الدَّارُ : المَحَلُّ يَجمَعُ البِنَاءُ والعَرْصَةَ أُنْثَى . قال ابنُ جِنِّي : من دَارَ يَدُورُ لكَثْرِة حَرَكاتِ النَّاسِ فيها . وفي التَّهْذِيب : وكُلُّ مَوْضعٍ حلَّ به قَومٌ فهو دَارُهم . والدُّنْيا دَارُ الفَنَاءِ والآخِرَةُ دارُ البَقَاءِ ودَارُ القَرَارِ . وفي النِّهَايَة : وفي حَدِيث زِيَارَةِ قُبورِ المُؤْمِنين " سلامٌ عليْكم دَارَ قومٍ مُؤْمِنِين " سُمِّيَ مَوضِعُ القُبُورِ دَاراً تَشْبِيهاً بدَارِ الأَحياءِ لاجْتِماع المَوْتَى فيها . وفي حديث الشَّفَاعَة : " فأَسْتأْذِنُ عَلَى رَبِّي في دَارِه " أَي في حَظِيرة قُدْسِه وقيل : في جَنَّتِه . كالدَّارَةِ وقد جاءَ في حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه :
يا لَيْلَةً مِنْ طُولِهَا وعَنَائِها ... علَى أَنّهَا من دارَةُ الكُفْرِ نَجَّتِ وقال ابن الزِّبَعْرَي وفي الصّحاح : قال أُميَّةُ بن أبِي الصَّلْت يَمْدح عبدَ اللِه بنَ جُدْعَان :
له دَاعٍ بمَكَّةَ مُشْمَعِلٌّ ... وآخَرُ فَوْقَ دَارَتِه يُنَادِي
وقيل الدَّارةَ أَخَصُّ من الدَّارِ وقد تُذَكَّرُ أَي بالتَّأْوِيل كما في قوله تعالى : " ولَنِعْم دَارُ المُتَّقِين " فإنَّه على مَعْنَى المَثْوَى والمَْضِع كما قال عز وجل : " نِعْمَ الثَّوَابُ وحسَُت مُرْتَفَقاً " فأَنَّث على المَعْنَى كما في الصّحاح . قال شيخُنَا : ومَنْ أتَقَنَ العَرَبِيَّة وعَلِمَ أَنَّ فاعِل نِعْم في مِثْله الجنْس لا يَُدّ هذا دَلِيلاً كما لم يَسْتَدِلّوا به في نِعْم المَرْأَةُ وشِبْهه . ج في القِلَّة أَدْؤُرٌ بإِبدال الواو همزَةً تَخْفِيفاً وأَدْوُرٌ على الأَصل . قال الجوْهَرِيّ : الهَمزةُ في أُدْؤُرٍ مُبدَلَة مِن وَاوٍ مَضْمُومة قال : ولك أَن تَهْمِز كلاهما على وَزْن أَفْعُل كفَلْس وأَفلُس . وآدُرٌ على القَلْب أَغفَلَه الجَوْهَرِيّ ونقله ابنٌ سِيدَه عن الفارسيّ عن أبِي الحسن . وفي الكثير ديِاَرٌ مثل جَبَلٍ وأَجْبُلٍ وجِبَال كما في الصحاح . وزاد في المحكم في جُموع الدار دِيَارَةٌ وفيه وفي التَّهْذِيب : ودِيرانٌ كقاعٍ وقيِعَانٍ وباَبٍ وبِيبَانٍ وفي التَّهْذِيب : دُورَانٌ بالضَّمّ أَي كثَمَرِ وثُمْرَانٍ وفي المُحْكَم : دُورَاتٌ قال : حكاها سيبويه في باب جمع الجَمْع في سمة السّلامة ودِياراتٌ ذكره ابنٌ سِيدَه . قال شيخُنا وكأنهَّ جمع الجَمْع وقد استَعْمَلَه الإمامُ الشّافعيّ رضي الله عنه وأَنكروه عليه وانْتَصر له الإمامُ البَيْهَقِيّ في الانْتِصَار وأثْبَتَه سَمَاعاً وقِياساً وهو ظاهِر . وفي التهذيب أَدوارٌ وأَدْوِرةٌ كأَبْوَابٍ وأَبْوِبةٍ . وبقِيَ عَلَيْه من جُمُوعهِ مِمَّا في المُحْكَم والتهذيب : دُورٌ بالضَّمّ ونَظَّره الجوهَرّي بأَسَد وأُسْد وفي التّهْذِيب : ويقال دِيرٌ ودِيَرَةٌ وأَدْيَارٌ ودارَةٌ ودَارَاتٌ ودِوَارٌ ولم يستدرك شيخُنَا إلاّ دُور السابق ولو وَجَد سبَيِلاً إلى ما نقلناه عن الأَزْهَرِيّ لأقَام القيِامَةَ على المُصَنِّف . والدَّارُ : البَلدُ حكَى سيبويه : هذه الدَّارُ نِعْمَت البَلَدُ فأَنَّثَ البَلدَ على مَعْنَى الدّار . وفي الكتاب العزيز " والّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدّارَ والإِيمانَ " المُرَاد بالدَّار مَدِينَة النبي صلى الله عليه وسلم لأنَّها مَحلُّ أَهْلِ الإيمانِ . والدَّار : ع قال ابنُ مُقْبِل :
عادَ الأَذِلَّةُ في دارٍ وكانَ بها ... هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِومن المَجَاز : الدَّارُ : القَبِيلةُ . ويقال : مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ . وبه فُسِّر الحَدِيث : " ما بقِيَتْ دارٌ إلاَّ بُنَي فيها مسْجدٌ " أَي ما بَقِيَت قبيلةٌ . وفي حديثٍ آخَرَ " أَلاَ أُنَبئُكم بخَيْرِ دُورِ الأَنْصَار ؟ دُوُر بَنِي النَّجَار ثمّ دُورُ بني عَبْدِ الأَشْهَل وفي كُلِّ دُورِ الأَنْصَاِر خَيْرٌ " . والدُّورُ هي المنازلُ المَسْكُوَنُة والمَحالُّ وأَراد به ها هنا القبائل اجتمعَت كلَّ قَبِيلَةٍ في مَحَلَّة فسُمِّيَت المَحَلَّةُ داراً وسُمِّيَ ساكِنُوهَا بها مجازاً على حَذْف المُضَافِ أَي أَهْل الدُّور كالدّارةِ وهي أَي الدَّارة بهاءٍ : كُلُّ أَرضٍ واسعةٍ بينَ جِبَال . قال أَبو حَنِيفَة : وهي تُعَدُّ من بُطون الأَرضِ المُنْبِتَة . وقال الأَصمَعِيّ : هي الجَوْبَةُ الوَاسِعَةُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ . وقال صاحب اللّسان : وَجْدت هنا في بَعْض الأُصول حاشِيةً بخَطّ سيِّدنا الشَّيخ الإمام المُفِيد بهاء الدِّين مُحَمَّد ابن مُحْيِي الدين إبراهيم بن النحّاس النَّحْوِيّ فَسَحَ الله في أَجِله : قال كُراع : الدَّارةُ هي البُهْرَةُ إلاَّ أَن البُهْرَةَ لا تَكُونُ إلاَّ سَهْلَة والدارةُ تكون غَلِيظَة وسَهْلَةً قال : وهذا قَوْلُ أبي فَقْعَسٍ . وقال غيرُه : الدَّارةُ : كلُّ جَوْبَة تَنْفَتِح في الرَّمل . والدَّارَةُ : ما أَحاطَ بالشَّيْءِ كالدائرَةِ . قال الشهِّاَب في العِنَايَة : الدَّائِرة : اسمٌ لما يُحِيط بالشَّيْءِ ويَدُورُ حَوْلَه والتَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِيّة إلى الاسْمِيّة لأن الدائرة في الأصل اسمُ فَاِعل أو للتَأْنيث انْتَهَى . وفي الحَدِيث " أهلُ النارِ يَحْتَرِقُون إلاَّ دَارَاتِ وجُوهِهِم " هي جَمْع دارَةُ وهو ما يُحِيط بالوَجْه من جَوانِبه : أراد أنها لا تَأْكلُها النَّار لأنَّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ . والدَّارَةُ من الرَّمِلَ : ما اسْتَدارَ منه كالدِّيرِة - بالكسر - والجَمْع دِيَرٌ . وفي التَّهْذِيب عن ابن الأَعرابيِّ : الدِّيَر : الدَّارَات في الرَّمِل هكذا في سائر النُّسَخ . والصواب كالدَّيِّرة بفتَح الدال وتَشْدِيد التّحْتِيَّة المَكْسُورة . والجمْع دَيِّرٌ ككَيِّسٍ والتَّدْوِرَة . وأنشد سيبويه لابن مُقْبِل :
بِتْنَا بتَدْوِرَة يُضِيءُ وُجُوهَنَا ... دَسَمُ السَّلِيطِ يُضِيءُ فَوْقَ ذُبَالِ ويروى :
" بِتْنَا بدَيِّرة يُضِيءُ وُجُوهَنا ج أَي جَمْع الدَّارَة بالمَعَاني السَّابِقَة دارَاتٌ ودُورٌ بالضَّمّ في الأَخير كسَاحَةٍ وسُوحٍ . والدَّارَةُ : د بالخابُوِر . والدَّارَة : هَالَةُ القَمَر التي حَوْله . وكُلُّ مَوْضع يُدارُ به شَيْءٌ يَحْجِزُه فاسْمُه دارَةُ ويقال : فلانٌ وجْهُه مِثْلُ دارَةُ القَمَرِ . ومن سجعات الأساس : ولا تَخْرُج عن دائرةِ الإسلام حَتَّى يَخْرُجَ القَمَرُ عن دَارَتِه . ويقال : نزلْنا دارَةُ من دارَاتِ العَرَب ؛ وهي أَرضٌ سَهْلَة تُحِيط بها جِبالٌ كما في الأساس . وداراتُ العَرَب كلّها سُهُولٌ بِيضٌ تُنْبِتُ النَّصِيَّ والصِّلِّيَانَ وما طابَ رِيحهُ من النَّبَات وهي تُنِيف أَي تَزِيد على مِائةٍ وعَشْرٍ على اخْتِلافٍ في بَعْضِها لم تَجْتَمِعْ لغَيْرِي مع بَحْثِهم وتَنْقِيرِهم عنها ولِله الحَمْد على ذلك . وذكر الأَصمَعِيّ وعِدَّةٌ من العُلماءِ عِشْرِين دارَةُ وأَوْصَلَها العَلَمُ السَّخَاوِيّ في سِفْر السَّعادَة إلى نَيِّف وأَربعين دارَةُ واستَدَلَّ على أَكثرهَا بالشواهدِ لأهلِهَا فيها . وذَكرَ المُبَرّد في أماليه دارَاتٍ كثيرَةً وكذا ياقُوت في المُعْجَم والمُشْتَرَك . وأَوردَ الصغانيّ في تَكْمِلته إحْدَى وسَبْعِين دارَةُ . وأَنا أَذكُرُ ما أُضيفَ إليه الدَّارَاتُ مُرَتَّبةً على الحرُُوفِ الهِجَائيّة لسُهُولة المُرَاجَعَة فيها ففي حرف الأَلِف ثَمَانِية وهي :دارَةُ الآرَامِ للضِّبَاب وفي التكملة : الأرآم . ودارة أَبْرََق ببلادِ بني شَيْبَانَ عند بَلَدٍ يقال له البطن وفي بعض النسخ أَبْلَق بالَّلام وهو غَلط . ويضاف إلى أَبرقَ عِدَّةُ مَواضِعَ وسَيأْتي بيانُهَا في ب ر ق إِن شاءَ الله تعالى . ودارَةُ أُحُد هكذا هو مضْبُوط بالحاءِ والصواب بالجيم . ودارَة الأرْحَامِ هكذا هو في ساِئرِ النُّسَخ بالحَاءِ المهملة والصواب الأَرجام بالجيم وهو جَبَل . ودارة الأسْوَاطِ بظَهْر الأَبرقِ بالمَضْجَع . ودارَةُ الإِكْلِيلِ ولم يَذكره المصنّف في ك ل ل . ودارَة الأَكْوَارِ في مُلْتَقىَ دارِ رَبِيعَة ودارِ نَهِيك . ودارَةُ أهْوَى وسَتَأْتي في المُعْتَلّ . وفي حرف الباءِ أَربَعَة : دارَةُ باسِلٍ ولم يذكره المُصَنّف في اللاّم . ودارَة بُحْثُرٍ كقُنْفُذٍ هكذا بالثّاءِ المثلّثَة في سائِر النُّسَخ ولم يَذْكُره المُصَنِّف في مَحَلِّه . والصَّواب أنه بالمُثَنَّاة الفَوْقِيَّة كما يَدُلّ عليه سِياقُ يَاقُوت في المُعْجَم قال : وهو رَوْضَة في وَسَطِ أَجأَ أَحدِ جَبَلْيَ طَيِّء قُرْب جَوّ كأَنَّهَا مُسَمَّاة بالقَبِيلة وهو بُحْتُر بن عَتُود فهذا صريحٌ بأنّه في المثنّاة الفَوْقِيّة وقد استدركناه في مَحَلّه كما تقدَّم . ودارَةُ بَدْوَتَيْنِ لبني رَبِيعَةَ بنِ عُقَيل وهما هَضْبتانِ بينهما مَاءٌ كذا في المعجم وسيأْتي في المُعْتَلّ إِن شاء الله تعالى . ودارَةُ البَيْضَاءِ . لمُعَاويَةَ بن عُقَيْل وهو المُنْتَفِق ومعهم فيها عامِرُ بن عُقَيْل . وفي حرف التاءِ الفوقيّة اثْنَتَان : دارَةُ التُّلَّى بضَمّ فَتَشْدِيد اللاَّم المَُْوحة هكذا في النُّسَخ وضَبَطه أبو عُبَيْد البَكْرِيّ بكَسْر الفَوْقِيَّة وتَشديدِ اللَّام بالإِمالة . وقال : هو جَبلٌ . قلْت : يمكن أَن يَكُون تَصْحِيفاً عن التُلَيّ تصغير تِلو ماء في ديارِ بني كِلاَب فليَنْظَر وسيأْتي في كلام المصنّف التُّلَيّاَن بالتثنية وأنه تصحيف البُلَيّان بالموحّدة الضمومة وهو الذي يُثَنّي في الشعر
