البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
البَيْنُ في
كلام العرب جاء على وجْهَين يكون البَينُ الفُرْقةَ ويكون الوَصْلَ بانَ يَبِينُ بَيْناً
وبَيْنُونةً وهو من الأَضداد وشاهدُ البَين الوَصل قول الشاعر لقد فَرَّقَ
الواشِينَ بيني وبينَها فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عيني وعينُها وقال قيسُ بن ذَريح
لَعَمْرُك لولا البَيْنُ لا يُقْطَعُ الهَوى ولولا الهوى ما حَنَّ لِلبَيْنِ آلِفُ
فالبَينُ هنا الوَصْلُ وأَنشد أَبو عمرو في رفع بين قول الشاعر كأَنَّ رِماحَنا
أَشْطانُ بئْرٍ بَعيدٍ بينُ جالَيْها جَرُورِ وأَنشد أَيضاً ويُشْرِقُ بَيْنُ
اللِّيتِ منها إلى الصُّقْل قال ابن سيده ويكون البَينُ اسماً وظَرْفاً مُتمكِّناً
وفي التنزيل العزيز لقد تقَطَّع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تَزْعُمون قرئَ بينكم
بالرفع والنصب فالرفع على الفعل أَي تقَطَّع وَصْلُكم والنصبُ على الحذف يريدُ ما
بينكم قرأَ نافع وحفصٌ عن عاصم والكسائي بينَكم نصباً وقرأَ ابن كَثير وأَبو
عَمْروٍ وابنُ عامر وحمزة بينُكم رفعاً وقال أَبو عمرو لقد تقطَّع بينُكم أَي
وَصْلُكم ومن قرأَ بينَكم فإن أَبا العباس روى عن ابن الأَعرابي أَنه قال معناه
تقطَّع الذي كانَ بينَكم وقال الزجاج فيمَنْ فتَحَ المعنى لقد تقطَّع ما كنتم فيه
من الشَّركة بينَكم ورُوي عن ابن مسعودٍ أَنه قرأَ لقد تقطَّع ما بينَكم واعتمد
الفراءُ وغيرُه من النحويين قراءةَ ابن مسعود لِمَنْ قرأَ بينَكم وكان أَبو حاتم
يُنْكِر هذه القراءةَ ويقول من قرأَ بينَكم لم يُجِزْ إلا بمَوْصول كقولك ما
بينَكم قال ولا يجوز حذفُ الموصول وبقاء الصلةِ لا تُجيزُ العربُ إنّ قامَ زيدٌ
بمعنى إنّ الذي قام زيدٌ قال أَبو منصور وهذا الذي قاله أَبو حاتم خطأ لأَن الله
جَلّ ثناؤه خاطَبَ بما أَنزَل في كتابه قوماً مشركين فقال ولقد جئتمونا فُرادَى
كما خَلقْناكم أَوّلَ مرّةٍ وترَكتم ما خوّلناكم وراءَ ظُهوركم وما نرَى معكم
شُفعاءَكم الذين زعمتم أَنهم فيكم شركاءُ لقد تقطّع بينَكم أَراد لقد تقطع
الشِّرْكُ بينكم أَي فيما بينَكم فأَضمرَ الشركَ لما جرَى من ذِكْر الشُّركاء
فافهمه قال ابن سيده مَن قرأَ بالنصب احتمل أَمرين أَحدُهما أَن يكونَ الفاعلُ
مضمَراً أَي لقد تقطَّع الأَمرُ أَو العَقْدُ أَو الودُّ بينََكم والآخرُ ما كان
يراهُ الأَخفشُ من أَن يكونَ بينكم وإن كان منصوبَ اللفظ مرفوعَ الموضِع بفعله
غيرَ أَنه أُقِرّتْ عليه نَصْبةُ الظرف وإن كان مرفوعَ الموضع لاطِّراد استعمالهم
إياه ظرفاً إلا أَن استعمالَ الجملة التي هي صفةٌ للمبتدأ مكانَه أَسهلُ من
استعمالِها فاعِلةً لأَنه ليس يَلزمُ أَن يكون المبتدأُ اسماً محضاً كلزوم ذلك في
الفاعل أَلا ترى إلى قولهم تسمعُ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه أَي سماعُك به
خيرٌ من رؤْيتك إياه وقد بانَ الحيُّ بَيْناً وبَيْنونةً وأَنشد ثعلب فهاجَ جوىً
في القَلْب ضَمَّنه الهَوَى بَبَيْنُونةٍ يَنْأَى بها مَنْ يُوادِعُ والمُبايَنة
المُفارَقَة وتَبايَنَ القومُ تَهاجَرُوا وغُرابُ البَين هو الأَبْقَع قال عنترة
ظَعَنَ الذين فِراقَهم أَتَوَقَّعُ وجَرَى ببَيْنِهمُ الغُرابُ الأَبْقَعُ حَرِقُ
الجَناحِ كأَنَّ لحْيَيْ رأْسِه جَلَمانِ بالأَخْبارِ هَشٌّ مُولَعُ وقال أَبو
الغَوث غرابُ البَيْنِ هو الأَحمرُ المِنْقارِ والرِّجْلينِ فأَما الأَسْود فإِنه
الحاتِمُ لأَنه يَحْتِمُ بالفراق وتقول ضربَه فأَبانَ رأْسَه من جسدِه وفَصَلَه
فهو مُبِينٌ وفي حديث الشُّرْب أَبِنِ القَدَحَ عن فيك أَي افْصِلْه عنه عند
التنفُّس لئلا يَسْقُط فيه شيءٌ من الرِّيق وهو من البَينِ البُعْد والفِراق وفي
الحديث في صفته صلى الله عليه وسلم ليس بالطويل البائِن أَي المُفْرِطِ طُولاً
الذي بَعُدَ عن قَدِّ الرجال الطِّوال وبانَ الشيءُ بَيْناً وبُيوناً وحكى
الفارسيُّ عن أَبي زيد طَلَبَ إلى أَبَوَيْه البائنةَ وذلك إذا طَلَب إليهما أَن
يُبِيناهُ بمال فيكونَ له على حِدَةٍ ولا تكونُ البائنةُ إلا من الأَبوين أَو
أَحدِهما ولا تكونُ من غيرهما وقد أَبانَه أَبواه إِبانةً حتى بانَ هو بذلك يَبينُ
بُيُوناً وفي حديث الشَّعْبي قال سمعتُ النُّعْمانَ بن بَشيرٍ يقول سمعتُ رسولَ
الله صلى الله عليه وسلم وطَلَبَتْ عَمْرةُ إلى بشير بن سعدٍ أَن يُنْحِلَني
نَحْلاً من ماله وأَن يَنْطلِقَ بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيُشْهدَه
فقال هل لك معه ولدٌ غيرُه ؟ قال نعم قال فهل أَبَنْتَ كلَّ واحد منهم بمثل الذي
أَبَنتَ هذا ؟ فقال لا قال فإني لا أَشهَدُ على هذا هذا جَورٌ أَشهِدْ على هذا
غيري أعْدِلوا بين أَولادكم في النُِّحْل كما تُحِبُّون أَن يَعْدلوا بينكم في
البرِّ واللُّطف قوله هل أَبَنْتَ كلَّ واحد أَي هل أَعْطَيْتَ كلَّ واحدٍ مالاً
تُبِينُه به أَي تُفْرِدُه والاسم البائنةُ وفي حديث الصديق قال لعائشة رضي الله
عنهما إني كنتُ أَبَنْتكِ بنُحْل أَي أَعطيتُكِ وحكى الفارسي عن أَبي زيد بانَ
وبانَه وأَنشد كأَنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني غَرْبانِ فَوقَ جَدْوَلٍ مَجْنونِ
وتبَايَنَ الرجُلانِ بانَ كلُّ واحد منهما عن صاحبه وكذلك في الشركة إذا انفصلا
وبانَت المرأَةُ عن الرجل وهي بائنٌ انفصلت عنه بطلاق وتَطْليقةٌ بائنة بالهاء لا
غير وهي فاعلة بمعنى مفعولة أَي تَطْليقةٌ
( * قوله « وهي فاعلة بمعنى مفعولة أي تطليقة إلخ » هكذا بالأصل ولعل فيه سقطاً )
ذاتُ بَيْنونةٍ ومثله عِيشةٌ راضيةٌ أَي ذاتُ رِضاً وفي حديث ابن مسعود فيمن طَلق
امرأَتَه ثمانيَ تَطْلِيقاتٍ فقيل له إنها قد بانَتْ منك فقال صدَقُوا بانَتِ
المرأَةُ من زوجِها أَي انفصلت عنه ووقع عليها طلاقُه والطَّلاقُ البائِنُ هو الذي
لا يَمْلِك الزوجُ فيه استِرْجاعَ المرأَةِ إلا بعَقْدٍ جديدٍ وقد تكرر ذكرها في
الحديث ويقال بانَتْ يدُ الناقةِ عن جَنْبِها تَبِينُ بُيوناً وبانَ الخلِيطُ
يَبينُ بَيْناً وبَيْنونةً قال الطرماح أَآذَنَ الثاوي بِبَيْنُونة ابن شميل يقال
للجارية إذا تزوَّجت قد بانَت وهُنّ قد بِنَّ إذا تزوَّجْنَ وبَيَّن فلانٌ بِنْثَه
وأَبانَها إذا زوَّجَها وصارت إلى زوجها وبانَت هي إذا تزوجت وكأَنه من البئر
البعيدة أَي بَعُدَتْ عن بيت أَبيها وفي الحديث مَنْ عالَ ثلاثَ بناتٍ حتى يَبِنَّ
أَو يَمُتْنَ يَبِنَّ بفتح الياء أَي يتزوَّجْنَ وفي الحديث الآخر حتى بانُوا أَو
ماتوا وبئرٌ بَيُونٌ واسعةُ ما بين الجالَيْنِ وقال أَبو مالك هي التي لا يُصيبُها
رِشاؤُها وذلك لأَن جِرابَ البئر مستقيم وقيل البَيُونُ البئرُ الواسعة الرأْسِ
الضَّيِّقَة الأَسْفَل وأَنشد أَبو علي الفارسي إِنَّك لو دَعَوْتَني ودُوني
زَوْراءُ ذاتُ مَنْزعٍ بَيُونِ لقُلْتُ لَبَّيْه لمنْ يَدْعوني فجعلها زَوْراءَ
وهي التي في جِرابِها عَوَجٌ والمَنْزَعُ الموضعُ الذي يَصْعَدُ فيه الدَّلْوُ إذا
نُزِع من البئر فذلك الهواء هو المَنْزَعُ وقال بعضهم بئرٌ بَيُونٌ وهي التي
يُبِينُ المُسْتَقي الحبل في جِرابِها لِعَوَجٍ في جُولها قال جرير يصف خيلاً
وصَهِيلَها يَشْنِفْنَ للنظرِ البعيد كأَنما إرْنانُها ببَوائنُ الأَشْطانِ أَراد
