بَرْقَطَ الرَّجُلُ بَرْقَطَةً : خَطا خَطْواً مُتَقارِباً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . ويُقَالُ أَيْضاً : بَرْقَطَ إِذا وَلَّى مُتَلَفِّتاً نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَيْضاً وزادَ في اللِّسان : وفَرَّ هارِباً . وبَرْقَطَ الشَّيءَ : فَرَّقَهُ قَلَّ أو كَثُرَ نَقَلَهُ ابن عبّادٍ وصاحبُ اللِّسانِ وبَقَّطَ الشَّيءَ مِثْلُه . وبَرْقَطَ الكَلامَ هاهنا وهاهنا : طَرَحَهُ بلا نِظامٍ ولم يُسِدُّهُ عن ابن عَبّادٍ . قالَ : وهو كالتَّبَلْتُعِ . وبَرْقَطَ في الجَبَلِ : صَعَّدَ فيه وكَذلِكَ بَقَّطَ فيه نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . قُلْتُ : وهو قَوْلُ أَبي عمرٍو كما سَيأتي . وبَرْقَطَ أَيْضاً إِذا قَعَدَ عَلَى السَّاقَيْنِ مُفَرِّجاً رُكْبَتَيْه نَقَلَهُ ابن عَبّادٍ وهو في اللِّسان عن ابن بُزُرْجَ . وتَبَرْقَطَ الرَّجُلُ : وَقَعَ عَلَى قَفاهُ كتَقَرْطَبَ . وتَبَرْقَطَتِ الإِبِلُ : اخْتَلَطَتْ كذا في النُّسَخِ بالطّاءِ والصَّواب : اخْتَلَفَتْ وُجوهُها في الرَّعْيِ حَكاه اللِّحْيانِيُّ . والمُبَرْقَطُ : طعامٌ أَي نوع منه قالَ ثَعْلَبٌ : سُمِّيَ بذلك لأنَّه يُفَرَّقُ فيه الزَّيْتُ الكَثيرُ . كذا في اللِّسان أَي فهو من بَرْقَطَ الشَّيْءَ إِذا فَرَّقَه
الرُّقْطَةُ بالضَّمِّ سَوادٌ يَشوبُه نُقَطُ بَياضٍ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ أَو عَكْسُه كما في المُحْكَمِ وفي الأَسَاسِ : الرُّقْطَةُ : نُقَطٌ صِغارٌ من بَياضٍ وسَوادٍ أَو حُمْرَةٍ وصُفْرَةٍ في الحَيوان وَقَدْ ارْقَطَّ ارْقِطاطاً وارْقاطَّ ارْقِيطاطاً فهو أَرْقَطُ بَيِّنُ الرُّقْطَةِ وهي رَقْطاءُ . وارْقَطَّ عودُ العَرْفَجِ وارْقاطَّ إِذا خَرَجَ وَرَقُه رَأَيْتَ في متَفَرِّق عيدانِهِ وكُعوبِه مِثْلَ الأَظافير وقِيل : هو بعدَ التَّثْقيب والقَمَلِ وقَبْلَ الإدْباءِ والإخْواصِ . وفي الحَديثِ : " أَغْفَرَ بَطْحاؤُها وارْقاطَّ عَوْسَجُها " قالَ القُتَيْبيُّ : أَحْسَبُه ارْقاطَّ عَرْفَجُها يُقَالُ إِذا مُطِرَ العَرْفَجُ فلانَ عودُه : قَدْ ثَقَّبَ عودُه فإذا اسْوَدَّ شَيْئاً قِيل : قَدْ قَمِلَ فإذا زادَ قِيل : قَدْ ارْقاطَّ فإذا زادَ قِيل : قَدْ أَدْبَى . والأَرْقَطُ : النَّمِرُ لِلَوْنِه صِفةٌ غالِبَةٌ غَلَبَةَ الاسْمِ قالَ الشَّنَفَرى :
ولي دونَكُم أَهْلونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ ... وأَرْقَطُ زُهْلولٌ وعَرْفاءُ جَيْأَلُ
