سَلَفَ الأَرْضَ يَسْلُفُهَا سَلْفاً : حَوَّلَهَا لِلزَّرْعِ أَو سَوَّاهَا بِالْمِسْلَفَةِ وهي اسْمٌ لِشَيءٍ تُسَوَّى به الأَرْضُ يُقَال للْحَجَرِ الذِي تُسَوَّى به الأْرْضُ : مِسْلَفَةٌ قال أبو عُبَيْد : وأَحْسَبُه حَجَراً مُدْمَجاً يُدَحْرَجٌ به علَى الأْرْضِ لتَسْتَوِىَ
ورُوىَ عن محمد بنِ الحَنَفِيَّةِ قال : ( أرْضَ الجَنَّةِ مَسْلُوفَةٌ وحَصْبَاؤُهَا الصُّوَارُ وهَوَاؤُهَا السَّجْسَجُ هكذا ذكره الأَزْهَرِيُّ قال الصَّاغَانِيُّ : ولم أَجِدْه في أحاديثِه وذكَره أبو عُبَيْدٍ لُعَبْيدِ بنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ومِثْلُه في الصِّحاحِ وذكَره الخَطَّابِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ لابنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما ومِثْلُه في النِّهَايَةِ وذكَر الخَطَّابِيُّ أنه أَخَذَهُ من كتابِ ابنِ عُمَرَ يعني اليَوَاقِيتَ قال الأصْمَعِيُّ : هي المُسْتَوِيَةُ أو المُسَوَّاةُ وقال : وهذه لُغَةُ اليَمَنِ والطَّائِفِ وقال ابنُ الأَثِيرِ : أي مَلْسَاءٌ لَيِّنَةٌ نَاعِمَةٌ
كأَسْلَفَهَا إسْلاَفاً
سَلَفَ الشَّيءُ سَلَفاً مُحَرَّكَةً وضَبَطَهُ شيخُنَا بالفَتْحِ وهو الذي يُعْطِيهِ إطْلاَقُ المُصَنِّفِ : مَضَى
سَلَفَ فُلاَنٌ سَلَفاً وسُلُوفاً كَعُقُودٍ : تَقَدَّمَ وقول الشاعر :
ومَا كُلُّ مُبْتَاعٍِ ولَوْ سَلْفَ صَفْقَةٍ ... بِرَاجِعِ ما قد فَاتَهُ بِرَدَادِ إنَّمَا أَرادَ : سَلَفَ فَأَسْكَنَ للضَّرُورةِ
قال شيخُنَا : وفيه أمْرَانِ : الأَوّلُ : أَنَّ السَّلَفَ مُحَرَّكةً : مَصْدَرُ الأَوَّلِ والسَّلَفَ بالفَتْحِ والسُّلُوفُ بالضَّمِّ : مَصْدَرُ الثّاني وظاهِرُهُ أَنهما مُتَغَايِرَانِ والظَّاهرُ أَنَّهُمَا مُتَرَادِفَانِ أَو مُتَقَارِبانِ وإِن كان الذَّوْقُ رُبَّمَا أَذِنَ أَن يُفَرَّقَ بَيْنَهما بفَرْقٍ لَطِيفٍ وقد يُقَال : التَّغايُرُ بَيْنَهما باعتِبَار إِسْنَادِهِ إلى الإِنْسَانِ دُونَ غَيْرِهِ . كَمَا يُرْشِدُ إِليه قَوْلُه : وفُلانٌ
الثاني : أَنَّ كُلُّاَمه نَصَّ في أَنَّ مُضَارِعَ سَلَفَ بالضَّمِّ كيَكْتُب علَى ما هو اصْطِلاحُه لأَنَّه ذكَره بغيرِ مُضَارِعٍ وفي غَرِيبَيِ الهَرَوِيِّ كالصِّحاحِ يقْتضِي أَنَّ مُضَارِعَه بالكَسْرِ كَما هو الجَارِي علَى الأَلْسِنَةِ وصَرَّح به في المِصْباحِ وكُلُّامُ ابنِ القَطَّاع صَرِيحٌ في الوَجْهَيْن وهو الظَّاهِرُ - واقْتَصَرَ كابْنِ القُوطِيَّةِ علَى تَفْسِيرِهِ بتَقَدَّمَ فَتَأَمَّلْ
سَلَفَ الْمَزَادَةَ سَلَفاً : دَهَنَهَا . والسَّلَفُ مُحَرَّكَةً له مَعَانٍ منها : السَّلَمُ وهو أَنْ يُعْطِىَ مَالاً في سِلْعَةِ إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ بِزيارةٍ في السِّعْرِ المَوْجُودِ عِنْدَ السَّلَفِ وذلك مَنْفَعَةٌ للمُسْلِفِ وهو اسمٌ مِن الإسْلاَفِ وقال الأَزْهَرِيُّ : وكُلُّ مَالٍ قَدَّمْتَه في ثَمَن سِلْعَةٍ مَضْمُونةٍ اشْتَرَيْتَهَا لِصِفَةٍ فهو سَلَمٌ وسَلَفٌ
منها ؛ السَّلَفُ : الْقَرْضُ الذي لاَ مَنْفَعَةَ فيهِ لِلْمُقْرِضِ غيرَ الأَجْرِ والشُّكْرِ وعلَى الْمُقْتَرِضِ رَدُّهُ كَمَا أَخَذَهُ هكذا تُسَمِّيه العَرَبُ وهو أيضاً علَى هذا التَّقْدِيرِ : اسْمٌ مِن الإِسْلافِ كما قَالَه أبو عُبَيْدٍ الهَرَوِيُّ وهذان في المُعَامَلاتِ
قال : للسَّلَفِ مَعْيَنان آخَرانِ أحدُهما كُلُّ عَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتَهُ أَو فَرَطٍ فَرَطَ لَكَ فهو لَكَ سَلَفٌ وقد سَلَفَ لهُ عَمَلٌ صَالِحٌ
الثاني : كُلُّ مَن تَقَدَّمَكَ مِن آبَائِكَ وذَوِى قَرَابَتِك الذين هم فَوْقَكَ في السِّنِّ والفَضْلِ واحِدُهم سَالِفٌ ومنه قَوْلُ طٌفَيْلٍ الغَنَوِيٍّ يَرْثِى قَوْمَهُ :
" مَضَوْا سَلَفاً قَصَدُ السَّبِيلِ عَلَيْهِمُوصَرْفُ الْمَنَايَا بِالرِّجَالِ تَقَلَّبُ أَرادَ أنَّهُم تَقَدَّمُونا وقَصْدُ سَبِيلِنا عليهم أي : نَمُوتُ كما مَاتُوا فنَكُون سَلَفاً لِمَن بَعْدَنَا كما كانُوا سَلَفاً لنا
ومنه حديثُ الدُّعَاءِ للمَيِّتِ : ( وَاجْعَلْهُ سَلَفاً لنا ولهذا سُمِّىَ الصَّدْرُ الأَوَّلُ مِن التَّابِعين السَّلَفَ الصَّالِحَ ومنه حديثُ مَذْحِجٍ : نَحْن عُبَاب سَلَفِهَا )
ج : سُلاَّفٌ وأَسْلاَفٌ كما في الصِّحاحِ قال ابنُ بَرِّيّ : ليس سُلاَّفٌ جَمْعَ سَلَفٍ وإنَّمَا هو جَمْعُ سَالِفٍ لِلْمُتَقَدِّمِ وجَمْعُ سَالِفٍ أَيضاً : سَلَفٌ ومِثْلُه خَالِفٌ وخَلَفٌ ومنه أبو بكر عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ السَّرْخَسِيُ السَّلَفِيُّ المُحَدِّثُ سَمِع أبا الفِتْيَانِ الرَّوَّاسِيَّ وآخَرُونَ مَنْسُوبُونَ إِلى السَّلَفِ أَي : بالتَّحْرِيكِ
ودَرْبُ السِّلْفِيِّ بالْكَسْرِ : بِبَغْدَادَ سَكَنَهُ إِسْمَاعيلُ بنُ عَبَّادٍ السِّلْفِيُّ الْمُحَدِّثُ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو تَصْحِيفٌ والصَّوابُ : دَرْبُ السِّلْقِيِّ بالقَافِ مِن قَطِيعةِ الرَّبِيعِ كما ذكَره الخطِيبُ في تَاريخِه وضَبَطَهُ ومِثْلُه للحَافِظِ في التَّبْصِيرِ والمذكورُ رَوَى عن عَبَّادٍ الرَّوَاجِنِيِّ وتُوُفيِّ َسنة 320 ، فتَنَبَّهْ لذلك
وأَرْضٌ سَلِفَةٌ كَفَرِحَةٍ : قَلِيلَةُ الشَّجَرِ قَالَهُ أَبو عمروٍ
والسَّلْفُ بالْفَتْحِ : الْجِرَابُ مَا كَانَ أو الضَّخْمُ منه كما في الصِّحاحِ أو هو : أدِيمٌ لم يُحْكَمْ دَبْغُهُ كأنَّه الذي أصابَ أوَّلَ الدِّبَاغِ ولم يَبْلغْ آخِرَهُ ومنه الحَدِيثُ : ( ومَا لَنَا زَادٌ إلاَّ السَّلفْ ُمِن التَّمْرِ ) وقال بعضُ الهُذَلِيِّينَ :
أخَذْتُ لَهُمْ سَلْفَىْ حَتِىٍّ وبُرْنُساً ... وسَحْقَ سَرَاوِيلٍ وجَرْدَ شَلِيلِ أَرادَ : جِرَابَيْ حَتِىٍّ وهُوَ سَوِيقُ المُقْلِ ج : أسْلُفٌ وسُلُوفٌ
والسُّلْفَةُ بِالضَّمِّ : اللُّمْجَةُ وهو ما يَتَعَجَّلُهُ الإِنْسَانُ مِن الطَّعَامِ قَبْلَ الغَدَاءِ كاللُّهْنَةِ . وجِلْدٌ رَقِيقٌ يُجْعَلُ بِطَانَةً للْخِفَافِ . السُّلْفَةُ : الْكُرْدَةُ الْمُسَوَّاةُ مِن الأَرْضِ ج : سُلَفٌ هكذا رَوَاهُ المُنْذِرِيُّ عن الحَسَن المُؤَدِّبِ وبه فُسِّر قولُ سَعْدِ الْقَرْقَرَة :
نَحْنُ بِغَرْسِ الْوَدِىِّ أَعْلَمُنَا ... مِنَّا بِرَكْضِ الْجِيَادِ في السُّلَفِ قَالَهُ الأَزْهَرِيُّ وقد تَقدَّم في س د ف
قال أَبو زَيْد : يُقَال جَاءُوا سُلْفَةً سُلْفَةً : إِذا جاءَ بَعْضُهُمْ في أثَرِ بَعْضٍ ومنه قِرَاءَةُ مَن قَرَأ : ( فَجَعَلْنَاهُم سُلَفاً ومَثَلاً لِلآخَرِينَ ) أَي : عُصْبَةً قد مَضَتْ قالهُ الزَّجَّاجُ وقيل : مَعْنَاهُ : أي قِطْعَةً مِن النَّاسِ مِثْلَ أُمَّةٍ
السُّلَفُ كَصُرَدٍ : بَطْنٌ مِن ذِي الكُلاَعِ من حِمْيَر وهو السُّلَفُ بنُ يَقْطُنَ والذي في أَنْسَابِ أَبي عُبَيْدٍ - لَمَّا سَرَدَ قبائلَ ذِي الكُلاَعِ فقال - : وسُلْفَةُ هكذا فكأَنَّ السُّلَفَ جَمْعُه فتَأَمَّلُ منهم : رَافِعُ بن عَقِيبٍ السُّلَفِيُّ وقَيْسُ بنُ الحَجَّاجِ السُّلَفِيُّ وخَالدُ بنُ مَعْدِ يَكَرِبَ وأَخُوهُ خَوْلِيّ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : خَلِيّ لا خالد كما في التَّبْصِيرِ للحافِظِ وآخَرُونَ نُسِبُو إلى هذا البَطْنِ
السُّلَفُ : وَلَدُ الْحَجَلِ : ج سِلْفَانٌ كَصِرْدَانٍ كذا في الصِّحاحِ ويُضَمُّ كما في اللِّسَانِ قال الجَوْهَرِيُّ : قال أبو عمروٍ : ولم نَسْمَعْ سُلَفَة للأُنْثىَ ولو قِيلَ : سُلَفَةٌ كما قِيل : سُلَكَةٌ لِوَاحِدَةِ السِّلْكانِ لَكَانَ جَيِّداً قَالَ الْقُشَيْرِيُّ :
أُعَالِجُ سِلْفَاناً صِغاراً تَخَالُهُمْ ... إِذا دَرَجُوا بُجْرَ الْحَوَاصِلِ حُمَّرَا وقال آخَرُ :" خَطِفْنَهُ خَطْفَ الْقُطَامِيِّ السُّلَفْ سُلاَفَةُ كَثُمَامَةٍ : اسْمُ امْرَأةٍ مِن بنِي سَهْمٍ
السُّلاَفَةُ : الْخَمْرُ كَالسُّلاَفِ بغيرِ هاءٍ وهو أَوَّلُ ما يُعْصَرُ منها وقيل : مَا سَالَ مِن غَيْرِ عَصْرٍ وقيل : هو أوَّلُ ما يَنْزِلُ منها وفي التَّهْذِيبِ السُّلاَفُ والسُّلاَفَةُ مِن الخَمْرِ : أَخْلَصُها وأَفْضَلُهَا وذلك إذَا تَحَلَّبَ من العِنَبِ بلا عَصْرٍ ولا مَرْثٍ وكذلك مِن التَّمْرِ والزَّبِيبِ ما لم يُعَدء عليه الماءُ بعدَ تَحَلُّبِ أَوَّلِهِ قال امْرُؤُ القَيْسِ :
