" بَحَثَ " . البَحْثُ : طَلَبُكَ الشَّيءَ في التُّرابِ . بَحَثَه يَبْحَثُه بَحْثاً وابْتَحَثَه فهو يَتَعَدَّى بنفسه وكثيراً ما يستعمله المُصَنِّفُون مُتعَدّياً بفي فيقولون : بَحَثَ فيهِ والمشهورُ التَّعْدِيةُ بَعَنْ كما للمصَنّف تَبعاً للجوهريّ وأَربابِ الأَفعالِ . والبَحْثُ : أَنْ يَسْأَلَ عن شَيْءٍ ويَسْتَخْبِرَ . وَبَحَثَ " عنه كمَنَعَ " يَبْحَثُ بَحْثاً : سَأَلَ . كذلك " اسْتَبْحَثَ " واسْتَبْحَثَ عَنْه . قال الأَزْهَرِيّ : " ابْتَحَثَ وتَبَحَّثَ " عن الشَّيْءِ بمعنىً واحدٍ أَي " فَتَّشَ " عنه وفي نسختنا : انبحثَ بدل ابْتحثَ وهو خطأٌ . وفي المثل : " كالباحِثِ عن الشَّفْرَةِ " وفي آخَرَ " كبَاحِثَةٍ عن حَتْفِها بِظِلْفِها " وذلك أَنَّ شاةً بَحثتْ عن سِكِّينٍ في التُّرَاب بِظِلْفِها ثم ذُبِحَت به . قولهم : ترَكْتُه بِمَبَاحِث البَقرِ : " مَبَاحِثُ البَقَرِ " : المَكانُ " القَفْرُ أَو المكانُ المَجهولُ " يعني بِحَيْثُ لا يُدْرَي أَين هو . " والبَحْثُ : المَعْدِنُ " يُبْحَث فِيه عن الذَّهَب والفِضَّة قاله شمِرٌ . البَحْثُ " : الحَيَّةُ العظِيمةُ " لأَنها تَبحَثُ التُّرَابَ . جاءَ في الحديث : " أن غلامَيْنِ كانا يَلعَبَانِ البَحْثَةَ " قال شَمرٌ : " البَحْثَةُ " أَي بالفتح كما يدلّ عليه إِطْلاقُه ووجدْتُه في بعض الأُمهات مضبوطاً بِالقلمِ مضمومَ الأَول قال ابن شُمَيلٍ : " البُحَّيْثَي " بضمّ فتشديدٍ " ؛ كسُمَّيْهَي " ومَثَّلَه ابن شُمَيْلٍ بخُلَّيْطَي " : لَعِبٌ بالبُحَاثةِ " بالضمّ " أَي التُّراب " الذي يُبْحَث عمّا يُطلَب فيهِ . قاله الأزهري . " وانبحَثَ : لَعِبَ به " هكذا في نُسْختِنا بتقدِيم النون على الموحّدة والصّواب : وابْتَحَثَ من باب الافتعال وأَنشد الأَصْمَعِيّ :
كأَنّ آثارَ الظَّرَابِي تَنتَقِثْ ... حَوْلَكَ بُقَّيْرَي الوَلِيدِ المُبْتَحِثْ في حديث المِقْدَادِ : " أَبَتْ علينا سورَةُ " البُحُوتَ " " انفِرُوا خِفافاً وثِقالا " يعني : " سورَة التَّوْبَةِ " والبُحُوث جَمعُ بَحْثٍ - قال ابن الأَثير : ورأَيْت في الفائِقِ : سورة البَحُوثِ كصَبُور أَي بضبط القَلم ومثله في نُسخَتنا . قال : فإِن صَحَّتْ فهي فَعُول من أَبْنيةِ المبالِغة وَيَقع على الذَّكر والأُنثى كامرأَةٍ صَبورٍ ويكون من باب إِضافة المَوصوفِ إِلى الصّفة . وفي اللسان : سمِّيَت بذلك لأَنها بَحَثتْ عن المنافقين وأَسْرَارِهم أَي استثارَتْها وفتَّشَتْ عنها وفي الفائق أَنّها تُسَمَّى المُبَعْثِرَة أَيضاً . البَحُوثُ " من الإبِلِ : الّتي " إِذا سارَتْ " تَبْحَث التُّرابَ بأَيْدِيها أُخُراً " بضمتين أَي تَرْمِى إِلى خَلْفِها وعزَاه في التهْذِيب إلى أَبي عَمْرٍو وقال غيرُه : البَحُوث : الإِبل تَبْتَحِث التُّرابَ بأَخفافِها أُخُراً في سَيْرِها . " والبَاحِثاءُ " بالمدّ : مِن حِجَرَةِ اليَرابِيع " تُرابٌ يُشْبِه " وفي اللسان : يُخَيَّل إِليك أَنه " القاصِعَاءُ " وليس بها والجمع باحِثَاواتٌ . " وبَحَّاثٌ ككَتَّانٍ : اسْم " رجلٍ من الصحابَةِ وهو بَحَّاثُ بنُ ثَعْلبَةَ وقد رُوِىَ فيه غيرُ ذلك . " وعلِيُّ بنُ محَمّدٍ البَحَّاثِيُّ رَاوِى " كتاب " التَّقاسيمِ لابْنِ حبَّانَ عن " أَبي العَبَّاسِ الوليدِ بنِ أَحْمدَ بنِ محَمَّدٍ " الزَّوْزَنِيّ عنه " كأَنه نِسْبةٌ إِلى جَدّه بَحَّاثٍ
ومما يستدرك عليه : البَحِيث : السِّرّ ومنه المَثل : " بَدَا بَحِيثُهم " كذا في مَجْمع الأَمثال . وأَبو جَعْفرٍ محمّدُ بنُ الحُسيْن البَحَّاث : مُحَدِّث قيّده المالينيّ