والأَرْقَطُ مِنَ الغَنَمِ : مثلُ الأَبْغَث . ومن المجاز : الأَرْقَطُ : لَقَبُ حُمَيْدِ بنِ مالِكٍ الشَّاعِر أَحَدُ بني كُعَيْبِ بن ربيعَةَ بن مالِكِ بن زَيْد مَناةَ بن تَميمٍ كما في العُبَاب سُمِّيَ بذلك لآثارٍ كانت بوَجْهِهِ كما قالَهُ ابن الأَعْرَابِيّ ووُجِد في نُسَخِ الصّحاح وحُمَيْد بنُ ثَوْرٍ الأَرْقَط هَكَذا هو في الأَصلِ المَنْقولِ مِنْهُ بخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ وهو غلطٌ نَبّه عَلَيْهِ أَبُو زَكَرِيّا والصَّاغَانِيّ فإِنَّ حُمَيْدَ بن ثَوْرٍ غيرُ الأَرْقَط وهو من الصَّحابَةِ شاعِرٌ مُجيدٌ والأَرْقَطُ راجِزٌ كتأَخِّرٌ عاصر العَجّاج . ولم يُنَبِّه عَلَيْهِ المُصَنِّف وهو نُهْزَتُه مع أَنَّهُ كثيراً مَا يَعْتَرِضُ عَلَى الجَوْهَرِيّ في أَقَلِّ من ذلِكَ . ومن المَجَازِ : الرَّقْطاءُ : من أَسماءِ الفِتْنَة : لتَلَوُّنِها وفي حَديثِ حُذَيْفَة : " لَتَكونَنَّ فيكم أَيَّتُها الأُمَّةُ أَرْبَعُ فِتَنٍ : الرَّقْطاءُ والمُظْلِمَةُ وفُلانَةُ وفُلانَةُ " يعني فتنةً شَبَّهَها بالحَيَّةِ الرَّقْطاءِ والمُظْلِمَةُ : الَّتِي تَعُمُّ والرَّقْطاءُ : الَّتِي لا تَعُمُّ يعني أنَّها لا تَكونُ بالِغَةً في الشَّرِّ والابْتِلاءِ مَبْلَغ المُظْلِمَةِ . والرَّقْطاءُ : لَقَبُ الهِلالِيَّةِ الَّتِي كانَتْ فيها قِصَّةُ المُغيرَة ابن شُعْبَةَ ؛ لتَلَوُّنٍ كانَ في جِلْدها وفي حَديثِ أَبي بَكْرَةَ وشَهادَته عَلَى المُغيرَة : " لو شِئْتُ أَنْ أَعُدَّ رَقَطاً كانَ عَلَى فَخِذَيْها " أَي فَخِذَي المَرْأَةِ الَّتِي رُمِيَ بها هَكَذا ذَكَروه . وَقَدْ راجَعْتُ في مُبْهَماتِ الصَّحيحَيْنِ فلم أَجِدْ لها اسْماً . والرَّقْطاءُ : المُبَرْقَشَةُ من الدَّجاجِ يُقَالُ : دَجاجَةٌ رَقْطاءُ إِذا كانَ فيها لُمَعٌ بيضٌ وسودٌ . قُلْتُ : وَقَدْ يَتَطَلَّبُها أَهْلُ السِّحْرِ والنِّيرَنْجِيَّاتِ كثيراً في أَعْمالِهِم وهي عَزيزَةُ الوُجودِ . ومن المَجَازِ : الرَّقْطاءُ : الكَثيرةُ الزَّيْتِ والسَّمْنِ من الثَّريدِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ . وعبد الله بنُ الأُرَيْقِطِ اللَّيْثِيُّ ويُقَالُ : الدِّيليُّ والدَّيلُ ولَيْثٌ أَخَوانِ دَليلُ النَّبيِّ صَلّى اللهُ تعالى عليه وسَلّم في الهِجْرَةِ . وفي العُبَاب زَمَنَ الهِجْرَةِ . ومن المَجَازِ : يُقَالُ تَرَقَّطَ ثَوْبُه ترَقُّطاً إِذا تَرَشَّشَ عَلَيْهِ نُقَطُ مِدادٍ أو شِبْهِه
