءُ من الناقة كالمَشِيمة للمرأَة وهي جِلْدةٌ ماؤها أَخضر تَخْرج مع
الولد وفيها أَغراس وعروق وخطوط خُضْر وحُمْر وقيل تأْتي بعد الولد في السَّلى
الأَول وذلك أَول شيء يخرج منه وقد تستعمل للمرأَة وقيل الحِوَلاء الماء الذي يخرج
على رأْس الولد إِذا وُلِد وقال الخليل ليس في الكلام فِعَلاء بالكسر ممدوداً إِلا
حِوَلاء وعِنَباء وسِيَراء وحكى ابن القُوطِيَّة خِيَلاء لغة في خُيَلاء حكاه ابن
بري وقيل الحُوَلاء والحِوَلاء غِلاف أَخضر كأَنه دلو عظيمة مملوءة ماء
وتَتَفَقَّأُ حين تقع إِلى الأَرض ثم يخْرُج السَّلى فيه القُرْنتان ثم يخرج بعد
ذلك بيوم أَو يومين الصَّآة ولا تَحْمِل حاملةٌ أَبداً ما كان في الرحم شيء من
الصَّآة والقَذَر أَو تَخْلُصَ وتُنَقَّى والحُوَلاء الماء الذي في السَّلى وقال
ابن السكيت في الحُولاء الجلدة التي تخرج على رأْس الولد قال سميت حُوَلاءَ لأَنها
مشتملة على الولد قال الشاعر على حُوَلاءَ يَطْفُو السُّخْدُ فيها فَراها الشَّيْذُمانُ
عن الجَنِين ابن شميل الحُوَلاء مُضَمَّنَة لما يخرج من جَوْف الولد وهو فيها وهي
أَعْقاؤه الواحد عِقْيٌ وهو شيء يخرج من دُبُره وهو في بطن أُمه بعضه أَسود وبعضه
أَصفر وبعضه أَخضر وقد عَقى الحُوارُ يَعْقي إِذا نَتَجَتْه أُمُّه فما خَرَج من
دُبُره عِقْيٌ حتى يأْكل الشجر ونَزَلُوا في مثل حُوَلاء الناقة وفي مثل حُوَلاء
السَّلى يريدون بذلك الخِصْب والماء لأَن الحُوَلاء مَلأَى ماءً رِيّاً ورأَيت
أَرضاً مثل الحُوَلاء إِذا اخضرَّت وأَظلمت خُضْرةً وذلك حين يَتَفَقَّأُ بعضها
وبعض لم يتفقأُ قال بأَغَنَّ كالحُوَلاءِ زان جَنابَه نَوْرُ الدَّكادِك سُوقُه
تَتَخَضَّد واحْوالَّت الأَرضُ إِذا اخضرَّت واستوى نباتها وفي حديث الأَحنف إِن
إِخواننا من أَهل الكوفة نزلوا في مثل حُوَلاء الناقة من ثِمارٍ مُتَهَدِّلة
وأَنهار مُتَفَجِّرة أَي نزلوا في الخِصْب تقول العرب تركت أَرض بني فلان كحُوَلاء
الناقة إِذا بالغت في وصفها أَنها مُخْصِبة وهي من الجُلَيْدة الرقيقة التي تخرج
مع الولد كما تقدم والحِوَل الأُخدود الذي تُغْرَس فيه النخل على صَفٍّ وأَحال
عليه اسْتَضْعَفه وأَحال عليه بالسوط يضربه أَي أَقبل وأَحَلْتُ عليه بالكلام
أَقبلت عليه وأَحال الذِّئبُ على الدم أَقبل عليه قال الفرزدق فكان كذِئْب
السُّوءِ لما رأَى دماً بصاحبه يوماً أَحالَ على الدم أَي أَقبل عليه وقال أَيضاً
فَتًى ليس لابن العَمِّ كالذِّئبِ إِن رأَى بصاحبه يَوْماً دَماً فهو آكلُه وفي
حديث الحجاج مما أَحال على الوادي أَي ما أَقبل عليه وفي حديث آخر فجعلوا يضحكون
ويُحِيل بعضهُم على بعض أَي يُقْبل عليه ويَمِيل إِليه وأَحَلْت الماء في
الجَدْوَل صَبَبْته قال لبيد كأَنَّ دُموعَه غَرْبا سُناةٍ يُحِيلون السِّجال على
السِّجال وأَحالَ عليه الماء أُفْرَغَه قال يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو ضَفادِعُه
حَبْوَ الجَواري تَرى في مائه نُطُقا أَبو الهيثم فيما أَكْتَبَ ابْنَه يقال للقوم
إِذا أَمْحَلوا فَقَلَّ لبنُهم حالَ صَبُوحهُم على غَبُوقِهم أَي صار صَبُوحهم
وغَبُوقُهم واحداً وحال بمعنى انْصَبَّ وحال الماءُ على الأَرض يَحُول عليها
حوْلاً وأَحَلْتُه أَنا عليها أُحِيله إِحالة أَي صَبَبْتُه وأَحال الماءَ من
الدلو أَي صَبَّه وقَلَبها وأَنشد ابن بري لزهير يُحِيل في جَدْوَلٍ تَحْبُو
ضَفادِعُه وأَحال الليلُ انْصَبَّ على الأَرض وأَقبل أَنشد ابن الأَعرابي في صفة
نخل لا تَرْهَبُ الذِّئبَ على أَطْلائها وإِن أَحالَ الليلُ مِنْ وَرائها يعني أَن
النَّخل إِنما أَولادها الفُسْلان والذئاب لا تأْكل الفَسِيل فهي لا تَرْهَبها
عليها وإِن انْصَبَّ الليل من ورائها وأَقبل والحالُ موضع اللِّبْد من ظَهْر الفرس
وقيل هي طَرِيقة المَتْن قال كأَنَّ غلامي إِذ عَلا حالَ مَتْنِه على ظَهْرِ بازٍ
في السماء مُحَلِّق وقال امرؤ القيس كُمَيْت يَزِلُّ اللِّبْدُ عن حالِ مَتْنِه
ابن الأَعرابي الحالُ لَحْمُ المَتْنَيْن والحَمْأَةُ والكارَةُ التي يَحْمِلها
الحَمَّال واللِّواء الذي يُعْقَد للأُمراء وفيه ثلاث لغات الخال بالخاء المعجمة
وهو أَعْرَقُها والحال والجَالُ والحَالُ لحم باطن فخذ حمار الوحش والحال حال
الإِنسان والحال الثقل والحال مَرْأَة الرَّجُل والحال العَجَلة التي يُعَلَّم
عليها الصبي المشي قال ابن بري وهذه أَبيات تجمع معاني الحال يا لَيْتَ شِعْرِيَ
هل أُكْسَى شِعارَ تُقًى والشَّعْرُ يَبْيَضُّ حالاً بَعْدَما حال أَي شيئاً بعد
شيء فكلما ابْيَضَّ شَعْرِي فالسَّوادُ إِلى نفسي تميل فَنَفْسِي بالهوى حالي حالٍ
من الحَلْيِ حَلِيتُ فأَنا حالٍ ليست تَسُودُ غَداً سُودُ النفوس فكَمْ أَغْدُو
