الجُنْد بالضمّ : العَسْكَرُ والأَعوانُ والأَنْصار والجمعُ الأَجْنَادُ والجُنُودُ والواحدُ جُنْدِيٌّ فالياءُ للوَحْدة مثل رُوم ورُوميّ كذا في المصباح . والجُنْد : المَدينَةُ وجمعُها أَجنادٌ . وخَصّ أَبو عُبيدة به مُدُنَ الشَّأْم . وأَجنادُ الشأْم خَمْسُ كُوَر : دِمَشق وحِمْص وقنَّسرينُ والأُردُن وفِلَسطِين يقال لكُلِّ مدينةٍ منها جُنْد . وفي حديث عُمرَ أَنّه خَرجَ إِلى الشّأْم فلقيَه أُمراءُ الأَجنادِ وهي هذه الخمسةُ أَماكن كلُّ واحد منها يُسمَّى جُنْداً أَي المقيمين بها من المسلمين المقاتلين . وكلُّ صِنفٍ مِن الخَلْقِ جُنْدٌ على حِدةٍ والجمع كالجمْع . وفي المثَل إِنَّ جُنُوداً منها العَسَلُ قال شيخنا في هذا المثَل : إِنّه لمعاويةَ رضي اللّه عنه قاله لمَّا سمع أَن الأَشترَ سُقِيَ عَسَلا فيه سمٌّ فماتَ . يُضرَب عند الشَّماتة بما يُصيب العَدوَّ وقاله الميدانيّ والزمخشريّ . ووقع في تاريخ المسعوديِّ إِنَّ للّه جُنْداً في العَسَل . والجَنَدُ بالتَّحْرِيك : الأَرضُ الغلِيظة . وقيل : هي حجَارةٌ تُشبِهُ الطِّينَ . والجَنَدُ : د باليمن بين عَدَنَ وتَعْزَّ وهو أَحَدُ مخاليفها المشهورة نزَلها مُعَاذُ بن جبَلٍ رضي اللّه عنه . والجَنَدُ بنُ شَهْرَانَ : بَطنٌ من المَعَافر منهم شَرَفُ بن محمّد بن الحَكَم ابن أَخي يَحيَى بن الحَكَم المَعَافرِيّ . وجَنْدٌ كنجْمٍ : د . على نَهرِ سَيْحُونَ منه القاضي الشاعر يعقوب ابن فاضلٍ قَدِم خُوارَزْمَ سنة 548 . وخَلاّد بن عبد الرّحمن بن جُنْدَةَ - الصاغانيّ - بالضّمّ عن سعيد بن المُسيّب وغيره وعنه ابن أَخيه القاسم بن الفيّاض بن عبد الرحمن وغيره . والهَيْثَم بن جَنّادٍ ككتّان وعليُّ بن جَنَدٍ محرّكَةً محدِّثون الأَخير يُعرف بالطّائفيّ : عن عمْرْو بن دِينَار . وجُنَادَةُ بالضّم ابن أَبي أُمَيَّةَ الأَزْديّ وابن جَراد الغَيْلاَنيّ الأَسَديّ وابن زيد الحارثيّ وابن سفيان أَخو جابرٍ وابنُ عبد اللّه بن عَلْقَمة بن عبد المطَّلب وابن عوفٍ وابنُ مالكٍ صحَابِيُّون رضي اللّه عنهم . وجُنيْدُ بن عبد الرحمن بن عوف بن خالدٍ العامريّ وحُميدٌ أَخوه صَحابَّيان . وأَجْنَاديْن بفتح الأَلف وفتْح الدّال وكسرها وفي اللّسان وأَجْنَادَيْنُ وأَجْنادانُ مَوضعٌ النُّونُ مُعْرَبةٌ بِالرَّفْع . قال ابن سيده : وأُرى البِناءَ قد حُكِيَ فيهما . والأَخير من الوجهين ذَكره