ودارَةُ تِيل بِكسر المثنّاة الفوقيّة وسكون الياء جَبَل أَحمَرُ عظيمٌ في ديارِ عامرِ بن صَعْصَعَةَ من وراءِ ترَُبَةَ . وفي حرف الثاءِ واحدة : دارةُ الثَّلْمَاءِ : ماء لِربيَعة بن قُرَيْط بظَهْرِ نَمَلَى . وفي حَرْفِ الجِيم إحْدَى عشَرَة دارَةُ الجَأْبِ : ماء لبني هُجَيم . ودارَةُ الجَثُومِ كصَبُور وفي التَّكْملة بضَمّ الجِيم لبني الأَضْبَطِ . ودارَةُ جُدَّي بضَمّ فتَشْدِيد والألف مَقْصُورة هكذا هو مضبوط ولم يذكره المُصَنف في مَحَلّه . والصَّواب أنه مُصَغّر جُدَيّ وهو جَبَلٌ نَجديٌّ في ديار طيِّئ
ودارَةُ جُلْجُلٍ كقُنْفُذ بنَجْد في دارِ الضِّبابِ مما يُواجِهُ دِيَارَ فَزَارَةَ قد جاءَ ذكره في لاميّة امْرِئ القَيْس . ودارَةُ الجَلْعَبِ : مَوضعٌ في بِلادِهِم . ودارَةُ الجُمُد كعُنُق : جَبَلٌ بنَجْد مثَّل به سيبويه وفسّره السّيرافيّ وقد تقدم وضَبَطه الصَّغَانيّ بفَتْح فسكون . ودارَةُ جَوْداتٍ بالفتح ولم يَذكره المُصَنِّف في مَحَلّه والأَشبهُ أَن يكون ببلاد طَيِّئٍ . ودارَةُ الجَوْلاءِ ولم يَذكره المصنّف في الَّلام . ودارَةُ جَوْلَةَ ولم يذكره المصنف في اللام . ودارَةُ جُهْد بضَمّ فسُكُون . ودارَةُ جَيْفُون بفتح الجيم وسكون التحتيّة وضَمّ الفاءِ . وفي حرف الحاءِ اثْنَتَانِ : دارَةُ حُلْحُلٍ كقُنْفُذٍ وليس بِتَصْحِيف جُلْجُل كما زَعمه بعضُهم ومنهم من ضَبطه كجَعْفَر وقال هو جَبَلٌ من جِبَالِ عُمَانَ . ودارَةُ حوْقٍ بفتح فسكون . وفي حرف الخاءِ سبعة : دارَةُ الخَرْج بفَتْح فسكُون باليَمامَة فإن كان بالضَّمّ فهو في دِيَار تَيْم لِبني كَعْب بن العَنْبَر بأَسافِلِ الصَّمَّان . ودارة الخَلاءَةِ كسَحَابَةٍ وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّف في حَرْف الهمزْة . ودارَةُ الخَنَازِير . ودارَةُ خَنْزَرٍ كجَعْفر ويُكْسَر هذِه عن كُراع قال الجَعْدِيّ :
ألمَّ خَيَالٌ من أُمَيْمَةَ مَوْهِناً ... طُرُوقاً وأَصْحابي بدَارَةِ خَنْزَرِودارَةُ الخَنْزَرََيْنِ تَثنِية خَنْزَرة وفي بعض النَّسخ الخَزْرتين . ودارَةُ الخِنْزِيرَين تَثْنِيَة خِنْزِير . وفي التكملة : دارَةُ الخْنِزيرَتَيْنِ . ويقال : إن الثانِيَةَ راويَةٌ في الأُولَى وقد تقدّم ذلك في خ ز ر وفي خ ن زر . دارَةُ خَوٍّ : وادٍ يَفْرُغ ماؤُه في ذِي العُشَيْرَة من ديار أسدٍ لبني أبي بكر بن كلاب . وفي حرف الدال أَربعةٌ : دارَةُ داثِرٍ : ماء لفَزَارَة وهو مستدرك على المُصَنِّف في د ث ر . ودارة دَمْخٍ بفَتْح فسكون وهو جَبَل في دِيَارِ كِلاب وقد تقدّم . ودارَةُ دَمُّون كتَنُّور : مَوضع سيأْتي ذِكْرُه . ودارَة الدُّورِ بالضَّمّ : مَوضع بالبادية قال الأَزْهَرِيّ : وأُراهم إنما بالَغُوا بها كما تقول رَمْلَة الرِّمال . وفي حرف الذال ثلاثةٌ : دارَةُ الذِّئْب بنجد في دِياَرِ كِلاب . ودارَةُ الذُّؤَيْب بالتَّصْغِير لبني الأَضْبَط وهما دَارَتَان وقد تقدّم ذِكْرُهما . ودارَةُ ذات عُرْش بضمّ العين المهملة وسكون الرّاءِ وآخُره شِينٌ مُعْجَمة وضَبَطه البَكْرِيّ بضَمَّتَيْن : مَدِينَة يَمانَية على الساحل ولم يَذْكُره المصنِّف وما إِخال البكريَّ عَنَى هِذه الدَّارةَ . وفي حرف الراء تسعة : دارَةُ رابِغ : وادٍ دُون الجُحْفَة على طريق الحَاجِّ من دون عَزْوَرٍ . ودارَةُ الرَّجْلَيْنِ تَثنيَة رَجْل بالفتْح لبني بَكْرِ بن واِئل من أَسافلِ الحَزْن وأَعالي فَلْج . ودارَةُ الرَّدْمِ بفَتْح فسكُون وضَبَطه بعضُهم بالكَسْر : مَوضعٌ يأْتِي ذكِرْه في المِيمِ . ودارَةُ رَدْهَةَ ؛ وهي حُفَيْرة في القُفّ وهو اسم مَوْضِع بعَيْنه وسيأْتي في الهاءِ ولم يذكُره المصنّف . ودارَةُ رَفْرَفٍ بمْهمَلتَين مَفْتُوحَتَيْنِ وتُضَمَّان ونقله ياقوت عن ابن الأَعرابيِّ لبَنِي نُمَيْر أَو بمُعْجَمتين مَضْمُومَتْين والأَول أَكثر . ودارَةُ الرُّمْح بضَمّ الرّاءِ وسُكُون المِيمِ وضَبَطه بعضُهم بكسْرِ الرّاءِ أَبْرق في دِياَر بني كِلاب لبني عَمْرو بن رَبِيعة وعنده البَتِيلة ماءٌ وفي بَعْض النُّسَخ : الرِّيح بدل الرُّمح وهو غَلَط . ودارَةُ الرِّمْرِمِ كسِمْسِم : موضِع يأْتِي ذكرُه في المِيمِ . ودَارَةُ رَهْبَى بفَتْح فسُكُون وألف مقصورة : مَوضع وقد تَقدَّم ذِكْرَه . ودَارَةُ الرُّهَى بالضَّمّ كهُدى وسيأْتِي ذِكْره . وفي حرف السين اثنتان : دارَةُ سَعْر بالفَتْح يُكْسَر جاءَ ذِكْرُه في شِعر خُفاف بنِ نَدْبَةَ . ودارَةُ السَّلَم محرّكة . وفي حرف الشِّين اثْنَتَان : دارَةُ شُبَيْثٍ مُصَغَّراً : موضع بنَجْد لبني رَبِيعة . ودارةُ شَجَا بالجِيم كقَفا : ماء بنجد في دِيَارِ بَنِي كِلاَب وليس بتَصْحِيفِ وَشْحَى كسَكْرى . وفي حرف الصاد أَربعةٌ : دارَةُ صارَةَ : جَبَل في ديار بني أَسَد . دارَةُ الصَّفَائِحِ : مَوضع تقدّمِ ذْكره في الحاء . دارَةُ صُلْصُل كقُنْفَذٍ : ماء لبني َعْجلانَ قُرْبَ اليمامَة وماء آخَر في هَضْبةٍ حَمْرَاءَ لبني عَمْرِو بن كِلاب في دِيَارهم بنَجْد . ودارَةُ صَنْدَلٍ : مَوضِع وله يَوْمٌ معروف وسيَأْتي ذِكْرُه . وفي حَرف العَيْن سبعةٌ : دارَةُ عَبْسٍ بفتح فَسُكُون : ماء بنَجْد في دِيَار بني أسَد . ودارَةُ عَسْعَسٍ : جَبَل لبني دُبَيْر في بلاد بَنِي جَعْفَر بنِ كِلابٍ وبأَصْله ماءُ النَّاصِفِة . ودارَةُ العَلْيَاءِ وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في المعتلّ . ودارَةُ عُوَارِضٍ بالضَّمّ : جَبل أسودُ في أَعلَى دِيارِ طّيِّئٍ وناحية دارِ فَزَارةَ . ودارَةُ عُوَارِمٍ بالضَّمّ : جَبل لأبي بكر بن كلاب . دارَةُ العُوجِ بالضَّمّ : مَوْضِع باليَمَن . دارَةُ عُوَيْجٍ مُصَغّراً : موضع آخَر مَرَّ ذِكْرُهما في الِجيمِ . وفي حرف الغين ثلاثةٌ : دارَةُ الغُبَيْرِ مُصَغَّراً : ماء لبني كِلاب ثمّ لِبَنِي الأَضبطِ بنَجْد وماء لمُحَارِب بن خَصَفَةَ . دارَةُ الغُزَيِّلِ مُصَغَّراً لِبَلْحَارِثِ بنِ ربيعةَ كما سيأْتي . ودارُة الغُمَيْرِ مُصَغَّراً : في ديارِ بني كِلاب عند التَّلَبُوتِ . وفي حرف الفاءِ ثلاثةٌ :دارَةُ فَتْكٍ بفَتْح فسُكُون وضَبطَه البَكْرِيّ بالكَسْر : مَوضع بينَ أَجَأَ وسَلْمَى . ودارَةُ الفُروُع جَمْع فَرْع : مَوضع مُسْتَدْرَك على المُصَنِّف . ودارَةُ فَرْوَعٍ كجَرْوَل : مَوضِع آخَر هي وهي غير دَارَةِ الفُرُوعِ . وفي حرف القاف تِسْعَةٌ : دارَةُ القِدَاحِ ككِتَاب . ودارَةُ القَدَّاحِ مثْل كَتّانٍ من ديار بن تَمِيم وهما دارَتَان . ودارَةُ قُرْحٍ بضمّ فَسُكون بوادِي القُرَى وفي بعض النُّسخ قُرْط بدل قُرْحٌ . ودارَةُ القُطِقْطِ بكسرتين وبضَمَّتيْنِ هكذا ضَبَطَه بالوجْهين في حرف الطاءِ وسيأْتي هناك . ودارَةُ القَلْتيِن بفتح القاف وسكون اللام وكسر المثنّاة الفَوقِيّة وضبطه ياقوت بفتح المُثَنَّاة على الصّواب وهو ناحَية باليَمَامة ويُقال لها : ذاتُ القَلْتَيْن ومنهم من ضَبَطَه بضمّ القاف وهو غَلَطٌ وقد سبق الكلام عَليه . ودارَةُ القِنَّعْبَةِ بكسر القاف وتَشْدِيد المَفْتُوحَة وسُكون العَيْن المهملة وفتح البَاءِ الموحدة وهو مُسْتَدْرك على المُصَنِّف في حَرْف الباءِ . ودارَةُ القَمُوِص كصَبور : بقُرْب المدينة المُشْرَّفَة على ساكِنها أَفضلُ السلامِ . ودارَةُ قَوٍّ : بين فَيْدٍ والنِّبَاجِ . وفي حرف الكاف خَمْسَةٌ : دارَةُ كامِسٍ مَوضع سيأْتي ذِكْرُه في السِّين . ودارَةُ كِبْدً بكَسْر فسُكُون وضبطَه البَكْرِيّ بكَسْر المُوَحَّدِة أيضاً وهي هَضْبةٌ حمراءُ بالمَضْجَع من ديار كِلاب . ودارَةُ الكَبْسَاتِ بفَتْح فسُكُون هكذا هو مَضْبُوط والذي ذكرَه يَاقُوت والبَكْرِيّ : الكَبِيسَتان شبِيكتان لبني عبسٍ لهما وادياَ النفاخين حيث انقطعت حلّة النباتج والْتقتْ هي ورَملة الشَّقيق والمصنّف لم يَذكر في السين لا الكبسات ولا الكبستان فلينظر . ودارَةُ الكَوْرِ بفَتْح فسُكونٍ : جبل بين اليمامَةِ ومكّة لبَني عامرٍ ثم لبَنِي سَلُولَ . ودارَةُ الكُورِ بالضَّمّ وهي غَيْرُ الأُولَى في أَرض اليَمَن بها وَقْعَة ويقال لها أَيضاً ثَنِيَّة الكُورِ . وفي اللام واحدةٌ وهي : دارَةُ لاقِطٍ لم يَذْكُره في الطَّاءِ وسيأتي الكلام عليه . وفي حرف المِيمِ سِتَّةَ عشَرَ : وهي دارَةُ مَأْسَل كمَقْعَد مهموزاًَ سيأْتي للمصّنف في أَسل . ودارة مُتَالِع بالضَّمّ : جَبَل في بلاد طَيِّئ مُلاصِق لأَجأَ وقيل لبني صَخْرِ بن جَرْم وفي أَرض كِلاب بين الرُّمَّةِ وضَرِيّة وأيضاً شِعْب فيه نخَلٌْ لبتنني مُرَّة بْنِ عَوْف وقيل : في دِيار بني أسَد : وسيأْتي في حَرْفِ العَيْن . ودَارَةُ المَثَامِنِ لبِنَي ظَالِم بن نُمَيْر . ودارَةُ مِحْصَنٍ كمِنْبر يأْتي ذكره . ودارَةُ المَرَاضِ كسَحَابٍ : مَوضع لهُذَيل . ودارَة المَرْدَمَةِ بالفتح : لِبَنِي مَالِكِ بن رَبِيعَة . ودارَةُ المَرْوَرَاتِ بفتح فَسُكُون كأنَّه جمع مَرْوَرٍ كجَعْفَر وسيأْتي ذِكْره . ودارَةُ مَعْرُوفٍ : ماء لبني جَعْفَر
ودارَةُ مُعَيطٍ كزُبَيْر وقيل كأَمِير : مَوضع يأْتي ذِكْره . ودَارَةُ المَكَامِنِ وسيأْتي للمُصَنّف في النون أنه دارَةُ المَكَامِين وأنَّه لُغَة في الذي بعده . ودَارَةُ مَكْمَن كمَقْعَد ويقال : المَكَامِين في بِلاد قَيْس . قال الرَّاعِي :
بدارَةِ مَكْمَنٍ ساقَتْ إليها ... رِياحُ الصَّيْفِ آرَاماً وعِينَا ودارَةُ مَلْحُوبٍ : ماء لبَنِي أَسَدِ بن خُزَيْمَة وقد تقدّم . ودارَةُ المَلكَة أُنثَى المَلِك ولم يَذْكُرها ياقُوت في المُعْجَم وسيأْتِي ذِْكرُهَا . ودارَةُ مَنْوَرٍ كمَقْعَد : جَبل . قال يَزِيدُ بن أبي حَارِثَةَ :
إنّي لعَمْرُك لا أُصَالحُ طَيِّئاً ... حتّى يَغورَ مَكَانَ دَمْخٍ مَنْوَرُ ودارَةُ مَوَاضِيعَ كأنَّه جمْع مَوْضُوع يأْتي ذِكْره وهكذا أورده يَاقُوت في المعجم . ودارَةُ مُوْضُوعٍ . قال البعَيِث الجُهَنِيّ :
ونَحْن بمَوْضُوعٍ حَمَيْنا دِيَارَنَا ... بأَسْيِافَنا والسَّبْىَ أَن يُتَقَسَّمَاوفي حرف النون اثنْتَان : دارَةُ النّشَّاشِ ككَتّان هكَذا هو في سائِر النُّسَخ وضَبَطه ياقُوت في المُعْجَم النَّشْنَاش بزيادة نون ثَانِيَة بَعْد الشين . قال أبو زياد : ماء لبَنى نُمَيْر بن عامر . ودارَةُ النِّصَابِ وهو مستدرك على المُصَنِّف في حَرْف البَاءِ ولم يَذكره ياقوت أيضاً . وفي حرف الواو أَربعةٌ : دارة واحِدٍ جَبل لكَلْب وقد تقدّم . ودارَةُ واسِطٍ : من منازِل بني قُشَيْر لبني أُسَيْدَةَ . ودارة وَسطٍ بفتح فسكون ويُحَرَّك : جَبل ضَخْم على أَربعة أَميال وَراءَ ضَرِيَّة لبني جَعْفَر بنِ كِلاب . ودارَةُ وَشْحَى بالفَتْح ويُضَم وضَبَطه ياقوت بالمَدّ : ماء بنَجْد في دِيار بَنِي كِلاب . وفي حرف الهاءِ واحدة : دارَةُ هَضْبٍ بفتح فسكون قُربَ ضَرِيَّةَ من دِيَارِ كِلاب وقد تقدَّم وقيل لِلضِّباب . وفي حرف الياءِ اثنتان : دارَةُ اليَعْضِيد وهو مُسْتَدْرك على المُصَنّف في الدّال ولم يَذْكُره ياقوت أيضاً . ودارَةُ يَمْغُون بالغِين أو يَمْعُون بالعَيْن المهملة وهو الذي صَرَّحَ به ياقُوت والبَكْرِيّ : من مَنازل هَمْدانَ باليمن . وفي التَّكْمِلَة : دارَةُ يَمْعون أو يَمْعُوز الأُولى بالنُّون والثانية بالزَّاي والعَيْن مُهْمَلة فيهما فتأَمَّل . وهذه آخِر الدارات وقد استوفَيْنَا بَيانَهَا على حَسَب ضِيقِ الوَقْتِ وقِلَّة المُساعد والله المُسْتَعَان وعليه التُّكْلان
ودارَ الشْيءُ يَدُورُ دَوْراً بفَتْح فسُكُون ودَوَرَاناً مُحَرَّكةً ودُوُوراً كقُعُود واسْتَدَارَ وأَدَرْتُهُ أنا ودُوَّرْتُه وأَدارَه غيرُه ودَوَّر به ودُرْت به وأَدَرْتُ : استَدَرْتُ . وفي الحَدِيث " إن الزَّمَان قد استدَارَ كَهَيْئَته يومَ خَلَقَ اللهُ السَّمواتِ والأرضَ " يقال : دَارَ يَدُورُ واستدَارَ يَسْتَدِير إِذَا طاف حَوْلَ الشَّيْءِ وإذا عادَ إلى المَوضع الذي ابتدأ منه . ومعنَى الحَدِيث أَن العَرب كانوا يُؤَخِّرُون المُحَرَّم إلى صفَر وهو النِّسِئُ ليُقاتلوا فيه ويَفْعَلُون ذلك سَنَةً بعد سَنَةٍ فينْتَقِل المُحَرَّم من شهَرْ إلى شَهْر حتى يَجْعَلُوه في جَمِيع شُهور السَّنَة فلما كان تلك السنة كان قد عادَ إلى زَمَنِه المَخْصُوص به قبل النَّقْل ودارَت السَّنَةُ كَهَيْئِتَها الأُولىَ . ودَاوَرَه مُدَاوَرَةً ودَِاراً الأَخير بالكَسْر : دَارَ معه قال أبو ذُؤَيْب :
حتَّى أتُيِحَ له يَوماً بمَرْقَبَةٍ ... ذُو مِرَّةٍ بِدِوَارِ الصَّيْدِ وجَاَّسُ والدَّهْرُ دَوَّارٌ به ودَوَّارِيٌ أَي دَائِرٌ به على إِضافة الشْيءِ إلى نفْسه . قال ابنٌ سِيدَه : هذا قول اللُّغَوِيّين قال الفارِسِيّ : هو على لَفْظِ النَّسَب وليس بِنَسَبٍ ونَظِيرهُ بُخْتِيّ وكُرْسِيّ ومن المُضَاعَف أَعْجَمِيٌ في مَعْنَى : أَعْجَم . وقال اللَّيث : الدَّوَّارِيُّ : الدَّهرُ بالإنْسَان أَحوالا . قال العَجَّاج :
والدَّهْرُ بالإْنسَان دََّارِيُّ ... أَفْنَى القُرونَ وهو قَعْسَرِيُّ وقال الزَّمَخْشَرِىّ : معناه يَدُورُ بأَحْوَاله المُخْتَلِفَة . والدُّوَارُ بالضَّمّ وبالفَتْح : شِبْه الدَّوَرانِ يأْخُذُ في الرّأْسِ . ويقال : دِيرَ به ودِيرَ عليه وأُدِيرَ به : أَخَذَه . وفي الأَساس : أَصابه الدُّوارُ . من دُوَارِ الرأْس . ودُوَّارَةُ الرَّأْسِ كرُمّانة ويُفْتَح : طائِفَةٌ منه مستديرةٌ . والدُّوَّارَة من البَطنِ بالضَّمّ والفَتْح عن ثَعْلَب : ما تَحَوَّى من أَمعاءِ الشّاةِ . والدَّوَّارُ ككَتَّانِ ويُضَمُّ : الكَعْبَةُ عن كُرَاع . واسم صَنَم ويُخَفَّف وهو الأَشْهَر . قال الأَزْهَرِيّ : وهو صَنَمٌ كانَت العَرَبُ تَنْصِبُه يجَعلون موضِعاً حوْلَه يَدُورون به واسمُ ذلِك الصَّنَمِ والموضعِ الدُّوَّار . ومنه قولُ امْرئِ القَيِس :
فعَنَّ لنا سِرْبٌ كأَنّ نِعَاجَهُ ... عَذَارَى دُوَارٍ في مُلاَءٍ مُذَيَّلِأَراد بالسِّربِ البَقَر ونِعَاجُه إناثُه شَبَّهَها في مَشْيِها وطُولِ أذنابِها بجَوارٍ يَدُرْن حَولَ صَنَمٍ وعليهن المُلاَءُ المُذَيَّل أَي الطَّويِل المُهَدَّب . قال شيخُنَا : وقيل : إنَّهُم كانُوا يدَُورُون حولَه أَسابِيعَ كما يُطَاف بالكَعْبَة . ونقل الخَفَاجِيّ عن ابن الأَنباريّ : حِجَارَةٌ كانوا يَدُورُون حَوْلَهَا تَشْبِيهاً بالطائِفين بالكَعْبَة ولِذَا كَرِه الزَّمَخْشَرِىّ وغيرُه أَن يُقَال دَارَ بالبَيْت بل يُقال : طافَ به . والدَّوَّارَةُ كجَبَّانةٍ : الفِرْجَارُ وهو بالفارسّية بركار وهي من أَدواتِ النَّقَّاش والنَّجّار لها شُعْبَتَانِ يَنْضَمّان ويَنْفَرِجان لتَقْدِيرِ الدَّارَات . والدُّوَّارُ بالضَّمّ : مُسْتَدَارُ رَمْل يَدُورُ حَوْلَه الوَحْشُ . أَنشدَ ثَعْلب :
فمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ نَامَ غَزَالُهَا ... بدُوَّارِ نِهْيٍ ذِي عَرَارٍ وحُلَّبِ
بأَحْسَنَ مِن لَيْلَى ولا أُمُّ شادِنٍ ... غَضِيضَةُ طُرْفٍ رُعْتُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ وعن ابن الأَعرابيِّ : يقال لكلِّ ما لم يَتَحَرَّكْ ولم يَدُرْ : دَوَّارَةٌ وفَوَّارَةٌ أَي بفَتْحهما فإذا تَحَرَّكَ أو دَارَ - ونَصُّ النّوادر : ودَار - فهو دُوَّارَة وفُوَّارَة أَي بضمِّهما . والدّائِرَةُ : الحَلْقَةُ أو شِبْهُها أو الشَّيْءُ المُسْتَدِير . والدَّائِرةُ : الشَّعرُ المُسْتَدِيرُ على قَرْنِ الإِنْسَانِ . ومن أَمثالهم " ما اقشَعَرَّت له دَائِرتِي " يُضرَب مَثَلاً لمن يَتَهَدَّدُكَ بالأَمر لا يَضُرُّك أو الدّائرة : مَوْضعُ الذَّؤَابَة قال ابن الأَعرابيِّ . والدَّائِرة : الهَزِيمَةُ والسُّوءُ . يقال : " عَلَيهم دائرَةُ السَّوْءِ " وقوله تعالى : " نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ " قال أبو عُبَيْدة أَي دَوْلة والدَّوائر تَدُور والدَّواِئلُ تَدُول . والدَّائِرة الّتي تَحْتَ الأَنْفِ يقال لها الدِّيرة والدَّائِرة كالدَّوّارَةِ بالتشديد . والدَّارِيُّ : العَطَّارُ . يقال : إِنه مَنْسُوبٌ إلى دَارِينَ فُرْضَةٍ بالبَحْرَينِ بها سُوقٌ كان يُحْمَلُ المِسْكُ من أَرض الهِنْدِ إليها . وقال الجَعْدِيّ :
أُلْقِيَ فيها فِلْجَانِ من مِسْكِ دَا ... رِينَ وفِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ وسَأل كِسْرَى عن دَارِينَ مَتَى كانَت ؟ فلم يَجِد أَحَداً يُخْبِره عنها إلاّ أنَّهم قالوا هي عَتِيقَةٌ بالفارسّية فسُمِّيَت بها . وفي الحَدِيث : " مَثَلُ الجَلِيس الصَّالِح مَثَلُ الدّارِيّ إن لم يُحْذِك من عِطْرِه عَلِقَك من رِيِحه " . قال الشاعر :
" إذَا التَّاجِرُ الدَّارِيُّ جاءَ بفَأْرَةٍمِن المِسْكِ رَاحَتْ في مَفَارِقِها تَجْرِي والدَّارِيّ : رَبُّ النَّعَمِ سُمِّيَ بذلك لأنه مُقِيم في دَارِه فنُسِب إليها . والدَّارِيُّ : المَلاَّحُ الذي يَلِي الشِّرَاعَ أَي القِلعَ . والدّارِيُّ : اللازمُ لِدارِه لا يَبْرَح ولا يَطُلب مَعَاشاً كالدَّارِيَّةِ والدَّارِيُّ مِنَ الإِبِل : المُتَخلِّفُ في مَبْرَكِه لا يَخْرُج إلى المَرْعَى وكذلك شاةٌ دَارِيَّةٌ . والمُدَاوَرَةُ كالمُعَالَجَة في الأُمور وهو طَلَبُ وُجُوِه مَأْتَاهَا وهو مَجَاز . قال سُحَيْم بن وَثِيلٍ :
