رقَع الثوبَ
والأَديم بالرِّقاع يَرْقَعُه رَقْعاً ورقَّعَه أَلحَمَ خَرْقه وفيه مُتَرَقَّعٌ
لمن يُصْلِحه أَي موضعُ تَرْقِيع كما قالوا فيه مُتَنَصَّح أَي موضع خِياطة وفي
الحديث المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعِيدُ مَن هلَك على رَقْعِه قوله واهٍ أَي يَهِي
دِي
رقَع الثوبَ
والأَديم بالرِّقاع يَرْقَعُه رَقْعاً ورقَّعَه أَلحَمَ خَرْقه وفيه مُتَرَقَّعٌ
لمن يُصْلِحه أَي موضعُ تَرْقِيع كما قالوا فيه مُتَنَصَّح أَي موضع خِياطة وفي
الحديث المؤمنُ واهٍ راقِعٌ فالسَّعِيدُ مَن هلَك على رَقْعِه قوله واهٍ أَي يَهِي
دِينُه بمعصيته ويَرْقَعُهُ بتوبته من رَقَعْت الثوبَ إِذا رَمَمْته واسْتَرْقَع
الثوبُ أَي حانَ له أَن يُرْقَعَ وتَرْقِيعُ الثوب أَن تُرَقِّعَه في مواضع وكلّ
ما سَدَدْت من خَلّة فقد رَقَعْتَه ورَقَّعْته قال عُمر بن أَبي رَبِيعةَ وكُنَّ
إِذا أبْصَرْنَني أَو سَمِعْنَني خَرَجْن فَرَقَّعْنَ الكُوى بالمَحاجِرِ
( * في ديوان عمر سَعَين مكان خرجن )
وأَراه على المثل وقد تَجاوَزُوا به إِلى ما ليس بِعَيْن فقالوا لا أَجِدُ فيكَ
مَرْقَعاً للكلام والعرب تقول خَطِيب مِصْقَعٌ وشاعِرٌ مِرْقَعٌ وحادٍ قُراقِرٌ
مِصْقع يَذْهَب في كل صُقْع من الكلام ومِرْقع يصل الكلام فيَرْقَع بعضَه ببعض
والرُّقْعةُ ما رُقِع به وجمعها رُقَعٌ ورِقاعٌ والرُّقْعة واحدة الرِّقاع التي
تكتب وفي الحديث يَجِيء أَحدُكم يومَ القِيامة على رقَبته رِقاع تَخْفِق أَراد
بالرِّقاعِ ما عليه من الحُقوق المكتوبة في الرقاع وخُفُوقُها حرَكَتُها
والرُّقْعة الخِرْقة والأَرْقَعُ والرَّقِيعُ اسمان للسماء الدُّنيا لأَنّ الكواكب
رَقَعَتْها سميت بذلك لأَنها مَرْقُوعة بالنجوم والله أَعلم وقيل سميت بذلك لأَنها
رُقِعت بالأَنوار التي فيها وقيل كل واحدة من السموات رَقِيع للأُخرى والجمع
أَرْقِعةٌ والسموات السبع يقال إِنها سبعة أَرْقِعة كلٌ سَماء منها رَقَعت التي
تليها فكانت طَبَقاً لها كما تَرْقَع الثوبَ بالرُّقعة وفي الحديث عن قول النبي
صلى الله عليه وسلم لسعْد بن معاذ رضي الله عنه حين حكم في بني قُرَيْظةَ لقدْ
حَكَمْتَ بحكم الله من فَوقِ سَبعة أَرْقِعة فجاء به على التذكير كأَنه ذَهب به
إِلى معنى السقْف وعنى سبع سموات وكلُّ سماء يقال لها رَقِيع وقيل الرَّقِيع اسم
سماء الدنيا فأَعْطَى كُلَّ سَماء اسْمَها وفي الصحاح والرَّقِيع سماء الدنيا
وكذلك سائر السموات والرَّقِيعُ الأَحمق الذي يَتَمَزَّقُ عليه عَقْلُه وقد رَقُع
بالضم رَقاعةً وهو الأَرْقَعُ والمَرْقَعانُ والأُنثى مَرْقَعانة ورَقْعاءُ
مولَّدة وسمي رَقِيعاً لأَن عقله قد أَخْلَق فاسْتَرَمَّ واحتاج إِلى أَن يُرْقَع
وأَرْقَع الرَّجلُ أَي جاء برَقاعةٍ وحُمْقٍ ويقال ما تحت الرَّقِيع أَرْقَعُ منه
