الحُزْنُ
والحَزَنُ نقيضُ الفرَح وهو خلافُ السُّرور قال الأَخفش والمثالان يَعْتَقِبان هذا
الضَّرْبَ باطِّرادٍ والجمعُ أَحْزانٌ لا يكسَّر على غير ذلك وقد حَزِنَ بالكسر
حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ شديد الحُزْنِ وحَزَنَه
الأَمرُ يَح
الحُزْنُ
والحَزَنُ نقيضُ الفرَح وهو خلافُ السُّرور قال الأَخفش والمثالان يَعْتَقِبان هذا
الضَّرْبَ باطِّرادٍ والجمعُ أَحْزانٌ لا يكسَّر على غير ذلك وقد حَزِنَ بالكسر
حَزَناً وتحازَنَ وتحَزَّن ورجل حَزْنانٌ ومِحْزانٌ شديد الحُزْنِ وحَزَنَه
الأَمرُ يَحْزُنُه حُزْناً وأَحْزَنَه فهو مَحْزونٌ ومُحْزَنٌ وحَزِينٌ وحَزِنٌ
الأَخيرة على النَّسب من قوم حِزانٍ وحُزَناءَ الجوهري حَزَنَه لغةُ قريش
وأَحْزَنه لغةُ تميم وقد قرئ بهما وفي الحديث أَنه كان إذا حَزَنه أَمرٌ صلَّى أَي
أوْقَعه في الحُزْن ويروى بالباء وقد تقدم في موضعه واحْتزَنَ وتحَزَّنَ بمعنى قال
العجاج بَكَيْتُ والمُحْتَزَن البَكِيُّ وإنما يأْتي الصِّبا الصّبِيُّ وفلانٌ
يقرأُ بالتَّحْزين إذا أَرَقَّ صَوْتَه وقال سيبويه أَحْزَنَه جعله حَزِيناً
وحَزَنَه جعلَ فيه حُزْناً كأَفْتَنَه جعله فاتِناً وفَتَنه جعلَ فيه فِتنَة وعامُ
الحُزْنِ
( * قوله « وعام الحزن » ضبط في الأصل والقاموس بضم فسكون وصرح بذلك شارح القاموس
وضبط في المحكم بالتحريك )
العامُ الذي ماتت فيه خديجةُ رضي الله عنها وأَبو طالب فسمّاه رسول الله صلى الله
عليه وسلم عامَ الحُزْنِ حكى ذلك ثعلب عن ابن الأَعرابي قال وماتا قَبْل الهِجرة
بثلاث سنين الليث للعرب في الحُزْن لغتانِ إذا فَتَحُوا ثَقَّلوا وإذا ضَمُّوا
خَفَّفوا يقال أَصابَه حَزَنٌ شديد وحُزْنٌ شديد أَبو عمرو إذا جاء الحزَن منصوباً
فتَحوه وإذا جاء مرفوعاً أَو مكسوراً ضموا الحاء كقول الله عز وجل وابْيَضَّتْ
عَيْناهُ من الحُزْنِ أَي أَنه في موضع خفض وقال في موضع آخر تَفِيضُ من الدَّمْعِ
حَزَناً أَي أَنه في موضع نصب وقال أَشْكو بَثِّي وحُزْني إلى الله ضمُّوا الحاء
ههنا قال وفي استعمال الفعل منه لغتان تقول حَزَنَني يَحْزُنُني حُزْناً فأَنا
مَحْزونٌ ويقولون أَحْزَنَني فأَنا مُحْزَنٌ وهو مُحْزِنٌ ويقولون صوْتٌ مَحْزِنٌ
وأَمرٌ مُحْزِن ولا يقولون صوت حازنٌ وقال غيره اللغة العالية حَزَنه يَحْزُنه
وأَكثر القرَّاء قرؤوا ولا يَحْزُنْك قَوْلُهم وكذلك قوله قَدْ نَعْلم إِنَّه
لَيَحْزُنُك الذي يقولون وأَما الفعل اللازم فإِنه يقال فيه حَزِنَ يَحْزَنُ
حَزَناً لا غير أَبو زيد لا يقولون قد حَزَنَه الأَمْرُ ويقولون يَحْزُنُه فإذا
قالوا أَفْعَلَه الله فهو بالأَلف وفي حديث ابن عمر حين ذَكَر الغَزْوَ وذَكَر