البكريّ في المعجم كأَنّه تثنية أَجناد وبه جزمَ ابن الأَثير وقيَّده ابن إِسحاق . وقال السُّهَيليّ : كذا سمعْت الشيخ الحافظ أَبا بكرٍ يَنطق به وقيَّدناه عن أَبي بكر بن طاهرٍ عن أَبي عَليٍّ الغَسّانيّ بكسر أَوله وفتح الدال : ع مشهورٌ من نواحي دِمَشق الشأْم كانت فيه الوقْعة العظيمةُ بين الرُّوم والمسلمين . وجُنْدَ يَسابُورُ . بالضّمّ موضعٌ آخَرُ ولفظُه في الرّفع والنّصب سواءٌ لعُجمَته وهو كُوَرِ الأَهواز . والجُنيْدُ كزُبيرٍ : لَقَبُ سيِّد الأَقطاب أَبي القاسم سعِيدِ بن عُبَيْدٍ وقيل هو الجُنيْدُ بن محمّد بن الجُنيد الخرَّاز القَوَاريريّ سُلطانُ الطَّائفة الصُّوفيّة وسيِّدُهم صَحبَ سريّاً السَّقَطيَّ والحارِثَ المحاسِبيّ وسمع الحسن بنَ عَرفةَ ؛ وعنه جعفرٌ الخلْدِيّ وتَفقَّه على أَبي ثَورٍ صاحبِ الشافعي وأَفَتى في حَلْقته وكان شيخ وَقْته وفَريدَ عصره حالاً وقالاً . توفِّيَ سنةَ 298 ودُفِنَ عند شيخِه سَرِيّ بالشُّونِيزيّة ببغدادَ . ومما يستدرك عليه : جُنْدٌ مُجنَّدٌ أَي مجموعة . وهذا كما يقال أَلْفٌ مُؤلَّفَةٌ وقَنَاطيرُ مُقَنْطَرةٌ أَي مُضعَّفة . وجَنْد بفتْح فسكون : ناحيةٌ بسَوادِ العِراق بين فَم النِّيل والنُّعمانيّة . والهَيْثم بن محمّد بن جَنّادٍ ككَتّان الجُهنيّ مُحدّث . والجُنَادِيّ : جِنْسٌ من الأَنماط أَو الثِّياب يُسترُ بها الجُدرانُ . وتَجندَ : اتخذَ جُنداً . وجُنادَة بالضّمّ : حَيٌّ . والجُنْد بالضّمّ : جَبلٌ باليمن . وجُنيد بن سميع المُزنيّ ذكرَه العقيليُّ في الصحابة . والقاسم بن فيّاض بن عبد الرحمن ابن جُنْدة صَنعانيٌّ يُعدّ من أَهل اليمن . ومحمّد بن عبد اللّه بن الجُنَيد الجُنيديّ . ومحمّد بن يوسف بن الجُنَيد الجُنيديّ الكَشّيّ الجُرحانيّ . وأَبو محمدٍ حَيْدر بن محمّدبن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ . بن أَحمد ابن الجُنَيد البُخاريّ . فهؤلاءِ إِلى جَدِّهم الجُنيْد . وأَما عبد اللّه محمدٌ الجُنَيْدي فلأَنه كان يَتكَلَّم كثيراً بكلامِ الجُنيْد . وأَبو نَصْر الجُنَيْدُ بن محمد بن أَحمد بن عيسى الأَسفَراينيّ كان واعظاً مُقيماً بِطُرَيثيثَ
