دَلَكَه بيَدِه دَلْكاً : مَرَسَه ودَعَكَه وعَرَكَه كما في المُحْكَمِ . ومن المَجازِ : دَلَكَ الدَّهْرُ فُلاناً : إِذا أَدَّبَه وحَنَّكَه وعَلَّمَه
ومن المَجازِ : دَلَكَت الشّمسُ دُلُوكاً : غَرَبَتْ لأَنَّ الناظِرَ إِليها يَدْلِكُ عَينَيهِ فكأَنما هي الدّالِكَةُ قاله الزَّمَخْشرِي وأَنْشَدَ الجَوهَرِي :
" هذا مُقامُ قَدَمَى رَباحِ
" ذَبَّبَ حَتَّى دَلَكَتْ بَراحِ قال قُطْرُب : بَراحِ مثل قَطامِ : اسمٌ للشّمْسِ وقال الفَرّاءُ : بِراحِ جَمْع راحَةٍ وهي الكَفُّ يَقُول : يَضَعُ كَفَّه على عَينَيهِ يَنْظُرُ هل غَرَبَت الشَّمس ؟ وهذا القَوْلُ نَقَلَه الفَرّاءُ عن العَرَب قال الأزهري : ورُوِي ذلك عن ابنِ مَسعُودٍ قال ابنُ بَرّي : ويُقَوِّي أَنّ دُلُوكَ الشّمسِ غُرُوبُها قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
مَصابِيحُ لَيسَتْ باللّواتِي يَقُودُها ... نُجومٌ ولا بالآفِلاتِ الدَّوالِكِ
ورُوِي عن ابنِ الأعرابي في قوله : دَلَكَت بِراحِ أي اسْتُرِيحَ مِنْها . أَو : دَلَكَت دُلُوكاً : إِذا اصْفرَتْ ومالَتْ للغُروبِ
أَو مالَتْ للزَّوالِ حَتّى كادَ النّاظِرُ يَحْتاجُ إِذا تَبَصَّرَها أَنْ يَكْسِرَ الشعاعَ عن بَصَرِه براحَتِه . ورُوِي عن نافِعٍ عن ابنِ عُمَرَ قال : دُلُوكُها : مَيلُها بعدَ نِصْفِ النَّهارِ . أَو زالَتْ عن كَبِدِ السَّماءِ وقتَ الظُّهْرِ رواه جابِرٌ عن ابنِ عَبّاسٍ رضي اللَّهُ عنهم نقَلَه الفَرّاءُ وهو أَيضاً قولُ الزَّجّاج وقال الشّاعِرُ :
ما تَدْلُكُ الشَّمْسُ إِلاّ حَذْوَ مَنْكِبِهِ ... في حَوْمَةٍ دُونَها الهاماتُ والقَصَر قالَ الأزهري : والقولُ عندي أَنَّ دُلُوكَ الشَّمسِ زَوالُها نِصْفَ النَّهارِ ؛ لتكونَ الآيةُ جامِعَةً للصَّلَواتِ الخَمْسِ وهو قولُه تَعالَى : " أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمسِ " الآية والمَعْنَى واللَّهُ أَعلمُ : أَقِم الصّلاةَ يا مُحَمّدُ أي أَدِمْها من وَقْتِ زَوالِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللّيلِ فيَدْخُل فيها الأُولَى والعَصْرُ وصلاتَا غَسَق اللّيلِ وهما العِشاءان فهذه أَرْبَعُ صَلَواتٍ والخامِسَةُ قولُه : " وقُرآنَ الفَجْرِ " والمعنى : وأَقِم صلاةَ الفَجْرِ فهذه خَمْسُ صَلَواتٍ فَرَضَها اللَّهُ تعالَى على نَبِيهِ صلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ وعلى أُمَّتِه وِإذا جَعَلْتَ الدلُوكَ : الغُرُوب كانَ الأَمْر في هذه الآيةِ مَقْصُوراً على ثَلاثِ صَلَواتٍ فإِنْ قِيلَ : ما مَعْنَى الدُّلُوكُ في كلامِ العَرَبِ ؟ قيل : الدُّلُوكُ : الزَّوالُ ولذلك قِيلَ للشَّمْسِ إِذا زالَتْ نِصْفَ النَّهارِ : دالِكَةٌ وقِيلَ لها إِذا أَفَلَتْ : دالِكَةٌ ؛ لأَنَّها في الحالَتَيْنِ زائِلَةٌ . وفي نَوادَرِ الأَعْرابِ : دَمَكَت الشَّمسُ ودَلَكَت وعَلَتْ واعْتَلَتْ : كلّ هذا ارْتِفاعُها فتَأَمَّلْ . والدَّلِيكُ كأَمِيرٍ : تُرابٌ تَسفيهِ الرِّياحُ نقَلَه الجوهري . والدَّلِيكُ : طَعامٌ يُتَّخَذُ من الزُّبْدِ واللَّبنَ أَو من زُبْدٍ وتَمْرٍ كالثَّرِيدِ قالَ الجوهري : وأَنَا أَظُنُّه الذي يُقالُ له بالفارِسِيَّةِ : جَنْكال خُست . وقالَ الزَّمَخْشَرِيّ : أَطْعِمْنا من التَّمْرِ الدَّلِيكَ وهو المَرِيسُ . والدَّلِيكُ : نَباتٌ واحِدَتُه دَلِيكَةٌ . والدَّلِيكُ أَيضاً : ثَمَرُ الوَرْدِ الأَحْمَر يَخْلُفُه يَحْمَرُّ كأَنه البُسرُ ويَنْضَجُ ويَحْلُو كأَنّه رُطَبٌ ويُعْرَفُ بالشّامِ بصُرمِ الدِّيكِ والواحِدَةُ دَلِيكَة أَو هُوَ الوَرْدُ الجَبَلِي كأَنَّه البُسرُ كِبَراً وحُمْرَةً وكالرُّطَبِ حَلاوَةً ولَذّة يُتَهادَى بِه باليَمَنِ قال الأزهري : هكذا سَمِعْتُه من أَعرابي من أَهْلِ اليَمَنِ قال : ويَنْبُتُ عِنْدنا غِياضاً . ومن المَجاز : رَجُلٌ دَلِيكٌ : حَنِيكٌ قد مارَسَ الأُمُورَ وعَرَفَها دُلُكٌ كعُنُقٍ عن ابنِ الأعْرابِي . وتَدَلَّكَ به أي بالشّيءِ : إِذا تَخَلَّقَ به . والدَّلُوكُ كصَبُورٍ : ما يُتَدَلَّكُ بهِ البدن عند الاغْتِسالِ من طِيب أَو غيرِه من الغَسُولاتِ كالعَدَسِ والأُشْنانِ كالسَّحُورِ لما يُتَسَحَّرُ بهِ والفَطُورِ لما يُفْطَرُ عليه وفي الحديث : كَتَبَ عُمَرُ إِلى خالِدِ بنِ الوَلِيدِ رضي اللَّهُ عنهما : بَلَغَني أَنَّكَ دَخَلْتَ الحَمّامَ بالشّامِ وأَنّ من بِها مِنَ الأَعاجِمِ أَعَدُّوا لَكَ دَلُوكاً عُجِنَ بخَمرٍ وِإنِّي أَظُنكُم آلَ المُغِيرَةِ ذَرءَ النّارِ . ويُطْلَقُ الدَّلُوكُ أَيضاً على النُّورَةِ ؛ لأنه يُدلكُ به الجَسَدُ في الحَمّام كما في الأَساسِ . والدّلاكَةُ كثمامَةٍ : ما حُلِبَ قَبل الفِيقَةِ الأولَى وقَبلَ أَن تَجْتَمِعَ الفِيقَةُ الثّانِيَةُومن المَجازِ : فَرَسٌ مَدْلُوكٌ : أي مَدْكُوكٌ وهي التي لا إِشرافَ لحَجَبتِها كأنها دُلِكَتْ فهي مَلْساءُ مُستَوِيَة ومنه قَوْلُ أَعرابِي يَصِفُ فرَساً : المَدْلُوك الحَجَبَة الضَّخْم الأَرْنَبَة ويُقالُ : فَرَس مَدْلُوكُ الحَرقَفَةِ : إِذا كانَ مُستَوِياً . ومن المَجاز : رَجُلٌ مَدْلُوكٌ : أُلِحَّ عَلَيه في المَسأَلَةِ عن ابنِ الأَعرابِيَ . ومن المَجازِ : بَعِيرٌ مَدْلُوكٌ : دُلِكَ بالأَسْفارِ وِكُدَّ كما في العُبابِ وفي اللِّسانِ والأساسِ : عاوَدَ الأسفارَ ومَرَنَ عليها وقد دَلَكَتْه الأسْفارُ قالَ الراجِزُ :
" على عَلاواك عَلَى مَدْلُوكِ
" على رَجِيعِ سَفَرٍ مَنْهُوكِ أَو المَدْلُوكُ : الذي في رُكْبَتَيه دَلَكٌ مُحَرَّكَةً : أي رَخاوَةٌ وذلك أَخف من الطَّرَقِ نقله الصاغاني . ومن المَجازِ : دَالَكَه أي الغَرِيمَ مُدَالَكَةً : ماطَلَه وكذلك داعَكَه وسُئلَ الحَسَنُ البَصْرِيّ : أَيُدالِكُ الرَّجُلُ امْرَأَتَه ؟ فقال : نَعَم إِذا كانَ مُلْفَجاً قال أَبو عُبَيدٍ : يعني يخاطِلُ بالمَهْرِ وكلُّ مُماطِلٍ فهو مُدالِكٌ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الدّلَكَةُ كهُمَزَةٍ : دُوَيْبَّةٌ ولا أَحُقُّها
ودَلُوكٌ كصَبورٍ : بحَلَبَ وفيه أُسِرَ أَبو العَشائِرِ الحَسَنُ بنُ علي التَّغْلِبِيُ الأَمِيرُ الفارِس حينَ كَبَسَتْهُ عَسكَرُ الإِخْشِيدِيَّةِ مع يانَسَ المُؤْنِسِي كذا في تارِيخ حَلَبَ لابنِ العَدِيمِ . والدَّواليكُ بفتح اللاّمِ : تَحفزٌ في المَشْيِ وتَحَيّكٌ عن ابنِ عَبّادٍ كالدَّآلِيكِ وهذه بكَسرِ اللاّمِ قال :
" يَمْشِي الدَّوالَيكَ ويَعْدُو البُنَّكَهْ
" كأَنَّه يَطْلبُ شَأْوَ البَروَكَهْ قلتُ : هكذا أَنْشَدَه ابنُ بُزُرْجَ وقد تَقَدّم في ب ر ك وفي ب ن ك . والدُّؤْلُوكُ : الأَمْرُ العَظِيمُ يُقال : تَرَكْتُهُم في دؤْلُوكٍ دآلِيكُ أَيْضاً عن ابنِ عَبّاد أيْضاً . قال ابنُ فارِسٍ في المَقايِيسِ في هذا التَّركِيبِ : إِنّ لِلَّهِ في كُلِّ شَيءٍ سِراً ولَطِيفَةً وقد تَأَمَّلْتُ في هذا الباب - يعني بابَ الدّالِ مع اللاَّمِ - من أَوّلِه إِلى آخِرِه فلا تَرَى الدّالَ مُؤْتَلِفَةً مع اللاَّمِ بحرفٍ ثالِث إِلاّ وَهي تَدُل على حَرَكَةٍ ومَجِيءٍ وذَهابٍ وزَوال من مَكانٍ إِلى مَكانٍ
ومما يستدرك عليه : دَلَكْتُ السُّنْبُلَ حتَّى انْفَرَكَ قِشْرُه عن حَبهِ . والمَدْلُوكُ : المَصْقُول . ودَلَكَ الثّوْبَ : ماصَهُ ليَغْسِلَه . وقال ابنُ الأَعرابِي : الدُّلُكُ بضَمَّتَينِ : عُقَلاءُ الرجالِ . وتَدَلَّكَ الرَجُلُ : في دلك جَسَدَه عندَ الاغْتِسالِ نَقَلَه الجَوهَرِي . ودَلَكَت المَرأَةُ العَجِينَ . والدَّلاَّكُ : من يَدْلُكُ الجَسَدَ في الحَمّامِ . ويُقالُ للحَيس : الدَّلِيكَةُ كما في الأَساسِ . والدَّلَك محرَكَةً : اسمُ وَقْتِ غُروبِ الشَّمْسِ أَو زوالِها يُقال : أَتَيتُكَ عندَ الدَّلَكِ أي بالعَشِي قال رُؤْبَةُ :
" تَبَلُّجَ الزَّهْراءِ في جِنْحِ الدَّلَكْ ودَلَكَت الشّمْسُ : ارْتَفَعَتْ عن نَوادِرِ الأَعْرابِ وقد تَقَدّم . ودُلِكَت الأَرْضُ كعُنِيَ : أُكِلَتْ فهي مَدْلُوكَةٌ عن ابنِ الأَعرابِي . ودَلَكَ الرَّجُلَ حَقَّه : مَطَلَه . وقال الفَرّاءُ : المُدالِكُ : الذي لا يَرفَعُ نَفْسَه عن دَنيّةٍ . والمُدْلِكُ : المَطُولُ
والمُدالَكَةُ : المُصابَرَةُ وقِيل : الإِلْحاحُ في التَّقاضِي . وقالَ أَبو عَمرو : التَّدْلِيكُ من قَوْلِهم دَلَّكَها : إِذا غَذّاها . ودلوكة بنت فلان : كانَتْ حَكِيمَةً مُدَبِّرَةً جاءَ ذِكْرُها في بِناءِ الأَهرامِ فانْظره
المَرَضُ مُحَرَّكَةً وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ : إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها كما في العباب وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : المَرَضُ : السُّقمُ وهو نَقيضُ الصِّحَّةِ يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ وهو اسمٌ للجنسِ . قالَ سِيبَوَيْه : المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ . مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً بالتَّحْريكِ ومَرْضاً بالسُّكونِ فهو مَرِضٌ ككَتِفٍ ومَرِيضٌ ومَارِضٌ والأُنْثى مَرِيضَةٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ شاهداً عَلَى مَارِضٍ :