والرُّقْعة قِطْعة من الأَرض تَلْتَزِق بأُخرى والرُّقعة شجرة عظيمة كالجَوْزة لها
ورق كورق القَرْع ولها ثمر أَمثال التّين العُظام الأَبيض وفيه أَيضاً حَبٌّ كحب
التِّين وهي طيّبة القِشْرة وهي حُلوة طيبة يأْكلها الناس والمَواشِي وهي كثيرة
الثمر تؤكل رَطْبة ولا تسمى ثمرتها تيناً ولكن رُقَعاً إِلا أَن يقال تين الرُّقَع
ويقال قَرَّعني فلان بِلَوْمِه فما ارْتَقَعْت به أَي لم أَكْتَرِث به وما
أَرْتَقِعُ بهذا الشيء وما أَرْتَقِعُ له أَي ما أَبالي به ولا أَكترث قال
ناشَدتُها بكتاب اللهِ حُرْمَتَنا ولم تَكُن بِكتابِ اللهِ تَرْتَقِعُ وما
تَرْتَقِعُ مني برَقاع ولا بِمِرْقاعٍ أَي ما تُطِيعُني ولا تَقْبَل مما أَنصحك به
شيئاً لا يتكلم به إِلا في الجحد ويقال رَقَع الغَرضَ بسهمه إِذا أَصابه وكلُّ
إِصابةٍ رَقْعٌ وقال ابن الأَعرابي رَقْعةُ السهم صوته في الرُّقْعة ورقَعَه
رَقْعاً قبيحاً أَي هَجاه وشَتَمه يقال لأَرْقَعَنَّه رَقْعاً رَصِيناً وأَرى فيه
مُتَرَقَّعاً أَي موضعاً للشتْمِ والهِجاء قال الشاعر وما تَرَكَ الهاجونَ لي في
أَدِيمكمْ مَصَحًّا ولكِنِّي أَرى مُتَرَقَّعا وأَما قول الشاعر أَبى القَلْبُ
إِلاَّ أُمّ عَمْروٍ وحُبّها عَجُوزاً ومَن يُحْبِبْ عَجُوزاً يُفَنَّدِ كثَوْبِ
اليماني قد تَقادَمَ عَهْدُه ورُقْعَتُه ما شِئْتَ في العينِ واليدِ فإِنما عنى به
أَصلَه وجَوْهَره وأَرْقَع الرجلُ أَي جاء برَقاعةٍ وحُمْق ويقال رَقَع ذَنَبَه
بسَوْطه إِذا ضربه به ويقال بهذا البعير رُقْعة من جَرَب ونُقْبة من حرب وهو أَوّل
الجرَب وراقع الخمرَ وهو قلب عاقَرَ والرَّقْعاء من النساء الدَّقِيقةُ الساقَيْنِ
ابن السكيت في الأَلفاظ الرَّقْعاء والجَبّاء والسَّمَلَّقةُ الزَّلاَّءُ من
النساء وهي التي لا عَجِيزةَ لها وامرأَة ضَهْيَأَةٌ بوزن فَعْلة مهموزة وهي التي
لا تحيض وأَنشد أَبو عمرو ضَهْيأَة أَو عاقِر جَماد ويقال للذي يزيد في الحديث وهو
تَنْبُِيق وتَرْقِيع وتَوْصِيل وهو صاحب رمية يزيد في الحديث وفي حديث مُعاوية كان
يَلْقَم بيد ويَرْقَعُ بالأُخرى أَي يَبسُط إِحدى يديه لينتثر عليها ما يسقطُ من
لُقَمه وجُوعٌ يَرْقوع ودَيْقُوع ويُرْقُوعٌ شديد عن السيرافي وقال أَبو الغوث
جُوعٌ دَيْقُوع ولم يعرف يَرْقُوع والرُّقَيْعُ اسم رجل من بني تميم
والرُّقَيْعِيُّ ماء بين مكة والبصرة وقَنْدةُ الرّقاعِ ضَرْبٌ من التمر عن أَبي
حنيفة وابن الرِّقاعِ العامِلِيّ شاعر معروف وقال الرّاعِي لو كُنْتَ مِن أَحَدٍ
يُهْجَى هَجَوْتُكمُ يا ابْنَ الرِّقاع ولكن لسْتَ مِن أَحَدِ فأَجابه ابن
الرِّقاع فقال حُدِّثْتُ أَنّ رُوَيْعِي الإِبْلِ يَشْتُمُني واللهُ يَصْرِفُ