مَنْ يَغْزو ولا نِيَّةَ له فقال إن الشيطانَ يُحَزِّنُه أَي يُوَسْوِس إليه
ويُندِّمُه ويقول له لِمَ تَرَكْتَ أَهْلَكَ ومالَكَ ؟ فيقع في الحُزْنِ ويبْطلُ
أَجْرُه وقوله تعالى وقالوا الحمدُ لله الذي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَن قالوا فيه
الحَزَنُ هَمُّ الغَداءِ والعَشاءِ وقيل هو كُلُّ ما يَحْزُن مِنْ حَزَنِ معاشٍ
أَو حَزَنِ عذابٍ أَو حَزَنِ موتٍ فقد أَذهبَ اللهُ عن أَهل الجنَّة كلُّ
الأَحْزانِ والحُزَانةُ بالضم والتخفيف عيال الرجل الذين يَتَجَزَّنُ بأَمْرهم
ولهم الليث يقول الرجلُ لصاحبه كيف حَشَمُك وحُزانَتُك أَي كيف مَنْ تَتَحَزَّن
بأَمْرِهم وفي قلبه عليك حُزانةٌ أَي فِتْنةٌ
( * قوله « حزانة أي فتنة » ضبط في الأصل بضم الحاء وفي المحكم بفتحها ) قال وتسمى
سَفَنْجقانِيَّةُ العرب على العجم في أَول قُدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به من
الدُّورِ والضياع ما اسْتَحَقوا حُزانةً قال ابن سيده والحُزانةُ قَدْمةُ العربِ
على العجم في أَوّل قدومهم الذي اسْتَحَقُّوا به ما اسْتَحقُّوا من الدُّورِ
والضِّياع قال الأَزهري وهذا كله بتخفيف الزاي على فُعَالة والسَّفَنْجَقانيَّة
شَرْطٌ كان للعرب على العجم بِخُراسان إذا أَخذوا بلداً صُلْحاً أَن يكونوا إذا
مرَّ بهم الجيوش أَفذاذاً أَو جماعاتٍ أَن يُنْزلوهم ويَقْرُوهم ثم يُزَوِّدوهم
إلى ناحيةٍ أُخرى والحَزْنُ بلادٌ للعَربِ قال ابن سيده والحَزْنُ ما غلُظَ من
الأَرض والجمع حُزُونٌ وفيها حُزُونةٌ وقوله الحَزْنُ باباً والعَقورُ كَلْباً
أَجرى فيه الاسم مُجْرى الصفة لأَن قوله الحَزْنُ باباً بمنزلة قوله الوَعْر باباً
والمُمْتَنِع باباً وقد حَزُنَ المكانُ حُزونةً جاؤوا به على بناء ضِدِّه وهو
قولهم مكانٌ سَهْلٌ وقد سَهُل سُهولة وفي حديث ابن المُسَيَّب أَن النبي صلى الله
عليه وسلم أَراد أَن يُغَيِّرَ اسمَ جدِّه حَزْنٍ ويُسَمِّيَه سَهْلاً فأَبى وقال
لا أُغيِّر اسماً سَمَّاني به أَبي قال فما زالت فينا تلك الحُزونةُ بَعْدُ
والحَزْنُ المكانُ الغليظ وهو الخَشِنُ والحُزونةُ الخُشونة ومنه حديث المغيرة
مَحْزون اللِّهْزِمة أَي خَشِنها أَو أَنَّ لِهْزِمَته تَدَلَّتْ من الكآبة ومنه
حديث الشعبي أَحْزَنَ بنا المنزلُ أَي صار ذا حُزونةٍ كأَخْصَبَ وأَجْدَبَ ويجوز
أَن يكون من قولهم أَحْزَنَ وأَسْهَلَ إذا رَكِبَ الحَزْنَ والسَّهْلَ كأَنَّ المنزلَ
أَرْكَبَهم الحُزونةَ حيث نَزلوا فيه قال أَبو حنيفة الحَزْنُ حَزْنُ بني يربوعٍ
وهو قُفٌّ غليظ مَسِيرُ ثلاثِ ليالٍ في مِثْلِها وهي بعيدةٌ من المياه فليس
تَرْعاها الشاءُ ولا الحُمُر فليس فيها دِمَنٌ ولا أَرْواث وبعيرٌ حَزْنِيٌّ
