سَلَكَ المَكانَ والطَّرِيقَ يسلُكُهُما سَلْكًا بالفَتْحِ وسُلُوكًا كقُعُود وسَلَكَه غَيرَهُ وفِيهِ . وأَسْلَكَه إِيّاهُ وفِيهِ وعَلَيهِ لُغَتان ومن الأَوّلِ قولُه تَعالَى : " كَذلِكَ سَلَكْناهُ في قُلُوبِ المُجْرِمِينَ " وقولُه تعالَى : " فَسَلَكَه يَنابِيعَ في الأَرْضِ " وقالَ عَدِيّ بنُ زَيْد :
وكُنْتُ لِزازَ خَصْمِكَ لَمْ أُعَردْ ... وهُم سَلَكُوكَ في أَمْرٍ عَصِيبِ ومن الثّانِيَةِ قولُ ساعِدَةَ بنِ العَجْلانِ :
وهُم مَنَعُوا الطَّرِيقَ وأَسْلَكُوهُم ... على شَمّاءَ مَهْواها بَعِيدُ قالَ أَبو عُبَيدٍ عن أَصحابه : سَلَكْتُه في المَكانِ وأَسْلَكْتُه بمَعْنىً واحدٍ . وقال ابنُ الأَعْرابِي : سَلَكْتُ الطَّرِيقَ وسَلَكْتُه غَيرِي قالَ ويَجُوزُ : أَسْلَكْتُه غَيرِي . وسَلَكَ يَدَهُ في الجَيبِ والسِّقاءِ ونَحوِهِما وأَسْلَكَها : أَدْخَلَها فِيه . والسِّلْكَةُ بالكَسرِ : الخَيطُ الذي يُخاطُ بهِ الثّوْب سِلْكٌ بحذفِ الهاءِ جمع الجَمْعِ أَسْلاكٌ وسُلُوكٌ
والسُّلْكَى بالضَّمِّ : الطَّعْنَةُ المُستَقِيمَةُ تِلْقاءَ الوَجْهِ قال امْرُؤُ القَيسِ :
نَطْعُنُهُم سُلْكَى ومَخْلُوجَةً ... كَرَّكَ لأمَيْنِ على نابِلِ ويروَى كَرَّ كَلامَيْنِ كما في الصِّحاحِ ورَوَى أَبو حاتِم لَفْتَكَ لأْمَينِ وقرأَتُ في كِتابِ لَيسَ لابْنِ خالَوَيْه : قَرَأتُ بخَطَ أبي حَنِيفَةَ عن اللَّيثِ قال : حَدَّثَني أبي : سَألْتُ رُؤْبَةَ بنَ العَجّاجِ عن قَوْلِ امْرئَ القَيسِ المَذْكُور فقالَ : حَدَّثَني أبي عن أَبِيهِ عن عَمَّتِه وكانَت في بني دارِمٍ قالَتْ : سأَلْنَا امْرَأَ القَيسِ عن هذا البيتِ فقال : مَرَرْتُ ببابِلَ برَجُلٍ يَبرِي السِّهامَ ويَرِيش وصاحِبُه يُناوِلُه لُؤامًا وظُهارًا فما رَأيت قَطُّ شَيئًا أَحْسَنَ منه فشَبَّهْتُ الطَّعْنَ بذلك فلذلِكَ قال أبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ : ما حَدَّثَناه ابنُ دُرَيْدٍ عن أبي حاتِمٍ عن الأَصْمَعِي : قال سئلَ أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ عن قَوْل امرئَ القَيسِ هذا فقال : ذَهَبَ من كانَ يُحْسِنُ تَفْسِيرَ هذا البَيتِ منذُ ثَلاثِينَ سَنَةً يجوزُ أَن يَكُونَ أَرادَ ما فَسَّرَه رُؤْبَةُ عن آبائِه قال ابنُ دُرَيْدٍ : وقد فَسَّرَه غيرُه فقال : من قَالَ : لَفْتَكَ لأْمَينِ أَرادَ الرِّيش الظُّهارَ واللُّؤَامَ ومن روى كَرَّكلامَيْنِ فقال : يُرِيدُ ارْمِ ارْمِ يُكَررُ الكَلامَ عليه وقال أَبو عُبَيدَةَ : سَأَلْتُ أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ عنه فقال : قد سَأَلْتُ عنه العَرَبَ فلم أَجِدْ أَحَدًا يَعْرِفُه هو من الكَلامِ الدّارِسِ وانْظُر بَقِيَّتَه في كِتابِ لَيس فإِنّه نَفِيسٌ . والسّلْكَى : الأَمْرُ المُستَقِيمُ يُقال : الرَّأي مَخْلُوجَةٌ ولَيس بسُلْكَى أي ليسَ بمُستَقِيمٍ وأَمْرُهُم سُلْكَى : على طَرِيقَةٍ واحِدَةٍ نقله ابنُ السِّكِّيتِ . والسُّلَكُ كصُرَدٍ : فَرِخُ القَطا أَو فَرخُ الحَجَلِ وهي سُلَكةٌ كصُرَدَةٍ وسِلْكانَةٌ بالكَسر وهي قَلِيلَةٌ سِلْكانٌ بالكسر كصُرَدٍ وصردانٍ وأنشَدَ اللّيثُ :
" تَضِلُّ به الكُدْرُ سِلْكانَها
وسُلَيكٌ كزُبَير : ابنُ عَمْرو أَو هو ابنُ هُدْبَةَ الغَطَفاني : صَحابِيٌ رضي اللّه تعالَى عنه يأْتيِ ذكره في حديث أبي هُرَيْرَةَ وجابِرٍ وأبي سَعِيدٍ وأَنَس بنِ مالِكٍ رضي اللَّهُ تَعالَى عَنْهُم . وسُلَيكُ بنُ يَثْرِبي بنِ سِنان بنِ عُمَيرِ بنِ الحارِثِ وهو مُقاعسُ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْب بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ بنِ تَمِيمِ بنِ سُلًكَةَ كهُمَزَةٍ وهي أُُّمه ولذا قِيلَ لَهُ : ابنُ السلَكَة : شاعِرٌ لِصٌّ فَتّاكٌ عَدَّاءٌ يُقال : أَعْدَى مِنْ سُلَيك ويُقالُ لَه : سُلَيكُ المَقانب وأَنْشَدَ الجوهري لأَنسِ بنِ مُدْرِكٍ :
لَخُطّابُ لَيلَى يالَ بُرثُنَ مِنْكُمُ ... على الهَوْلِ أَمْضَى مِنْ سُلَيك المَقانِب وأَخْبارُه مَشْهُورَةٌ نَقَلَ بعضَها الشَّرِيشيُ في شَرحِ المَقاماتِ والثَّعالِبِيُ في المُضافِ . وسُلَيكٌ العُقَيلِيُ وشَقِيقُ بنُ سُلَيك الأَزْدِيُّ : شاعرانِ كما في العُباب . وسُليكُ بنُ مسحَلٍ يَروي عن ابنِ عُمَر وعنه أَبُو مالِكٍ سَعْدُ بنُ طارِقٍ وفي كتاب ابن حِبّان : سُلَيمُ بنُ مِسحَل بالميم ؛ لأَنه ذَكَره في عِدادِهِم فتأَمّلْ ذلك . والأَغَرّ بنُ حَنْظَلَةَ بنِ سُليكٍ السُّلَيكِي : تابِعِيّان هكذا في سائر النّسَخِ وِالصواب كما في كتاب الثِّقاتِ الأغَرُّ بنُ سُليكٍ الكُوفِيُ وهو الذي يُقالُ له : أَغَرُّ بني حَنْظَلَةَ يَروِي المَراسِيلَ ورَوَى عنه سِماكُ بنُ حَربٍ فتأَمّلْ ذلك . والمُسَلَّكُ كمُعَظّمٍ : النَّحِيفُ يُقال : رجلٌ مُسَلَّكٌ : أي نَحِيفُ الجِسمِ وكذلك فَرَسٌ مُسَلَّكٌ عن ابنِ دُرَيْدٍ . والسَّلَكُوتُ كجَبَرُوتٍ : طائِرٌ . والمسلَكَةُ كمَقْعَدَة : طُرَّةٌ تُشَقُّ من ناحِيَةِ الثَّوْبِ سُمِّيت به لامْتِدادِها وهي كالسِّلْكِ . وقالَ ابنُ عَبّاد : السِّلْكُ بالكَسرِ : أَوَّلُ ما تَتَفَطَّرُ به النّاقَةُ ثمّ بعدَه اللِّبَأ . قال الصّاغانيُ : والتَّركِيبُ يَدُلُّ على نَفاذِ شَيءٍ في شَيء . وقد شَذٌ عن هذا التَّركِيبِ السّلَكَةُ : الأنْثَى من وَلَد الحَجَلِ