يُرِينَنَا ذا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ ولا بمَارِضِ وقال اللِّحْيانِيُّ : عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ ولا تأكُلْ هذا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ أَي تَمْرَضُ . المَرِيضِ مِراضٌ بالكَسْرِ . قالَ جَريرٌ :
" وفي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ
قُلْتُ : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ مَارِضٍ كصاحبٍ وصِحابٍ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُجمعُ المَرِيضُ عَلَى مَرْضى ومَرَاضَى مِثْلُ جَريحٍ وجَرْحى وجَرَاحَى . أَو المَرْضُ بالفَتْحِ للقَلْبِ خاصَّةً . قالَ أَبو إسحاقَ : يُقَالُ : المَرَضُ والسُّقُم في البَدَن والدِّينِ جَميعاً كما يُقَالُ : الصِّحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعاً . والمَرَضُ في القلبِ يصلُحُ لكُلِّ مَا خرَجَ به الإِنسانُ عن الصِّحَّةِ والدِّينِ . وبالتَّحريك أَو كِلاهُما : الشَّكُّ والنِّفاقُ وضَعْفُ اليَقينِ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " أَي شكٌّ ونِفاقٌ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : أَي شكٌّ . ويُقَالُ : قلبٌ مَرِيضٌ من العَدَاوَةِ وهو النِّفاقُ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وحدَّثنا أَبو حاتمٍ عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قالَ : قرأْتُ عَلَى أَبي عَمْرو بنِ العلاءِ " وفي قُلوبِهِمْ مَرَضٌ " فقالَ لي : مَرْضٌ يا غُلامُ . والمَرَضُ : الفُتورُ . قالَ ابنُ عَرَفَةَ : المَرَضُ في القَلبِ : فُتورٌ عن الحقِّ وفي الأَبدانِ : فُتورُ الأَعْضاءِ . وفي العَيْنِ : فُتورُ النَّظَرِ . والمَرَضُ : الظُّلمَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيّ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " فيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِه مَرَضٌ " أَي ظُلْمَةٌ وقيلَ : فُتورٌ عمَّا أُمرَ به ونُهِيَ عنه . ويُقَالُ : حُبُّ الزِّنا . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ كما في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب أَنشَدَ ابنُ كَيْسانَ لأَبي حَيَّةَ النُّميْريّ :
ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ ... فلا يُضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ ويُروى : فما يُحِسُّ بِها قالَ : أَي أَظلمتْ وهكذا فسَّرَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضاً وهو مَجازٌ . وقال الرَّاعي :
وطَخْياءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَريضَةً ... أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَها فهْو مَاصِحُ
تَعَسَّفْتُها لمَّا تَلاوَمَ صُحْبَتي ... بمُشْتَبِهِ المَوْماةِ والماءُ نازِحُ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : أَصلُ المَرَضِ النُّقْصانُ يُقَالُ : بدنٌ مَرِيضٌ أَي ناقصُ القوَّةِ . وقلبٌ مَرِيضٌ أَي ناقِصُ الدِّينِ . وأَمرَضَهُ اللهُ : جَعَلَهُ مَريضاً . وقال سِيبَوَيْه : أَمْرَضَ الرَّجُلَ : جَعَلَهُ مَريضاً . وفي الصّحاح : أَمْرَضَ الرَّجُلُ أَي قارَبَ الإِصابَةَ في رأْيِهِ . زادَ في اللّسَان : وإنْ لم يُصِبْ كلَّ الصَّوابِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ الشَّاعر وهو الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيّ يمدحُ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ وأَوَّلهُ :
رَأَيْتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبَابَا
ولكِنْ تَحْتَ ذاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ ... إِذا مَا ظنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصابا والذي في الأَساس : ومن المَجازِ : أَمْرَضَهُ فلانٌ : قارَبَ إِصابَةَ حاجَتِهِ ؟ : ولا يَخْفَى أنَّ هذا غيرُ إِصابَةِ الرَّأْيِ وَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَى المُصَنِّفِ حيثُ جعل أَمْرَضَهُ في إِصابَةِ الرَّأْيِ وإِنَّما هو أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسه كما هو نصُّ الصّحاح وغيرِه من أُمَّهاتِ اللَّغة فتأَمَّل . وأَمْرَضَ الرَّجُلُ : صارَ ذا مَرَضٍ . ويُقَالُ : أَتى فُلاناً فأَمْرَضَهُ أَي وَجَدَهُ مَريضاً . ومن المَجَازِ : التَّمْريضُ في الأُمورِ : التَّوْهينُ فيها وأَنْ لا تُحْكِمَها . وقِيل : هو التَّضْجيعُ وَقَدْ مرَّضَ في الأَمْرِ : ضَجَّعَ فيه كما في الأَساسِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مَرَّضَ الرَّجُلُ في كلامِهِ إِذا ضَعَّفَهُ ومَرَّضَ في الأَمْرِ إِذا لم يُبالِغْ فيه . والتَّمْريضُ : حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ . قالَ سِيبَوَيْه : مرَّضَهُ تَمْريضاً : قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ في مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ . جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنا للسَّلْبِ وإِنْ كانتْ في أَكثرِ الأَمْرِ إنَّما تكونُ للإِثْباتِ . والتَّمْريضُ : تَذْرِيَةُ الطَّعامِ عن أَبي عَمْرو . ومن المَجَازِ : ريحٌ مَرِيضَةٌ : ساكنةٌ أَو شديدَةُ الحَرِّ أَو ضَعيفَةُ الهُبُوبِ . وشمسٌ مَرِيضَةٌ إِذا لم تكُنْ منجَلِيَةً صافيةً حَسَنةً . وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ أَي ضعيفَةُ الحالِ وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ :تَوَائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ وقيلَ معناهُ مُمْرِضة عَنَى بذلك فَسادَ هَوَائها . وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةً هُنا بمَعْنَى قَفْرَةٍ أَو ساكِنَةِ الرِّيحِ شديدَةِ الحرِّ . والمَرَاضَانِ بالفَتْحِ : وادِيانِ مُلْتقاهُما واحِدٌ . قالَهُ اللَّيْثُ . أَو هُما مَوْضِعانِ أَحدهُما لسُلَيْمٍ والآخَرُ لهُذَيْلٍ . ويُقَالُ : هُما المَارِضانِ : كذا في التَّكْمِلَة . والمَرائضُ : ع وقال الأّزْهَرِيّ : المَرائضُ والمَراضانِ : مَواضِعُ في ديارِ تَميمٍ بيم كاظِمَةَ والنَّقِيرَة فيها أَحْساءٌ . وليستْ من المَرَضِ وبابِه في شيءٍ ولكنَّها مأْخوذةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضَةُ مأْخوذةٌ منها وَقَدْ نبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً وتقدَّمَ للمُصنِّفِ في روض مِثْلُ ذلك وكأَنَّهُ ذَكَرَهُ هنا ثانياً تبَعاً للَّيْثِ . ومن المَجَازِ : تَمرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً إِذا ضعُفَ في أَمرِهِ فهو مُتَمَرِّضٌ . والمُراضُ كغُرابٍ : داءٌ للثِّمار يقَعُ فيها يُهْلِكُها وَقَدْ جاء ذِكرُهُ في حديثِ تَقَاضي الثِّمار . والمَرَاضُ كسَحَابٍ : ع أَو وادٍ وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً عن الأّزْهَرِيّ أن حقه أن يذكر في روض وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا وأعاده ثانياً فتَأَمَّلْ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّمارُضُ : أَنْ يُري مِنْ نَفًسِهِ المَرَضَ وليسَ بِهِ . وتَمَارَضَ في أَمرِهِ : ضَعُف وهو مَجازٌ . وأَكلَ مَا لم يُوافِقْه فأَمْرَضَهُ : أَوْقَعَهُ في المَرَضِ . وبِهِ مَرْضَةٌ شَديدةٌ . ومارَضْتُ رَأْيِي فيكَ : خادَعْتُ نَفْسي وهو مَجازٌ . ورَجُلٌ مَمْروضٌ : مَرِيضٌ ومُتَمَرِّض كَذلِكَ . ومَرَّضَهُ تَمْريضاً : داواهُ ليزُولَ مَرَضَهُ عن سِيبَوَيْه وَقَدْ تَقَدَّم . ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً عَلَى مُرَضاءَ ككَريمٍ وكُرَماءَ . وأَمْرَضَ القومُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ . ونقَلَ الجَوْهَرِيّ عن يعقوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ : وقَعَ في مالِهِ العاهَةُ . انْتَهَى وفي الحَدِيث : " لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " . المُمْرِضُ : من له إِبِلٌ مَرْضَى فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَهُ مع إِبِلِ المُصِحِّ لا لأَجْل العدوَى ولكنْ لأنَّ الصِّحاحَ رُبَّما عَرَضَ لها مَرَضٌ فوقَعَ في نَفْسِ صاحِبها أَنَّ ذلك مِنْ قَبِيلِ العدوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِهِ والبُعْدِ عنه . وليلةٌ مَرِيضَةٌ إِذا تَغَيَّمت السَّماءُ فلا يَكُونُ فيها ضوءٌ وَقَدْ تَقَدَّم وهُو مَجَازٌ . ورأيٌ مَرِيضٌ : فيهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ وهُو مَجَازٌ . ومَرَّضَ فُلانٌ في حاجَتِي تَمْرِيضاً إِذا نَقَصَتْ حَرَكَتُهُ فيها . وعَيْنٌ مَرِيضَةٌ : فيها فُتُورٌ . وأَعْيُنٌ مِراضٌ ومَرْضَى وهُو مَجَازٌ . وأَرضٌ مَرِيضَةٌ : قَفْرَةٌ . ويُقَالُ : أَرضٌ مَرِيضَةٌ إِذا ضاقَتْ بأَهْلِها . وقيل إِذا كثُرَ بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ . وهُو مَجَازٌ . قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
تَرَى الأرْضَ مِنَّا بالفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : امرأةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحاظِ ومَرِيضَةُ النَّظَرِ أَي ضعيفَةُ النَّظَرِ . وقال أَبو عَمْرٍو إِذا دِيسَ الزَّرْعُ ولمْ يُذَرَّ بعدُ فذلِكَ المِرْضُ بالكَسْرِ كما في العُبَاب