كَأنَّ مَكاكِيَّ الجِوَاءِ غُدَيَّةً ... صُبِحْنَ سُلاَفاً مِن رَحِيقٍ مُفَلْفَلِ وأجْمَعُ مِمَّا ذُكِرَ قَوْلُ الراغِبِ في مُفْرَداتِهِ : السُّلاَفَةُ : ما تَقَدَّم العَصْرَ
وسُلاَفُ الْعَسْكَرِ : مُقَدَّمَتُهُمْ . هكذا في سائرِ النُّسَخِ وهو يَقْتَضِي أن يكونَ كغُرَابٍ والصَّوَابُ أنه كرُمَّانٍ في سَالِفٍ المُتَقَدِّم وهكذا ضُبِطَ في سائرِ الأُصُولِ
وسُولاَفُ بالضَّمِّ : ة بِخُوزِسْتَانَ وهي غَرْبِيَّ دُجَيْلٍ منها كانت بها وَقْعَةٌ بَيْنَ الأَزَارِقَةِ وأهلِ البَصْرَةِ كما في العُبَابِ وفي اللِّسَانِ : بَيْنَ المُهَلَّبِ والأَزَارِقَةِ قال عُبَيْدُ اللهِ بن قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
تَبِيتُ وأَرْضُ السُّوسِ بَيْنِي وبَيْنَها ... وسُولاَفُ رُسْتَاقٌ حَمَتْهُ الأَزَارِقَهْ ومن شَوَاهِدِ العَرُوضِ :
" لمَّا الْتَقَو بسُولاَفْ وقال رَجُلٌ مِن الخَوَارِجِ :
" فَإنْ تَكُ قَتْلَى يَوْمَ سُلَّى تَتَابَعَتْفكَمْ غَادَرَتْ أَسْيَافُنَا مِنْ قَمَاقِمِ
غَداةَ تَكُرُّ المَشْرَفِيَّةُ فيهمُ ... بسُولافَ يوم المَأْزِقِ المُتَلاحِمِ والسَّلُوفُ كصَبُورٍ : النَّاقَةُ التي تَكُونُ في أوَائِلِ الإبِلِ إذا وَرَدَتِ الْمَاءَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقد سَلَفَتْ سُلُوفاً قال الأًزْهَرِيُّ : السَّلُوفُ مَا طَالَ من نِصَالِ السِّهَامِ وأَنْشَدَ :
" شَكَّ كُلاها بِسَلُوفٍ سَنْدَرِيّْ السَّلُوفُ : السَّرِيعُ مِن الْخَيْلِ . ج : سُلُفٌ بِالضَّمِّ كصَبُورٍ وصُبُرٍ . والسَّالِفَةُ : الأُمَمُ الْمَاضِيَةُ أَمَامَ الْغَابِرَةِ جَمْعُه : السَّوَالِفُ يُقَال . كان ذلك في الأُمَمِ السَّالِفَةِ والقُرُونِ السَّوَالِفِ قال :
" ولاَقَتْ مَنايَاهَا القُرُونُ السَّوَالِفُ جَعَلُوا كلُّ جُزْءٍ منها سَالِفَةً ثم جُمِعَ علَى هذا هذا هو الأَصْلُ ثم أُطِلِقَ السَّالِفَةُ علَى خُصَلِ الشَّعَرِ المُرْسَلَةِ علَى الخَدِّ كِنَايَةً أَو مَجازاً والجَمْعُ : سَوَالِفُ قَالَهُ شَيْخُنا
قلتُ : وقد صَرَّحَ عُلَمَاءُ البَيَانِ أَنَّه مِن إِطْلاقِ المَحَلِّ علَى الْحَالِّ كما تقدَّم مِثْلُ ذلك في ( ص د غ )
وفي حديثِ الحُدَيْبِيَّةِ : ( لأُقَاتِلَنَّهُمْ علَى أَمْرِي حَتَّى تَنْفَرِدَ سَالِفَتِي ) هي صَفْحَةُ العُنُقِ وهما سَالِفَتَانِ مِنْ جَانِبَيْهِ وكَنَى بانْفِرَادِها عَنِ المَوْتِ لأَنَّهَا لا تَنْفَرِدُ عَمَّا يَلِيها إلاَّ بالمَوْتِ وقيل : أرادَ حتَّى يُفَرَّقَ بَيْنَ رَأْسِي وجَسَدِي
ونَاحِيَةُ مُقَدَّمِ العُنُقِ مِنَ لَدُنْ مُعَلَّقِ القُرْطِ إلى قَلْتِ التَّرْقُوَةِ السَّالِفَةُ مِن الْفَرَسِ وغيرِه : هَادِيَتُهُ أيْ مَا تَقَدَّمَ مِن عُنُقِهِ كما في العُبَابِ واللِّسَانِ
والسَّلِفُ كَكَبِدٍ وكِبْدٍ الأخِيرُ بالكَسْرِ : الْجِلْدُ هكذا في سائرِ النُّسَخِ والمُرَادُ به غُرْلَةُ الصَّبِيِّ وفي بعضِهَا : الخُلْدُ بضَمِّ الخاءِ المُعْجَمَةِ وهو غَلَطٌ
السَّلْفُ باللُّغَتَيْن من الرَّجُلِ : زَوْجُ أُخْتُ امْرَأَتِهِ
يُقَال : بَيْنَهُمَا أُسْلُوفَةٌ بِالضَّمِّ : أَي صِهْرٌ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وقد تَسَالَفَا : أَخَذَ كُلُّ منهما أُخْتَ امْرَأَتِهِ وهُمَا سِلْفَانِ بالكَسْرِ : أي : مُتَزَوِّجَا الأُخْتَيْنِ ويُقَال أيضاً : السَّلِفان بفَتْحٍ فكَسْرٍ فإمَّا أن يكونَ السَّلِفان مُغَيَّراً عن السِّلْفَان . وإمَّا أَنْ يكونَ وَضْعأً قال عثمانُ ابن عَفَّانَ رَضِيَ اللهُ عنه :" مُعَاتَبَةُ السِّلْفَيْنِ تَحْسُنُ مَرَّةًفإنْ أدْمَنَا إكْثَارَهَا أَفْسَدَا الْحُبَّا ج : أَسْلاَفٌ قال كُرَاعٌ : السِّلْفَتَانِ بالكَسْرِ : الْمَرْأَتَانِ تَحْتَ الأَخَوَيْنِ أَو خَاصٌّ بِالرِّجَالِ وليس في النِّسَاءِ سِلْفَةٌ وهذا قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابِيُّ نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه . وسِلْفَةُ بالْكَسْرِ وسِلَفَةُ كَعِنَبَةٍ : مِن أَعْلاَمِهِنَّ كما في العُبَاب