كأَنها تَصْهَل في ركايا تُبانُ أَشْطانُها عن نواحيها لِعَوَجٍ فيها إرنانها ذوات
( * قوله « ارنانها ذوات إلخ » كذا بالأصل وفي التكملة والبيت للفرزدق يهجو جريراً
والرواية إرنانها أي كأنها تصهل من آبار بوائن لسعة أجوافها إلخ وقول الصاغاني
والرواية إرنانها يعني بكسر الهمزة وسكون الراء وبالنون كما هنا بخلاف رواية
الجوهري فإنها أذنابها وقد عزا الجوهري هذا البيت لجرير كما هنا فقد رد عليه
الصاغاني من وجهين )
الأَذنِ والنَّشاطِ منها أَراد أَن في صهيلِها خُشْنة وغِلَظاً كأَنها تَصْهَل في
بئرٍ دَحُول وذلك أَغْلَظُ لِصَهيلِها قال ابن بري رحمه الله البيت للفرزدق لا
لجرير قال والذي في شعره يَصْهَلْنَ والبائنةُ البئرُ البعيدةُ القعر الواسعة
والبَيونُ مثلُه لأَن الأَشْطانَ تَبِينُ عن جرابِها كثيراً وأَبانَ الدَّلوَ عن
طَيِّ البئر حادَ بها عنه لئلا يُصيبَها فتنخرق قال دَلْوُ عِراكٍ لَجَّ بي
مَنينُها لم تَرَ قَبْلي ماتِحاً يُبينُها وتقول هو بَيْني وبَيْنَه ولا يُعْطَفُ
عليه إلا بالواو لأَنه لا يكون إلا من اثنين وقالوا بَيْنا نحن كذلك إذ حَدَثَ كذا
قال أَنشده سيبويه فبَيْنا نحن نَرْقُبُه أَتانا مُعَلّق وَفْضةٍ وزِناد راعِ إنما
أَراد بَيْنَ نحن نَرْقبُهُ أَتانا فأَشْبَعَ الفتحة فحدَثتْ بعدها أَلفٌ فإِن قيل
فلِمَ أَضافَ الظرفَ الذي هو بَيْن وقد علمنا أَن هذا الظرفَ لا يضاف من الأَسماء
إلا لما يدلُّ على أَكثر من الواحد أَو ما عُطف عليه غيره بالواو دون سائر حروف
العطف نحو المالُ بينَ القومِ والمالُ بين زيدٍ وعمرو وقولُه نحن نرقُبُه جملةٌ
والجملة لا يُذْهَب لها بَعْدَ هذا الظرفِ ؟ فالجواب أَن ههنا واسطة محذوفةٌ
وتقدير الكلام بينَ أَوقاتِ نحن نرْقُبُه أَتانا أَي أَتانا بين أَوقات رَقْبَتِنا
إياه والجُمَلُ مما يُضافُ إليها أَسماءُ الزمان نحو أَتيتك زمنَ الحجاجُ أَميرٌ
وأَوانَ الخليفةُ عبدُ المَلِك ثم إنه حذف المضافُ الذي هو أَوقاتٌ ووَليَ الظرف
الذي كان مضافاً إلى المحذوف الجملة التي أُقيمت مُقامَ المضاف إليها كقوله تعالى
واسأَل القرية أَي أَهلَ القرية وكان الأَصمعيُّ يَخْفِضُ بعدَ بَيْنا إذا صلَح في
موضعه بَيْنَ ويُنشِد قول أَبي ذؤيب بالكسر بَيْنا تَعَنُّقِه الكُماةَ ورَوْغِه
يوماً أُتِيحَ له جَرِيءٌ سَلْفَعُ وغيرُه يرفعُ ما بعدَ بَيْنا وبَيْنَما على
الابتداء والخبر والذي يُنْشِدُ برَفع تَعنُّقِه وبخفْضِها
( * قوله « والذي ينشد إلى وبخفضها هكذا في الأصل ولعل في الكلام سقطاً ) قال ابن
بري ومثلُه في جواز الرفع والخفض بعدها قولُ الآخر كُنْ كيفَ شِئْتَ فقَصْرُك
الموتُ لا مَزْحَلٌ عنه ولا فَوْتُ بَيْنا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِهِ زالَ الغِنَى
وتَقَوَّضَ البيتُ قال ابن بري وقد تأْتي إذْ في جواب بينا كما قال حُمَيْد
الأَرقط بَيْنا الفَتى يَخْبِطُ في غَيْساتِه إذ انْتَمَى الدَّهْرُ إلى عِفْراتِه
وقال آخر بيْنا كذلك إذْ هاجَتْ هَمَرَّجةٌ تَسْبي وتَقْتُل حتى يَسْأَمَ الناسُ
وقال القطامي فبَيْنا عُمَيْرٌ طامحُ الطَّرف يَبْتَغي عُبادةَ إذْ واجَهْت أَصحَم
ذا خَتْر قال ابن بري وهذا الذي قلناه يدلُّ على فسادِ قول من يقول إنَّ إذ لا
تكون إلا في جواب بَيْنما بزيادة ما وهذه بعدَ بَيْنا كما ترى ومما يدل على فساد
هذا القول أَنه قد جاء بَيْنما وليس في جوابها إذ كقول ابن هَرْمة في باب
النَّسيبِ من الحَماسةِ بينما نحنُ بالبَلاكِثِ فالْقا عِ سِراعاً والعِيسُ تَهْوي
هُوِيّا خطَرَتْ خَطْرةٌ على القلبِ من ذك راكِ وهْناً فما استَطَعتُ مُضِيّاً
ومثله قول الأَعشى بَيْنَما المرءُ كالرُّدَيْنيّ ذي الجُبْ بَةِ سَوَّاه مُصْلِحُ
التَّثْقِيفِ رَدَّه دَهْرُه المُضَلّلُ حتى عادَ من بَعْدِ مَشْيِه التَّدْليفِ
ومثله قول أَبي دواد بَيْنما المرءُ آمِنٌ راعَهُ را ئعُ حَتْفٍ لم يَخْشَ منه
انْبِعاقَهْ وفي الحديث بَيْنا نحن عند رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ جاءه
رجلٌ أَصلُ بَيْنا بَيْنَ فأُشبِعتْ الفتحة فصارت أَلفاً ويقال بَيْنا وبَيْنما
وهما ظرفا زمانٍ بمعنى المفاجأَة ويُضافان إلى جملة من فعلٍ وفاعلٍ ومبتدإِ وخبر
ويحْتاجان إلى جواب يَتِمُّ به المعنى قال والأَفصَح في جوابهما أَن لا يكون فيه
إذا وإذا وقد جاءا في الجواب كثيراً تقول بَينا زيدٌ جالسٌ دخَل عليه عمرٌو وإذ
دخَل عليه وإذا دخل عليه ومنه قول الحُرَقة بنت النُّعمان بَيْنا نَسوسُ الناسَ
والأَمرُ أَمْرُنا إذا نحنُ فيهم سُوقةٌ نَتَنَصَّفُ وأَما قوله تعالى وجعلنا
بينهم مَوْبِقاً فإنّ الزجاج قال معناه جعلنا بينَهم من العذاب ما يُوبِقُهم أَي
يُهْلِكهم وقال الفراء معناه جعلنا بينهم أَي تواصُلهم في الدنيا مَوْبقاً لهم يوم
القيامة أَي هُلْكاً وتكون بَيْن صفة بمنزلة وسَط وخِلال الجوهري وبَيْن بمعنى
وسْط تقول جلستُ بينَ القوم كما تقول وسْطَ القوم بالتخفيف وهو ظرفٌ وإن جعلته
اسماً أَعرَبْتَه تقول لقد تقطَّع بينُكم برفع النون كما قال أَبو خِراش الهُذلي
يصف عُقاباً فلاقَتْه ببَلْقَعةٍ بَراحٍ فصادَفَ بينَ عَينَيْه الجَبُوبا الجبُوب
وجه الأَرض الأَزهري في أَثناء هذه الترجمة روي عن أَبي الهيثم أَنه قال الكواكب
البَبانيات
( * وردت في مادة بين « البابانيات » تبعاً للأصل والصواب ما هنا ) هي التي لا
يَنزِلها شمسٌ ولا قمرٌ إنما يُهْتَدى بها في البرِّ والبحر وهي شامية ومَهَبُّ
الشَّمالِ منها أَوَّلها القُطْب وهو كوكبٌ لا يَزول والجدْي والفَرْقَدان وهو
بَيْنَ القُطب وفيه بَنات نعْشٍ الصغرى وقال أَبو عمرو سمعت المبرَّد يقول إذا كان
الاسم الذي يجيء بعد بَيْنا اسماً حقيقيّاً رفَعته بالابتداء وإن كان اسماً
مصدريّاً خفضْتَه ويكون بَيْنا في هذا الحال بمعنى بينَ قال فسأَلت أَحمد بن يحيى
عنه ولم أُعلِمْه قائله فقال هذا الدرُّ إلا أَنَّ من الفصحاء من يرفع الاسم الذي
بعد بَينا وإن كان مصدريّاً فيُلحقه بالاسم الحقيقي وأَنشد بيتاً للخليل ابن أَحمد
بَينا غِنَى بيتٍ وبَهْجَتِه ذهَبَ الغِنى وتَقَوَّضَ البَيْتُ وجائز وبهْجَتُه
قال وأَما بَيْنما فالاسمُ الذي بعده مرفوعٌ وكذلك المصدر ابن سيده وبَيْنا وبينما
من حروف الابتداء وليست الأَلف في بَيْنا بصلةٍ وبَينا فعْلى أُشبِعت الفتحةُ
فصارت أَلفاً وبينما بَين زِيدت عليه ما والمعنى واحد وهذا الشيء بَينَ بَينَ أَي
بَيْنَ الجيِّد والرَّديء وهما اسمان جُعِلا واحداً وبُنيا على الفتح والهمزة
المخفَّفة تسمّى همزة بَيْنَ بَيْنَ وقالوا بَين بَين يريدون التَّوَسُّط كما قال
عَبيد بن الأَبرص نَحْمي حَقيقَتَنا وبع ض القَوْم يَسْقُطُ بَينَ بَيْنا وكما
يقولون همزة بَين بَين أَي أَنها همزةٌ بَيْنَ الهمزةِ وبين حرف اللين وهو الحرف
الذي منه حركتُها إن كانت مفتوحة فهي بين الهمزة والأَلف مثل سأَل وإن كانت مكسورة
فهي بين الهمزة والياء مثل سَئِمَ وإن كانت مضمومةً فهي بين الهمزة والواو مثل
لَؤُم إلا أَنها ليس لها تمكينُ الهمزة المحققة ولا تقَعُ الهمزةُ المخففة أَبداً
أَوَّلاً لقُرْبِها بالضَّعْف من الساكن إلا أَنها وإن كانت قد قرُبَت من الساكن