يَرْعَى الحَزْنَ من الأَرض والحَزْنةُ لغة في الحَزْنِ وقولُ أَبي ذؤيب يصف مطراً
فَحَطَّ من الحُزَنِ المُغْفِرا تِ والطَّيْرُ تَلْثَقُ حتى تَصِيحا قال الأَصمعي
الحُزَنُ الجبال الغلاظُ الواحدة حُزْنة مثل صُبْرةٍ وصُبَر والمُغْفِراتُ ذواتُ
الأَغفار والغُفْرُ وَلَدُ الأُرْوية والمُغْفِرات مفعولٌ بِحَطَّ ومن رواه
فأَنزلَ من حُزَنِ المُغْفِراتِ حذف التنوين لالتقاء الساكنين وتَلْثَق حتى تصيحا
أَي ممَّا بها من الماء ومثله قول المتنخل الهذلي وأَكْسُوا الحُلَّة الشَّوْكاءَ
خِدْني وبَعْضُ الخَيْرِ في حُزَنٍ وِراطٍ
( * قوله « وبعض الخير » أنشده في مادة شوك وبعض القوم ) والحَزْنُ من الدوابِّ ما
خَشُنَ صفةٌ والأُنْثَى حَزْنةٌ والحَزْنُ قبيلةٌ من غَسَّانَ وهم الذين ذكرهم
الأَخطل في قوله تَسْأَلُه الصُّبْرُ مِنْ غَسَّان إذْ حَضروا والحَزْنُ كَيْفَ
قَراكَ الغِلْمةُ الجَشَرُ ؟ وأَورده الجوهري كيف قراه الغلمة الجشر قال ابن بري
الصواب كيف قَراك كما أَورده غيره أَي الصُّبْرُ تسأَل عُمَيْر بنَ الحُباب وكان
قد قُتِل فتقول له بعد موته كيف قَراكَ الغِلمةُ الجشَر وإنما قالوا له ذلك لأَنه
كان يقول لهم إنما أَنتم جَشَرٌ والجَشَرُ الذين يَبِيتون مع إبلهم في موضع رَعْيِها
ولا يرجعون إلى بيوتهم والحَزْنُ بلادُ بني يربوعٍ عن ابن الأَعرابي وأَنشد وما
لِيَ ذَنْبٌ إنْ جَنُوبٌ تَنَفَّسَتْ بِنَفْحةِ حَزْنِيٍّ من النَّبْتِ أَخضرا قال
هذا رجل اتُّهم بِسَرَق بَعِير فقال ليس هُوَ عندي إنَّما نَزَع إلى الحَزْن الذي
هو هذا البَلَد يقول جاءت الجَنُوبُ بريحِ البَقْلِ فنَزَع إليها والحَزْنُ في قول
الأَعشى ما رَوْضَةٌ مِنْ رِياضِ الحَزْن مُعْشِبَةٌ خَضْراءَ جادَ عليها مُسْبِلٌ
هَطِلُ موضعٌ معروف كانت تَرْعَى فيه إبِلُ المُلوك وهو من أَرض بني أَسَدٍ قال
الأَزهري في بلاد العَرب حَزْنانِ أَحدهما حَزْن بني يَرْبوعٍ وهو مَرْبَعٌ من
مَرابعِ العرَب فيه رياضٌ وقِيعانٌ وكانت العرب تقول مَنْ تَرَبَّعَ الحَزْنَ
وتَشَتَّى الصَّمَّانَ وتَقَيَّظَ الشَّرَفَ فقد أَخْصَبَ والحَزْنُ الآخرُ ما بين
زُبالة فما فوق ذلك مُصْعِداً في بلاد نَجْد وفيه غِلَظٌ وارتفاعٌ وكان أَبو عمرو
يقول الحَزْنُ والحَزْمُ الغلَيظُ من الأَرض وقال غيره الحَزْمُ من الأَرض ما
احْتَزم من السَّيْل من نَجَوات المُتُون والظُّهور والجمع الحُزُوم والحَزْنُ ما
غَلُظ من الأَرض في ارْتفاعٍ وقد ذُكِرَ الحَزْم في مكانه قال ابن شميل أَوَّلُ حُزُونِ
الأَرض قِفافُها وجِبالُها وقَواقِيها وخَشِنُها ورَضْمُها ولا تُعَدُّ أَرضٌ
طَيِّبَةٌ وإن جَلُدَتْ حَزْناً وجمعُها حُزُون قال ويقال حَزْنَةٌ وحَزْن