ومما يستدرك عليه : الانْسِلاكُ : مُطاوِعُ سَلَكَه فيهِ أي : أَدْخَلَه . وأَنْشَدَ الجوهري لزُهَيرٍ :
" تَعَلَّمَنْ ها لَعَمْرُ اللَّهِ ذَا قَسَمًاواقْصِدْ بذَرْعِكَ وانْظُر أَيْنَ تَنْسَلِكُ والمَسلَكُ : الطَّرِيقُ والجَمْعُ المَسالِكُ . وقولُ قَيسِ بنِ عَيزارَةَ :
غَداةَ تَنادَوْا ثُمَّ قامُوا فأَجْمَعُوا ... بِقَتْليَ سُلْكَى لَيسَ فِيها تَنازُعُ فإِنه أرادَ عَزِيمَةً قَويَّةً لا تَنازُعَ فيها . وأَبو نائِلَةَ سِلْكانُ بنُ سَلامَةَ بنِ وَقْشٍ الأَشْهَلي : صحابِي اسمُه سَعْدٌ وهو أَخو كَعْبِ بن الأَشْرَفِ من الرَّضاعِ . وسِلْكانُ بن مالِكٍ ممنْ دَخَلَ مِصْرَ من الصَّحابَةِ اسْتَدْرَكَه ابنُ الدَّبّاغِ . وقالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه لمُسًلّكُ الذَّكَرِ ومُسَمْلَكُ الذَّكَرِ : إِذا كانَ حَدِيدَ الرَأسِ . وسَلَّكَه تسلِيكاً : أَسْلَكَه . وسَلَكَى كجَمَزَى : قَريَةٌ بمِصْرَ في الغَربيَّةِ وقد دَخَلْتُها . ومن المَجازِ : خُذْ في مَسالِكِ الحَقِّ . وهذا الكلامُ رَقِيقُ السِّلْكِ خَفِي المَسلَكِ
" سَيِجٌ ككَتِفٍ : د بالشِّحْر " في ساحِل اليَمَن
والسِّيَاج " ككتاب : الحَائطُ " ظاهِرُه أنه يائي العين وهو صنيع الجوهري وابن منظور . وصرّح الفيومي بأن ياءه عن واو كصِيام . وكذا أبو حيان وأكثر أئمة النحو على أنه واوي العين . ففي المصباح السّاج " و " السيِّياجُ " ما أُحيطَ به على شيءٍ من النَّخْلِ والكَرْمِ " من شَوْكٍ ونَحْوِه والجمعُ أَسْوِجَة وسُوجٌ والأصلُ بضمّتين مثل كِتاب وكُتُب لكنه أُسكِن استثقالاً للضّمّة على الواو . " وقد سَيَّجَ حائطَه تَسْييجاً " . وفي الأساس : سَوَّجْت على الكَرْمِ بالواو وسَيَّجتُ بالياء أيضاً : إذا عمِلْت عليه ساجاً . ومثله في المصباح فكانَ الأوْلَى ذِكْرُه في المادتين على عادته
وزاد في اللسان في هذه المادة : والسّاجُ الطَّيْلَسانُ على قولِ مَن يجعل أَلِفَه منقلبةً عن الياء
" وسِيجانُ بنُ فَدَوْكَسٍ بالكسر ووَهْبُ بن مُنَبِّه بن كامل بن سِيْج " ابن سِيجَانَ بنِ فَدَوْكَس الصنعاني " بالفتح أو بالكسرِ أو بالتَّحريك أخو همام " وعبد الله وعقيل ومعقل وهما " سيخا " قُطْرِ " اليمَنِ " عِلماً وعَملاً
