عَرَفْتُ من هِنْدَ أَطْلاَلاً بِذِي البِيدِ ... قَفْراً وجاراتِهَأ البِيضِ الرَّخَاويدِ ر - د - د
رَدَّهُ عن وَجْهه يَرُدُّه رَدّاً ومَرَدّاً كلاهما من المصادر القياسيّة ومَرْدُوداً من المصادر الواردة على مَفْعول كمَحْلوف ومَعقولٍ ورِدِّيدَى بالكسر مشدَّداً كَخِصِّيصّى وخِلِّيفَى يُبنَى للمبالغة : صَرَفَهُ وَرَجَعَه ويقال رَدَّه عن الأَمر ولَدَّه أَي صَرَفه عنه برِفق . وأَمرُ اللهِ لا مَرَدَّ له . وفي التنزيل : " فلا مَرَدَّ لَهُ " وفيه " يومٌ لا مَرَدَّ له " قال ثعلب : يعني يوم القيامة لأنه شيء لا يُرَدُّ
وفي حديث عائشة . " مَن عَمِلَ عَمَلاً ليس عليه أَمْرُنا فهوَ رَدٌّ " أي مَرْدُودٌ عليه يقال أَمْرٌ رَدٌّ إذا كان مُخالفاً لما عَليه السُّنَّة وهو مَصْدرٌ وُصِفَ به . ورُوِيَ عن عُمَرَ بن عبدِ العَزيز أَنه قال : " لا رِدِّيدَى في الصَّدَقَة " أي لا تؤخذ في السَّنَةِ مَرَّتينِ والاسمُ رَدَادٌ ورِدَادٌ كسَحَاب وكِتَابٍ وبهما جَميعاً رُوِيَ قَولُ الأَخطلِ :
وما كُلُّ مَغْبُونٍ ولو سَلْفَ صَفْقُهُ ... برَاجعِ ما قَدْ فاتَهُ بِرَدَادِ ورَدَّ عليه الشيءَ إِذا لم يَقْبَلْهُ وكذلك خَطَّأَه . ونقل شيخُنا عن جماعةٍ من أَهلِ الاشتقاقِ والتصرِيفِ أَن رَدَّ يَتَعَدَّى إلى المفعولِ الثاني بإِلى عند إِرادةِ الإِكرامِ وبِعَلى للإِهانة واستدلُّوا بنحو قوله تعالى . " فَرَدَدْناهُ إلى أُمِّهِ " و " يَرُدُّوكُمْ على أَعْقَابِكُم " ونقله الجَلالُ السُّيُوطِيُّ وَسَلَّمه فتأَمَّلْه فإِن الاستقراءَ رُبّما يُنافِيه . ومن المجاز : المَرْدُودَة المُوسَى لِرَدِّها في نِصابِها . ومن المجاز أَيضاً : امرأَةٌ مَرْدُودةٌ وهي : المطَلَّقَةُ : كالرُّدَّي كالحُمَّى الأَخيرةُ عن أبي عمرو . وفي حديث الزُّبَيْرِ في دارٍ له وَقَفَهَا فكَتَب . ولِلْمَرْدُودِة من بَنَاتِهِ أَن تَسْكُنَها . لأَن المُطَلَّقَةَ لا مَسْكَنَ لها على زوْجها . والرَّدُّ بالفتح : الشيءُ الرَّدِيءُ وهو مجاز ودِرْنهَمٌ رَدٌّ : لا يَروجُ ورُدُودُ الدَّراهِمِ واحدُهَأ : رَدٌّ وهو مازيفَ فَرُدَّ على ناقِدِه بعدَما أُخِذ منه . وكلُّ ما رُدَّ بعدَ أَخْدٍ : رَدٌّ . والرَّدُّ في اللسَانِ : الحُبْسَةُ وعَدَمُ الانطلاقِ . والرِّدُّ بالكسر : عِمَادُ الشَّيءِ الذي يدفَعُه ويَرُدُّه قال :
" يا ربِّ أَدعوكَ إِلهاً فَرْدَا
" فكُنْ لَهُ من البَلايَا رِدَّا أي مَعْقِلا يَرُدُّ عنه البَلاءَ
وقولُه تعالى : " فأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدّاً يُصَدِّقُنِي " فيمن قرأ به يجوز أن يكون من الاعتمادِ وأن يكون على اعتقادِ التَّثْقيل في الوَقْفِ بعد تخفِيفِ الهمزِة
ويقال في لسانه رَدَّةٌ أَي حُبْسَة وفي وَجْهِهِ رَدَّة الرَّدَّةُ بالفتح : القُبْحُ مع شْيءٍ من الجَمالِ يقال : في وَجْهِهِ رَدَّةٌ وهو رَادٌّ وقال ابن دُرَيد :
" في وَجْهِهِ قُبْحٌ وفيهِ رَدَّة أَي عَيْبٌ
وقال أَبو ليلَى : في فُلان رَدَّة أَي يَرْتَدُّ البَصَرُ عنه من قُبْحِه قال : وفيه نَظْرةٌ أَي قُبْحٌ . وقال اللَّيْث : يُقالُ للمرأةِ إذا اعْتراها شيءٌ من خَبَالٍ وفي وَجْهِهَا شيءٌ من قَباحَةٍ : هي جَمِيلَةٌ ولكن في وَجْهِها بَعْضُ الرَّدَّة وهو مجازٌ
