رجل أَشْوَهُ
قبيحُ الوجهِ يقال شاهَ وجْهُه يَشُوه وقد شوَّهَه اللهُ عز وجل فهو مُشَوَّه قال
الحُطيْئة أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ
وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً قَبُحَت وفي حديث النبي صلى الله
عليه و
رجل أَشْوَهُ
قبيحُ الوجهِ يقال شاهَ وجْهُه يَشُوه وقد شوَّهَه اللهُ عز وجل فهو مُشَوَّه قال
الحُطيْئة أَرى ثَمَّ وَجْهاً شَوَّهَ اللهُ خَلْقَه فقُبِّحَ مِنْ وَجْهٍ
وقُبِّحَ حامِلُهْ شاهَت الوجوهُ تَشُوهُ شَوْهاً قَبُحَت وفي حديث النبي صلى الله
عليه وسلم أَنه رَمى المُشْرِكينَ يومَ حُنَيْنٍ بكفٍّ مِنْ حَصىً وقال شاهَت
الوجوه فهَزَمَهم الله تعالى أَبو عمرو يعني قَبُحَت الوُجوهُ ورجل أَشْوَهُ
وامرأَة شَوْهاء إذا كانت قَبيحةً والاسم الشُّوهَة ويقال للخُطْبة التي لا
يُصَلَّى فيها على النبي صلى الله عليه وسلم شَوْهاء وفيه قال لابن صَيّادٍ شَاهَ
الوَجْهُ وتَشَوَّه له أَي تنَكَّر له وتغَوَّل وفي الحديث أَنه قال لصَفْوان بن
المُعَطَّل حين ضرَبَ حَسَّانَ بالسيف أَتَشَوَّهْتَ على قومي أَنْ هَداهُم الله
للإسلام أَي أَتنَكَّرْتَ وتقَبَّحْتَ لهم وجعلَ الأَنصارَ قومَه لنُصْرَتِهم إياه
وإنه لَقبيح الشَّوَهِ والشُّوهةِ عن اللحياني والشَّوْهاءُ العابِسةُ وقيل
المَشْؤومَةُ والإسمُ منها الشَّوَهُ والشَّوَهُ مصدرُ الأَشْوَه والشَّوْهاء وهما
القبيحا الوجهِ والخِلْقة وكل شيء من الخَلْق لا يُوافِق بعضُه بعضاً أَشْوَهُ
ومُشَوَّه والمُشَوَّهُ أَيضاً القبيحُ العَقلِِ وقد شاهَ يَشُوهُ شَوْهاً وشُوهةً
وشَوِهَ شَوَهاً فيهما والشُّوهةُ البُعْدُ وكذلك البُوهةُ يقال شُوهةً وبُوهةً
وهذا يقال في الذم والشَّوَه سُرعةُ الإصابَةِ بالعين وقيل شدَّةُ الإِصابةِ بها
ورجل أَشْوَه وشاهَ مالَه أَصابَه بعين هذه عن اللحياني وتَشَوَّه رَفَع طَرْفه
إليه ليُصِيبَه بالعين ولا تُشَوِّهْ عليَّ ولا تَشَوَّه عليّ أَي لا تَقُل ما
أَحْسَنَهُ فتُصِيبَني بالعين وخَصَّصه الأَزهري فروى عن أَبي المكارم إذا
سَمِعْتَني أَتكلم فلا تُشَوِّه عليّ أَي لا تَقُلْ ما أَفْصَحَكَ فتُصِيبَني
بالعين وفلانٌ يتَشوَّهُ أَموالَ الناسِ ليُصيبَها بالعين الليث الأَشْوَهُ
السريعُ الإصابة بالعين والمرأَةُ شَوْهاء أَبو عمرو إن نَفْسَهُ لتَشُوهُ إلى كذا
أَي تَطْمَح إِليه ابن بُزُرْج يقال رجل شَيُوهٌ وهو أَشْيَهُ الناسِ وإِنه
يَشُوهُه ويَشِيهُه أَي يَعِينُه اللحياني شُهْتُ مالَ فلانٍ شَوْهاً إِذا
أَصَبْته بعَيْني ورجل أَشْوَهُ بَيِّنُ الشَّوَهِ وامرأَةٌ شَوْهاءُ إِذا كانت
تُصِيبُ الناسَ بعَيْنها فتَنْفُذُ عَيْنُها والشائِِهُ الحاسدُ والجمع شُوَّهٌ
حكاه اللحياني عن الأَصمعي وشاهَهُ شَوْهاً أَفزعه عن اللحياني فأَنا أَشُوهُه
شَوْهاً وفرس شَوْهاء صفةٌ محمودةٌ فيها طويلةٌ رائِعة مُشْرِفةٌ وقيل هي