ولم يكن لها تَمْكين الهمزةِ المحقَّقة فهي متحرِّكة في الحقيقة فالمفتوحة نحو
قولك في سأَل سأَلَ والمكسورةُ نحو قولك في سَئِمَ سَئِمَ والمضمومة نحو قولك في
لؤُم لؤُم ومعنى قول سيبويه بَيْنَ بَيْنَ أَنها ضعيفة ليس لها تمكينُ المحقَّقة
ولا خُلوصُ الحرف الذي منه حركتُها قال الجوهري وسميت بَينَ بينَ لضَعْفِها وأَنشد
بيت عبيد بن الأَبرص وبعض القومِ يسقط بين بينا أَي يتساقط ضَعيفاً غير معتدٍّ به
قال ابن بري قال السيرافي كأَنه قال بَينَ هؤلاء وهؤلاء كأَنه رجلٌ يدخل بينَ
فريقين في أَمرٍ من الأُمور فيسقُطُ ولا يُذْكَر فيه قال الشيخ ويجوز عندي أَن
يريد بينَ الدخول في الحرب والتأَخر عنها كما يقال فلانُ يُقَدِّم رِجْلاً ويُؤَخر
أُخرى ولَقِيتُه بُعَيدات بَيْنٍ إذا لقِيتَه بعدَ حينٍ ثم أَمسكتَ عنه ثم أَتيته
وقوله وما خِفْتُ حتى بَيَّنَ الشربُ والأَذى بِقانِئِه إِنِّي من الحيِّ أَبْيَنُ
أَي بائن والبَيانُ ما بُيِّنَ به الشيءُ من الدلالة وغيرِها وبانَ الشيءُ بَياناً
اتَّضَح فهو بَيِّنٌ والجمع أَبْيِناءُ مثل هَيِّنٍ وأَهْيِناء وكذلك أَبانَ
الشيءُ فهو مُبينٌ قال الشاعر لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِي جلدِها لأَبانَ من
آثارِهِنَّ حُدورُ قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أَبْيِناء مثل هيِّن
وأَهْيِناء قال صوابه مثل هيِّنٍ وأَهْوِناء لأَنه من الهَوانِ وأَبَنْتُه أَي
أَوْضَحْتُه واستَبانَ الشيءُ ظهَر واستَبَنْتُه أَنا عرَفتُه وتَبَيَّنَ الشيءُ
ظَهَر وتَبيَّنْتهُ أَنا تتعدَّى هذه الثلاثةُ ولا تتعدّى وقالوا بانَ الشيءُ
واسْتَبانَ وتَبيَّن وأَبانَ وبَيَّنَ بمعنى واحد ومنه قوله تعالى آياتٍ
مُبَيِّناتٍ بكسر الياء وتشديدها بمعنى مُتبيِّنات ومن قرأَ مُبَيَّنات بفتح الياء
فالمعنى أَن الله بَيَّنَها وفي المثل قد بَيَّنَ الصبحُ لذِي عينَين أَي تَبَيَّن
وقال ابن ذَريح وللحُبِّ آياتٌ تُبَيَّنُ للفَتى شُحوباً وتَعْرى من يَدَيه
الأَشاحم
( * قوله « الأشاحم » هكذا في الأصل ) قال ابن سيده هكذا أَنشده ثعلب ويروى
تُبَيِّن بالفتى شُحوب والتَّبْيينُ الإيضاح والتَّبْيين أَيضاً الوُضوحُ قال
النابغة إلاَّ الأَوارِيّ لأْياً ما أُبَيِّنُها والنُّؤْيُ كالحَوض بالمظلومة
الجلَد يعني أَتَبيَّنُها والتِّبْيان مصدرٌ وهو شاذٌّ لأَن المصادر إنما تجيء على
التَّفْعال بفتح التاء مثال التَّذْكار والتَّكْرار والتَّوْكاف ولم يجيءْ بالكسر
إلا حرفان وهما التِّبْيان والتِّلقاء ومنه حديث آدم وموسى على نبينا محمد وعليهما
الصلاة والسلام أَعطاكَ اللهُ التوراةَ فيها تِبْيانُ كلِّ شيءٍ أَي كشْفُه
وإيضاحُه وهو مصدر قليل لأَن مصادرَ أَمثاله بالفتح وقوله عز وجل وهو في الخِصام
غيرُ مُبين يريد النساء أَي الأُنثى لا تكاد تَسْتَوفي الحجةَ ولا تُبينُ وقيل في
التفسير إن المرأَة لا تكاد تحتجُّ بحُجّةٍ إِلا عليها وقد قيل إنه يعني به
الأَصنام والأَوّل أَجود وقوله عز وجل لا تُخْرِجوهُنَّ من بيوتهنّ ولا يَخْرُجْنَ
إلا أَن يأْتِين بفاحِشةٍ مُبَيِّنة أَي ظاهرة مُتَبيِّنة قال ثعلب يقول إذا
طلَّقها لم يحِلّ لها أَن تَخْرُجَ من بيته ولا أَن يُخْرجها هو إلا بحَدٍّ يُقام
عليها ولا تَبينُ عن الموضع الذي طُلِّقت فيه حتى تنقضي العدّة ثم تخرُج حيث شاءت
وبِنْتُه أَنا وأَبَنتُه واسْتَبنْتُه وبَيَّنْتُه وروي بيت ذي الرمة تُبَيِّنُ
نِسْبةَ المَرَئِيّ لُؤْماً كما بَيَّنْتَ في الأَدَم العَوارا أَي تُبَيِّنُها
ورواه عليّ بن حمزة تُبيِّن نِسبةُ بالرفع على قوله قد بَيَّنَ الصبحُ لذي عَينين
ويقال بانَ الحقُّ يَبينُ بَياناً فهو بائنٌ وأَبانَ يُبينُ إبانة فهو مُبينٌ
بمعناه ومنه قوله تعالى حم والكتاب المُبين أَي والكتاب البَيِّن وقيل معنى
المُبين الذي أَبانَ طُرُقَ الهدى من طرق الضلالة وأَبان كلَّ ما تحتاج إليه
الأُمّة وقال الزجاج بانَ الشيءُ وأَبانَ بمعنى واحد ويقال بانَ الشيءُ وأَبَنتُه
فمعنى مُبين أَنه مُبينٌ خيرَه وبرَكَته أَو مُبين الحقَّ من الباطل والحلالَ من
الحرام ومُبينٌ أَن نُبُوَّةَ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حقٌّ ومُبين
قِصَصَ الأَنبياء قال أَبو منصور ويكون المستبين أَيضاً بمعنى المُبين قال أَبو
منصور والاسْتِبانةُ يكون واقعاً يقال اسْتَبنتُ الشيءَ إذا تأَملتَه حتى تَبيَّن
لك قال الله عز وجل وكذلك نُفصِّل الآيات ولِتَستبين سبيلَ المجرمين المعنى
ولتستبينَ أَنت يا محمد سبيلَ المجرمين أَي لتزدادَ استِبانة وإذا بانَ سبيلُ
المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين وأَكثرُ القراء قرؤُوا ولتَستبينَ سبيلُ المجرمين
والاسْتبانة حينئذٍ يكون غير واقع ويقال تبَيَّنْت الأَمر أَي تأَمَّلته
وتوسَّمْتُه وقد تبيَّنَ الأَمرُ يكون لازِماً وواقِعاً وكذلك بَيَّنْته فبَيَّن
أَي تَبَيَّن لازمٌ ومتعدّ وقوله عز وجل وأَنزلنا عليكَ الكتاب تِبْياناً لكلّ
شيءٍ أَي بُيِّن لك فيه كلُّ ما تحتاج إليه أَنت وأُمتُك من أَمر الدِّين وهذا من
اللفظ العامِّ الذي أُريد به الخاصُّ والعرب تقول بَيَّنْت الشيءَ تَبْييناً
وتِبْياناً بكسر التاء وتِفْعالٌ بكسر التاء يكون اسماً فأَما المصدر فإِنه يجيء
على تَفْعال بفتح التاء مثل التَّكْذاب والتَّصْداق وما أَشبهه وفي المصادر حرفان
نادران وهما تِلْقاء الشيء والتِّبْيان قال ولا يقاس عليهما وقال النبي صلى الله
عليه وسلم أَلا إنَّ التَّبيين من الله والعَجَلة من الشيطان فتبيَّنُوا قال أَبو
عبيد قال الكسائي وغيره التَّبْيين التثبُّتُ في الأَمر والتَّأَني فيه وقرئ قوله
عز وجل إذا ضَرَبتم في سبيل الله فتبيَّنُوا وقرئ فتثبَّتوا والمعنيان متقاربان
وقوله عز وجل إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ فتبيَّنوا وفتَثبَّتُوا قرئ بالوجهين جميعاً
وقال سيبويه في قوله الكتاب المُبين قال وهو التِّبيان وليس على الفعل إنما هو
بناءٌ على حدة ولو كان مصدراً لفُتِحتْ كالتَّقْتال فإنما هو من بيَّنْتُ كالغارة
من أَغَرْت وقال كراع التِّبيان مصدرٌ ولا نظير له إلا التِّلقاء وهو مذكور في
موضعه وبينهما بَينٌ أَي بُعْد لغة في بَوْنٍ والواو أَعلى وقد بانَه بَيْناً
والبَيانُ الفصاحة واللَّسَن وكلامٌ بيِّن فَصيح والبَيان الإفصاح مع ذكاء
والبَيِّن من الرجال الفصيح ابن شميل البَيِّن من الرجال السَّمْح اللسان الفصيح
الظريف العالي الكلام القليل الرتَج وفلانٌ أَبْيَن من فلان أَي أَفصح منه وأَوضح
كلاماً ورجل بَيِّنٌ فصيح والجمع أَبْيِناء صحَّت الياء لسكون ما قبلها وأَنشد شمر
قد يَنْطِقُ الشِّعْرَ الغَبيُّ ويَلْتَئي على البَيِّنِ السَّفّاكِ وهو خَطيبُ
قوله يَلتئي أَي يُبْطئ من اللأْي وهو الإبطاء وحكى اللحياني في جمعه أَبْيان
وبُيَناء فأَما أَبْيان فكميِّت وأَموات قال سيبويه شَبَّهوا فَيْعِلاً بفاعل حين
قالوا شاهد وأَشهاد قال ومثله يعني ميِّتاً وأَمواتاً قيِّل وأَقيال وكَيِّس
وأَكياس وأَما بُيِّناء فنادر والأَقيَس في ذلك جمعُه بالواو وهو قول سيبويه روى
ابنُ عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنه قال إنّ من البيان لسِحْراً وإنّ من
