الزَّلْخُ بفتح فسكون : المَزَلَّةُ وهي المَزْلَقة تَزِلُّ منها الأَقدامُ لنُدُوَّتِهِ أَو مَلاسَتِه . والذي في الأُمّهات لنَداوَتها لأَنَّها صَفاةٌ ملْساءُ . ورَكِيَّةٌ زَلُوخٌ وزَلْخٌ : ملساءُ أَعْلاها مَزَلّةَ يَزْلَقُ فيها مَن قامَ عليها . وقال الشاعر :
كأَنّ رِمَاحَ القَومِ أَشطانُ هُوّةٍ ... زَلُوخِ النَّوَاحِي عَرْشُها مُتهدِّمُ وبِئرٌ زَلُوخٌ وزَلُوجٌ وهي المُتزلِّقةُ الرأْسِ كالزَّلِخِ ككَتشفٍ . مكانٌ زَلْخٌ وزَلِخٌ وزَلِجٌ بالجيم أَيضاً أَي دَحْضٌ مَزَلَّةٌ زَلْخٌ كذلك قال :
" قامَ على مَزَلّةٍ زَلْخٍ فزَلّْ وعن أَبي زيد : زَلَخَتْ رِجْلُه وزَلَجَت تَزْلَخ زُلُوخاً . وأَزلَخَ قَدَمَه . والزَّلْخُ غَلْوَةُ السَّهْمِ وقال اللّيْث : هو رَفْعُك يَدَك في رَمْيِ السَّهْمِ إِلى أَقصَى ما تَقدِر عليه تُريدُ بُعْدَ الغَلْوَةِ وأَنشد :
" مِنْ مِائَةٍ زلْخٍ بِمرِّيخٍ غالْ
وفي التهذيب : سُئل أَبو الدُّقَيش عن تفسير هذا البَيت بعَينه فقال : الزَّلْخ أَقْصَى غايةِ المُغَالِي . قال الأَزهَرِيّ : الذي قاله الليث حرْفٌ لم أَسمعه لغَيره . قال : وأَرجو أَن يكون صحيحاً . وزَلَخَه بالرُّمْح يَزْلِخُهُ بالكَسرِ زَلْخاً مثل زَخَّه : زَجَّهُ به وهي الْمِزْلَخَة . وزَلِخَ كَفَرِحَ : سَمِنَ يقال زَلِخَت الإبلُ تَزْلَخ زَلَخاً سَمِنَت . والزُّلَّخَة كقُبَّرةٍ : الزُّحْلُوقَةُ يَتَزلَّج منها الصِّبيانُ . ومن المَجاز قولُهم : رَمَى اللّهُ بالزُّلَّخة مَن طَعَنَ في المَشْيَخة وهو وَجَعٌ يَأْخُذُ في الظَّهْرِ فيَجْسُو ويَغْلُظُ حتّى لا يَتَحَرَّكَ مَعَهُ الإِنْسانُ من شدّته واشتقاقُه من الزَّلْخ وهو الزَّلْق . ويُروَى بتخفيف اللاّم وقال الخطَّابيّ ورواه بعضُهم بالجيم قال : وهو غَلطٌ . وقال ابن سيده : هو داءٌ يأْخُذُ في الظَّهْر والجَنْب وأَنشد أَبو عَمرٍو :
وصِرْتُ من بَعْدِ القَوَامِ أَبْزَخَا ... وزَلّخَ الدَّهْرُ بظَهْرِي زُلَّخَا قال أَبو الهَيثم : اعتلَّت أُمُّ الهَيثم الأَعرابِيّةُ فزَارَهَا أَبو عُبَيْدَة وقال لها : عَمَّ كانَتْ عِلَّتُك ؟ قالَت : شَهِدْتُ مأْدُبَةً فأَكَلْتُ جُبْجُبَة مِنْ صَفِيفِ هِلَّعَة فاعْتَرَتْني زُلَّخة قلنا لها : ما تقولين يا أُمَّ الهَيْثَم ؟ فقالت : أَو للِنَّاسِ كَلامانِ . وقال خَلِيفَةُ الضِّبابيُّ : الزَّلْخَانُ ويحَرَّك والجيم لغةٌ فيه : التَّقَدُّم في المَشْيِ والّذي في الأُمّهَات الُّلغوية في السُّرْعَة . وَزَلِيخَا بفتح الزّايِ وكسر اللاّم قال شيخنا : والعوَامّ يَنطقون به على وُجُوهٍ من الفَساد منها التصغير ومنها التشديد وكلّ ذلك خطأٌ وهي صاحِبَةُ يُوسُفَ الصِّدِّيق - عَلَيْه وعلى نَبِيّنا أَزْكَى السَّلام - فيما زعم المفسِّرُونز وجَزَم أَقوامٌ بأَنَّ اسمَها رَاعِيل . وزَلَّخَه تَزليخاً : مَلَّسَه . ومما يستدرك عليه : أَزَلخَ البَابَ إِذا أَغلقَه بالمِزلاخ ويقال : المزلاخ تُعَلَّق به الأَبوابُ ولا تُغَلَّق كما في الأَساس . ومن المجاز : زِلَخَ الماءُ عن الصَّخرة . وسَهمٌ زالِخٌ يَزْلَخ على وَجْهِ الأَرضِ ثم يَمِضي وأَزْلَخَه صاحبُه . وفي مَثَل لا خيرَ في سَهمٍ زَلخ وزَلَخَ في مَشْيِه : أَسْرَع . وعَنَقٌ زَلاّخٌ : شديدٌ . قال :
يَرِدْنَ قبل فُرَّطِ الفِرَاخِ ... بِدَلَجٍ وعَنَقٍ زَلاخِ ونَاقَةٌ زَلُوخٌ : سَريعةٌ . وتقول : رُبَّ كَلمة عَورَاءَ زَلَخَتْ مِنْ فيك ثم زَلَّخَت قَدَمَك في مقام تلافيك . ورَجُلُ مُزَلَّخٌ : لَئيم مُدفَّعٌ عن الكَرم مُزلَّقٌ عنه . ومنه عيشٌ مزلّخ وعطاءٌ مزلّخٌ : دُونٌ . وعُقْبَةٌ زَلُوخٌ : طَويلةٌ بَعيدة . وزلَخَ رأْسَه زَلْخاً : شَجَّه وهذه عن كراع