والرِّدَّةُ بالكسر : الاسمُ من الارْتِدادِ وقد ارْتَدَّ وارتَدَّ عنه : تَحوَّلَ ومنه الرِّدّة عن الإسلامِ أَي الرجوعُ عنه وارتَدَّ فُلانٌ عن دِينِه إذا كَفَرَ بعد إِسلامهِ . وفي الصحاح : الرِّدّة : امْتِلاءُ الضّرْعِ من اللَّبَنِ قَبْلَ النِّتَاجِ عن الأَصمعيّ وأَنْشدَ لأَبي النَّجْم :
" تَمْشٍي من الرِّدَّةِ مَشْيَ الحُفَّلِ
" مَشْيَ الرَّوَايَا بالمَزَادِ المُثْقِلِ وفي اللسان : الرِّدَّة : أَن يُشرِقَ ضَرْعُ النَّاقَة ويقعَ في اللَّبَنُ وقد أَرَدَّتْ . والرِّدَّة : تَقَاعسٌ في الذَّقَنِ إذا كان في الوَجْه بعْضُ القباحَة ويعتريه شيءٌ من الجَمَال وهو مَجاز . ومن المَجَاز أيضاً : سَمِعْت رِدَّةَ الصَّدَى وهو ما يَرُدُّ عليك من صَدَى الجَبَلِ أي صَوْتهوالرِّدَّة والرَّدَدُ أَن تَشرَب الإِبِلُ الماءَ عَلَلاً فتَرْتَدَّ الأَلبانُ في ضُروعها . والتَّرْدادُ بالفتح : بناءٌ للتَّكثير قال ابن سيده قال سيبويه هذا بابُ ما يُكَثَّر فيه المصدر من فَعَلْتُ فتُلْحِقُ الزّائدَ وتبنيه بناءً آخَر كما أنك قلتَ في فَعَلْتُ : فَعَّلْتُ حين كثَّرْتَ الفِعْلَ . ثم ذَكَر المصاِدرَ التي جاءَتْ على التَّفْعَأل : كالتَّرْدادِ والتَّلْعَاب والتَّهْذارِ والتَّصْفاق والتَّقْتال والتَّسْيَار وأَخواتِها قال : وليس شيءٌ من هذا مصدرَ أَفْعَلْت ولكن لما أردتَ التكثير بَنيتَ المصدرَ على هذا كما بَنَيْتَ فَعَلْتُ على فَعَّلْتُ . انتهى
وأَما التَّرْدِيدُ فإنه قياسٌ من رَدَّدَه كما صَرَّحَ به غيرُ واحدٍ ويقال : ردَّدَه تَرْدِيداً وتَرْاداداً فهو مُرَدَّدٌ ورجلٌ مُرَدَّدٌ . والمُرَدَّدُ كمعظم : الحائِرُ البائرُ وهو مَجاز والارْتِدادُ الرُّجُوعُ ومنه المُرْتَدُّ ورادَّهُ الشيءَ أَي رَدَّهُ عليه ورادَّه القَوْلَ : رَاجَعه وهما يَتَرادَّانِ البَيْعَ من الرَّدِّ والفَسْخ . وهذا الأَمرُ أَرَدُّ عليه أي أَنْفَعُ له وهذا الأَمرُ لا رَادَّةَ فيه أي لا فائِدَةَ له وما يَرُدُّك هذا : ما ينفَعُكَ . وهو مَجاز كلاَ مَرَدَّةَ ضبطه الصاغاني بضم الميم وكسر الراء . والمُرٍدُّ على صيغة اسم الفاعِل : الشَّبِقُ . والبَحْرُ المُرِدّ : المَوَّاجُ أَي كثيرُ الماءِ قال الشاعر :
رَكِبَ البَحْرَ إلى البَحْرِ إِلى ... غَمَرَات المَوْتِ ذي المَوْد المُرِدّ وأَرَدَّ البَحْرُ : كَثُرَتْ أَمواجُه وهاجَ . والمُرِدُّ : الغَضْبانُ يقال جاءَ فلانٌ مُرِدَّ الوجْهِ أَي غَضبانَ . وأَرَدَّ الرجُلُ : انتفخَ غَضباً حكاها صاحِبُ الأَلفاظ قال أبو الحسن : وفي بعض النسخ : ارْبَدَّ . والمُرِدّ : الرجل الطويل العُزُوبة . أو الطويل الغُربَة فترادَّ الماءُ في ظَهْره قال الصاغاني : والأول أَصح لأنه يترادُّ الماءُ في ظَهرِه كالمَرْدُودِ . والمُرِدُّ ناقةٌ انتَفَخَ ضَرْعُها وحَياؤُها لبُروكها على نَدًى وقيل أَردَّت وكلّ حاملٍ دَنَتْ وِلادتُها فعَظُمَ بطْنُها وضَرْعها : مُرِدٌ وقال الكسائيّ : ناقةٌ مُرْمِدٌ على مثال مُكرِم ومُرِدٌّ مثال مُقِلٍّ إذا أَشرقَ ضَرْعُها ووقَع فيه اللَّبَنُ وقد تقدم . وقيل هو ورَمُ الحياءِ من الضَّبَعَة وقيل : أَردَّت النّاقَةُ وهي مُرِدٌّ : وَرِمَتْ أَرفاغُها وحياؤُهَا من شُرْب الماءِ . والمُرِدّ : شَاةٌ أَضْرعَتْ وقد أَردَّتْ . وناقةٌ مُرِدٌّ وكذا جَمَلٌ مُرِدٌّ إذا أَكْثَرَ من شُرْب الماءِ فثَقُلَ ج مَرَادُّ نُوقٌ مَرادُّ وجِمَالٌ مَرادُّ . وعن ابن الأعرابيّ الرُّدُد كعُنُقٍ : القِباحُ من النَّاس جَمع رَدٍّ . وقد تقدم . والرَّديدُ كأَميرٍ : الشيء المَردود قال :
فَتًى لم تَلدْهُ بنْتُ عَمٍّ قَريبةٌ ... فيَضْوَى وقد يَضْوَى رَديدُ الغَرَائب والرَّدِيدُ : الجَفْلُ من السَّحاب هُرِيقَ ماؤُهُ . واستَرَدَّهُ الشيء : طَلَبَهُ وسأَلَه رَدَّهُ أَي أَن يَرُدَّه عليه كارتَدَّه . وَرَدَّادٌ ككَتَّانٍ : اسمُ مُجَبِّرٍ م أَي معروفٌ يُنسَب إِليه المُجَبِّرون فيقال لكُلِّ مُجَبِّرٍ : رَدَّادِيٌّ لذلك . ورُئِي رَجلٌ يومَ الكُلاَب يَشُدُّ على قَومٍ ويقول : أنا أبو شَدَّاد . ثم يَرُدُّ عليهم ويقول : أنا أَبو رَدَّادٍ . والرَّادَّةُ : خَشَبَةٌ في مُقَدَّمِ العَجَلة تُعَرَّضُ بَيْنَ النَّبْعَيْنِ
ومما يستدرك عليه : ارتَدَّ الشيءَ : رَدَّه قال مُلَيح :
بعَزْمٍ كَوَقْعِ السَّيفِ لا يَسْتَقِلُّهُ ... ضَعِيفٌ ولا يَرْتَدُّهُ الدَّهْرَ عاذِلُ وارتَدَّ عن هِبَتِهِ : ارتَجَعها قال الزمخشريُّ : كذا سمعته عن العرب . وأنشد :
فيا بَطْحاءَ مَكَّةَ خَبِّرِينِي ... أمَّا تَرْتَدُّنِي تِلْك البِقاعُ ورَدَّ إِليه جَواباً : رَجَعَ وارتَدَّ الشيءَ : طَلَبَ رَدَّه عليه قال كُثَيِّرُ عَزَّةَ :
وما صُحْبَتِي عَبْدَ العَزيزِ ومِدْحَتِي ... بعارِيَّةٍ يَرْتَدُّهَا مَن يُعِيرُهاوهذا مردُودُ القول وَرديدُه . ورَدَّدَ القولَ كَرَّره . ولا خَيْرَ في قولٍ مَرْدُود ومُرَدَّد . ورادَّه القَوْلَ : رَاجَعه . وتَرادّاَ القَوْلَ . واردَّه البَيْعَ : قايَلَه . وتَرادَّ الماءُ : ارتَدَّ عن مَجرَاه لحاجزٍ . والرِّدُّ بالكسر : الكَهْف عن كُراع . وبه فَسَّر بعضُهم قوله تعالى " فَأَرْسِلْهُ معِيَ رِدّاً " . وفي الحديث . " رُدُّوا السَّائِلَ ولو بِظِلْفٍ مُحْرَقٍ " . أَي أَعطوه ولم يُرِدْ رَدَّ الحِرْمَانِ والمنْع كقولك : سَلَّمَ فَرَدَّ عليه أَي أَجابه . وفي حديث آخَرَ : " لا تَرُدُّوا السَّائِلَ ولو بِظِلْف " أَي لا تَرُدُّوه رَدَّ حِرْمَانٍ بلا شيءٍ ولو أَنه ظِلْفٌ . وقول عُرْوَةَ بن الوَرْد :
وزَوَّدَ خَيْراً مالِكاً إِنَّ مالكاً ... له رَدَّةٌ فِينا إِذا العَمُّ زَهَّدُوا قال شَمِرٌ : الرَّدَّة : العَطْفة عليهم والرَّغْبَة فيهم . وفي حديث الفِتن : ويكون عند ذلِكُم القِتَالِ رَدَّةٌ شَديدَةٌ . وهو بالفتح أي عَطْفَه قَويَّة . وتَردَّدَ وتَرادَّ تَرَاجعَ . وتَردَّدَ في الجواب : تَعثَّرَ لسانُه . وهو يَتَرَدَّدُ بالغَدَوَات إلى مَجَالس العِلْم ويَخْتَلِفُ إِليها . والرِّدُّ بالكسر : الحَمُولَةُ من الإِبل . قال أَبو منصور : سُمَّيَت رِدّاً لأَنها تُرَدُّ من مَرْتَعِها إلى الدّار يوم الظَّعْن . ورجُلٌ مُتَرَدِّدٌ : مُجْتَمِعٌ قصير ليس بَسبْطِ الخَلْقِ . وفي صفته صلّآ الله عليه وسلم : " ليس بالطَّوِيلِ البائِنِ ولا القَصير المُتَرَدِّدِ " أي المتناهي في القِصَرِ كأَنَّه هذا تَرَدَّدَ بَعْضُ خَلْقِه على بَعْض وتدَاخَلَتْ أَجزاؤْه . وعُضْوٌ رَدِيدٌ : مُكْتَنِزٌ مُجتمِعٌ قال أَبو خِراش :