أَقْواماً عن الرَّشَدِ فإِنْكَ والشِّعْرَ ذُو تُزْجِي قَوافِيَه كَمُبْتَغِي
الصَّيْدِ في عِرِّيسةِ الأَسَدِ
معنى
في قاموس معاجم
قال الله عز وجل
في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من
أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة
عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ
أَزواجَ
قال الله عز وجل
في آية الصَّدَقات والعامِلِين عليها هم السُّعاة الذين يأْخذون الصَّدَقات من
أَربابها واحدهم عامِلٌ وساعٍ وفي الحديث ما ترَكْتُ بعد نَفقة عيالي ومَؤُونة
عامِلي صَدَقةٌ أَراد بعياله زَوْجاتِه وبعامِله الخَلِيفة بعده وإِنما خَصَّ
أَزواجَه لأَنه لا يجوز نكاحُهُن فجَرَت لهنَّ النفقةُ فإِنهن كالمُعْتَدَّات
والعامِلُ هو الذي يتوَلَّى أُمور الرجل في ماله ومِلْكِه وعمَلِه ومنه قيل للذي
يَسْتَخْرج الزكاة عامِل والعَمَل المِهْنة والفِعْل والجمع أَعمال عَمِلَ عَمَلاً
وأَعْمَلَه غَيرهُ واسْتَعْمَله واعْتَمَل الرجلُ عَمِلَ بنفسه أَنشد سيبويه إِنَّ
الكَرِيمَ وأَبِيك يَعْتَمِل إِنْ لم يَجِدْ يوماً على مَنْ يتَّكِل فيَكْتَسِي
مِنْ بَعْدِها ويكتحِل أَراد مَنْ يَتَّكِلُ عليه فحذف عليه هذه وزاد عَلى
متقدِّمةً أَلا ترى أَنه يَعْتَمُِل إِنْ لم يَجِدْ من يَتَّكِل عليه ؟ وقيل
العَمَلُ لغيره والاعْتِمالُ لنفسه قال الأَزهري هذا كما يقال اخْتَدَم إِذا خَدَم
نَفْسَه واقْتَرَأَ إِذا قَرَأَ السلامَ على نفسه واسْتَعْمَلَ فلان غيرَه إِذا
سَأَله أَن يَعْمَل له واسْتَعْمَلَه طَلَب إِليه العَمَل واعْتَمَل اضطرب في
العَمَل واسْتُعْمِل فلان إِذا وَليَ عَمَلاً من أَعْمالِ السلطان وفي حديث خيبر
دَفَع إِليهم أَرْضَهُم على أَن يَعْتَمِلوها من أَموالهم الاعْتمال افتعال من
العَمَل أَي أَنهم يَقُومون بما يُحْتاج إِليه من عِمارة وزراعة وتَلقيح وحِرَاسة
ونحو ذلك وأَعْمَلَ فلان ذِهْنَه في كذا وكذا إِذا دَبَّره بفهمه وأَعْمَل رَأْيَه
وآلَتَه ولِسانَه واسْتَعْمَله عَمِل به قال الأَزهري عَمِلَ فلان العَمَلَ
يَعْمَلُه عَمَلاً فهو عامِلٌ قال ولم يجيء فَعِلْتُ أَفْعَلُ فَعَلاً متعدِّياً
إِلا في هذا الحرف وفي قولهم هَبِلَتْه أُمُّه هَبَلاً وإِلاَّ فسائر الكلام يجيء
على فَعْلٍ ساكن العين كقولك سَرِطْتُ اللُّقْمَة سَرْطاً وبَلِعْته بَلْعاً وما
أَشبهه ورجلٌ عَمُولٌ إِذا كان كَسُوباً ورجل عَمِلٌ ذو عَمَلٍ حكاه سيبويه وأَنشد
لساعدة بن جُؤَبَّة حَتى شَآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ باتت طِراباً وبات
اللَّيْلَ لم يَنَمِ نَصَب سيبويه مَوْهِناً بعَمِل
( * قوله « نصب سيبويه موهناً بعمل » هي عبارة المحكم وفي المغني وردّ على سيبويه
في استدلاله على إِعمال فعيل بقوله حتى شآها كليل ) ودَفَعَه غيرُه من النحويين