خَصَّهُ بالشّيْءِ يَخُصُّه خَصّاً وخُصُوصاً بالفَتْحِ فيهِمَا ويُضَمُّ الثّانِي وخُصُوصِيَّةً بالضَّمِّ ويُفْتَحُ والفَتْحُ أَفْصَحُ كَمَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وبِهِ جَزَم الفَنَارِيّ فِي حاشِيَةِ المُطّوَّلِ وهُوَ الَّذِي في الفَصِيحِ وشُرُوحِه وكلامُ المُصَنِّفِ ظاهِرُه أَنَّ الضَّمَّ أَفْصَحُ والفتْح لُغَةٌ ولِذا قال بَعْضُهُم : ولوْ قال : ويُضَمُّ لَوافَقَ كَلامَ الجُمْهُورِ وسَلِمَ مِنَ المُؤَاخَذَةِ ثُمَّ قالُوا : الياءُ فِيهَا إِذا فُتِحَتْ للنِّسْبَةِ فهِيَ ياءُ المَصْدَرِيَّةِ كالفَاعِلِيَّةِ والمَفْعُولِيَّةِ بِنَاءً على خُصُوصِ فَعُولٍ للمُبَالغةِ في التَّخْصِيصِ وإِذا ضُمَّتْ فَهِي للمُبَالغةِ كأَلْمعِيّ وأَحْمَرِيّ قالَ شَيْخُنا : وعِنْدِي فِي ذلِكَ نَظَرٌ ويَقْدَحُ فِيهِ أَنَّهُم حكوْا في الياءِ التّخْفِيفَ بلْ قِيل : هُو الأَكْثرُ لِيُوَافِقَ الياءَاتِ الّلاحِقَةَ بالمَصَادِرِ كالكَرَاهِيَةِ والعَلانِيَةِ وخِصِّيصَي بالكَسْرِ والقَصْرِ وهُوَ الفَصِيحُ المَشْهُورُ وعَلَيْهِ اقْتَصَرَ القَالِي في المَقْصُورِ والمَمْدُودِ ويُمدُّ عَنْ كُرَاع وابنِ الأَعْرَابِيِّ ولا نظِيرَ لها إِلاَّ المِكَّيثَي وهذِه مَسْأَلَةٌ وَقَعَ فِيهَا النِّزَاعُ بَيْنَ الحَافِظَيْنِ : الأَسْيُوطِيِّ والسَّخَاوِيِّ حتّى أَلَّفَ الأَوْلُ فِيها رِسَالَةً مُسْتَقِلّة وخِصِّيَّةً بالفَتْحِ وضَبَطَه الصّاغَانِيُّ بالضَّمِّ وتَخِصَّةً كتَحِلَّةٍ عن ابنِ عَبّادٍ : فَضَّلَهُ دُونَ غَيْرِه ومَيَّزهُ . ويُقَالُ : الخُصُوصِيَّةُ والخَصِّيَّةُ والخاصَةُ أَسْمَاءُ مَصَادِر . وفي البَصَائِر : الخُصُوصُ : التَّفرُدُ ببَعْضِ الشَّيْءِ مِمَّا لا تُشَارِكُهُ فِيهِ الجُمْلَةُ . وخَصّهُ بالوُدِّ كَذلِكَ إِذا فَضَّلَه دُونَ غَيْرِه فأَمّا قولُ أَبِي زُبَيْدٍ :
" إِنَّ امْرَأً خَصَّنِي عَمْداً مَوَدَّتَهُعَلَى التّنَائِي لَعِنْدِي غَيْرُ مَكْفُورِ فإِنَّهُ أَرادَ خَصَّنِي بِمَوَدَّتِه فحَذَفَ الحَرْفَ وأَوْصَلَ الفِعْلَ وقَدْ يَجُوزُ أَنْ يُرِيدَ : خَصَّنِي لِمَوَدَّتِه إِيايَ قالَ ابنُ سِيدَه : وإِنَّمَا وَجَّهْنَاهُ عَلَى هذَيْنِ الوَجْهَيْنِ لأَنّا لَمْ نَسْمَعْ فِي الكلامِ خَصَصْتُه مُتَعَدِّيَةً إِلى مَفْعُولَيْن . والخَاصُّ والخَاصَّةُ : ضِدّ العَامِّ والعَامَّةِ وهُوَ مَنْ تَخُصُّهُ لِنَفْسِكَ وفي التَّهْذِيبِ : والخَاصَّةُ : الَّذِي اخْتَصَصْتَه لِنَفْسِك . وسُمِعَ ثَعْلَبٌ يَقُول : إِذا ذُكِرَ الصّالِحُونَ فبِخَاصَّةٍ أَبُو بَكْرٍ وإِذا ذُكِرَ الأَشْرَافُ فبِخَاصَّةٍ عَلِيٌّ . والخُصّانُ بالكَسْرِ والضَّمِّ : الخَوَاصُّ ومِنْهُ قَوْلُهُم : إِنَّمَا يَفْعَلُ هذا خِصّانُ النّاسِ أَيْ خَوَاصُّ مِنْهُم وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيٍّ لأَبِي قِلاَبَةَ الهُذَلِيّ :
