شارَ العَسَلَ يَشوره شَوراً بالفتح وشِيَاراً وشِيَارةً بكسرهما ومشاراً ومَشارةً بفتحمها : استخرجهُ من الوقبةِ واجتناهُ من خَلاَياهُ ومَوَاضِعِه قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّة :
فقضى مَشارته وحطَّ كأنه ... خَلقٌ ولم يَنشبْ بما يَتَسَبْسَبُ كأشارهُ واشتارهُ واستشاره قال أبو عُبيد : شُرتُ العسلَ واشترته : اجتنبتُه وأخذته من مَوضِعِه وقال شَمِرٌ : شُرتُ العَسَلَ واشْترْته وأشْتَرْتهُ وأشَرْتُه لغة وأنشد المصنفُ لخالدِ بنِ زُهيرٍ الهُذَليّ في البصائرِ :
وقاسمها بالله جهداً لأنتمُ ... ألذُّ من السَّلوى إذا ما نَشُورهاَ . والمَشارُ بالفتح : الخليةُ يشْتارُ منها . والشَّوْرُ : العَسَلُ المَشْورُ سُميَ بالمَصْدَرِ قال ساعدةُ بن جُؤيَّة :
فلمّا دَنَا الإبْرَادُ حَطَّ بِشَوْرِه ... إلى فضَلاتٍ مُسْتَحير جُمُومُها وقال الأعْشى :
كأنَّ جَنِيَّاً من الزَّنْجبي ... لِ باتَ بِفيهَا وأرْياً مَشُورا والمِشْوارُ بالكسر : ما شارَهُ به وهو عُودٌ يكون مع مُشْتارِ العَسَلِ ويقال له أيضاً : المِشْوَرُ والجمعُ المَشَارُ وهي المَحابِضُ . والمِشْوَارُ : المخْبَرُ والمَنْظَرُ يقال : فُلانٌ حَسَنُ المِشْوارِ قال الأصمعيّ : أي حَسَنٌ حين تُجرِّبُه . وليس لفلانٍ مشْوارٌ أي مَنْظَرٌ . كالشُّورةِ بالضم يقال : فلانٌ حَسَنُ الصُّورةِ والشُّورةِ أي حَسن المَخْبَرِ عند التّجْرِبةِ . والمِشْوارُ : ما أبْقَت الدَّبَّةُ منْ علَفِها وقد نَشْورت نِشْواراً لأن نفْعًلت بناءٌ لا يُعرف إلا أن يكون فعْولتْ فيكون من غير هذا البابِ . قال الخليلُ : سألتُ أبا الدُّقيْشِ عنه قلتُ : نِشْوار أو مِشْوار ؟ فقال : نِشْوار وزعم أنه فارسيّ
قال الصّاغانيّ : هو مُعَرَّبُ نِشْخوار بزيادة الخاء . والمِشْوارُ : المَكَانُ الذي تُعْرضُ فيه الدّوابُّ . وتَشَوَّرُ ليَنْظُرَ كيفَ مِشْوارها أي كيف سيرتُها ومنه قولهم : إياك والخُطَبَ فإنّها مِشْوارٌ كثيرُ العِثارِ وهو مجاز . المِشِوارُ : وتَرُ المِنْدف لأنَّه يُشَوِّرُ به القُطْن أي يُقلَّبُ . والمِشْوارةُ بهاءٍ : مَوْضِعُ العسلِ أي الموْضِعُ الذي تُعَسِّلُ فيه النّحلُ كالشُّورَةِ بالضم وضبطه الصاغانيّ بالفتح وأنشد أبو عَمْرٍو لَعَدِيّ بن زَيدٍ :
ومَلاَهٍ قَدْ تَلهَّيْتُ بها ... وقَّصَرْتُ اليوْمَ في بيْتِ عِذارِ
في سَمَاعٍ يإْذنُ الشَّيْخُ لهُ ... وحَدِيثٍ مثل ماذِيٍّ مُشَارِ الماذيّ : العَسَلُ الأبيضُ والمُشَار المُجْتني . وقيل : ماذِيٌّ مُشارٌ أعِينَ على جَنْيهِ وأخذه وأنكرَها الأصمعيّ وكان يَرْوي هذا البيتَ : مثْلِ ماذِيِّ مَشَارِ بالإضافة وفتح الميم . والشَّوْرةُ والشَّرَةُ والشَّوْرُ بالفتح في الكُلّ والشِّيارُ ككِتابٍ والشَّوارُ كسَحَاب : الحُسْنُ والجَمَالُ والهَيْئةُ واللِّباسُ والسِّمَنُ والزِّينةُ . في اللّسان : الشّارةُ والشُّورَةُ الأخيرُ بالضّمّ : الحُسْنُ والهيْئَةُ واللَبَاسُ . وقيل : الشُّورةُ : الهَيْئةُ والشَّوْرةُ بفتح الشين : اللِّباسُ حكاه ثعلبٌ وفي الحديث أنَّه أقبلَ رجُلٌ وعليه شُورةٌ حَسَنةٌ . قال ابن الأثير : هي بالضمَّ : الجَمالُ والحُسْنُ كأنَّه من الشَّوْرِ : عرْض الشَّيءِ وإظْهارهُ ويُقال لها أيضاً : الشَّارَة وهي الهَيْئةُ ومنه الحَديثُ أنَّ رَجُلاً أتاه وعليه شارةٌ حسََنة . وألفُها مقلوبةٌ عن الواو ومنه حديثُ عاشوراءَ كانوا يتَّخذونه عيداً ويُلْبِسُون نِساءهم فيه حُليَّهم وشارَتَهُم أي لباسَهُم الحَسَنَ الجميل . ويقال : ما أحسَنَ شَوارَ الرَّجُل وشارَته وشَياره يعْني لِباسَه وهيْئته وحُسْنه
ويقال : فُلانٌ حَسَنُ الشّارَةِ والشَّوْرةِ إذا كانَ حَسَن الهَيْئةِ . ويقال : فُلانٌ حَسَنُ الشَّوْرةِ أي حَسَنُ اللِّباسِ . وقال الفراءُ : إنّه لحَسَنُ الصُّورةِ والشُّورةِ وإنه لحسنُ الشَّوْرِ والشَّوارِ وأخذَ شوْره وشَواره أي زينته . والشارةُ والشوْرةُ : السِّمَنُ . من المجاز : استشارت الإبلُ لبستْ سِمناً وحُسناً قال الزمخشريّ لأنه يُشارُ إليها بالإصبعِ كأنها طلبت الإشارةَ . ويقال : اشتارت الإبلُ إذا لبِسها شيءٌ من السمنِ وسمنتْ بعضَ السِّمنِ . يُقال : أخَذت الدابةُ مِشْوارها ومشارَتها إذا سَمنتْ وحسنتْ هيئتها . وقال أبو عمرو : المُستشيرُ : السمينُ واستشارَ البَعيرُ مثلُ اشتارَ أي سَمنَ وكذلك المُستشيطُ . والخيلُ شِيارٌ أي سِمانٌ حسان الهيئةِ يقال : فَرسٌ شَيرٌ وخيلَ شِيارٌ مثل جيدٍ وجِيادٍ . ويقال : جاءَت الإبل شِياراً أي سِماناً حِساناً وقال عَمرُو بنُ مَعدي كربَ :
أباسُ لوْ كانتْ شِياراً جِيادنا ... بتثليثَ ما ناصَبْتَ بَعدي الأحماساوشارهاَ يَشوُرها شَوراً بالفتح وشِواراً ككتابٍ وشَّورَها تَشويراً وأشارهاَ . عن ثعلب قال : وهي قليلة : كلُّ ذلك رَاضها أو رَكِبها عند العرض على مُشتريها وقيل : عَرضها للبيعِ أو بلاها أي اختبرها يَنظرُ ما عندها وقيلَ : قلبها وكذا الأمةُ يقال : شُرْتُ الدابةَ والأمةَ أشُوُرُهما شَوراً إذا قلبتهما وكذلك شَوَّرْتهما وأشَرْتُهما وهي قليلةٌ والتشويرُ : أن تَشورَ الدابةَ تنْظُرُ كيف مِشْوارها أي كيف سِرتُها . وشُرْتُ الدابةَ شَوراً : عرضتها على البيعِ أقبلت بها وأدبرت وفي حديث أبي بكر أنه رَكبَ فرساً ليِشورهُ أي يَعرضه يقال : شارَ الدابةَ يشُورها إذا عَرضتها لتُباعَ وحديث أبي طلحةَ " أنه كان يَشورُ نفسه بين يديْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " أي سعىَ ويَخِفُّ يُظهرُ بذلك قوته
ويقال : شُربتُ الدابةَ إذا أجربتها لتعرِفَ قُوتها . واستشارَ الفَحلُ الناقةَ إذا كَرفها فنَظَرَ إليها الأقحٌ هي أم لا كاشْتارَها قاله أبو عُبيد قال الراجِزُ :
" إذا استشارَ العَائِطَ الأبيا . استشارَ فُلانٌ : لَبسَ شارةَ أي لِباسَاً حَسناً . قال أبو زيدٍ : استشار امرهُ إذا تبينَ واستنارَ . المُستشيرُ : مَنْ يَعرفُ الحائلَ مِن غَيرهاَ وهو مجاز وفي التهذيبِ الفَحْلُ الذي يَعرف الحائلَ من غَيرها عن الأمويّ قال :
" أفزَّ عَنها كُلَّ مُستشيرِ
" وكلَّ بَكرٍ داعرٍ مِئشيرِ مِئشِير : مِفْعِيل من الأشَرِ . والشوارُ مُثلثةً الضَّمُّ عن ثعلب : مَتاعُ البَيتِ وكذلك الشوارُ والشوارُ لمتاعِ الرّحْلِ بالحاءِ كما في الصّحاح . الشَّوَارُ بالفتح : ذكرُ الرَّجُلِ وخُصياهُ واسته وفي الدُّعاءِ : أبدي اللهُ شَوارهُ أي عوْرَته وقيل : يَعني مَذاكيره . والشوارُ : فرجُ الرّجُلِ والمَرأةِ كما في الصحاح . منه قيل : شَورَ بهِ كأنه أبدى عَورته . وقيل : شَورَ بِهِ : فعلَ به فِعلاً يُستحيا مِنهُ فتشورَ هو حكاها يَعقوبُ وثعلبٌ . قال يعقوب : ضَرطَ أعرابيٌّ فتشورَ فأشارَ بإبهامه نَحوَ استه وقال إنها خَلفٌ نطقتْ خلفاً . وكَرِهها بعضهم وقال : لستْ بعربية . وقال اللحيانيّ : شَورتُ الرّجُلَ وبالرَّجُلِ فتشورَ إذا خَجَّلْتَه فخجلَ وقد تشور الرَّجُلُ . شَوَّرَ إليهِ بيدهِ : أومأَ كأشارَ عن ابن السِّكِّيتِ ويكونُ ذلك بالكَفِّ والعَيْنِ والحاجبِ أنشد ثعلبٌ :
نُسرُّ الهوى إلا إشارةَ حاجِبٍ ... هُناكَ وإلاّ أَنْ تُشيرَ الأصابعُوفي الحديث : " كان يُشيرُ في الصلاةِ أي يُمِئُ باليدِ والرّأْسِ . وأشارَ عليهِ بكذا : أمرهُ به وهي الشُّورَى بالضّمّ وترك عُمرُ رضي الله عنه الخلافةَ شُورى والناس فيه شُورى . والمَشُورةُ بضمّ الشينِ مَفعلةٌ ولا يكون مَفْعُولة لأنها مَصدرٌ والمَصادرُ لا تَجيئُ على مِثال مَفعُولة وإن جاءَت على مِثال مَفعول وكذلك المَشورة . وأشارَ يُشيرُ إذا ما وجه الرأيَ . وفُلانٌ جَيدُ المَشورةِ والمَشْورةِ : لغتانِ . وقال الفراءُ : المَشورةُ أصلها مَشورةٌ ثم نُقلت إلى مَشورة لخفتهاَ . وقال الليث : المَشورةُ مَفعلة اشتقّ من الإشارة ويقال : مَشورةَ . واستشاره : طلبَ منه المَشُورةَ . وكذلك شاوره مُشاوَرةً وشِواراً . وتشاوروا واشَتَورُوا . وأشَارَ النارَ وأشارَ بِها وأشورَ بها وشَورَّ بها : رَفعها . والمَشارَةُ بالفتح : الدبرةُ التي في المَزْرعةَ وقال ابنُ سِيده : المَشارةُ الدَّبْرةُ المُقطعةُ للزراعةِ والغِراسةِ قال : يجوزُ أن تكونَ من هذا الباب وأن تكونَ من المَشيرةِ . وفي الروضِ للسُّهَيْلِيّ : أنه يُقال لِما تُحيطُ به الجدور التي تُمسكُ المَاءَ : دَبْرَةٌ بالفتح وحِبسٌ ومَشارةٌ . ج مشَاوِرُ ومَشَائِرُ وفي حَديثِ ظَبيانَ وهمُ الذين خَطُّوا مَشَائرها أي دِبارها . وشَوْرَ بنُ شَورِ بنِ شَورِ بنِ شَورِ ابنِ فَيْروز بنِ يَزْد جِرد بن بَهْرَامَ اسمه ديْواشتي فارسية ومعناه المُصطلح من الجِنّ وهو جدٌّ لعبدِ الله بنِ مُحمدِ بن مِيكالَ بنِ عبد الواحدِ بنِ حَرمك بن القاسم بن بكرِ بن ديواتشي ممدوحِ أبي بِكرِ بنِ دُريدٍ في مَقْصُورتهِ المشهورة وأربْعَتُهُم مًلُوكُ فارسَ وكان المُقتدرُ قلده الأهوازَ فصحبه ابنُه أبو العَباس إسماعيلُ بنُ عبدِ الله فأدبه أبو بكرِ بنُ دُريدٍ ويأْتي ذكرهُ في حرف اللام . والقعْقاعُ بن شَوْرٍ السَّخيُّ المعروفُ تابعيٌّ جليسُ مُعاوية رضي الله عنه وهو من بني عمْرِو بن شيبْان بن ذُهْلِ بن ثعْلبةَ وأنُشدُوا
وكُنْتُ جليسَ قعْقاعِ بن شورٍ ... ولا يَشْقى بقَعْقاعٍ جَليسُ والشَّوْرانُ : العُصْفُرُ ومنه ثوبٌ مُشَوَّرٌ كمُعَظَّمٍ أي مصْبُوغٌ بالعُصفُرِ . وشوْرانُ : جبلٌ مُطِلُّ على السُّدّ كبير مرتفعٌ قُرْبَ عقيقِ المدينةِ على ثمانيةِ أميالٍ منها وإذا قصدْتَ مكةَ فهو عن يسارك وهو في ديارِ بني سُليمٍ فيه مياهُ سَماءِ كثيرةٌ تجتمع فتُفْرَغُ في الغابة وحذاءَه مَيْطانُ فيه ماءُ بئرٍ يقال له ضعة وبحذائهِ جَبَلٌ يقال له : سِنٌّ وجِبالٌ كِبارٌ شواهِقُ يُقال لها : الحلاءَةُ . وحرَّةُ شَوْرانَ : من حِرارِ الحِجازِ السّتِّ المُحْترمة
والشَّوْرى كسَكْرى : نَبْتٌ بحْريّ وقال الصّاغانيّ : هو شجرٌ من أشْجَارِ سَواحِلِ البَحْرِ . يُقال : فُلانٌ شِيرُكَ أي مُشاورك . وفَلانٌ خَيِّرٌ شَيِّرٌ على وَزنِ جَيِّدٍ أي يَصْلُحُ للمُشاوَرَةِ . شَيِّركَ أيضاً : وزِيرُكَ قال أبو سعيد : يُقالُ : فلانٌ وزَيرُ فُلانٍ وشَيِّرُه أي مُشاوِره ج شُوَراءُ كشُعراءَ . وقَصيدَةٌ شَيِّرةٌ أي حَسَنةُ الشَّارةِ وقيل : جَميلةٌ . والشُّورَةُ بالضمِّ : الناقَةُ السَّمِينةُ وقيل الكَريمة . وقد شارتْ أي حَسُنتْ وسَمِنَتْ وأصْلُ الشّورةَ السِّمَن والهَيْئةُ . والشَّورَةُ بالفتحِ : الجَمَالُ الرّائعِ والخَجْلَةوالمُشيرَةُ : الإصْبَعُ التي يقال لها : السَّبابةُ ويقال للسَّبّابتيْن : المُشِيرتان وهي المُسَبِّحةُ . وأشِرْنِي عَسَلاً ونقلَه صاحبُ اللسان عن شَمِرٍ والصّاغانيُّ عن أبي عَمْرٍو ونَصُّ عبارتهما : يُقال : أشرْني على العَسَلِ أي أعني على جَنْيهِ وأخْذه من مواضعه كما يُقال : أعْكِمْني . وشيرَوانُ بالكسرِ وفْتح الراءِ : ة ببُخَارى نُسب إليها جماعةٌ من المُحَدِّثين منهم أبو القاسم بكرُ بنُ عَمْرِو البُخاري الشِّيرَوانيّ عن زَكَرياءَ بن يحْيى ابن أسدٍ ومات في رمضان سنة 314 ذكره الأميرُ . وبنو شَاورٍ بكسر الواوَ : بَطنٌ من همدانَ قلت هو شاورُ بن قدمَ ابنِ قادمِ بنِ زَيدِ بن عريبِ بن جُشمَ بنِ حاشدِ بنِ هَمدانَ ومن ولده إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ زَيدِ بنِ عَليِّ بنِ حَسنَ بن عَطيه الشّاوِريّ وحفيدهُ الوَلِيُّ ابنُ الصديقِ بنِ إبراهيمَ صَاحبُ المِرواحِ قريةٍ بأعلى الصلبةِ من اليمنِ وله كراماتٌ والأمينُ ابنُ الصديقِ بنِ عثمانَ بنِ الصديقِ بن إبراهيمَ من أجلِّ عُلماءِ المِرْوَاحِ وُلدَ بها سنةَ 965 وجاورَ بالحرمينِ خمساً وعشرينَ سنةً ثم رَجعَ إلى اليمن وأخذَ السُّلوكَ عن عُمرَ بنِ جِبريلَ الهتار بمدينة اللخبِ وتُوفى ببلدهِ سنة 1010 ودُفن بالشجينة وهو أحدُ من يتّصلُ إليه سندنا في القادرية . وشَيءٌ مَشُورٌ كمقولٍ : مُزينٌ وأخذَ شَوره وشواره أَي زِينته قال الكُميتُ :