سِلْفَةُ : جَدُّ جَدُّ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبي طاهرٍ محمدِ هكذا في النُّسَخِ والصَّوابُ : أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدِ بن محمدِ بن إبراهِيمَ السِّلْفِيِّ واخْتُلِفَ في هذه النِّسْبَةِ فقيل : إِن سِلْفَةَ مُعَرَّبُ سَهْ لَبَهْ أَي : ذُو ثَلاَثِ شِفَاهٍ لأَنَّهُ كَانَ مَشْقُوقَ الشَّفَةِ هكذا ذكَره الكَرْمانِيُّ فِي دِيبَاجَةِ شرح البُخَارِيِّ والحافِظُ أبو المُظَفَّرِ منصورُ بنُ سُلَيْمٍ الإسْكَنْدَرِيُّ في تاريخ الإسْكَنْدرية والزرْكَشِيُّ في حاشيةِ عُلُومِ الحديثِ لابْنِ الصلاحِ والنوَوِيُّ في بُسْتَانِ العارفين
وقيل : إنه مَنْسُوبٌ إلى بُطَيْنٍ من حِمْيَرَ يُقَال لهم : بنو السِّلَفِ وهكذا شَافَهَ به الإمَامَ النسابةَ ابنَ الجَوّانِيِّ حين اجْتَمَع به في الإسْكَنْدَرِيةِ وقرأْتُ في المُقَدِّمةِ الفاضِلِيِّةِ تَأْليف النسَّابةِ المَذْكور ما نَصُّهُ : وأَمَّا سَعْدُ بنُ حِمْيَرَ فمنه النَّسَبُ نَسَبُ السِّلَفِ البَطْنِ المَشْهُورِ وإليه يَرْجِعُ كُلُّ سِلَفِيٍّ هكذا ضَبَطَه بكَسْرٍ ففَتْحٍ
قلتُ : ويُؤَيِّد ذلك أَيضاً ما قرأْتُه بخَطِّ يوسفَ بنِ شَاهِين سِبْطِ الحافظِ علَى هامشِ كتابِ التَّبْصِيرِ لجَدِّه ما نَصُّه : ورأَيتُ في تَعْلِيقٍ كبيرٍ بخَطِّ السِّلَفِيِّ ما نَصُّهُ : بنو سِلَفَةَ سَلَفِي أي عَمِّي وجَدُّ أَبي محمدِ بنِ إبراهيم وعَمُّ أَبي الفَضلِ وهم بَنُو سِلَفَةَ بنِ دَاودَ بنِ مُصَرِّفٍ فتَأَمَّلْ ذلك
وأَمَّا ما في فِهْرِسْتِ أبي محمدٍ عبدِ اللهِ بنِ حَوْطِ اللهِ أَنَّه مَنْسُوبٌ إلى قَرْيَةٍ مِن قُرَى أصْبَهَان اسْمُهَا سِلَفَة فغَلَطٌ والصَّوابُ ما ذكَرْنا
وكذا قَوْلُ الزَّرْكَشِيِّ : فلُقِّبَ بالفَارِسِيَّةِ شِلَفه بكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ وفَتْحِ الْلامِ ثم عُرِّبَ فإنَّه خَطَأٌ والصَّوابُ لُقِّبَ بالفَارِسيَّةِ سَهْ لَبَهْ هكذا قَالُوه وعنْدِي في تَعْرِيبِ الباءِ المُوَحَّدَةِ فَاءً تَوَقُّفٌ فإنَّهُمْ لا يحْتَاجُون إلى التَّعْرِيبِ إلاَّ إذا كان الحَرْفُ ثَقِيلاً علَى لِسَانِهِم غيرَ وارِدٍ علَى مَخَارِجِ حُرُوفِهم ولَبْ بمعنى الشَّفْةِ بِالفَارِسِيَّةِ بالباءِ المُوَحَّدةِ اتِّفَاقاً فهي لا تُعَرَّبُ بل تَبْقَى علَى حَالِها ومِثْلُ ذلك بَاذِق فإنَّه لمَّا كانت الباءُ عَربِيَّةً أبْقَوْها علَى حَالِهَا
ثم إن في كلامِ المُصَنِّفِ نَظَراً مِن وُجُوهٍ : أولا : فإنَّ سِيَاقَهُ يقْتَضِي أن يكونَ جَدُّ جَدِّهِ سِلْفَةَ بالكَسْرِ وليس كذلك بل هو كعِنَبَةٍ كما هو ظاهرٌ
وثانيا : قَوْلُه : جَدُّ جَدِّهِ يدُلَّ على أَنَّه اسْمٌ له وليس كذلك بل هو لَقَبٌ له واسْمُه إبراهيم كما يدُلُّ له كلامُه فيما بَعْدُ . وثالثا : فإِنَّ إقْتِصَارَهُ علَى جَدِّ جَدِّ أبي طاهرٍ مِمَّا يُوهِمُ أنه فَرْدٌ وهو أيضاً مُقْتَنَضى كلامِ الذَّهَبِيِّ وغيرِه قال الحافِظُ : وقد نَسَبَ بعضُ المُحَدِّثين أبا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلاَنِيَّ كذلك ؛ لأَنَّ اسْمَ جَدِّه سِلَفَةٌ فتَأَمَّلْ
والسُّلْفُ بِالضَّمِّ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ وهو خَطَأٌ . والصَّوابُ - علَى ما في الصِّحاحِ . والعُبَابِ واللِّسَانِ وبعضِ نُسَخِ هذا الكتابِ أَيضاً - : المُسْلِفُ : الْمَرْأَةُ بَلَغَتْ خَمْساً وأَرْبَعِينَ سَنَةً ونحوَها وهو وَصْفٌ خُصَّ به الإناثُ قَالَهُ الجَوْهَرِيُّ وقال غيرُه : المُسْلِفُ مِن النِّسَاءِ : النَّصَفُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للشاعرِ :
فيها ثَلاَثٌ كَالدُّمَى ... وكاعبٌ ومُسْلِفُ قال الصَّاغَانِيُّ : الشِّعْرُ لُعَمَر بنِ أَبي رَبيعَةَ والرِّوايَةُ ( : إِلى ثَلاَثٍ كالدُّمَى وأَوَّلُه ) :هَاجَ فُؤَادِي مَوْقِفُ ... ذَكَّرَنِي مَا أعْرِفُ
مَمْشَايَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ... والشوْقُ مِمَّا يَشْعَفُ ( إلى ثَلاثٍ... ) إلى آخِرِهِ . والتَّسْلِيفُ : أَكْلُ السُّلْفَةِ وهي اللُّهْنَةُ المُعَجَّلَةُ للضَّيْفِ قَبْلَ الغَدَاءِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ يُقَال : سَلِّفُوا ضَيْفَكُم