تَخاطَفُه الحُتُوفُ فهُوَّ جَوْنٌ ... كِنَازُ اللَّحْمِ فائِلُهُ رَدِيدُ والرِّدَّة : البَقِيَّة قال أَبو صَخْر الهُذَليّ :
إذا لم يَكُنْ بين الحَبِيبَيْنِ رِدَّةٌ ... سِوَى ذِكْرِ شَيءٍ قد مَضَى دَرَس الذِّكْرُ ومَرْدودٌ : فرسُ زِيادٍ أَخِي مُحرِّق الغَسّانيّ . والرَّوْدَدُ : كجَوْهرٍ : العاطِفُ قال رُؤبةُ :
" وإِنْ رَأَيْنَا الحِجَجَ الرَّوادِدَا
" قَوَاصِراً بالعُمْرِ أَو مَوادِدَا أَورده الصاغانيُّ في تركيب رود . ورجلٌ مِرَدٌّ بالكسر : كثيرُ الرَّدِّ والكَرِّ قال أَبو ذُؤَيْب :
مِرَدٌّ قد نَرَى ما كَانَ منهُ ... ولَكنْ إِنّمَا يُدْعَآ النَّجِيبُ وفي المصباح : تَردَّدْت إليه : رَجَعْتُ مرَّة بعدَ أُخرَى . ومن المجاز : ضَيْعَةٌ كثيرةُ المَرَدِّ والرَّدّ أَي الرَّيْع . والرَّدَّادُ بنُ قَيْسِ بن معاوية بن حَزْنٍ : بَطْنٌ . وأَبو الرَّدَّاد اللَّيْثيّ عن أَبي سَلَمَة بن عبد الرحمن . وأَبُو الرَّدّاد عَمْرُو بن بِشْرٍ القَيسّي عن بُرْد بن سِنانِ . ومحمّد بن عبد الرحمن بن رَدَّاد عن يَحيى بن سَعيد الأَنصاريّ ضعيفٌ . وهِلالُ بن رَدّادٍ الكِنَانيّ عن الزُّهْريّ وابنُه محمد سمع أَباه . ومحمد بن الخَضِرِ بن رَدَّاد الدِّمشقيّ عن عليّ بن خَشرمٍ وأَبو الرَّدَّاد عبدُ الله بن عبد السلام المصريّ المُؤذّن صاحب المِقْيَاس . وفي ولدِه أَمرُ المقْيَاس إلى الآن . ومحمد بنُ طَرخانَ بن رَدَّاد المَقْدسيّ من شُيوخ منصور بن يسلم
السَّلْعُ : الشَّقُّ في القدَمِ ج : سُلوعٌ نقله الجَوْهَرِيُّ . وسَلْعٌ : جبلٌ وفي العبابِ : جُبَيْلٌ في المَدينة الأَوْلَى بالمدينةِ على ساكنِها أَفْضَلُ الصَّلاةِ والسَّلام قال ابنُ أُخْتِ تأَبَّطَ شَرّا يرثيه - ويقال : هي لتأبَّطَ شرّاً وقال أَبو العَبّاس المُبَرِّدُ : هي لِخَلَفٍ الأَحْمَر إلاّ أَنَّها تُنسَبُ إلى تأَبَّطَ شَرّاً وهو نَمَطٌ صَعْبٌ جِدّا - :
إنَّ بالشِّعْبِ الّذي دونَ سَلْعٍ ... لَقتيلاً دَمُهُ ما يُطَلُّ وهي خَمسةٌ وعِشرونَ بيتاً مذكورة في ديوان الحَماسَةِ . قلتُ : والصَّواب القَولُ الأَوّل ودليل ذلكَ البيتُ الذي في آخر القصيدة :
فاسْقِنِيها يا سَوادُ بنَ عَمروٍ ... إنَّ جِسمي بعدَ خالي لَخَلُّ
يعني بخالِه تأَبَّطَ شَرّاً فثَبَتَ أَنَّه لابنِ أُخْتِه الشَّنْفَرى كما حقَّقَه ابنُ بَرّيّ . وقولُ الجَوْهَرِيِّ : السَّلْعُ : جبلٌ بالمَدينة هكذا بالأَلِفِ واللامِ في سائر نُسَخ الصِّحاح التي ظَفِرنا بها فلا يُعْبَأُ بقول شيخِنا : إنَّ الأُصولَ الصَّحيحةَ من الصِّحاح فيها : سَلْع كما للمصنِّفِ خطَأٌ لأَنَّه عَلَمٌ والأَعلامُ لا تَدخلُها اللامُ هذا هو المَشهور عند النَّحَويّينَ . وقد حصلَ من الجَوْهَرِيّ سَبْقَ قلَمٍ والكمالُ لله سبحانه وحدَه جَلَّ جَلالُه وليسَ المُصنِّفُ بأَوَّلِ مُخْطئٍ له في هذا