مُضَيّع نورٍ عامِرَ الحال الحال هنا التراب تَدُورُ دارُ الدُّنى بالنفس
تَنْقُلُها عن حالها كصَبيٍّ راكبِ الحال الحالُ هنا العَجَلة فالمرءُ يُبْعَث يوم
الحَشْرِ من جَدَثٍ بما جَنى وعلى ما فات من حال الحال هنا مَذْهَب خير أَو شر لو
كنتُ أَعْقِلُ حالي عَقْلَ ذي نَظَر لكنت مشتغلاً بالوقت والحال الحال هنا الساعة
التي أَنت فيها لكِنَّني بلذيذ العيش مُغْتَبِطٌ كأَنما هو شَهْدٌ شِيب بالحال
الحال هنا اللَّبَن حكاه كراع فيما حكاه ابن سيده ماذا المُحالُ الذي ما زِلْتُ
أَعْشَقُه ضَيَّعْت عَقْلي فلم أُصْلِح به حالي حال الرجل امرأَته وهي عبارة عن
النفس هنا رَكِبْت للذَّنْب طِرْفاً ما له طَرَفٌ فيا لِراكبِ طِرْفٍ سَيِّء الحال
حالُ الفَرَس طرائق ظَهْره وقيل مَتْنُه يا رَبِّ غَفْراً يَهُدُّ الذنب أَجْمَعَه
حَتَّى يَجِزَّ من الآراب كالحال الحال هنا وَرَق الشجر يَسْقُط الأَصمعي يقال ما
أَحْسَنَ حالَ مَتْنِ الفَرَس وهو موضع اللِّبْد والحال لَحْمة المَتْن الأَصمعي
حُلْت في مَتْن الفرس أَحُول حُؤُولاً إِذا رَكِبْتَه وفي الصحاح حال في مَتْنِ
فرسه حُؤولاً إِذا وَثَبَ ورَكِب وحال عن ظَهْر دابته يَحُول حَوْلاً وحُؤولاً أَي
زال ومال ابن سيده وغيره حال في ظهر دابته حَوْلاً وأَحالَ وَثَب واستوى على
ظَهْرها وكلام العرب حالَ على ظهره وأَحال في ظهره ويقال حالُ مَتْنِه وحاذُ
مَتْنِه وهو الظَّهْر بعينه الجوهري أَحال في مَتْن فرسه مثل حال أَي وَثَب وفي
المثل تَجَنَّب رَوْضَةً وأَحال يَعْدُو أَي تَرَكَ الخِصْبَ واختار عليه الشَّقاء
ويقال إِنه لَيَحُول أَي يجيء ويذهب وهو الجَوَلان وحَوَّلَتِ المَجَرَّةُ صارت
شدّة الحَرّ في وسط السماء قال ذو الرمة وشُعْثٍ يَشُجُّون الفلا في رؤوسه إِذا
حَوَّلَتْ أُمُّ النجوم الشَّوابك قال أَبو منصور وحَوَّلت بمعنى تَحَوَّلت ومثله
وَلَّى بمعنى تَولَّى وأَرض مُحْتالة إِذا لم يصبها المطر وما أَحْسَن حَوِيلَه
قال الأَصمعي أَي ما أَحسن مذهبه الذي يريد ويقال ما أَضعف حَوْلَه وحَوِيلَه
وحِيلته والحِيال خيط يُشدُّ من بِطان البعير إِلى حَقَبه لئلا يقع الحَقَب على
ثِيلِه وهذا حِيالَ كلمتك أَي مقابلَةَ كلمتك عن ابن الأَعرابي ينصبه على الظرف
ولو رفعه على المبتدإِ والخبر لجاز ولكن كذا رواه عن العرب حكاه ابن سيده وقعد
حِيالَه وبحِياله أَي بإِزائه وأَصله الواو والحَوِيل الشاهد والحَوِيل الكفِيل
والاسم الحَوَالة واحْتال عليه بالدَّين من الحَوَالة وحَاوَلْت الشيء أَي أَردته
والاسم الحَوِيل قال الكميت وذاتِ اسْمَيْن والأَلوانُ شَتَّى تُحَمَّق وهي
كَيِّسة الحَوِيل قال يعني الرَّخَمَة وحَوَّله فَتَحَوَّل وحَوَّل أَيضاً بنفسه
يتعدّى ولا يتعدّى قال ذو الرمة يصف الحرباء يَظَلُّ بها الحِرْباء للشمس مائلاً
على الجِذْل إِلا أَنه لا يُكَبِّر إِذا حَوَّل الظِّلُّ العَشِيَّ رأَيته
حَنِيفاً وفي قَرْن الضُّحى يَتَنَصَّر يعني تَحَوَّل هذا إِذا رفعت الظل على أَنه
الفاعل وفتحت العشي على الظرف ويروى الظِّلَّ العَشِيُّ على أَن يكون العَشِيّ هو
الفاعل والظل مفعول به قال ابن بري يقول إِذا حَوَّل الظل العشيّ وذلك عند ميل
الشمس إِلى جهة المغرب صار الحرباء متوجهاً للقبلة فهو حَنِيف فإِذا كان في أَوَّل
النهار فهو متوجه للشرق لأَن الشمس تكون في جهة المشرق فيصير مُتَنَصِّراً لأَن
النصارى تتوجه في صلاتها جهة المشرق واحْتال المنزلُ مَرَّت عليه أَحوال قال ذو
الرمة فَيَا لَكِ من دار تَحَمَّل أَهلُها أَيادي سَبَا بَعْدِي وطال احْتِيالُها
واحتال أَيضاً تغير قال النمر مَيْثاء جاد عليها وابلٌ هَطِلٌ فأَمْرَعَتْ
لاحتيالٍ فَرْطَ أَعوام وحاوَلْت له بصري إِذا حَدَّدته نحوه ورميته به عن
اللحياني وحالَ لونُه أَي تغير واسْوَدَّ وأَحالت الدارُ وأَحْوَلت أَتى عليها
حَوْلٌ وكذلك الطعام وغيره فهو مُحِيل قال الكميت أَلَم تُلْمِم على الطَّلَل
المُحِيل بفَيْدَ وما بُكاؤك بالطُّلول ؟ والمُحِيل الذي أَتت عليه أَحوال
وغَيَّرته وَبَّخَ نفسه على الوقوف والبكاء في دار قد ارتحل عنها أَهلها متذكراً
أَيَّامهم مع كونه أَشْيَبَ غير شابٍّ وذلك في البيت بعده وهو أَأَشْيَبُ
كالوُلَيِّد رَسْمَ دار تُسائل ما أَصَمَّ عن السَّؤُول ؟ أَي أَتسأَل أَشْيَبُ
أَي وأَنت أَشيب وتُسائل ما أَصَمَّ أَي تُسائل ما لا يجيب فكأَنه أَصَمّ وأَنشد
أَبو زيد لأَبي النجم يا صاحِبَيَّ عَرِّجا قليلا حتى نُحَيِّي الطَّلَل المُحِيلا
وأَنشد ابن بري لعمر بن لَجَإٍ أَلم تُلْمِمْ على الطَّلَل المُحِيل بغَرْبِيِّ
الأَبارق من حَقِيل ؟ قال ابن بري وشاهد المُحْوِل قول عمر بن أَبي ربيعة قِفا
نُحَيِّي الطَّلَل المُحْوِلا والرَّسْمَ من أَسماءَ والمَنْزِلا بجانب البَوْباةِ
