السَّيْسَبَان أَهمله الجوهريّ . وقال أَبو حنيفة في كِتَابِ النَّبَاتِ : هو شَجَر يَنْبُتُ من حَبِّه ويَطُولُ ولا يَبْقَى عَلَى الشِّتاءِ له وَرَقٌ نَحْوُ وَرَقِ الدِّفْلَى حَسَن والنَّاسُ يَزْرَعُونَه في البساتينِ يُرِيدُون حُسنَه وله ثَمرٌ نحوُ خَرَائِطِ السِّمْسِم إِلاَّ أَنَّها أَدَقُّ . وذكره سِيبَوَيْه في الأَبْنِيَة وأَنْشَد أَبُو حَنِيفَة يَصِفُ أَنَّه إِذَا جَفَّت خَرَائِط ثَمَره خَشْخَش كالعِشْرِقِ قَالَ :
" كَأَنَّ صَوْتَ رَأْلِهَا إِذَا جَفَلْ
" ضَرْبُ الرِّياحِ سَيْسَبَاناً قَدْ ذَبَلْ كالسَّيْسَبَى عن ثَعْلَب وعَزَاه الصَّاغَانِيّ للفَرَّاء ومنْه قَوْلُ الرَّاجِزِ :
" وقد أُنَاغِي الرَّشَأَ المُرَبَّبَا
" يَهْتَزُّ مَتْنَاهَا إِذَا مَا اضْطَرَبَا كَهَزّ نَشْوَانٍ قَضِيبَ السَّيْسَبَا إِنما أَرَادَ السَّيْسَبَان فحذَفَ . إِمَّا أَنَّه لُغَةٌ أَو لِلضَّرُورَةِ . وجعله رؤبَةُ بْن العَجَّاج في الشِّعْرِ سَيْسَاباً وَهُو قَوْلُه :
" رَاحَت وَرَاحَ كَعِصِيِّ السَّيْسَابْ
" مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِيفَ الأَقْرَابْ يُحْتَمل أَن يَكُونَ لُغَةً فيه أَو زَادَ الأَلِف للقَافِيَة كما قال الآخر :
" أَعُوذُ بالله من العَقْرَابِ
" الشَّائِلاَتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ
قال : الشائلات فوصف به العَقْرَب وهُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه على الجِنْسِ . وذكره ابن منظور في سَبَب بالبَاءين المُوَحَّدَتَيْن وَهُوَ وَهَم . والسَّاسَبُ : شجر تتخذ منه السِّهَامُ يُذكَّر ويُؤَنَّث يُؤْتَى به من بِلاَد الهِنْد . ربما قالوا السَّيْسَبُ أَي بالفَتْح والمَشْهُور على اَلْسِنَة من سَمِعْتُ مِنْهم بالكَسْر . ومنهم من يقلب الباءَ مِيماً وهو شَجَرٌ شَاهِقٌ يُتَّخَذُ منها القِسِيّ والسِّهَام وأَنشد :