" والقَوْمُ أَعْلَمُ هَلْ أَرْمِي وَرَاءَهُمُإِذْ لا يُقَاتِلُ مِنْهُمْ غَيْرُ خُصَّانِ وفي الحَدِيثِ عَلَيْكَ بخُوَيْصَّةِ نَفْسِك : الخُوَيْصَّةُ : تَصْغِيرُ الخَاصَّة وأَصْلُه خُوَيْصِصَة قال الزَّمَخْشَرِيُّ : ياؤُهَا ساكِنَةٌ لأَنّ ياءَ التّصْغِيرِ لا تَتَحَرَّكُ . ومِثْلُهَا أُصَيْمُّ ومُدَيْقُّ في تَصْغِيرِ أَصَمّ ومُدُقّ والَّذِي جَوّزَ فِيهَا وفي نَظَائِرِهَا الْتِقَاءَ الساكِنَيْنِ أَنَّ الأَوَّلَ حَرْفُ اللِّينِ والثّانِي مُدْغَمٌ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وفي حَدِيثٍ آخَر : بادِرُوا بالأَعْمَالِ سِتّاً : الدَّجّالَ وكَذَا وكَذَا وخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ يعني حادِثَةَ المَوْتِ الَّتِي تَخُصُّ كُلَّ إِنسانٍ . وصُغِّرَتْ لاحْتِقَارِهَا في جَنْبِ ما بَعْدَها مِنَ البَعْثِ والعَرْضِ والحِسَابِ أَيْ بادِرُوا المَوْتَ واجْتَهِدُوا في العَمَلِ . وفِي حَدِيثِ أُمِّ سُلَيْمٍ : وخُوَيْصَّتُكَ أَنَسٌ أَي الَّذِي يَخْتَصُّ بخِدْمَتِكَ . وصَغَّرَتْه لِصِغَرِه يَوْمَئذٍ . والخَصَاصُ والخَصَاصَةُ والخَصَاصَاءُ بفَتْحِهِنَّ الأَخِيرَةُ عن ابْنِ دُرَيْدٍ : الفَقْرُ وسُوءُ الحالِ والخَلَّةُ والحَاجَةُ وهُو مَجَازٌ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للكُمَيْتِ :إِلَيْهِ مَوَارِدُ أَهْلِ الخَصَاصِ ... ومِنْ عِنْدِهِ الصَّدَرُ المُبْجِلُ وفي التَّنْزِيلِ العَزِيز : ويُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِم ولَوْ كانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ . وأَصْلُ ذلِكَ الفُرْجَةُ أَو الخَلَّةُ ؛ لأَن الشَّئَ إِذا انْفَرَج وَهَي واخْتَلَّ وذَوُو الخَصَاصَةِ : ذَوُو الخَلَّةِ والفَقْرِ وقَدْ خَصِصْتَ يا رَجُلُ بالكَسْرِ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ عن الفَرّاءِ . والخَصَاصُ والخَصَاصَةُ : الخَلَلُ في الثَّغْرِ أَوْ كُلُّ خَلَلٍ وخَرْقٍ في بابٍ ومُنْخُلٍ وبُرْقُعٍ ونَحْوِه كسَحَابٍ ومِصفاةٍ وغيْرِهِمِا والجَمْعُ خَصَاصَاتٌ ومِنْه قَوْلُ الشّاعِرِ : مِنْ خَصَاصاتِ مُنْخُلِ . ويُقَالُ لِلقَمَرِ : بَدَا مِنْ خَصَاصَةِ الغَيْمِ . أَو الخَصَاصَةُ : الثَّقْبُ الصَّغِيرُ ويقال : إِن الخَصَاصَ شِبْهُ كُوَّةٍ في قُبَّةٍ أَو نَحْوِها إِذا كَانَ وَاسِعاً قَدْرَ الوَجْهِ وبعضُهُمْ يَجْعَلُ الخَصَاصَ للوَاسِعِ والضَّيِّقِ . وقيل الخَصَاصُ : الفُرَجُ بينَ الأَثافِيِّ والأَصَابِعِ وأَنْشَدَ ابنُ بَرّيّ للأَسْعَرِ الجُعْفِيّ :
إِلاَّ رَوَاكِدَ بَيْنَهُنَّ خَصَاصَةٌ ... سُفْعَ المَنَاكِبِ كُلّهُنَّ قد اصْطَلَى والخُصَاصَةُ بالضّمِّ : مَا يَبْقَى في الكَرْمِ بَعْدَ قِطَافِه العُنَيْقِيدُ الصَّغِيرُ ها هُنَا وآخَر ها هُنَا وهُوَ النَّبْذُ اليَسِيرُ أَي القَلِيلُ ج خُصَاصٌ . قَالَ أَبُو مَنْصُورِ : يُقَالُ : لَهُ من عُذُوقِ النَّخْلِ الشَّمْلُ والشَّمَالِيلُ وقالَ أَبو حَنِيفَةَ : هِيَ الخَصَاصَةُ والجَمْعُ خَصَاصٌ كِلاهُمَا بالفَتْحِ . والخُصُّ بالضّمِّ : البَيْتُ مِنَ القَصَبِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ للفَزارِيِّ :
الخُصُّ فيهِ تَقَرُّ أَعْيُنُنَا ... خَيْرٌ من الآجُرِّ والكَمَدِ وزادَ غيرُه : أَو مِنْ شَجَرٍ . وهُوَ البَيْتُ يُسْقَفُ عَلَيْهِ بِخَشَبَة كالأَزَجِ ج : خِصَاصٌ وخُصُوصٌ وأَخْصَاصٌ سُمِّي بذلك لأَنّه يُرَى ما فِيهِ من خَصَاصِه أَي فُرَجِهِ وفِي التَّهْذِيبِ : سُمِّيَ خُصّاً لما فِيه من الخَصَاصِ وهي التَّفَارِيجُ الضَّيِّقَةُ . والخُصُّ : حَانُوتُ الخَمّارِ وإِنْ لَمْ يَكُنْ مِنْ قَصَبٍ ومنه قَوْلُ امرئِ القَيْسِ :