الشِّعر لحِكَماً قال البَيان إظهار المقصود بأَبلغ لفظٍ وهو من الفَهْم وذكاءِ
القلْب مع اللَّسَن وأَصلُه الكَشْفُ والظهورُ وقيل معناه إن الرجُلَ يكونُ عليه
الحقُّ وهو أَقْوَمُ بحُجَّتِه من خَصْمِه فيَقْلِبُ الحقَّ بِبَيانِه إلى نَفْسِه
لأَن معنى السِّحْر قَلْبُ الشيءِ في عَيْنِ الإنسانِ وليس بِقَلْبِ الأَعيانِ
وقيل معناه إنه يَبْلُغ من بَيانِ ذي الفصاحة أَنه يَمْدَح الإنسانَ فيُصدَّق فيه
حتى يَصْرِفَ القلوبَ إلى قولِه وحُبِّه ثم يذُمّه فيُصدّق فيه حتى يَصْرِفَ
القلوبَ إلى قوله وبُغْضِهِ فكأَنه سَحَرَ السامعين بذلك وهو وَجْهُ قوله إن من
البيانِ لسِحْراً وفي الحديث عن أَبي أُمامة أَن النبي صلى الله عليه وسلم قال
الحياءُ والعِيُّ شُعْبتان من الإيمانِ والبَذاءُ والبيانُ شُعْبتانِ من النِّفاق
أَراد أَنهما خَصْلتان مَنْشَؤهما النِّفاق أَما البَذاءُ وهو الفُحْشُ فظاهر
وأَما البيانُ فإنما أَراد منه بالذّم التعمُّق في النُّطْق والتفاصُحَ وإظهارَ
التقدُّم فيه على الناس وكأَنه نوعٌ من العُجْب والكِبْرِ ولذلك قال في رواية
أُخْرى البَذاءُ وبعضُ البيان لأَنه ليس كلُّ البيانِ مذموماً وقال الزجاج في قوله
تعالى خَلَق الإنْسان علَّمَه البيانَ قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبيَّ صلى الله
عليه وسلم علَّمَه البيان أَي علَّمه القرآنَ الذي فيه بيانُ كلِّ شيء وقيل
الإنسانُ هنا آدمُ عليه السلام ويجوز في اللغة أَن يكون الإنسانُ اسماً لجنس الناس
جميعاً ويكون على هذا علَّمَه البيانَ جعَله مميَّزاً حتى انفصل الإنسانُ ببيَانِه
وتمييزه من جميع الحيوان ويقال بَيْنَ الرجُلَين بَيْنٌ بَعيدٌ وبَوْنٌ بعيد قال
أَبو مالك البَيْنُ الفصلُ
( * قوله « البين الفصل إلخ » كذا بالأصل ) بين الشيئين يكون إمّا حَزْناً أَو
بقْرْبه رَمْلٌ وبينَهما شيءٌ ليس بحَزنٍ ولا سهلٍ والبَوْنُ الفضلُ والمزيّةُ
يقال بانه يَبونُه ويَبينُه والواوُ أَفصحُ فأَما في البُعْد فيقال إن بينهما
لَبَيْناً لا غير وقوله في الحديث أَولُ ما يُبِينُ على أَحدِكم فَخِذُه أَي
يُعْرب ويَشهد عليه ونخلةٌ بائنةٌ فاتَتْ كبائسُها الكوافيرَ وامتدّت عراجِينُها
وطالت حكاه أَبو حنيفة وأَنشد لحَبيب القُشَيْري من كل بائنةٍ تَبينُ عُذوقَها
عنها وحاضنةٍ لها مِيقارِ قوله تَبينُ عذوقَها يعني أَنها تَبين عذوقَها عن نفسها
والبائنُ والبائنةُ من القِسِيِّ التي بانتْ من وتَرِها وهي ضد البانِية إلا أَنها
عيب والباناةُ مقلوبةٌ عن البانِية الجوهري البائنةُ القوسُ التي بانت عن وَتَرِها
كثيراً وأَما التي قد قرُبَتْ من وَتَرِها حتى كادت تلْصَق به فهي البانيةُ بتقديم
النون قال وكلاهما عيب والباناةُ النَّبْلُ الصِّغارُ حكاه السُّكَّريّ عن أَبي
الخطاب وللناقة حالِبانِ أَحدُهما يُمْسِك العُلْبة من الجانب الأَيمن والآخرُ
يحلُب من الجانب الأَيْسر والذي يَحْلُب يسمَّى المُسْتَعْلي والمُعَلِّي والذي
يُمْسِك يسمَّى البائنَ والبَيْنُ الفراق التهذيب ومن أَمثال العرب اسْتُ البائنِ
أَعْرَفُ وقيل أَعلمُ أَي مَنْ وَلِيَ أَمْراً ومارَسَه فهو أَعلم به ممن لم
يُمارِسْه قال والبائن الذي يقومُ على يمين الناقة إذا حلبَها والجمع البُيَّنُ
وقيل البائنُ والمُسْتَعْلي هما الحالبان اللذان يَحْلُبان الناقةَ أَحدُهما حالبٌ
والآخر مُحْلِب والمُعينُ هو المُحْلِب والبائن عن يمين الناقة يُمْسِك العُلْبةَ
والمُسْتَعْلي الذي عن شِمالها وهو الحالبُ يَرْفع البائنُ العُلْبةَ إليه قال
الكميت يُبَشِّرُ مُسْتعلِياً بائنٌ من الحالبَيْنِ بأَن لا غِرارا قال الجوهري
والبائنُ الذي يأْتي الحلوبةَ من قِبَل شمالها والمُعَلِّي الذي يأْتي من قِبل
يمينها والبِينُ بالكسر القطعةُ من الأَرض قدر مَدِّ البصر من الطريق وقيل هو
ارتفاعٌ في غِلَظٍ وقيل هو الفصل بين الأَرْضَيْن والبِينُ أَيضاً الناحيةُ قال
الباهلي المِيلُ قدرُ ما يُدْرِكُ بصره من الأَرضُ وفَصْلٌ بَيْنَ كلّ أَرْضَيْن
يقال له بِينٌ قال وهي التُّخومُ والجمعُ بُيونٌ قال ابن مُقْبِل يُخاطِبُ الخيالَ
لَمْ تَسْرِ لَيْلى ولم تَطْرُقْ لحاجتِها من أَهلِ رَيْمانَ إلا حاجةً فينا
بِسَرْوِ حِمْيَر أَبْوالُ البِغالِ به أَنَّى تَسَدَّيْتَ وَهْناً ذلكَ البِينا
( * قوله « بسرو » قال الصاغاني والرواية من سرو حمير لا غير ) ومَن كسَر التاءَ
والكافَ ذهَب بالتأْنيث إلى ابنة البكريّ صاحبة الخيال قال والتذكير أَصْوَبُ
ويقال سِرْنا ميلاً أَي قدر مدّ البَصَرِ وهو البِينُ وبِينٌ موضعٌ قريب من الحيرة
ومُبِينٌ موضع أَيضاً وقيل اسمُ ماءٍ قال حَنْظلةُ بن مصبح يا رِيَّها اليومَ على
مُبِينِ على مبينٍ جَرَدِ القَصيمِ التارك المَخاضَ كالأُرومِ وفَحْلَها أَسود
كالظَّليمِ جمع بين النون والميم وهذا هو الإكْفاء قال الجوهري وهو جائز للمطْبوع
على قُبْحِه يقول يا رِيَّ ناقتي على هذا الماء فأَخرَجَ الكلامَ مُخْرَجَ النداء
وهو تعجُّب وبَيْنونةُ موضع قال يا رِيحَ بَيْنونةَ لا تَذْمِينا جئْتِ بأَلوانِ
المُصَفَّرِينا
( * قوله « بألوان » في ياقوت بأرواح ) وهُما بَيْنونَتانِ بَيْنونةُ القُصْوَى
وبَينونة الدُّنيا وكِلْتاهما في شِقِّ بني سعدٍ بَيْنَ عُمانَ ويَبْرِين التهذيب
بَيْنونة موضعٌ بينَ عُمان والبحرَيْن وبيءٌ وعَدَنُ أَبْيَنَ وإِبْيَن موضعٌ وحكى
السيرافي عَدَن أَبْيَن وقال أَبْيَن موضع ومثَّل سيبويه بأَبْيَن ولم يُفَسِّرْهُ
وقيل عَدَن أَبْيَن اسمُ قريةٍ على سيفِ البحر ناحيةَ اليمن الجوهري أَبْيَنُ اسمُ
رجلٍ ينسب إليه عَدَن يقال عَدَنُ أَبْيَنَ والبانُ شجرٌ يَسْمُو ويَطُول في
اسْتِواءٍ مثل نَبات الأَثْل وورَقُه أَيضاً هدبٌ كهَدَب الأَثْل وليس لخَشَبه
صلابةٌ واحدتُه بانةٌ قال أَبو زياد من العِضاه البانُ وله هَدَبٌ طُوالٌ شديدُ
الخُضْرة وينبت في الهِضَبِ وثمرتُه تُشبه قُرونَ اللُّوبياء إلا أَن خُضْرَتَها
شديدةٌ ولها حبٌّ ومن ذلك الحبِّ يُسْتَخْرَج دُهْنُ البانِ التهذيب البانةُ شجرةٌ
لها ثمرة تُرَبَّبُ بأَفاوِيه الطيِّب ثم يُعْتَصر دُهْنها طِيباً وجمعها البانُ ولاسْتِواءِ
نباتِها ونباتِ أَفنانِها وطُولِها ونَعْمَتِها شَبَّه الشُّعَراءُ الجاريةَ
الناعمة ذاتَ الشِّطاطِ بها فقيل كأَنها بانةٌ وكأَنها غُصْنُ بانٍ قال قيس بن
الخَطيم حَوْراءَ جَيداء يُسْتَضاءُ بها كأَنها خُوطُ بانةٍ قَصِفُ ابن سيده
قَضَينا على أَلف البانِ بالياء وإن كانت عيناً لغلبةِ ( ب ي ن ) على ( ب و ن )
معنى
في قاموس معاجم
الخَلُّ معروف
قال ابن سيده الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره قال ابن دريد هو عربي صحيح
وفي الحديث نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ واحدته خَلَّة يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه
قال اللحياني قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم قال فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من
الخ
الخَلُّ معروف
قال ابن سيده الخَلُّ ما حَمُض من عَصير العنب وغيره قال ابن دريد هو عربي صحيح
وفي الحديث نِعْمَ الإِدامُ الخَلُّ واحدته خَلَّة يُذهب بذلك إِلى الطائفة منه