فقال إِنما هو ظرف وهذا حَسَنٌ منه لأَنه إِنما يُحْمَل الشيء على إِعْمال فَعِلٍ
إِذا لم يوجد من إِعْماله بُدٌّ ورجل عَمُولٌ بمعنى رجل عَمِلٌ أَي مطبوع على
العَمَل وتَعَمَّل فلان لكذا والتعميل تولية العَمَل يقال عَمَّلْت فلاناً على
البصرة قال ابن الأَثير قد يكون عَمَّلْته بمعنى وَلَّيته وجعلته عامِلاً وأَما ما
أَنشده الفراء للبيد أَو مِسْحَل عَمِل عِضادَة سَمْحَجٍ بَسَراتِها نَدَبٌ له
وكُلوم فقال أَوقع عَمِل على عِضادَة سَمْحَج قال ولو كانت عامِل لكان أَبْيَنَ في
العربية قال الأَزهري العِضَادة في بيت لبيد جمع العَضُد وإِنما وَصَفَ عَيْراً
وأَتانه فجعل عَمِل بمعنى مُعْمِل
( * قوله « فجعل عمل بمعنى معمل إلخ » عبارة التهذيب في ترجمة عضد ويقال فلان عضد
فلان وعضادته ومعاضده إِذا كان يعاونه ويرافقه وقال لبيد أَو مسحل سنق عضادة إلخ
ثم قال في تفسيره يقول هو يعضدها يكون مرة عن يمينها ومرة عن يسارها لا يفارقها )
أَو عامِل ثم جعله عَمِلاً والله أَعلم واسْتَعْمَل فلان اللَّبِنَ إِذا ما بَنى
به بِناءً والعَمِلةُ العَمَلُ إِذا أَدخلوا الهاء كسروا الميم والعَمِلَة
والعِمْلة ما عُمِلَ والعِمْلة حالَةُ العَمَل ورَجُلٌ خبيثُ العِمْلة إِذا كان
خبيث الكسب وعِمْلةُ الرجل باطِنَته في الشرِّ خاصة وكلُّه من العَمَل وقالت
امرأَة من العرب ما كان لي عَمِلَةٌ إِلا فسادُكم أَي ما كان لي عَمَلٌ والعِمْلَة
والعُمْلَةُ والعَمالة والعُمالة والعمالة الأَخيرة عن اللحياني كله أَجْرُ ما
عُمِل ويقال عَمَّلْت القومَ عُمالَتَهم إِذا أَعطيتهم إياها وفي حديث عمر رضي
الله عنه قال لابن السَّعْدي خُذْ ما أُعْطِيتَ فإِنِّي عَمِلْتُ على عَهْد رسول
الله صلى الله عليه وسلم فَعَمَّلَني أَي أَعطاني عُمالتي وأُجْرَةَ عَمَلي يقال
منه أَعْملته وعَمَّلْته قال الأَزهري العُمالة بالضم رِزْقُ العامِلِ الذي جُعِل
له على ما قُلِّد من العَمَل وعامَلْتُ الرجلَ أُعامِلُه مُعامَلةً والمُعامَلة في
كلام أَهل العراق هي المُساقاة في كلام الحِجازيين والعَمَلة القومُ يَعْمَلون
بأَيديهم ضروباً من العَمَل في طين أَو حَفْرٍ أَو غيره وعامَلَه سامَه بعَمَلٍ
والعامِلُ في العربية ما عَمِلَ عَمَلاً مَّا فرفَعَ أَو نَصَب أَو جَرَّ كالفِعْل
والناصب والجازم وكالأَسماء التي من شأْنها أَن تَعْمَلَ أَيضاً وكأَسْماء الفِعْل
وقد عَمِلَ الشيءُ في الشيء أَحْدَثَ فيه نوعاً من الإِعراب وعَمِلَ به
العِمِلِّين بالَغ في أَذاه وعَمِلَه به وحكى ابن الأَعرابي عَمِلَ به العِمْلِين
بكسر العين وسكون الميم وقال ثعلب إِنما هو العِمَلِين بكسر العين وفتح الميم
وتخفيفها ويقال لا تَتَعَمَّلْ في أَمْر كذا كقولك لا تَتَعَنَّ وقد تَعَمَّلْت لك