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الرَّقْطُ : النَّقْطُ وجَمْعُه أَرْقاطٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" كالحَيَّةِ المُجْتابِ بالأرْقاطِ كما في العُبَاب . ورَقَّطْتُ عَلَى ثَوْبي مِثْلُ نَقَّطْتُ كما في الأَسَاسِ وهو مَجازٌ . والسُّلَيْلَةُ الرَّقْطاءُ : دُوَيْبَّةٌ وهي أَخْبَثُ العَظاءِ إِذا دَبَّتْ عَلَى طَعامٍ سَمَّتْه . وقالَ ابن دُرَيْدٍ : والزَّمَخْشَرِيُّ : كانَ عُبَيْدُ الله بن زِيادٍ أَرْقَطَ شَديدَ الرُّقْطَةِ فاحِشَها . ورُقَيْطٌ كزُبَيْرٍ : من الأَعْلامِ . وارْقَطَّت الشّاةُ ارْقِطاطاً : صارَتْ رَقْطاءَ كما في العُبَاب
" نَسَجَ " الحائكُ " الثَّوْبَ يَنْسِجُه " بالكسر " ويَنْسُجه " بالضّمّ نَسْجاً . فانْتَسَجَ . والنَّسْجُ معروفٌ . ونَسَجَت الرِّيحُ الوَرَقَ والهَشِيمَ : جَمَعتْ بَعْضهُ إِلى بَعْضٍ . قيل : ونَسَجَ الحائكُ الثَّوْبَ من ذلك لأَنه ضَمَّ السَّدَى إِلى اللُّحْمة " فهو ناسِجٌ وصَنْعَتُه النِّسَاجةُ " بالكسر " والموضِع " منه " مَنْسَجُ ومَنْسِجٌ " كمَقْعَد ومَجْلِس . من المجاز : نَسَجَ " الكَلامَ " . إِذا " لَخَّصَه " والشّاعرُ الشِّعْرَ : نَظَمَه وحَاكَه الكَذّابُ الزُّورَ : " زَوّرَه " ولَفَّقَه . المِنْسَج " كمِنْبَرٍ " والمِنْسِج " بكسرهما : قال ابن سيده : خَشَبَةٌ و " أَداةٌ " مُستعمَلَةٌ في النِّساجة التي " يُمَدّ عليها الثَّوْبُ ليُنْسَجَ " . وقيل : المِنْسَج بالكسر لا غيرُ : الحَفُّ خاصَّةً . وقال الأَزهريّ : مِنْسَجُ الثَّوْبِ بكسر الميم ومَنْسِجه : حيث يُنْسَج ؛ حكاه عن شَمِرٍ . المِنْسَج " من الفَرَسِ : أَسْفَلُ مِن " حارِكِه وكذا المَنْسِج بفتح الميم وكسر الشين . وقيل : هو ما بين العُرْفِ ومَوْضِع اللِّبْد . قال أَبو ذُؤيب
" مُسْتَقْبِلَ الرِّيحِ تَجْرِي فَوْقَ مَنْسِجِهإِذا يُراعُ اقْشَعَرَّ الكَشْحُ والعَضُدُ
وفي التهذيب : المِنْسَج : المُنْتَبِر من كاثِبَةِ الدَّابَّةِ عند مُنتَهَى مَنْبِتِ العُرْفِ تحت القَرَبُوسِ المُقَدَّمِ . وقيل : سُمِّيَ مِنْسَجُ الفَرسِ لأَنّ عَصَبَ العُنُقِ يَجئُ قبَلَ الظَّهْر وعَصَبَ الظَّهْر يَذْهَب قِبَلَ العُنُقِ فَينْسِج على الكَتِفَيْنِ . وعن أَبي عُبيد : المَنْسِج والحارِكُ : ما شَخَصَ من فُرُوعِ الكَتِفيْنِ إِلى أَصْلِ العُنُق إِلى مُسْتَوَى الظَّهْرِ والكاهِلُ : خَلْفَ المَنْسِج . وفي الحديث : " رِجالٌ جاعِلُو رِمَاحِهم على مَناسِجِ خُيُولِهم " . وقيل : المِنْسَج للفَرَس : بمنزِلةِ الكاهِلِ من الإِنسانِ والحارِكِ من