كأَنَّ التِّجَارَ أَصْعَدُوا بسَبِيئَةٍ ... من الخُصِّ حَتّى أَنْزَلُوهَا على يُسُرْ ويُرْوَى : أُسُرْ وقال الأَصْمَعِيّ : الخُصُّ : كُرْبَقٌ مَبنِيٌّ وهُوَ الحَانُوتُ . وقالَ أَبو عُبَيْدَةَ : الخُصُّ : بَلَدٌ جَيِّدُ الخَمْرِ بالشّامِ وأُسُرٌ : بَلَدٌ من الحَزْنِ وكان امرُؤُ القَيْسِ يَكُونُ بالحَزْنِ والحَزْنُ : مِنْ بِلادِ بَنِي يَرْبُوع . وفي عِبارَةِ المُصَنّفِ رحِمَه اللهُ تَعالَى مَحَلُّ تَأَمَّل وكَأَنَّه سَقَط منها لَفْظُ بَلَدٍ فَتَأَمَّلْ . والخِصُّ بالكَسْرِ : النّاقِصُ يُقَال : شَهْرٌ خِصٌّ أَيْ ناقِصٌ . والإِخْصاصُ : الإِزْراءُ بالشَيْءِ . وخُصَّى كرُبَّى : ة كَبِيرَةٌ ببَغْدَادَ في طَرَفِ دُجَيْلٍ مِنْهَا مُحَمَّدُ بنُ عَليِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ المُهَنَّدِ الخُصِّيُّ الحَرِيمِيُّ السّقّاءُ عن أَبِي القاسِمِ ابنِ الحُصَيْنِ . وابنُه عليُّ بنُ محمَّدٍ عن سَعِيدِ بنِ البَنّاءِ . وخُصَّي : ة أُخْرَى شَرْقِيَّ المَوْصِلِ أَهْلُهَا جَمّالُونَ والمَشْهُورُ فيها : خُصَّةُ . والخُصُوصُ بالضَّمِّ : ع بالكُوْفَةِ تُنْسَبُ إِلَيْهِ الدِّنَانُ الخُصِّيَّةُ عَلَى غَيْرِ قِياسٍ وقِيلَ : مَوْضِعٌ بالحَيْرَةِ وبِهِ فُسِّرَ قَوْلُ عَدِيِّ بنِ زَيْدٍ العِبَادِيِّ :
أَبْلِغْ خَلِيلِي عَبْدَ هِنْدٍ فَلا ... زِلْتَ قَرِيباً مِنْ سَوَادِ الخُصُوصْوالخُصُوصُ : ة بمِصْرَ بِعَيْنِ شَمْس مِنَ الشَّرْقِيَّةِ ومِنْهَا الشَّرِيفُ الخُصُوصِيُّ المُحَدِّثُ لَهُ ذِكْرٌ في كِتَابِ اسْتِجْلابِ ارْتِقَاءِ الغُرَف لِلسَّخاوِيّ . والخُصُوصُ : ة من كُورَةِ أَسْيُوطَ . والخُصُوصُ : ة أُخْرَى بالشَّرْقِيَّةِ وهي خُصُوصُ السَّعَادَةِ بمِصْرَ ولَهَا عِدَّةُ كُفُورٍ مِنْهَا الرُّومِيَّةُ ومن إِحْداها أَثِيرُ الدِّينِ مُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ بن مُحَمَّدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بنِ مُحَمَّدُ الشّافِعِيُّ الخُصُوصِيُّ وُلِدَ في نَيِّفٍ وسِتِّينَ وسَبْعِمِائَةٍ وسَمِعَ عَلَى التَنُوخِيِّ وابنِ المُلَقِّنِ والبُلْقَيْنِيِّ والعِرَاقِيِّ والهَيْتَمِيّ وابنِ خلْدُونَ مات بالشامِ سنة 843 . والخُصُوصُ : ع بالبَادِيَةِ وهُوَ الَّذِي مَرَّ ذِكْرُه أَنّه بالحِيرَةِ بالقُرْبِ من الكُوْفَةِ وفُسِّرَ به قَوْلُ عَدِيِّ بن زَيْدٍ . والتَّخْصِيصُ : ضِد التَّعْمِيمِ وهُوَ التَّفَرُّدُ بالشَّيْءِ مِمّا لا تُشَارِكُه فِيه الجُمْلةُ وبِهِ كُنِىَ عَبْدُ الوَهّابِ بنُ يُوسُفَ الوَفائِيّ أَبا التَّخْصِيصِ مِن المُتَأَخِّرِين وهو جَدُّ خاتِمَةِ بَنِي الوَفَاءِ مُحَمَّدِ أَبِي هادِي بنِ عَبْدِ الفَتّاحِ نَفَعَنا اللهُ بهِم . والتَّخْصِيصُ أَيْضاً : أَخْذُ الغُلامِ قَصَبَةً فِيهَا نارٌ يُلَوِّحُ بِها لاعِباً نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ . واخْتَصَّهُ بالشَّيْءِ اخْتِصاصاً : خَصَّهُ بهِ فاخْتَّصَ وتَخَصَّصَ لازِمٌ مُتَعْدٍّ ويُقَالُ : اخْتَصَّ فُلانٌ بالأَمْرِ وتَخَصَّصَ لَهُ إِذا انْفَرَدَ . ومِمّا يُسْتَدْرَك عَلَيْه : يُقَال : أَخَصَّهُ فهُوَ مُخَصُّ بِهِ أي خاصٌّ . وخَصَّصَهُ فتَخَصَّصَ . وخَصَّهُ بِكَذَا : أَعْطَاهُ شَيْئاً كَثِيراً عَنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والخَصَاصَةُ : الغَيْمُ نَفْسُه . والخَصَاصَةُ أَيْضاً : الفُرَجُ الَّتِي بينَ قُذَذِ السَّهْمِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والخَصَاصَةُ : العَطَشُ والجُوعُ ويُقَالُ : صَدَرَت الإِبِلُ وبِهَا خَصَاصَةٌ إِذا لَمْ تَرْوَ وصَدَرَتْ بعَطَشِهَا وكَذلِك الرَّجُلُ إِذا لَمْ يَشْبَعْ من الطَّعَامِ وكُلُّ ذلِكَ من المَجَازِ . والخَصَاصَةُ مِن الكَرْمِ : الغصُنْ ُإِذا لَمْ يَرْوَ وخَرَجَ مِنْهُ الحَبُّ مُتَفَرِّقاً ضَعِيفاً . ويُقَالُ : هُوَ يَسْتَخِصُّ فُلاناً ويَسْتَخْلِصُهُ . ومن المَجَازِ : اخْتَصَّ الرّجُلُ : اخْتَلَّ أَي افْتَقَرَ . وسَدَدْتُ خُصَاصَةَ فُلانٍ بالضّمِّ أَيْ جَبَرْتُ فَقْرَه كَمَا فِي الأَسَاسِ . وبَشِيرُ بنُ مَعْبَدِ بنِ شَرَاحِيلَ عُرِفَ بابْنِ الخَصَاصِيَّةِ وهِيَ أُمُّه واسْمُهَا مَارِيَةُ صَحَابِيّ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ . قُلْتُ : وهِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى خَصَاصٍ واسْمُه الَّلاتُ بنُ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بن الغِطْرِيفِ الأَصْغَر بَطْن من الأَزْدِ . وقَالَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ : هِنْدُ بِنْتُ الخُصِّ وبنتُ الخُسِّ يُقَالانِ مَعَاً وقد تَقَدَّمَ في السِّينِ . وقاسِمٌ الخَصّاصُ : مُحَدِّثٌ رَوَى عَنْ نَصْرِ بنِ عَليٍّ الجَهْضَمِيِّ وعَنْهُ ابنُ مُجَاهِدٍ . وهَارُونُ الخَصّاصُ عن مُصْعَبِ ابنِ سَعْدٍ . ومُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ الخَصّاص الواسِطِيّ حَدَّثَ في حُدُودِ العِشْرِينَ والسِّتّمائَةِ . والخَاص وَادٍ من أَوْدِيَةِ خَيْبَرَ . ويَزْد خَاص : مدِينَةٌ بالعَجَمِ . وخَاص مِن قُرَى خُوَارِزْمَ . ومنْها أَبو الفَضْلِ المُؤَيَّدُ بنُ المُوَفَّقِ . والخَاصِّيُّ : شَارِحُ الكَلِمِ النَّوَابِغ للزَّمَخْشَرِيِّ . والأَخْصاصُ بالفَتْحِ : قَرْيَةٌ بمِصْرَ وقَدْ وَرَدْتُهَا . والخَاصَّةُ : لَقَبُ الأَمِيرِ أَبِي الحَسَنِ فائِقِ بنِ عبدِ اللهِ الأَنْدَلُسِيِّ الرُّومِيِّ لاخْتِصاصِه بالسُّلْطَانِ الأَمِيرِ السَّيِّدِ أَبِي صالِحٍ مَنْصُورِ بنِ نُوحٍ وَالِي خُرَاسَانَ سَمِعَ بمَرْوَ وببُخَارَا وبالكُوْفَةِ ورَوَى عنه الحَافِظَانِ : أَبو عَبْدِ اللهِ بنُ البَيِّع وابنُ غُنْجار وتُوُفِّيَ ببُخَارَا سنة 389 . وخَاوُص بضّمِّ الواوِ : قَرْيَةٌ فَوْقَ سَمَرْقَنْدَ مِنْهَا أَبو بَكْرٍ مُحَمّد ابن أَبِي بكر الخَاوُصِيّ الخَطِيبُ حَدَّثَ بسَمَرْقَنْدَ عَنْ أَبِي الحَسَن المُطَهَّرِيِّ وعنهأَبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ . َبو حَفْصٍ النَّسَفِيُّ
العمَل مُحَرَّكَةً : المِهنة وأيضاً الفِعلُ ج : أعمالٌ وزعمَ بعضٌ من أئمّةِ اللُّغَة والأصولِ أنّ العمَلَ أخَصُّ من الفِعلِ ؛ لأنّه فِعلٌ بنَوعِ مشَقّةٍ قالوا : ولذا لا يُنسبُ إلى الله تَعالى وقال الراغِبُ : العمَلَ كلُّ فِعلٍ يصدُرُ من الحيَوانِ بقَصدِه فهو أخَصُّ من الفِعلِ ؛ لأنّ الفِعلَ قد يُنسَبُ إلى الحيَواناتِ التي يقعُ منها فِعلٌ بغيرِ قصدٍ وقد يُنسَبُ إلى الجَمادات والعمَلُ قَلَّما يُنسَبُ إلى ذلك ولم يُستعمَلْ في الحيَواناتِ إلاّ في قولِهم : الإبلُ والبقرُ العَوامِل وقال شيخُنا : العمَل : حَرَكَةُ البدَنِ بكُلِّه أو بَعْضِه وربّما أطلِقَ على حَرَكَةِ النَّفسِ فهو إحداثُ أمرٍ قَولاً كانَ أو فِعلاً بالجارِحَةِ أو القَلب لكنّ الأَسْبَقَ للفَهمِ اختِصاصُه بالجارِحَة وخَصَّه البعضُ بما لا يكون قَولاً ونُوقِشَ بأنّ تخصيصَ الفِعلِ به أَوْلَى من حيثُ استعمالُهما مُتقابِلَيْن فيقال : الأَقْوالُ والأفعال وقيل : القَولُ لا يُسمّى عمَلاً عُرْفاً ولذا يُعطفُ عليه فمن حَلَفَ لا يعملُ فقال لا يحنث وقيل : التحقيقُ أنّه لا يدخلُ في العمَلِ والفِعلِ إلاّ مَجازاً . عَمِلَ كفَرِحَ عمَلاً وأَعْمَلَه واسْتَعملَه غيرُه . وقيل : اسْتَعملَه : طَلَبَ إليه العمَل . واعْتَملَ اضْطربَ في العمَل وقيل : عَمِلَ لغَيرِه واعْتَملَ : عَمِلَ بنفسِه ونصُّ التهذيبِ لنَفسِه أنشدَ سيبويه :