أَي تَعَنَّيْت من أَجلك قال مُزَاحم العُقَيلي تَكادُ مَغانِيها تَقُولُ من
البِلى لِسائِلها عن أَهْلِها لا تَعَمَّل أَي لا تَتَعَنَّ فليس لَكَ فَرَجٌ في
سؤالك وقال أَبو سعيد سَوْفَ أَتَعَمَّل في حاجتك أَي أَتَعَنَّى وقول الجعدي يصف
فرساً وتَرْقبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ سَرِيعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها أَي تَرْقُبه
بعين بعيدة النَّظَر واليَعْمَلَة من الإِبل النَّجِيبة المُعْتَمَلة المطبوعة على
العَمَل ولا يقال ذلك إِلا للأُنثى هذا قول أَهل اللغة وقد حكى أَبو علي يَعْمَلٌ
ويَعْمَلة واليَعْمَلُ عند سيبويه اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلُ عند سيبويه
اسم لأَنه لا يقال جَمَلٌ يَعْمَلٌ ولا ناقة يَعْمَلَةٌ إِنما يقال يَعْمَلٌ
ويَعْمَلة فيُعْلَم أَنه يُعْنى بهما البعير والناقة ولذلك قال لا نَعلَم
يَفْعَلاً جاء وصفاً وقال في باب ما لا ينصرف إِن سميته بيَعْمَلٍ جمع يَعْمَلة
فَحَجِّرْ بلفظ الجمع أَن يكون صفة للواحد المذكر وبعضهم يَرُدُّ هذا ويَجْعَلَ
اليَعْمَلَ وصفاً وقال كراع اليَعْمَلَة الناقة السريعة اشتق لها اسم من العَمَل
والجمع يَعْمَلات وأَنشد ابن بري للراجز يا زَيْدُ زَيْدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل
تَطاوَلَ اللَّيْلُ عليكَ فانْزِل قال وذكر النحاس في الطبقات أَن هذين البيتين
لعبد الله بن رَوَاحة وناقة عَمِلَةٌ بَيِّنة العَمالة فارهة مثل اليَعْمَلة وقد
عَمِلَتْ قال القَطامِيّ نِعْمَ الفَتى عَمِلَتْ إِليه مَطِيَّتي لا نَشْتَكي جَهْدَ
السِّفار كلانا وحَبْلٌ مُسْتَعْمَلٌ قد عُمِل به ومُهِن ويقال أَعْمَلْت الناقةَ
فَعَمِلَت وفي الحديث لا تُعْمَلُ المَطِيُّ إِلا إِلى ثلاثة مساجد أَي لا تُحَثُّ
ولا تُساق ومنه حديث الإِسْراء والبُراق فعَمِلَتْ بأُذُنَيْها أَي أَسرعت لأَنها
إِذا أَسْرَعَتْ حَرَّكت أُذُنيها لشدَّة السير وفي حديث لقمان يُعْمِل الناقةَ
والسَّاقَ أَخبر أَنه قَوِيٌّ على السير راكباً وماشياً فهو يجمع بين الأَمرين
وأَنه حاذِقٌ بالرُّكُوب والمَشْي وعَمِلَ البَرْقُ عَمَلاً فهو عَمِلٌ دامَ قال
ساعدة بن جُؤَيَّة وأَنشد حَتى شآها كَلِيلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ وعُمِّلَ فلان على
القوم أُمِّرَ والعَوامِلُ الأَرجل قال الأَزهري عَوامِلُ الدابة قوائمه واحدتها
عامِلة والعَوامِل بَقَر الحَرْث والدِّياسة وفي حديث الزكاة ليس في العَوامِل شيء
العَوامِل من البقر جمع عاملة وهي التي يُسْتَقى عليها ويُحْرَث وتستعمل في
الأَشغال وهذا الحكم مطَّرد في الإِبل وعامِلُ الرُّمح وعامِلته صَدْرُه دون
