حَتَّى وَقَفُوا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ. (حديث). 3. "شَفِيرُ الوَادِي" : ...
حَتَّى وَقَفُوا عَلَى شَفِيرِ جَهَنَّمَ. (حديث). 3. "شَفِيرُ الوَادِي" : نَاحِيَتُهُ الْعُلْيَا.
الشُّفْرُ بالضمِّ شُفْرُ العينِ وهو أصلُ مَنبتِ الشعرِ في الجفنِ وليس الشفرُ من الشعر في شيءٍ وهو مُذكر صرح به اللحانيّ والجمع أشفارٌ قال سِبويهِ : لا يُكسر على غير ذلك ويُفتحُ لغة عن كُراع . وقال شَمرٌ : أشفارُ العينِ : مَغْرزُ الشعرِ والشعرُ : الهدبُ
وقال أبو منصور : شُفرُ العينِ : مَنابتُ الأهدابِ من الجفون . وفي الصحاح : الأشفارُ : حُروفُ الأجفانِ التي يَنبتُ عليها الشعرُ وهو الهدبُ . قال شيخنا : وكان الأولى ذِكرُ ويفتح عَقبَ قوله بالضمّ على ما هو اصطلاحه واصطلاحُ الجماهيرِ وقوله : أصلُ مَنبت الشعر إلخ مُستدركٌ ولو قال : مَنبتُ الشعر لأصابَ واختصرَ
قلت : أما مُخالفته لاصطلاحهِ في قوله ويُفتح فمسلم وأما ذِكره لفظة أصل فإنه تابعِ فيها ابنَ سيده في المُحكم والزمخشري في الأساس فإنه هكذا لفظهما ثم نقل عن ابن قُتيبةَ ما نصه : العامةُ تجعلُ أشفارَ العينِ الشعرَ وهو غلطٌ إنما الأشفارُ : حُروفُ العينِ التي يَنبتُ عليها الشعرُ والشعر : الهُدبُ والجفنُ : غِطاءُ العينِ الأعلى والأسفل فالشفرُ : هو طرفُ الجفنِ انتهى . قلت : وقد جاءَ الشُّفر بمعنى الشعرِ في حديثِ الشعبيّ : " كانوا لا يؤقتونَ في الشُّفرِ شيئاً " أي لا يجبون شيئاً مقدراً لأنّ الديةَ واجبةٌ في الأجفانِ بالإجماع فلا محالةَ يُريدُ بالشفر هنا الشعرَ صرحَ به ابنُ الأثير وذكر فيه خِلافاً . الشُّفْر : ناحيةُ كُلِّ شيءٍ كالشفيرِ فيهما أي في الناحيةِ والعينِ أما استعمالُ الشفيرِ في الناحيةِ فظاهرٌ وأما في العينِ فقيل : هو لُغةٌ في شفرِ العينِ وقيل : يرادُ بِه ناحيةُ المَاقِ من أعلاه وبه فسر ابنُ سِيده ما أنشده ابنُ الأعرابي :
بزرقاوينِ لم تُحرفْ ولما ... يُصبها غائرٌ بشفيرِ ماقِ الُّفر : حَرفُ الفرجِ كالشافرِ يقال لنا حيتيْ فرجِ المرأة : الأسكتانِ ولطرفيهما : الشُّفرانِ . وقال الليثُ : الشافرانِ منْ هنِ المرأةِ . والشفرةُ كفرحةٍ والشفيرةُ كسفينة : امرأةٌ تجدُ شَهوتها في شُفرها أي طرفِ فرجها فتنزل ماءها سريعاً أو هي القانعةُ من النكاحِ بأيسره وهي نقيضُ القعرة والقَعِيرة . وشفرها شفراً : ضربَ شُفرها في النكاحِ . وشَفرت كفرحَ شفارةً : قَرُبَتْ شَهوتها أو أنزلتْ . من المَجاز : يُقال : ما بالدارِ شَفرةٌ كحمزة وشَفرٌ بعير هاءٍ وشُفرةٌ بالضم أي أحدٌ وقال الأزهريّ : بفتح الشين قال شمرٌ ولا يجوز شُفرٌ بضمها فالذي في المُحكمِ والتهذيب والأساسِ وغيرها من الأمهات : شُفرٌ وشفر وأما شَفرةٌ فرواه الفراءُ ونقله الصاغانيّ . وقال اللحيانيّ : ما بالدار شُفرٌ بالضمّ لغة في الفتح وقد جاءَ بغيرِ حَرفِ النفي قال ذو الرُّمةِ :