التَّسْلِيفُ أيضاً : التَّقْدِيمُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ
التَّسْلِيفُ أَيضاً : الإِسْلاَفُ يُقَال : سَلَّفْتُ في الطَّعَامِ تَسْلِيفاً مِثْلُ أَسْلَفْتُ ومنه الحديث : ( مَنْ سَلَّفَ فَلْيُسَلِّفْ في كَيْلٍ مَعْلُومٍ وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ إِلى أجَلٍ مَعْلُومٍ ) أراد : من قَدَّمَ مَالاً ودَفَعَهُ إِلى رَجُلٍ في سِلْعَةٍ' مَضْمونَةٍ يُقَال : سَلَّفْتُ وأَسْلَفْتُ وأَسْلَمْتُ بمَعْنىً واحد والاسْمُ من كُلٍّ منها : السَّلَفُ والسَّلَمُ
قال ابنُ عَبَّادٍ : سَالَفَهُ في الأَرْضِ مُسَالَفَةً : ( سَايَرَهُ فيها مُسَايَرَةً
وقال : وأَيضاً : سَاوَاهُ في الأَمْرِ
قال : وسَالَفَ الْبَعِيرُ : تَقَدَّمَ فهو مُسَالِفٌ
وتَسَلَّفَ منه كذا : اقْتَرَضَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ومنه السَّلَفُ في الشَّيْءِ أَيْضاً وفي بعض النُّسَخ : ومنه السَّلَفُ في السَّيْرِ أَيضاً وهو نَصُّ العُبَابِ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : السَّالِفُ : الْمُتَقَدِّمُ
والسَّلَفُ والسَّلِيفُ والسُّلْفَةُ : الجَمَاعَةُ المُتَقَدِّمون
وجَمْعُ سَلِيفٍ : سُلُفٌ بضَمَّتَيْن ومنه قِرَاءَةُ يَحيى بنِ وَثَّابٍ : ( فَجَعَلْنَاهُمْ سُلُفاً ) قال الفَرّاءُ : وزَعَمَ القاسِمُ أَنَّهُ سَمِعَ وَاحِدَهَا سَلِيفاً
وسالِفٌ وسَلَفٌ مِثْلُ خَالِفٍ وخَلَفٍ
والسَّلَفُ : القومُ المُتَقَدِّمون في السِّيْرِ ومنه قَوْلُ قَيسِ بنِ الخَطِيمِ :
لَوْ عَرَّجُوا سَاعَةً نُسَائِلُهُمْ ... رَيْثَ يٌضَحِّى جِمَالَهُ السَّلَفُ وأَسْلَفَهُ مَالاً وسَلَّفَهُ : أَقْرَضَهُ قال الشاعرُ :
" تُسَلِّفُ الْجَارَ شِرْباً وهْي حَائِمَةٌوالْمَاءُ لَزْنٌ بَكِيءُ العَيْنِ مُقْتَسَمُ واسْتَسْلَفْتُ منه دَرَاهِمَ فأَسْلَفَنِي : مِثْلُ تَسَلَّفْتُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ومنه : ( أَّنَّه اسْتَسْلَفَ من أَعْرَابِيٍّ بَكْراً ) : أَي اسْتَقْرَضَ
وجاءَني سَلفٌ مِن النَّاسِ : أَي جَماعَةٌ
والسُّلافُ والسُّلافةُ من كلِّ شَيْءٍ : خَالِصُةُ
والسُّلْفَهُ بِالضَّمِّ : غُرْلَةُ الصَّبِيِّ نَقَلَهُ اللَّيْثُ ورَوْضُ مَسْلُوفٌ : مُسَوىٍّ وبه سَمَّي المُصَنِّفُ كتابَه فيما له اسْمَانِ إِلَى أُلُوف بالرَّوْضِ المَسْلُوف وقد يُحِيل عليه أَحْياناً في هذا الكتاب ولذا احْتجْنَا إلَى ذِكْرِه
والسَّلائِفُ مِن النِّسَاءِ كالأَسْلافِ من الرَّجَالِ ومن أَمْثاَلِهِم : ( مَرْكَبُ الضَّرائرِ سَارَ ومَرْكَبُ السَّلائِفِ غَارَ )
والسُّلَفُ كصُرَدٍ : فَرْخُ الْقَطَا . عن كُرَاعٍ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الشاعرِ
كَأَنَّ فَدَاءهَا إذْ حَرَّدُوهُ ... وطَافُوا حَوْلَهم سُلَفٌ يَتِيمُ والسُّلْفُ بِالضَّمِّ : ضًرْبٌ مِن الطَّيْرِ ولم يُعَيَّنْ
وسَلَفَ لِلْقَوِْم : مِثْلُ سَلَّفَهم
والسُّلْفَةُ بِالضَّمِّ : ما تَدَّخِرُه المَرْأَةُ لِتُتْحِفَ به من زًارًهًا
والسَّلَفُ مُحَرَّكةُ : الفَحْلُ عن ابنٍ الأَعْرَابِيِّ وأَنْشَدَ :
لَهَا سَلَفٌ يَعُوذُ بِكُلُّ رِيعٍ ... حَمَى الْحَوْزَاتِ واشْتَهَرَ الإِفَالاَ حَمَى الْحَوْزَاتِ : أَي حَمَى حَوْاَزتِهِ أَي : لا يَدْنُو منها فَحْلٌ سِواهُ واشْتَهَرَ الإفَالاَ : جاءَ بها تُشْبِهُه يعْنِي بالإفَالِ : صِغارَ الإِبِلِ . والسَّلِيفُ كأَمِيرٍ : الطَّرِيقُ
لَفَّه يَلُفُّه لَفَّاً : ضِدُّ نَشَرَه كَلَفَّفَه قالَ الجوهريُّ : شُدِّدَ للمُبالَغَةِ . ولَفَّ الكَتِيبَتَيْنِ يَلُفُّهُما لَفَّاً : خَلَطَ بيْنَهُما بالحَرْبِ وهو مجازٌ وأَنشدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