السِّنان ويجمع عَوامِل وقيل عامِلُ الرُّمْح ما يَلي السِّنان وهو دون الثَّعْلب
وطريق مُعْمَلٌ أَي لحْبٌ مسلوك وحكى اللحياني لم أَرَ النَّفَقة تَعْمَل كما
تَعْمَل بمكة ولم يُفَسِّره إِلاَّ أَنه أَتبعه بقوله وكما تُنْفَق بمكة فعسى أَن
يكون الأَول في هذا المعنى وعَمَلٌ اسم رجل قالت امرأَة تُرَقِّص ولدها أَشْبِهْ
أَبا أُمِّك أَو أَشبِهْ عَمَل وارْقَ إِلى الخَيرات زَنْأً في الجَبَل قال ابن
بري قال أَبوه زيد الذي رَقَّصه هو أَبو وهو قيس بن عاصم واسم الولد حكيم واسم
أُمه منفوسة بنت زَيْد الخَيْل وأَما الذي قالته أُمه فيه فهو أَشْبِهْ أَخي أَو
أَشبِهَنْ أَباكا أَمَّا أَبي فَلَنْ تَنالَ ذاكا تَقْصُرُ أَن تَنالَهُ يَداكا
قال الأَزهري والمسافرون إِذا مَشَوْا على أَرجلهم يُسَمَّوْن بني العَمَل وأَنشد
الأَصمعي فذَكَرَ اللهَ وسَمَّى ونَزَل
( * قوله « ونزل » قال في التهذيب أي أقام بمنى )
بِمَنْزِل يَنْزِله بَنُو عَمَل لا ضَفَفٌ يَشْغَلُه ولا ثَقَل وبنو عامِلة وبنو
عُمَيْلة حَيَّان من العرب قال الأَزهري عاملة قبيلة إِليها يُنْسَب عَدِيُّ بن
الرِّقاع العامِليُّ وعامِلة حيٌّ من اليمن وهو عاملة بن سَبإٍ وتزعم نُسَّاب
مُضَر أَنهم من ولد قاسط قال الأَعشى أَعامِلَ حَتَّى مَتى تَذْهَبِين إِلى غَيْرِ
والدِكِ الأَكْرم ؟ ووالِدُكُم قاسِطٌ فارْجِعوا إِلى النسب الأَتْلَد الأَقْدَم
وعَمَلى موضع وفي الحديث سئل عن أَولاد المشركين فقال الله أَعلم بما كانوا عاملين
روى ابن الأَثير عن الخطابي قال ظاهر هذا الكلام يوهم أَنه لم يُفْتِ السائل عنهم
وأَنه رد الأَمر في ذلك إِلى علم الله عز وجل وإِنما معناه أَنهم مُلْحَقون في
الكفر بآبائهم لأَن الله تعالى قد علم أَنهم لو بَقُوا أَحياءً حتى يَكْبَروا
لعَمِلوا عَمَلَ الكفَّار ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها قلت فذراريّ
المشركين ؟ قال هم من آبائهم قلت بِلا عَملٍ قال الله أَعلم بما كانوا عاملين وقال
ابن المبارك فيه إِن كل مولود إِنما يُولَد على فِطرته التي وُلد عليها من السعادة
والشقاوة وعلى ما قُدِّر له من كفر وإِيمان فكلٌّ منهم عامِلٌ في الدنيا بالعمل
المشاكل لفِطْرته وصائر في العاقبة إِلى ما فُطِر عليه فمن علامات الشقاوة للطفل
أَن يُولَد بين مُشْرِكَين فيحْمِلانه على اعتقاد دينهما ويُعَلِّمانه إِياه أَو
يموت قبل أَن يَعْقِل ويَصِف الدين فيُحْكَم له بحُكم والديه إِذ هو في حكم
الشريعة تَبَعٌ لهما وهذا فيه نظر لأَنا رأَينا وعلمنا أَن ثَمَّ مَن ولد بين
مُشْركَين وحملاه على اعتقاد دينهما وعَلَّماه ثم جاءت له خاتمة من إِسلامه ودينه
تَعُدُّه من جملة المسلمين الصالحين وأَما الذي في حديث الشَّعْبي أَنه أُتي بشراب
مَعْمول فقيل هو الذي فيه اللَّبن والعَسل والثَّلج