قال اللحياني قال أَبو زياد جاؤوا بِخَلَّة لهم قال فلا أَدري أَعَنَى الطائفة من
الخَلِّ أَم هي لغة فيه كخَمْر وخَمْرة ويقال للخَمْر أُمُّ الخَلّ قال رَمَيْت
بأُمِّ الخَلِّ حَبَّةَ قلبه فلم يَنْتَعِشْ منها ثَلاثَ ليال والخَلَّة الخَمْرُ
عامَّةً وقيل الخَلُّ الخمرة الحامضة وهو القياس قال أَبو ذؤيب عُقارٌ كماء
النِّيءِ ليست بِخَمْطَة ولا خَلَّة يَكوي الشَّرُوبَ شِهابُها ويروى فجاء بها
صفراء ليست يقول هي في لون ماء اللحم النِّيءِ وليست كالخَمْطَة التي لم تُدْرِك
بعد ولا كالخَلَّة التي جاوَزَت القَدْر حتى كادت تصير خَلاًّ اللحياني يقال إِن
الخَمْر ليست بخَمْطَة ولا خَلَّة أَي ليست بحامضة والخَمْطَة التي قد أَخَذَت
شيئاً من ريح كريح النَّبِقِ والتُّفَّاح وجاءنا بلبن خامطٍ منه وقيل الخَلَّة
الخَمْرة القَارِصة وقيل الخَلَّة الخَمْرة المتغيرة الطعم من غير حموضة وجمعها
خَلٌّ قال المتنخل الهذلي مُشَعْشَعة كعَيْنِ الدِّيك ليست إِذا دِيفَتْ من
الخَلِّ الخِماط وخَلَّلَتِ الخَمْرُ وغيرُها من الأَشربة فَسَدت وحَمُضَت
وخَلَّلَ الخمرَ جعلها خَلاًّ وخَلَّل البُسْرَ جعله في الشمس ثم نَضَحه بالخَلِّ
ثم جعله في جَرَّة والخَلُّ الذي يؤتدم به سمي خَلاًّ لأَنه اخْتَلَّ منه طَعْمُ
الحَلاوة والتَّخْليل اتخاذ الخَلِّ أَبو عبيد والخَلُّ والخَمْر الخير والشر وفي
المثل ما فلان بخَلٍّ ولا خَمْرٍ أَي لا خير فيه ولا شر عنده قال النمر بن تولب
يخاطب زوجته هلاَّ سأَلتِ بعادِياء وبيْتِه والخَلِّ والخمرِ الذي لم يُمْنَع
ويروى التي لم تُمْنَع أَي التي قد أُحِلَّت وبعد هذا البيت بأَبيات لا تَجْزَعي
إِن مُنْفِساً أَهلكتُه وإِذا هَلَكْتُ فعندَ ذلك فاجزَعي وسئل الأَصمعي عن
الخَلِّ والخَمْر في هذا الشعر فقال الخَمْرُ الخير والخَلُّ الشر وقال أَبو عبيدة
وغيره الخَلُّ الخير والخمر الشر وحكى ثعلب ما له خَلٌّ ولا خمر أَي ما له خير ولا
شر والاختلال اتخاذ الخَلِّ الليث الاخْتِلال من الخَلِّ من عصير العنب والتمر قال
أَبو منصور لم أَسمع لغيره أَنه يقال اخْتَلَّ العصيرُ إِذا صار خَلاًّ وكلامهم
الجيِّد خَلَّلَ شرابُ فلان إِذا فَسَد وصار خَلاًّ اللحياني يقال شَرابُ فلان قد
خَلَّل يُخَلِّل تَخْليلاً قال وكذلك كل ما حَمُض من الأَشربة يقال له قد خَلَّل
والخَلاَّل بائع الخَلِّ وصانِعُه وحكى ابن الأَعرابي الخَلَّة الخُمْرة الحامضة
يعني بالخُمْرة الخمير فرُدَّ ذلك عليه وقيل إِنما هي الخَمْرة بفتح الخاء يعني بذلك
الخَمْر بعينها والخَلُّ أَيضاً الحَمْض عن كراع وأَنشد ليست من الخَلِّ ولا
الخِمَاط والخُلَّة كل نَبْت حُلْو قال ابن سيده الخُلَّة من النبات ما كانت فيه
حلاوة من المَرْعى وقيل المرعى كله حَمْض وخُلَّة فالحَمْض ما كانت فيه ملوحة
والخُلَّة ما سوى ذلك قال أَبو عبيد ليس شيء من الشجر العظام بحَمْض ولا خُلَّة
وقال اللحياني الخُلَّة تكون من الشجر وغيره وقال ابن الأَعرابي هو من الشجر خاصة
قال أَبو حنيفة والعرب تسمي الأَرض إِذا لم يكن بها حَمْض خُلَّةً وإِن لم يكن بها
من النبات شيء يقولون عَلَوْنا أَرضاً خُلَّة وأَرضين خُلَلاً وقال ابن شميل
الخُلَّة إِنما هي الأَرض يقال أَرْضٌ خُلَّة وخُلَلُ الأَرضِ التي لا حَمْض بها
قال ولا يقال للشجر خُلَّة ولا يذكر وهي الأَرض التي لا حَمْضَ بها وربما كان بها
عِضاهٌ وربما لم يكن ولو أَتيت أَرضاً ليس بها شيء من الشجر وهي جُرُز من الأَرض
قلت إِنها لَخُلَّة وقال أَبو عمرو الخُلَّة ما لم يكن فيه مِلْح ولا حُموضة
والحَمْض ما كان فيه حَمَضٌ ومُلوحة وقال الكميت صادَفْنَ وَادِيَهُ المغبوطَ
نازلُه لا مَرْتَعاً بَعُدَتْ من حَمْضه الخُلَل والعرب تقول الخُلَّة خُبْز
الإِبل والحَمْض لحمها أَو فاكهتها أَو خَبِيصها وإنما تُحَوَّل إِلى الحَمْض إِذا
مَلَّتِ الخُلَّة وقوم مُخِلُّون إِذا كانوا يَرْعَوْن الخُلَّة وبَعيرٌ خُلِّيٌّ
وإِبِل خُلِّيَّة ومُخِلَّة ومُخْتَلَّة تَرْعى الخُلَّة وفي المثل إِنك مُخْتَلٌّ
فتَحَمَّضْ أَي انْتَقِل من حال إِلى حال قال ابن دريد هو مَثَل يقال للمُتَوَعِّد
المتهدِّد وقال أَبو عمرو في قول الطرماح لا يَني يُحْمِضُ العَدُوَّ وذو الخُلْ
لَة يُشْفى صَداه بالإِحْماضِ يقول إِن لم يَرْضَوا بالخُلَّة أَطْعَموهم الحَمْض
ويقول من جاء مشتهياً قتالَنا شَفَيْنا شهوته بإِيقاعنا به كما تُشْفى الإِبل
المُخْتَلَّة بالحَمْض والعرب تضرب الخُلَّة مثلاً للدَّعة والسَّعة وتضرب
الحَمْضَ مثلاً للشَّر والحَرْب وقال اللحياني جاءت الإِبل مُخْتَلَّة أَي أَكلت
الخُلَّة واشتهت الحَمْضَ وأَرض مُخِلَّة كثيرة الخُلَّة ليس بها حَمْض وأَخَلَّ
القومُ رعت إِبلُهم الخُلَّة وقالت بعض نساء الأَعراب وهي تتمنى بَعْلاً إِن ضَمَّ
قَضْقَض وإِن دَسَر أَغْمَض وإِن أَخَلَّ أَحْمَض قالت لها أُمها لقد فَرَرْتِ لي
شِرَّة الشَّباب جَذَعة تقول إِن أَخذ من قُبُل أَتبَع ذلك بأَن يأْخذ من دُبُر
وقول العجاج جاؤوا مُخِلِّين فلاقَوْا حَمْضا ورَهِبوا النَّقْض فلاقَوْا نَقْضا
أَي كان في قلوبهم حُبُّ القتال والشر فَلَقُوا مَنْ شَفاهم وقال ابن سيده معناه
أَنهم لاقَوْا أَشدَّ مما كانوا فيه يُضْرب ذلك للرجل يَتَوَعَّد ويَتَهَدَّد
فيلقى من هو أَشد منه ويقال إبل حامضة وقد حَمَضَتْ هي وأَحْمَضتها أَنا ولا يقال
إِبل خالَّة وخَلَّ الإِبلَ يخُلُّها خَلاًّ وأَخَلَّها حَوَّلها إِلى الخُلَّة
وأَخْلَلتها أَي رَعَيْتها في الخُلَّة واخْتَلَّت الإِبلُ احْتَبَسَتْ في
الخُلَّة قال أَبو منصور من أَطيب الخُلَّة عند العرب الحَلِيُّ والصِّلِّيان ولا
تكون الحُلَّة إِلا من العُرْوة وهو كل نَبْت له أَصل في الأَرض يبقى عِصْمةً
للنَّعْم إِذا أَجْدَبْت السنةُ وهي العُلْقة عند العرب والعَرْفَج والحِلَّة من
الخُلَّة أَيضاً ابن سيده الخُلَّة شجرة شاكة وهي الخُلة التي ذكرتها إِحدى
المتخاصمتين إِلى ابنة الخُسِّ حين قالت مَرْعى إِبل أَبي الخُلَّة فقالت لها ابنة
الخُسِّ سريعة الدِّرَّة والجِرَّة وخُلَّة العَرْفَج مَنْبِتُه ومُجْتَمَعُه
والخَلَل مُنْفَرَج ما بين كل شيئين وخَلَّل بينهما فَرَّج والجمع الخِلال مثل
جَبَل وجبال وقرئ بهما قوله عز وجل فترى الوَدْق يخرج من خِلاله وخَلَله وخَلَلُ
السحاب وخِلالُه مخارج الماء منه وفي التهذيب ثُقَبه وهي مخارج مَصَبّ القَطْر قال
ابن سيده في قوله فترى الودق يخرج من خِلاله قال قال اللحياني هذا هو المُجْتَمع
عليه قال وقد روي عن الضحاك أَنه قرأَ فترى الوَدْق يخرج من خَلَلِه وهي فُرَجٌ في
السحاب يخرج منها التهذيب الخَلَّة الخَصَاصةُ في الوَشِيع وهي الفُرْجة في
الخُصِّ وفي رأْي فلان خَلَل أَي فُرْجة والخَلَل الفُرْجة بين الشيئين والخَلَّة
الثُّقْبة الصغيرة وقيل هي الثُّقْبة ما كانت وقوله يصف فرساً أَحال عليه
بالقَناةِ غُلامُنا فأَذْرِعْ به لِخَلَّة الشاة راقِعا معناه أَن الفرس يعدو
وبينه وبين الشاة خَلَّة فيُدْركها فكأَنه رَقَع تلك الخَلَّة بشخصه وقيل يعدو
وبين الشاتين خَلَّة فَيرْقَع ما بينهما بنفسه وهو خَلَلَهم وخِلالَهم أَي بينهم
وخِلالُ الدار ما حوالَيْ جُدُرها وما بين بيوتها وتَخَلَّلْتُ ديارهم مَشَيت