لم يَعْفُه تَقادُمُ العَهْدِ بأَن يُؤْهَلا قال تقديره قِفا نُحَيِّي الطَّلَل
المُحْوِل بأَن يُؤْهَل من أَهَله الله وقال الأَخوص أَلْمِمْ على طَلَلٍ تَقادَمَ
مُحْوِلِ وقال امرؤ القيس من القاصرات الطَّرْف لو دَبَّ مُحْوِلٌ من الذَّرِّ فوق
الإِتْبِ منها لأَثّرا أَبو زيد فلان على حَوْل فلان إِذا كان مثله في السِّن أَو
وُلِد على أَثره وحالت القوسُ واستحالت بمعنى أَي انقلبت عن حالها التي غُمِزَت
عليها وحَصَل في قابِها اعوجاج وحَوَال اسم موضع قال خِراش بن زهير فإِني دليل غير
مُعْط إِتاوَةً على نَعَمٍ تَرْعى حَوالاً وأَجْرَبا الأَزهري في الخماسي
الحَوَلْولة الكَيِّسة وهو ثلاثي الأَصل أُلحق بالخماسي لتكرير بعض حروفها وبنو
حَوالة بطن وبنو مُحَوَّلة هم بنو عبدالله بن غَطَفان وكان اسمه عبد العُزَّى
فسماه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عبدالله فسُمُّوا بني مُحَوَّلة لذلك
وحَوِيل اسم موضع قال النابغة الجعدي تَحُلُّ بأَطراف الوِحاف ودُونها حَوِيل
فريطات فرَعْم فأَخْرَب
معنى
في قاموس معاجم
الصَّوْبُ
نُزولُ المَطَر صَابَ المَطَرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصَبَّ ومَطَرٌ صَوْبٌ
وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ قال أَبو إِسحق
الصَّيِّبُ هنا المطر وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين كأَنّ المعنى أَو
كأَصْحابِ صَ
الصَّوْبُ
نُزولُ المَطَر صَابَ المَطَرُ صَوْباً وانْصابَ كلاهما انْصَبَّ ومَطَرٌ صَوْبٌ
وصَيِّبٌ وصَيُّوبٌ وقوله تعالى أَو كَصَيِّبٍ من السماءِ قال أَبو إِسحق
الصَّيِّبُ هنا المطر وهذا مَثَلٌ ضَرَبه اللّه تعالى للمنافقين كأَنّ المعنى أَو
كأَصْحابِ صَيِّبٍ فَجَعَلَ دينَ الإِسلام لهم مثلاً فيما ينالُهم فيه من الخَوْفِ
والشدائد وجَعَلَ ما يَسْتَضِيئُون به من البرق مثلاً لما يستضيئُون به من
الإِسلام وما ينالهم من الخوف في البرق بمنزلة ما يخافونه من القتل قال والدليل
على ذلك قوله تعالى يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عليهم وكُلُّ نازِلٍ من عُلْوٍ
إِلى سُفْلٍ فقد صابَ يَصُوبُ وأَنشد
كأَنَّهمُ صابتْ عليهم سَحابَةٌ ... صَواعِقُها لطَيرهنَّ دَبيبُ ( 1 )
( 1 عجز هذا البيت غامض )
وقال الليث الصَّوْبُ المطر
وصابَ الغيثُ بمكان كذا وكذا وصابَتِ السَّماءُ الأَرضَ جادَتْها وصابَ الماءَ
وصوَّبه صبَّه وأَراقَه أَنشد ثعلب في صفة ساقيتين
وحَبَشِيَّينِ إِذا تَحَلَّبا ... قالا نَعَمْ قالا نَعَمْ وصَوَّبا
والتَّصَوُّبُ حَدَبٌ في حُدُورٍ والتَّصَوُّبُ الانحدار والتَّصْويبُ خلاف
التَّصْعِيدِ وصَوَّبَ رأْسَه خَفَضَه التهذيب صَوَّبتُ الإِناءَ ورأْسَ الخشبة
تَصْويباً إِذا خَفَضْتُه وكُرِه تَصْويبُ الرأْسِ في الصلاة وفي الحديث من قَطَع
سِدْرةً صَوَّبَ اللّه رأْسَه في النار سُئِلَ أَبو داود السِّجسْتانيّ عن هذا الحديث
فقال هو مُخْتَصَر ومعناه مَنْ قَطَعَ سِدْرةً في فلاة يَسْتَظِلُّ بها ابنُ
السبيل بغير حق يكون له فيها صَوَّبَ اللّه رأْسَه أَي نكَّسَه ومنه الحديث
وصَوَّبَ يَده أَي خَفَضَها والإِصابةُ خلافُ الإِصْعادِ وقد أَصابَ الرجلُ قال
كُثَيِّر عَزَّةَ
ويَصْدُرُ شتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ ... إِذا ما خَلَتْ مِمَّنْ يَحِلُّ
المنازِلُ
والصَّيِّبُ السحابُ ذو الصَّوْبِ وصابَ أَي نَزَلَ قال الشاعر
فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكن لمَْلأَكٍ ... تَنَزَّلَ من جَوِّ السماءِ يَصوبُ
قال ابن بري البيتُ لرجلٍ من عبدِالقيس يمدَحُ النُّعْمانَ وقيل هو لأَبي وجزَة
يمدح عبدَاللّه بن الزُّبير وقيل هو لعَلْقَمَة بن عَبْدَة قال ابن بري وفي هذا
البيتِ شاهدٌ على أَن قولَهم مَلَك حُذِفت منه وخُفِّفَت بنقل حركتِها على ما [ ص
535 ] قبلَها بدليل قولهم مَلائكة فأُعيدت الهمزة في الجمع وبقول الشاعر ولكن
لمَْلأَك فأَعاد الهمزة والأَصل في الهمزة أَن تكون قبل اللام لأَنه من الأَلُوكَة
وهي الرسالة فكأَنَّ أَصلَ مَلأَكٍ أَن يكون مأْلَكاً وإِنما أَخروها بعد اللام
ليكون طريقاً إِلى حذفها لأَن الهمزة متى ما سكن ما قبلها جاز حذفها وإِلقاء
حركتها على ما قبلها والصَّوْبُ مثل الصَّيِّبِ وتقول صابَهُ المَطَرُ أَي مُطِرَ
وفي حديث الاستسقاء اللهم اسقِنا غيثاً صَيِّباً أَي مُنْهَمِراً متدفقاً
وصَوَّبْتُ الفرسَ إِذا أَرسلته في الجَرْيِ قال امرؤُ القيس
فَصَوَّبْتُه كأَنه صَوْبُ غَبْيَةٍ ... على الأَمْعَزِ الضاحي إِذا سِيطَ
أَحْضَرا
والصَّوابُ ضدُّ الخطإِ وصَوَّبه قال له أَصَبْتَ
وأَصابَ جاءَ بالصواب وأَصابَ أَراد الصوابَ وأَصابَ في قوله وأَصابَ القِرْطاسَ