تَمرُ لنا الأيامُ ما لمحتْ لنا ... بصيرةُ عينٍ من سِوانا على شَفرِ أي تمر بنا أي ما نظرتْ عينٌ منا إلى إنسان سِوانا ويُروى إلى سَفرِ يريد المُسافرينَ وأنشد شَمرٌ :
رَأتْ إخواتي بعدَ الجميع تفرقوا ... فلمْ يبقَ إلا واحدٌ منهم شَفرُ . والمِشْفَرُ بالكسر للبعيرِ كالشفةِ لكَ ويفتح وفي الصحاح : والمِشفرُ من البعيرِ كالجحفلةِ من الفرسِ ج مَسافرُ وقد يُستعملُ في الناس على الاستعارة وكذا في الفرسِ كما صرح به الجوهريُّ حيث قال : ومَشافرُ الفرسِ مُستعارةٌ منه . وقال اللحيانيّ : إنه لَعظيمُ المشافرِ يقال ذلك في الناسِ والإبلِ قال : وهو من الواحدِ الذي فُرق فجعلِ كلُّ واحدٍ منه مشفراً ثم جُمعَ قال الفرزدقُ :
فلو كُنتَ ضبياً عرفتَ قَرابتي ... ولكنَّ زِنجياً عظيمَ المشافرِوقال أبو عبيد : إنما قيل : مَشافرُ الحبشِ تشبيهاً بمشافرِ الإبلِ . المِشفرُ : المنعةُ والقوةُ . المِشْفَرُ : الشدةُ والهلاكُ وبه يُفسر ما قاله الميدانيّ : تركته على مِشفرِ الأسدِ أي عُرضة للهلاكِ وهذا قد استدركه شيخنا . المِشفرُ : القِطعةُ من الأرضِ . المِشفرُ : القِطعةُ من الرملِ وكلاهما على التشبيه . في المثل أراكَ بَشرٌ ما أحارَ مِشفرٌ أي أغناكَ الظاهرُ عن سُؤالِ الباطنِ وأصلهُ في البعيرِ وذلك لأنكَ إذا رأيتَ بشره سَميناً كانَ أو هزيلاً استدللتَ به على كيفيةِ أكله . والشفيرُ كأميرٍ : حدُّ مِشفرِ البعيرِ . الشفيرُ من الوادي : حرفه وجابنه ومنه شَفيرُ جهنمَ أعاذنا الله تعالى منها . وقيل : الشفيرُ : ناحيةُ الوادي من أعلاه كشُفره بالضم وشَفيرُ كُل شيءٍ : حرفهُ وحرفُ كُلِّ شيءٍ شُفره وشفيرهُ كالوادي ونحوه . والشنفري : مفتوحٌ مَقصورٌ : اسمُ شاعرٍ من الأزدِ وهو فنعلى وكان من العدائينَ وفي المثلِ أعدى منَ الشَّنْفري وسيأتي للمصنف في شنفر وقد سقطَ من بعض النُّسخِ من قوله والشَّنْفري إلى قوله فنعلى . وشفرَ المالُ تشفيراً : قلَّ وذهبَ عن ابن الأعرابيّ وأنشدَ لشاعرٍ يذكرُ نسوةً :
مُولعاتٌ بَهاتِ هَاتِ فإنْ شَفَّ ... رَ مالٌ أردنَ مِنكَ الخِلاعا . قلت : هو إسماعيلُ بن عمار منه شَفرتَ الشمسُ تشفيراً إذا دنتْ للغروبِ تشبيهاً بالذي قل ماله وذهبَ . كذلك قولهم : شفرَ الرجُلُ على الأمرِ تشفيراً : أشفى . والشفرةُ بفتح فسكون وهو الذي صَرحَ به غيرُ واحدٍ من الأئمة ولا يعرف غيره قال شيخنا إلا ما ذكره صاحبَ المُغرب فإنه قال : الشفرةُ بالفتح والكسر : السَّكينُ العظِيمُ وما عُرضَ من الحديد وحُددَ ج شِفارٌ بالكسر . وشِفرُ بكسر فسكون . الشَّفرةُ جانبُ النصلِ وقال أبو حنيفة : شفرتا النصلِ : جانباهُ وسمى صاحبُ المُغربِ النصلَ العَريضَ . شَفرةً . الشفرةُ : حدُّ السيفِ وقيل : شَفراتُ السيوفِ : حُروف حدها قال الكُميتُ يَصفُ السيوفَ :
يرى الراؤونَ بالشفراتِ منها ... وقودَ أبي حُباحبَ والظبينا . الشفرةَ : إزميلُ الإسكاغِ الذي يَقطعُ به . التشفيرُ : قِلةُ النفقة قاله ابن السكيت ومنه عيشٌ مُشفرٌ كمحدثٍ : ضيقٌ قليلٌ قال الشاعر وهو إياسُ بنُ مالكِ بنِ عبدِ الله بن خبيريّ :
قد شَفرتْ نفقاتُ القومِ بعدكمُ ... فأصبحوا ليسَ فيهم غيرُ ملهوفِ يُقال : أُذُنٌ شُفاريةٌ وشرافيةٌ بالضمّ : عظيمةٌ وقيل : ضخمة قاله أبو عُبيدٍ وقيل : طَويلةٌ قاله أبو زيد وقيل : عريضة لينةُ الفرعِ . ويربوعٌ شُفاريٌّ بالضمّ : ضخمُ الأذنينِ أو طويلهما العاري البراثنِ ولا يُلحقُ سَريعاً وهو ضربٌ من اليرابيعِ ويقال لها : ضأنُ اليرابيعِ وهي أسمنها وأفضلها يكون في آذانها طُولٌ . أو هو الطويلُ القوائمِ الرخوُ اللحمِ الدِسمُ أي الكثيرُ الدسمِ قال :
وإني لأصطادُ اليرابيعَ كُلها ... شُفاريها والتدمري المُقصعاالتدمري : المكسور البراثنِ الذي لا يكاد يُلحق . وشفرَ كفرحَ : نقصَ عن ابن الأعرابي . شُفارُ كغُراب هكذا ضبطه نصرٌ وضبطه الصاغانيّ بالفتح : جزيرةٌ بين أوالَ وقطرَ ذكره الصاغانيّ في التكملة ويأتي ذِكرُ أوالَ وقَطرَ في محلهما . وذو الشُّفْرِ بالضمّ : ابن أبي سَرح بن مالكِ بن جَذيمةَ وهو مصطلقُ خُزاعيٌّ . ذو الشُّفرِ هكذا باللام قيده الصاغانيّ فقول شيخنا : والمعروفُ فيه أنه ذو شُفرٍ بغير ال ففيه بحثُ سَلعٍ محلُّ تأملٍ : والدُ تاحةَ هكذا بالحاءِ المهملة في نسختنا وفي بعضها بالجيم وهو الصواب واسمه هرُّ بنُ عَمرو بن عوفِ بنِ عديّ كما ذكرهُ الصاغانيّ وهو أحدُ أذواءِ اليمن قال ابنُ هِشامٍ الكلبيّ إمامُ السيرِ : حفرَ السيلُ عن قبرٍ باليمنِ فيه امرأةٌ في عنقها سَبعُ مَخانقَ جمع مِخنقٍ وهي المِحس من دُرٍّ أبيضَ وفي يديها ورجليها من الأسورةِ والخلاخيلِ والدماليجِ سبعةٌ وفي كل إصبعٍ خاتمٌ فيه جوهرةٌ مُثمنةٌ أي ذاتُ قيمةٍ وعند رأسها تابوتٌ مملوءٌ مالاً ولوحٌ فيه مكتوبٌ ما نصه : باسمكَ اللهم إله حميرَ أنا تاحةُ بنتُ ذي شُفرٍ بعثتُ مائرنا إلى يوسفَ أي عَزيزِ مِصرَ فأبطأ علينا فبعثتُ لاذتي بالذال المُعجمة وهو من يلوذُ بها ممن يَعزّ عليها من حشمها وحشمِ أبيها بمُدٍّ من ورقٍ أي فِضةٍ لتأتيني بمدٍّ من طحينٍ فلم تجدهُ فبعثتُ بمدٍّ من ذَهبٍ فلم تجدهُ فبعثتُ بمدٍّ من بحريٍّ منسوب إلى البحرِ وهو اللؤلؤ الجيد وفي بعض النُّسخِ : من نحري بالنون والياءُ للإضافةِ أي من الحليِ كان في نحري وهو أنفسُ شيءٍ عنده والأولُ أولى والله أعلم ويدل له قولها : فأمرتُ به فطحنَ لأنّ غيره من الحُلي لا