المُفْرِطةُ رُحْب الشِّدْقَيْنِ والمَنْخَرَيْنِ ولا يقال فرس أَشْوَهُ إِنما هي
صفة للأُنثى وقيل فرس شَوْهاء وهي التي رأْسها طُول وفي مَنْخَرَيْها وفَمِها
سَعةٌ والشَّوْهاء القبيحةُ والشَّوْهاءُ المَلِيحةُ والشَّوْهاء الواسِعةُ الفم
والشَّوْهاء الصغيرةُ الفم قال أَبو دواد يصف فرساً فهْيَ شَوْهاءُ كالجُوالِق
فُوها مُسْتَجافٌ يَضِلُّ فيه الشَّكِيمُ قال ابن بري والشَّوْهاء فرسُ حاجب بن
زُرارة قال بِشْرُ بن أَبي خازم وأَفْلَتَ حاجِبٌ تحْتَ العَوالي على الشَّوْهاء
يَجْمَحُ في اللِّجام وفي حديث ابن الزبير شَوَّه اللهُ حُلُوقَكمْ أَي وَسَّعها
وقيل الشَّوْهاءُ من الخَيْل الحَديدةُ الفُؤادِ وفي التهذيب فرس شَوْهاء إِذا
كانت حَديدةَ البصر ولا يقال للذكر أَشْوَهُ قال ويقال هو الطويل إِذا جُنِّبَ
والشَّوَهُ طُولُ العُنُقِ وارتفاعُها وإِشرافُ الرأْسِ وفرسٌ أَشْوَهُ والشَّوَهُ
الحُسْنُ وامرأَة شَوْهاء حَسنَةٌ فهو ضدٌّ قال الشاعر وبِجارةٍ شَوْهاءَ
تَرْقُبُني وحَماً يَظَلُّ بمَنْبِذِ الحِلْسِ وروي عن مُنْتَجِع بن نَبْهان أَنه
قال امرأَة شَوْهاءُ إِذا كانت رائعةً حَسَنةً وفي الحديث أَن النبي صلى الله عليه
وسلم قال بَيْنا أَنا نائمٌ رأَيتُني في الجَنَّة فإِذا امرأَةٌ شَوْهاءُ إِلى
جَنْبِ قصرٍ فقلت لِمَنْ هذا القصر ؟ قالوا لعُمَرَ ورجل شائه البصر وشاهٍ حديدُ
البصرِ وكذلك شاهي البصرِ والشاةُ الواحد من الغنم يكون للذكر والأُنثى وحكى
سيبويه عن الخليل هذا شاةٌ بمنزلة هذا رحمةٌ من ربي وقيل الشاةُ تكون من الضأْن
والمَعز والظَّباءِ والبَقَر والنعامِ وحُمُرِ الوحش قال الأَعشى وحانَ انْطِلاقُ
الشّاةِ من حَيْثُ خَيَّما الجوهري والشاةُ الثَّوْرُ الوَحْشِيّ قال ولا يقال
إِلا للذكر واستشهد بقول الأَعشى من حيث خَيَّما قال وربما شَبَّهوا به المرأَة
فأَنثوه كما قال عنترة يا شاةَ ما قَنَصٍ لِمَنْ حَلَّتْ له حَرُِمَتْ عليَّ
ولَيْتَها لم تَحْرُمِ فأَنتها وقال طرفة مُوَلَّلتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فيهما
كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ قال ابن بري ومثله للبيد أَو أَسْفَع
الخَدَّيْنِ شاة إِرانِ وقال الفرزدق تَجُوبُ بيَ الفَلاةَ إِلى سَعيدٍ إِذا ما
الشاةُ في الأَرْطاةِ قالا والرواية فوَجَّهْتُ القَلُوصَ إِلى سعيدٍ وربما كُنِيَ
بالشاة عن المرأَة أَيضاً قال الأَعشى فَرمَيْتُ غُفْلَةَ عَيْنِه عن شاتِه
فأَصَبْتُ حَبَّةَ قَلْبها وطِحالَها ويقال للثور الوحشي شاةٌ الجوهري تشَوَّهْتُ
شاةٌ إِذا اصْطَدْته والشاةُ أَصلها شاهَةٌ فحذفت الهاء الأَصلية وأُثبتت هاء
العلامة التي تَنْقلِبُ تاءَ في الإِدْراج وقيل في الجمع شِيَاهٌ كما قالوا ماء
والأَصل ماهَة وماءة وجمعوها مِياهاً قال ابن سيده والجمع شاءٌ أَصله شاهٌ وشِياهٌ