السَّجْلُ : الدَّلْوُ الضَّخْمَةُ الْعَظِيمَةُ مَمْلُوءَةً ماءً مُذَكَّرٌ وقيلَ : هوَ مٍلْءُ الدَّلْوِ وقيلَ : إذا كانَ فيهِ ماءٌ قَلَّ أو كَثُرَ ولا يُقالُ لَها فَارِغَةً : سَجْلٌ ولَكِنْ : دَلْوٌ وفي التَّهْذِيبِ : ولا يُقالُ له وهو فارِغٌ سَجْلٌ ولا ذَنُوبٌ وقالَ ابنُ بَرِّيٍّ : السَّجْلُ اسْمُها مَلأَى ماءً والذَّنُوبُ إِنَّما يكونُ فيها مِثْلُ نِصْفِها ماءً وفي حديثِ بَوْلِ الأَعْرابِيِّ في المَسْجِدِ : ثُمَّ أَمَرَ بِسَجْلٍ مِن ماءٍ فَأُفْرِغَ عَلى بَوْلِهِ وقالَ الشَّاعِرُ :
" السَّجْلُ والنُّطْفَةُ والذَّنُوبُ
" حتَّى يرى مَرْكُوّها يَثُوبُ والسَّجْلُ : الرَّجُلُ الْجَوادُ عن أبي العَمَيْثَلِ الأَعْرابِيِّ . والسَّجْلُ : الضَّرْعُ العَظِيمُ ج : سِجَالٌ بالكَسْرِ وسُجُولٌ بالضَّمِّ قالَ لَبِيدٌ :
" يُجِيلُونَ السَّجالَ على السِّجالِ وأَنْشَدَ أَعْرابِيٌّ :
أُرْجِّي نَائِلاً منْ سَيْلِ رَبٍّ ... لَهُ نُعْمَى وذَمَّتُهُ سِجالُ الذَّمَّةُ : البِئْرُ القَلِيلَةُ الْماءِ والسِّجَالُ : الدِّلاءُ المَلأَى والمَعْنَى قَلِيلُهُ كَثِيرٌ ورَواهُ الأَصْمَعِيُّ : وذِمَّتُهُ بالكَسْرِ أي عَهْدُهُ مُحْكَمٌ مِنْ قَوْلِكَ : سَجَّلَ القَاضِي لِفُلاَنٍ بِمَالِهِ أي اسْتَوْثَقَ لَهُ بهِ . ولهم مِنَ الْمَجْدِ سَجْلٌ سَجِيلٌ : أي ضَخْمٌ مُبَالَغَةً . وأِسْجَلَهُ : أَعْطَاهُ سَجْلاً أو سَجْلَيْنِ وقيلَ : إِذا كَثَّرَ لَهُ العَطاءَ . وقالُوا : الْحَرْبُ بَيْنَهُمْ سِجالٌ ككِتَابٍ : أي سَجْلٌ منها عَلى هؤلاءِ وآخَرُ عَلى هؤلاءِ وأَصْلُهُ أَنَّ المُسْتَقِيَيْنِ بسَجْلَيْنِ مِنَ الْبِئْرِ يَكُونُ لِكُلِّ واحِدٍ منهما سَجْلٌ أي دَلْوٌ مَلآنُ ماءً وقَدْ جاءَ ذِكْرُهُ في حَدَِيثِ أبي سُفْيانَ : لَمَّا سَأَلَهُ هِرَقْلُ فقالَ : ذلكَ مَعْناهُ : أنَّا نُدَالُ عَلَيْهِ مَرَّةً ويُدَالُ عَلَيْنَا أُخْرى . ودَلْوٌ سَجِيلٌ وسَجِيلَةٌ : أي ضَخْمَةٌ قال : بِئْسَ مَقَامُ الشَّيْخِ لابَنِيْ لَهْ
" خُذْها وأَعْطِ عَمَّكَ السَّجِيلَهْ
" إنْ لَمْ يَكُنْ عَمُّكَ ذا حَلِيلَهْ أي بِئْسَ مَقامُ الشَّيْخِ الذي لا بَنِينَ له هذا المَقامُ الذي يُقالُ له هذا الْكَلام . وخُصْيَةٌ سَجِيلَةٌ : بَيِّنَةُ السَّجالَةِ مُسْتَرْخِيَةُ الصّفَنِ واسِعَتُهُن . وضَرْعٌ سَجِيلٌ : طَوِيلٌ وأَسْجَلُ : مُتَدَلٍّ واسِعٍ وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : ضَرْعٌ أَسْجَلُ هو الواسِعُ الرِّخْوُ المُضْطَرِبُ الذي يَضْرِبُ رِجْلَيْها مِن خَلْفِها ولا يَكُونُ إِلاَّ مِنْ ضُرُوعِ الشّاءِ ونَاقَةٌ سَجْلاءُ : عَظِيمَةُ الضَّرْعِ . ومِنَ المَجازِ : سَاجَلَهُ مُساجَلَةً إِذا بَاراهُ وفاخَرَهُ بَأنْ صَنَعَ مِثْلَ صُنْعِهِ في جَرْيٍ أَو سَقْيٍ وأَصْلُهُ في الاِسْتِقَاءِ وهما يَتَساجَلانِ أي يَتَبارَيانِ قالَ الفَضْلُ بنُ عَبَّاسٍ اللَّهَبِيُّ :