خِلالها وتُخَلَّلتُ الرملَ أَي مَضَيت فيه وفي التنزيل العزيز فجاسُوا خِلالَ
الدِّيار وقال اللحياني جَلَسْنا خِلالَ الحيِّ وخِلال دُور القوم أَي جلسنا بين
البيوت ووسط الدور قال وكذلك يقال سِرْنا خِلَلَ العدُوّ وخِلالهم أَي بينهم وفي
التنزيل العزيز ولأَوْضَعوا خِلالَكم يَبْغونكم الفتنةَ قال الزجاج أَوْضَعْت في
السير إِذا أَسرعت فيه المعنى ولأَسرعوا فيما يُخِلُّ بكم وقال أَبو الهيثم أَراد
ولأَوْضَعوا مَراكِبهم خِلالَكم يَبْغونكم الفتنة وجعل خِلالكم بمعنى وَسَطَكم
وقال ابن الأَعرابي ولأَوْضَعوا خِلالكم أَي لأَسرعوا في الهَرب خلالكم أَي ما
تَفرق من الجماعات لِطَلب الخَلَوة والفِرار وتَخَلَّل القومَ دخل بين خَلَلهم
وخِلالهم ومنه تَخَلُّل الأَسنان وتَخَلَّلَ الرُّطَبَ طلبه خِلال السَّعَف بعد
انقضاء الصِّرام واسم ذلك الرُّطَب الخُلالة وقال أَبو حنيفة هي ما يبقى في أُصول
السَّعَف من التمر الذي ينتثر وتخليل اللحية والأَصابع في الوضوء فإِذا فعل ذلك
قال تَخَلَّلت وخَلَّل فلان أَصابعَه بالماء أَسال الماء بينها في الوضوء وكذلك
خَلَّل لحيته إِذا توضأَ فأَدخل الماء بين شعرها وأَوصل الماء إِلى بشرته بأَصابعه
وفي الحديث خَلِّلُوا أَصابعَكم لا تُخَلِّلها نار قليل بُقْياها وفي رواية
خَلِّلوا بين الأَصابع لا يُخَلِّل اللهُ بينها بالنار وفي الحديث رَحِم الله
المتخلِّلين من أُمتي في الوضوء والطعام التخليل تفريق شعر اللحية وأَصابع اليدين
والرجلين في الوضوء وأَصله من إِدخال الشيء في خِلال الشيء وهو وسَطُه وخَلَّ
الشيءَ يَخُلُّه خَلاًّ فهو مَخْلول وخَلِيل وتَخَلَّله ثَقَبه ونَفَذَه والخِلال
ما خَلَّه به والجمع أَخِلَّة والخِلال العود الذي يُتَخَلَّل به وما خُلَّ به
الثوب أَيضاً والجمع الأَخِلَّة وفي الحديث إِذا الخِلال نُبَايِع والأَخِلَّة
أَيضاً الخَشَبات الصغار اللواتي يُخَلُّ بها ما بين شِقَاق البيت والخِلال عود
يجعل في لسان الفَصِيل لئلا يَرْضَع ولا يقدر على المَصِّ قال امرؤ القيس فَكَرَّ
إِليه بمِبْراتِه كما خَلَّ ظَهْرَ اللسان المُجِرّ وقد خَلَّه يَخُلُّه خَلاًّ
وقيل خَلَّه شقَّ لسانه ثم جَعل فيه ذلك العود وفَصيل مخلول إِذا غُرز خِلال على
أَنفه لئلا يَرْضَع أُمه وذلك أَنها تزجيه إِذا أَوجع ضَرْعَها الخِلال وخَلَلْت
لسانَه أَخُلُّه ويقال خَلَّ ثوبَه بخِلال يَخُلُّه خلاًّ فهو مخلول إِذا شَكَّه
بالخِلال وخَلَّ الكِساءَ وغيرَه يَخُلُّه خَلاًّ جَمَع أَطرافه بخِلال وقوله يصف
بقراً سَمِعْن بموته فَظَهَرْنَ نَوْحاً قِيَاماً ما يُخَلُّ لهنَّ عُود
( * قوله « سمعن بموته إلخ » أورده في ترجمة نوح شاهداً على أَن النوح اسم للنساء
يجتمعن للنياحة وأَن الشاعر استعاره للبقر )
إنما أَراد لا يُخَلُّ لهن ثوب بعود فأَوقع الخَلَّ على العود اضطراراً وقبل هذا
البيت أَلا هلك امرؤ قامت عليه بجنب عُنَيْزَةَ البَقَرُ الهُجودُ قال ابن دريد
ويروى لا يُحَلُّ لهنَّ عود قال وهو خلاف المعنى الذي أَراده الشاعر وفي حديث أَبي
بكر رضي الله عنه كان له كساءٌ فَدَكِيٌّ فإِذا ركب خَلَّه عليه أَي جمع بين
طَرَفيه بخِلال من عود أَو حديد ومنه خَلَلْته بالرمح إِذا طعنته به والخَلُّ
خَلُّك الكِساء على نفسك بالخِلال وقال سأَلتك إِذ خِبَاؤُك فوق تَلٍّ وأَنت
تَخُلُّه بالخَلِّ خَلاًّ قال ابن بري قوله بالخَلّ يريد الطريق في الرمل وخَلاًّ
الأَخير الذي يُصْطَبَع به يريد سأَلتك خَلاًّ أَصْطَبِغ به وأَنت تُخُلُّ خِباءَك
في هذا الموضع من الرمل الجوهري الخَلُّ طريق في الرمل يذكر ويؤنث يقال حَيَّةُ
خَلٍّ كما يقال أَفْعَى صَرِيمة ابن سيده الخَلُّ الطريق النافذ بين الرمال
المتراكمة قال أَقْبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرانَ مُصْعِدةً إِنِّي لأُزْرِي عليها
وهي تَنْطَلِقُ قال سمي خَلاًّ لأَنه يَتَخَلَّل أَي يَنْفُذ وتَخَلَّل الشيءُ أَي
نَفَذ وقيل الخَلُّ الطريق بين الرملتين وقيل هو طريق في الرمل أَيّاً كان قال من
خَلِّ ضَمْرٍ حين هابا ودجا والجمع أَخُلٌّ وخِلال والخَلَّة الرملة اليتيمة
المنفردة من الرمل وفي الحديث يخرج الدجال خَلَّة بين الشام والعراق أَي في سبيل
وطريق بينهما قيل للطريق والسبيل خَلَّة لأَن السبيل خَلَّ ما بين البلدين أَي
أَخَذَ مخيط ما بينهما خِطْتُ اليوم خَيْطَة أَي سِرْت سَيْرة ورواه بعضهم بالحاء
المهملة من الحُلول أَي سَمْتَ ذلك وقُبَالَته واخْتَلَّه بسهم انْتَظَمه
واخْتَلَّه بالرمح نَفَذه يقال طَعَنته فاخْتَلَلْت فؤَداه بالرُّمح أَي انتظمته
قال الشاعر نَبَذَ الجُؤَارَ وضَلَّ هِدْيَةَ رَوْقِهِ لمَّا اخْتَلَلْتُ فُؤَادَه
بالمِطْرَدِ وتَخَلَّله به طعنه طعنة إِثر أُخرى وفي حديث بدر وقتِل أُمَيَّة بن
خَلَف فَتَخَلَّلوه بالسيوف من تحتي أَي قتلوه بها طعناً حيث لم يقدروا أَن يضربوه
بها ضرباً وعسكر خالٌّ ومُتَخَلْخِل غير مُتَضامّ كأَن فيه منافذ والخَلَل الفساد
والوَهْن في الأَمر وهو من ذلك كأَنه تُرك منه موضع لم يُبْرَم ولا أُحْكِم وفي
رأَيه خَلَل أَي انتشار وتَفَرُّق وفي حديث المقدام ما هذا بأَول ما أَخْلَلْتم بي
أَي أَوهنتموني ولم تعينوني والخَلَل في الأَمرِ والحَرْبِ كالوَهْن والفساد وأَمر
مُخْتَلٌّ واهن وأَخَلَّ بالشيء أَجْحَف وأَخَلَّ بالمكان وبمَرْكَزه وغيره غاب
عنه وتركه وأَخَلَّ الوالي بالثغور قَلَّل الجُنْدَ بها وأَخَلَّ به لم يَفِ له
والخَلَل الرِّقَّة في الناس والخَلَّة الحاجة والفقر وقال اللحياني به خَلَّة
شديدة أَي خَصَاصة وحكي عن العرب اللهم اسْدُدْ خَلَّتَه ويقال في الدعاء للميت
اللهم اسْدُدْ خَلَّته أَي الثُّلْمة التي ترك وأَصله من التخلل بين الشيئين قال
ابن بري ومنه قول سلمى بنت ربيعة زَعَمَتْ تُماضِرُ أَنني إِمَّا أَمُتْ يَسْدُدْ
بُنَيُّوها الأَصاغرُ خَلَّتي الأَصمعي يقال للرجل إِذا مات له ميت اللهم اخْلُفْ
على أَهله بخير واسْدُدْ خَلَّته يريد الفُرْجة التي ترك بعده من الخَلَل الذي
أَبقاه في أُموره وقال أَوس لِهُلْكِ فَضَالة لا يستوي ال فُقُودُ ولا خَلَّةُ
الذاهب أَراد الثُّلْمة التي ترك يقول كان سَيِّداً فلما مات بَقِيَتْ خَلَّته وفي
حديث عامر بن ربيعة فوالله ما عدا أَن فَقَدْناها اخْتَلَلْناها أَي احتجنا إِليها
( * قوله « أَي احتجنا إِليها » أَي فاصل الكلام اختللنا إِليها فحذف الجار وأوصل
الفعل كما في النهاية ) وطلبناها وفي المثل الخَلَّة تدعو إِلى السَّلَّة
السَّلَّة السرقة وخَلَّ الرجلُ افتقر وذهب مالُه وكذلك أُخِلَّ به وخَلَّ الرجلُ
إِذا احتاج ويقال اقْسِمْ هذا المال في الأَخَلِّ أَي في الأَفقر فالأَفقر ويقال
فلان ذو خَلَّة أَي محتاج وفلان ذو خَلَّة أَي مُشْتَهٍ لأَمر من الأُمور قاله ابن
الأَعرابي وفي الحديث اللهم سادّ الخَلَّة الخَلَّة بالفتح الحاجة والفقر أَي جابرها
ورجل مُخَلٌّ ومُخْتَلٌّ وخَلِيل وأَخَلُّ مُعْدِم فقير محتاج قال زهير وإِن أَتاه
خَلِيلٌ يومَ مَسْغَبةٍ يقول لا غائبٌ مالي ولا حَرِمُ قال يعني بالخَلِيل المحتاج
الفقير المُخْتَلَّ الحال والحَرِم الممنوع ويقال الحَرَام فيكون حَرِم وحِرْم مثل