وأَحْزَن الرجلُ إذا صار في الحَزْن قال ويقال للحَزْن حُزُن لُغَتان وأَنشد قول
ابنِ مُقْبل مَرَابِعُهُ الحُمْرُ مِنْ صَاحَةٍ ومُصْطَافُهُ في الوُعُولِ
الحُزُنْ الحُزُن جمع حَزْن وحُزَن جبل وروي بيت أَبي ذؤيب المتقدّم فأَنْزَلَ من
حُزَن المُغْفِرات ورواه بعضهم من حُزُن بضم الحاء والزاي والحَزُون الشاة
السيِّئة الخُلق والحَزينُ اسم شاعر وهو الحزين الكِنانيُّ واسمه عمرو بن عبد
وُهَيب وهو القائل في عبد الله بن عبد الملك ووفَد إليه إلى مصر وهو واليها يمدحُه
في أَبيات من جملتها لمَّا وقَفْت عليهم في الجُموع ضُحىً وقد تَعَرَّضَتِ
الحُجَّابُ والخَدَمُ حَيَّيْتُه بسَلامٍ وهو مُرْتَفِقٌ وضَجَّةُ القَوْمِ عند
الباب تَزْدَحِمُ في كَفِّه خَيزُرانٌ رِيحُه عَبِق في كَفِّ أَرْوَعَ في
عِرْنِينِه شَمَمُ يُغْضِي حَياءً ويُغْضَى من مَهابَتِهِ فما يُكَلِّمُ إلاَّ حين
يَبْتَسِمُ
( * روي البيتان الأخيران للفرزدق من قصيدته في مدح زين العابدين هذا الذي تعرف
البطحاء وطأته )
وهو القائل أَيضاً يهجو إنساناً بالبُخل كأَنَّما خُلِقَتْ كَفَّاه منْ حَجَرٍ
فليس بين يديه والنَّدَى عَمَلُ يَرَى التَّيَمُّمَ في بَرٍّ وفي بَحَرٍ مخافةً
أَنْ يُرى كَفِّه بَلَلُ
معنى
في قاموس معاجم
الخَيْمَةُ بيت
من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر قال الشاعر أَو مَرْخَة
خَيَّمَتْ
( * قوله « أو مرخة خيمت » كذا بالأصل والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي أو
مرخة خيمت في أصلها البقر )
وقيل وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى
الخَيْمَةُ بيت
من بيوت الأَعراب مستدير يبنيه الأعراب من عيدانِ الشجر قال الشاعر أَو مَرْخَة
خَيَّمَتْ
( * قوله « أو مرخة خيمت » كذا بالأصل والشطرة موجودة بتمامها في التهذيب وهي أو
مرخة خيمت في أصلها البقر )
وقيل وهي ثلاثة أَعواد أَو أَربعة يُلْقَى عليها الثُّمامُ ويُسْتَظَلُّ بها في
الحر والجمع خَيْماتٌ وخِيامٌ وخِيَمٌ وخَيْمٌ وقيل الخَيْمُ أَعواد تنصب في
القَيْظِ وتجعل لها عَوَارِضُ وتُظَلَّلُ بالشجر فتكون أَبرَدَ من الأَخْبِيَةِ
وقيل هي عيدانٌِ يبنى عليها الخِيامُ قال النابغة فلم يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ
مُنَضَّدٍ وسُفْعٌ على آسٍ ونُؤْيٌ مُعَثْلِبُ الآسُ الرماد ومُعَثْلِبٌ مهدوم
والذي رواه ابن السيرافي على أَسٍّ قال وهو الأَساسُ ويروى عَجُزُهُ أَيضاً وثُمٌّ
على عَرْشِ الخِيامِ غَسِيلُ ورواه أَبو عبيد للنابغة ورواه ثعلب لزُهَيرٍ وقيل
الخَيْمُ ما يبنى من الشجر والسِّعَفِ يَسْتَظِل به الرجلُ إذا أَورد إبله الماء