أَخُو خَمْسِينَ مُجتَمِعٌ أَشُدِّي ... ونَجَّذَنِي مُدَاوَرَةُ الشُّؤُونِ ودُوَّار كرُمَّانٍ : ع وهو جَبَلٌ نجْدِيٌ أو رَمْلٌ بنَجْد . قال النَّابِغَةُ الذُّبْيَانِيّ :
لا أَعِرفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُها ... كأنَّهُنَّ نِعَاجٌ حَوْلَ دُوَّارِ ودَوَّار ككَتَّانٍ : سِجْنٌ باليمَامَة . قال جَحْدُر بنُ مُعَاوِية العُكْلِيّ
كانَتْ منازِلُنَا التي كُنَّا بِهَا ... شَتَّى فأَلَّفَ بَيْنَنَا دَوَّارُ وسالِمَ بنُ دارَةَ : من الفُرْسانِ الشُّعراءِ وفي المَثَل :
" مَحَا السَّيفُ ما قَالَ ابنُ دَارَةَ أَجْمَعَا وسَبَبُه أَن ابنَ دَارَةَ هَجَا فَزَارةَ فقَال :
أَبْلِغْ فَزَارةَ أَنّي لا أُصالحِهُا ... حتَّى يَنِيكَ زُمَيْلٌ أُمَّ دِيناِر فبلغَ ذلِك زُمَيْلاً فَلَقِي ابنَ دارَةُ في طَرِيقِ المَدِينَة فقَتَله وقال :أَنا زُمَيْلٌ قاتِلُ ابْنِ دَارَهُ ... ورَاحِضُ المَخْزَاةِ عن فَزَارَهْ والدَّارُ : صَنَمٌ به سُمِّيَ عبدُ الدّارِ بن قُصِّي بن كِلاب أبو بَطْن والنِّسْبَة إليه : العَبْدَرِيّ . قال سيبويه : هو مِن الإِضافَة التي أُخِذَ فيها من لَفْظ الأَوَّل والثَّاني كما أُدْخِلَت في السِّبَطْر حروف السَّبِط . قال أبو الحَسَن : كأنَّهم صَاغُوا من عَبْد الدّار اسْماً على صِيغَة جَعْفَر ثمّ وَقعَت الإضافَةُ إليه وهو أَكبَرُ وَلَدِ أَبيه وأَحبُّهم إِليه وكان جَعَل له الحِجَابَة واللِّواءَ والسِّقَاءَ والنَّدْوَةَ والرِّفَادَة . ومنهم عُثْمَانُ بنُ طَلْحَةَ بن أَبي طلَحْة عَبْد الله بن عبد العُزّى بن عُثْمَان بن عبد الدَّارِ صاحِب مِفْتاح الكَعْبَة . والدّارُ بن ُهانِئِ بنِ حَبِيب بنِ نُمارة بن لَخْم أَبُو بَطْن من لَخْم كما تَرَى . مِنْهُم أَبو رُقَيَّة - كُنِيَ بابْنَةٍ له لم يُولَد له غَيْرُهَا كما حَقَّقه ابن حَجَر المَكّي في " شَرْحِ الأَرْبَعِين " - تَمِيمُ بنُ أَوْس بنِ خارِجَةَ بن سُوَيْد بن جَذِيمْة بن الدرّاع بن عَدِيِّ بن الدَّار أَسلم سنةَ تِسْع وسَكَن المَدِينةَ ثم انْتَقَل إلى الشَّام . وأمَّا تَمِيمٌ الدَّارِيُّ المَذْكُور في قِصَّة الجَام فذاك نَصْرَانِيٌّ من أَهل دَارِين كذا وَجدتُ في هامِش التَّجْرِيد للذَّهَبِيّ . وأَبُو هِنْد بُرَيْر كزُبَيْر كذا هو بخَطّ أَبي العَلاءِ القُرْطُبِي وقيل بَرُّ ابنُ رَزِيْنٍ وقيل ابنُ عَبْدِ الله وغَلِطَ فيه البُخَارِيّ وغيَرْه فقال هو أَخو تَمِيم الدّارِيّ الدّارِيّانِ الصَّحَابِيّان . ويقال في الأَخير أيضاً : أَبو هِنْد بنُ بَرّ . ودَارِينُ : بالشّامِ وهو غير دَارِينِ البَحْرَينِ . وذو دَوْرَان كحَوْرانَ : ع بين قدُيَدْ والجُحْفَةِ وهو وادٍ يَفْرُغ فيه سَيْلُ شَمَنْصِير . قال حَسَّانُ بنُ ثابِت :
وأَعْرَضَ ذُو دَوْرانَ تَحْسَب سَرْحَه ... مِنَ الجَدْبِ أَعْنَاقَ النِّساءِ الحَواسِرِ ودَارَا هكذا بالألف المقصورة : د بَيْن نَصِيبِينَ ومارِدِينَ بِدِيار رَبِيعَة بَيْنها وبَيْنَ نَصِيبِين خَمْسَةُ فَراسِخَ بناها - هكذا في النُّسَخ والصواب بَناه - دَارَا بن دارَا المَلِك وهو آخِر مُلُوك الفُرْس الجَامِعِين للمَمَالِك وهو الذي قتَلَه الإِسْكَنْدَرُ الرّوميّ . ودارا : قَلْعَةٌ بطَبَرِسْتان من بِنَاءِ دَارَا المَلِك . ودَارَا : وادٍ بدِيارِ بني عامر بْنِ صَعْصَعَةَ بن كلابٍ
وداَرَا : ناحِيَةٌ بالبَحرَينِ لعَبْد القَيْس ويُمَدُّ قال الشاعر :
لَعَمْرُك ما مِيعادُ عَيْنِك والبُكَا ... بدَارَاءَ إلاَّ أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
أعَاشِرُ في دَارَاءَ مَنْ لا أَوَدُّه ... وبالرَّمْلِ مَهْجُورٌ إلي حَبِيبُودارُ البَقَر : قَرْيَتَانِ بِمصرَ بالغَرْبِيَّة منها البَحَرِيَّة والقِبْلِيَّة والنِّسْبَة إليهما للجُزْءِ الأَخير . ودارُ عُمَارَةَ : مَحَلَّتَانِ ببَغْدَادَ شَرْقِيَّة وغَرْبِيَّة خَرِبتَا . ودارُ القُطْن : مَحَلَّةٌ بها أَي بِبغدادَ منها الإمامُ الحَافظ نَسِيجُ وَحْدِه وقَرِيعُ دَهْرِه في صِنَاعَة الحَدِيث ومعرفة رجاله أبو الحَسَن عَلِيُّ بن عُمَر بن أحَمد بن مَهْدِيّ . قيل لابن البَيِّع : أَرأَيتَ مِثْلَ الدّار قُطْنيّ ؟ فقال : هو لم يَر مِثْلَ نَفْسِه فكَيْفَ أرَى أنا مِثْلَه ؟ روَى عن أبي القاسِم البَغَوِيّ وأَبِي بَكْر بن أَبي دَاوود وعنه أَبو بَكْر البرقانيّ وأبو نُعَيم الأصْبَهَانيّ وله كِتَابُ السُّنَن مشهور رويناه عن شيوخنا . تُوُفِّي ببَغْدَاد سنة 385 وصَلَّى عليه أبُو حامد الِإسِفراينيّ ودُفِن بجَنْب مَعْرُوفٍ الكَرْخِيّ . ودارُ القُطْنِ أيضاً : مَحَلَّةٌ بحَلَبَ مَشْهُورة . مِنْهَا الإمام المُحَدِّث عُمَرُ بن علي بن مُحَمَّد المَعْرُوف بابْنِ قُشَامٍ كغُرَاب ذو التَّصانِيفِ الكَثِيرَةِ المَبْسُوَطةِ في الفُنُونِ العَدِيدِة . رَوَى عن أبي بَكْرِ بن ياسرٍ الجَيِّانّي وعنه ابنُ شِحَاتةَ . ودُرْنَى بالضَّمّ : ع في شِقِّ اليَمَامَة سُمِّيَ بالجُمْلَة وعلى هذا فالصواب أَن يكتب هكذا دُرْنَا على صِيغَة المتكلم من دَارَ لا بالأَلف المَقْصُورَة ومَوْضِعُ ذِكْرِهَا في النُّونِ إِذَا كان فُعْلىَ كما سيأْتي : ويقال : ما به دَارِيٌّ ودَيًّارٌ ودُورِيٌّ بالضَّمّ ودَيُّورٌ كتَنُّور على إِبدال الواو من الياءِ أَي ما بها أَحَدٌ . قال الجَوْهَرِيّ : والديَّار فَيْعَال من دارَ يَدُور وأَصله دَيْوَار فالوَاو إِذَا وقَعتْ بعد ياءٍ ساكنة قبلها فتحة قُلَبِت ياءً وأُدِغمَت مثل أيَاّم وقَيّام لا يُسْتَعْمَل إلاّ في النفَّيْ كذا قالوا . ونقل شَيْخُنا عن ابنٌ سِيدَه في العَويص : قد غَلِطَ يَعْقُوب في اخْتِصاص ثاغ وراغ بالنَّفْي فإِنهما قد يسُتْعَملان في غَيْر النَّفْي قال : وكذلك دَيَّار لأنّ ذا الرُّمة قد استَعْمَله في الواجب قال :
إلى كُلِّ دَيِّار تَعَرَّفْن شَخْصَه ... من القَفْرِ حتَّى تَقْشَعِرَّ ذَوِائبُه قال : وكذَا عين فإنّه يُسْتَعْمل في الإِيجاب أيضاً انتهى . وفي اللسان : وجَمْع الدَّيّار والدَّيُّور لو كُسِّر دَوَاوِير صَحَّت الواو لبُعْدِهَا من الطَّرَفِ . ومن المَجَاز : أَدارَه عنِ الأَمِر : حاولَه أَن يَترُكه . وأَدارَه عَلَيْه : حاوَلَه أَن يَفْعَله وعلى الأوّل قَولُ عبد الله بن عُمَر رَضي الله عَنْهُمَا :
يُدِيرُونَنِي عن سَالِمٍ وأُدِيرُهُمْ ... وجِلْدَةُ بَيْن العَيْنِ والأَنْفِ سالِمُ ودَاوَرَه : لاَوَصَهُ وفي حديث الِإسراء " قال له موسى عَلَيْه السّلام : لقد دَاوَرْتُ بنِي إسْرَائِيلَ على أَدْنَى مِنْ هذا فَضَعُفُوا " . ويُرْوَى " رَاوَدْتُ " . ودَارَةُ مَعرِفَةً لا يَنْصَرِف : من أسماءِ الدّاهِيَة عن كُرَاع قال :
" يَسْأَلْنَ عَنْ دَارَةُ أَن تَدُورَا والمُدَارَةُ بالضَّمّ : جِلْدٌ يُدَارُ ويُخْرَزُ على هَيْئَة الدَّلْوِ ويُسْتَقَى به . وفي بعض الأُصول : فيُسْتَقَى بِهَا . قال الراجز :
" لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ
" إلّا مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ يقول : لا يُمكِن أَن يَسْتَقِي من الماءِ القَلِيلِ إلا بدِلاَءٍ واسِعَةِ الأَجوافِ قَصِيرَةِ الجَوَانِبِ لتَْغَمِس في الماء وإن كان قليلاً فتَمْتَلِئ منه . ويقال : هي من المُداراة في الأُمور فمَنْ قال هذا فإِنه يكسِر التاءَ في موضع النَّصْب أَي بمُداراة الدِّلاءِ ويقول : " لا يُسْتَقَى " على ما لا يُسَمَّ فاعِلُه . والمُدَارَةُ : إزارٌ مُوَشًّى كأنَّ فيها دَارَاتِ وَشْيٍ والجمع المُدَارَاتُ أيضاً . قال الراجز :
" وذُو مُدَارَاتٍ عليَّ خُضْرِ ودَوَّرَه تَدْوِيراً : جَعَلَه مُدَوَّراً كأَدَارَه . والدَّوْدَرَى كضَوْطَرَى : الجَارِيَةُ القَصِيرَةُ الدَّمِيمَةُ . قال :
" إذَا هي قامَتْ دَوْدَرَى جَيْدَرِيَّةهذا مَحَلُّ ذِكْره كأنَّه جعلَه من الدَّور وسبق له في درّ الدَّوْدَرَّى بتشديد الراءِ الثانية المفتوحة وفسّره بالآدَر . والدُّوَيْرَة مصَغَّراً : د بالرَّيف يَعنِي به رِيفَ العِرَاق . والدُّوَيْرَةُ : ع ببغدادَ سَكَنه حَسُّونُ هَكذا في النُّسخ والصَّواب حَسْنُون بنُ الهَيْثَم أبو عَلِيّ المُقْرِئُ البَغْدَادِيّ الدُّوَيْرِيّ روى عن مُحَمَّد بن كَثيرٍ الفِهْريّ وعنه أبو بكرٍ يَحْيَى بن كَوَيْر . وقال ابن الأثِير : الدُّوَيْرة : مَوضعٌ ببغدادَ منه أبو مُحَمَّد حَمَّادُ بن مُحَمَّد بن عَبْد الله الفَزَارِيّ الأزْرَق كُوفّي سكنّ بغدادَ عن مُحَمَّد بن طَلْحَةَ بن مُصرِّف ومَقاتِل بن سَليمانَ وعنه عبَّاسٌ الدُّوريّ وصالِحٌ جَزَرَةُ وتوفيِّ سنة 230 . والدَّوِيرَةُ كصَحِيفة : ة بنَيْسَابُور على فَرْسخ منها . منها أبو غَالِيَةَ مُحَمَّد بن عَبِد الله بن يوسُفَ بن خُرْشِيدَ سمعَ قُتَيْبَةَ بن سَعِيد وابْنَ راهَوَيْه وعنه أَبو حامدٍ الشرقيّ وغيره . قال ابن الأثير : ويقال لها أيضاً دَبيرَوَانَه . يقال لمحمّد بن عبد الله هذا الدَّبِيِرّي أيضاً . وقد ذَكَرَه المصنّف في مَحَلَّيْن من غير تَنْبِيه عليه فيَظُنّ الظّانّ أنَّهُمَا قريتان وأنَّهما رَجلانِ فتفَطَّن لذلك
والدُّورُ بالضَّمّ : قَرْيَتَانِ بينَ سُرَّ مَنْ رَأَى وتَكْرِيتَ عُلْيَا وسُفْلَى . ومنها أَي من إحداهما أبو الطَّيّب مُحَمَّد بن الفَرُّخانِ بن رُوزْبَةَ يَرْوِى عن أبي خَليفَةَ الجُمَحِيّ مَناكِيرَ لا يُتابَع عليها مات قبْل الثلاثمائة . وقال الذَّهَبِيّ : قال الخَطِيب : غيرُ ثِقَةٍ . وأبو البقَاَءِ نُوحُ بنُ عليّ بن رسن بن الحسن الدُّورِيّ نزيل بغدادَ من شيوخ الدِّمْياطيْ كذا أورَدَه في مَعجمه . والدُّورُ : نَاحِيَةٌ من دُجَيْل نَهْر بالعراق تُعرَف بدُورِ بَنِي أوْقَرَ . والدُّور : مَحَلَّةٌ ببغدادَ قُرْبَ مَشْهَدِ الإمام الأعْظَم أبِي حنيفةَ النُّعْمَانِ بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه عنَّا مِنْها أبو عبد الله مُحَمَّد بن مُخَلَدِ بن حَفْص العَطَّار البَغْدَادِيّ عن يَعْقُوبَ الدَّوْرَقّي والزُّبيْر بن بَكَّار وعنه الدَّارَ قُطْنِيّ وأبو بكْرٍ الآجُريّ وابن الجِعَابِي ثِقَة توفِّيَ سنة 331 ذكره ابن الأثير . وزاد السَّمْعَانيّ : ومنها أبُو عُمر حَفْص بن عُمَر بن عَبْد العزيز بن صُهْبَانَ الأَزديّ المُقْرِئ الضرير . قال ابن أبِي حاتم عن أبِيه : صَدُوقٌ سَكَنَ سامُرّاً عن إسماعيلَ بن جَعْفَرٍ وأبي إسماعيلَ المُؤدِّب والكِسَائِيّ وعنه أبو زُرْعَة والفَضْل بن شَاذَانَ تُوُفِّي سنة 246
والدُّور : مَحَلَّة بنَيْسَابَور . منها أبُو عَبْدِ الله الدُّورِيِّ يَروِي حكاياتٍ لأحمدَ بن سَلَمة النَّيْسَابُورِيّ . والدُّوُر : د بالأَهْوَازِ وهو الذي عند دُجَيْل وقال فيه : إنه ناحية به لأن دُجَيْلاً هو نَهر الأَهوازِ بعَيْنه والدُّور : ع بِالبَادِيَة وإليه تُنسب الدَّارَة وقد تَقدَّمَ بيانُه . والدُّورَةُ بهاءٍ : بينَ القُدْس والخَلِيل ِ منها بنو الدُّورِيّ قَومٌ بِمِصْر . ودُورَانُ بالضَّمّ : ع خَلْفَ جِسْرِ الكُوفةِ هناك قصرٌ لإسْماعيلَ القَسْريّ أخِي خالد ودَوَّرَانُ بفَتْح الدّالِ والواوُ مُشَدَّدةٌ : بالصِّلْحِ قُرْبَ واسِطِ العراقِ . ودَارَيَّا بفَتْح الرَّاءِ والياءُ مُشَدًّدةٌ : ة بالشأْم : والنِّسْبَةُ إليها دَارَانِيٌّ على غيرِ قياسٍ . منها الإمام أبُو سُلَيْمان الدَّارانِيّ عبدُ الرَّحمن بن أحْمَد بن عَطِيَّةَ الزَاهِد عن الرَّبِيع بن صُبَيْح وأَهلِ العراق وعنه أَحمَدُ بن أبي الحُوَّارَي صاحِبُه ذكره ابنُ الأثيِروقال سيبويه : دَارَانُ : مَوضعٌ وإنما اعتَلَّت الواوُ فيه : لأنَّهُم جَعلوا الزِّيَادَةَ في آخره بمنزلةِ ما في آخرِه الهاءُ وجَعَلُوه مُعتَلاً كاعْتِلاله ولا زِيَادَةَ فيه وإلاَّ فقد كان حُكْمُه أَن يَصِحّ كَمَا صَحَّ الجَوَلانُ . وتَدْوِرَةُ : دارَةُ بين جِبَالٍ وربما قَعَدُوا فيها وشَرِبُوا وتقدّم شاهدُه من كلام ابنُ مُقْبِل . والمُدْوَرَةُ من الإبلِ بضَمّ الميمِ وفتح الواو : التي يَدُورُ فيها الراعِي ويَحْلُبُهَا هكذا أُخْرِجَت على الأصْلِ ولم تُقلَب وَاوُهَا أَلِفاً مع وُجُودِ شُرُوطِ القَلْب ولها نظائرُ تأْتي
ومما يستدرك عليه : قَمر مُسْتَدِيرٌ أَي مُنِيرٌ . والدَّوْر : دَوْرُ العِمَامَة وغَيْرِهَا . والتَّدْوِرَة : المَجْلِس عن السِّيَرافيّ . والداَّئِرة في العَرُوض هي التي حَصَرَ بها الخَلِيلُ الشُّطُور لأنها على شَكْل الدَّائرِةَ التي هي الحَلْقة وهي خَمْس دَوَائِرَ . ودائِرَة الحَافِرِ : ما أَحَاطَ به . وقال أبو عُبَيْدة : دَوائِرُ الخَيْل ثَمَانِي عَشرَةَ دائِرًة يُكرَه منها دَائِرَةُ اللَّطَاةِ . والدَّوَائِر : الدَّواهِي وصُرُوفُ الزَّمان والمَوْتُ والقَتْل . والدائِرَة : خَشَبةٌ تُرْكَز وَسْطَ الكُدْسِ تَدُور بها البَقَرُ . وقال اللَّيث : المَدَارُ مَفْعَلٌ يكون مَوْضعاً ويكون مَصْدَراً كالدَّوَرَان ويُجْعَل اسماً نحْو مَدَارِ الفَلَك في مَدَارِه . وتَدَيَّرَ المكانَ : اتَّخَذَه داراً . واستدارَ بما في قَلْبي : أَحَاطَ وهو مَجَاز . وفُلان يَدُور على أَربعِ نِسْوةٍ ويَطُوف عليهن أَي يَسُوسُهن ويَرْعاهُنّ وهو مَجَاز أيضاً . والدَّار صِينيّ معروفٌ عند الأَطباءِ وكذا الدَّارفُلْفُل . والدائرة : الحادِثُة قاله ابن عَرَفَة : وقوله تعالى " سَأُرِيكم دارَ الفاسِقِين " قيل : مَصِير قال مُجاهدٌ : أَي مَصِيرَهم في الآخرة . والدَّوْرَة في المكْرُوه كالدَّائِرَة . والِإدارة : المُدَاوَلُة والتَّعَاطِي من غير تَأْجِيل وبه فُسِّر قوله تعالى " تِجَارَةً حاضِرَةً تُدِيرُونها بينكم " ودَار الجَاموُس . قَرْيَة بمِصْر من الدّنجاوية . وزَيدُ بن دَارَةُ : مَوْلَى عُثْمَانَ بن عَفَّان . روَى عنه حديثَ الوضوءِ ذكرَه البخُاَريِ في التاريخ
والدَّيَّار : الدَّيْرانيّ . ودُور حَبِيب : قَرْيَة من أَعمالِ الدُّجَيْل . ودَارَانُ : قَرْية من أَعمالِ إْربِلَ فيها ماءٌ يَتَلَوَّن في أَوَّلِ النَّهَارِ وآخِره أَبيض وفي وَسَطِه أَسودَ . ودُورُ صُدَىّ قَريَة بدُجَيْل . وفي طَرفِ بَغْدَادَ قُرْبَ دَيرِ الرُّوم مَحَلَّة يقال لها الدُّور وهي الآنَ خرابٌ . والدُّورُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ سُمَيْساطَ . وقال ابن دُرَيد : تَدْوِرَةُ : مَوضع بعَيْنه . وسُمِّيَ نَوْعٌ من العَصافير دُورِيّاً وهي هذه التي تُعَشِّش في البيوت . والدُّوَّار كرُمَّان : المنزِل جمْعُه دَوَاوِيرُ . والدِّيرَة بالكسر : الدَّارَة
العَدُّ : الإِحصاءُ عَدَّ الشْيءَ يَعُدُّه عَدّاً وتَعدَاداً وعِدَّةً . وعَدَّدَه والاسمُ : العَدَدُ والعَدِيدُ قالَ الله تعالى : " وأَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " قال ابنُ الأَثِيرِ : له مَعْنَيانِ : يكون أَحْصَى كُلَّ شْيءٍ مَعْدُوداً فيكون نصبه على الحالِ يقال : عَدَدْتُ الدَّرَاهِمَ عَدَّاً وما عُدَّ فهو مَعْدُودٌ وَعَدَدٌ كما يقال : نَفَضْتُ ثمر الشجر نَفْضَاً والمَنْفُوض نَفَضٌ . ويكونُ مَعْنَى قولهِ " وأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً " أَي إِحصاءً فأقَامَ عَدَداً مُقام الإِحصاءِ لأَنَّهُ بِمَعْنَاه . و في المصباح : قال الزَّجَّاجُ : وقد يكونُ العَدَدُ بمعنى المَصْدَرِ كقولهِ تعالى : " سِنِينَ عَدَداً " وقال جماعة : هو على بابِهِ والمعنَى : سِنِينَ مَعْدُودةً وإنما ذكرها على معنَى الأَعْوَامِ . وعَدَّ الشيءَ : حَسَبَهُ . و قالوا : العَدَد هو الكَمِّيَّةُ المُتَأَلِّفَة من الوَحَدَاتِ فيَخْتَصُّ بالمتعدِّد في ذاته وعلى هذا فالواحِدُ ليس بِعَدَدٍ لأَنه غير متعدِّد إِذ التَّعَدُّدُ الكَثْرَةُ . وقال النُّحاةُ : الواحِدُ من العَدَدِ لأنه الاَصْلُ المَبْنِيُّ منهُ ويَبْعُدُ أن يكون أَصلُ الشيء ليسَ منه ولأَنَّ له كَمِّيَّةً في نَفْسِهِ فإِنَّه إذا قيل : كَمْ عِنْدَك ؟ صَحَّ أَنْ يُقالَ في الجَوابِ : واحد كما يقال : ثلاثةٌ وغيرها . انتهى
وفي اللسان : وفي حديث لُقْمَان : ولا نَعُدُّ فَضْلَه عَلَيْنَا أي لا نُحْصِيه لِكَثْرَته وقيل : لا نَعْتَدُّه علينا مِنَّةً له . قال شيخُنا : قال جماعةٌ من شيوخنا الأَعلامِ : إنَّ المعروفَ في عَدَّ أنه لا يقال في مُطاوِعه : انْعَدَّ على انْفَعَلَ فقيل : هي عامِيَّةٌ وقيل رَدِيئةٌ . وأَشارَ له الخَفَاجيُّ في شرح الشفاء . وجمع العِدِّ الأَعدادُ وفي الحديث : " أَن أَبيضَ بنَ حَمَالٍ المازِنِيَّ قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسْتَقْطَعَه المِلْحَ الذي بِمَأْرِبَ فأَقْطَعَهُ إِيَّاه فملا ولى قال رجلٌ : يا رسول الله أَتَدْرِي ما أَقْطعْتَه ؟ إِنماا أَقْطَعتَ له الماءَ العِدَّ . قال . فرَجَعَه مِنْهُ " . قال اللَّيْث : العِدُّ بالكسر مَوْضِعٌ يَتَّخِذُه الناس يَجْتَمِعُ فيه ماءٌ كَثيرٌ . والجمع الأَعدادُ . قال الأزهريُّ : غَلِطَ الليثُ في تفسيرِ العِدِّ ولم يَعْرِفْهُ . قال الأصمَعِيّ : الماءُ العِدُّ هو الجاري الدائمُ الذي له مادَّةٌ لا تَنْقَطِعُ كماءِ العَيْنِ والبئرِ . وفي الحديث " نَزَلُوا أَعْدَادَ مِياهِ الحُدَيْبِيَةِ " أَي ذواتِ المادَّةِ كالعُيُونِ والآبارِ قال ذو الرُّمَّةِ يذكر امرأةً حَضَرَت ماءً عِدّاً بعْدَ ما نَشَّتْ مِيَاهُ الغُدْرَانِ في القَيْظِ فقال :