وأَصابَ في القِرْطاس وفي حديث أَبي وائل كان يُسْأَلُ عن التفسير فيقول أَصابَ
اللّهُ الذي أَرادَ يعني أَرادَ اللّهُ الذي أَرادَ وأَصله من الصواب وهو ضدُّ
الخطإِ يقال أَصاب فلانٌ في قوله وفِعْلِه وأَصابَ السهمُ القِرْطاسَ إِذا لم
يُخْطِئْ وقولٌ صَوْبٌ وصَوابٌ قال الأَصمعي يقال أَصابَ فلانٌ الصوابَ فأَخطأَ
الجواب معناه أَنه قَصَدَ قَصْدَ الصوابِ وأَراده فأَخْطَأَ مُرادَه ولم يَعْمِدِ
الخطأَ ولم يُصِبْ وقولهم دَعْني وعليَّ خطَئي وصَوْبي أَي صَوابي قال أَوسُ بن
غَلْفاء
أَلا قالَتْ أُمامةُ يَوْمَ غُولٍ ... تَقَطَّع بابنِ غَلْفاءَ الحِبالُ
دَعِيني إِنما خَطَئي وصَوْبي ... عليَّ وإِنَّ ما أَهْلَكْتُ مالُ
وإِنَّ ما كذا منفصلة قوله مالُ بالرفع أَي وإِنَّ الذي أَهلكتُ إِنما هو مالٌ
واسْتَصْوَبَه واسْتَصابَه وأَصابَه رآه صَواباً وقال ثعلب اسْتَصَبْتُه قياسٌ
والعرب تقول اسْتَصْوَبْتُ رأْيَك وأَصابه بكذا فَجَعَه به وأَصابهم الدهرُ
بنفوسهم وأَموالهم جاحَهُم فيها فَفَجَعَهم ابن الأَعرابي ما كنتُ مُصاباً ولقد
أُصِبْتُ وإِذا قال الرجلُ لآخر أَنتَ مُصابٌ قال أَنتَ أَصْوَبُ مِني حكاه ابن
الأَعرابي وأَصابَتْهُ مُصِيبةٌ فهو مُصابٌ والصَّابةُ والمُصِيبةُ ما أَصابَك من
الدهر وكذلك المُصابةُ والمَصُوبة بضم الصاد والتاء للداهية أَو للمبالغة والجمع
مَصاوِبُ ومَصائِبُ الأَخيرة على غير قياس تَوَهَّموا مُفْعِلة فَعِيلة التي ليس
لها في الياءِ ولا الواو أَصل التهذيب قال الزجَّاج أَجمع النحويون على أَنْ
حَكَوْا مَصائِبَ في جمع مُصِيبة بالهمز وأَجمعوا أَنَّ الاختيارَ مَصاوِبُ وإِنما
مَصائبُ عندهم بالهمز من الشاذ قال وهذا عندي إِنما هو بدل من الواو المكسورة كما
قالوا وسادة وإِسادة قال وزعم الأَخفش أَن مَصائِبَ إِنما وقعت الهمزة فيها بدلاً
من الواو لأَنها أُعِلَّتْ في مُصِيبة قال الزجّاج وهذا رديء لأَنه يلزم أَن يقال
في مَقَام مَقَائِم وفي مَعُونة مَعائِن وقال أَحمدُ بن يحيى مُصِيبَة كانت في
الأَصل مُصْوِبة ومثله أَقيموا الصلاة أَصله أَقْوِمُوا فأَلْقَوْا حركةَ الواو
على القاف فانكسرت وقلبوا الواو ياء لكسرة القاف وقال الفراء يُجْمَعُ [ ص 536 ]
الفُواق أَفْيِقَةً والأَصل أَفْوِقةٌ وقال ابن بُزُرْجَ تركتُ الناسَ على
مَصاباتِهم أَي على طَبقاتِهم ومَنازِلهم وفي الحديث من يُرِدِ اللّهُ به خيراً
يُصِبْ منه أَي ابتلاه بالمصائب ليثيبه عليها وهو الأَمر المكروه ينزل بالإِنسان
يقال أَصابَ الإِنسانُ من المال وغيره أَي أَخَذَ وتَنَاول وفي الحديث يُصِيبونَ
ما أَصابَ الناسُ أَي يَنالون ما نالوا وفي الحديث أَنه كان يُصِيبُ من رأْس بعض
نسائه وهو صائم أَراد التقبيلَ والمُصابُ الإِصابةُ قال الحرثُ بن خالد المخزومي
أَسُلَيْمَ إِنَّ مُصابَكُمْ رَجُلاً ... أَهْدَى السَّلامَ تحيَّةً ظُلْمُ
أَقْصَدْتِه وأَرادَ سِلْمَكُمُ ... إِذْ جاءَكُمْ فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ
قال ابن بري هذا البيت ليس للعَرْجِيِّ كما ظنه الحريري فقال في دُرَّة الغواص هو
للعَرْجِيِّ وصوابه أَظُلَيْم وظُلَيم ترخيم ظُلَيْمة وظُلَيْمة تصغير ظَلُوم
تصغير الترخيم ويروى أَظَلُومُ إِنَّ مُصابَكم وظُلَيْمُ هي أُمُّ عمْران زوجةُ
عبدِاللّه بنُ مُطِيعٍ وكان الحرثُ يَنْسِبُ بها ولما مات زوجها تزوجها ورجلاً
منصوبٌ بمُصابٍ يعني إِنَّ إِصابَتَكم رجلاً وظُلْم خبر إِنَّ وأَجمعت العرب على
همز المَصائِب وأَصله الواو كأَنهم شبهوا الأَصليّ بالزائد وقولُهم للشِّدة إِذا
نزلتْ صَابَتْ بقُرٍّ أَي صارت الشِّدَّة في قَرارِها وأَصابَ الشيءَ وَجَدَه
وأَصابه أَيضاً أَراده وبه فُسِّر قولُه تعالى تَجْري بأَمْره رُخاءً حيثُ أَصابَ
قال أَراد حيث أَراد قال الشاعر
وغَيَّرها ما غَيَّر الناسَ قَبْلَها ... فناءَتْ وحاجاتُ النُّفوسِ تُصِيبُها
أَراد تُريدها ولا يجوز أَن يكون أَصَابَ من الصَّواب الذي هو ضدّ الخطإِ لأَنه لا
يكونُ مُصيباً ومُخْطِئاً في حال واحد وصَابَ السَّهْمُ نحوَ الرَّمِيَّةِ يَصُوبُ
صَوْباً وصَيْبُوبةً وأَصابَ إِذا قَصَد ولم يَجُزْ وقيل صَابَ جاءَ من عَلُ
وأَصابَ من الإِصابةِ وصَابَ السهمُ القِرْطاسَ صَيْباً لغة في أَصابه وإِنه
لسَهْمٌ صائِبٌ أَي قاصِدٌ والعرب تقول للسائر في فَلاة يَقْطَعُ بالحَدْسِ إِذا
زاغَ عن القَصْدِ أَقِمْ صَوْبَك أَي قَصْدَك وفلان مُستقيم الصَّوْبِ إِذا لم
يَزِغْ عن قَصْدِه يميناً وشمالاً في مَسِيره وفي المثل مع الخَوَاطِئِ سهمٌ صائبٌ
وقول أَبي ذؤَيب
إِذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرُها ... كعَنْزِ الفَلاةِ مُسْتَدِرٌّ صِيابُها
أَرادَ جمعَ صَائِبٍ كصاحِب وصِحابٍ وأَعَلَّ العينَ في الجمع كما أَعَلَّها في
