الدَّرُّ بالفَتْح : النَّفْسُ . ودَفَع اللهُ عن دَرِّه أَي عن نَفْسه حكاه اللِّحيانيّ . والدَّرُّ : اللَّبَنُ ما كان . قال :
طَوَى أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّى كأَنَّها ... فَلاَفِلُ هِنْديٍّ فهُنَّ لُزُوقُ أُمَّهاتُ الدَّرِّ : الأَطْباءُ . وفي الحَدِيث : " أَنه نَهَى عن ذَبْح ذَواتِ الدَّرِّ " أَي ذوات اللَّبَن . ويجوز أَن يكون مصدر دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرىَ . ومنه الحَدِيث : " لا يُحْبَس دَرُّكُم " أَي ذواتُ الدَّرِّ . أراد أَنها لا تُحشَر إلى المُصَدِّق ولا تُحْبَسُ عن المَرْعَى إلى أَن تَجْتَمِع الماشِيَةُ ثم تُعَدّ لِمَا في ذلك من الإِضرار بها . كالدِّرَّةِ بالكَسْرِ . والدِّرَّة أيضاً والدَّرُّ : كَثْرَتُه وسَيَلانُه . وفي حديث خُزَيمة " غَاضَتْ لها الدِّرّة " وهي اللَّبَن : إِذَا كَثُرَ وسال كالاسْتِدْرارِ يقال : استدَرَّ اللَّبَنُ والدَّمُع ونحُوهما : كَثُرَ . قال أبو ذُؤّيب :
إذا نَهَضَتْ فيه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا ... كقِتْرِ الغِلَاءِ مُسْتِدُّر صِيَابُهَا استعار الدَّرّ لشِدَّةِ دَفْعِ السِّهَامِ . ودَرَّ اللَّبَنُ والدَّمْعُ يَدُرُّ بالضَّمّ ويَدِرُّ بالكَسْر دَرّاً ودُرُوراً وكذلك النَّاقَةُ إِذَا حُلِبَت فأَقبل منها على الحالِب شَيْءٌ كَثِيرٌ قيل : دَرَّتْ وإذا اجتمعَ في الضَّرْع من العُروق وسائر الجَسَدِ قيل : دَرَّ اللَّبَن . والاسمُ الدَّرَّةُ بالكَسْرِ وبالفَتْحْ أيضاً كما في اللَّسان وبهما جاءَ المَثَل : " لا آتِيكَ ما اخْتلفَت الدَّرَّة والجِرَّة " واختلافهما أَن الدِّرَّة تَسْفُلُ والجِرَّة تَعْلُو وقد تقدّم . عن الأَعرابيِّ : الدَّرُّ : العَمَلُ من خَيرٍ أو شَرٍّ . ومنه قولهم : " للّه دَرُّهُ يكون مَدْحاً ويكون ذَمّاً كقولهم : قاتَلَه اللّهُ ما أَكْفَرَه وما أَشْعَره ومعناه أَي الله عَمَلُه يقال هذا لِمَن يُمْدَح ويُتَعَجَّب من عَمَلِه . وإذا ذُمَّ عَملُه قيل : لاَدَ رَّ دَرُّه أَي لازَكَا عَمَلُه وكُلُّ ذلك على المَثَلِ . وقيل : لِلّه دَرُّك مِن رَجُلٍ . معناه للِه خَيرُك وفعَالُك . وإذَا شَتَمُوا قالوا : لا دَرَّ دَرُّه أَي لا كَثُرَ خَيْرُه وقيل : لِلِه دَرُّك أَي للِه ما خَرَج منك من خَيْرٍ قال ابنٌ سِيدَه : وأصلُه أَن رَجُلاً رأى آخَرَ يَحلُبِ إبِلاً فتعَجَّب من كَثْرِة لَبَنِهَا فقال : لِله دَرُّك وقيل : أَراد لِلِه صالِحُ عَمَلكِ لأنَّ الدَّرَّ أَفضلُ ما يُحْتَلَب قال بعضهم : وأحسَبهم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم كانُوا يَفْصِدُون النَّاقَةَ فيَشْربُون دَمَهَا ويفْتَظُّونهَا فيشربون ماءَ كَرشِها فكان اللَّبَنُ أَفضلَ ما يَحْتَلِبُون
وقال أَبو بكْرِ : وقال أَهلُ اللُّغَة في قَوْلهم : لِلّه دَرُّه الأَصْلُ فيه أَن الرَّجلَ إِذَا كَثُرَ خَيْرُهُ وعَطَاؤُه وإنَالَتُه النَّاسَ قيل : للِه دَرُّه أَي عَطَاؤُه وما يُؤْخَذُ منه فشَبَّهوا عَطَاءَه بدَرِّ النّاقَةِ ثمّ كَثُرَ اسِتعْمَالُهُم حَتَّى صارُوا يَقُولُونه لكلّ مُتعجَّب مِنْه . قلْت : فعُرِفَ ممّا ذَكرْنَاه كُلّه أَن تَفْسِير الدَّرِّ بالخَيْر والعَطَاءِ والإِنَالَة إنّمَا هو تفسيرٌ باللازم لا أنَّه شَرْحٌ له على الحَقِيقَة فإن الدَّرَّ في الأَصلِ هو اللَّبَن وإطلاقُه على ما ذُكِرَ تَجَوُّز وإِنما أُضِيف للِه تعالى إشارَةً إلى أنَه لا يَقِدر عليه غَيْرُه قال ابنُ أَحمر :
بانَ الشَّبَابُ وأَفْنَى دَمْعَه العُمُرُ ... لله دَرِّىَ أَي العَيْشِ أَنتَظِرُ تَعجَّب من نَفْسه . قال الفَرّاءُ : وربما استَعْمَلُوه من غير أَن يقولوا : للِه فيَقُولون : دَرَّ دَرُّ فُلانٍ . وأَنشد للمُتَنَخِّل :
لا دَرَّ دَرِّىَ أَن أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ ... قِرْفَ الحَتِىِّ وعنْدِي البُرُّ مَكْنوزُ ودَرَّ النَّبَاتُ دَرّاً : الْتَفَّ بعضُه مع بعض لكَثْرته و دَرَّت الناقَةُ بِلَبَنِها تَدُرّ وتَدِرّ بالضَّمّ والكَسْرِ الأَوّلُ على الشُّذُوذ والثَّاني على القِيَاس كما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح وغيره دُرُوراً ودَراً : أَدَرَّتْه فهي دَرُورٌ ودَارٌّ ومُدِرٌّ وأَدرَّها مارِيها دُونَ الفَصِيل إِذَا مَسحَ ضَرْعَها . ودَرَّ الفَرسُ يَدِرّ بالكَسْر على القِيَاس دَرِيراً ودِرَّةً : عَدَا عَدْواً شَدِيدأً أو عَدَا عَدْواً سَهْلاً مُتَتابِعاً . ودَرَّ العِرْقُ يَدُرّ دُرُوراً : سَالَ كما يَدُرّ اللَّبَن وكَذَا دَرَّت السَّمَاءُ بالمَطَر تَدُرّ درَاًّ ودُرُوراً الأَخير بالضَّمّ إِذَا كثُرَ مَطَرُها فهي مِدْرَاراٌ بالكسر أَي تَدُرّ بالمَطَر وكذا سَحابةٌ مِدْاَراٌ وهو مَجَاز . ودَرَّت السُّوقُ : نَفَقَ مَتَاعُها والاسم الدِّرَّة . و دَرَّ الشْيءُ : لان . أَنشدَ ابن الأَعرابيِّ :