فصل الشين المعجمة مع الجيم
الشَّوْكُ من النَّباتِ : ما يَدِقُّ ويَصْلُبُ رَأْسُه مَعْروفٌ الواحِدةُ بهاءٍ وقولُ أبي كَبِيرٍ :
فإِذا دَعانِي الدَاعيانِ تأَيّدَا ... وإِذا أُحاوِلُ شَوْكَتِي لَم أُبْصِرِ إِنَّما أَرادَ شَوْكَةً تَدْخُلُ في بَعْضِ جَسَدِه ولا يُبصِرُها ؛ لضَعْفِ بَصَرِه من الكِبَرِ
وأَرْضٌ شاكَةٌ : كَثِيرَتُه أي الشَّوْك . وقالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هذِه شَجَرَةٌ شاكَةٌ أي كثيرَةُ الشَّوْكِ . وقالَ غيرُه : هذِه شَجَرَةٌ شَوِكَةٌ كفَرِحَة نقَلَه الصّاغاني وشائِكَةٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أي : ذاتُ شَوْكٍ . وقد شَوَّكَتْ تَشْويكًا وفي بعضِ النُّسَخِ كفَرِحَتْ وأَشْوَكَتْ : كَثُرَ شَوْكُها . وقد شاكَت إِصْبَعَه شَوكَةٌ : دَخَلَت فيها . وشاكَتْهُ الشَّوْكَةُ : دَخَلَتْ في جسمِه نقله الجَوْهَرِي عن الأَصْمَعِي . وشُكْتُه أَنا أَشوكُه عن الكِسائي قالَ الأزهَرِي : كأنه جَعَلَه مُتَعدِّيًا إِلى مَفْعُولَيْنِ وأَشَكْتُه إِشاكَةً : أَدْخَلْتُها في جِسمِه أَو في رِجْلِه وشاهِدُ قولِ الكِسائيِّ قولُ أبي وَجْزَةَ يَصِفُ قَوْسًا رَمَى عليها فشَاكَتِ القَوْسُ رُغامَى طائِرٍ :
شاكَتْ رُغامَى قَذُوفِ الطّرف جائَفَةٌ ... هو الخُنانُ وما هَمَّتْ بإِدْلاجِ وشَاكَ يَشَاكُ شاكَةً وشِيكَةً بالكَسرِ : إِذا وَقَعَ في الشَّوْكِ وقال يَزِيدُ بنُ مِقْسَمٍ الثَّقَفِي :
لا تَنْقُشَنَّ برِجْلِ غَيرِكَ شَوْكَةً ... فتَقِي برِجْلِكَ رِجْلَ مَنْ قَدْ شاكَها وشاكَ الشَّوْكَةَ يَشاكُها : خالَطَها عن ابنِ الأَعْرابيِّ . وما أَشاكَهُ شَوْكَةً ولا شاكَهُ بِها أي : ما أَصابَهُ وقال ابنُ فارِسٍ : أي لم يُؤْذَ بِها . وشاكَتْني الشَّوْكَةُ تَشُوكُ : أَصابَتْني . وقالَ الأَصْمَعِي : شِكْتُ الشَّوْكَ أَشاكُه : وقَعْتُ فيهِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ قال ابنُ بَرِّيّ : شِكْتُ فأَنا أَشَاكُ أَصلُه شَوِكْتُ فعُمِلَ به ما عُمِلَ بقِيلَ وصِيغَ . وشَوَّكَ الحائِطَ تَشْوِيكًا : جَعَلَه عليهِ . ومن المَجازِ : شَوَّكَ الزَّرْعُ : إِذا حَدَّدَ وابْيَضَّ قَبلَ أَنْ يَنْتَشِرَ وفي الأَساسِ : زَرْعٌ مُشَوِّكٌ : خَرَج أَوَّلُه
وشَوَّكَ لَحْيَا البَعِيرِ : طالَتْ أَنْيابُه وفي الأَساس : طَلَعَت وهو مَجازٌ وذلك إِذا خَرَجَت مِثْلَ الشَّوْكِ . وشَوَّكَ الفَرخُ : خَرجت رُؤُوسُ رِيشِه عن ابنِ دُرَيْد وهو مَجازٌ ووَقَعَ في الصِّحاحِ والأَساسِ شَوَّكَ الفَرجُ : أنبت هكذا بالجِيمِ