كأن الجرادَ يُغنينهُ ... يباغينَ ظَبي الأنيسِ المَشوارَ . وقد شُرْته أي زَينته فهو مشورٌ . والشيرُ ممُالةً كإمالة النارِ والعَارِ : لقبُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ أحمدَ بنِ علي بنِ محمدِ بنِ يحيى بنِ عبدِ اللهِ بنِ محمدِ بن عُمرَ بن عليِّ ابنِ أبي طالبٍ جدِّ الشريفِ النّسَّابةِ أبي الحسنِ علي بنِ الشريفِ النّسّابةِ أبي الغَنائمِ محمد بنِ علي بنِ محمدٍ المَذكور العُمريّ العلويّ العَلويّ نسبةً إلى جدهِ عُمرَ الأطرفِ إليه انتهى عِلمُ النسبِ في زمانه وصارَ قوله حُجةً من بَعدهِ وقد سُخر له هذا العِلمُ ولَقىَ فيه شيوخاً وكان أبوه أبو الغنائمِ نَسابةً أيضاً وأسانيدُنا في الفنّ تتصل إليه كما بيناه في محله والشيرُ أعجمية أي الأسد هكذا ذَكرهَ الصّغانيّ . وريحٌ شَوراٌ كسَحابٍ : رُخاءٌ لغة يَمانِيةٌ قاله الصّغانيّ . ومما يستدرك عليه : رَجُلٌ شَارٌ صَارٌ وشَيرٌ صَيرٌ : حسنُ المَخْبَرِ عند التجربةِ على التشبيهِ بالمنظرِ أي أنه في مَخبرهِ مثُله في مَنَظرِه . وتَشاويرُ الناسُ : اشتهروه بأبصارهمِ كما وَردَ في حديثٍ . وقال الفَراءُ : شارَ الرَّجلُ إذا حَسنَ وَجهه ورَاشَ إذا استغنى . واشْتَارت الإبلُ : سَمِنَتْ بعضَ السِّمَنِ . وفرسٌ شَيِّرٌ كجَيِّدٍ : سَمِينٌ . وشارَ الفَرسُ : حَسُنَ وسَمِنَ وفي حدِيث الزَّبّاءِ " أَشَوْرَ عَرُوسٍ تَرَى " ؟ : والشَّيّرُ كجَيِّد : الجميلُ . والتَّشاورُ والأشْتِوارُ : المَشُورةُ . واشْتارَ ذنَبَهُ مثل اكْتارَ قاله الصغانيّ . وشَوْرٌ بالفتح : جَبَلٌ قُرْبَ اليمامةِ قاله الصّغانيّ وزَادَ غيرهُ : في ديارِ بني تميمِ . وشِيرُ بن عبد الله البصريّ بالكسر : شيخُ ابن جَميع الغَسَّانيّ . وأبو شَوْرٍ عَمْرُو بن شَوْرٍ عن الشَّعْبِي
وعبدُ الملك بن نافعِ بن شَوْرٍ روى عن ابن عُمر . وشيرَويهِ بالكسر : جَدُّ محمد بن الحُسَيْنِ بن عليّ حَدّث عن المُخلصِ ذَكَرَه عبدُ الغافرِ في الذَّيْلِ . وولدُه أبو بَكْرٍ عبدُ الغَفّار الشِّيرَويّ مشهور عالي الإسنادِ وهذا محَلُّ ذِكْرهِ . وشَيْرانُ كسَحْبانَ : لَقبُ الحَسَنِ بن أحمدَ الدّرّاع مات سنة 286 . ولَقبُ سَهْلِ بن مُوسىَ القاضي الرَّامَهُرْمُزيّ من شيوخ الطَّبَراني . وشِيرانُ بن محمدٍ البَيِّع شَيْخٌ للمالينيّ . ومحمدُ بنُ شِيرانَ بنِ محمد بن عبد الكريمِ البَصْريّ عن عبّاس الدُّوريّ وعنه زاهِرٌ السَّرَخْسيّوعبدُ الجبارِ بن زَيْدٍ روى عنه أبو نُعَيْم بالإجازة . وأبو القاسم عليُّ بن شِيرانَ الوَاسطِيّ وابنُ أخيه أنْجبُ بن الحسنِ بن عليّ بن شِيرانَ وأبو الفُتُوحِ عبدُ الرحمنِ بنُ أبي الفَوارسِ بن شِيرانَ : حَدَّثوا . والشَّاوِرِيَّة : قَرْيةٌ بالصعيدِ من أعمال قَمُولة نُسبتْ إلى بني شاورٍ نزَلوا بها منها شيْخُنا أبو الحسَنِ علي بن صالحِ بن مُوسى السفاريّ الرّبعيّ المالكيّ نَزِيل فَرْجُوط حدَّث عن أبي العباس أحمدَ ابن مُصْطفى بنِ أحمدَ الإسْكَنْدَريّ الزاهد وعن شيخَنا محمد بن الطَّيبِ الفاسِيّ بالإجازة
الشرُّ بالفتح وهي اللغة الفٌصحى ويُضمّ لغة عن كُراع : نقيضُ الخيرِ ومثله في الصحاح وفي السان : الشرُّ : السوءُ . وزاد في المِصباح : والفساد والظُّلْم ج شُرورٌ بالضمّ ثم ذَكرَ حديثَ الدعاء " والخيرُ كُله بيديكَ والشرُّ ليسَ إليكَ " وأنه نفى عنه تعالى الظُّلم والفسادَ لأنّ أفعاله تعالى عن حِكمة بالغة والموجدات كُلها مِلكهُ فهو يَفعلُ في ملكه ما يشاء فلا يُوجد في فعله ظُلمٌ ولا فساد . انتهى . وفي النهاية : أي أن الشرَّ لا يُتقربُ بهِ إليكَ ولا يُبتغى به وجَهك أو أن الشر لا يصعدُ إليك وإنما يَصعدُ إليك الطيبُ من القولِ والعمل وهذا الكلامُ إرشادٌ إلى استعمالِ الأدبِ في الثناء على الله تعالى وتقدس وأن تُضافَ إليه عزّ وجلّ محاسنُ الأشياءِ دون مساويها وليس المَقصودُ نفىَ شيءٍ عن قُدرتهِ وإثباته لها فإن هذا في الدُعاءِ مندوبٌ إليه يقال : ياربَّ السماءِ والأرضِ ولا يقال : يا رب الكِلاب والخنازير وإن كانَ هوَ ربها ومنه قولهُ تعالى " وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادعوهُ بها " وقد شرَّ يشرُّ بالضم ويشرُّ بالكسر قال شيخنا : هذا اصطلاحٌ في الضم والكسرِ مع كونِ الماضي مفتوحاً وليس هذا مما وردَ بالوجهين ففي تعبيره نظرٌ ظاهر شراًّ وشرارةً بالفتح فيهما قد شررتَ يا رجلُ مثلثة الراءِ بالكسر والفتح لغتان شراًّ وشراراً وشرارةً وأما الضمّ فحاكاه بعضهم ونقله الجوهري والفيومي وأهلُ الأفعالِ . وقال شيخنا : الكسرُ فيه كفرحَ هو الأشهر والضمّ كلببَ وكرم وأما الفتحُ فغريبٌ أورده في المُحكمِ وأنكره الأكثرُ ولم يتعرض لِذكرْ المضارع وإبقاءً له على القياس فالمضمومُ مضارعه مضمومٌ على أصل قاعدته والمكسورُ مفتوحُ الآتي على أصل قاعدته والمفتوحُ مكسورُ الآتي على أصلِ قاعدتهِ لأنه مُضعفٌ لازمٌ وهو المصرحُ به في الدواوين . انتهى
وهو شَريرٌ كأمير وشريرٌ كسكيتٍ منْ قومٍ أشرارٍ وشريرينَ . وقال يونس : واحدُ الأشرارِ رجلٌ شرٌّ مثل زند وأزنادٍ . قال الأخفشُ : واحدها شريرٌ وهو الرجلُ ذو الشرِّ مثل : يتيم وأيتامٍ . ورجلٌ شريرٌ مثال فسيق كثيرُ الشرّ . يقال : هو شرٌّ مِنكَ و لا يقال : هو أشرُّ مِنكَ قليلةٌ أو رديئةٌ القول الأولُ نسبه الفيومي إلى بني عامر قال : وقُرئَ في الشاذّ " من الكَذابُ الأشرُّ " على هذه اللغة . وفي الصحاح : لا يقال : أشرُّ الناسِ إلا في لُغة رديئة . وهي شرةٌ بالفتح وشُرى بالضم يُذهب بهما إلى المُفاضلة هكذا صرح به غيرُ واحد من أئمة اللغة وجعله شيخنا كلاماً مختلطاً وهو محلُّ تأمل . قال الجوهريّ ومنه قولُ امرأة من العرب : أُعيذك باللهِ من نفسٍ حرى وعين شُرى . أي خبيثة من الشر . أخرجته على فُعلى مثل أصغر وصُغرى . قلت : ونسبَ بعضهم هذه المرأة إلى بني عامر كما صرح به صاحبُ اللسانِ وغيره . وقالوا : عينٌ شُرى إذا نظرتَ إليك بالبغضاءِ هكذا فسروه في تفسير الرقيةِ المذكورة . وقال أبو عمرو : الشُّري : العيانةُ من النساءِ . وقال كُراع : الشري : أُنثى الشر الذي هو الأشرُّ في التقدير كالفضلى الذي هو تأنيثُ الأفضلِ . وفي المحكم : فأما ما أنشده ابنُ الأعرابي من قوله :
إذا أحسنَ ابنُ العمّ بعدَ إساءة ... فلستُ لشري فِعله بحمولِ . وإنما أرادَ : لشرِّ فعله فقلب . وقد شاره بالتشديد مُشارةً ويقال : شاراه وفلان يُشارُ فلاناً ويُماره ويُزاره أي يُعاديه . والمُشارةُ : المُخاصمةُ وفي الحديث " لا تُشارِّ أخاكَ " هو تفاعل من الشر أي لا تفعلْ به شراً فُتحوجه إلى أنْ يفعلَ بكَ مثله ويروى بالتخفيف وفي حديثِ أبي الأسود " ما فعلَ الذي كانت امرأتُه تُشاره وتُمارهُ " . والشرُّ بالضم : المكروهُ والعيبُ . حكى ابن الأعرابي : قد قلبتُ عطيتك ثم رددتها عليكَ من غيرِ شُركَ ولا ضُربكَ . ثم فسره فقال : أي من غير رَدٍّ عليكَ ولا عيبٍ لكَ ولا نقصٍ ولا إزراءٍ . حكى يعقوبُ : ما قلتُ ذاكَ لشُرِّكَ وإنما قُلته لغيرِ شُرك أي ما قلته لشيءٍ تكرههُ وإنما قُلتهُ لغيرِ شيءٍ تكرههُ . وفي الصحاح : إنما قلته لغيرِ عيبكَ . ويقال : ما رددتُ هذا عليك من شُرٍّ به أي من عيبٍ به ولكن آثرتك بهِ وأنشد :
" عينُ الدليلِ البُرْتِ من ذي شُرهِأي مِن ذي عيبه أي من عَيبِ الدليل لأنه ليس يُحسن أن يَسيرَ فيه حيرةً . الشَّرُّ بالفتح : إبليسُ لأنه الآمرُ بالسوءِ والفحشاءِ والمكروهِ . الشرُّ الحُمى . والشرُّ : الفقرُ . والأشبهُ أن تكونَ هذه الإطلاقاتُ الثلاثةُ من المجازِ . والشريرُ كأمير : العيقةُ وهو جانبُ البحرِ وناحيته قاله أبو حنيفةَ وأنشد للجعدي :