" إذَا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ دَرَّتْ مُتُونُناكأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ يَنْضَحْنَ عَنْدَمَا وذلك لأنَّ العربَ تقول : إنْ اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّةٌ . ودَرَّ السَّهْمُ يَدُرّ دُرُوراً بالضَّمّ : دَارَ دَوَرَاناً جَيِّداً على الظُّفُر وصاحِبُه أَدَرَّه وذلك إِذَا وَضَعَه على ظُفِر إِبهام اليُسْرَى ثم أَدارَه بإِبْهامِ اليَدِ اليُمْنَى وسَبَّابَتِها . حكاه أَبو حَنِيفَة . قال : ولا يكون دُرُورُ السَّهْمِ ولا حَنِينه إلاّ من اكتِناز عُودِه وحُسْنِ استقامته والْتئِامِ صَنْعَته . ودرَّ السِّرَاجُ إِذَا أَضَاءَ فهو دَارٌّ ودَرِيرٌ كأَمِير أَي مُضِيءٌ . ودَرَّ الخَرَاجُ يَدُرُّ دَرَّاً إِذَا كَثُر إتَاؤُه وفَيْؤُه وأَدَرَّه عُمّالُه . ودَرَّ وَجْهُك إِذَا حَسُنَ بعْدَ العِلَّة والمَرَضِ يَدَرُّ بالفَتْح فِيهِ . عن الصاغَانيّ وهو نادِرٌ . ووَجْهُه أَنه لا مُوجِبَ للفتَح إذ ليس فيه حَرفُ الحَلْق عَيْناً ولا لاماً ؛ ولذلك أنْكَرُوه وقالوا إِن ماضِيَه مَكْسُور كمَلَّ يَمَلُّ فلا نُدرَة . قاله شيخُنا . والدِّرَّةُ بالكَسْرِ : دِرَّة السُّلطانِ التَّي يُضْرَب بها عَرَبيِةٌّ معروفة والجمْع دِرَرٌ وتقول : حَرَمْتَنِي دِرَرَك فاحْمِني دِرَرَك . والدِّرَّة : الدَّمُ أَنشدَ ثعلب :
تَخْبِط بالأَخْفَافِ والمَنَاسِمِ ... عن دِرَّةٍ تَخْضِب كَفَّ الهاشِمِ وفسّره فقال : هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقَة ودِرَّتُهَا : دَمُهَا . والدِّرَّةُ : سَيَلانُ اللَّبَنِ وكَثْرَتهُ وقد تقدَّم في أَوّل المادَة فهو تَكْرارٌ ومنها قَولُهم : دَرَّت العُرُوقُ : امتلأَتْ دَماً أو لَبَناً . والدُّرَّة بالضَّمّ : اللُّؤْلُؤةُ العَظِيمَة قال ابن دُرَيد : هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ ج دُرٌّ أَي بإِسقاط الهاءِ فَهو جَمْع لُغَويّ واسْمُ جِنْس جَمْعِيّ في اصْطلاحٍ كما حَقَّقه شيخُنَا ودُرَرٌ كصُرَدٍ وهو الجَمْع الحَقِيقيّ ودُرَّاتٌ جمع مُؤَنّث سالم وهو غير ما احتاج لِذكْره وأَنشد أَبو زَيْد للرّبَيع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِيِّأَقْفَر مِن مَيَّةَ الجَريبُ إلى الزُّجَّ ... يْنِ إلاّ الظِّبَاءَ والبَقَرَا
كأَنَّها دُرَّةٌ مُنَعَّمَةٌ ... في نِسْوةٍ كُنَّ قَبْلَها دُرَرَا ودُرٌّ بالضَّمّ من أَعلامِ الرِّجالِ . ودُرَّةُ بنتُ أَبي لَهَبٍ ابنةُ عَمِّ النبي صلى الله عليه وسلم من المُهَاجِرَات كانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل لها في المُسْنَد من رواية زَوْجها عنها وقيل تَزَوَّجَها دِحْيَةُ الكَلْبِيّ . ودُرَّةُ بِنْتُ أَبي سَلَمَة بنِ عَبْد الأَسد : صحابيَّتانِ وكذلك دُرَّة بنتُ أَبي سُفيانَ أُختُ مُعَاوِيَةَ لها صُحْبة . وقوله تعالى : " كأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّىٌّ " ثاقِب مُضِيءٌ منسوب إلى الدُّرِّ في صَفائِه وحُسْنِه وبَهائِه وبَياضِه قاله الزَّجَّاجُ ويُثَلَّثُ أَوَّلُه ويُهْمَز آخِرُه كما تقدم فهي سِتُّ لُغات قُرِئَ بِهِنُ . ونَقَل شيخُنَا عن أَرباب الأَشْباه والنَّظائر : لا نَظِيرَ للُّدرِّئِ المَضْمُومِ المَهْمُوزِ سِوَى مُرِّيقٍ ولا للمفتوح سوى المَلِّيتِ لمَوْضعٍ وسَكِّين فيما حكاه أَبو زَيْد . قلْت : قال الفَرّاءُ : ومن العرب مَنْ يقول دِرِّىّ يَنُسْبه إِلى الدُّرّ كما قالوا : بَحرٌ لُجِّيٌّ ولِجِّيٌّ وسُخْرِيٌّ وسِخْرِيٌّ وقرئ : دُرِّئ بالهَمْزِ والكَوْكَب الدُرِّيُّ عند العَربَ هو العَظِيم الْمِقَدَارِ وقيل : هو أَحَدُ الكَوَاكِبِ الخَمْسَةِ السَّيَّارَة قال شَيْخُنَا : والمعروف أَن السّيّارة سبعَةٌ . وفي الحَدِيث : " كما تَروْنَ الكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ في أُفُق السماءِ " أَي الشَّدِيد الإِناَرةِ . وفي حَدِيثِ الدّجّال " إحْدَى عَيْنَيْه كأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيّ "
ودُرِّيُّ السَّيْفِ : تَلأْلُؤُه وإِشْرَاقُهُ إما أَن يكُون مَنْسُوباً إلى الدُُّرِّ بصفائه ونقائه وإما أَن يكون مُشبَّهاً بالكَوْكَب الدُّرِّيّ . قال عبدُ الله بنُ سَبْرة :
كُلٌّ يَنْوءُ بماضِي الحَدِّ ذي شُطَبٍ ... عَضْبٍ جَلاَ القَيْنُ عن دُرِّيِّه الطَّبَعَا ويُروَى عن ذَرِّيِّه يعني فِرِنْدَه مَنسوبٌ إلى الذَّرِّ الذي هو النَّمْل الصِّغَار لأَنّ فِرِنْدَ السَّيْف يُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ . وبَيْتُ دُرَيْدٍ يُروَى بالوَجْهَيْن :
وتُخْرِجُ منه ضَرَّةُ القَوْمِ مَصْدَقاً ... وطُولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ بالدَّال وبالذَّال . ودَرَرُ الطَّرِيق مُحَرَّكةً : قَصْدُه ومَتْنُه . ويقال : هو على دَرَرِ الطَّرِيقِ أَي على مَدْرَجَته . وفي الصّحاح : أَي على قَصْدِه وهما على دَرَرٍ واحِدٍ أَي قَصْدِ واحِدٍ . ودَرَرُ البَيْتِ : قُبَالَتُه ودَارِي بدَرَرِ دَارِك أَي بحِذَائها إِذَا تَقَابَلَتَا . قال ابنُ أَحْمَر :
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُها ... والقُفُّ ممّا تَرَاه فَوْقَه دَرَرَا ودَرَرُ الرِّيحِ : مَهَبُّهَا . ودَرٌّ : غَدِيرٌ بِديَار بنِي سُلَيْم يَبْقَى ماؤُه الرَّبيعَ كُلَّه وهو بأَعْلَى النَّقِيعِ . قالت الخَنْسَاءُ :