ولكَمْ لَفَفْتُ كَتِيبَةً بكَتِيبَةٍ ... ولكَمْ كَمِيٍّ قد تَرَكْتُ مُعَفَّرَا ولَفَّ فُلاناً حَقَّه يَلُفُّه لَفاً : مَنَعَه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . وقالَ أَبو عُبَيْدٍ في تفسيرِ حديثِ أُمِّ زَرْعٍ : زَوْجي إِنْ أَكَلَ لَفَّ اللَّفُّ في الأَكْلِ : إذا أَكْثَرَ مِنْه مُخَلِّطاً من صُنُوفِه مُسْتَقْصِياً لا يُبْقِي منه شَيْئاً . أَو مَعْنَى لَفَّ : قَبَّحَ فِيه . ولَفَّ الشيءَ بالشيءِ : إِذا ضَمَّه إِلَيْه وجَمَعَه ووَصَلَه بهِ . واللِّفافَةُ بالكسرِ : ما يُلَفُّ بهِ على الرِّجْلِ وغَيْرِها ج : لَفائِفُ نَقَله الجَوْهريُّ يُقال : لَبسَ الخُفَّ باللِّفافَة . قال : وقولُهم : جاءُوا ومَنْ لَفَّ لِفَّهُم بالكسرِ والفتْحِ واقتصرَ الجَوهَرِيُّ على الكَسْرِ وجَمَع بَيْنَهُما ابنُ سِيدَه قال : وإِن شِئتَ رَفَعْتَ والقَولُ فيه كالقَوْلِ في : " ومَنْ أَخَذَ إِخْذَهُم وأَخْذَهُم " قال الصاغانيُّ : وأَجازَ أَبو عَمْرٍو فتَحَ اللامِ أو يُثَلَّثُ . قلتُ : والضمُّ غَرِيبٌ : أي منْ عُدَّ فِيهم وتَأَشَّبَ إِليهم قال الأَعْش :
وقد مَلأَتْ بَكْرٌ ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... نُباكاً فقَوّاً فالرَّجَا فالنَّواعِصَا وأَنْشَدَ ابنُ دُرَيْدِ :
سَيَكْفيكُمُ أَوْداً ومَنْ لَفَّ لِفَّها ... فَوارسُ منْ جَرْمِ بن رَبّانَ كالأَسْدِ
وقالَ المُفَضَّلُ الضَّبِّيُّ : اللِّفُّ بالكَسْرِ : الصِّنْفُ من النّاس من خَيْرٍ أَو شَرٍّ . واللِّفُّ : الحزْبُ والطّائفَةُ يُقال : كانَ بَنُو فُلانٍ لِفّاً وبَنُو فُلانِ لقَوْمِ آخَرينَ لِفّاً : إِذا تَحَزَّبُوا حزْبين وفي حديث نابلٍ : سافَرْتُ مع مَولايَ عُثمانَ وعُمرَ في حَجٍّ أَو عُمرَةٍ فكانَ عُمرُ وعُثْمانُ وابنُ عُمَرَ لِفّاً وكنتُ أَنا وابن الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنا لِفّاً فكُنّا نَتَرامَى بالحَنْظَلِ فما يَزِيدُنا عُمَرُ على أَن يَقُولَ : كذاك لا تَذْعَرُوا عَلَيْنا إِبِلَنا . واللِّفُّ : القَوْمُ المُجْتَمِعُونَ في موضعٍ ج : لُفُوفٌ وألْفافٌ قال أَبو قِلابَةَ :
" إِذْ عارَت النَّبْلُ والْتَفَّ اللُّغٌوفُ وإِذْسَلُّوا السُّيُوفَ عُراةً بَعْدَ إِشْحانِ وقال اللَّيْثُ : اللِّفُّ : ما يُلَفُّ من هاهُنا وهاهُنا : أَي يُجْمَعُ كما يُلَفِّفُ الرَّجُلُ شُهُودَ الزُّورِ . قال : واللِّفُّ : الرَّوْضَةُ المُلْتَفَّةُ النَّباتِ وكذلك البُستانُ المجْتَمِعُ الشَّجَرِ . ويُقال : جاءُوا بِلِفِّهِم ولَفِيفِهِمْ : أَي أَخْلاطِهِم واللَّفِيفُ : ما اجْتَمَعَ من النّاسِ من قَبائِلَ شَتَّى . ويُقال للقَوْمِ إِذا اخْتَلَفُوا : لِفٌّ ولَفِيفٌ . وحَدِيقَةٌ لِفٌّ ولِفَّةٌ بكسرِهِما ويُفْتَحانِ : أَي مُلْتَفَّة الأَشْجارِ والأَلْفافُ : الأَشْجارُ المُلْتَفَّةُ بعضُها ببعضٍ وقال الزَّجاجُ في قولهِ تعالى : " وجَنّاتٍ أَلْفافاً " أَي وبَساتِينَ مُلْتَفَّة واحِدُها لِفٌّ بالكَسْرِ والفتحِ ونَظِيرُ المكسورِ عدٌّ وأَعْدادٌ أَو واحِدُها بالضَّمِّ التي هي جَمْعُ لَفّاءُ قال أَبو العَبّاس : لم نَسْمَعْ شجرةٌ لَفَّةٌ لكن واحدُها لَفّاءُ وجَمْعُها لُفُّ فيكونُ الألْفافُ جج أَي جمع الجمع وقَدْ لَفَّتْ لَفّاً وقال أَبو إِسْحاقَ : هو جمعُ لَفِيفٍ كنَصِيرٍ وأَنصارٍ . وقوله تعالى : " جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً " أَي مُجْتَمِعِينَ مُخْتَلِطِينَ كما في الصِّحاحِ وقال أَبو عَمْرٍو : اللَّفِيفُ : الجمعُ العَظيمُ من أَخْلاطِ شَتَّى فيهم الشريفُ والدَّنِيءُ والمُطِيعُ والعاصِي والقَوِيُّ والضَّعِيفُ ومَعْنَى الآية : أَي أَتَيْنا بِكُم من كُلِّ قَبِيلَةٍ . وقال شيخُنا : اللَّفِيفُ : جَماعةٌ انْضَمَّ بعضُهم إلى بعضٍ من لَفَّهُ : إِذا طَواهُ قيل : هو اسمُ جَمْعٍ كالجَمِيعِ لا واحِدَ له ويَرِدُ مصْدَراً يُقال : لَفَّ لَفّاً ولَفِيفاً . وطَعامٌ لَفِيفٌ : مَخْلُوطٌ من جِنْسَيْنِ فصاعِداً نقله الجوهريُّ . وقولُ الجوهريِّ : فُلانٌ لَفِيفُه : أَي صَدِيقه غَلطٌ والصَّوابُ : لَغِيفُه بالغَيْنِ نَبَّه عليه الصاغانيُّ في التَّكْمِلَةِ . واللَّفِيفُ في بابِ الصَّرْفِ على نوعِين : مقْرُونٌ وهو : ما اقْتَرَنَ فيه حَرْفَا العِلَّةِ كطَوَى يَطْوِي طَيَّاً ومَفْرُوقٌ وهو : أَنْ يَكُونَ بَيْنَ الحَرفْين حَرْفٌ آخَرُ كوَعَى يَعِي وعَيْاً ؛ لاجْتِماعِ المُعْتَلَّيْنِ في ثُلاثِيِّةِ . وقال اللَّيْثُ : اللَّفِيفُ من الكلامِ : كلُّ كلمَةٍ فيها مُعْتَلاّنِ أَو مُعْتَلٌّ ومُضاعَفٌ . واللَّفِيفَةُ بهاءٍ : لَحْمُ المَتْنِ تحتَ العَقَبِ من البَعِيرِ ووقعَ في التَّكْمِلَةِ الذّي تَحْتَهُ العَقَبُ . وقال اللَّيْثُ : المِلَفُّ كمِقَصٍّ : لِحافٌ يُلْتَفُّ بهِ والفتحُ عامِّيّة . ورَجُلٌ ألَفٌّ بَيِّنُ اللَّفَفِ : عَيِيٌّ بَطِئُ الكلامِ إِذا تَكَلَّمَ مَلأَ لِسانُه فَمَهُ قال الكَمَيْتُ :