الواحد كصائم وصِيامٍ وقائم وقِيامٍ هذا إِن كان صِيابٌ من الواو ومن الصَّوابِ في
الرمي وإِن كان من صَابَ السَّهمُ الهَدَفَ يَصِيبُه فالياء فيه أَصل وقوله أَنشده
ابن الأَعرابي
فكيفَ تُرَجِّي العَاذِلاتُ تَجَلُّدي ... وصَبْرِي إِذا ما النَّفْسُ صِيبَ
حَمِيمُها
فسره فقال صِيبَ كقولكَ قُصِدَ قال ويكون [ ص 537 ] على لغة من قال صَاب السَّهْمُ
قال ولا أَدْري كيف هذا لأَن صاب السهمُ غير متعدٍّ قال وعندي أَن صِيبَ ههنا من
قولهم صابتِ السماءُ الأَرْضَ أَصابَتْها بِصَوْبٍ فكأَنَّ المنيةَ كانت صابَتِ
الحَمِيمَ فأَصابَتْه بصَوْبِها وسهمٌ صَيُوبٌ وصَوِيبٌ صائبٌ قال ابن جني لم نعلم
في اللغة صفة على فعيل مما صحت فاؤُه ولامه وعينه واو إِلاَّ قولهم طَوِيلٌ
وقَوِيم وصَوِيب قال فأَما العَوِيصُ فصفة غالبة تَجْرِي مَجْرى الاسم وهو في
صُوَّابةِ قومه أَي في لُبابهم وصُوَّابةُ القوم جَماعتُهم وهو مذكور في الياءِ
لأَنها يائية وواوية ورجلٌ مُصابٌ وفي عَقْل فلان صابةٌ أَي فَتْرة وضَعْفٌ
وطَرَفٌ من الجُنون وفي التهذيب كأَنه مجنون ويقال للمجنون مُصابٌ والمُصابُ قَصَب
السُّكَّر التهذيب الأَصمعي الصَّابُ والسُّلَعُ ضربان من الشجر مُرَّان والصَّابُ
عُصارة شجر مُرٍّ وقيل هو شجر إِذا اعْتُصِرَ خَرَج منه كهيئة اللَّبَن وربما
نَزَت منه نَزِيَّةٌ أَي قَطْرَةٌ فتقع في العين كأَنها شِهابُ نارٍ وربما
أَضْعَفَ البصر قال أَبو ذُؤَيب الهُذَلي
إِني أَرِقْتُ فبِتُّ الليلَ مُشْتَجِراً ... كأَنَّ عَيْنِيَ فيها الصّابُ
مَذْبُوحُ ( 1 )
( 1 قوله « مشتجراً » مثله في التكملة والذي في المحكم مرتفقاً ولعلهما روايتان )
ويروى
نام الخَلِيُّ وبتُّ الليلَ مُشْتَجراً والمُشْتَجِرُ الذي يضع يده تحت حَنَكِه
مُذكِّراً لِشِدَّة هَمِّه وقيل الصَّابُ شجر مُرٌّ واحدته صابَةٌ وقيل هو عُصارة
الصَّبِرِ قال ابن جني عَيْنُ الصَّابِ واوٌ قياساً واشتقاقاً أَما القياس فلأَنها
عين والأَكثر أَن تكون واواً وأَما الاشتقاق فلأَنَّ الصَّابَ شجر إِذا أَصاب
العين حَلَبها وهو أَيضاً شجر إِذا شُقَّ سالَ منه الماءُ وكلاهما في معنى صابَ
يَصُوبُ إِذا انْحَدر ابن الأَعرابي المِصْوَبُ المِغْرَفَةُ وقول الهذلي
صابُوا بستَّةِ أَبياتٍ وأَربعةٍ ... حتَّى كأَن عليهم جابِياً لُبَدَا
صابُوا بهم وَقَعوا بهم والجابي الجَراد واللُّبَدُ الكثير والصُّوبةُ الجماعة من
الطعام والصُّوبةُ الكُدْسةُ من الحِنْطة والتمر وغيرهما وكُلُّ مُجْتَمعٍ صُوبةٌ
عن كراع قال ابن السكيت أَهلُ الفَلْجِ يُسَمُّونَ الجَرِينَ الصُّوبةَ وهو موضع
التمر والصُّوبةُ الكُثْبة من تُراب أَو غيره وحكى اللحياني عن أَبي الدينار
الأَعرابي دخلت على فلان فإِذا الدنانيرُ صُوبةٌ بين يديه أَي كُدْسٌ مجتمع
مَهِيلةٌ ومَن رواه فإِذا الدينار ذهب بالدينار إِلى معنى الجنس لأَن الدينار
الواحد لا يكون صُوبةً والصَّوْبُ لَقَبُ رجل من العرب وهو أَبو قبيلة منهم وبَنُو
الصَّوْبِ قوم من بَكْر بن وائل وصَوْبةُ فرس العباسِ بن مِرْداس وصَوْبة أَيضاً
فرس لبني سَدُوسٍ
معنى
في قاموس معاجم
الوَجْهُ معروف
والجمع الوُجُوه وحكى الفراء حَيِّ الأُجُوهَ وحَيِّ الوُجُوه قال ابن السكيت
ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا انضمت وفي الحديث أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ
البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثيراً أَراد
أَنها فِتَ
الوَجْهُ معروف
والجمع الوُجُوه وحكى الفراء حَيِّ الأُجُوهَ وحَيِّ الوُجُوه قال ابن السكيت
ويفعلون ذلك كثيراً في الواو إذا انضمت وفي الحديث أَنه ذكر فِتَناً كوُجُوهِ
البَقَرِ أَي يُشْبِه بَعْضُها بعضاً لأَن وُجُوهَ البقر تتشابه كثيراً أَراد
أَنها فِتَنٌ مُشْتَبِهَةٌ لا يُدْرَى كيف يُؤْتَى لها قال الزمخشري وعندي أَن
المراد تأْتي نواطِحَ للناس ومن ثم قالوا نَواطِحُ الدَّهْرِ لنوائبه ووَجْهُ
كُلِّ شيء مُسْتَقْبَلُه وفي التنزيل العزيز فأَيْنَما تُوَلُّوا فثَمَّ وَجْهُ
اللهِ وفي حديث أُمّ سلمة أَنها لما وَعَظَتْ عائشة حين خرجت إلى البصرة قالت لها
لو أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم عَارَضَكِ ببعض الفَلَواتِ ناصَّةً قَلُوصاً
من مَنْهَلٍ إلى مَنْهَلٍ قد وَجِّهْتِ سدافَتَه وتَرَكْتِ عُهَّيْداهُ في حديث
طويل قولها وَجَّهْتِ سِدافَتَه أَي أَخذتِ وَجْهاً هَتَكْتِ سِتْرَك فيه وقيل
معناه أَزَلْتِ سِدافَتَهُ وهي الحجابُ من الموضع الذي أُمِرْتِ أَن تَلْزَمِيه
وجَعَلْتِها أَمامَكِ القتيبي ويكون معنى وَجَّهْتِهَا أَي أَزَلْتِهَا من المكان
الذي أُمِرْتِ بلزومه وجَعَلْتِهَا أَمامَكِ والوَجْهُ المُحَيَّا وقوله تعالى
فأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّين حَنِيفاً أَي اتَّبِع الدِّينَ القَيِّمَ وأَراد
فأَقيموا وجوهكم يدل على ذلك قوله عز وجل بعده مُنِيبِينَ إليه واتَّقُوهُ
والمخاطَبُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم والمراد هو والأُمَّةُ والجمع أَوْجُهٌ
ووُجُوهٌ قال اللحياني وقد تكون الأَوْجُهُ للكثير وزعم أَن في مصحف أُبَيٍّ
أَوْجُهِكُمْ مكان وُجُوهِكُمْ أُراه يريد قوله تعالى فامسحوا بوُجُوهِكُمْ وقوله
عز وجل كلُّ شيءٍ هالكٌ إلا وَجْهَهُ قال الزجاج أَراد إلا إيَّاهُ وفي الحديث
كانَتْ وُجُوهُ بُيُوت أَصحابِهِ شارعةً في المسجد وَجْهُ البيتِ الخَدُّ الذي
يكون فيه بابه أَي كانت أَبواب بيوتهم في المسجد ولذلك قيل لَخَدِّ البيت الذي فيه
الباب وَجْهُ الكَعْبةِ وفي الحديث لتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَو لَيُخالِفَنَّ
الله بين وُجُوهكم أَراد وُجوهَ القلوب كحديثه الآخر لا تَخْتَلِفُوا فتَخْتَلِفَ
قُلُوبكم أَي هَوَاها وإرادَتُها وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ لا تَفْقَهُ حتى تَرَى
للقرآن وُجُوهاً أَي تَرَى له مَعَانيَ يحتملها فتَهابَ الإقْدامَ عليه ووُجُوهُ
البلد أَشرافُه ويقال هذا وَجْهُ الرأْيِ أَي هو الرأْيُ نَفْسُه والوَجْه
والجِهَةُ بمعنىً والهاء عوض من الواو والاسم الوِجْهَةُ والوُجْهَةُ بكسر الواو
وضمها والواو تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ وإنما لا تجتمع مع الهاء في
المصادر واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي سَنَحَ وهو افْتَعَلَ صارت الواو ياء لكسرة ما
قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم بُنِيَ عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجَاهَكَ
أَي تِلْقاءَك ووَجْهُ الفَرَسِ ما أَقبل عليك من الرأْس من دون مَنَابت شعر
الرأْس وإنه لعَبْدُ الوَجْهِ وحُرُّ الوَجْهِ وإنه لسَهْلُ الوَجْهِ إذا لم يكن
ظاهر الوَجْنَةِ ووَجْهُ النهار أَوَّلُهُ وجئتك بوَجْهِ نهارٍ أَي بأَوّل نهار
وكان ذلك على وَجْهِ الدهرأَي أَوَّلِهِ وبه يفسره ابن الأَعرابي ويقال أَتيته
بوَجْهِ نهارٍ وشَبابِ نهارٍ وصَدْرِ نهارٍ أَي في أَوَّله ومنه قوله مَنْ كان
مَسْروراً بمَقْتَلِ مالِكٍ فليأْتِ نِسْوَتَنَا بوَجْهِ نهارِ وقيل في قوله تعالى
وَجْهَ النهارِ واكْفُروا آخِرَهُ صلاة الصبح وقيل هو أَوّل النهار ووَجْهُ النجم
ما بدا لك منه ووَجْهُ الكلام السبيلُ الذي تقصده به وجاهاهُ إذا فاخَرَهُ
ووُجُوهُ القوم سادتهم واحدهم وَجْهٌ وكذلك وُجَهَاؤهم واحدهم وَجِيهٌ وصَرَفَ
الشيءَ عن وَجْهِهِ أَي سَنَنِهِ وجِهَةُ الأَمرِ وجَهَتُهُ ووِجْهَتُه
ووُجْهَتُهُ وَجْهُهُ الجوهري الاسم الوِجْهَة والوُجْهة بكسر الواو وضمها والواو
تثبت في الأَسماء كما قالوا وِلْدَةٌ وإنما لا تجتمع مع الهاء في المصادرِ وما له
جِهَةٌ في هذا الأَمرِ ولا وِجْهَةٌ أَي لا يبصر وجْهَ أَمره كيف يأْتي له
والجِهَةُ والوِجْهَةُ جميعاً الموضعُ الذي تَتَوَجَّهُ إليه وتقصده وضَلَّ
وِجْهَةَ أَمْرهِ أَي قَصْدَهُ قال نَبَذَ الجِوَارَ وضَلَّ وِجْهَةَ رَوْقِهِ لما
اخْتَلَلْتُ فُؤَادَهُ بالمِطْرَدِ ويروى هِدْيَةَ رَوْقِهِ وخَلِّ عن جِهَتِه
يريد جِهَةَ الطريقِ وقلت كذا على جِهَةِ كذا وفعلت ذلك على جهة العدل وجهة الجور
والجهة النحو تقول كذا على جهة كذا وتقول رجل أَحمر من جهته الحمرة وأَسود من جهته
السواد والوِجهةُ والوُجهةُ القِبلةُ وشِبْهها في كل وجهة أَي في كل وجه استقبلته
وأَخذت فيه وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي توجهتُ لأَن أَصل التاء فيهما واو
وتوَجَّه إليه ذهب قال ابن بري قال أَبو زيد تَجِهَ الرجلُ يَتْجَهُ تَجَهاً وقال
الأَصمعي تَجَهَ بالفتح وأَنشد أَبو زيد لمِرْداسِ بن حُصين قَصَرْتُ له القبيلةَ
إذ تَجِهْنا وما ضاقَتْ بشَدّته ذِراعي والأَصمعي يرويه تَجَهْنا والذي أَراده
اتَّجَهْنا فحذف أَلف الوصل وإحدى التاءين وقَصَرْتُ حبَسْتُ والقبيلةُ اسم فرسه وهي
مذكورة في موضعها وقيل القبيلة اسم فرسٍ أَنشد ابن بري لطُفيلٍ بناتُ الغُرابِ
والوجِيهِ ولاحِقٍ وأَعْوَجَ تَنْمي نِسْبَةَ المُتَنسِّبِ واتَّجَهَ له رأْيٌ أَي
سَنَحَ وهو افْتَعَل صارت الواو ياء لكسرة ما قبلها وأُبدلت منها التاء وأُدغمت ثم
بني عليه قولك قعدت تُجاهَكَ وتِجاهَكَ أَي تِلْقاءك وتَجَهْتُ إليك أَتْجَهُ أَي
توجهتُ لأَن أَصل التاء فيهما واو ووَجَّه إليه كذا أَرسله ووجَّهْتُهُ في حاجةٍ
ووجَّهْتُ وجْهِيَ لله وتوَجَّهْتُ نحوَكَ وإليك ويقال في التحضيض وَجِّهِ
الحَجَرَ وجْهةٌ مّا له وجِهَةٌ مّا له ووَجْهٌ مّا له وإنما رفع لأَن كل حَجَرٍ