الحَرفِ فقد وُجِدَ بخَطِّ أَبي زَكَرِيّا ما نصّه : قال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ : الصَّوابُ : وسَلْعُ : جبَلٌ بالمَدينة بغير أَلِفٍ ولامٍ لأنَّه معرِفَةٌ لجَبَلٍ بعينِه فلا يَجوزُ إدخالُ الأَلِفِ واللام عليه . ورامَ شيخُنا الرَّدَّ على المُصنِّف وتأييدَ الجَوْهَرِيِّ بوُجوه : الأَوَّل : أَنَّه وُجِدَ في الأُصول الصَّحيحة من الصِّحاحِ : سَلْعٌ بلا لامٍ وهذه دَعوى وقد أَشَرْنا إليه قريباً . وثانِياً : أنَّ عدَمَ تعريفِ المَعرِفَةِ ليسَ بمُتَّفَقٍ عليه كما صرَّحَ به الرَّضِيُّ في شرحِ الحاجِبِيَّة . وجَوَّزَ إضافَةَ الأَعلام وتعريفَها بنَوعٍ آخر من التَّعريفِ وفيه تَكَلُّفٌ لا يَخفى . وثالثاً : فإنَّ الأَلِفَ واللامَ مَعهودَةُ الزِّيادَةِ ومن مَواضِع زِيادَتِها المَشهورةِ دُخولُها على الأَعلام المَنقولَةِ مُراعاةً للَمْحِ الأَصْلِ كالنُّعمانِ والحارِثِ والفَضْلِ والسَّلْعُ لعلَّه مَصْدَرُ سَلَعَهُ إذا شقَّه فنُقِلَ وصارَ علَماً فتدخُلُ عليه اللامُ للَمْحِ الأَصْلِ . ورابعاً : فإنَّ المُصَنِّفَ قد ارتكَبَ ذلكَ في مَواضِعَ كثيرةٍ من كتابه هذا كما نبَّهْنا على بعضِه وأَغْفَلْنا بعضَه لكَثرَتِه في كلامِه ممّا لا يَخفى على مَن مارَسَ كلامَه وعرَفَ القواعِدَ فكيف يُعتَرَضُ على هذا الفَردِ في كلام الجَوْهَرِيِّ مع أَنَّهُ لهُ وَجْهٌ في الجُمْلَةِ ؟ ثمَّ إنَّ قولَه : وسَلْع بالفتح هو المَشهور عندَ أَئِمَّة اللُّغةِ ومَنْ صَنَّفَ في الأَماكِن ونقلَ شيخُنا عن الحافِظِ بن حَجَرٍ في الفتح أَثناءَ الاسْتِسقاءِ أَنَّه يُحَرَّكُ أَيضاً . قلتُ : وهو غَريبٌ . سَلْعٌ أَيضاً : جَبَلٌ لهُذَيْلٍ قال البُرَيْقُ بن عِياض الهُذَلِيُّ يصف مَطَراً :
يَحُطُّ العُصْمَ من أَكنافِ شِعرٍ ... ولمْ يَترُكْ بذي سَلْعٍ حِمارا ورَوَى أَبو عَمْروٍ : في أَفنانِ شَقْر . وشَعْرٌ وشَقْرٌ : جبلان هكذا في العباب والصَّوابُ أَنَّ الجبلَ هذا يُعرَفُ بذي سَلَع مُحَرَّكَةً كما ضبطَه أَبو عُبيدٍ البَكْرِيُّ وغيرُه وهكذا أَنشدوا قولَ البُرَيْقِ وهو بين نَجدٍ والحِجازِ فتأَمَّلْ . سَلْعٌ أَيضاً : حِصْنٌ بوادي موسى عليه السّلام من عمَلِ الشَّوْبَكِ بقربِ بيت المَقدِس . سُلَيْع كزُبَيْرٍ : ماءٌ بقَطَنٍ بنَجْدٍ لبني أَسَد . سُلَيْعٌ أَيضاً : جُبَيْلٌ بالمَدينة على ساكِنِها أَفضل الصّلاة والسّلام يُقال له غَبْغَبٌ هكذا بغَينينِ مُعْجَمَتينِ ومُوَحَّدتين في سائر النُّسَخ وهو غلَطٌ والصَّوابُ : يُقال له : عَثْعَثٌ بعينين مُهملَتينِ ومُثَلَّثَتينِ وغيرُ سُلَيْعٍ عليه بيوتُ أَسْلَمَ بن أَفْصى وإليه تُضافُ ثَنِيَّةُ عَثْعَثٍ . السُّلَيْع : وادٍ باليَمامَة به قُرىً . سُلَيْعٌ : ة بنواحي زَبيدَ من أَعمال الكَدراءِ . وسَلَعانُ مُحَرَّكَةً : حِصْنٌ باليَمَنِ من أَعمال صَنعاءَ . السَّلَعُ مُحَرَّكَةً : شجَرٌ مُرٌّ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبي الصَّلْتِ :