أَلاَ يا لَهْفَ نَفْسي بَعْدَ عَيْشٍ ... لنَا بجُنُوبِ دَرَّ فذِي نَهِيقِ والدَّرَّارَةُ : المِغْزَلُ الذي يَغْزِل به الرّاعِي الصّوفَ . قال :
" جَحَنْفَلٌ يَغْزِل بالدَّرَّارَةومن المجاز : أَدَرَّتِ المرأَةُ المِغْزَلَ فهي مُدِرَّةٌ ومُدِرٌّ الأَخِيرة على النَّسَب إِذَا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِيداً فرأَيتَه حتّى كأَنه واقِفٌ من شِدّة دَوَرَانِه . وفي بعض نُسَخ الجَمْهَرة الموثوقِ بها : إِذَا رأَيْتَه واقفاً لا يَتَحَرَّك من شِدَّة دَوَرَانِه . وفي حديث عمرو بن العاص أَنه قال لمُعاوِية : " أَتَيتُك وأَمرُك أَشَدُّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الكَهُولِ فما زِلْتُ أَرُمُّه حتى تَركتُه مِثْلَ فَلْكَةِ المُدِرِّ . وذكر القُتَيْبِيّ هذا الحَدِيث فغَلِط في لَفْظه ومعناه . وحُقُّ الكَهُول : بَيْت العَنْكَبُوت . وأَما المُدِرّ فهو الغَزَّال . ويقال للمِغْزَل نَفسِها الدَّرَّارةُ والمِدَرَّةُ وقد أَدَرَّت الغازِلةُ دَرَّارَتَهَا إِذَا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْكِم قُوَّةُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف . وضَرَبَ فَلْكَة المُدِرِّ مَثَلاً لإِحكامه أَمرَه بعد استرِخائه واتَّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه وذلك لأَنَّ الغَزَّالَ لا يأْلو إِحكاماً وتَثْبِيتاً لفَلْكَةِ مِغْزَله لأنه إِذَا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرَّارَةُ . قلْتُ : وأَمّا القُتَيْبِيّ فإنّه فسَرَّ المُدِرّ بالجَاريَة إِذَا فَلَك ثَدْيَاهَا ودَرَّ فيهما الماءُ يقول : كان أَمرُك مُسْتَرِخياً فأَقَمْته حتَّى صار كأَنَّه حَلَمَة ثَدْيٍ قد أَدَرَّ . والوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ . وأَدَرَّت النّاقَةُ : دَرَّ لَبَنُها فهي مُدِرٌّ وأَدرَّهَا فَصيلُها . أَدَرّ الشَّيْءَ : حَرّكَه وبه فُسِّرَ بعضُ ما وَردَ في الحَدِيث : " بين عَيْنَيْه عِرْقٌ يُدرُّه الغَضبُ " أَي يُحَرِّكه . وأَدَرَّ الرِّيحُ السَّحَابَ : جَلَبَتْه هكذا بالجِيم وفي بَعْض النُّسَخ بالحاءِ وفي اللِّسَان : والرِّيحُ تُدِرُّ السَّحَابَ وتَسْتَدِرُّه أَي تَسْتَحْلِبُه . وقال الحادِرَةُ وهو قُطْبَةُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِيّ :
فَكَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّلِ رَقْدةٍ ... ثَغَبٌ بِرابِيَةٍ لَذِيذُ المَكْرَعِ
بغَرِيضِ سارِيَةٍ أَدرَّتْه الصَّبَا ... من ماءِ أَسْحَرَ طَيِّبِ المُسْتَنْقَعِ الغَرِيض : الماءُ الطَّرِيّ وَقْتَ نُزُولِه من السّحاب : وأَسْحَرُ : غَدِيرٌ حُرُّ الطِّينِ . والدَّرِيرُ : كأَمِيرٍ : المُكْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر من الأَفراس . قال امرؤُ القَيْس :
دَرِيرٌ كخُذْرُوفِ الوَلِيدِ أَمَرَّهُ ... تَقَلُّبُ كَفَّيه بخَيْطٍ مُوَصَّلِ وقيل : الدَّرِيرُ من الخَيْل : السَّرِيعُ منها أَو السَّرِيعُ العَدْوِ المُكْتَنِزُ الخَلْقِ من جميعِ الدّوابّ ففي حديث أَبي قِلاَبَةَ : " صَلَّيْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَكِبْتُ حِمَاراً دَرِيراً " . ونَاقةٌ دَرُورٌ كصَبُور ودَارٌّ : كَثِرَةُ الدَّرّ وضَرَّة دَرُورٌ كذلك . قال طَرَفُة :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِمَاهَا ... وضَرَّتُهَا مُرَكَّنةٌ دَرُورُ وإِبِلٌ دُرُرٌ وإِبِلٌ دُرُرٌ بضَمَّتَيْن ودُرَّرٌ كسُكَّر ودُرَّارٌ كرُمَّان مثل كافِرٍ وكُفّار . قال :
كان ابنُ أَسْماءَ يَعْشُوهَا ويَصْبَحُهَا ... مِن هَجْمَةٍ كفَسِيلِ النَّخْلِ دُرَّارِ قال ابنُ سِيدَه : وعندي أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دارَةُ على طَرْح الهاءِ . والدَّوْدَرَّي كيَهْيَرَّي أَي بفَتْح الأَوّل والثَّالِث وتَشْدِيد الرَّاء المَفْتُوحة ولا يَخْفَى أََنَّ المَوْزَونَ به غَيْرُ مَعْروف : الَّذِي يَذْهَبُ ويَجِيئُ في غيرِ حاجَة ولمْ يُستَعْمل إِلاّ مَزِيداً إِذ لا يُعْرف في الكلام مثل درر . والدَّوْدَرَّي : الآدَرُ : مَن به الأُدْرَةُ . والدَّوْدَرَّى : الطَّويلُ الخُصْيَتَيْنِ وفي التَّهْذِيب : العَظِيمُهما وذَكَره في د در والصواب ذكره في د رر كما للمُصنِّف وأَنْشَد أَبو الهَيْثم :
لمّا رَأَتْ شَيْخاً لَها دَوْدَرَّي ... في مِثْل خَيْطِ العِهِنِ المُعَرَّى إِذْ هو من قَولهم : فَرسٌ دَرِيرٌ والدليلُ عليه قَوله :