وشِوَاهٌ وأَشاوِهُ وشَوِيٌّ وشِيْهٌ وشَيِّهٌ كسَيِّدٍ الثلاثةُ اسمٌ للجمع ولا
يجمع بالأَلف والتاء كان جنساً أَو مسمى به فأَما شِيْه فعلى التوفية وقد يجوز أَن
يكون فُعُلاً كأَكَمةٍ وأُكُمٍ شُوُهٌ ثم وقع الإِعلال بالإِسكان ثم وقع البدل
للخفة كعِيدٍ فيمن جعله فُعْلاً وأَما شَوِيٌّ فيجوز أَن يكون أَصله شَوِيهٌ على
التوفية ثم وقع البدل للمجانسة لأَن قبلها واواً وياءً وهما حرفا علة ولمشاكلة
الهاء الياء أَلا ترى أَن الهاء قد أُبدلت من الياء فيما حكاه سيبويه من قولهم
ذِهْ في ذِي ؟ وقد يجوز أَن يكون شَوِيٌّ على الحذف في الواحد والزيادة في الجمع
فيكون من باب لأْآلٌ في التغيير إِلاَّ أَن شَوِيّاً مغير بالزيادة ولأْآلٍ بالحذف
وأَما شَيِّهٌ فَبيِّنٌ أَنه شَيْوِهٌ فأُبدلت الواو ياءً لانكسارها ومجاورَتها
الياء غيره تصغيره شُوَيْهة والعدد شِياهٌ والجمع شاءٌ فإِذا تركوا هاء التأْنيث
مدّوا الأَلف وإِذا قالوها بالهاء قصروا وقالوا شاةٌ وتجمع على الشَّوِيِّ وقال
ابن الأَعرابي الشاءُ والشَّويُّ والشَّيِّهُ واحدٌ وأَنشد قالتْ بُهَيَّةُ لا
يُجاوِرُ رَحْلَنا أَهلُ الشَّوِيِّ وعابَ أَهلُ الجامِلِ
( * قوله « لا يجاور رحلنا أهل الشويّ وعاب إلخ » هكذا في الأصل يجاور بالراء وعاب
بالعين المهملة وفي شرح القاموس لا يجاوز بالزاي )
ورجل كثيرُ الشاةِ والبعير وهو في معنى الجمع لأَن الأَلف واللام للجنس قال وأَصل
الشاة شاهَةٌ لأَن تصغيرها شُوَيْهة وذكر ابن الأَثير في تصغيرها شُوَيَّةٌ فأَما
عينها فواو وإِنما انقلبت في شِياهٍ لكسرة الشين والجمعُ شِياهٌ بالهاء أَدنى في
العدد تقول ثلاثُ شِياهٍ إِلى العشر فإِذا جاوَزْتَ فبالتاء فإِذا كَثَّرْتَ قلت
هذه شاءٌ كثيرة وفي حديث سوادَةَ بنِالرَّبيع أَتَيْتُه بأُمِّي فأَمَر لها
بشِياهِ غنمٍ قال ابن الأَثير وإِنما أَضافها إلى الغنم لأَن العرب تسمي البقرة
الوحشية شاة فميزها بالإِضافة لذلك وجمعُ الشاءِ شَوِيٌّ وفي حديث الصدقة وفي الشَّوِيِّ
في كل أَربعين واحدة الشَّوِيُّ اسم جمع للشاة وقيل هو جمع لها نحو كلْبٍ وكَلِيبٍ
ومنه كتابُه لقَطَنِ بن ِ حارثة وفي الشَّوِيِّ الوَرِيِّ مُسِنَّة وفي حديث ابن
عمر أَنه سئل عن المُتَعة أَيُجْزئُ فيها شاةٌ فقال ما لي وللشَّوِيِّ أَي
الشَّاءِ وكان مذهبه أَن المتمتع بالعمرة إِلى الحج تجب عليه بدنة وتَشَوَّه شاةً
اصْطادَها ورجل شاوِيٌّ صاحبُ شاء قال ولَسْتُ بشاويٍّ عليه دَمامَةٌ إِذا ما
غَدَا يَغْدُو بقَوْسٍ وأَسْهُمِ وأَنشد الجوهري لمُبَشِّرِ بن هُذَيْلٍ
الشَّمْخِيِّ ورُبَّ خَرْقٍ نازحٍ فَلاتُهُ لا يَنْفَعُ الشاوِيَّ فيها شاتُهُ ولا
حِماراهُ ولا عَلاتُهُ إِذا عَلاها اقْتَرَبَتْ وفاتُهُ وإِن نسبت إِليه رجلاً قلت
شائيٌّ وإِن شئتَ شاوِيٌّ كما تقول عَطاوِيٌّ قال سيبويه هو على غير قياس ووجه ذلك