سَلَعٌ ما ومثلُه عُشَرٌ ما ... عائلٌ ما وعالَت البَيْقُوراوأَنشدَ الأَزْهَرِيُّ هذا البيتَ شاهِداً على ما يفعله العرَبُ في الجاهليَّة من اسْتِمطارِهِم بإضْرامِ النّارِ في أَذنابِ البَقَرِ . قال أَبو حنيفةَ : أَخبرَني أَعرابِيٌّ من أَهلِ السَّراةِ أَنَّ السَّلَعَ شَجَرٌ مثلُ السَّنَعْبَقِ إلاّ أَنَّه يَنبُتُ بقُربِ الشَّجَرَةِ ثمَّ يتعلَّق بها فيرتقي فيها حِبالاً خُضراً لا وَرَقَ لها ولكن قُضبانٌ تلْتَفُّ على الغُصونِ وتَتَشَبَّكُ وله ثَمَرٌ مثلُ عناقيدِ العِنَبِ صِغارٌ فإذا أَيْنَعَ اسْوَدَّ فتأْكُلُه القرودُ فقط ولا يأْكلُه النّاسُ ولا السّائمةُ . قال : ولم أَذُقْه وأَحْسَبَهُ مُرّاً . قال : وإذا قُصِفَ سالَ منهُ ماءٌ لَزِجٌ صافٍ له سَعابيبُ ولِمَرارَةِ السَّلَعِ قال بِشْرُ بنُ أَبي خازِمٍ :
يَرومونَ الصَّلاحَ بذاتِ كَهْفٍ ... وما فيها لهُمْ سَلَعٌ وقَارُ هذا قولُ السَّرَوِيِّ وقد قال أَبو النَّجم في وصفِ الظَّليمِ :
ثُمَّ غدا يَجمَعُ من غِذائه ... مِنْ سَلَعِ الغَيْثِ ومِنْ خُوَّائه وهذا بعينِه من وصف السَّرَوِيِّ . السَّلَع : نَبْتٌ يَخرُجُ في أَوَّل البَقلِ لا يُذاقُ إنَّما هو سَمٌّ وهو مثلُ الزَّرعِ أَوَّلَ ما يَخرُجُ وهو لَقَطٌ قليلٌ في الأَرضِ وله وُرَيْقَةٌ صَفراءُ شاكَة كأَنَّ شَوكَها زَغَبٌ وهو بَقلَةٌ تتَفرَّشُ كأَنَّها راحةُ الكَلبِ لا أَرومَةَ لها قاله أَبو زياد . قال : وليس بمُستَنكَرٍ أَنْ تَرعاهُ النَّعامُ مع مَرارَتِه فقد تَرعى النَّعامُ الحَنْظَلَ الخُطْبانَ . أَو هو ضَرْبٌ من الصَّبْرِ أَو بَقْلَةٌ من الذُكور خبيثَةُ الطَّعم قاله أَبو حنيفَةَ . قلتُ : وبمثلِ ما وَصَفَ السَّرَوِيّ آنفاً شاهدته بعيني في أَرضِ اليَمَنِ . السَّلَعُ : البَرَصُ عن ابْن دُرَيْدٍ قال جريرٌ :
هل تَذْكُرونَ على ثَنِيَّةِ أَقْرُنِ ... أَنَسَ الفوارس يومَ يَهوي الأَسْلَعُالأَسلَع في البيت : هو عَبْد الله بن ناشِبٍ العَبْسِيُّ قتلَ عَمْرَو بنَ عَمْرِو بنِ عُدَسَ يسومَ ثنيَّة أَقرنٍ وقال ابْن دُرَيْدٍ : كان عَمْرو بن عُدَسَ أَسْلَعَ أَي أَبرَص قتلَه أَنسُ الفوارِسِ بنُ زيادٍ العَبسِيُّ يومَ ثنيَّة أَقْرُنٍ . قال الصَّاغانِيّ : والذي ذكرتُ بعدَ البيت هو في النَّقائضِ وروايَةُ أَبي عُبيدَةَ : هل تَعرِفونَ... و . . يَومَ شَدَّ الأَسلَعُ . السَّلَع : تَشَقُّقُ القَدَمِ وقد سَلِعَ كفَرِحَ فيهما فهو أَسْلَعُ وقال الجَوْهَرِيُّ : سَلِعَتْ قَدَمُه تَسْلَعُ سَلَعاً : مثلُ زَلِعَتْ ج : سُلْعٌ بالضَّمِّ . والسَّوْلَعُ كجَوْهَرٍ : الصَّبِرُ المُرُّ نقله الصَّاغانِيّ عن ابْن الأَعْرابِيّ قال : والصَّوْلَعُ بالصَّادِ : السِّنانُ المَجْلُوُّ . والسِّلْعُ بالكسر : المِثْلُ عن أَبي عَمْروٍ يقال : هذا سِلْعُ هذا أَي مثلُه . السِّلْعُ في الجبل : الشَّقُّ كهيئة الصَّدْعِ عن يعقوبَ وابْن الأَعْرابِيّ واللِّحيانِيِّ ويُفتَحُ عن بعضِهم ج : أَسْلاعٌ عن يعقوبَ زادَ غيرُه : سُلوعٌ وهذا يدلُّ على أنَّ واحِدَ سَلْعٌ بالفتح . سِلْع : أَرْبَعَةُ مَواضِعَ ثلاثةٌ منها ببلادِ بَني باهِلَةَ وهنَّ سِلْعُ مَوشومٍ وسِلْعُ الكَلَدِيَّة وسِلْعُ السُّتَرِ الأَوَّلَ : وادٍ والثاني : جبَلٌ أَو وادٍ الرَّابعُ : مَوضِعٌ ببلادِ بَني