وشَوَّكَ شارِبُ الغُلامِ : إِذا خَشُنَ لَمْسُه وهو مَجازٌ . وشَوَّكَ ثَدْيُها : إِذا تَحَدَّدَ طَرَفُه وبَدا حَجْمُه عن ابنِ دُرَيْدٍ وفي التَّهْذِيب : إِذا تَهَيَّأَ للخُروجِ وهو مَجازٌ . وشَوَّكَ الرَّأْسُ بَعْدَ الحَلْقِ أي : نبت شَعْرُه نقَلَه الجَوْهَرِيُّ وهو مَجازٌ
وحُلَّةٌ شَوْكاءُ : عليها خُشُونَةُ الجِدَّةِ عن أبي عُبَيدَةَ وقال الأَصْمَعِي : لا أَدْرِي ما هي كما في اللِّسانِ والعُبابِ ونقل الجوهريُ عن الأَصمعي : بُردَةٌ شَوْكاءُ : خَشِنَةُ المس ؛ لأَنّها جَدِيدةٌ فهو مثلُ قول أبي عُبَيدَة وهو مجازٌ قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلي :
وأَكْسُوا الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خِدْنِي ... وبعضُ الخَيرِ في حُزَنٍ وِراطِ هكذا قرأَتُه في دِيوانِ هُذَيْلٍ قال السّكَّرِيُّ : يريدُ الخَشِنَةَ من الجِدَّةِ لم يَذْهَبْ زِئْبِرُها وهذا البيتُ أَورَدَه ابنُ بَرَي :
وأَكْسُوا الحُلَّةَ الشَّوْكاءَ خَدّي ... إِذا ضَنَّتْ يَدُ اللَّحِزِ اللَّطاطِ ومن المَجاز : الشَّوْكَةُ : السِّلاحُ يُقال : فُلانٌ ذُو شَوْكَة . أَو شَوْكَةُ السِّلاحِ : حِدَّتُه . والشَّوْكَة من القِتالِ : شِدَّةُ بَأْسِهوالشَّوْكَةُ : النِّكايَةُ في العَدُوِّ يُقال : لَهُم شَوْكَةٌ في الحَربِ : وهو ذُو شَوْكَةٍ في العَدُوِّ وقوله تَعالَى : " وتَوَدُّونَ أَنّ غَيرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكم " قِيلَ : مَعْناه حِدَّةُ السِّلاحِ وقِيلَ : شِدَّةُ الكِفاح وفي الحَدِيث : هَلُمَّ إِلى جِهادٍ لا شَوْكَةَ فيهِ يَعْني الحَجَّ . ومن المَجازِ : الشَّوكَةُ : داءٌ كالطّاعُونِ عن ابنِ دُرَيْدٍ مَعْروفٌ . وأَيْضًا : حُمْرَةٌ تَعْلُو الجَسَدَ وتَظْهَرُ في الوَجْهِ فتُسَكَّنُ بالرُّقَى ومنه الحَدِيث : أَنَّه كَوَى سَعْدَ بنَ زُرارَةَ من الشَّوْكَة وهو مَشُوكٌ وِقد شِيكَ : أَصابَتْهُ هذه العِلَّةُ وفي الأساسِ : يُقالُ لمَنْ ضَرَبَتْهُ الحُمْرَةُ ضَرَبَتْهُ الشَّوْكَةُ ؛ لأَنَّ الشَّوْكَةَ وهي إِبْرَةُ العَقْرَبِ إِذا ضَرَبَتْ إِنْسانًا فما أَكْثَرَ ما تَعْتَرِي منه الحُمْرَة . ومن المَجازِ : الشَّوْكَةُ : الصِّيصِيَةُ وهي أَداةٌ للحائِكِ يُسَوِّي بها السَّداةَ واللُّحْمَةَ وكذلك صِصِيَةُ الدِّيكِ : شَوْكَتُه . والشَّوْكَةُ : إِبْرَةُ العَقْرَب . وشَوْكَةُ بلا لامٍ : امْرَأَةٌ وهي بنْتُ عَمرو بنِ شَأْسٍ ولها يَقُول :
