الدَّسْتُ بالسّين المُهْمَلة : لغةٌ في الدَّشْت بالمُعْجَمة ؛ أَو هو الأَصلُ ثم عُرِّب بالإِهمال كما عُكِس شام على تَسمِيتِها بسَام بْن نُوحٍ قاله شيخنا نقلا عن الشِّهاب . هو مِن الثِّيابِ والوَرَقِ وصَدْرِ البَيْتِ لثلاثةِ معانٍ مُعَرَّباتٌ عن المعجمة . واستعمله المتأَخِّرون بمعنى الدِّيوان ومجلِس الوِزارة والرآسة مُستعار من هذه . وفي سَجَعَات الأَساس : أَعْجَبَهُ قولُه فزحَفَ له عن دَسْتِه . قال شيخُنا : الدِّسْتُ بالفارسيّة : اليَدُ وفي العربية بمعنى اللِّبَاس والرِّياسة والحِيلة ودَسْت القِمَارِ ؛ وجمعَها الحريريُّ في المَقامة الثّالثةِ والعشرين في قوله : ناشدْتُك اللهَ أَلست الّذِي أَعارَهُ الدَّسْتُ ؟ فقلت : لا والَّذي أَجلسَكَ في هذا الدَّسْت ما أَنا بصاحبٍ ذلك الدَّسْتِ بل أَنت الّذِي تَمَّ عليك الدَّسْتُ . فالدَّسْتُ الأَوّل اللِّبَاسُ والثّاني صدرُ المَجْلِس والثَالث : اللُّعْبَةُ وهم يقولون لمن غُلِبَ : تَمَّ عليه الدَّسْتُ . وفي شرح المَقامَات : هو دَسْتُ القِمَار كان في اصطلاحِ الجاهلية إِذا خابَ قِدْحُ أَحَدِهم ولم يَنَلْ ما رامَهُ قيل : تَمَّ عليه الدَّسْتُ . وفي الأَساس : وفُلانٌ حَسَنُ الدَّسْتِ : شِطْرِنْجِيٌّ حاذقٌ . قلت : هو مأْخوذٌ من دَسْتِ القِمَار . قال الشّاعر :
يَقولُون سادَ الأَرْذلُون بأَرْضِنا ... وصارَ لهم مالٌ وخيْلٌ سَوابِقُ
فقُلْتُ لهم شاخَ الزَّمَانُ وإِنّما ... تَفزْزَنَ في أُخْرَى الدُّسُوتِ البَياذِقُ ونقل شيخُنا عن الخَفَاجِيّ في شفاءِ الغليل : أَنّ عامَّةَ مِصْرَ وغيرِهَامن بُلْدَان المَشْرِق يُطْلِقَونَ الدَّسْتَ على قِدْرِ النُّحاسِ . فيُنظَر وإنْ صَحَّ فيُستدرَكُ به على المؤلِّف . والدَّسْتَفْسَارُ الذي ذكره شيخُنَا هنا فيُنَاسِب ذِكْرُه في الرّاءِ لأَنُّه صار مُرَكَّباً تركيباً مَزْجِيَّا وهو العَسَلُ الجَيِّدُ المعصورُ باليدِ . ودَسْتُوَا بالقصرِ وحكى بعضُهم المَدّ أَيضاً : ة بالأَهوازِ من فارِس وفي أَصل الرّشاطِي : بفتح التّاءِ بضبط القَلَم وقال : كُورَةٌ بالأَهْواز والنّسْبَةُ إِليها : دَسْتُوانِيٌّ بالنّون كصَنْعَانيّ قاله سيبويه . ودَسْتُوائِيٌّ بالمَدّ : منها أَبُو بَكْرٍ هِشامُ بن سَنْبَر البَكْرِيّ كان يَبيعُ الثِّيابَ الدَّسْتُوائيّةَ . أَتنَى عليه ابنُ أَبِي حاتم . وعن شُعْبَةَ : ما طَلبَ أَحدٌ الحديثَ للهِ إِلاَّ هِشامٌ الدَّسْتُوَائِيّ . ومنها أَبو إِسحاقَ إِبراهيمُ بنَ سَعِيدِ بنِ الحسن الحافظ سَكنَ تُسْتَرَ ذكره ابْنُ الأَثير . ودُوسْتُ بالضَّمِّ بالفارسيّة معناه المُحِبّ والصَّديق وهو لقبُ القاسِمِ بنِ نَصْرِبنِ العابدِ هكذا في النُسَخ والصّواب : نَصْر العابِد مات بعدَ المائتينِ كذا في التَّبْصٍير . لقبُ جَدِّ جَدِّ عبدِ الكرِيم بنِ عُثْمَان بنِ مُحمَّدِ بنِ يُوسُف العَلاَّفِ روَى عن أَبيه وعَمِّه أَحمدَ بن محمّد . لقبُ ذَوِيهِ وعَشيرتِهِ وهم بَيتُ علْمٍ وحديث مُترْجَمُون في تاريخ الإٍسلام للذَّهَبي ومنهم : أَبو منصور عُبَيْدُ الله بنُ عثمان بنٍ محمَّد تُوُفِّيَ سنة 479 عن ستٍّ وثمانين سنة ؛ وابْن عَمَّتهما محمّد بن عُمَرَ عن الخِرَقيّ وأُختُه أَمَةُ الرَّحمن بِنت عُمَرَ عن عَمِّها عُثْمَان وأَمَةُ القاهر بنتُ محمّد بنِ عُثمان عن جَدِّهَا . وجَدّهم محمّد بن يوسُف لقيَ البَغَوِيَّ . وآخرُون . وأَبُو زُرْعَة مُحَمَّدُ بنُ مَحَمَّد بن دُوسْتَوَيْهِ البَشِيرِيّ مُحَدِّثٌ كتبَ عنه أَبو الحسن النُّعيميّ
الدَّسُّ : دَسُّكَ شَيْئاً تحتَ شَيْءٍ وهو : الإِخْفَاءُ قاله اللَّيْثُ . ودَسَسْتُ الشْيءَ في التُّرابِ : أَخْفَيْتهُ . والدَّسُّ أَيضاً : دَفْنُ الشيْءِ تحتَ الشيْءِ وإِدْخَالُه ومنه قوله تَعالَى : " أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ " أَي يَدْفِنُه أَي الموؤُودَة ورَدَّ الضَّمِيرَ على لفظِه . قالَهُ الأَزْهَرِيُّ كالدِّسِّيسَى كخِصِّيصَى . والدَّسِيس كأَمِيرٍ : الصُّنَانُ الذي لا يَقْلَعُه الدَّوَاءُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ . والدَّسِيسُ : مَنْ تَدُسُّه لِيَأْتِيَكَ بالأَخْبَارِ وهو شَبِيهُ المُتَحَسِّس . ويُقَال : انْدَسَّ فُلانٌ إلى فُلانٍ يأْتِيهِ بِالنَّمائمِ . والعامَّةُ يُسَمُّونه الدّاسُوسَ . والدَّسِيسُ : المَشْوِيُّ عن ابن الأَعْرَابِيِّ
والدُّسُسُ بضَمَّتَيْن : الأَصِنَّةُ الدِّفِرَة الفائِحِةُ عنه أَيضاً . والدُّسُسُ : المُرَاؤُونَ بِأَعْمَالِهم يَدْخُلُونَ مع القُرَّاءِ ولَيْسُوا مِنْهُمُ عنه أَيضاً . وقال أَبو خَيْرَةَ : الدَّسَّاسَةُ : شَحْمَةُ الأَرْضِ وهي العَنَمَة . قال الأَزْهَرِيُّ : وتُسَمِّيها العربُ : الحُلْكَةَ وَبناتِ النَّقَا تَغُوصُ في الرَّمْلِ كم يَغُوصُ الحُوتُ في الماءِ وبَها تُشَبَّهُ بَنَانُ العَذَارَى . والدَّسّاسُ : حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ أَحْمَرُ كالدَّمِ مُحَدَّدُ الطَّرَفِيْنِ لا يُدْرَى أَيُّهما رأْسُه غلِيظُ الجِلْدِةِ لا يأْخُذ فيه الضَّرْبُ وليسَ بالضَّخمِ غَلِيظٌ . قال : وهي النَّكَّازُ . قال . الأَزْهَرِيُّ : هكذا قرأْتُه بخَطِّ شَمِرٍ . وقال ابن دُرَيْدٍ : وهو ضَرْبٌ من الحَيَّاتِ ولم يُحَلِّه . وقال أَبو عَمْرو : الدَّسّاسُ في الحَيَّاتِ : هو الذي لا يُدْرَى أَيُّ طَرَفَيْهِ رأْسُه وهو أَخْبَثُ الحَيَّاتِ يَنْدَسُّ في التُّرَابِ فلا يَظْهَر للشَّمْسِ وهو على لونِ القُلْبِ من الذَّهَبِ المُحَلَّى . الدُّسَّةُ بالضَّمِّ : لُعْبَةٌ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ . ودَسَّ الشيءَ يَدُسُّه دَسّاً ودَسَّسَه ودَسَّاهُ - الأَخِيرَةُ على البَدَلِ كَرَاهِيةَ التَّضْعِيف - ومنه قولُه تَعَالَى : " وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا " أُبْدِلَتْ بعضُ سِيناتِهَا ياءً كتَظَنَّيْتُ في تَظَنَّنْتُ من الظَّنِّ لأَنَّ البَخِيلَ يُخْفِي مَنْزِلَه ومالَه والسَّخِيُّ يُبْرِزُ مَنْزِلَه فيَنْزِلُ عَلَى الشَّرَفِ من الأَرْض لِئلاَّ يَستَتِرَ عَلَى الضِّيفانِ ومَنْ أَرادَه ولكلٍّ وَجْهٌ . قاله الفَرَّاء والزَّجَّاج . أَو مَعْنَاه : أَفْلَح مَن جَعَلَ نَفْسَه زَكِيَّةً مُؤْمِنَةً وخاب مَن دَسَّ نَفْسَه مع الصّالِحِينَ وليسَ مِنْهُم كذا نَقَلَه ثَعْلَبٌ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ . أَو مَعْنَاه : خَابَتْ نَفْسٌ دَسَّاها اللهُ تَعَالى . قالَهُ الفَرَّاءُ . أَو المعنَى : دَسَّاها : جَعَلَها خَسِيسَةً قَلِيلَةً بالعَمَلِ الخَبِيثِ . ويُقَال : خابَ مَنْ دَسَّ نَفْسَه فأَخْمَلَهَا بتَرْكِ الصَّدَقَةِ والطَّاعَةِ . وانْدَسَّ : انْدَفَنَ وقد دَسَّهُ . ومِمَّا يُسْتَدْرَك عليه : العَرْقُ دَسَّاسٌ أَي دَخّالُ . وقيل : دَسَّهُ دَسًّا إِذا أَدْخَله بقُوَّةٍ وقَهْرٍ . والدَّسِيسُ : إِخْفَاءُ المَكْرِ . وانْدَسَّ فُلانٌ إِلى فُلانٍ يَأْتِيهِ بالنَّمَائِمِ وهو مَجَازٌ وهي الدَّسِيسَةُ . والدَّسُّ : نَفْسُ الهِنَاءِ الّذِي تُطْلَى به أَرْفَاغُ الإِبِلِ وبَعِيرٌ مَدْسُوسٌ . وقد دَسَّه دَسًّا : لَمْ يَبَالغْ في هِنَائِه . قال ذُو الرُّمَّة :
تَبَيَّنَّ بَرَّاقَ السَّرَاةِ كَأَنَّهُ ... فَنِيقُ هِجَانٍ دُسَّ مِنْهُ المَسَاعِرُ ومن أَمْثَالهم : لَيْسَ الهِنَاءُ الدَّسِّ . المَعْنَى : أَنَّ البَعِيرَ إِذا جَرِبَ في مَساعِرِه لم يُقْتَصَرْ مِن هِنائِه على مَوْضِعِ الجَرَبِ ولكِن يُعَمُّ بالهِنَاءِ جَمِيعُ جِلْدِه ؛ لئلاَّ يَتَعَدَّى الجَرَبُ مَوْضِعَه فيَجْرَبَ مَوْضِعٌ آخَرُ . يُضْرَبُ للرَّجُلِ يَقْتَصِرُ مِن قَضَاءِ حاجةِ صاحِبِهِ عَلَى ما يَتَبَلَّغُ بهِ ولا يُبَالِغُ فيها