دَعَتْ مَيَّةَ الأَعدَادُ واسْتَبْدَلَتْ بها ... خَنَاطِيلَ آجَالٍ من العينِ خُذَّلِ اسْتَبْدَلَتْ بها يَعْني منازِلَها التي ظَعَنَتْ عنها حاضِرةً أَعدادَ المياهِ فخالَفَتْهَا إِليها الوحشُ وأَقامتْ في منزِلِهَا وهذا استعارةٌ كما قال :
ولقد هَبَطتُ الوادِيَيْنِ ووادِياً ... يَدْعُو الأَنِيسَ بها الغَضِيضُ الأَبْكَمُ وقيل : العدُّ ماءُ الأَرْضِ الغَزِيرُ . وقيل : العِدُّ : ما نَبَعَ من الأَرضِ والكَرَعُ : ما نَزَلَ من السّماءِ . وقيل : العِدُّ : الماءُ القدِيمُ الذي لا يَنْتَزِحُ قال الراعي :
في كُلِّ غَبْرَاءَ مَخْشِيِّ مَتالِفُهَا ... دَيْمُومةٍ ما بِهَا عِدٌّ ولا ثَمَدُ وقال أَبو عَدْنَانَ : سَأَلْتُ أَبا عُبَيْدَة عن المَاءِ العِدِّ فقالَ لي : الماءُ العِدُّ بلغَةِ تَميمٍ : الكَثِيرُ . قال : وهو بِلُغَةِ بَكْرِ بنِ وائِلٍ : الماءُ القليلُ . قال : بَنُو تَمِيمٍ يَقُولون : الماءُ العِدُّ مثْلُ كاظِمَةَ جاهِليٌّ إِسْلامِيٌّ لم يُنْزَح قَطًّ . وقالت لي الكلابِيَّة : الماءُ العِدُّ : الرَّكِيُّ . يقال : أَمِنَ العِدِّ هذا أَم من ماءِ السَّماءِ . وأَنْشدتْنِي :
وماءٍ لَيْسَ من عِدِّ الرَّكَأيَا ... ولا جَلْبِ السّماءِ قد استقَيْتُوقالت : ماءُ كلِّ رَكِيَّة عدُّ قَلَّ أَو كَثُرَ . والعِدُّ : الكَثْرَةُ في الشَّيءِ يقال : إِنَّهم لَذُو عِدٍّ وقِبْص . وفي الحديث يَخْرُجُ جَيْشٌ من المَشْرِق آدَى شْيءٍ وأَعَدُّه أَي أَكثَرُه عِدَّةً وَأَتَمَّه وأَشدُّه استعداداً . والعِدُّ : القَدِيم وفي بعض الأمهات : القَديمة من الرَّكايا وقد تقدَّم قولُ الكلابِيَّةِ . وفي المحكم : هو من قولهم : حَسَبٌ عِدٌّ : قَديمٌ . قال ابن دُرَيْد : هو مُشْتَقُّ من العِدِّ الذي هو الماءُ القدِيمُ الذي لا يُنْتَزِحُ هذا الذي جَرَت العادةُ به في العِبَارةِ عنه . وقال بعض المُتَحَذِّقِينَ : حَسَبٌ عِدٌّ : كَثِيرٌ تَشْبِيهاً بالماءِ الكثيرِ . وهذا غيرُ قَوِيٍّ وأَن يكونَ العِدُّ القَدِيمَ أَشْبَهُ وأَنشد أَبو عبيدةَ :
" فَوَرَدَتْ عِدّاً من الأَعدادِ
" أَقْدَمَ من عادٍ وقَوْمِ عادِ وقال الحُطَيْئةُ :
أَتَتْ آلَ شَمَّاسِ بنِ لأيٍ وإِنَّما ... أَتَتْهُمْ بها الأَحْلاَمُ والحَسَبُ العِدُّ والعَدَدُ : المَعْدُودُ وبه فُسِّرت الآيةُ " وأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً " وقد تقدم والعَدَدُ مِنْكَ : سنُو عُمرِكَ التي تَعُدُّهَأ : تُحْصِيها . وعن ابن الأَعرَابيِّ قال : قالت امرأَةٌ ورأَتْ رَجُلاً كانتْ عَهدَتْهُ شابّاً جَلْداً : أَي شَبَابُكَ وَجَلَدُك ؟ فقال : مَن طالَ أَمَدُه وكَثُرَ وَلدُه ورَقَّ عَدَدُه ذَهَبَ جَلَدُه . قوله : رَقَّ عَدَدُه أَي سُنوه التي يَعُدُّها ذَهَبَ أَكثَرُ سِنِّه وقَلَّ ما بَقِيَ فكانَ عِنْدَه رَقِيقاً . والعَدِيدُ : النِّدُّ والقِرْنُ كالعِدِّ والعِدَادِ بكسرهما يقال : هذه الدَّارهِمُ عَدِيدُ هذه الدراهِمِ أَي مِثْلُها في العِدَّةِ جاءُوا به على هذا المثَال من باب الكَمِيعِ والنَّزِيعِ . وعن ابن الأعرابيِّ : يقال : هذا عدَادُه وعِدُّه ونِدُّه ونَدِيدُه وبِدُّه وبَدِيدُهْ وسِيُّه وزِنُه وزَنُه وَحَيْدُه وحِيدُه وعَفْرُه وَعفْرُه ودَنُّه أَي مِثْلُه وقِرْنُه . والجمع الأَعْدَاد والأَبدَادُ قال أَبو دُوادٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوَةِ الأَعْ ... زَابِ ليس لها عَدائِدْ وجَمْعُ العَدِيدِ : العَدَائِدُ وهم النُّظَرَاءُ ويقال : ما أَكْثَرَ عَدِيدَ نبي فلانٍ . وبنو فلانٍ عَدِيدُ الحَصَى والثَّرَى إذا كانُوا لا يُحْصَوْنَ كثرةً كما لا يُحْصَى الحَصَى والثَّرَى أَي هم بِعَدَدِ هذينِ الكَثِيريْنِ . والعَدِيدُ من القَوْمِ : مَنْ يُعَدُّ فِيهِمْ وليس معهم كالعِدَادِ . والعَدِيدةُ : الحِصَّةُ قال ابن الأعرابيّ . والعِدَادُ : الحِصَصُ وجَمْعُ العَدِيدة : عَدائِدُ قال لَبِيد :
تَطِيرُ عَدَائِدُ الأَشْرَاكِ شَفْعاً ... وَوِتْراً والزعَأمةُ للغُلامِوقد فسَّرَه ابنُ الأَعرابِيّ فقال : العَدَائِدُ : المالُ والمِيراثُ والأَشْرَاكُ : الشَّرِكَةُ يَعْني ابنُ الأَعرابيّ بالشِّرِكَةُ جمع شَرِك أَي يَقتسمونها بينهم شَفْعاً وَوِتْراً سَهْمَيْنِ سَهْمَيْنِ وسَهْماً سَهْماً فيقول : تّذْهَبُ هذه الأَنْصِباءُ على الدَّهْرِ وتَبْقَى الرِّياسَة لِلوَلَدِ . والأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ : أَيَّامُ التَّشْرِيقِ وهي ثلاثةٌ بعدَ يَومِ النَّحْرِ . وأَمَّأ الأَيامُ المَعْلُوماتُ فعَشْرُ ذِي الحِجَّةِ عُرِّفَتْ تلك بالتَّقْلِيلِ لأَنَّها ثلاثةٌ . وعُرِّفَت هذه بالشُّهْرَةِ لأَنَّهَا عَشَرةٌ . وإِنما قُلِّل بِمَعْدُودةٍ لأَنَّهَأ نَقِيضُ قولِكَ لا تُحْصَى كَثْرةً . ومنه " وشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ " أَي قليلة . قال الزَّجاج : كلُّ عددٍ قل أَو كَثُرَ فهو مَعْدُودٌ ولكنَّ مَعْدُودَات أَدلُّ على القِلَّةِ لأَنَّ كُلَّ تَقْلِيلٍ يُجْمَعُ بالأَلِفِ والتاءِ نحو دُرَيْهِماتٍ وحَمَّامَأتٍ . وقد يَجُوزُ أَن تقعَ الأَلِفُ والتَّاءُ للتَّكْثِير . والعِدَّةُ . مَصْدَرٌ كالعَدِّ وهي أَيضاً : الجماعةُ قَلَّتْ أَو كَثُرَتْ تقول : رأَيتُ عِدَّةَ رِجالٍ وعِدَّةَ نِساءٍ وأَنْفَذْتُ عِدَّةَ كُتُبٍ أَي جَماعة كُتُبٍ . وفي الحديث : لم تَكُنْ للمُطَلَّقَةِ عِدَّةٌ فأَنْزلَ الله تعالى العِدَّة للطَّلاقِ وعِدَّةُ المَرْأَةِ المُطَلَّقةِ والمُتَوفَّي زَوْجُها : هي ما تَعُدُّه من أَيَّأم أَقْرائِها أو أَيَّامِ حَمْلها أَو اَربعة أَشْهرٍ وعَشْر ليالٍ . وعِدَّتُها أَيضاً : أَيام إِحْدادِها على الزَّوْجِ وإِمساكِها عن الزِينةِ شُهُوراً كان أَو أَقراءً أَو وَضْعَ حَمْلٍ حَمَلَتْه من زَوْجِها وقد اعتَدَّت المرأَةُ عِدَّتَها من وَفَاةِ زَوْجِها أَو طَلاقِهِ إِيَّاها . وجَمْعُ عِدَّتِها عِدَدٌ . وأَصْلُ ذلك كله من العَدِّ . وقد انقضَتْ عِدَّتُها . وَعِدَّانُ الشيءِ بالفتح والكسر ولو قال : وعَدَّان الشيءِ ويكسر كان أَخْصَر : زَمَانُهُ وعَهْدُهُ قال الفرزدقُ يخاطب مِسْكِيناً الدارِميَّ وكان قد رَثَى زيادَ ابن أَبيه :
أَمِسْكِينُ أَبكَآ اللهُ عَينكَ إِنّمَا ... جَرَى في ضَلالِ دَمْعُها فتَحَدَّر
أَقولُ له لَمَّا أَتانِي نَعِيُّهُ ... بِهِ لا بِظَبْيٍ بالصَّرِيمةِ أَعْفَرا
أَتَبْكِي امْرَأً من آلِ مَيْسانَ كافِراً ... ككِسْرَى على عِدَّانِه أَوْ كَقَيْصَرَا وأَنا على عِدَّانِ ذلكَ أَي حِينِه وإِبَّانِهِ عن ابن الأَعرابِيّ . وأَوردَه الأَزهريُّ في عَدَنَ أيضاً . وجِئْتُ على عِدَّانِ تَفْعَلُ ذلِكَ وعَدَّانِ تَفْعَل ذلك أَي حِينِه . أَو معنى قولهم : كان ذلك في عِدَّانِ شَبَابِه وعِدَّانِ مُلْكه هو أَوَّلُهُ وأَفْضَلُهُ وأَكثرُه . قال الأَزهريُّ : واشتقاقُ ذلك من قولهِم : أَعَدَّهُ للأَمْرِ كذا : هَيَّأَهُ له وأَعْدَدتُ للأَمْرِ عُدَّته ويقال : أَخَذَ للأَمْر عُدَّتَهُ وعَتَادَه بِمَعنىً قال الأَخفشُ : ومنه قوله تعالى : " جَمَعَ مالاً وعَدَّدَهُ " أَي جَعَلَهُ عُدَّةً للدَّهْرِ ويقال : جَعَلَه ذا عَدَدٍ . واستَعَدَّ له : تَهَيَّأَ كأَعَدَّ واعْتَدَّ وتَعَدَّدَ قال ثَعْلبٌ : يُقالُ : استَعْدَدتُ للمَسائل وتَعدَّدْتُ . واسم ذلك : العُدَّةُ . ويقال : هُم يَتَعَادُّونَ ويَتَعَدَّدُون على أَلْفٍ أَي يَزِيدُون عليه في العَدَدِ وقيل : يَتَعَدَّدُون عليه : يَزِيدُون عليه في العَدَد ويَتعادُّونَ : إذا اشتركوا فيما يُعادُّ به بعضهم بعضاً من المكارمِ . والمَعَدَّانِ : مَوْضِعُ دَفَّتَي السَّرْجِ على جَنْبَيْهِ من الفَرَسِ تقولُ : عَرِقَ مَعَدَّاه وأَنشدَ اللِّحْيَانِيُّ :