مَنْ يُساجِلْنِي يُساجِلْ مَاجِداً ... يَمْلأُ الدَّلْوَ إِلى عَقْدِ الْكَرَبْ قالَ ابْنُ بَرِّيٍّ : أَصْلُ المُساجَلَةِ أَنْ يَسْتَقِيَ سَاقِيانِ فيُخْرِجَ كُلُّ واحِدٍ منهما في سَجْلِهِ مِثْلَ ما يُخْرِجُ الآخَرُ فَأيُّهُما نَكَلَ فقد غُلِبَ فضَرَبَتْهُ العَرَبُ مَثَلاً لِلْمُفاخَرَةِ فإذا قيلَ : فُلانٌ يُساجِلُ فُلاناً فمَعْناهُ أَنَّهُ يُخْرِجُ مِنَ الشَّرَفِ مِثْلَ ما يُخْرِجُهُ الآخَرُ فَأيُّهُما نَكَلَ فد غُلِبَ وتَساجَلُوا : تَفاخَرُوا قال ابنُ أبي الحَدِيدِ في شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاغَةِ : وقد نَزَلَ القُرْآنُ عَلى مَخْرَج كَلامِهِم في المُساجَلَةِ فقال : " فإِنَّ لِلَّذِين ظَلَمُوا ذَنُوباً " الآية والذَّنُوبُ : الدَّلْوُ
وأَسْجَلَ الرَّجُلُ : كَثُرَ خَيْرُهُ وبِرُّهُ وعَطاؤُهُ لِلنَّاسِ وأْسَجَلَ النَّاسَ : تَرَكَتُهم وأَسجَلَ لَهُمْ الأَمرَ : أَطْلَقَهُ لهُم ومنه قَوْلُ محمدِ بنِ الحَنَفِيَّةِ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " هَلْ جَزَاءُ الإِحْسانِ إِلاَّ الإِحْسانُ " قال : هيَ مُسَجَلَةٌ لِلْبَرِّ والفَاجِرِ . يَعْنِي مُرْسَلَةٌ مُطْلَقَةٌ في الإِحْسانِ إلى كُلِّ أَحَدٍ لَمْ يُشْتَرَطْ فيها بَرٌّ دُونَ فاجِرٍ وفي الحديثِ : ولاَ تُسْجِلُ أَنْعامَكُم أي لا تُطْلِقُوهَا في زُرُوعِ النَّاسِ . وأَسْجَلَ الحَوْضَ : مَلأهُ قالَ :
وغَادَرَ الأُخْذَ والاَوْجَاذًَ مُتْرَعَةً ... تَطْفُو وأَسْجَلَ أَنْهاءً وغُدْرَانَا ويُقالُ : فَعَلْنَاه والدَّهْرُ مُسْجَلٌ كمُكْرَمٍ والذي في اللِّسانِ : والدَّهْرُ سجل : أي لا يَخافُ أَحَدٌ أَحَداً . والمُسْجَلُ كمُكْرَمٍ : الْمَبْذُولُ الْمُباحُ لِكُلِّ أَحَدٍ وأَنْشَدَ الضَّبِّيُّ :