يُرْمى به فله وجْهٌ كل ذلك عن اللحياني قال وقال بعضهم وجِّه الحَجَرَ وِجْهةً
وجِهةً مّا له ووَجْهاً مّا له فنصب بوقوع الفعل عليه وجعل ما فَضْلاً يريد وَجِّه
الأَمرَ وَجْهَهُ يضرب مثلاً للأَمر إذا لم يستقم من جهةٍ أَن يُوَجِّهَ له
تدبيراً من جِهةٍ أُخرى وأَصل هذا في الحَجَرِ يُوضَعُ في البناء فلا يستقيم
فيُقْلَبُ على وجْهٍ آخر فيستقيم أَبو عبيد في باب الأَمر بحسن التدبير والنهي عن
الخُرْقِ وَجِّهْ وَجْهَ الحَجَرِ وِجْهةً مّا له ويقال وِجْهة مّا له بالرفع أَي
دَبِّرِ الأَمر على وجْهِه الذي ينبغي أَن يُوَجَّهَ عليه وفي حُسْنِ التدبير يقال
ضرب وجْهَ الأَمر وعيْنَه أَبو عبيدة يقال وَجِّه الحجر جهةٌ مّا له يقال في موضع
الحَضِّ على الطلب لأَن كل حجر يُرْمى به فله وجْهٌ فعلي هذا المعنى رفعه ومن نصبه
فكأَنه قال وَجِّه الحجر جِهَتَه وما فضْلٌ وموضع المثل ضََعْ كلَّ شيء موضعه ابن
الأَعرابي وَجِّه الحجر جِهَةً مّا له وجهةٌ مّا له ووِجْهةً مّا له ووِجهةٌ مّا
له ووَجْهاً مّا له ووَجْهٌ مّا له والمُواجَهَةُ المُقابلَة والمُواجَهةُ
استقبالك الرجل بكلام أَو وَجْهٍ قاله الليث وهو وُجاهَكَ ووِجاهَكَ وتُجاهَكَ
وتِجاهَكَ أَي حِذاءَكَ من تِلْقاءِ وَجْهِكَ واستعمل سيبويه التُّجاهَ اسماً
وظرفاً وحكى اللحياني داريِ وجاهَ دارِكَ ووَجاهَ دارِكَ ووُجاهَ دارك وتبدل التاء
من كل ذلك وفي حديث عائشة رضي الله عنها وكان لعلي رضوان الله عليه وَجْهٌ من
الناس حياةَ فاطمةَ رِضوانُ الله عليها أَي جاهٌ وعِزٌّ فقَدَهما بعدها والوُجاهُ
والتُّجاهُ الوجْهُ الذي تقصده ولقيه وِجاهاً ومُواجَهةً قابَل وجْهَهُ بوجْهِه
وتواجَهَ المنزلانِ والرجلان تقابلا والوُجاهُ والتُّجاه لغتان وهما ما استقبل شيء
شيئاً تقول دارُ فلانٍ تُجاهَ دار فلان وفي حديث صلاة الخوف وطائفةٌ وُجاهَ العدوّ
أَي مُقابَلتَهم وحِذاءَهم وتكسر الواو وتضم وفي رواية تُجاهَ العدوِّ والتاء بدل
من الواو مثلها في تُقاةٍ وتُخَمةٍ وقد تكرر في الحديث ورجل ذو وَجْهينِ إذا
لَقِيَ بخلاف ما في قلبه وتقول توجَّهوا إليك ووَجَّهوا كلٌّ يقال غير أَن قولك
وَجَّهوا إليك على معنى وَلَّوْا وُجوهَهُم والتَّوَجُّه الفعل اللازم أَبو عبيد
من أَمثالهم أَينما أُوَجِّهْ أَلْقَ سَعْداً معناه أَين أَتَوَجَّه وقَدَّمَ
وتَقَدَّمَ وبَيَّنَ وتبَيَّنَ بمعنى واحد والوجْهُ الجاهُ ورجل مُوَجَّهٌ ووَجِيهٌ
ذو جاه وقد وَجُهَ وَجاهةٌ وأَوْجَهَه جعل له وجْهاً عند الناس وأَنشد ابن بري
لامرئ القيس ونادَمْتُ قَيْصَرَ في مُلْكِه فأَوْجَهَني وركِبْتُ البَريدا ورجل
وَجِيهٌ ذو وَجاهةٍ وقد وَجُه الرجلُ بالضم صار وَجِيهاً أَي ذا جاهٍ وقَدْر
وأَوجَهَه الله أَي صَيَّرَه وَجِيهاً ووجَّهَه السلطانُ وأَوجَهَه شرَّفَه
وأَوجَهْتُه صادَفْتُه وَجِيهاً وكلُّه من الوَجْهِ قال المُساوِرُ بن هِنْدِ بن
قيْس بن زُهَيْر وأَرَى الغَواني بَعْدَما أَوْجَهْنَني أَدْبَرْنَ ثُمَّتَ قُلْنَ
شيخٌ أَعْوَرُ ورجل وَجْهٌ ذو جاه وكِساءٌ مُوَجَّهٌ أَي ذو وَجْهَينِ وأَحْدَبُ
مُوَجَّهٌ له حَدَبَتانِ من خلفه وأَمامه على التشبيه بذلك وفي حديث أَهل البيت
لايُحِبُّنا الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ حكاه الهروي في الغريبين ووَجَّهَتِ الأَرضَ
المَطَرَةُ صَيَّرتَهْا وَجْهاً واحداً كما تقول تَرَكَتِ الأَرضَ قَرْواً واحداً
ووَجَّهَها المطرُ قَشَرَ وَجْهَها وأَثر فيه كحَرَصَها عن ابن الأَعرابي وفي
المثل أَحمق ما يتَوَجَّهُ أَي لا يُحْسِنُ أَن يأْتي الغائط ابن سيده فلان ما
يتَوَجَّهُ يعني أَنه إذا أَتى الغائط جلس مستدبر الريح فتأْتيه الريح بريح
خُرْئِه والتَّوَجُّهُ الإقبال والانهزام وتَوَجَّهَ الرجلُ وَلَّى وكَبِرَ قال
أَوْسُ بن حَجَرٍ كعَهْدِكِ لا ظِلُّ الشَّبابِ يُكِنُّني ولا يَفَنٌ مِمَّنْ
تَوَجَّهَ دالِفُ ويقال للرجل إذا كَبِرَ سِنُّهُ قد تَوَجَّهَ ابن الأَعرابي يقال
شَمِطَ ثم شاخ ثم كَبِرَ ثم تَوَجَّهَ ثم دَلَف ثم دَبَّ ثم مَجَّ ثم ثَلَّبَ ثم
الموت وعندي امرأَة قد أَوْجَهَتْ أَي قعدت عن الولادة ويقال وَجَّهَتِ الريحُ
الحصى تَوْجِيهاً إذا ساقته وأَنشد تُوَجِّهُ أَبْساطَ الحُقُوفِ التَّياهِرِ
ويقال قاد فلانٌ فلاناً فوَجَّه أَي انقاد واتّبع وشيءٌ مُوَجَّهٌ إذا جُعِلَ على
جِهَةٍ واحدة لا يختلف اللحياني نظر فلانٌ بِوُجَيْهِ سُوءٍ وبجُوهِ سُوءٍ وبِجيهِ
سوءٍ وقال الأَصمعي وَجَهْتُ فلاناً إذا ضربت في وجْهِه فهو مَوْجوهٌ ويقال أَتى
فلان فلاناً فأَوْجَهَهُ وأَوْجَأَهُ إذا رَدَّهُ وجُهتُ فلاناً بما كره فأَنا
أَجُوهه إذا استقبلته به قاله الفراء وكأَن أَصله من الوَجْه فقُلِبَ وكذلك الجاهُ