وخَيَّمَه أَي جعله كالخَيْمَة والخَيْمَةُ عند العرب البيت والمنزل وسميت
خَيْمَةً لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأَصلي ابن الأَعرابي الخيمة لا تكون إلا من
أَربعة أَعواد ثم تُسَقَّفُ بالثُّمامِ ولا تكون من ثياب قال وأَما المَظَلَّةُ
فمن الثياب وغيرها ويقال مِظَلَّةٌ قال ابن بري الذي حكاه الجوهري من أَن
الخَيْمَةَ بيت تبنيه الأَعراب من عِيدان الشَّجَر هو قول الأَصمعي وهو أَنه كان
يذهب إلى أَن الخَيْمَةَ إنما تكون من شجر فإن كانت من غير شجر فهي بيت وغيره يذهب
إلى أَن الخَيْمَة تكون من الخِرَقِ المَعْمولة بالأَطْنابِ واستدل بأن أصل
التَّخْييم الإقامة فسُمِّيَتْ بذلك لأَنها تكون عند النزول فسميت خَيْمةً قال
ومثلُ بيت النابغة قولُ مُزاحِمٍ مَنَازِلُ أَمَّا أَهْلُها فَتَحَمَّلُوا
فَبانُوا وأَمَّا خَيْمُها فَمُقِيمُ قال ومثله قول زهير أرَبَّتْ به الأرْواحُ
كلَّ عَشِيَّةٍ فمل يَبْقَ إلاَّ آلُ خَيْمٍ مُنَضَّدِ قال وشاهد الخِيَمِ قول
مُرَقِّشٍ هل تعرف الدَّار عَفَا رَسْمُها إلا الأَثافيَّ ومَبْنَى الخِيَمْ ؟
وشاهدُ الخِيامِ قول حَسّان ومَظْعَن الحَيِّ ومَبْنَى الخِيام وفي الحديث الشَّهِيدُ
في خَيْمَةِ اللِه تحتَ العَرْشِ الخَيْمَةُ معروفة ومنه خَيَّمَ بالمكان أَي
أَقام به وسكنه واستعارها لِظلِّ رحمة الله ورِضْوانه ويُصَدِّقُهُ الحديث الآخر
الشهيد في ظِلِّ الله وظِلِّ عَرْشِه وفي الحديث من أَحب أَن يَسْتَخِيمَ له
الرجالُ قِياماً كما يُقامُ بين يدي المُلوك والأُمراء وهو من قولهم خام يَخِيمُ
وخَيِّمُ وَخَيَّمَ يُخَيِّمُ إذا أقام بالمكان ويروى اسْتَخَمَّ واسْتَجَمَّ وقد
تقدما والخِيامُ أَيضاً الهَوادِجُ على التشبيه قال الأَعشى أَمِن جَبَل
الأَمْرارِ ضرْبُ خيامِكم على نَبإٍ إنّ الأَشافيّ سَائل وأَخامَ الخَيْمَةَ
وأخْيَمَها بَناها عن ابن الأَعرابي وتَخَيَّم مكانَ كذا ضَرَب خَيْمَتَهُ
وخَيَّمَ القومُ دخلوا في الخَيْمة وخَيَّمُوا بالمكان أَقاموا وقال الأَعشى
فَلَمَّا أَضاءَ الصُّبْحُ قامَ مُبادراً وكانَ انْطِلاقُ الشاة مِن حَيْثُ
خَيَّمَا والعرب تقول خَيَّمَ فلان خَيْمَةً إذا بناها وتَخَيَّمَ إذا أقامَ فيها
وقال زهير وضَعْنَ عِصِيَّ الحاضِرِ المُتَخَيِّمِ وخَيَّمَت الرائحة الطيِّبةُ
بالمكان والثوب أَقامت وعَبِقَت به وخَيِّمَ الوَحْشِيُّ في كِناسه أَقامَ فيه فلم
يَبْرَحْهُ وخَيَّمَه غَطَّاه بشيء كي يَعْبق به وأَنشد مَعَ الطِّيبِ المُخَيَّم
في الثياب أَبو عبيد الخِيمُ الشيمَة والطبيعة والخُلُق والسجية ويقال خِيم السيف
فِرِنْدُه والخِيمُ الأَصل وأَنشد ومَنْ يَبْتَدِعْ ما لَيْس مِن خِيم نَفْسِه