ولايَةُ سِلِّغْدِ أَلَفَّ كأَنَّهُ ... من الرَّهَقِ المَخْلُوطِ بالنَّوْكِ أَثْوَلُ نقله الجوهريُّ . وقال : والألَفُّ أيضاً : الثَّقِيلُ البَطِيءُ قال زُهَيْرٌ :
مَخُوفٌ بَأْسُه يَكْلاكَ مِنْهُ ... قَوِيٌّ لا أَلَفُّ ولا سَؤُومُ والأَلَفُّ : المَقْرُونُ الحاجبَيْن نَقَله الصاغانيُّ . والامْرَأَةُ اللَّفّاءُ : الضَّخْمَةُ الفَخِذَيْنِ المُكْتَنزَةُ كما في الصحاحِ وقال غيره : امْرَأَةٌ لَفّاءُ : مُلْتَفَّةُ الفَخْذَيْنِ واللَّفّاءُ : الفَخِذُ الضَّخْمَةُ قال الجَوْهَرِيُّ : فَخِذانِ لَفّاوانِ قال الحكمُ بن مَعْمَرٍ الخُضْرِيُّ :تَساهَمَ ثَوْباهَا ففِي الدِّرْعِ رَأْدَةٌ ... وفي المِرْطِ لَفّاوانِ رِدْفُهُما عَبْلُ وقال ابنُ الأَثيرِ : تَدانِي الفَخْذَيْنِ من السِّمَنِ قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وهو عَيْبٌ في الرّجُلِ مَدْحٌ في المَرْأَةِ . واللَّفّاءُ من الرِّياضِ : الأَغْصانُ المُلْتَفَّةُ يُقال : شَجَرةٌ لَفّاءُ . وحَدِيقةٌ لَفَّةٌ : أَي مُلْتَفَّةُ الأغصانِ . والأَلَفُّ : عِرْقٌ يَكُون في وَظِيفِ اليَدِ بَيْنَه وبَيْنَ العُجايَةِ في باطِن الوَظِيفِ قال :
" يا رِيَّها إِنْ لَمْ تَخْنِّي كَفِّي
" أَو يَنْقَطِعْ عِرْقٌ مِنَ الأَلفِّ وقال الأَصمَعِيُّ : الأَلَفُّ المَوْضِعُ الكَثِيرُ الأَهْلِ قال ساعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ :
ومُقامِهِنَّ إِذا حُبِسْنَ بمَأْزِمٍ ... ضَيْقٍ أَلَفَّ وَصَدَّهُنَّ الأَخْشَبُ نقله الجَوْهَريُّ . وقال السُّكَّرِيُّ في شرح الدّيوانِ : مَكَانٌ ألَفُّ : أَي مُلْتَفٌّ وبه فَسَّرَ البَيْتَ . والأَلَفُّ : الرَّجُلُ الثَّقِيلُ اللِّسانِ عن الأَصْمَعِيِّ . وقال أَبو زَيْدٍ : هو العَيِيُّ بالأُمورِ ولا يَخْفَى أَنّ هذا قد تَقَدَّم للمصَنِّفِ بعينه فهو تَكْرارٌ . وقال ابن الأعرابيِّ : اللَّفَفُ مُحَرَّكَةً : أَنْ يَلْتَوِيَ عِرٍقٌ في ساعِدِ العامِل فيُعَطِّلَه عنِ العَمَلِ . وأَنْشَدَ :
" الدَّلْوُ دَلْوِي إِنْ نَجَتْ من اللَّجَفْ
" وإِنْ نَجَا صاحِبُها من اللَّفَفْ وقالَ المُفَضَّل الضَّبِّيُّ : اللُّفُّ بالضَّمِّ : الشوابل من الجَوارِي وهُنَّ السِّمانُ الطِّوالُ كذا في التّهْذِيبِ . واللُّفُّ : جَمْعُ اللَّفاءِ وهي الضَّخْمَةُ الفَخِذَيْنِ وأَنشَدَ ابنُ فارِسِ :
عِراضُ القَطَا مُلْتَفَّةٌ رَبَلاتُها ... وما اللُّفُّ أَفْخاذاً بتارِكَهِ عَقْلاَ واللُّفُّ أيضاً : جَمْعُ الأَلَفِّ بالمَعانِي التي تَقَدَّمَتْ . ولَفْلَفٌ : ع بَيْنَ تَيْماءَ وجَبَلَىْ طَيِّيءٍ قالَ القَتّالُ :
عَفَا لَفْلَفٌ من أَهْلِه فالمُضَيَّحُ ... فلَيْسَ بهِ إلا الثَّعالِبُ تَضْبَحُ وقال ابنُ دُريدٍ : رجُلٌ لَفْلَفٌ . ولَفْلافٌ : أَي ضَعِيفٌ . وقال اللَّيْثُ : أَلَفَّ الطّائِرُ رَأْسِه فهو مُلِفٌّ : جَعَله تحتَ جَناحَيْهِ . قال : وأَلَفَّ فُلانٌ : أَي يَعْنِي رَأْسَه : جَعَله في جُبَّتِهِ قال أُمَيَّةُ بنُ أَبِي الصَّلْتِ يَذْكُرُ المَلائِكَةَ :
ومِنْهُم مُلِفٌّ في جَناحَيْهِ رَأسَه ... يَكادُ لذِكْرَى رَبِّه يَتَفَصَّدُ ويُقال : هُنا تَلافِيفُ مِنْ عُشْبٍ : أَي نَباتٌ مًلْتَفٌّ لا واحِدَ له . والشَّيءُ المُلَفَّفُ في البِجادِ في قَوْلِ أَبِي المُهَوِّسِ كمُحَدِّثٍ الأَسَدِيِّ :
إذا ما ماتَ مَيْتٌ مِنْ تَمِيمٍ ... وسَرَّكَ أَن يَعِيشَ فجِئْ بِزادِ
بخُبْزٍ أَو بَتَمْرٍ أَو بِلَحْمٍ ... أَو الشّيْءِ المُلَفَّفِ في البِجادِ
تَراهُ يُطَوِّفُ الآفاقَ حِرْصاً ... ليَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمانَ بنِ عادِ وطَبُ اللَّبَنِ قال ابنُ بَرِّيٍّ يقال : إِنّ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ لأَبِي المُهَوِّسِ الأَسَدِيّ ويُقالُ : إِنّهما ليَزِيدَ بنِ عَمْرِو بنِ الصَّعِقِ قال : وهو الصَّحِيحُ ومثله في حَلْيِ النَّواهِد للصَّلاحِ الصَّفَدِيِّ وإِنشادُ الجَوْهَريِّ :