كَبِد وكِبْد ومثله قول أُمية ودَفْع الضعيف وأَكل اليتيم ونَهْك الحُدود فكلٌّ
حَرِم قال ابن دريد وفي بعض صَدَقات السلف الأَخَلُّ الأَقرب أَي الأَحوج وحكى
اللحياني ما أَخَلَّك الله إِلى هذا أَي ما أَحوجك إِليه وقال الْزَقْ بالأَخَلِّ
فالأَخَلِّ أَي بالأَفقر فالأَفقر واخْتَلَّ إِلى كذا احتاج إِليه وفي حديث ابن
مسعود تَعَلَّموا العلم فإِن أَحدكم لا يَدْري متى يُخْتَلُّ إِليه أَي متى يحتاج
الناس إِلى ما عنده وقوله أَنشده ابن الأَعرابي وما ضَمَّ زيدٌ من مُقيم بأَرضه
أَخَلَّ إِليه من أَبيه وأَفقرا أَخَلُّ ههنا أَفْعَل من قولك خَلَّ الرجلُ إِلى
كذا احتاج لا من أُخِلَّ لأَن التعجب إِنما هو من صيغة الفاعل لا من صيغة المفعول
أَي أَشد خَلَّة إِليه وأَفقر من أَبيه والخَلَّة كالخَصْلة وقال كراع الخَلَّة
الخصلة تكون في الرجل وقال ابن دريد الخَلَّة الخصلة يقال في فلان خَلَّة حسنة
فكأَنه إِنما ذهب بالخَلَّة إِلى الخصلة الحسنة خاصة وقد يجوز أَن يكون مَثَّل
بالحسنة لمكان فضلها على السَّمِجة وفي التهذيب يقال فيه خَلَّة صالحة وخَلَّة
سيئة والجمعِ خلال ويقال فلان كريم الخِلال ولئيم الخِلال وهي الخِصال وخَلَّ في
دعائه وخَلَّل كلاهما خَصَّص قال قد عَمَّ في دعائه وخَلاًّ وخَطَّ كاتِباه
واسْتَمَلاًّ وقال كأَنَّك لم تَسمع ولم تكُ شاهداً غداةَ دعا الداعي فعمَّ
وخَلَّلا وقال أُفْنون التَّغْلَبي أَبلغْ كِلاباً وخَلِّلْ في سَراتهم أَنَّ
الفؤاد انطوى منهم على دَخَن قال ابن بري والذي في شعره أَبلغ حبيباً وقال لَقِيط
بن يَعْمَر الإِيادي أَبلغ إِياداً وخَلِّلْ في سَراتم أَني أَرى الرأْيَ إِن لم
أُعْصَ قد نَصَعا وقال أَوس فقَرَّبتُ حُرْجُوجاً ومَجَّدتُ مَعْشَراً تَخَيَّرتهم
فيما أَطوفُ وأَسأَلُ بَني مالك أَعْني بسَعد بن مالك أَعُمُّ بخير صالحٍ
وأُخَلِّل قال ابن بري صواب إِنشاده بني مالك أَعْني فسعدَ ابن مالك بالفاء ونصب
الدال وخلَّل بالتشديد أَي خَصَّص وأَنشد عَهِدْتُ بها الحَيَّ الجميع فَأَصبحوا
أَتَوْا داعياً لله عَمَّ وخَلَّلا وتَخَلَّل المطرُ إِذا خَصَّ ولم يكن عامّاً
والخُلَّة الصداقة المختصة التي ليس فيها خَلَل تكون في عَفاف الحُبِّ ودَعارته
وجمعها خِلال وهي الخَلالة والخِلالة والخُلولة والخُلالة وقال النابغة الجعدي
أَدُوم على العهد ما دام لي إِذا كَذَبَتْ خُلَّة المِخْلَب وبَعْضُ الأَخِلاَّء
عند البَلا ءِ والرُّزْء أَرْوَغُ من ثَعْلَب وكيف تَواصُلُ من أَصبحت خِلالته
كأَبي مَرْحَب ؟ أَراد من أَصبحت خَلالته كخَلالة أَبي مَرْحَب وأَبو مَرْحَب كنية
الظِّل ويقال هو كنية عُرْقُوب الذي قيل عنه مواعيد عُرْقُوب والخِلال والمُخالَّة
المُصادَقة وقد خالَّ الرجلَ والمرأَةَ مُخالَّة وخلالاً قال امرؤ القيس صَرَفْتُ
الهَوى عنهنَّ من خَشْيَة الرَّدى ولستُ بِمَقْليِّ الخِلال ولا قالي وقوله عز وجل
لا بيعٌ فيه ولا خُلَّة ولا شفاعة قال الزجاج يعني يوم القيامة والخُلَّة
الصَّداقة يقال خالَلْت الرجلَ خِلالاً وقوله تعالى مِن قَبْلِ أَن يأْتي يوم لا
بَيْع فيه ولا خِلال قيل هو مصدر خالَلْت وقيل هو جمع خُلَّة كجُلَّة وجِلال
والخِلُّ الوُدُّ والصَّدِيق وقال اللحياني إِنه لكريم الخِلِّ والخِلَّة كلاهما
بالكسر أَي كريم المُصادَقة والمُوادَّة والإِخاءِ وأَما قول الهذلي إنَّ سَلْمى
هي المُنى لو تَراني حَبَّذا هي من خُلَّة لو تُخالي إِنما أَراد لو تُخالِل فلم
يستقم له ذلك فأَبدل من اللام الثانية ياء وفي الحديث إِني أَبرأُ إِلى كل ذي
خُلَّة من خُلَّته الخُلَّة بالضم الصداقة والمحبة التي تخلَّلت القلب فصارت
خِلالَه أَي في باطنه والخَلِيل الصَّدِيق فَعِيل بمعنى مُفَاعِل وقد يكون بمعنى
مفعول قال وإِنما قال ذلك لأَن خُلَّتَه كانت مقصورة على حب الله تعالى فليس فيها
لغيره مُتَّسَع ولا شَرِكة من مَحابِّ الدنيا والآخرة وهذه حال شريفة لا ينالها
أَحد بكسب ولا اجتهاد فإِن الطباع غالبة وإِنما يخص الله بها من يشاء من عباده مثل
سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أَجمعين ومن جعل الخَلِيل مشتقّاً من
الخَلَّة وهي الحاجة والفقر أَراد إِنني أَبرأُ من الاعتماد والافتقار إِلى أَحد
غير الله عز وجل وفي رواية أَبرأُ إِلى كل خلّ من خلَّته بفتح الخاء
( * قوله « بفتح الخاء إلخ » هكذا في الأصل والنهاية وكتب بهامشها على قوله بفتح
الخاء يعني من خلته )
وكسرها وهما بمعنى الخُلَّة والخَليل ومنه الحديث لو كنتُ متخذاً خَلِيلاً
لاتَّخَذت أَبا بكر خَلِيلاً والحديث الآخر المرء بخَلِيله أَو قال على دين خَليله
فليَنْظُر امرؤٌ مَنْ يُخالِل ومنه قول كعب بن زهير يا وَيْحَها خُلَّة لو أَنها
صَدَقَتْ موعودَها أَو لو آنَّ النصح مقبول والخُلَّة الصديق الذكر والأُنثى
والواحد والجمع في ذلك سواء لأَنه في الأَصل مصدر قولك خَليل بَيِّن الخُلَّة
والخُلولة وقال أَوْفى بن مَطَر المازني أَلا أَبلغا خُلَّتي جابراً بأَنَّ
خَلِيلكَ لم يُقْتَل تَخاطَأَتِ النَّبلُ أَحشاءه وأَخَّر يَوْمِي فلم يَعْجَل قال
ومثله أَلا أَبلغا خُلَّتي راشداً وصِنْوِي قديما إِذا ما تَصِل وفي حديث حسن
العهد فيُهْديها في خُلَّتها أَي في أَهل ودِّها وفي الحديث الآخر فيُفَرِّقها في
خلائلها جمع خَليلة وقد جمع على خِلال مثل قُلَّة وقِلال وأَنشد ابن بري لامرئ
القيس لعَمْرُك ما سَعْدٌ بخُلَّة آثم أَي ما سَعْد مُخالٌّ رجلاً آثماً قال ويجوز
أَن تكون الخُلَّة الصَّداقة ويكون تقديره ما خُلَّة سعد بخُلَّة رجل آثم وقد
ثَنَّى بعضهم الخُلَّة والخُلَّة الزوجة قال جِران العَوْد خُذا حَذَراً يا خُلَّتَيَّ
فإِنني رأَيت جِران العَوْد قد كاد يَصْلُح فَثَنَّى وأَوقعه على الزوجتين لأَن
التزوج خُلَّة أَيضاً التهذيب فلان خُلَّتي وفلانة خُلَّتي وخِلِّي سواء في المذكر
والمؤنث والخِلُّ الودّ والصديق ابن سيده الخِلُّ الصَّديق المختص والجمع أَخلال
عن ابن الأَعرابي وأَنشد أُولئك أَخْداني وأَخلالُ شِيمتي وأَخْدانُك اللائي
تَزَيَّنَّ بالكَتَمْ ويروى يُزَيَّنَّ ويقال كان لي وِدًّا وخِلاًّ ووُدًّا
وخُلاًّ قال اللحياني كسر الخاء أَكثر والأُنثى خِلٌّ أَيضاً وروى بعضهم هذا البيت
هكذا تعرَّضَتْ لي بمكان خِلِّي فخِلِّي هنا مرفوعة الموضع بتعرَّضَتْ كأَنه قال
تَعَرَّضَتْ لي خِلِّي بمكان خلْوٍ أَيو غير ذلك ومن رواه بمكان حِلٍّ فحِلّ ههنا
من نعت المكان كأَنه قال بمكان حلال والخَلِيل كالخِلِّ وقولهم في إِبراهيم على
نبينا وعليه الصلاة والسلام خَلِيل الله قال ابن دريد الذي سمعت فيه أَن معنى
الخَلِيل الذي أَصْفى المودّة وأَصَحَّها قال ولا أَزيد فيها شيئاً لأَنها في
القرآن يعني قوله واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً والجمع أَخِلاّء وخُلاّن والأُنثى
خَلِيلة والجمع خَلِيلات الزجاج الخَلِيل المُحِبُّ الذي ليس في محبته خَلَل وقوله
عز وجل واتخذ الله إِبراهيم خَلِيلاً أَي أَحبه محبة تامَّة لا خَلَل فيها قال
وجائز أَن يكون معناه الفقير أَي اتخذه محتاجاً فقيراً إِلى ربه قال وقيل للصداقة
خُلَّة لأَن كل واحد منهما يَسُدُّ خَلَل صاحبه في المودّة والحاجة إِليه الجوهري