" " في مثْل خَيْطِ العِهِن المُعَرَّى "يريدُ به الخُذرُوفَ . والمُعَرَّى : الذي جُعِلت له عُرْوةٌ . كالدَّرْدّرَّي بالراءِ بدل الواوِ عن الفَرَّاءُ ولم يقل بالوَاو . والتَّدِرَّةُ : الدَّرُّ الغَزِيرُ تَفْعِله من الدَّرّ وضبطَه الصّغانِيّ بضَمّ الدَّال من التَّدُرَّةِ . والدُّرْدُرُ بالضَّمّ : مَغَارِزُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ والجمع الدَّرَادِرُ أَو هِى مَنْبِتُها عامَّةً . أَو هِي مَنْبِتُها قَبِلَ نَباتِهَا وبعْدَ سُقُوطِها . ومن ذلك المَثَل " أَعْيَيْتِني بأُشُر فكَيْفَ أَرجوك بِدُرْدُر " . قال أَبو زَيْد : هذا رَجُل يُخَاطِب امرأَتَه أَي لم تَقْبَل هكذا في النُّسخ . والصَّواب لم تَقْبَلِي النُصْحَ شَابَّاً هكذا في النُّسخ والصّواب وأَنتِ شَابَّة ذاتُ أُشُرفي ثَغْرِكِ فكَيْفَ الآن وقَدْ أَسْنَنْتِ حتّى بَدَتْ دَرَادِرُكِ كِبَراً وهي مَغَارِزَ الأَسْنَانِ . ودَرِدَ الرَّجلُ إِذَا سَقَطتْ أَسْنَانُه وظَهَرَت دَرَادِرُهَا . ومثله : " أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إِلى دُبَّ " أَي من لَدُنْ شَبَبْتَ إلى أَن دَبَبْتَ . ويقال : لَجَّجُوا فوقَعُوا في الدُّرْدُور بالضَّمّ . قال الجَوْهَرِيّ : الماءُ الذي يَدورُ ويُخاف منه الغَرَقُ . وقال الأَزْهَرِيّ : هو مَوْضِعٌٌ في وَسَطِ البَحْر يَجِيشُ مَاؤُه لا تكاد تَسْلَم منه السَّفِينَةُ . والدُّرْدُور : اسم مَضِيق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ يخافُ منه أَهلُ البَحْر . وتَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَةُ : اضْطَرَبَتْ ويقال للمَرْأَة إِذَا كانت عظِيمةَ الأَلْيَتَينِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا : هي تُدَرْدِرُ . وفي حديثِ ذِي الثُّدَيَّةِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان " كانت له ثُدَيَّةٌ مثْل البضِعةِ تَدَرْدَرُ " أَي تَمَزْمَزُ وتَرَجْرَجُ : تَجِئُ وتَذْهب والأَصل تَتَدَرْدَر فحذف إِحْدَى التاءَين تَخْفِيفاً . ودَرْدَرَ البُسْرَةَ : دَلَكَهَا بدُرْدُرِهِ ولاَكَها : ومنه قول بَعضِ العَرَب وقد جاءَه الأَصمَعِيّ : أَتَيْتَنِي وأَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَةً . واستَدَرَّت المِعْزَى : أَرادَِ الفَحْلَ قال الأُمويّ : يقال للمِعْزَى إِذَا أَرادَت الفَحْلَ قد استدرَّت اسْتِدْراراً وللضَّأْن قد استَوْبَلَتْ استِيبالاً . ويقال أَيضاً استَذْرَت المِعْزَى استِذْرَاءً من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَة . والدَّرْدَارُ كصَلْصال : صَوْتُ الطَّبْلِ كالدَّرْدَاب نقله الصَّغانيّ . والدَّرْدَارُ : شَجَرٌ قال الأَزْهَرِيّ : ضَرْبٌ من الشَّجَرِ مَعْرُوفٌ
قلْت : هو شَجرةُ البَقّ تَخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفة كالرُّمَّانات فيها رُطُوبة تَصير بَقّاً فإِذَا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ . وَرَقُه يُؤكَل غَضّاً كالبُقُول كذا في مِنْهَاج الدُّكَّان . ودُرَيْرَاتٌ مُصغَّراً ع نقله الصّغانِيّ . ودُهَدُرَّيْن بضَمِّ الأَوّل والثَّالث تَثْنِية دُهْدُرّ يأَتي ذِكْرُه في ده در مراعاةً لتَرْتِيب الحُرُوف وهو الأَوْلَى والأَقربُ للمُراجعة والجوهريّ أَوردَه هُنَا والصّواب ما لِلمُصَنِّف . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : اسْتَدْرَّ الحَلوبَةَ : طلَبَ دَرَّهَا . والاستِدَرَارُ أَيضاً : أَن تمْسَح الضَّرْعَ بيَدِك ثمّ يَدِرّ اللَّبنُ . ودَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن يَدُرُّ دَرَّاً ودَرَّت لِقْحَةُ المسلمين وحَلُوبَتُهُم يعنى كَثُرَ فَيْؤُهم وخَرَاجُهم وهو مَجَاز . وفي وَصِيَّةِ عُمَر للعُمَّال " أَدِرُّوا لِقْحَةَ المسلمين " قال الليثُ : أَراد خَرَاجَهم فاسْتَعَارَ له اللِّقحةَ والدِّرَّة . ويقال للرَّجُل إِذَا طَلَب حاجَةً فأَلَحَّ فيها : أَدِرَّهَا وإِن أَبَتْ أَي عالِجْها حتَّى تَدِرَّ يُكْنَى بالدَّرِّ هنا عن التَّيْسِير . ودُرُورُ العِرْق : تَتابُعُ ضَرَبانِه كتَتَابُعِ دُرُورِ العَدْوِ . وفي الحَدِيث : بَيْنَهما عِرْق يُدِرُّهُ الغَضَبُ " يقول : إِذَا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِي بين الحاجبَين ودُرُورُه : غِلْظُه وامْتِلاؤُه . وقال ابن الأَثير : أَي يَمتلئُ دَماً إِذَا غَضِبَ كما يَمتلئُ الضَّرعُ لَبَناً إِذَا دَرَّ وهو مَجَاز . وللسحاب دِرَّةٌ أَي صَبٌّ واندِفاقٌ والجمع دِرَرٌ . قال النَّمِر بنُ تَوْلَب :
سَلامُ إِلالهِ ورَيْحَانُهُ ... ورَحمَتُهُ وسَماءٌ دِرَرْغَمَامٌ يُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادَ ... فأَحْيَا العِبَادَ وطَابَ الشَّجَرْ سماءٌ دِرَرٌ أَي ذاتُ دِرَرٍ . وفي حديث الاسْتِسْقَاءِ : " دِيَماً دِرَراً " : جمْع دِرَّة . وقيل : الدِّرَرُ الدَارّ كقَوْلِه تَعالى : " دِيناً قِيَماً " أَي قائماً . وفَرسٌ دَرِيرٌ : كَثِيرُ الجَرْيِ وهو مَجَازٌ . وللسَّاق دِرَّةٌ : اسِتدرَارٌ للجَرْيِ . وللسُّوقِ دِرَّةٌ أَي نَفَاقٌ . ودَرَّ الشْيءُ إِذَا جُمِعَ ودَرَّ إِذَا عُمِلَ ومرَّ الفَرسُ على دَرَّتِه إِذَا كان لا يَثْنِيه شَيْءٌ . وفَرسٌ مُسْتَدِرٌّ في عدْوِه : وهو مَجازٌ وقال أَبو عُبيدَةَ : الإِدْرَارُ في الخَيل : أَنْ يُعْنِقَ فيرَفعَ يَداً وَيَضعَها في الخَبَب . والدَّرْدَرَة : حِكَاية صَوْتِ الماءِ إِذَا اندفعْ في بُطُونِ الأَودِيَةِ . وأَيضاً دُعاءُ المِعْزَى إلى الماءِ . وأَدرَرْتُ عليه الضَّرْبَ : تَابَعْتُه وهو مَجَاز . والدُّرْدُر بالضَّمّ : طَرَفُ اللِّسَان وقيل : أَصْلُه . هكذا قاله بَعْضُهم في شرْح قَوْل الرَّاجِز :