أَلَم تَعْلَمي يا شَوْكُ أَنْ رُبَّ هالِكٍ ... ولو كَبُرَتْ رزْءٌ عَليَ وجَلَّتِ وشَوْكَةُ الكَتّانِ : طِينَةٌ تُدارُ رَطْبَة ويُغْمَزُ أَعلاها حَتّى تَبَسِطَ ثم يُغْرَزُ فِيها سُلاءُ النَّخْلِ فتَجِفُّ فيُخَلَّص بِها الكَتّانُ نقله الأَزْهَرِيّ . ورَجُلٌ شاكُ السِّلاحِ برفْعِ الكافِ عن الفَرّاءِ وشائِكُه نَقَله الجَوْهَرِيُّ وشَوِكُه بكسر الواو يمانِيَةٌ وشاكِيهِ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ أي : حَدِيدُه قال الجَوْهرِيُّ : شائِكُ السِّلاحِ : وشاكِيه مَقْلُوبٌ منه وقال أَبو عُبَيدٍ : الشّاكِي والشّائِكُ جَمِيعًا : ذو الشَّوْكَةِ والحَدِّ في سلاحِه وقال أَبو زَيْد : هو شاكٍ في السِّلاحِ وشائِكٌ قال : وِإنما يُقال : شاكٍ إِذا أَرَدْتَ مَعْنَى فاعِلٍ فإِذا أَرَدْتَ مَعْنَى فَعِلٍ قلتَ : هو شاكٌ للرجل وقيل : رجلٌ شاكِي السِّلاحِ حَدِيدُ السِّنانِ والنَّصْلِ ونَحْوهما وقالَ الفَرّاء : رجلٌ شاكِي السِّلاحِ وشاكُ السِّلاحِ مثلُ جُرُفٍ هارٍ وهار قال مِرحَبٌ اليَهُودِيُّ حينَ بارَزَ علِيًّا كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَه :
" قد عَلِمَتْ خَيبَرُ أَنّي مِرحَبُ
" شاكِ السِّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ وقالَ أَبو الهَيثمِ : الشَّاكِي من السِّلاحِ أَصْلُه شَائِكٌ من الشَّوْكِ ثم نُقِلَتْ فتُجْعَلُ من بَناتِ الأَرْبَعَةِ فيُقال : هو شاكِي ومن قال : شاكُ السِّلاحِ بِحَذْفِ الياءِ فهو كما يُقال : رجلٌ مالٌ ونالٌ من المالِ والنَّوالِ وِإنما هو مائِلٌ ونائِلٌ
ومن المجازِ شاكَ الرَّجُلُ يَشاكُ شَوْكًا : ظَهَرَتْ شَوْكَتُه وحِدَّتُه فهو شائِكٌ نقَلَه الجَوْهَرِيُّ . وشَجَرَةٌ مُشْوِكَةٌ كمُحْسِنَة : كثيرةُ الشَّوْكِ . وأَرضٌ مُشْوِكَةٌ : فيها السِّحاءُ والقَتاد والهَراسُ وذلك لأَنّ هذا كُلَّه شاكٌ . والمَشوكَة : والمُشَوَّكَةُ كمُعَظَّمَة : قَلْعَةٌ باليَمَن بجَبَل قِلْحاح . والشوَيْكَةُ كجُهَينَةَ : ضَربٌ من الإِبِلِ كَذَا قال ابنُ عَبّادٍ في المُحِيطِ وهكذا وَقَع في المُحْكَمِ والصوابُ الشّوَيْكِيَّةُ ففي الصِّحاح : شَوّكَ نابُ البَعِيرِ تَشْوِيكًا ومنه إِبِل شُوَيْكِيَّةٌ قال ذُو الرُمَةِ :
عَلَى مُستَظِلاّتِ العُيُونِ سَواهِمٍ ... شُوَيْكَيّةٍ يَكْسُو بُراها لُغامُهاقال الصّاغانِي : رأَيتُ البَيتَ في دِيوانِ شِعْرِ ذِي الرمَّةِ بخَطِّ السكَّرِيِّ شوَيْكِيَّة وقد شَدَّد الياءَ تَشْدَيدًا بَينًا وبخَطِّ النَّجِيرَمِي بتَخْفِيفها وهي حِينَ طَلَع نابُها إِذا خَرَج مثلَ الشَّوكِ يُقال : شاكَ لَحْيَا البَعِيرِ ويُروَى بالهَمْزِ وقِيلَ : أَرادَ شُوَيْقِئَةٌ بالهَمْزِ مِنْ شَقَأَ نابُه أي : طَلَع فقَلَب القافَ كافًا فتأَمَّلْ ذلك . والشُّوَيْكَةُ : ببلادِ العَرَبِ . وأَيضًا : قربَ القُدْسِ ومنها الشِّهابُ أَحْمَدُ بنُ أَحْمَدَ الشُّوَيْكِي المَقْدِسِي الحَنْبَلِي نَزِيل الصّالِحِيَّةِ عن الشِّهابِ أَحْمَدَ بنِ عَبد اللَّهِ العَسكَرِيِّ وعنه شَرَفُ الدِّينِ مُوسَى بنُ أَحْمَد الحجاوي . وشاوَكانُ : ببُخاراءَ وهي قَريَةٌ من أَعْمالِها وكافُها فارِسِيَّةٌ نقَلَه الصاغاني . وقَنْطَرَةُ الشَّوكِ : كبِيرَةٌ عامِرَةٌ على نَهْرِ عِيسَى ببَغْدادَ والنِّسبَةُ إِليها شَوْكِي وقد نُسِبَ هكذا أَبو القاسِم عَلِي بنُ جيون بنِ مُحَمّدِ بنِ البُحْتُرِيِّ البَغْدادِيُّ الشَّوْكِي المُحَدِّثُ . وشَوْكانُ : بالبَحْرَيْنِ وضَبَطَه الصّاغانيُّ بالضّمِّ قال :
" كالنَّخْلِ مِنْ شُوكانَ ذاتِ صِرامِ وشَوْكانُ : حِصْن باليَمَنِ . وشَوْكانُ : بينَ سَرَخْسَ وأَبِيوَرْدَ بنواحي خابَرَانَ منه عَتِيقُ بنُ محمَّدِ بنِ عُنَيس بنِ عُثْمانَ وأَخوه أَبُو العَلاءِ عُنَيسُ بن مُحَمَّدِ بنِ عُنَيسٍ الشَّوْكانِيّانِ المُحَدِّثانِ هكذا في النُّسَخ عُنَيس بالتَّصْغِير وفي بعضِها عَنْبَس كجَعْفَر وقد حَدَّث أَبو العلاءِ هذا عن أَبي المُظفَّرِ السّمْعاني وولى قَضاءَ بَلَدِهِ في نَيّف وعِشْرِينَ وخمسِمائةٍ رَوَى عنه أَبو سَعْدِ بنُ السمْعاني
ومما يُستَدْرَكُ عليه : شَجَرةٌ مُشِيكَة : فيها شَوْكٌ . وأَشْوَكَ الزَّرْعُ مثل شَوَّكَ . وشاكَ لَحْيا البَعِيرِ مثل شَوَّك كما في الصحاح والعباب
وشاكَ ثَدْيا المَرأَةِ : تَهَيَّئا للنُّهُودِ نقله الأَزْهَرِي . وشَوِكَ كفَرِحَ مثله نَقَلَه الزَّمَخْشَرِيُّ . وشُوَاكَةُ الكَتّان كثُمامَة : لُغَة في شَوْكَتِه . وجاءُوا بالشَّوْكةِ والشَّجَرة أي : بالعَدَدِ الجَمِّ وهو مجاز . وأَصابَتْهُم شَوْكَة القَنا : وهي شِبهُ الأَسِنَّةِ
ويُقال : لا يَشُوكُكَ مِنّي شَوْكَة أي : لا يَلْحَقكَ مِنِّي أَذًى وهو مجازٌ . وشُوك بالضّمِّ : موضِعٌ أَنشَدَ ابنُ الأَعْرابِي :
" صوادِرٌ عن شُوكَ أَو أَضايِحَا ومَنْهَلُ الشَّوْكَة : قَريَةٌ بالمَنُوفِيّة . وقَصْرُ الشَّوْكِ : إِحدى مَحلاتِ مصر . وأَشَكْتُه : آذَيْتُه بالشَّوْكِ