" إنَّ الكريمَ وأبيكَ يَعْتَمِلْ
" إن لم يَجِدْ يَوْمَاً على من يتَّكِلْ
" فَيَكْتَسي من بعدها وَيَكْتَحِلْ
قال الأَزْهَرِيّ : هذا كما يقال : اخْتَدمَ : إذا خَدَمَ نَفْسَه واقْترأَ : إذا قرأَ السّلامَ على نفسِه وفي حديثِ خَيْبَر : " دَفَعَ إليهم أَرْضَهم على أن يَعْتَمِلوها من أموالِهم " قال ابنُ الأثير : الاعْتِمال : افْتِعالٌ من العمَل أي أنّهم يقومون بما تحتاجُ إليه من عِمارَةٍ وزِراعةٍ وتَلقيحٍ وحِراسةٍ ونحو ذلك . وأَعْمَلَ فلانٌ ذِهنَه في كذا وكذا : إذا دَبَّرَه بفَهمِه . وأَعْمَلَ رَأْيَه وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعملَه : عَمِلَ به فهو مُستعْمَلٌ . قال الأَزْهَرِيّ : عَمِلَ فلانٌ العمَلَ يَعْمَلُه عمَلاً فهو عامِلٌ قال : ولم يَجيءْ فَعِلْتُ أَفْعَلُ فعَلاً مُتعَدِّياً إلاّ في هذا الحرفِ وفي قولِهم : هَبِلْتْه أمُّه هبَلاً وإلاّ فسائرُ الكلامِ يجيءُ على فَعْلٍ ساكِنِ العَينِ كقَولِكَ : سَرِطْتُ اللُّقْمَةَ سَرْطَاً وبَلِعْتُه بَلْعَاً وما أَشْبَهه . ورجلٌ عَمِلٌ وعَمُولٌ ككَتِفٍ وصَبُورٍ : أي ذو عمَلٍ حكاه سيبويه في معنى عَمِلٍ . وقالوا في رجلٍ عَمُولٍ : أي كَسُوبٍ وأنشدَ سيبويهِ لساعِدةَ بن جُؤْيَّةَ :
حتى شآها كَليلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ ... باتَتْ طِراباً وباتَ الليلَ لم يَنَمِ نصبَ سيبويه مَوْهِناً بعَمِلٍ : بعد هَدْءٍ من الليل باتتْ طِراباً : يعني البقرَ وباتَ الليلَ لم ينَمِ : يعني البَرْقَ . وقال القُطاميُّ :
" فقد يَهونُ على المُسْتَنْجِحِ العَمَلُ وهو الدَّؤوبُ في العمَل . أو رجُلٌ عَمُولٌ وعَمِلٌ : مَطْبُوعٌ عليه أي على العَمَل . والعَمِلَةُ بكسرِ الميم : العمَل إذا أدخلوا الهاءَ كسروا الميم قالت امرأةٌ من العربِ : ما كان لي عَمِلَةٌ إلاّ فسادُكم أي : ما كان لي عَمَلٌ . العَمِلَة : ما عُمِلَ كالعِمْلَةِ بالكَسْر . والعِمْلَة أيضاً أي بالكَسْر : هَيْئَةُ العَمَلِ وحالَتُه يقال : رجلٌ خَبيثُ العِمْلَةِ : إذا كان خبيثَ الكَسبِ . العِمْلَةِ : باطِنَةُ الرَّجُلِ في الشرِّ خاصّةً . العِمْلَة : أَجْرُ العَمَل كالعُمْلَةِ بالضَّمّ . العُمالَةُ مُثَلَّثةً الكسرُ عن اللِّحيانيِّ وقال الأَزْهَرِيّ : العُمالَةُ بالضَّمّ : رِزقُ العامِلِ الذي جُعِلَ له على ما قُلِّدَ من العَمَل . وعَمَّلَه تَعْمِيلاً : أعطاه إيّاها ومنه الحديثُ : " عَمِلْتُ على عهدِ رسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم فعَمَّلَني " أي أعطاني عُمالَتي . والعمَلَة مُحَرَّكَةً : العامِلونَ بأيديهم ضُروباً من العمَلِ في طِينٍ أو حَفْرٍ أو غيرِه . وبَنو العمَل : المُشاةُ على أرجُلِهم من المُسافرين وأنشدَ الأَصْمَعِيّ لبعضِ الأعرابِ يصفُ حاجَّاً :
" يَحُثُّ بَكْرَاً كلَّما نُصَّ ذَمَلْ
" قد احْتَذى من الدِّماءِ وانْتَعلْ
" ونَقِبَ الأَشْعَرُ منه والأَظَلّْ
" حتى أتى ظِلَّ الأراكِ فاعَتَزَلْ
" وَذَكَرَ اللهَ وصلَّى وَنَزَلْ
" بمَنزِلٍ يَنْزِلهُ بَنو عَمَلْ
" لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَلْ وعاملَه معاملةً سامَه بعمَلٍ . قال أبو زيدٍ : عَمِلَ به العِمِلِّينَ بكسرتَيْن مُشدَّدةَ اللام أو كغِسْلينٍ وهذه عن ابن الأعرابي أو كبر حين ومُقتضاه أن يكونَ بضمٍّ ففتحٍ فكسرٍ والذي رواه ابنُ سِيدَه عن ثعلبٍ بكسرِ العينِ وفتحِ الميمِ وتخفيفها : أي بالَغَ في أذاه واستقصى في شَتْمِه . واليَعْمَلَة بفتحِ الميم من الإبل : الناقةُ النَّجيبَةُ المُعْتَمِلَةُ المَطبوعةُ على العمَل ولا يقال ذلك إلاّ للأُنثى هذا قولُ أهلِ اللُّغَة وقال كُراع : اليَعْمَل : الناقةُ السريعةُ اشتُقَّ لها اسمٌ من العمَل والجمعُ يَعْمَلاتٌ وأنشدَ ابنُ بَرِّي للراجز :
" يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّلِ
" تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِلْ نُقِلَ عن بعضِهم : الجمَلُ يَعْمَلٌ وهو النَّجيبُ حكاه أبو عليٍّ وأنشدَ غيرُه :
إذ لا أزالُ على أَقْتَادِ ناجِيَةٍ ... صَهْبَاءَ يَعْمَلةٍ أو يَعْمَلٍ جَمَلِأراد : أو جمَلٍ يَعْمَلٍ ولا يُوصَفُ بهما إنّما هما اسْمانِ وفي المُحكَم : اليَعْمَلُ عند سيبويه اسمٌ لأنّه لا يقال : جمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقةٌ يَعْمَلةٌ إنّما يقال : يَعْمَلٌ ويَعْمَلةٌ فيُعلَمُ أنّه يُعنى بهما للبَعيرِ والناقة ولذلك قال : لا نعلمُ يَفْعَلاً جاءَ وَصْفَاً . وقال في بابِ ما لا يَنْصَرِفْ : إنْ سمَّيْتَه بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلةٍ فحَجِّرْ بلفظِ الجمعِ أن يكونَ صِفةً للواحدِ المُذَكَّر وبعضُهم يَرُدُّ هذا ويجعلُ اليَعْمَلَ وَصْفَاً . وناقةٌ عَمِلَةٌ كفَرِحةٍ بَيِّنَةُ العَمالَة : فارِهةٌ مثل اليَعْمَلَةِ وقد عَمِلَتْ كفَرِح قال القُطاميُّ :
نِعْمَ الفتى عَمِلَتْ إليهِ مَطِيَّتي ... لا تَشْتَكي جَهْدَ السِّفارِ كِلانا و عَمِلَ البَرقُ أيضاً أي كفَرِح : دامَ فهو عَمِلٌ ككَتِفٍ وشاهِدُه قولُ ساعِدَةَ بن جُؤيَّةَ الماضي ذِكرُه . العامِلُ في العربيَّة : ما عَمِلَ عمَلاً ما فَرَفَعَ أو نَصَبَ أو جَرَّ وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيءِ : أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإعراب . عَمِلَت الناقةُ بأُذُنَيْها : أي أَسْرَعَتْ ومنه حديثُ الإسراءِ والبُراق : " فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها " أي أَسْرَعتْ ؛ لأنّها إذا أَسْرَعتْ حرَّكَتْ أُذُنَيْها لشِدّةِ السَّيرِ . وعُمِّلَ فلانٌ عليهم بالضَّمّ تَعْمِيلاً أي أُمِّرَ ووُلِّيَ العمَل عليهم ويقال : من الذي عُمِّل عليكم ؟ أي نُصِّبَ عامِلاً . والعَوامِل : الأرْجُل قال الأَزْهَرِيّ : عوامِلُ الدّابّةِ : قوائِمُها واحدتُها عامِلَةٌ ومن سَجَعَاتِ الأساس : الرُّمْحُ بعاملِه والفرَسُ بعَواملِه . العَوامِل : بقَرُ الحَرْثِ والدِّياسَة وفي حديثِ الزَّكاة : " ليس في العَوامِلِ شيءٌ " العَوامِلُ من البقَر : جمعُ عامِلَةٍ وهي التي يُستَقى عليها ويُحرَثُ وتُستعمَلُ في الأَشْغالِ قال ابنُ الأثير : وهذا الحُكمُ مُطَّرِدٌ في الإبل . وعامِلُ الرُّمْحِ وعامِلَتُه : صَدْرُه دونَ السِّنان زادَ أبو عُبَيْدٍ : بذراعَيْن والجمعُ العَوامِل وقيل : ما يلي السِّنانَ دونَ الثَّعلب وقال قومٌ : إنّ السِّنانَ نَفْسَه عامِلٌ وأنشدَ ابْن دُرَيْدٍ :
" وَأَطْعُنُ النَّجْلاءَ تَعْوِي وتَهِرّْ
" لها من الجَوفِ رَشاشٌ مُنْهَمِرْ