" كَزِّ القُصَيرَى مُقْرِفِ المَعَدِّوقال : عَدَّه مَعَدّاً وفَسَّرَه ابنُ سيده وقال : المَعَدُّ هُنا : الجَنْبُ لأَنَّه قد قال : كَزَّ القُصَيْرَى والقُصَيْرَى عُضْوٌ فمُقَابَلَةُ العُضْوِ بالعُضْوِ خَيْرٌ من مقابلَتِهِ بالعِدَّةِ . ومَعَدُّ بنُ عَدْنَانَ : أَبو العرب والمِيمُ زائدةٌ أو المِيمُ أَصْلِيَّةٌ لقولهم : تَمَعْدَدَ لِقِلةِ تَمَفْعَلَ في الكلام وهذا قولُ سيبويهِ وقد خُولِفَ فيه . وتَمَعْدَدَ الرَّجُلُ أًَي تَزَيَّا بِزِيِّ مَعَدٍّ في تَقَشُّفِهِم أَو تَنَسَّبَ هكذا في النُّسخ . وفي بعضها : أَو انْتَسَبَ إِليهِمْ أَو تكلَّم بكَلامِهِمْ أَو تَصَبَّرَ على عَيْشِهِمْ ونقَلَ ابن دِحْيَةَ في تاب التَّنْوِير له عن النُّحاةِ : أَنَّ الأَغلبَ على مَعَدٍّن وقُرَيْشٍ وثَقِيفٍ التذكيرُ والصَّرْفُ وقد يُؤَنَّثُ ولا يُصْرَفُ . قاله شيخنا . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : قال عُمَرُ رضي الله عنه الصَّوابُ : قال رسول اللهِن صلى الله عليه وسلم : " تَمَعْدَدُوا وخْشَوْشِنُوا وانتَضِلُوا وامشُوا حُفاةً " أَي تَشَبَّهُوا بِعَيْشِ مَعَدٍّ وكانوا أَهلَ تَقَشُّفٍ وغِلْظَةٍ في المَعَاشٍ يقول كُونُوا مثلهم ودَعُوا التَّنَعُّمَ وزيَّ الأَعاجِمِ . وهكذا هو في حديث آخَرَ : " عَلَيْكُم باللِّبْسَةِ المَعَدِّيَّةِ " . وفي الناموس وحاشية سَعْدِي جلبي وشرحِ شيخنا : لا يَبْعُدُ أن يكون الحديث جاء مرفوعاُ عن عمر فليس للتَّخْطئِةِ وجهٌ والحديثُ ذكره السيوطي في الجامع رواه الطَّبرانِيُّ عن ابن حَدْرَدٍ هكذا في النُّسَخِ . وفي بعضٍ : ابن أَبي حَدْرَد . وهو الصّواب وهو : عبد اللهِ بن أبي حَدْرَدٍ الأَسْلَمِيُّ . أَخرجه الطَّلرانِيُّ وأَبو الشَّيخ وابن شاهين وأبو نُعَيمٍ كُلُّهم من حديثِ يَحيى بن أبي زائدةَ عن ابن أبي سعيدٍ المقْبُرِيّ عن أبيه عن القعقاع عن ابن أبي حَدْرَدٍ . قال الهَيْثَميُّ : عبد الله بن أَبي سَعِيد ضَعِيفٌ . وقال العِراقيُّ : ورواه أيضاً البَغَوِيُّ وفيه اختلاف . ورواه ابنُ عَدِيٍّ من حَدِيُِ أَبي هريرة . والكُلُّ ضَعيفٌ . وأوردَه ابنُ الأَثِيرِ فقال : وفي حديث عُمر : " واخْشَوْشِنُوا " بالنون كما في الرِّواية المشهورة وفي بعضها بالموحَّدِةِ . وفي رواية أُخْرَى : تَمَعَّزُوا بالزاي من المَعْزِ وهو الشِّدَّةُ والقُوَّةُ . وقد بَسَطَه ابنُ يَعِيشَ في شَرْحِ المُفَصَّلِ . ويقال : تَمَعْدَدَ الغُلامُ إذا شَبَّ وغَلُظَ قال الراجِزُ :
" رَبَّيْتُه حتَّى إذا تَمَعْدَدَا وفي شرح الفصيح لأبي جَعفَرٍ : والمُعَيْدِيُّ فيما قاله أبو عُبَيْدٍ حاكِياً عن الكِسَائيِّ تَصْغِيرُ المَعَدِّيّ هو رَجُلٌ مَنْسوبٌ إلى مَعَدٍّ . وكانَ يَرى التَّشدِيدَ في الدَّالِ فيقول : المُعَيِدِّيّ . قال أَبو عُبَيدٍ : ولم أسمع هذا من غيره قال سيبويه : وإِنَّما خُفِّفَت الدَّالُ من المُعَيْدِيّ استثقالاً للتشديدين أي هَرباً من الجمعِ بينهما مع ياءِ التَّصغير . قال سيبويه : وهو أكثرُ في كلامِهِمْ من تَحْقِيرِ مَعَدِّيٍّ في غيرِ هذا المَثَلِ يَعْنِي أَنَّهُم يُحَقِّرُونَ هذا الاسم إذا أرادوا به المثل . قال سيبويه : فإن حَقَّرت مَعدِّيّ ثَقَّلْتَ الدَّالَ فقلتَ مُعَيِدِّيّ . قال ابن التيانِيّ : يعني إذا كان اسم رجلٍ ولم تُرِدْ به المثل وليس من باب أُسَيْدِيٍّ كَرَاهَةَ تواليس الياآتِ والكَسرات فحُذِفَتْ ياءٌ مكسورةٌ وإنما حذفت من معدِّيّ دالٌ ساكنةٌ لا ياءٌ ولا كَسرةٌ فعلم أن لا عِلة لحذفِهِ إلا الخِفَّةُ وأنه مثلٌ كذا تُكُلِّم به فوجَبَ حِكايَتُه وقال ابن دُرُسْتَويْهِ : الأَصلُ في المُعَيْدِيّ تشديدُ الدَّالِ لأَنَّه في تقديرِ المُعَيْدِدِيِّ فكُرِهَ إظهار التضعيفِ فأدغم الدال الأولى في الثانية ثم استثقِلَ تشديدُ الدالِ وتشديدُ الياءِ بعدها فخففت الدالُ فقيل : المُعَيْديّ وبَقِيَت الياءُ مشسَدَّدةً . وهكذا قاله أبو سعيدٍ السِّيرافيُّ وأنشدَ قول النابغة :
ضَلَّتْ حُلُومُهُمُ عَنْهُمْ وغَرَّهُمُ ... سَنُّ المُعَيْدِيّ في رَعْيٍ وتَغْرٍيبِوهذا المثل على ما ذكره شرَّاحُ الفصيحِ فيه روايتانِ وتَتَولَّدُ منهما رواياتٌ أخَرُ كما سيأتي بيانها إحداهُما : تَسْمَعُ بضم العين وحذف أَنْ وهو الأَشْهَرُ قاله أبو عُبَيْدٍ ومثله قول جميلٍ :
جَزِعْتُ حِذارَ البَيْنِ يومَ تَحَمَّلُوا ... وحَقَّ لمِثْلِي يا بُثَيْنَةُ يَجْزَعُ أراد : أَن يَجْزَعَ فلما حَذف أن ارتفع الفِعْلُ وإن كانت محذوفةً من اللفظِ فهي مُرادةٌ حتى كأنها لم تحذفْ . ويدلّ على ذلك رفعُ تَسْمَعُ بالابتداءِ على إِرادة أَنْ . ولولا تقديرُ أَن لم يَجُزْ رفعُه بالابتداءِ . ورُوِيَ بنصْبِها على إِضْمارِ أَن وهو شاذٌّ يُقتَصر على ما سُمعَ منه نحو هذا المَثَلِ ونحو قولِهم . خُذ اللِّصَّ قبل يأْخُذك بالنصب ونحو " أَفَغَيْرَ الله تَأْمُرونيِّ أَعْبُد " بالنصب في قراءَةٍ . قال شيخُنا : وكونُ النصبِ بعد أَن محذوفةً مقصوراً على السَّماع صَرَّح به ابنُ مالكٍ في مواضِعَ من مصنَّفاتِه والجوازُ مَذهبُ الكوفيّين ومن وافَقَهُم بالمُعَيْدِيِّ قال الميدانيُّ وجماعةٌ : دخلتْ فيه الباءُ لأنه على معنى تُحدَّث به وأَشار الشِّهاب الخَفاجيُّ وغيرُه إلى أنه غيرُ مُحْتَاجٍ للتأْويلِ وأَنَّهُ مُسْتَعْمَلٌ كذلك . وسَمِعْت بكذا من الأَمرِ المشهورِ . قال شيخُنا وهو كذلك كما تَدلُّ له عباراتُ الجُمْهورِ خَيْرٌ خَبَرُ تَسْمَع . والتقديرُ أَن تَسمعَ أو سماعُكَ بالمُعَيْدِيِّ أَعظم من أَن تراهُ أَي خَبَرُهُ أَعظمُ من رُؤْيتهِ . قال أبو جَعْفَرٍ الفهريُّ : وليس فيه إِسنادٌ إلى الفِعْلِ الذي هو تَسْمع كما ظَنَّه بعضُهم . وقال : قد جاءَ الإِسنادُ إلى الفِعْل . واستَدلَّ على ذلك بهذا المَثَلِ . وبقوله تبارَكَ وتعالى " ومن آياتِهِ يُرِيكُم البَرْقَ ؟ " وقول الشاعر :
" وحَقَّ لِمِثْلي بابُثَيْنَةُ يَجْزَعُقال : فالفِعْلُ في كلّ هذا مبتدأٌ مسندٌ إليه أو مفعولٌ مسندٌ إليه الفعل الذي لمْ يُسَمَّ فاعِلُه . وما قاله هذا القائلُ فاسِدٌ لأن الفِعْلَ في كلامِهم إنما وضعَ للإخبارِ به لا عنه . وما ذكره يمكن أن يُردَّ إلى الأَصلِ الذي هو الإِخبارُ عن الاسم بأَن تُقَدَّر في الكلامِ أَن محذُوفَةً للعِلْم بها فتقديرُ ذلك كُلِّه : أن تَسْمَعَ بالمُعِيدِيِّ خَيْرٌ من أَن تَرَاه . ومن آيَاتِه أَن يُريَكُم البَرْقَ . وحَقَّ لِمِثْلِي أَن يَجْزَعَ . وأَنْ وما بعَدَها في تَأْويل اسمٍ فيكون ذلك إذا تُؤوِّلَ على هذا الوَجْهِ من الإخبارِ عن الاسمِ لا من الإخبار عن الفِعْلِ . كذا في شرح شيخِنا . قال أبو جعفر : ورويَ من عَنْ تَرَاه قاله الفراءُ في المصادر يعني أَنه ورد بإِبدال الهمزةِ في أَنْ عيناً فقيل عن بدل أَن وهي لغةٌ مشهورةٌ كما جَزَمَ به الجماهِيرُ . أَو المثلُ " تَسْمَعُ بالمُعَيْديِّ لا أن ترَاهُ " بتجريد تسمعُ من أَنْ مرفوعاً على القياس ومنصوباً على تَقدِيرها وإِثبات لا العاطِفةِ النافيةِ وأَنْ قبْلَ : تراه وهي الرِّواية الثانية . وقد صحَّحها كثيرون . ونقل أَبو جَعْرٍ عن الفَرَّاءِ قال : وهي في بَني أَسَدٍ وهي التي يَختارُها الفصحاءُ . وقال ابنُ هشامٍ اللَّخْمِيُّ : وأَكثرُهم يقول : لا أَنْ تراه . وكذلك قاله ابن السِّكِّيت . قال الفَرَّأءُ : وقَيْسٌ تقول : لأَنْ تَسمعَ بالمُعَيْدِيِّ خيرٌ من أَن تراه وهكذا في الفصيح . قال التّدْمريُّ فاللام هنا لامُ الابتداءِ وأَن مع الفِعْلِ بتأْوِيلِ المصدر في موضعِ رَفْعٍ بالابتداءِ . والتقديرُ : لِسَمَاعُكَ بالمُعيِدِيِّ خيرٌ من رُؤيَتِهِ . فسَمَاعُكَ : مبتدَأٌ . وخيرٌ : خَبَرٌ عنه . وأَن تراه : في موضعِ خَفْضٍ بِمِنْ . قال : وفي الخَبَرِ ضميرٌ يعود على المصدرِ الذي دَلَّ عليه الفِعْلُ وهو المبتدأُ كما قالوا : من كذب كان شرّاً له . يضْربُ فيمن شُهِرَ وذُكِرَ وله صِيتٌ في الناس وتُزْدَرَي مَرْآتُهُ أَي يُسْتَقْبَحُ مَنْظَرُه لِدَمَامَيِهِ وحقَارَتِهِ أَو تأْويلُهُ أمرٌ قالهُ ابن السِّكِّيت أَي اسْمَعْ بهِ ولا تَرَهُ . وهذا المَثَلُ أَوردَهُ أَهل الأمثال قاطِبَةً : أَبو عُبَيْدٍ أَوَّلاً . والمُتَأَخِّرُون كالزَّمَخْشَرِيِّ والمَيْدانِيِّ . وأَورده أَبو العَبّاسِ ثَعْلَبٌ في الفَصِيح بروايتَتَيْهِ وبَسطه شُرَّاحُه . وزادوا فيه . قال سيبويْه : يُضْرَب المَثَلُ لمن تَراه حَقِيراً وقَدْرُه خَطِيرٌ . وخَبَرُه أَجَلُّ من خُبْرِه . وأَوّلُ من قاله النُّعمانُ بن المنذر أو المُنْذِرُ بن ماء السماء . والمُعَيْديُّ رجلٌ من بني فِهْرٍ أو كِنانةَ واختُلِفَ في اسمِهِ : هل هو صَقْعَب بن عَمْرٍو أَو شِقَّة بن ضَمْرةَ أَو ضَمْرَة التَّمِيمِيّ وكان صَغِيرَ الجُثَّةِ عَظِيم الهَيْئةِ . ولَمَّا قِيل له ذلك قال : أَبَيْتَ اللَّعْنَ إِنَّ الرجالَ ليسُوا بِجُزُرٍ يُرادُ بها الأَجسام وإِنَّما المرءُ بأَصْغَرَيْهِ . ومثله قال ابن التّيانيّ تبعاً لصاحب العَيْن وأبو عُبَيْدٍ عن ابن الكَلْبِيِّ والمفضَّل . وفي بعضِها زياداتُ على بعضٍ . وفي رواية المفضَّل : فقال له شِقَّة : أَبيتَ اللَّعْن : إِنَّمَا المرءُ بِأَصْغَرَيْهِ : لسانِهِ وقَلْبِهِ إذا نَطَق نَطَق ببَيَان وإذا قاتَلَ قاتل بِجَنان . فعَظُم في عَيْنِه وأَجزل عَطِيَّتَه . وسَمَّاه باسمِ أَبيه فقال له : أَنتَ ضَمْرةُ بنُ ضَمْرَةَ . وأَورده العلاَّمة أَبو عليٍّ اليوسيّ في زَهر الأَكم بأَبْسَطَ من هذا وأَوضَحَ الكلامَ فيه . وفيه : أَن هذا المثلَ أَولَ ما قِيلَ لخَيْثَم بنِ عَمْرٍو النَّهْديّ المعروفِ بالصّقعَب الذي ضُرب به المثَلُ فقيل : أَقْتَلُ مِن صَيْحَةِ الصَّقْعَب . زَعَمُوا أن صاحَ في بطن أمه وأنه صاحب بقومٍ فهلكوا عن آخرِهم . وقيل : المثلُ للنعمانِ بن ماء السماء قاله لشِقّة بن ضَمْرة التّميميّ . وفيه : فقال شِقّة : أَيُّها الملِكُ إِنَّ الرجالَ لا تُكال بالقُفْزَان ولا تُوزَن بالمِزَأن . وليست بمُسوكٍ ليُسْتَقَى فيها الماءُ . وإنما المرءُ بأَصْغَرَيْه : قَلْبِه ولِسَانِه إِن قال قال بِبَيان وإن صالَ صال بجَنان : فأَعْجَبَهُ ما سَمِعَ منه . قال أَنت ضَمْرَةُ بن ضَمْرَةَ . قال شيخنا : قالوا : لم يَر الناسُمن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ن زَمَنِ المُعَيْدِيِّ إلى زَمن الجاحظ أَقبحَ منه ولم يرَ من زمنِ الجاحظِ إلى زمن الحَرِيريِّ أَقْبَح منه . وفي وفيات الأَعيان لابن خلكان أَن أبا محمد القاسمَ بن علي الحريريَّ رحمه الله جاءه إنسان يَزُوره ويأْخُذ عنه شيئاً من الأدب وكان الحريريُّ دَميم الخِلْقة جِدّاً فلما رآه الرجلُ استزرَى خِلْقَتَه فَفَهِمَ الحريريُّ ذلك منه فلما طلب الرجل من الحريري أن يُمْلِيَ عليه شيئاً من الأَدب قال له : اكتب : ما أَنْتَ أَولُ سارٍ غَرَّهُ قَمَرٌ ورائدٍ أَعجبتْهُ خُضرَةُ الدِّمَنِ