أَسَدِ بنَجْد . قال ابنُ عَبّاد : تقول : غُلامانِ سِلْعانِ بالكَسرِ أَي تِرْبانِ وغِلمانٌ أَسْلاعٌ : أَترابٌ . وفي اللسان : أَعطاهُ أَسلاعَ إبلِهِ أَي أَشباهَها واحِدُها سِلْعٌ وسَلْعٌ . قال رجُلٌ من الأَعرابِ : ذَهَبَتْ إبِلي فقال رَجُلٌ : لكَ عندي أَسلاعُها أَي أَمثالُها في أَسنانِها وهيآتِها . وقال ابْن الأَعْرابِيِّ : الأَسلاعُ : الأَشباهُ فلم يَخُصَّ به شيئاً دونَ شيءٍ . وأَسْلاعُ الفَرَسِ : ما تعلَّقَ من اللَّحم على نَسَيَيْها إذا سَمِنَتْ نقله الصَّاغانِيّ . والسِّلْعَةُ بالكسر المَتاعُ كما في الصِّحاح قيل : ما تُجِرَ به ج : سِلَعٌ كعِنَبٍ . السِّلْعَةُ : كالغُدَّةِ تَخرُجُ في الجَسَدِ ويفتَحُ وهو المَشهورُ الآنَ ويُحَرَّكُ وبفتح اللام كعِنَبَةٍ وهذه عن ابن عَبّادٍ . أَو هي خُراجٌ في العُنُقِ أَو غُدَّةٌ فيها نقله ابنُ عبّاد . أَو هي زِيادَةٌ تَحدُثُ في البَدَنِ كالغُدَّةِ تتحَرَّكُ إذا حُرِّكَتْ وقد تكونُ من حِمَّصَةٍ إلى بِطِّيخَةٍ كما نقله الجَوْهَرِيُّ وقد أَطالَ المُصَنِّفُ هنا والمَدارُ كُلُّه على عبارة الجَوْهَرِيّ مع ذِكرِه في محلَّينِ فتأَمَّلْ . وهو مَسْلوعٌ أَي به سِلْعَةٌ . السِّلْعَةُ أَيضاً : العَلَقُ لأَنَّه يتعلَّقُ بالجَسَدِ كهيئة الغُدَّة ج : سِلَعٌ كعِنَبٍ . السَّلْعَةُ بالفتح : الشَّجَّةُ كما في الصِّحاحِ زاد في اللسانِ : في الرَّأْسِ كائنةً ما كانت ويُحَرَّكُ أَو هي التي تَشُقُّ الجلدَ ج : سَلَعاتٌ مُحرَّكَةً وسِلاعٌ بالكَسر . والسَّلَعُ مُحرَّكَةً : اسمُ جَمعٍ كحلْقَةٍ وحَلَقٍ . وأَسْلَعَ الرَّجُلُ : صارَ ذا سَلْعَةٍ أَي شَجَّةٍ أَو دُبَيْلَةٍ . المِسْلَعُ : كمِنْبَرٍ : الدَّليلُ الهادي قاله الليثُ وأَنشدَ للخَنساءِ - وهو للَيلى الجُهَنِيَّةِ تَرْثَى أَخاها أَسْعَدَ - :
سَبّاقُ عادِيَةٍ وهادي سُرْبَةٍ ... ومُقاتِلٌ بَطَلٌ وهادٍ مِسْلَعُ ويُروَى : ورأْسُ سَرِيَّةٍ وإنَّما سُمِّيَ به لأَنَّه يَشُقُّ الفلاةَ شَقّاً . والمَسلوعَةُ : المَحَجَّة عن ابْن عَبَّادٍ قال في اللسان : لأَنَّها مَشقوقَةٌ قال مُلَيْحٌ :
وهُنَّ على مَسلوعَةٍ زِيَمِ الحَصى ... تُنيرُ وتَغشاها هَماليجُ طُلَّحُ والتَّسليع في الجاهليَّة : كانوا إذا أَسْنَتوا أَي أَجدَبوا علَّقوا السَّلَعَ مع العُشَرِ بثيرانِ الوَحْشِ وحدَروها من الجِبال وأَشعلوا في ذلك السَّلَعِ والعُشَرِ النّارَ يستمطِرونَ بذلك قال وَدّاك الطَّائِيّ :
لا دَرَّ دَرُّ رِجالٍ خابَ سَعيُهُمُ ... يستمطِرونَ لدى الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ
أَجاعِلٌ أَنْتَ بَيْقوراً مُسَلَّعَةً ... ذَريعةً لكَ بينَ الله والمَطَروقيلَ : كانوا يُوقِرونَ ظُهورَها من حَطَبِهِما ثمَّ يُلقِحونَ النّارَ فيها يستمطِرونَ بلَهَبِ النّار المُشَبَّه بسَنا البَرْقِ . وقول الجَوْهَرِيّ : علّقوه قلتُ : ليس نَصُّ الجَوْهَرِيِّ كذلكَ بل قال : والسّلَع بالتَّحريكِ : شَجَرٌ مُرٌّ ومنه المُسَلَّعَةُ لأنهم كانوا في الجَدْبِ يعلِّقونَ شيئاً من هذا الشَّجر ومن العُشَرِ بذُنابَى البَقَر ثمَّ يُضْرِمونَ فيها النّارَ وهم