وأَصله الوَجْهُ قال الفراء وسمعت امرأَة تقول أَخاف أَن تجُوهَني بأَكثر من هذا
أَي تستقبلني قال شمر أُراه مأْخوذاً من الوَجْهِ الأَزهري كأَنه مقلوب ويقال خرج
القوم فوَجَّهُوا للناس الطريقَ توجيهاً إذا وَطِئُوه وسَلَكوه حتى استبان أَثَرُ
الطريق لمن يسلكه وأَجْهَتِ السماءُ فهي مُجْهِيَةٌ إذا أَصْبَحت وأَجْهَت لك
السَّبيلُ أَي استبانت وبيتٌ أَجْهَى لا سِتْرَ عليه وبيوتٌ جُهْوٌ بالواو وعَنْزٌ
جَهْواء لا يستر ذَنَبُها حياءها وهم وِجاهُ أَلْفٍ أَي زُهاءُ أَلفٍ عن ابن
الأَعرابي ووَجَّهَ النخلةَ غرسها فأَمالها قِبَلَ الشَّمال فأَقامتْها الشَّمالُ
والوَجِيهُ من الخيل الذي تخرج يداه معاً عند النِّتاج واسم ذلك الفعل التَّوْجيهُ
ويقال للولد إذا خرجت يداه من الرحم أَوّلاً وَجِيهٌ وإذا خرجت رجلاه أََّْلاً
يَتْنٌ والوجيهُ فرس من خيل العرب نَجِيبٌ سمي بذلك والتَّوْجيهُ في القوائم
كالصَّدَفِ إلاَّ أَنه دونه وقيل التَّوْجيهُ من الفَرَس تَدانِي العُجايَتَيْنِ
وتَداني الحافرين والْتِواءٌ مِنَ الرُّسْغَيْنِ وفي قَوافي الشِّعْرِ التأْسيس
والتَّوْجيهُ والقافيةُ وذلك في مثل قوله كِلِيني لهَمٍّ يا أُمَيمَةَ ناصِبِ
فالباء هي القافية والأَلف التي قبل الصاد تأْسيسٌ والصادُ تَوْجِيهٌ بين التأْسيس
والقافية وإِنما قيل له تَوْجِيهٌ لأَن لك أَن تُغَيِّرَه بأَيِّ حرفٍ شئتَ واسم
الحرف الدَّخِيلُ الجوهري التَّوْجيهُ هو الحرف الذي بين أَلف التأْسيس وبين
القافية قال ولك أَن تغيره بأَي حرف شئتَ كقول امرئ القيس أَنِّي أَفِرْ مع قوله
جميعاً صُبُرْ واليومُ قَرّ ولذلك قيل له تَوْجيهٌ وغيره يقول التوجيه اسم لحركاته
إِذا كان الرَّوِيُّ مُقَيَّداً قال ابن بري التَّوْجيهُ هو حركة الحرف الذي قبل
الرويِّ المقيد وقيل له توجيه لأَنه وَجَّهَ الحرفَ الذي قبل الرَّوِيِّ المقيد
إِليه لا غير ولم يَحْدُث عنه حرفُ لِينٍ كما حدث عن الرَّسِّ والحَذْوِ
والمَجْرَى والنَّفادِ وأَما الحرف الذي بين أَلف التأْسيس والرَّوِيِّ فإِنه يسمى
الدَّخيلَ وسُمِّي دَخِيلاً لدخوله بين لازمين وتسمى حركته الإِشباعَ والخليل لا
يجيز اختلاف التوجيه ويجيز اختلاف الإِشباع ويرى أَن اختلاف التوجيه سِنادٌ وأَبو
الحسن بضدّه يرى اختلاف الإِشباع أَفحش من اختلاف التوجيه إِلا أَنه يرى اختلافهما
بالكسر والضم جائزاً ويرى الفتح مع الكسر والضم قبيحاً في التوجيه والإِشباع
والخليل يستقبحه في التوجيه أَشدّ من استقباحه في الإِشباع ويراه سِناداً بخلاف
الإِشباع والأَخفش يجعل اختلاف الإِشباع بالفتح والضم أَو الكسر سِناداً قال
وحكاية الجوهري مناقضة لتمثيله لأَنه حكى أَن التَّوْجِيهَ الحرف الذي بين أَلف
التأْسيس والقافية ثم مثَّله بما ليس له أَلف تأْسيس نحو قوله أَني أَفرْ مع قوله
صُبُرْ واليومُ قَرّ ابن سيده والتَّوْجِيهُ في قَوافي الشِّعْرِ الحرفُ الذي قبل
الرَّوِيّ في القافية المقيدة وقيل هو أَن تضمه وتفتحه فإِن كسرته فذلك السِّنادُ
هذا قول أَهل اللغة وتحريره أَن تقول إِن التَّوْجيهَ اختلافُ حركة الحرف الذي قبل
الرَّوِيَّ المقيد كقوله وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ وقوله فيها
أَلَّفَ شَتَّى ليس بالراعي الحَمِقْ وقوله مع ذلك سِرّاً وقد أَوَّنَ تأْوينَ
العُقُقْ قال والتوجيه أَيضاً الذي بين حرف الروي المطلق والتأْسيس كقوله أَلا
طالَ هذا الليلُ وازْوَرَّ جانِبُهْ فالأَلف تأْسيس والنون توجيه والباء حرف الروي
والهاء صلة وقال الأَحفش التَّوْجيهُ حركة الحرف الذي إلى جنب الرَّوِيّ المقيد لا
يجوز مع الفتح غيره نحو قد جَبَرَ الدِّينَ الإِلهُ فجَبَرْ التزم الفتح فيها كلها
ويجوز معها الكسر والضم في قصيدة واحدة كما مثَّلنا وقال ابن جني أَصله من
التَّوْجِيه كأَن حرف الرَّوِيّ مُوَجَّهٌ عندهم أَي كأَنَّ له وجهين أَحدهما من
قبله والآخر من بعده أَلا ترى أَنهم استكرهوا اختلاف الحركة من قبله ما دام مقيداً
نحو الحَمِقْ والعُقُقْ والمُخْتَرَقْ ؟ كما يستقبحون اختلافها فيه ما دام مطلقاً
نحو قوله عَجْلانَ ذا زَادٍ وغيرَ مُزَوَّدِ مع قوله فيها وبذاك خَبَّرَنا الغرابُ
الأَسْوَدُ وقوله عَنَمٌ يكادُ من اللَّطافَةِ يُعْقَدُ فلذلك سميت الحركة قبل
الرويّ المقيد تَوجيهاً إَعلاماً أَن للرويّ وجهين في حالين مختلفين وذلك أَنه
إِذا كان مقيداً فله وَجْهٌ يتقدّمه وإِذا كان مطلقاً فله وَجْهٌ يتأَخر عنه فجرى
مجرى الثوب المُوَجَّهِ ونحوِه قال وهذا أَمثل عندي من قول مَنْ قال إِنما سُمِّي
تَوْجيهاً لأَنه يجوز فيه وُجُوهٌ من اختلاف الحركات لأَنه لو كان كذلك لمَا
تَشدَّد الخليل في اختلاف الحركات قبله ولمَا فَحُشَ ذلك عنده والوَجِيهَةُ
خَرَزَةٌ وقيل ضرب من الخَرَزِ وبنو وَجِيهةَ بطن