فلا زالَ يَسقيها ويسقى بلادها ... من المُزنِ رَجافٌ يَسوقُ القواريا
يُسقى شريرَ البَحرِ حولاً تَرُده ... حَلائبُ قُرحٌ ثمّ أصبحَ غاديا وفي رواية سقى بشريرِ البحرِ وتمده بدل ترده . وقال كُراع : شريرُ البحرِ : ساحله مخففٌ . وقال أبو عمرو : الأشرةُ واحدها شريرٌ : ما قربَ من البحرِ . قيل : الشريرُ : شجرٌ ينبتُ في البحرِ . الشريرةُ بهاءٍ : المسلمةُ من حديد . وشُريرةُ كهُريرة : بنتُ الحرثِ ابن عوف صحابية من بني نُجيب يقالُ : إنها بايعت خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأبو شُريرةَ : كُنية جبلةَ بن سُحيم أحد التابعين . قلت : والصوابُ في كنيته أبو شُويرةَ بالواو وقد تصحف على المصنفِ نبه عليه الحافِظ في التبصير وقد سبق للمصنف أيضاً في سور فتأمل . الشرةُ بالكسر : الحرص والرغبة والنشاط . شرةُ الشبابِ بالكسرِ : نشاطه وحرصه وفي الحديث " لكلِّ عابدٍ شِرةٌ " . في آخر " إن لهذا القرآنِ شِرةً ثم إن للناسِ عنه فترةً " . الشرارُ ككتاب والشررُ مثل جبل : ما يتطايرُ من النارِ واحدتهما بهاءٍ هكذا في سائرِ النُّسخَ التي بأيدينا قال شيخنا : الصواب كسحاب وهو المعروف في الدوواينِ وأما الكسرُ فلم يوجد لغير المصنف وهو خطأُ ولذلك قال في المصباح : الشرارُ : ما تطايرَ من النار الواحدةُ شرارة والشررُ وهو مقصورٌ منه ومثله في الصحاح وغيره من أمهاتِ اللغةِ . وفي اللسان : والشررُ : ما تطايرَ من النار وفي التنزيل " إنها ترمي بشرر كالقصرِ " واحدته شررةٌ . وهو الشرارُ واحدته شرارةُ قال الشاعر :
أو كشرارِ العلاةِ يضربها القي ... نُ على كُلِّ وجهه تثبُ . وأما سعدي أفندي في المُرسلات وغيره من المُحشين فإنهم تبعوا المصنف على ظاهره وليس كما زعموا . يقال : شرهُ يشرهُّ شراً بالضم أي من باب كتبَ لا أنه بضم الشينِ في المصدرَ كما يتبادر إلى الذهن : عابه وانتقصه . والشرُّ : العيبُ . شرَّ اللحمَ والأقطَ والثوبَ ونحوهَ وفي بعض الأصول : ونحوها يشرهُّ شراً بالفتح إذا وضعه على خصفة وهي الحصيرةُ أو غيرها لجفَّ . وأصل الشرِّ : بسطك الشيءَ في الشمسِ من الثيابِ وغيرها قال الشاعر
ثوبٌ على قامةٍ سحلٌ تعاورهُ ... أيدي الغواسلِ للأرواحِ مشرورُ . واستدرك شيخنا في آخر المادة نقلاً من الروض شررتُ الملح : فرقته فهو مشرورٌ قال : وليس في كلام المصنف قلت : هو داخلٌ في قوله : ونحوه كما لا يخفى كأشرهُ إشراراً وشررهُ تشريراً وشراهُ على تحويلِ التضعيف قال ثعلب : وأنشد بعضُ الرواة للراعي :
فأصبحَ يستافُ البِلادَ كأنهُ ... مُشرى بأطرافِ البيوتِ قديدها قال ابن سيده : وليس هذا البيتُ للراعي إنما هو للحلالِ ابن عمه
والإشرارةُ بالكسر : القديدُ المشرورُ وهو اللحمُ المُجففُ . الإشرارةُ أيضاً : الخصفةُ التي يشرُّ عليها الأقطُ أي يبسط ليجفّ . وقيل : هي شُقةٌ من شُقق البيتِ يُشررُ عليها والجمع أشاريرُ وقولُ أبي كاهلِ اليَشكري :
لها أشاريرُ منْ لحْمٍ تُتَمره ... من الشَّعالي ووخْزٌ من أرانيها يجوز أن يُعني به الإشْرارةُ من القديد وأن يُعني به الخصفَةُ أو الشُّقَّة وأرانيها أي الأرانب وقال الكُمَيْث :
كأنَّ الرذاذَ الضَّحْكَ حوَلَ كِناسهِ ... أشَاريرُ مِلْحٍ يتَّبِعْنَ الرَّوامسا وقال ابن الأعرابيّ : الإشْرارةُ : صَفيحَةٌ يُجفَّفُ عليها القديدُ وجَمْعها الأشاريرُ وكذلك قال اللّيْثُ . والإشْرارةُ أيضاً : القطْعةُ العظيمةُ من الإبل لانتشارها وانْبثاثها . وقد اسْتَشَرّّ إذا صارَ ذا إشرارةَ من إبل قال :
الجدْبُ يّقْطعُ عتكَ غَربَ لسانِهِ ... فإذا اسْتشَّرَّ رأيْتهُ برْباراقال ابن بَرِّيّ : قال ثعلبٌ : اجتمعتٌ مع ابن سَعْدان الرّاوية فقال لي : أسْألكَ ؟ قلت : نعم قال : ما مَعْنى قول الشاعر . وذكرَ هذا البيت : فقلتُ له : المَعْنى أنّ الجَدْبَ يُفْقِرهُ ويُميتُ إبله فيقلّ كلامُه ويذلّ وإذا صارت له إشْرارةٌ من الإبلِ صارَ برْبارا وكثُر كلامهُ