أُقْسِم إن لم تَأْتنِا تَدَرْدَرُ ... ليُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ دُرْدُرُ والمعروف مَغْرِزُ السِّنّ كما تَقَدَّم . ودَرَّت الدُّنْيا على أَهِلها : كَثُرَ خَيْرُها وهو مَجَاز ورِزْق دَارٌّ أَي دائِمٌ لا يَنقَطِع . ويقال : دَرَّ بما عندَه أَي أَخرَجه . والفارسيّة الدَّرِّيّة بتشديد الراءِ والياءِ : اللُّغَة الفُصْحَى من لُغَات الفُرْس منسوبة إلى دَرْ بفتح فسكون اسم أَرض في شيِرازَ أو بمعنَى البابِ وأُرِيد به بابُ بَهْمَن بن اسِفنْدِيَار . وقيل : بَهْرَام بن يزْدجِرد . وقِيل : كِسْرى أَنُوشِرْوَان . وقد أَطال فيه شَيْخُ شُيُوخِ مشايخنا الشِّهَاب أحمدُ بن مُحَمَّد العجَمِيّ خاتِمَةُ المُحَدِّثين بمصر في ذَيْله على لُبِّ اللُّباب للسّيوطيّ وأَورد شيخُنَا أَيضاً نقلاً عنه وعن غيره فليراجع في الشرْح
ودُرّانَةُ : من أَعلام النّساءِ وكذلك دُرْدَانةُ . وأَبو دُرَّة بالضَّمّ : قرية بمصر
" دَرَجَ " الرَّجُلُ والضَّبُّ يَدْرُجُ " دُرُوجاً " بالضّمّ أَي مَشَى كذا في الصّحاح . دَرَجَ الشّيخٌ والصَّبِىُّ يَدْرُجُ دَرْجاً و " دَرَجَاناً " محرّكةً ودَرِيجاً فهو دارِجٌ إِذا " مَشَى " كلٌّ منهما مَشْياً ضَعيفاً ودَبَّا والدَّرَجَانُ : مِشْيَةُ الشَّيْخِ والصَّبيِّ . ويقال للصَّبِيِّ إِذا دَبَّ وأَخَذَ في الحَرَكَة : دَرَحَ وقوله :
" يَا لَيْتَنِي قَدْ زُرْتُ غَيْرَ خَارِجِ
" أُمَّ صَبِىٍّ قَدْ حَبَا ودَارِجِ إِنّمَا أَرادَ أُمَّ صَبِىٍّ حابٍ ودَارِجٍ وجَازَ له ذلك لأَن قَدْ تُقَرِّبُ المَاضِيَ مِنَ الحَالِ حتَّى تُلْحِقَه بِحُكْمِه أَو تَكادُ أَلاَ تَراهُم يَقولونَ قد قَامَتِ الصَّلاةُ قبل حَالِ قِيامِها دَرَجَ " القَوْمُ " إِذا " انْقَرَضُوا كانْدَرَجُوا " ويقال للقومِ إِذا مَاتُوا ولمْ يُخَلِّفُوا عَقِباً : قد دَرَجُوا . وقبيلةٌ دَارِجَةٌ إِذا انْقَرَضَتْ ولم يَبْقَ لها عَقبٌ . وفي المثل " أُكذبُ مَن دَجَّ ودَرَجَ " أي أَكذَبُ الأَحياء والأَمواتِ . قيلَ : دَرَجَ " فُلانٌ " مَات و " لمْ يُخَلَّفْ نَسْلاً " وليس كلُّ مَنْ ماتَ دَرَجَ . أَبو طالب : في قولهم " أَحْسَنُ مَنْ دَبَّ ودَرَجَ " فَدَبَّ : مَشَى ودَرَجَ : مَاتَ وفي حديث كَعْبٍ " قال له عُمَرُ : لأَيِّ ابْنَىْ آدَمَ كان النَّسْلُ ؟ فقال : ليس لواحد منهما نَسْل أَمَّا المَقتولُ فدَرَجَ وأَما القاتِلُ فهَلَكَ نَسْلُهُ في الطوفَانِ دَرَجَ أَي مَاتَ . وأَدْرَجَهم اللهُ : أَفْنَاهُمْ . ويقال دَرَجَ قَرْنٌ بَعْد قَرْنٍ أَي فَنَوْا . وأَنشد ابن السِّكّيت للأَخطل :
" قَبِيلَةٌ بِشِرَاكِ النَّعْلِ دَرِاجَةٌإِنْ يَهْبِطُوا العَفْوَ لا يُوجَدْ لَهُمْ أَثرُ
وكان أَصْل هذا من دَرَجْت الثَّوْبَ إِذا طوَيْته كأَنَّ هؤلاءِ لمّا ماتُوا ولم يُخَلِّفُوا عَقِباً طَوَوْا طَرِيقَ النَّسْلِ والبَقَاءِ كذا في اللِّسان فهو مَجَازٌ ولم يُشِرْ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ . دَرَجَ " : مَضَى لسبِيلِه كدَرِجَ كسَمِعَ " . وفُلاَنٌ عَلَى دَرَجِ كَذَا أَي على سَبيلِهِ . دَرَجَت " النَّاقَةُ " إِذا " جَازَت السَّنَةَ ولم تُنْتَجُ كأَدْرَجَتْ " . وهي مُدْرِجٌ : جَاوَزَتِ الوَقْتَ الَّذي ضُرِبَتْ فِيه فإِن كان ذلك لها عادةً فهي مِدْرَاجٌ وقيل : المِدْرَاجُ : التي تَزيد على السَّنَةِ أَيّاماً ثلاثةً أَو أَربعةً أَو عَشرةً ليس غيرُ . دَرَجَ الشْىءَ يَدْرُجه دَرْجاً " طَوَى " وأَدْخَلَه " كَدَرَّج " تَدْرِيجاً و " أَدْرَجَ " والرُّبَاعيّ أَفصحُها . والإِدْرَاجُ : لَفُّ الشَّىْءِ ويقال لما طَوَيْتَه : أَدْرَجْته لأَنه يُطْوَى عل وَجْهِه . وأَدْرَجْتُ الكِتَابَ : طَوَيْتُه . من المجاز : يقال : دَرِجَ الرَّجُلُ " كسَمِعَ " إِذا " صَعِدَ فِي المَرَاتِبِ " لأَن الدَّرَجَة بمعنَى المَنْزِلةِ والمَرْتَبَةِ . دَرِجَ إِذا " لَزِمَ المَحَجَّةَ " أَي الطَّرِيقَ الوَاضِحَ " مِنَ الدِّينِ أَو الكَلاَمِ " كُلُّه بكَسر العَيْن من فَعِلَ . " والدَّرَّاجُ - كشَدَّادِ - : النَّمَّامُ : عن اللِّحْيَانيّ . في الأَساس أَي يَدْرُجُ بينَ القومِ بالنَّمِيمَةِ . الدَّرَّاجُ أَيضاً " : القُنْفُذُ " لأَنّه يَدْرُج لَيلَتَه جَمعاءَ صِفَةٌ غالبةٌ . الدَّرّاجُ أَيضاً " : ع " قال زُهيرٌ :
" بِحَوْمَانَةِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ كذا في اللسان وسيأْتي في كلامِ المصنّف قريباً . الدُّرَّاج " كرُمَّانٍ طائرٌ " شِبْهُ الحَيْقُطَانِ وهو من طَيْرِ العِرَاقِ أَرْقَطُ . وفي التهذيب : أَنْقَطُ قال ابنُ دُرَيْد : أَحسَبُه مُولَّداً وهي الدُّرَجَةُ مثالُ رُطَبَةٍ والدُّرَّجَةُ الأَخيرةُ عن سِيبويهِ . وفي الصّحاح : الدُّرَّاجُ والدُّرَّاجَةُ ضَرْبٌ من الطَّيْرِ للذَّكَر والأُنْثَى حتى تقول الحَيْقُطَانُ فيخْتَصُّ بالذَّكَر . " ودَرِجَ " الرجُلُ " كسَمِعَ : دَامَ على أَكْلِهِ " أَي الدُّرَّاجِ . " والدَّرُوجُ " كصَبورٍ " الرِّيحُ السَّرِيعَةُ المَرِّ " وقيل : هي التي تَدْرُجُ أَي تَمُرُّ مَرّاً ليس بالقَوِىِّ ولا الشَّديدِ يقال : رِيحٌ دَرُوجٌ وقِدْحٌ دَرُوجٌ وفي اللّسان : رِيجٌ دَرُوجٌ يَدْرُجُ مُؤَخَّرُهَا حتَّى يُرَى لها مِثْلُ ذَيْلِ الرَّسَنِ في الرَّمْلِ واسم ذلك المَوْضعِ الدَّرَجُ . ويقال : اسْتَدْرَجَتِ المَحَاوِرُ المَحَالَ كما قالَ ذو الرُّمَّةِ :