" أَنَخْتُ قَلُوصِي بِالْمُرَيْرِ ورَحْلُهالِمَا نَابَهُ مِنْ طَارِقِ اللَّيْلِ مُسْجَلُأَرادَ بالرَّحْلِ المَنْزِلَ . وسَجَّلَ الرَّجُلُ تَسْجِيلاً : أي أَنْعَظَ . وسَجَّلَ بِهِ إِذا رَمَى بهِ مِنْ فَوْقُ كسَجَلَ سَجْلاً . وكَتَبَ السِّجِلَّ بِكَسْرَتَيْنِ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ وهوَ الصَّكُّ : اسْمٌ لِكِتابِ الْعَهْدِ ونَحْوِهِ قالَ اللهُ تَعالى : " كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكِتَابِ " ج : سِجِلاَّتٌ وهو أَحَدُ الأَسْماءِ المُذَكَّرَةِ المَجْمُوعَةِ بالتَّاءِ ولها نَظائِرُ ومنه الحَدِيثِ : فَتُوضَعُ السِّجِلاَّتُ في كِفَّةٍ وهو أَيْضاً : الْكاتِبُ وقد سَجَّلَ له وبهِ فُسِّرَتِ الآيَةُ وقيلَ : هوَ الرَّجُلُ بِالْحَبَشيَّةِ ورُوِيَ عن أبي الجَوْزَاءِ أنَّهُ قالَ : السِّجِلُّ اسْمُ كاتِبٍ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وتَمامُ الْكَلامِ لِلْكِتَابِ قالَ الصّاغَانِيُّ : وذَكَرَهُ بَعْضُهم في الصَّحابَةِ ولا يَصِحُّ . قلتُ : هكذا أوْرَدَهُ الذَّهَبِيُّ في التَّجْرِيدِ وابنُ فَهْدٍ في مُعْجَمِهِ وقالا : فيهِ نَزَلَتْ الآيَةُ المَذْكُورَةُ وقيل : اسْمُ مَلَكٍ . والسِّجْلُ بالكسْرِ : هو السِّجِلُّ لُغَةٌ لِلْكِتابِ رُوِيَ ذلك عن عيسى بنِ عُمَرَ الكُوفِيِّ وبهِ قَرَأَ ولو قَالَ : وبالكَسْرِ : الصَّحِيفَةُ كانَ أَخْصَرَ . والسُّجْلُ بالضَّمِّ : جَمْعٌ لِلنَّاقَةِ السَّجْلاءِ لِلْعَظِيمَةِ الضَّرْعِ . والسّجِيلُ كأَمِيرٍ : النَّصِيبُ قالَ ابْن الأَعْرابِيِّ : هو فَعِيلٌ مِنَ السَّجْلِ الذي هو الدَّلْوُ الْمَلأَى قال : ولا يُعْجِبُنِي . والسَّجِيلُ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ . والسِّجِّيلُ كَسِكِّيتٍ : حِجَارَةٌ كالْمَدَرِ قالَ اللهُ تَعالى : " تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِن سِجِّيلٍ " وهو مَعَرَّبٌ دَخِيلٌ أَصْلُهُ بالْفَارِسِيَّةِ سَنْكِ وَكِل أي الحَجَرُ والطِّينِ والواوُ عَاطِفَةٌ فَلَمَّا عُرِّبَ سَقَطَتْ أو كانَتْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ طُبِخَتْ بِنَارِ جَهَنَّمَ وكُتِبَ فيها أَسْماءُ الْقَوْمِ لِقَوْلِهِ عَزَّ وجَلَّ : " لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِن طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ " وهذا قَوْلُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ أبو إِسْحاقَ : لِلنَّاسِ في السِّجِّيلٍ أَقْوالٌ وفي التَّفْسِيرِ أنَّها مِن جِلٍّ وطينٍ وقيلَ : مِنْ جِلٍّ وحِجَارَةٍ وقالَ أَهْلُ اللُّغَةِ : هذا فَارِسِيٌّ والعَرَبُ لا تَعْرِفُ هذا قالَ الأَزْهَرِيُّ : والذي عِنْدَنا واللَّهُ أَعْلَمُ أنَّهُ إِذا كانَ التَّفْسِيرُ صَحِيحاً فهوَ فَارِسِيٌّ أُعْرِبَ لأَنَّ اللهَ تَعالى قد ذَكَرَ هذه الْحِجارَةَ في قِصَّةِ قَوْمِ لُوطٍ عَليْهِ السَّلامُ وقالَ : " لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ " فقد بَيَّنَ لِلْعَرَبِ ما عَنَى بِسِجِّيلٍ ومِنْ كَلام الْفُرْسِ ما لا يُحْصَى مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ نَحْوَ جَامُوسٍ ودِيبَاجٍ ولا أُنْكِرُ أَنْ يَكونَ هذا مِمَّا قد أَعْرَبَتْهُ العَرَبُ وقالَ أبو عُبَيْدَةَ : مِنْ سِجِّيلٍ " تَأْوِيلُهُ : كَثِيرَةٌ شَدِيدَةٌ وقالَ : إِنَّ مِثْلَ ذلكَ قَوْلُ ابنِ مُقْبِلٍ :
" ورَجْلَةٍ يَضْرِبُونَ الْبَيْضَ عَنْ عُرُضٍضَرْباً تَواصَتْ بِهِ الأَبْطَالُ سِجِّينَاقال : وسِجِّينٌ وسِجِّيلٌ بمَعْنىً واحِدٍ وقال بعضهُم : سِجِّيلٌ مِنْ أَسْجَلْتُهُ أي أَرْسَلْتُهُ فكأَنَّها مُرْسَلَةٌ عليهم . قال أبو إِسْحاقَ : وقالَ بعضُهُم : مِن أَسْجَلْتُ إِذا أَعْطَيْت وجَعَلَهُ مِنَ السَّجْلِ أو قَوْلُه تَعالى : " مِنْ سِجِّيلٍ " أي مِن سِجِلٍّ أي مَمَّا كُتِبَ لهم أنَّهُم يُعَذَّبُونَ بها قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا القَوْلُ إِذا فُسِّرَ فهو أَبْيَنُها لأَنَّ مِن كَتَابِ اللهِ دَلِيلاً عليْه قالَ اللهُ تعالى : " كَلاً إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّين وما أدْرَاكَ ما سِجِّينٌ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ويْلٌ يَوْمَئِذٍ للمُكَذِّبينَ " والسِّجِّيلُ بِمَعْنَى السَّجِّينِ والمَعْنَى أنَّها حَجَارَةٌ مِمَّا كَتَبَ اللهُ أنَّهُ يُعَذِّبُهم بها قالَ الأَزْهَرِيُّ : وهذا أَحْسَنُ ما مَرَّ فِيها أي في الآيَةِ عنْدِي وهكذا نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عنه أيضاً وسَلَّمَهُ وقَلَّدَهُ المُصَّنِّفُ وزادَ : وأَثْبَتُهَا فَتَأَمَّلْ ذلك . والسَّاجُولُ والسَّوْجَلُ والسَّوْجَلَةُ : غِلاَفُ الْقَارُورَةِ عن كُرَاعٍ والجمعُ سَواجِيلُ ونَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبَّادٍ وغَلَّطَهُ وقالَ : الصَّوَابُ : السَّاحوُلُ بالْحَاءِ المُهْمَلَةِ . والسِّجَنْجَلُ : الْمِرآةُ رُوِمِيٌّ مُعَرَّبٌ قالَ امْرُؤُ الْقَيْسِ :