البَعير . من المجاز : " هو نَسِيجُ وَحْدِه " قال ثعلب : الّذي لا يُعْمَل على مِثَالِه مِثْلُه يُضْرَب مَثَلاً لكلِّ مَن بُولِغَ في مَدْحِه وهو كقولك : فلانٌ واحِدُ عَصْرِه وقَريعُ قَوْمِه . فنَسيج وَحْدِه : أَي " لا نَظيرَ له في العِلْم وغيرِه " وأَصلُه في الثَّوْبِ " وذلك لأَنّ الثَّوبَ إِذا كان رَفيعاً " - وفي بعض الأُمهات : كريماً - " لم يُنْسَجْ على مِنْوالِه غَيْرُه " لدِقَّته وإِذا لم يَكن كَريماً نَفيساً دَقيقاً عُمِلَ على مِنْوالِه سَدَى عِدّةِ أَثوابٍ وهو فَعِيلٌ بمعنى مَفْعولٍ ولا يقال إِلاّ في المَدْحِ . وفي حديث عائشةَ : أَنها ذكرت عُمرَ تَصِفُه فقالت : " كان واللهِ أَحْوَذِيّاً نَسيجَ وَحْدِه : أَرادت أَنه كان مُنقطِعَ القَرِينِ . من المجاز : نَسَجَت النَّاقةُ في سَيْرِها تَنْسِجُ وهي نَسُوجٌ : أَسْرَعَتْ نَقْلَ قَوائِمها . وقيل : " ناقَةٌ نَسُوجٌ " : التي " لا يَضْطرِب عَليها الحِمْلُ " هكذا في سائر النُّسخ ولا أَدْري كيف ذلك والذي صَرَّح به غيرُ واحدٍ من الأَئمّة : النَّسُوجُ من الإِبل : التي لا يَثْبُت حِمْلُها ولا قَتَبُها عليها إِنّما هو مَضْطَرِبٌ . وناقة نَسُوجٌ وَسُوجٌ : تَنْسِجُ وتَسِجُ في سَيْرها وهو سُرعةٌ نَقْلِها قَوَائِمَها . " أَو " النَّسُوجُ من الإِبل : " التي تُقدِّمه " أَي الحِمْلَ " إِلى كاهِلِهَا لِشدّةِ سَيْرِها " وهذا عن ابن شُمَيْل . من المجاز : " نَسْجُ الرِّيحِ الرَّبْعَ : أَنْ يَتَعاوَرَه رِيحانِ طُولاً وعَرْضاً " لأَنّ النّاسِجَ يَعترِضُ النَّسِيجةَ فيُلْحِمُ ما أَطالَ من السَّدَى . " والنَّسّاج : الزَّرَادُ " هو الّذي يَعمل الدُّروعَ رُبما سُمِّيَ بذلك . من المجاز : النَّسَاج : " الكَذّابُ " المُلفِّقُ . " والنُّسُج بضمَّتينِ : السَّجّادَاتُ " نقَله ثعلبٌ عن ابن الأَعرابيّ . ومما يستدرك عليه : نَسَجَت الرِّيحُ التُّرابَ : سَحَبَتْ بَعْضَه إِلى بَعْض . والرِّحُ تَنْسِجُ التُّرابَ إِذا نَسَجَت المَورَ والجَوْلَ على رُسومِها . والرِّيح تَنْسِجُ الماءَ إِذا ضَرَبَتْ مَتْنَه فانْتَسَجَتْ له طَرائقُ كالحُبُك قال زُهَيْرٌ يَصِفُ وادياً :
مُكلَّلٌ بِعَمِيمِ النَّبْتِ يَنْسِجُه ... رِيحٌ خَرِيقٌ لِضَاحِي مائِه حُبُكُ ونَسَجَ العَنكبوتُ نِسْجَها والشاعر يَنسِجُ الشِّعْرَ ويَحوكُه ونَسَجَ الغَيْثُ النَّباتَ كلّ ذلك على المَثَل . وفي حديث جابرٍ : " فقام في نِساجة مُلْتحِفاً بها " . قال ابن الأَثير : هي ضَرْبٌ من المَلاحِفِ منسوجة كأَنها سُمِّيَتْ بالمَصدر