" صَرِيفَ المَحَالِ اسْتَدْرَجَتْهَا المَحَاوِرُ أَي صَيَّرَتْهَا إِلى أَنْ تَدْرُجَ . " والمَدْرَجُ " والمَدْرَجَةُ " : المَسْلَكُ " والمَذْهَبُ . وفي الأَساس : اتَّخَذُوا دَارَهُ مَدْرَجَةً ومَدْرَجاً . وقال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
تَرَى أَثْرَهُ في صَفْيَحَتَيْةِ كَأَنَّهُ ... مَدَارِجُ شِبْثَانٍ لَهُنَّ هَمِيمُيُرِيد بأَثْرِه فرِنْدَه الذي تراه العينُ كأَنَّه أَرجُلُ النَّمْلِ وقد سبق تَفسيرُه في ش ب ث . وقال الرّاغبُ : يقال لقارِعةِ الطّريقِ : مَدْرَجَةٌ . " والدُّرْجُ : بالضّمّ حفْشُ النِّساءِ " وهو سُفَيْطٌ صَغِيرٌ تَدَّخِر فيه المرأَةُ طِيبَها وأَداتَهَا " الوَاحِدَةُ " دُرْجَة " بهاءٍ " ودِرَجَة وأَدْرَاجٌ " كِعنَبَةِ وأَتْرَاسٍ " وفي حديث عائشةَ رضى الله عنها " كُنَّ يَبْعَثْنَ بالدِّرَجَةِ فيها الكُرْسُفُ " . قال ابنُ الأَثير : هكذا يُرْوَى بكسرِ الدَّالِ وفتح الرّاءِ جمْع دُرْجٍ وهو كالسَّفَطِ الصغيرِ تَضعُ فيه المرأةُ خِفَّ مَتَاعِها وطِيبها وقال إِنما هو الدُّرْجَةُ تأْنِيثُ الدُّرْجِ . وقيل : إِنما هي الدُّرْجَةُ : بالضَّمّ وجمعها الدُّرَجُ وأَصلُه ما يُلَفُّ ويُدْخَل في حَياءِ النَّاقةِ كما سيأْتي . الدَّرْجُ " بالفتح : الّذي يُكْتَبُ فيه ويُحَرَّك " يُقَال أَنْفَذْتُه في دَرْجِ الكِتَابِ أَي في طَيِّه وجَعلَه في دَرْجِه ودَرْجُ الكَتابِ : طَيُّه ودَاخِلُه وفي دَرْجِ الكتابِ كذَا وكذَا . الدَّرَجُ " بالتَّحْرِيك : الطَّرِيقُ " والمَحَاجُّ وجمعُه أَدراجٌ . وفي اللّسَان : يقال للطّرِيقِ الّذي يَدْرُج فيه الغُلامُ والرِّيحُ وغيرُهما مَدْرَجٌ ومَدْرَجَةٌ ودَرَجٌ وجمعه أَدراجٌ أَي مَمَرٌّ ومَذْهَبٌ . يقال : خَلِّ دَرَجَ الضَّبِّ ودَرَجُة : طَرِيقُهُ أَي لا تَتعرَّضْ له لئلا يَسْلُكَ بين قَدَمَيْك فتَنْتَفِخَ . ورجَعَ فُلانٌ دَرَجَه أَي في طَرِيقه الذِي جاءَ فيهِ . ورَجَع فُلانٌ دَرَجَه إِذا رَجعَ في الأَمْرِ الّذي كَانَ تَرَكَ . وفي حديث أَبي أَيُّوبَ " قال لبعض المُنَافِقِين وقد دَخلَ المَسجِدَ " أَدْرَاجَكَ يا مُنَافِقُ " الأَدْرَاجُ جمعُ دَرَجٍ وهو الطّريق أَي اخْرُجْ مِن المَسجِد وخُذْ طرِيقَك الّذي جِئْتَ منه . " رَجَعَ أَدْرَاجَه " : عَادَ من حَيثُ جَاءَ " ويُكْسَر " نقله ابن منظورٍ عن ابنِ الأَعرابيّ كما يأْتي فلم يُصِبْ شِيخُنَا في تَخْطِئَةِ المُصَنِّف . وإِذَا لَمْ تَرَ الهِلالَ فَسَلِّمْ . ويقال استَمَرَّ فُلانٌ دَرَجَه وأَدْرَاجَه . وقال سِيبويهِ : وقالوا رَجَعَ فُلانٌ أَدْرَاجَه أَي رَجَعَ " فِي الطَّرِيق الذِي جَاءَ مِنْهُ " وفي نُسخَة : فيه . وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يقال للرَّجُل إِذا طَلبَ شَيْئاً فلم يَقْدِرْ عليه : رَجَعَ عَلى غُبَيْرَاءِ الظَّهْرِ ورَجَعَ على إِدْرَاجِه ورَجَعَ دَرْجَهُ الأَوَّلَ ومثلُه عَوْدَه على بَدْئِه ونَكَصَ على عَقِبَيْهِ وذلك إِذا رَجعَ ولم يُصِبْ شَيِئاً . ويقالُ : رَجَع فُلان على حَافِرَتِهِ وإِدْرَاجِه بِكسر الأَلف إِذا رَجعَ في طريقِه الأَوَّلِ . وفُلانٌ على دَرَجِ كَذا أَي على سَبيلِه . من المجاز : " ذَهَبَ دَمُهُ أَدْرَاجَ الرِّيَاحِ " أَي هَدَراً " . ودَرَجَت الرِّيحُ : تَرَكَتْ نَمَانِمَ في الرِّمْلِ . في التهذيب : " دَوَارِجُ الدَّابَّةِ " قَوَائِمُهَا " الوَاحِدةٌ دارِجَةٌ . " والدُّرْجَةُ بالضّمّ : شَىْءٌ " وعبارةُ التّهذيب : ويقال للخِرَقِ الّتي تُدْرَجُ إِدراجاً وتُلَفُّ وتُجْمَعُ ثمّ تُدَسُّ في حَياءِ النَّاقةِ الّتي يُريدون ظَأْرَهَا عَلَى وَلَدِ نَاقةٍ أُخْرَى فإِذا نُزِعَتْ مِن حَيائِهَا حَسِبَتْ أَنَّهَا وَلَدَتْ ولَداً فيُدْنَى منها وَلَدُ النّاقةِ الأُخْرَى فَتَرْأَمُهُ ويقال لتلك اللَّفِيفَةِ : الدُّرْجَةُ والجَزْمُ والوَثِيقَةُ . وعبارة المُحكمِ : والدُّرْجَةُ مُشَاقَةٌ وخِرَقٌ وغيرُ ذلك " يُدْرَجُ فَيُدْخَلُ " وفي نُسخة : ويُدْخَلُ " في حَيَاءِ النَّاقَةِ " ونصُّ المحكم : في رَحِمِ النَّاقَةِ " ودُبُرِهَا " ويُشَدُّ " وتُتْرَكُ أَيَّاماً مَشْدودةَ العَيْنِ والأَنْفِ فيَأْخذُهَا لذلك غَمٌّ كغَمِّ المَخَاضِ ثم يَحُلُّونَ الرِّباطَ عنها فيَخْرُج ذلك مِنها " ونصُّ المحكم : عنها " ويُلْطَخُ به وَلدُ غَيْرِهَا فتَظُنُّ " وتَرَى " أَنه وَلدُهَا " . وعبارة الجوهريّ : فإِذا أَلْقَتْه حَلُّوا عَيْنَيْهَا وقد هَيَّئُّوا له حُوَاراً فيُدْنُونَه إِليها فتَحْسَبه وَلَدَها " فَتَرْأَمُهُ " قال : ويقال لذلك الشىءِ الذِي يُشَدُّ به عَيناها : الغِمَامَةُ والذي يُشَدُّ به أَنْفُها : الصِّقَاعُ . والجَمْعُ الدُّرَجُ والأَدْرَاجُ قال عِمْرَانُبنُ حِطَّانَ : نُ حِطَّانَ :