من المجاز : أشرَّه : أظْهرَهٌ قال كعْبُ بن جُعيْل وقيل : إنه للحُصيْن بن الحُمَامِ المُرِّيّ يذكُر يوم صفِّين :
فما بَرِحُوا حتّى رَأى اللهُ صبْرَهُم ... وحتَّى أُشِرِّتْ بالأكُفِّ المَصَاحِفُ أي نُشرتْ وأُظْهرتْ قال الجوهريّ والأصمعيّ : يروي قولُ امرِيءِ القيْسِ
تجاوزْتُ أحْراساً إليها ومَعْشَراً ... عليَّ حِراصاً لوْ يُشِرُّون مقْتَلي على هذا قال : وهو بالسِّينِ أجودُ قلت : وقد تقَدَّم في مَحَلِّه . وأشَرَّ فُلاناً : نَسَبه إلى الشَّرِّ وأنكره بعضُهم كذا في اللِّسان وقال طَرفةُ :
فما زالَ شُرْبي الراّحَ حتَّى أشَرَّني ... صديقي وحَتَّى ساءني بعضُ ذلِكا والشَّرّانُ ككَتّان : دوابُّ كالبعُوضِ يغْشى وجْه الإنسان ولا يَعَضُّ وتُسميه العربُ الأذى واحدتُها شرّانةٌ بهاءٍ لغةٌ لأهْلِ السّوادِ كذا في التهذيب . والشَّراشِرُ : النَّفْسُ يقال : ألْقى عليه شراشِره أي نفْسه حرْصاً ومحبَّة كما في شَرْح المصنِّف لديباجة الكشّاف وهو مجازٌ . والشَّراشِرُ : الأثقالُ الواحد شُرْشُرَةٌ يقال : الْقى عليه شراشره أي أثقاله . ونقل شيخُنا عن كشْف الكَشّاف : يقال : ألْقى عليه شَراشِره أي ثقلْه وجُمْلته والشَّراشِرُ : الأثقال ثم قال : ومن مذْهبِ صاحب الكَشّاف أن يجْعَلَ تكرُّر الشيْءِ للمبالغةِ كما في زلْزلَ ودْمدم وكأنَّه لثقلِ الشَّرِّ في الأصل ثم استعمل في الإلْقاءِ بالكلّية شَرّاً كان أو غيره . انتهى
قال سيْخُنا : وقوله ومن مذْهب صاحبِ الكَشّاف إلى آخره هو المشهور في كلامه والأصل في ذلك لأبي عليٍّ الفارسيّ وتلميذه ابن جِنِّى وصاحبُ الكَشّاف إنما يقءتدى بهما في أكثر لُغاته واشتقاقاته ومع ذلك فقد اعترض عليه المصنِّف في حواشيه على ديباجةِ الكَشّاف بأن ما قاله غيْرُ جيد لأن مادة شرشر ليست موضوعة لضدِّ الخيْرِ وإنما هي موضوعةٌ للتَّفَرقِ والإنتشار وسُميت الأثقال لتفرّقِها . انتهى
والشَّراشِرُ : المحَبَّة وقال كُراع : هي محبَّةُ النفْسِ . قيل : هي جميعُ الجَسَدِ ومن أمثالِ الميدانيّ ألْقى عليه شراشِرهُ وأجْرانه وأجْرامه كلُّها بمعنىً . وقال غيره : ألقى شَراشِره : هو أن يُحبَّه حتّى يَسْتْهلكَ في حُبه . وقال اللِّحْيانيّ : هو هواهُ الذي لا يُريدُ أن يدَعَه من حاجِته قال ذو الرُّمة :
وكائنْ تَرى من رَشْدَة في كَريهةٍ ... ومنْ غَيَّةٍ تُلْقى عليها الشَّرَاشِرُ قال ابنث بَرّيّ : يُريدُ : كم تَرى من مُصيب في اعتقادٍ ورأْى وكم ترى من مُخْطيءِ في أفْعاله وهو جادٌّ مجتهدٌ في فِعْل ما لا ينْبغي أن يُفْعل يُلْقي شراشِرَه على مقابحِ الأمور وينْهمكُ في الاستكْثارِ منها . وقال الآخرُ :
ويُلْقى عليهِ كلَّ يَوْمِ كرِيهةٍ ... شَراشِرُ من حَيَّيْ نزار وألْبُب الألْبُب : عُروقٌ مُتَّصلة بالقلْب يقال ألقى عليه بناتِ ألْببه إذا أحبّه وأنشد ابن الأعرابيّ :
وما يدْرِي الحريصُ علامَ يُلْقي ... شَرَاشِره أيُخْطيءُ أم يُصيبُ والشَّراشِرُ من الذَّنَب . ذباذبُه أي أطرافه وكذا شراشِرُ الأجنحة : أطرافُها قال :
فعويْنَ يسْتعْجِلْنَه ولَقينَه ... يضْرِبْنه بشَراشِرِ الأذْنابِقالوا : هذا هو الأصلُ في الاستعمال ثمّ كُنِنى به عن الجُملة كما يقال أخذَه بأطْرافِه ويمَثّل به لمن يتوَجَّه للشيْءِ بكُلِّيَّته فيقال : ألْقى عليه شَراشِره كما قاله الأصمعيّ كأنَّه لتهَالُكهِ طَرحَ عليه نفْسَه بكلِّيته قال شيخنا نقلاً عن الشهاب وهذا هو الذي يَعْنُون في إطْلاقه ومُرادُهم : التَّوجُّهُ ظاهراً وباطناً الواحدة شُرْشُرَةٌ بالضم وضبطه الشِّهاب في العناية في أثناءِ الفاتحة بالفتحِ كذا نقله شيخُنا . وشَراشِره : قَطَّعه وشَّقَقهُ . وفي حديث الرُّؤيا " فيُشَرْشِرُ بشدْقهِ إلى قَفاه " . قال أبو عبيد : يعني يُقَطِّعه ويُشَقَّقه وقال أبو زُبيْد يصفُ الأَسدَ :