" وَثَعْلبُ العامِلِ فيها مُنْكَسِرْ وبَنو عامِلَةَ بنِ سبأَ : حَيٌّ باليمن هم من ولَدِ الحارثِ بن عَدِيِّ بن الحارثِ بنِ مُرَّةَ بنِ أُدَدَ بنِ زيدِ بنِ يَشْجُبَ بنِ عَريبِ بن زَيْدِ بنِ كَهْلانَ بن سَبَأَ نُسِبوا إلى أمِّهم عامِلَةَ بنتِ مالكِ بنِ وَديعةَ بنِ قُضاعةَ أمِّ الزاهرِ ومُعاوِيَةَ ابني الحارثِ بنِ عَدِيِّ نفسِه ومنهم عَدِيُّ بنُ الرِّقاعِ العامِليُّ الشاعرُ وغيره قال الجَوْهَرِيّ : ويزعُم نُسّابُ مُضَرَ أنّهم من ولَدِ قاسِطٍ قال الأعشى :
أعامِلَ حتى متى تَذْهَبينَ ... إلى غيرِ والدِكِ الأكْرَمِ
ووالِدُكم قاسِطٌ فارْجِعوا ... إلى النَّسَبِ الفاخِرِ الأقْدَمِ وشذَّ ابنُ الأثيرِ حيثُ جَعَلَ عامِلَةَ من العَمالِقَةِ وقد ردَّ عليه أبو سعدٍ وغيرُه . وبَنو عَمَلٍ مُحَرَّكَةً : حيٌّ بها أي باليمن وفي الأساس : يقال لمُشاةِ اليمنِ : بَنو عَمَلٍ وبه فَسَّرَ أيضاً ما أنشدَه الأَصْمَعِيّ من قولِ الراجزِ :
" بمَنزِلٍ يَنْزِلُهُ بَنو عَمَلْ قلتُ : ورأيتُ في جبَلِ الخَليلِ جماعةٌ يقال لهم : بَنو العمَلَى ولعلَّهُم شِرْذِمَةٌ من هؤلاءِ أو غيرهم . وبَنو عُمَيْلةَ كجُهَيْنَةٍ : قبيلةٌ من العرب . عَمَلَى كَجَمَزى : ع كما في المُحكَم . والعَمْلَة بالفَتْح : السَّرِقَةُ أو الخِيانَة ولا تُستعمَلُ إلاّ في الشرِّ كما في العُباب . والمَعْمولُ من الشَّراب : ما فيه اللبَنُ والعسَلُ والثلْجُ جاءَ ذِكرُه في حديثِ الشَّعْبيِّ . وعَمَّلَة مُحَرَّكَةً مُشدَّدةَ الميم : ع بالشام قال النابغةُ الذُّبْيانيُّ :
تأَوَّبَني بعَمَّلَةَ اللَّواتي ... مَنَعْنَ النومَ إذْ هَدَأَتْ عُيونُ ويُروى بيَعْمَلَةَ . والمَعْمَل كَمَقْعَدٍ : مِلْكٌ لبَني هاشِمٍ بوادي بِيشَةَ . ويومُ اليَعْمَلَة : من أيّامِهم كما في العُباب قال عامرٌ الخَصَفيُّ :" أَحْيَا أباه هاشِمُ بنُ حَرْمَلَهْ
" يَوْمَ الهَباداتِ ويومَ اليَعْمَلَهْ وَتَعَمَّلَ فلانٌ من أَجْلِه وفي حاجتِه : إذا تعَنَّى واجتهد قال مُزاحِمٌ العُقَيليُّ :
تكادُ مَغانيها تقولُ من البِلى ... لسائلِها عن أَهْلِها لا تعَمَّلِ أي لا تَتَعَنَّ فليسَ لك فَرَجٌ في سؤالِك . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العامِلُ : هو الذي يَتَوَلَّى أمورَ الرجلِ في مالِه ومُلكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي يَسْتَخرِجُ الزَّكاةَ عامِلٌ . واسْتَعملَ غيرَه : إذا سأله أن يعمل له واستعمل فلان إذا وُلِّي عَمَلاً من أَعْمَالِ السُّلطان . واسْتَعملَ فلانٌ اللبَنَ : إذا بنى به بِناءً . وأَعْمَله : أعطاه عُمالتَه . والمُعامَلةُ في العِراق : هي المُساقاةُ في الحِجاز . والتَّعامُل : المُعامَلة . وَجَمَلٌ مُستعْمَلٌ : قد عُمِلَ به ومُهِنَ . ويقال : أَعْمَلتُ الناقةَ فعَمِلَتْ ومنه الحديث : " لا تُعْمَلُ المَطيُّ إلاّ إلى ثلاثةِ مَساجِدَ " أي لا تُحَثُّ ولا تُساقُ وفي حديثِ لُقمان : يُعمِلُ الناقةَ والساق . أخبر أنّه قويٌّ على السيرِ راكِباً وماشياً فهو يجمعُ بين الأمرَيْن وأنّه حاذِقٌ بالرُّكوبِ والمَشي . وطريقٌ مُعْمَلٌ كمُكْرَمٍ أي لَحْبٌ مَسْلُوكٌ وحكى اللِّحْيانيُّ : لم أرَ النَّفقَةَ تَعْمَلُ كما تَعْمَلُ بمَكَّةَ قال ابنُ سِيدَه : أي تُنْفَق . وفلانٌ ابنُ عَمَلٍ : إذا كان قَوِيّاً . وناقةٌ عَمّالَةٌ مُشَدّدةً : أي فارِهةٌ كما في الأساس . وَعَمَلٌ مُحَرَّكَةً : اسمُ رجُلٍ ومنه قولُ قَيْسِ بنِ عاصِمٍ وهو يُرَقِّصُ ابنَه حَكيماً :