جَمَادٌ لا يُرَادُ الرِّسْلُ مِنْهَا ... ولم يُجْعَلْ لَهَا دُرَجُ الظِّئارِ والجَمَادُ : النَّاقَةُ الَّتي لا لَبَنَ فيها وهو أَصْلَبُ لجِسْمِها . الدُّرْجَةُ " : خِرْقَةٌ يُوضَع فيها دَوَاءٌ فَيُدْخَلُ في حَيَائِهَا " أَي النّاقَةِ وذلك " إِذَا اشَتْكَتْ مِنْه " هكذا نَصَّ عليه ابنُ منظورٍ وغيرُه فلا أَدْرِي كيفَ قولُ شيخِنَا : قد أَنكره الجَماهِيرُ . دُرَجٌ " كصُرَدٍ " وقد تقدَّم الشاهِدُ عليه " وفي الحديث " المَرْوِىّ في الصَّحِيحينِ وغيرِهِمَا عن عائشةَ رضى الله عنها " كن : يَبْعَثْنَ بِالدُّرْجَةِ " بضمّ فسكونِ وهو مجازٌ لأَنهم " شَبَّهُوا الخِرَقَ تَحْتَشِى بها الحائضُ مَحْشُوَّةً بالكُرْسُفِ بدُرْجَةِ النَّاقَةِ " وقد تقدَّمَ تفسيرُهَا " ورُوِىَ : بِالدَّرَجَةِ كعِنَبَةٍ " قال ابنُ الأَثيرِ : هكذا يُرْوَى " وتَقَدَّمَ " أَنّ واحدَها الدُّرْجَةُ بمعنَى حِفْشِ النِّسَاءِ " وضَبَطَه " القاضي أَبو الوليد " البَاجِيُّ " في شَرْحِ المُوطَّإِ " بالتَّحْرِيكِ " كغيرِه " وكَأَنَّهُ وَهَمٌ " أَخذ ذلك من قولِ القاضِي عياض قال شيخُنَا وإِذا ثَبتَ رِوَايةً وصَحَّ لُغَةً فلا بُعْدَ ولا تَشْكِيكَ . " والدَّرَّاجَةُ كجَبَّانَةٍ : الحَالُ " وهي " الَّتِي يَدْرُجُ عَلَيْهَا الصَّبِيُّ إِذا مَشَى " هكذا نصٌّ عِبارةِ الجوهريّ . وقال غيرُه : الدَّرَّاجَةُ : العَجَلَةُ التي يَدِبُّ الشَّيخُ والصَّبِيُّ عليها . هي أَيضاً " الدَّبَّابَةُ " التي تُتَّخَذُ و " تُعْمَلُ لِحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا " وفي بعض الأُمهاتِ : فيها " الرِّجَالُ " وفي التَّهذيب : ويقال للدَّبَّابَات التي تُسَوَّى لحَرْبِ الحِصَارِ يَدْخُلُ تَحْتَهَا الرِّجالُ : " الدَّبَّاباتُ " والدَّرَّاجَاتُ " والدُّرْجَةُ بالضّمّ و " الدَّرَجَةُ " بالتَّحْرِيك و " الدُّرَجَة " كهُمَزَةٍ " الأَخِيرَة عن ثَعْلَبٍ " وتُشَدَّدُ جِيمُ هذه والأُدْرُجَّةُ كالأُسْكُفَّةِ : المِرْقَاةُ " التي يُتَوَصَّلُ مِنها إِلى سَطْحِ البَيْتِ . وَقَعَ فُلانٌ في دُرَّجٍ " كسُكَّرٍ " أَي " الأُمُور العَظِيمة الشَّاقّة " . الدِّرِّيجُ " كسِكِّينٍ : شَىءٌ كالطُّنْبُورِ " ذُو أَوْتَارٍ " يُضْرَبُ بِه " ومثلَه قال ابنُ سِيدَه " وَدَرَّجَني الطَّعَامُ والأَمْرُ تَدْرِيجاً : ضِقْتُ به ذَرْعاً " . وَدرَّجْتُ العَلِيلَ تَدْرِيجاً إِذا أَطعَمْته شَيْئاً قليلاً وذلك إِذَا نَقِهَ حتّى يَتَدَرَّجَ إِلى غَايَةِ أَكْلِه كَان قَبْلَ العِلَّةِ دَرَجَةً دَرَجَةً . رُوِىَ عن أَبي الهَيثمِ : امْتَنَعَ فُلانٌ مِن كذَا وكذَا حتَّى أَتاه فُلانٌ ف " اسْتَدْرَجَه " أَي " خَدَعَهُ " حَتَّى حَمَلَه علَى أَنْ دَرَجَ في ذلك . واسْتَدْرَجَه : رَقَّاهُ و " أَدْنَاهُ " منه على التَّدْرِيج فتَدَرَّجَ هو " كدَرَّجَه " إِلى كذا تَدْرِيجاً : عَوَّدَه إِيّاه كأَنَّما رَقَّاه مَنزِلَةً بعد أُخْرَى وهذا مَجاز . عن أَبي سعيد : اسْتَدْرَجَه كَلامِى أَي " أَقْلَقَهُ حتَّى تَرَكَه يَدْرُجُ على الأَرْضِ " قال الأَعشى :
" لَيَسْتَدْرِجَنْكَ القَوْلُ حَتَّى تَهُزَّهُ وتَعْلَمَ أَنِّي مِنْكُمُ غَيْرُ مُلْجَمِيقال : استدْرَجَ فُلانٌ النَّاقَةَ إِذا " اسْتَتْبَع وَلَدَهَا بَعْدَ مَا أَلْقَتْه مِن بَطْنِها " هذا نصُّ كَلامِه والّذي في اللِّسان وغيرِه : ويقال : اسْتَدْرَجَتِ النَّاقَةُ وَلَدَهَا إِذا اسْتَتْبَعَتْهُ بعدَ ما تُلْقِيه مِن بَطْنِها . " واسْتِدْرَاجُ اللهِ تَعالى العَبْدَ " بمعنى " أَنَّه كُلَّمَا جَدَّدَ خَطِيئَةً جَدَّدَ له نِعْمَةً وأَنْسَاه الاسْتِغْفَارَ " وفي التنزيل العزيز " سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ " أَي سَنأْخُذُهم من حيث لا يَحْتَسِبون وذلك أَنّ اللهَ تعالى يَفتح عليهم من النَّعِيم ما يَغْتَبِطُون به فيَرْكَنُون إِليه ويَأْنَسون به فلا يَذْكرون المَوْتَ فَيأْخذُهُم على غِرَّتِهم أَغْفَلَ ما كَانُوا ولهذا قال عُمَر بنِ الخَطّابِ رضى الله عنه لما حُمِلَ إِليه كُنوزُ كِسْرَى : اللّهُمَّ إِني أَعوذُ بك أَن أَكون مُسْتَدْرَجاً فإِني أَسمعُك تقولُ " سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْث لا يَعْلَمُونَ " . قيل : اسْتِدْراجُ اللهِ تَعَالى العَبْدَ " : أَنْ يَأْخُذَه قَليلاً قَليلاً ولا يُبَاغِتَه " وبه فسَّرَ بعضُهُم الآيةَ المذكورة . عن أَبي عَمْرٍو " أَدْرَجَ الدَّلْوَ " إِدراجاً إِذا " مَتَحَ بها في رِفْقٍ " وأَنشد :
" يَا صَاحِبَيَّ أَدْرِجَا إِدْرَاجَا
" بِالدُّلْوِ لاَ تَنْضَرِجُ انْضِرَاجَا قال الرِّياشيّ : الإِدراج : النَّزْعُ قَلِيلاً قليلاً . أَدْرَجَ " بالنَّاقَةِ : صَرَّ أَخْلاَقَها " بالدُّرْجَة . الدُّرَجَةُ " كهُمَزَةٍ " وتُشدَّد الرّاءُ عن سيبويه قال ابن السِّكِّيت : هو " طائِرٌ " أَسْودُ باطِنِ الجَنَاحَينِ وظاهِرُهما أَغبرُ وهو على خِلْقَةِ القَطَا إِلاّ أَنها أَلطَفُ والّتشديد نقَله أَبو حَيَّانَ في شرح التّسهيلِ ورواه يَعْقوبُ بالتّخفيف . " وحَوْمَانةُ الدُّرَّاجِ " بالضّمّ " وقد تُفْتَح " لغةً " : ع " قال الصّاغانيّ في الّتكلمة : الدُّرَّاج بالضّمّ لغةٌ في الفتح وذَكَر بيتَ زُهَيْرٍ المشهورَ السابقَ ذِكْرُه ورَوَاهُ أَهلُ المدينةِ " بالدّرّاج فالمُتثلّم " ويُنْظَر هذا مع كلامِ المُصَنِّف آنفاً هل هما موضعٌ واحدٌ أَو موضعانِ . المُدَرَّج " كمُعَظَّمٍ : ع بَيْنَ ذَاتِ عِرْقٍ وعَرَفَاتٍ " . و " ابنُ دُرَّاجٍ كَرُمَّانٍ " هو " عَلِىُّ بنُ محمَّدٍ مُحَدِّثٌ " هكذا في نسختنا والذي في التكملة أَبو دُرَّاجٍ والدُّرَّجُ كقُبَّرٍ : الأُمورُ الّتي تُعْجِزُ " وقد مرّ ذلك في كلامِ المصنّف بعينه فهو تَكرارٌ . الدَّرَجُ " كجَبَلٍ : السَّفِيرُ بَينَ اثْنَيْنِ " يَدْرُج بينهما " للصُّلْحِ " . دُرَيْجٌ " كزُبَيْرٍ : جَدٌّ لِشُعَيْبِ ابنِ أَحْمَدَ " . " والدَّرَجَاتُ محرَّكَةً " جَمْعُ الدَّرَجَة وهي " الطَّبَقَاتُ مِن المَرَاتِبِ " بعضها فوق بعضٍ . يقال " دَرَجَتِ الرِّيحُ بالحَصَى أَي جَرَتْ عليه جَرْياً شَديداً " دَرَجَتْ في سَيْرِهَا . أَمَّا " اسْتَدْرَجَتْه " فمعناه " جَعَلْتُه كأَنَّه يَدْرُجُ بِنَفْسِه " علَى وَجْهِ الأَرْض من غيرِ أَن تَرفَعَه إِلى الهواءِ . " وتُرَابٌ دَارِجٌ : تُغَشِّيهِ الرِّيَاحُ " إِذا عَصفَتْ " رُسُومَ الدِّيارِ وتُثِيرُه " أَي تلك الرياحُ ذلك التُّرَابَ " وتَدْرُجُ به " في سَيْرِهَا ورِيحُ دَرُوجٌ وقد تقدَّم شىءٌ من ذلك
ومما بقى على المصنّف رحمه الله تعالى : الدَّرَجَةُ : الرِّفْعَةُ في المَنْزِلَة . ودَرَجَاتُ الجَنَّةِ مَنَازِلُ أَرْفَعُ مِن مَنَازِلَ . والدَّرِيجُ للقَطَا قال مُلَيْحٌ "
" يُطِفْنَ بِأَحْمَالِ الجِمَالِ غُدَيَّةًدرِيجَ القَطَا فِي القَزِّ غَيْرِ المُشَقَّقِ وكلّ بُرْجٍ مِن بُروجِ السماءِ ثلاثُونَ دَرَجَةً . والمَدَارِجُ : الثَّنَايَا الغِلاَظُ بين الجِبَالِ واحدتُها مَدْرَجَةٌ وهي المواضعُ التي يُدْرَج فيها أَي يُمْشَى ومنه قولُ ذِي البِجَادَيْنِ عبدِ اللهِ المُزَنِىّ :
" تَعَرَّضِى مَدَارِجاً وسُومِى
" تَعَرُّضَ الجَوْزَاءِ للنُّجُومِ
" هذا أَبُو القَاسِمِ فاسْتَقِيمِي والدَّوَارِجُ : الأَرْجُلُ قال الفرزدق :
" بَكَى المِنْبَرُ الشَّرْقِيُّ أَنْ قَامَ فَوْقَهخَطِيبٌ فُقَيْمِىُّ قَصِيرُ الدَّوَارِجِقال ابن سِيده : ولا أَعرِفُ له واحداً . وفي خُطْبةِ الحجّاجِ " ليس هذا بِعُشِّكِ فادْرُجِى " أي اذْهَبي وهو مَثلٌ يُضْرَبُ لمن يَتَعَرَّض إِلى شْىءٍ ليس منه وللمُطْمَئِنِّ في غيرِ وَقْته فيُؤْمَر بالجِدِّ والحَرَكةِ . ومن المجاز : هُمْ دَرَجُ السُّيُولِ . دَرَجُ السَّيْلِ وَمَدْرَجُهُ : مُنْحَدَرُهُ وطَرِيقُهُ في مَعَاطِف الأَوْدِيَة وأَنشد سيبويهِ :
أَنَصْبٌ لِلْمَنِيَّةِ تَعْتَرِيهِمْ ... رِجَالِي أَمْ هُمُ دَرَجَ السُّيُولِ ومَدارِجُ الأَكَمَةِ : طُرُقٌ مُعْتَرِضَةٌ فيها . والمَدْرَجَةُ : مَمَرُّ الأَشياءِ على الطّريق وغيرهِ . ومَدْرَجَةُ الطَّرِيقِ : مُعْظَمُه وسَنَنُه . وهذا الأَمرُ مَدْرَجةٌ لهذا أَي مُتَوَصَّلٌ به إِليه . ومن المجاز : امْشِ في مَدَارِج الحَقِّ . وعليكَ بالنَّحْوِ فإِنه مَدْرَجَةُ البَيان كذا في الأَساس . واستَدْرَجَه : اسْتَدْعَى هَلَكَتَه مِن دَرَج : مَاتَ . ورجُلٌ مِدْرَاجٌ : كثيرُ الإِدراجِ للثِّيابِ . وأَرْدَجَ المَيتَ في الكَفَنِ والقَبْرِ : أَدْخَلَه . وفي التّهذيب : المِدْرَاجُ : النَّاقَةُ الّتي تَجُرُّ الحَمْلَ إِذا أَتَتْ عَلَى مَصْرَبِها . والمُدْرِجُ والمِدْرَاجُ : الَّتي تُؤَخِّر جَهَازَها وتُدْرِجُ عَرَضَهَا وتُلْحِقُه بِحَقَبِها وهي ضِدُّ المِسْنَافِ جَمْعُه مَدَارِيجُ . وقال أَبو طالبٍ : الإِدراجُ : أَنْ يَضْمُرَ البَعِيرُ فيَضْطَرِبَ بِطَانُه حتَّى يَستأْخِرَ إِلى الحَقَبِ فيَسْتَأْخِرَ الحِمْلُ وإِنما يُسَنَّفُ بِالسِّنافِ مَخَافةَ الإِدْراجِ . ومن المجاز : يقال : هم دَرْجُ يَدِك أَي طَوْعُ يَدِك . وفي التهذيب : يقال : فُلانٌ دَرْجُ يَدَيْكَ وبنو فُلانٍ لا يَعْصُونَك لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع . وأَبُو دَرَّاجٍ : طائرٌ صغيرٌ . ومن المجاز : فُلانٌ تَدَرّج إِليه ومَدْرَجُ الرِّيحِ لَقَبُ عامرِ بن المَجْنُونِ الجَرْمِىّ الشاعر سَمَّوْه به لقولِه :
" أَعَرَفْتَ رَسْماً مِنْ سُمَيَّةَ بِاللَّوَىدَرَجَتْ عليهِ الرِّيحُ بَعْدَكَ فاسْتَوَى قاله ابن دُرَيْد في الوِشاح ومحمّد بن سلاَّم في طبقاته . ومن الأَمثال " مَنْ يَرُدُّ اللَّيْلَ عَلَى أَدْرَاجِه " . " مَنْ يَرُدُّ الفُرَاتَ عَنْ دِرَاجِه " ويُروى " عَنْ أَدْرَاجِه " رَاجِعِ الميدانيّ . وأَبو الحَسَن الصُّوفيّ الدَّرَّاج بغداديٌّ صَحِبَ إِبراهيمَ الخَوّاصَ ومات سنة 320 . وأَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ دَرَّاجٍ القَطَّانُ عن الحَسَن بنِ عَرَفَةَ وعنه أَبو حَفصِ بنُ شَاهِينَ . والبُرْهَانُ إِبراهِيمُ بنُ إِسماعيلَ بنِ إِبراهِيمَ الدَّرجِىّ أَبو إِسحاقَ القُرشىّ الدِّمشقيّ حدَّث بالمعجم الكبيرِ للطَّبرانيّ وعنه الدِّمْياطيّ والبرزالِيّ مات سنة 681
الدَّرْبَكَةُ : الاخْتِلاطُ والزِّحامُ . والدَّرابُكَّةُ بالفتحِ وضَمِّ المُوَحَّدَة وتشدِيدِ الكافِ المَفْتُوحة : آلَةٌ يُضْرَبُ بها مُعَرَّبَةٌ مولَّدَة . ومما يستدرك عليه : د ر ج ك
دَرِيجَك بالفتح وكَسر الراءِ : قريةٌ بمروَ ويُقال في النِّسبَةِ إِليها دَرِيجَكِيٌ ودَرِيجَقِيٌ بالكافِ والقافِ نَقَله ابنُ السّمْعاني