يَدَعْه ويَغْلِبْه على النفسِ خِيمُها ابن سيده الخِيمُ بالكسر الخُلُق وقيل سَعة
الخُلُق وقيل الأَصل فارسي معرَّب لا واحد له من لفظه وخامَ عنه يَخِيم خَيْماً
وخَيَماناً وخُيُوماً وخِياماً وخَيْمومة نَكَصَ وجَبُنَ وكذلك إذا كاد يكيد كيداً
فرجع عليه ولم ير فيه ما يحب ونَكَلَ ونَكَصَ وكذلك خامُوا في الحرْب فلم يَظْفَرُوا
بخير وضعُفوا وأَنشد رَمَوْني عن قِسِيِّ الزُّور حتى أَخامَهُمُ الإلَهُ بها
فَخامُوا والخَائِمُ الجَبان وخامَ عن القِتال يَخِيمُ خَيماً وخام فيه جَبُن عنه
وقول الهذلي جُنادة بن عامر لعَمْرُك مَا وَنَى ابْنُ أَبي أُنَيْسٍ ولاخامَ
القِتالَ ولا أَضاعا قال ابن جني أَراد حرف الجر وحذَفَه أَي خامَ في القتال وقال
خامَ جَبُنَ وتَراجع قال ابن سيده وهو عندي من معنى الخَيْمَةِ وذلك أن الخَيْمَة
تُعطف وتُثْنى على ما تحتها لتَقيه وتحفظه فهي من معنى القَصْر والثَّنْي وهذا هو
معنى خامَ لأَنه انكَسَر وتراجع وانثنى أَلا تَراهم قالوا لجانب الخِباء كِسْرٌ ؟
ابن سيده والخامَةُ من الزَّرع أَولُ ما يَنْبتُ على ساقٍ واحدة وقيل هي
الطَّاقَةُ الغَضَّة منه وقيل هي الشجرة الغَضَّة الرَّطْبة ابن الأَعرابي الخامة
السُّنْبُلة وجمعها خامٌ والخامة الفُجْلة وجمعها خام قال أَبو سعيد الضرير إن
كانت محفوظة فليست من كلام العرب قال أَبو منصور وابن الأَعرابي أَعْرَفُ بكلام
العرب من أَبي سعيد وقد جعل الخامة من كلام العرب بمعنيين مختلفين والخامُ من
الجلود ما لم يُدْبغ أَو لم يُبالَغْ في دبغه والخامُ الدِّبْسُ الذي لم تَمسه
النار عن أَبي حنيفة قال وهو أَفضله والخِيمُ الحَمْضُ ابن بري وخِيماءُ اسم ماءةٍ
عن الفراء وخِيَمٌ جبل معروف قال جرير أَقْبَلْت مِن نَجْران أَو جَنْبَيْ خِيَمْ
وخِيمٌ موضع معروف والمَخِيمُ موضعان قال أَبوذؤيب ثم انْتَهى بَصَري عنهُمْ وقَدْ
بَلَغُوا بطنَ المَخِيم فقالوا الجَرّ أَو راحُوا قال ابن جني المَخِيمُ مَفْعِلٌ
لعدم م خ م وعِزَّة باب قَلِقَ وحكى أَبو حنيفة خامت الأَرض تَخِيمُ خَيَماناً
وزعم أَنه مقلوب من وَخُمَتْ قال ابن سيده وليس كذلك إنما هو في معناه لا مقلوب
عنه وخِمْتُ رِجْلي خَيْماً إذا رفعتها وأَنشد ثعلب رَأَوْا وَقْرَةً في السّاقِ
مِنّي فحاولوا جُبُورِيَ لما أَن رأَوْني أُخِيمُها الفراء وابن الأَعرابي
الإخامَةُ أَن يصيِب الإنسانَ أَو الدابةَ عَنَتٌ في رِجْله فلا يستطيع أَن
يُمَكّنَ قَدَمَهُ من الأرض فيُبْقِي عليها يقال إنه ليُخِيم إحدى رجْليه أَبو
عبيد الإخامَةُ للفرس أَن يرفع إحدى يديه أَو إحدى رجليه على طَرَفِ حافره وأَنشد
الفراء ما أَنشده ثعلب أَيضاً رَأَوْا وَقْرَةً في السَّاقِ مِنِّي فحاولوا
جُبُوريَ لما أَن رأَوْني أُخِيمُها