الخَلِيل الصديق والأُنثى خَلِيلة وقول ساعدة بن جُؤَيَّة بأَصدَقَ بأْساً من
خَلِيل ثَمِينةٍ وأَمْضى إِذا ما أَفْلَط القائمَ اليَدُ إِنما جعله خَلِيلها
لأَنه قُتِل فيها كما قال الآخر لما ذَكَرْت أَخا العِمْقى تَأَوَّبَني هَمِّي
وأَفرد ظهري الأَغلَبُ الشِّيحُ وخَلِيل الرجل قلبُه عن أَبي العَمَيْثَل وأَنشد
ولقد رأَى عَمْرو سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِعْصَم قال الأَزهري في
خطبة كتابه أُثبت لنا عن إِسحق ابن إِبراهيم الحنظلي الفقيه أَنه قال كان الليث بن
المظفَّر رجلاً صالحاً ومات الخليل ولم يَفْرُغ من كتابه فأَحب الليث أَن يُنَفِّق
الكتاب كُلَّه باسمه فسَمَّى لسانه الخليل قال فإِذا رأَيت في الكلمات سأَلت
الخليل بن أَحمد وأَخبرني الخليل بن أَحمد فإِنه يعني الخَلِيلَ نفسَه وإِذا قال
قال الخليل فإِنما يَعْني لسانَ نَفْسِه قال وإِنما وقع الاضطراب في الكتاب من
قِبَل خَلِيل الليث ابن الأَعرابي الخَلِيل الحبيب والخليل الصادق والخَلِيل
الناصح والخَلِيل الرفيق والخَلِيل الأَنْفُ والخَلِيل السيف والخَلِيل الرُّمْح
والخَلِيل الفقير والخَليل الضعيف الجسم وهو المخلول والخَلُّ أَيضاً قال لبيد لما
رأَى صُبْحٌ سَوادَ خَلِيله من بين قائم سيفه والمِحْمَل صُبْح كان من ملوك الحبشة
وخَلِيلُه كَبِدُه ضُرِب ضَرْبة فرأَى كَبِدَ نفسه ظَهِر وقول الشاعر أَنشده أَبو
العَمَيْثَل لأَعرابي إِذا رَيْدةٌ من حَيثُما نَفَحَت له أَتاه بِرَيَّاها
خَلِيلٌ يُواصِلُه فسَّره ثعلب فقال الخَلِيل هنا الأَنف التهذيب الخَلُّ الرجل القليل
اللحم وفي المحكم الخَلُّ المهزول والسمين ضدّ يكون في الناس والإِبل وقال ابن
دريد الخَلُّ الخفيف الجسم وأَنشد هذا البيت المنسوب إِلى الشَّنْفَرى ابن أُخت
تأَبَّطَ شَرًّا فاسْقِنيها يا سَواد بنَ عمرو إِنَّ جِسْمِي بعد خالِيَ خَلُّ
الصحاح بعد خالي لَخَلُّ والأُنثى خَلَّة خَلَّ لحمُه يَخِلُّ خَلاًّ وخُلُولاً
واخْتَلَّ أَي قَلَّ ونَحِف وذلك في الهُزال خاصة وفلان مُخْتَلُّ الجسم أَي نحيف
الجسم والخَلُّ الرجل النحيف المخْتَلُّ الجسم واخْتَلَّ جسمُه أَي هُزِل وأَما ما
جاء في الحديث أَنه عليه الصلاة والسلام أُتِي بفَصِيل مَخْلول أَو مَحْلول فقيل
هو الهزيل الذي قد خَلَّ جسمُه ويقال أَصله أَنهم كانوا يَخُلُّون الفصيلَ لئلا
يرتضع فيُهْزَل لذلك وفي التهذيب وقيل هو الفَصِيل الذي خُلَّ أَنفُه لئلا يرضع
أُمه فتُهْزَل قال وأَما المهزول فلا يقال له مَخْلول لأَن المخلول هو السمين ضدّ
المهزول والمهزول هو الخَلُّ والمُخْتَلُّ والأَصح في الحديث أَنه المشقوق اللسان
لئلا يرضع ذكره ابن سيده ويقال لابن المخاض خَلٌّ لأَنه دقيق الجسم ابن الأَعرابي
الخَلَّة ابنة مَخاض وقيل الخَلَّة ابن المخاض الذكر والأُنثى خَلَّة
( قوله « وقيل الخلة ابن المخاض الذكر والانثى خلة » هكذا في النسخ وفي القاموس
والخل ابن المخاض كالخلة وهي بهاء أَيضاً ) ويقال أَتى بقُرْصة كأَنه فِرْسِن
خَلَّة يعني السمينة وقال ابن الأَعرابي اللحم المخلول هو المهزول والخَلِيل
والمُخْتَل كالخَلِّ كلاهما عن اللحياني والخَلُّ الثوب البالي إِذا رأَيت فيه
طُرُقاً وثوب خَلٌّ بالٍ فيه طرائق ويقال ثوب خَلْخال وهَلْهال إِذا كانت فيه
رِقَّة ابن سيده الخَلُّ ابن المخاض والأُنثى خَلَّة وقال اللحياني الخَلَّة
الأُنثى من الإِبل والخَلُّ عِرْق في العنق متصل بالرأْس أَنشد ابن دريد ثمَّ إِلى
هادٍ شديد الخَلِّ وعُنُق في الجِذْع مُتْمَهِلِّ والخِلَل بقية الطعام بين
الأَسنان واحدته خِلَّة وقيل خِلَلة الأَخيرة عن كراع ويقال له أَيضاً الخِلال
والخُلالة وقد تَخَلَّله ويقال فلان يأْكل خُلالته وخِلَله وخِلَلته أَي ما يخرجه
من بين أَسنانه إِذا تَخَلَّل وهو مثل ويقال وجدت في فمي خِلَّة فَتَخَلَّلت وقال
ابن بزرج الخِلَل ما دخل بين الأَسنان من الطعام والخِلال ما أَخرجته به وأَنشد
شاحِيَ فيه عن لسان كالوَرَل على ثَناياه من اللحم خِلَل والخُلالة بالضم ما يقع
من التخلل وتَخَلَّل بالخِلال بعد الأَكل وفي الحديث التَّخَلُّل من السُّنَّة هو
استعمال الخِلال لإِخراج ما بين الأَسنان من الطعام والمُخْتَلُّ الشديد العطش
والخَلال بالفتح البَلَح واحدته خَلالة بالفتح قال شمر وهي بِلُغة أَهل البصرة
واخْتَلَّت النخلةُ أَطلعت الخَلال وأَخَلَّت أَيضاً أَساءت الحَمْل حكاه أَبو
عبيد قال الجوهري وأَنا أَظنه من الخَلال كما يقال أَبْلَح النخلُ وأَرْطَب وفي
حديث سنان بن سلمة إِنا نلتقط الخَلال يعني البُسْر أَوَّل إِدراكه والخِلَّة جفن
السيف المُغَشَّى بالأَدَم قال ابن دريد الخِلَّة بِطانة يُغَشَّى بها جَفْن السيف
تنقش بالذهب وغيره والجمع خِلَل وخِلال قال ذو الرمة كأَنها خِلَلٌ مَوْشِيَّة
قُشُب وقال آخر لِمَيَّةَ موحِشاً طَلَل يلوحُ كأَنه خِلَل وقال عَبِيد بن الأَبرص
الأَزدي دار حَيٍّ مَضَى بهم سالفُ الده ر فأَضْحَت ديارُهم كالخِلال التهذيب
والخِلَل جفون السيوف واحدتها خِلَّة وقال النضر الخِلَلُ من داخل سَيْر الجَفْن
تُرى من خارج واحدتها خِلَّة وهي نقش وزينة والعرب تسمي من يعمل جفون السيوف
خَلاَّلاً وفي كتاب الوزراء لابن قتيبة في ترجمة أَبي سلمة حفص بن سليمان
الخَلاَّل في الاختلاف في نسبه فروى عن ابن الأَعرابي أَنه منسوب إِلى خِلَل السيوف
من ذلك وأَما قوله إِن بَني سَلْمَى شيوخٌ جِلَّة بِيضُ الوجوه خُرُق الأَخِلَّه
قال ابن سيده زعم ابن الأَعرابي أَن الأَخلة جمع خِلَّة أَعني جفن السيف قال ولا
أَدري كيف يكون الأَخِلَّة جمع خِلَّة لأَن فِعْلة لا تُكَسَّر على أَفْعِلة هذا
خطأٌ قال فأَما الذي أُوَجِّه أَنا عليه الأَخِلَّة فأَن تُكَسَّر خِلَّة على
خِلال كطِبَّة وطِباب وهي الطريقة من الرمل والسحاب ثم تُكَسَّر خِلال على
أَخِلَّة فيكون حينئذ أَخله جمع جمع قال وعسى أَن يكون الخِلال لغة في خِلَّة
السيف فيكون أَخِلَّة جمعها المأْلوف وقياسها المعروف إِلا أَني لا أَعرف الخِلال
لغة في الخِلَّة وكل جلدة منقوشة خِلَّة ويقال هي سيور تُلْبَس ظَهْر سِيَتَي
القوس ابن سيده الخِلَّة السير الذي يكون في ظهر سِيَة القوس وقوله في الحديث إِن
الله يُبْغِض البليغ من الرجال الذي يَتَخَلَّل الكلام بلسانه كما تَتَخَلَّل
الباقرةُ الكلأَ بلسانها قال ابن الأَثير هو الذي يتشدَّق في الكلام ويُفَخِّم به
لسانه ويَلُفُّه كما تَلُفُّ البقرة الكلأَ بلسانها لَفًّا والخَلْخَل والخُلْخُل
من الحُلِيِّ معروف قال الشاعر بَرَّاقة الجِيد صَمُوت الخَلْخَل وقال ملأى
البَرِيم متُأَق الخَلْخَلِّ أَراد متْأَق الخَلْخَل فشَدَّدَ للضرورة والخَلْخالُ
كالخَلْخَل والخَلْخَل لغة في الخَلْخال أَو مقصور منه واحد خَلاخِيل النساء
والمُخَلْخَل موضع الخَلْخال من الساق والخَلْخال الذي تلبسه المرأَة وتَخَلْخَلَت
المرأَةُ لبست الخَلْخال ورمل خَلْخال فيه خشونة والخَلْخال الرمْل الجَرِيش قال
من سالكات دُقَق الخَلْخال
( * قوله « من سالكات إلخ » سبق في ترجمة دقق وسهك بساهكات دقق وجلجال )
وخَلْخَل العظمَ أَخذ ما عليه من اللحم وخَلِيلانُ اسمٌ رواه أَبو الحسن قال أَبو
العباس هو اسم مُغَنٍّ