مُهَفْهَفَةٌ بَيْضَاءُ غَيْرُ مُفَاضَةٍ ... تَرَائِبُها مَصْقُولَةٌ كالسَّجَنْجلِ وذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ في الخُمَاسِيِّ قال : وقالَ بَعْضُهم : زَجَنْجَلٌ وقد تقدَّم . وأيضاً : الذَّهَبُ ويُقالُ : سَبائِكُ الْفِضَّةِ وقِطَعُها عَلى التَّشْبِيهِ بالمِرْآةِ . ويُقالُ : الزَّعْفَرانُ ومَن قالَ ذلكَ رَوَى قَوْلَ امْرِئِ القَيْسِ : بالسَّجَنْجَلِ وفَسَّرَهُ به . وسَجَلَ الْماءَ سَجْلاَ فانْسَجَلَ : صَبَّهُ صَبّاً مُتَّصِلاً فانْصَبَّ قالَ ذُو الرُّمَّةِ :
وأَرْدَفَتِ الذِّراعَ لَها بِعَيْنٍ ... سَجُومِ الْماءِ فَانْسَجَلَ انْسِجَالاً وعَيْنٌ سَجُولٌ : غَزِيرَةٌ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : عَنْزٌ سَجُولٌ كما هوَ نَصُّ العُبابِ . والسَّجْلاءُ : الْمَرْأَةُ الْعَظِيمَةُ الْمَأْكَمَةِ والجَمْعُ السُّجْلُ بالضَّمِّ . وسِجالْ سِجَالْ بالكَسْرِ : دُعَاءٌ لِلْنَّعْجَةِ لِلْحَلْبِ وبهِ تُسَمَّى قالَهُ ابْنُ عَبَّادٍ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : سَجَّلَ القاضِي لِفُلانٍ بِمَالِهِ : اسْتَوْثَقَ له به وقيلَ : سَجَّلَهُ به : حَكَمَ به حُكْماً قَطْعِيّاً هكذا فَسَّرَهُ الشَّرِيفُ وقيلَ : قَرَّرَهُ وأَثْبَتَهُ كما في الْعِنايَةِ وسَجَّل عليْهِ بكذا : شَهَرَهُ ووَسَمَهُ قالَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في شَرْحِ الْمَقاماتِ له . وسَجَلَ الْقِراءَةَ سَجْلاً : قَرَأَها قِرَاءَةً مُتَّصِلَةً وأَسْجَلْتُ الْكَلامَ : أَرْسَلتُهُ . ولَهُ بِرٌّ فَائِضُ السِّجَالِ . وأُسْجِلَتِ البَهِيمَةُ مَعَ أُمِّها وأَرْحَلَتْ : إِذا أُرْسِلَتِ . قال أبو زَيْدٍ : وَقَرَأَ بَعْضُهم : " كَطَيِّ السَّجْلِ " بالفَتْحِ وقالَ : هُوَ مَلَكٌ . قُلْتُ : وهيَ قِرَاءَةُ ابْنِ عَبَّاسٍ وفَسَّرَهُ بَأَنَّهُ رَجُلٌ . والسَّوْجَلُ : الأَوَّلُ المُتَقَدِّمُ يُقالُ : خَلِّ سَوْجَلَ القَوْمِ نَقَلَهُ الصّاغَانِيُّ وقَرأَ أبو زُرْعَةَ عَلى أبي هُرَيْرَةَ : " السُّجُلِّ " بالضَّمِّ وتَشْدِيدِ اللاَّمِ وهي لُغَةٌ أُخْرَى للصَّحِيفَةِ . وسِجِلِّينُ : قَرْيَةٌ بِعَسْقَلاَنَ منها عبدُ الجَبَّارِ بنُ أبي عامِرٍ السِّجِلِّينِيُّ عنهُ أبو القاسِمِ الطّبَرَانِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : س ج ب ل