يَظَلُّ مُغبّاً عنده مِن فَرائسٍ ... رُفاتُ عظامٍ أو غريضٌ مُشَرْشَرُ وقيل : شرْشَر الشَّيْءَ إذا عَضَّه ثم نَفَضَه . وشَرْشَرَتْه الحيَّةُ : عضَّتْ . شَرْشَرت الماشيةُ النَّباتَ : أكَلَتْه أنشد ابن دُريد لجُبَيْها الأسدي :
فلوْ أنَّها طافتْ بنَبْت مُشرْشَر ... نفى الدِّقَّ عنه جدْبُه وهو كالِحُ وشرْشَرَ السِّكِّينَ : أحدَّها على الحجَرِ حتى يَخْشُن حَدُّها . والشُّرْشُورُ كعُصفُور : طائرٌ صغيرٌ قال الأصمعيّ : يُسَميه أهلُ الحجازَ هكذا ويسمّيه الأعرابُ البرْقش وقيل : هو أغْبَرُ على لَطافهِ الحُمَّرَةِ وقيل : هو أكبرُ من العُصفورِ قليلاً . والشرْشِرةُ بالكسرِ : عُشْبةُ أصغرُ من العرْفجِ ولها زهْرةٌ صفراءُ وقُضُبٌ وورقٌ ضخامٌ غيرٌ منبِتُها السَّهلُ تنْبُتُ مُتفسِّحة كأنها الحبالُ طُولاً كقيس الإنسانِ قائماً ولها حَبٌ كحَبِّ الهَرَاسِ وجمْعُها شِرْشِرٌ قال :
تَرَوى من الأحْداثِ حتّى تلاحقَتْ ... طَرائِقُه واهْتَّزَّ بالشِّرْشِرِ المَكْرُ وقال أبو حنيفَةَ عن أبي زياد : الشِّرْشِرُ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طُولاً كما يَذْهَبُ القُطَبُ إلا أنَّه ليس له شوْكٌ يُؤذي أحداً وسيأْتي قريباً في كلام المصنّف فإنه أعاده مرتيْن زَعْماً منه بأنّهما مُتغايرانِ وليس كذلك . والشِّرْشِرةُ بالكسر : القطْعةُ من كلِّ شْيءٍ . وشُراشِرٌ بالضم وشُرَيْشِرٌ كمُسَيْجد وشُرَيْشيرٌ كمُحَيْرِيب وشَرْشَرَةُ بالفتح أسماءٌ وكذا شَرارَةُ بالفتح وشِرْشِيرٌ . وشُرَيْرٌ كزُبَيْرٍ : ع على سبعة أميال من الجارِ قال كُثيرِّ عزَّةَ :
دِيارٌ بأعْناءٍ الشُّرَيْرِ كأَنَّما ... عليهنَّ في لأكنافِ عَيْقةَ شِيدُ كذا في اللّسان ونقل سيخُنا عن اللّسان أنه أطُمٌ من الآطامِ ولم أجده في اللسان . ونقل عن المراصد أنه بديار عبد القيْس . قلْت : ونقل بعضُهم فيه الإهمال أيضاً وقد تقدم الإيماءُ بذلك . وشَرَّى كحتّى : ناحيةٌ بهَمَذان نقله الصاغانيّ . وشروْرى : جبلٌ لبني سُليْم مُطِلٌّ على تَبوك في شرْقّيها ويُذْكر مع رحْرَحان وهو أيضاً في أرضِ بني سُليْمٍ بالشام
والمُشَرْشِرُ كمُدَحْرج : الأسد من الشَّرْشَرةِ وهو عضُّ الشْيءِ ثم نفْضُه كذا قاله الصّاغانيّ : وعن اليَزيديّ : شَرَّرّه تشْرِيراً : شَهَره في الناس . قيل لللأسديَّةِ أو لبعضِ العربِ : ما شَجَرَةُ أبيك ؟ فقال : قُطبٌ وشرْشرٌ ووطْبٌ جَشِرٌ . قال الشَّرْشَرُ خيرٌ من الإسْليخ والعَرْفَجِ . قال ابن الأعرابيّ : ومن البُقول الشَّرْشَرٌ هو بالفتح ويُكسرُ . وقال أبو حنيفة عن أبي زياد الشِّرشِرُ : نَبْتٌ يذْهبُ حِبالاً على الأرْضِ طولاً كما يذْهب القُطبُ إلا أنه ليس له شَوكٌ يُؤذِي أحداً . وقال الأزهريّ : هو نَبْتٌ معروفٌ وقد رأيتُه بالباديةِ تَسْمن الإبلُ عليه وتغْزُر وقد ذكره ابن الأعرابيّ وغيره في أسماءِ نُبُوتِ البادية
وشِواءٌ شَرْشَرٌ كجَعْفر : يتقاطَرُ دَسَمُه مثل شَلْشَل وكذلك شِواءٌ رِشْراشٌ وسيأتي في محلّه وتقدم له ذكر في س ع ب ر ومما يستدرك عليه : شَرَّيَشُرِّ إذا زاد شَرُّه وقال أبو زيد : يقال في مثلٍ كُلّما تَكْبَر تَشِرّ وقال ابن شُمَيْل : من أمثالهم شُرّاهُنّ مُرّاهُن . وقد أشَرَّ بنو فُلانٍ فُلاناً أي طَرَدوه وأوْحَدوه . والشُّرَّي بالضم : العَيَانةُ من النساءِ قاله أبو عَمْرٍو . والأشِرةُ : البُحور وبه فُسّر قولُ الكُمَيْت :إذا هُو أمْسَى في عُبابِ أشِرَّةٍ ... مُنيفاً على العِبْرَيْنِ بالماءِ أكْبَدا ويروى : إذا هُو أضْحى سَامِياً في عُبابِه وفي حديث الحجَّاج : لها كِظَّةٌ تشْترُّ . قال ابن الأثير : يُقال اشْترَّ البعيرُ كاجْترّ وهي الجِرَّةُ لما يُخْرِجُه البعيرُ من جوفه إلى فمه يَمْضغه ثم يبتلعُه والجيم والشين من مَخرجٍ واحد