يقبلُ الطحنَ قاله شيخنا فلم تجدهُ فأمرتُ به فَطحنَ فلم أنتفعْ به فاقتفلتُ أي يبستُ جُوعاً من اقتفل افتعل من القفل وهو اليبس أو معناه هلكتُ كما سيأتي فمنْ سِمعَ بي فليرْحمني أي فليرقَّ لي أو ليعتبرْ بي أو المراد منه الدُّعاءُ لها بالرحمةِ كما هو مطلوب من المتأخر للمتقدمِ فإن كانت مُسلمةً فنسأل الله لها الرحمةَ الواسعة حتى تنسى جوعتها قاله شيخنا وأيةُ امرأةٍ لبستْ حلياً من حُليي فلا ماتتْ إلا ميتتي . إلى هنا تمامُ القصةِ التي فيها عِبرةٌ لأولى الأبصارِ واعتابرٌ لذوي الأفكار . ويقربُ من هذه الحكاية ما نقله السيوطي في حسنِ المُحاضرةِ في غلاءِ سنةَ ستين وأربعمائة نقلاً عن صاحب المرآة أن امرأةً خرجتْ من القاهرةِ وعها مُدُّ جوهرٍ فقالت : منْ يأخذه بمدِّ قَمح ؟ فلم يَلتفتْ إليها أحدٌ وكان هذا الغلاءُ لم يُسمع بمثلهِ في الدهورِ من عهدِ سَيدنا يُوسفَ الصديقِ عليه السلامُ اشتد القحطُ والوباءُ سبعَ سِنينَ مُتواليةً نسأل الله تعالى العفوَ والسماحَ . في حديثِ كُرْزٍ الفهريّ لما أغار على سَرحِ المدينةِ " كان يَرعى بشفرَ " كزفرَ جبل بمكةَ هكذا في النسخ والصواب : بالمدينةِ في أصلِ حمى أمِّ خالدٍ يهبطُ إلى بطنِ العقيقِ والظاهرِ أن هُنا سَقطَ عِبارة وصوابه : وكزفرَ : جبلٌ بالمدينة وبالفتح : جبلٌ بمكةَ ومثله في التكملة . وشفرها تشفيراً : جامعها على شُفرِ فرجها . ومما يستدرك عليه : سُفرُ الرحمِ وشافرها : حُروفُها . وشفرا المرأةِ وشافرها : حرفا رحمها . وعن ابن الأعرابيّ : شفرَ إذا آذا إنساناً . والشافرُ : المُهلكُ لمالهِ كذا في التكملة . وفي المثل : أصغرُ القومِ شَفرتهم أي خادمهم وهو مجاز وفي الحديث " أن أنساً كان شَفرةَ القومِ في السفرِ " معناه أنه كان خادمهم الذي يَكفيهمِ مهنتهم شُبهَ بالشفرةِ التي تُمتهنُ في قطع اللحم وغيره كذا في اللسان
وفي المغرب : ويربوعٌ شُفاريّ : على أذنه شَعرٌ كذا في الصحاح . وقيل : لليربوعِ الشفاريّ ظُفرٌ في وسط ساقه . والمِشْفرُ : الفرجُ نقله شيخنا عن روضِ الُّهيليّ واستدركه وهو غريب . والشفارُ ككتانٍ : صاحبُ الشفرةِ . ومن المجازِ قولهم : ما تركت السنةُ شَفراً ولا ظفراً أي شيئاً وقد فتحوا شَفراً وقالوا ظَفراً بالفتح على الإتباع كذا في الأساس . والمِشفرُ : أرضٌ من بلادِ عَديِ وتيمٍ قال الراعي :
فلما هبطنَ المِشفرَ العودَ عَرستْ ... بحيثُ التقتْ أجراعه ومشارفهْويروى مِشفر العودِ وهو أيضاً اسم أرضٍ . وقال ابن دُريد : شَفار كسحابٍ وقَطامئئِ : موضعٌ . وشفرتُ الشيء تشفيراً : استأصلته . وأشفرَ البعيرُ : اجتهدَ في العدوِ هكذا في التكملة ولعله أسفرَ وقد تقدم . وأبو مشفرٍ من كُنى الموتانِ . وشفراءَ محركةً ممدوداً : موضع وقبل بسكون الفاءِ