يُصَعِّدونَها في الجبَل فيُمْطَرونَ زَعَموا وأَنشدَ قولَ الطَّائِيِّ وقوله : بذُنابَى البَقَرَ غلَطٌ والصَّوابُ : بأَذْنابِ البَقَرِ وقد سبقَ المُصنِّفَ إلى هذه التَّخْطِئَةِ غيرُه فقد قرأْتُ بخَطِّ ياقوت المَوْصِلِيّ في هامِشِ نُسخَة الصِّحاح التي هي بخَطِّه ما نَصُّهُ : قال أَبو سَهْلٍ الهَرَوِيُّ : قولُه : بذُنابَى البَقَر خَطَأٌ والصَّوابُ بأَذنابِ البَقَرِ لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ مِثْلُ الذَّنَبِ وفي هامِشٍ آخَرَ بخَطِّه أَيضاً : كان في الأَصلِ بذُنابَى البَقَرَ وقد أُصلِحَ من خَطِّ أَبي زَكرِيّا بأَذنابِ البَقَرِ وهو الصَّوابُ لأَنَّ الذُنابَى واحِدٌ ثمَّ رأَيْتُ العَلاّمَةَ الشَّيْخَ عبد القادرِ بنَ عُمَرَ البغدادِيَّ قد تكلَّمَ على البيتِ الذي أَنشدَه الجَوْهَرِيّ في شرح شواهِدِ المُغني وتعرَّضَ لكلام المُصَنِّفِ ونقل عن خطّ ياقوت المَوْصِلِيِّ ما نقلْتُه برُمَّتِه ثمَّ قالَ : وقد تبعَهما صاحِبُ القاموس والغَلَطُ منهم لا من الجَوْهَرِيِّ فإنَّ غايَةَ ما فيهِ التَّعبيرُ عن الجَمعِ بالواحِدِ وهو سائغٌ قال الله تعالى : " سَيُهْزَمُ الجَمْعُ ويُوَلُّونَ الدُّبُرَ " أَي الأَدبارَ وأَمّا غلَطُهُم فجهلُهُم بصِحَّةِ ذلكَ وزَعمُهم أَنَّه خَطَأٌ . على أَنَّ غالِبَ النُّسَخِ كما نقلْنا وقد نقلَ شيخُنا أَيضاً هذا الكلامَ وفَوَّقَ به إلى المُصنِّف سِهامَ المَلامِ ونسأَلُ الله حُسْنَ الخِتام . وفي البيت الذي استشهَدَ به وهو قولُ ودّاكٍ الطّائيِّ تِسعةُ أَغلاطٍ قال شيخُنا : هو بيتٌ مَشهورٌ استدَلَّ به أَعلامُ اللُّغَةِ والنَّحوِ وغيرُهم ونبَّهوا على أَغلاطِه كما في شُروحِ المُغني وشُروحِ شواهِدِه فليست من مُخترعاتِه حتّى يتبَجَّحَ بها بل هي مَعروفَةٌ مَشهورَةٌ وقد أَورَدَها عبدُ القادر البَغدادِيُّ مَبسوطَةً وساقَها أَحْسَنَ مَساقٍ رحِمَه الله . وتَسَلَّعَ عَقِبُه أَي تَشَقَّقَ نقله الصَّاغانِيُّ . وانْسَلَعَ : انْشَقَّ نقله الجَوْهَرِيّ وأَنشدَ للرَّاجِزِ وهو أَبو محمّد الفَقْعَسِيُّ :
" من بارِئِ حِيصَ ودَامٍ مُنْسَلِعْ وفي اللسان : هو لِحُكَيْمِ بنِ مُعَيَّةَ الرَّبَعِيِّ وأَوَّلَه :
" تَرى برِجْلَيْهِ شُقوقاً في كَلَعْ ومِمّا يُستَدرَكُ عليه : المُسْلِعُ كمُحْسِنٍ : مَنْ به الدُّبَيْلَةُ . والسَّلَعُ مُحَرَّكَةً : آثارُ النّار في الجِلدِ ورَجُلٌ أَسْلَعُ : تُصيبُه النّارُ فيحتَرِقُ فيُرَى أَثَرُها فيه . وسَلِعَ جِلْدُهُ بالنّار سَلَعاً . وسَلَعَ رأْسَه بالعَصا سَلْعاً : ضربَه فشَقَّه . ورَجُلٌ مَسلوعٌ ومُنسَلِعٌ : مَشْجوجٌ . والأَسْلَعُ : الأَحدَبُ . وإنَّه لكَريمُ السَّليعَةِ : أَي الخَليقَةِ . وهُما سَلْعانِ أَي مِثلانِ لغةٌ في الكَسْرِ . والمُسَلَّعَةُ : جماعةُ البَقَرِ التي يُعَلَّقُ في أَذنابِها من حَطَب السَّلَعِ أَو يُوقَرُ على ظُهورِها وقد تقدَّم شاهِدُه . ويوسُفُ بنُ يعقوبَ بنِ أَبي القاسمِ السَّدوسِيُّ البَصْرِيُّ السَّلْعِيُّ بالفتح لسَلْعَةٍ في قفاهُ قال ابنُ رَسلان : وأَكثرُهم يُخطِئونَ ويقولون بكسْر السِّينِ المُهملَةِ