" بخُبْزٍ أَو بسَمْنٍ أَو بَتَمْرٍمُخْتَلٌّ وقولً الشّيخِ عليٍّ المَقْدِسِيِّ في حَواشِيه : إِنّ الجَوْهَرِيَّ أَنشَدَه كالمُصَنِّفِ فلا أَدرِي وَجْه اخْتِلالِه ما هو إِلا غَفْلَةٌ ظاهِرَةٌ وسهوٌ واضِحٌ لمن تأَمَّلَه وفي حَدِيثِ معاوِيَةَ رِضي اللهُ عنه أَنّه مازَحَ الأَحْنَفَ بنَ قَيْس فما رُئِي مازِحانِ أَوْقَرَ مِنْهُما قال له : يا أَحْنَفُ . ما الشيءُ المُلَفّفُ في البِجادِ ؟ فقالَ : هو السَّخِينَةُ يا أَمير المُؤَمِنينَ ذهبَ مُعاوِيَةُ رضي الله عنه إلى قَوْلِ أَبي المُهَرِّسِ والأَحْنَفُ إلى السَّخِينَةِ التي كانتْ تُعَيَّرُ بها قُرَيْش وهي شَيْءٌ يُعْمَلٌُ من دَقيقٍ وسَمْنٍ ؛ لأَنَّهُم كانُوا يُولَعُونَ بِها حتّى جَرَتْ مَجْرَى النَّبْزِ لَهُم وهي دُونَ العَصِيدَةِ في الرِّقَّةِ وفوقَ الحَسَاءِ وكانُوا يَأْكُلُونَها في شِدَّةِ الدَّهْرِ وغَلاءِ السِّعْرِ وعَجَفِِ المالِ قالَ كَعْلبُ بنُ مالِكٍ رضيَ اللهُ عنه :
زَعَمَتْ سَخِينَةُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلاّبِ وقالَ ابنُ الأعرابِيِّ : لَفْلَفَ الرّجُلُ : إذا اسْتَقْصَى الأَكْلَ والعَلَفَ الرّجُلُ : إذا اسْتَقْصَى الأَكْلَ والعَلَف . وقالَ في موضعٍ آخر : لَفْلَفَ البَعِيرُ : إِذا اضْطَرَبَ ساعِدُه مِن الْتِواءِ عِرْقٍ فيه وكذلِكَ الرَّجُلُ وهو المَّفَفُ . والتَفَّ في ثَوْبِه وتَلَفَّفَ في ثَوْبِه بمعنىً واحدٍ
ومما يُستدرك عليه : رَجَلٌ أَلَفُّ : ثَقِيلٌ فَدْمٌ . وجَمْعٌ لَفِيفٌ : مُجْتَمِعٌ مُلْتَفٌّ من كُلِّ مَكانِ قالَ ساعِدَةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
فالدَّهْرُ لا يَبْقَى على حَدَثانِه ... أَنَسٌ لَفِيفٌ ذُو طَوائِفَ حَوْشَبُ وجاءَ القَوْمُ بلَفَّتِهِم : أَي بجَماعَتِهِمْ . وجاءُوا أَلْفافاً : طَوائِفَ
والْتَفَّ الشَّيْءُ : تجَمَّعَ وتَكاثَفَ وقد لَفَّه لَفّاً . ويُقال : الْتَفُّوا علَيْه وتَلَفَّفُوا : إِذا تَجَمَّعُوا . وهو يَتَلَفَّفُ له على حَنَقٍ وهو مَجازٌ . واللَّفِيفُ : الكَثِيرُ من الشَّجَرِ يَجْتَمِعُ في موضِعٍ ويَلْتَفُّ . والْتَفَّ الشَّجَرُ بالمَكانِ : كَثُرَ وتَضايَقَ قالَه أَبو حَنِيفَةَ . واللَّفَفُ في الأَكْلِ : إِكثْارٌ وتَخْلِيطٌ . وقال المَبَرِّدُ : اللَّفَفُ : إِدْخالُ حَرْف في حَرْفٍ . ولَفْلَفَ في ثَوْبِه كالْتَفَّ به . وفي حَدِيثِ أُمِّ زَرْعٍ : وإِنْ رَقَدَ الْتَفَّ أي : نامَ في ناحِيَةٍ ولم يُضاجِعْها وقالت امْرَأَةٌ لزَوْجِها : إِنَّ ضِجْعَتَكَ لا نْجِعاف وإِنّ شِمْلَتَك لالْتِفاف وإِنَّ شُرْبَكَ لاشْتِفاف وإِنَّك لتَشْبَعُ ليلَةَ تُضاف وتَأْمَنُ ليلَةَ تَخاف . وقال الأَزْهَرِيُّ في ترْجَمة عمت يُقالُ : فُلانٌ يَعْمِتُ أَقْرانَه : إِذا كانَ يَقْهَرُهُم ويَلُفُّهم يُقالُ ذلِكَ في الحَربِ وجَوْدَةِ الرَّأْيِ والعِلْمِ بأَمْرِ العَدُوِّ إِثْخانِه قال الهُذَلِيُّ :
يَلُفُّ طَوائِفَ الفُرْسا ... نِ وهْوَ بِلَفِّهمْ أَرِبُ وقوله تعالى : " والْتَفَّتِ السّاقُ بالسّاقِ " قيل : إِنّه اتّصالُ شِدَّةِ الدُّنْيا بِشدَّةِ الآخرةِ والمَيِّتُ يُلَفُّ في أَكْفانِه : إذا أُدْرِجَ فِيها . واللَّفِيفُ : حَيٌّ من اليَمَنِ . واللَّفَفُ : ما لَفُّوا من هُنا ومن هُنا . وقالَ أَبو عَمْرٍو : اللَّفُوفُ من الغَنَم : التي يَذْبَحُها صاحِبُها وكانَ يَرَى أَنّها لا تُنْقِي فأَصابَها مُنْقِيَةً كما في العُباب . ورَجُلٌ مُلَفَّفٌ : عَيِيٌّ . وبِلِسانِه لَفْلَفَةٌ . والتَفَّت اللُّفُوفُ . ومن المَجازِ : الْتَفَّ وَجْهُ الغُلامِ وغُلامٌ مُلْتَفُّ الوَجْهِ : اتَّصَلَتْ لِحْيَتُه . وأَرْسَلْتُ الصَّقْرَ على الصَّيْدِ فَلافَّةُ : إِذا التَفَّ عليه وجعَلَه تَحْتَ رِجْلَيْه . وما تَصافُّوا حتَّى تَلافُّوا . ولافَفْناهُم . وطارَتْ لَفائِفُ النَّباتِ وهي قِشْرُه . وهَمٌّ يُذِيبُ لَفائفَ القُلُوبِ : جمعُ لِفافَةٍ وهي شَحْمَةٌ تَلْتَفُّ على القَلْب كما في الأساسِ