فاخْتَرْ لنفسك غيرِي إِنَّني رَجُلٌ ... مِثْلً المًعَيْدِيِّ فاسمَعْ بي ولا تَرَنِي وزاد غيرُ ابن خلكان في هذه القصةِ أن الرجل قال :
كانتْ مُساءَلَةُ الرُّكْبَانِ تُخْبِرُنا ... عَنْ قاسمِ بنَ عَلِيٍّ أَطيَبَ الخَبَرِ حتَّى الْتَقَيْنَا فلا واللهِ ما سَمِعَتْ أُذْنِي بأَحْسَنَ مِمّا قد رَأَى بصَرِي وذو مَعَدِّيِّ بْنُ بَرِيمٍ كَكَرِيم ابن مَرْثَد قَيْلٌ من أَقْيَالِ اليَمن والعِدادُ بالكسر : العطاءُ ويومُ العِدَادِ : يوم العَطَاءِ قال عُتَيْبَة بن الوَعْل :
وقائلةٍ يومَ العِدَادِ لِبَعْلِها ... أَرى عُتْبَة بن الوَعْلِ بَعِدي تَغَيَّرَا ويقال : بالرجل عِدَادٌ أي مَسٌّ من جنونٍ وقيَّدَه الأَزهريُّ فقال : هو شِبْهُ الجُنونِ يأْخذ الإنسان في أَوقاتٍ مَعلومةٍ . والعِدَادُ : المُشَاهًَدَةُ ووَقْتُ المَوْتِ قال أَبو كَبيرٍ الهُذَلِيُّ :
هَلْ أَنْتِ عارِفَةُ العِدَاد فتُقْصِرِي ... أَم هَلْ أَراحَكِ مَرَّةً أَن تَسْهَرِي معناه : هل تَعرف ين وَقْتَ وفاتِي . وقال ابن السِّكِّيتِ : إذا كانَ لأَهْلِ المَيِّتِ يومٌ أَو ليلةٌ يُجتمع فيه للنِّياحة عليه فهو عِدادٌ لهم . والعِدَاد من القَوْس : رَنِينُهَأ وهو صَوتُ الوَتَرِ : ؟ قال صَخْرُ الغَيِّ :
وسيَمْحَةٌ من قِسِيٍّ زارةَ حَم ... راءُ هَتُوفٌ عِدَأدُها غَردُ كالعَدِيدِ كأَمير . والعِدَاد : اهْتِيَاجُ وَجَعِ اللَّدِيغِ بَعْدَ تَمَامِ سنةٍ فإذا تَمَّت له مُذْ يَوْمَ لُدِغَ هَاجَ به الأَلمُ كالعِدَدِ كَعِنَبٍ مقصورةٌ منه . وقد جاءَ ذلك في ضرورةِ لاشِّعْر . ويقال : به مَرضٌ عِدادٌ وهو أَن يَدَعَه زَماناً ثم يُعاوِدَه وقد عادَّه مُعَادَّة وعِدَاداً . وكذلك السَّلِيمُ والمَجْنُونُ كأَنَّ اشتقاقَه من الحِسَاب من قِبَلِ عَدَدِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ ويقال : عادَّتْهُ اللَّسْعَةُ مُعَأدَّةً إذا أَتَتْهُ لِعِدادٍ ومنه الحديثُ المشهور : ما زالتْ أَكْلَةُ خَيْبَرَ تُعَأدُّنِي فهذا أَوانَ قَطَعَتْ أَبْهَرِي أَي يُرَاجِعُني ويُعَاوِدُني أَلَمُ سمِّهَأ في أَوقاتٍ مَعْلُومة وقال الشاعر :
يُلاقِي مِنْ تَذَكُّرِ آلِ سَلْمَى ... كما يَلْقَى السَّلِيمُ من العِدَادِ وقيل : عِدَادُ السَّلِيم أَن تَعُدَّ له سَبْعَةَ أَيَّامٍ فإِن مَضَتْ رَجَوْا له البُرءَ وما لم تَمْضِ قيل هو في عِدَادِه . ومعنى الحديث : تُعادُّنِي : تُؤْذِيني وتُراجِعُنِي في أَوقاتٍ معلومةٍ كما قال النابِغةُ في حَيَّةٍ لدَغت رَجُلاً :
" تُطَلِّقُهُ حِيناً وحِيناً تُرَاجِعُ ويقال : به عِدَادٌ من أَلمٍ أَي يُعاوِدُه في أوقاتٍ مَعْلُومةٍ . وعِدَادُ الحُمَّى : وقْتُها المعروفُ الذي لا يكاد يخْطِئهُ . وعَمَّ بعضهم بالعِدَادِ فقال : هو الشيءُ يأْتِيك لِوَقْتِهِ مثل الُحمَّى الغِبِّ والرِّبْعِ وكذلك السّمُّ الذي يقتل لوقتهِ وأَصله من العَدَدِ كما تقدَّموقال ابنُ شُمَييل : يقال : أَتيتُ فُلاناً في يومِ عِدادٍ أَي يوم جمعةٍ أو فطرٍ أو أَضْحَى . ويقال : عِدَادُه في بَنِي فُلانٍ أَي يُعَدُّ منهم ومعُهم في الدِّيوانِ وفلانٌ في عِدَادِ أَهْلِ الخَيْرِ أَي يُعَدُّ منهم . والعرب تقول : لَقِيتُهُ عِدَادَ الثُّرَيَّا القَمَرَ أَي مرّةً في الشَّهْرِ وما يأتينا فلانٌ إلا عِدَادَ الثُّريَّا القمر وإلا قِرَانَ القَمَرِ الثُّرَيَّا . أَي ما يأْتِينا في السَّنَةِ إِلاَّ مَرَّءً واحدةً أَنشدَ أبو الهَيْثَم لأُسَيْد بن الحُلاَحِلِ :
إِذا ما قَارَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا ... لِثَالِثَةٍ فقد ذَهَب الشِّتَاءُ قال أَبو الهَيْثمِ : وإِنَّمَأ يُقارِنُ القَمرُ الثُّريَّا ليلة ثالثةً من الهِلال وذلك أول الربيعِ وآخِرَ الشِّتَاءِ . ويقال : ما أَلْقَاه إِلا عِدَّةَ الثُّرَيّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثُّريَّا القَمَرَ وإلا عِدادَ الثريا من القمرِ أَي إلا مرةً في السنة . وقيل : في عِدَّةِ نُزُولِ القمَرِ الثُّرَيَّا . وقيل : هي ليلةٌ في كلِّ شَهْرٍ يلتقِي فيها الثريّا والقمرُ . وفي الصحاح : وذلك أن القمرَ يَنزِل الثُّريَّا في كل شهرٍ مرةً . قال ابن بَرِّيٍّ : صوابه أن يقول : لأن القمر يُقارِنُ الثريَّا في كلِّ سَنَةٍ مَرةً . وذلك في خَمْسَةِ أَيام من آذار وعلى ذكل قول أُسَيْدِ بن الحُلاحِل :
" إِذا ما قَأرَنَ القَمَرُ الثُّرَيّا البَيْت وقال كُثَيِّر :
فدَعْ عنك سُعْدَى إِنّما تُسْعِفُ النَّوَى ... قِرَانَ الثُّرَيَّأ مَرّةً ثم تَأْفُلُ قال ابن منظور : رأَيتُ بخطْ القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان : هذا الذي استدركه الشيخ علي الجوهريِّ لا يَرِدُ عليه لأنه قال : إن القمر ينزل الثُّريا في كل شهر مرة . وهذا كلامٌ صحيحٌ لأن القمرَ يقطع الفَلكَ في كل شهرٍ مرةً ويكون كلَّ ليلةِ في مَنْزِلةٍ والثُّريا من جُملة المنازل فيكون القَمرُ فيها في الشهر مرةً : ويقال : فلانٌ إنما يأتي أهله العِدَّةَ أَي في الشَّهْر والشَّهْرَينِ وما تعرَّض الجوهريُّ للمقارَنةِ حتى يقولَ الشيخُ : صَوابُه كذا وكذا . والعَدْعَدَةُ : العجلة والسرعةُ عن ابن الأعرابي . وعَدْعَدَ في المَشْيِ وغَيْرِه عَدْعَدَةً : أَسرَعَ . والعَدْعَدةُ : صَوْتُ القَطَا عن أَبي عُبَيْدٍ . قال : وكأَنَّهَا حِكايةٌ . وعَدْعَدْ : زَجْرٌ للبَغْلِ قاله أبو زيد قال وعدَسْ مثله . وعَدِيدٌ كأَميرٍ : ماءٌ لِعَمِيرةَ كسَفِينةٍ بطن من كلب . والعُدُّ والعُدَّةُ بضمِّهما بَثرٌ يكون في الوَجْه عن ابن جِنِّي وقيل : هما بَثْرٌ يَخْرُج في وفي بعض النُّسخ : على وُجُوهِ المِلاحِ يقال : قد اسْتَمْكَتَ العُدُّ فاقْبَحْهُ أَي ابيضَّ رأْسُه فاكْسِرْه هكذا فَسَّروه
ومما يستدرك عليه : حكى اللِّحْيَانيُّ عن العرب : عَدَدتُ الدَّراهِمَ أَفراداً ووِحَاداً وأَعْددتُ الدَّرَاهِمَ أَفراداً ووِحَاداً ثم قال : لا أَدري أمن العَدَدِ أَم من العُدَّةِ . فشَكُّه في ذلك يَدُلُّ على أن أَعددت لُغَةٌ في عَدَدْتُ ولا أَعرفها . وعَدَدْتُ : من الأَفعالِ المتعدِّيَة إلى مَفْعُولَيْنِ بعدَ اعتِقادِ حذفِ الوَسيط يقولون : عَدَدْتكَ المالَ وعَدَدْت لك ولم يَذكر المالَ . وعادَّهم الشْيءُ : تَساهَمُوه بينهم فسَاوَاهُم وهم يَتعادُّون إذا اشتركوا فيما يُعادُّ فيه بعضهم بعضاً من مَكارِمَ أَو غيرِ ذلك من الأشياءِ كُلِّهَا . والعَدَائِدُ : المَالُ المُقْتَسمُ والميراثُ وقول أبي دُوَادٍ في صِفَة فَرَسٍ :
وطِمِرَّةٍ كهِرَاوةِ الأَعْ ... زابِ ليسَ لها عَدائِدْفسَّره ثَعلبٌ فقالك شَبَّهها بعصا المُسَافِرِ لأنها مَلْساءُ فكأَنَّ العَدائِدَ هنا العُقَدُ وإن كان هو لم يُفَسِّرها . وقال الأَزهريُّ : معناه ليس لها نَظَائِرُ . وعن أبي زيد : يقال : انقضَتْ عِدَّةُ الرَّجُلِ إذا انقضَى أَجَلُه وجمعُها : العِدَدُ . ومثله : انقضتْ مُدَّتُه . وجمعها المُدَدُ . وإِعْدَادُ الشيءِ واعتِدادُه واسْتِعْدَاده وتَعْداده : إِحضارُه . والعُدَّةُ بالضّمِّ : ما أَعددْتَه لحوادِثِ الدَّهْرِ من المالِ والسِّلاحِ يقال : أَخَذَ للأَمْرِ عُدَّتَه وعَتادَه بمعنًى كالأهْبة قال الأَخفشُ . وقال ابن دُرَيد : العُدَّة من السِّلاحِ ما اعتَدَدْته خَصَّ بِهِ السِّلاح لفظاً فلا أَدري : أَخَصَّه في المَعْنَى أَم لا . والعِدَادُ بالكسر : يومُ العَرْضِ وأَنشد شَمِرٌ لجَهْم بن سَبَل : مِنَ البِيضِ العَقَائلِ لم يُقَصِّرْ بِهَا الآباءُ في يومِ العِدَادِ قال شَمر : أَراد يوم الفَخارِ ومَعادَّةِ بعضِهِم بعضاً . والعِدَّانُ : جمع عَتُودٍ . وقد تقدَّم . وتَمَعْدَدَ الرجلُ : تَباعَدَ وذهَب في الأرض قال معنُ بن أَوْسٍ :
قِفَا إِنَّها أَمْسَتْ قِفاراً ومَنْ بِها ... وإن كانَ من ذِي وُدِّنَا قَدْ تَمَعْدَدَا وهو من قولهم : مَعَدَ في الأرضِ إذا أَبْعَدَ في الذَّهابِ وسيذكر في فصل : مَعَدَ مستوفى