أَن الهمزة لا تنقلب في حَدِّ النسب واواً إِلاَّ أَن تكون همزة تأْنيث كحمراء
ونحوه أَلا ترى أَنك تقول في عَطاءٍ عَطائيٌّ ؟ فإِن سميت بشاءٍ فعلى القياس
شائيٌّ لا غير وأَرض مَشاهَةٌ كثيرة الشاء وقيل ذاتُ شاءٍ قَلَّتْ أَم كثرت كما
يقال أَرض مأْبَلةٌ وإِذا نسبت إِلى الشاة قلت شاهِيٌّ التهذيب إِذا نسبوا إِلى
الشاء قيل رجل شاوِيٌّ وأَما قول الأَعشى يذكر بعض الحُصُون أَقامَ به شاهَبُورَ
الجُنو دَ حَوْلَيْنِ تَضْرِبُ فيه القُدُمْ فإِنما عنى بذلك سابُورَ المَلِكَ
إِلا أَنه لما احتاج إِلى إِقامة وزن الشعر رَدَّه إِلى أَصله في الفارسية وجعل
الاسمين واحداً وبناه على الفتح مثل خمسة عشر قال ابن بري هكذا رواه الجوهري
شاهَبُورَ بفتح الراء وقال ابن القطاع شاهبورُ الجنودِ برفع الراء والإِضافة إِلى
الجنود والمشهور شاهبورُ الجُنودَ برفع الراء ونصب الدال أَي أَقام الجنودَ به
حولين هذا المَلِكُ والشاهُ بهاء أَصلية المَلِكُ وكذلك الشاه المستعملة في
الشِّطْرَنْجِ هي بالهاء الأَصلية وليست بالتاء التي تبدل منها في الوقف الهاء
لأَن الشاة لا تكون من أَسماء الملوك والشاهُ اللفظةُ المستعملة في هذا الموضع
يُراد بها المَلِكُ وعلى ذلك قولهم شَهَنْشاهْ يراد به ملِك الملوك قال الأَعشى
وكِسْرى شَهَنْشاهُ الذي سارَ مُلْكُه له ما اشْتَهى راحٌ عَتيقٌ وزَنْبَقُ قال
أَبو سعيد السُّكَّرِيُّ في تفسير شَهَنْشاه بالفارسية إِنه مَلِكُ المُلوك لأَن
الشاهَ المَلِكُ وأَراد شاهانْ شاه قال ابن بري انقضى كلام أَبي سعيد قال وأَراد
بقوله شاهانْ شاهّْ أَن الأَصل كان كذلك ولكن الأَعشى حذف الأَلفين منه فبقي
شَهَنْشاه والله أَعلم
معنى
في قاموس معاجم
النَّاصِيةُ
واحدة النَّواصي ابن سيده الناصِيةُ والنَّصاةُ لغة طيئية قُصاصُ الشعر في مُقدَّم
الرأْس قال حُرَيْث بن عَتاب الطائي لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طَيِّءٌ
بحَرْبٍ كناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ وليس لها نظير إِلا حرفين بادِيةٌ وباداةٌ
وقارِي
النَّاصِيةُ
واحدة النَّواصي ابن سيده الناصِيةُ والنَّصاةُ لغة طيئية قُصاصُ الشعر في مُقدَّم
الرأْس قال حُرَيْث بن عَتاب الطائي لقَدْ آذَنَتْ أَهْلَ اليَمامةِ طَيِّءٌ
بحَرْبٍ كناصاةِ الحِصانِ المُشَهَّرِ وليس لها نظير إِلا حرفين بادِيةٌ وباداةٌ
وقارِيةٌ وقاراةٌ وهي الحاضِرةُ ونَصاه نَصْواً قبض على ناصِيَتِه وقيل مَدَّ بها
وقال الفراء في قوله عز وجل لنَسْفَعَنْ بالنّاصِيةِ ناصِيَتُه مقدَّمُ رأْسه أَي
لنَهْصُرَنَّها لنَأْخُذَنَّ بها أَي لنُقِيمَنَّه ولَنُذِلَّنَّه قال الأَزهري
الناصِية عند العرب مَنْبِتُ الشعر في مقدَّم الرأْس لا الشعَرُ الذي تسميه العامة
الناصية وسمي الشعر ناصية لنباته من ذلك الموضع وقيل في قوله تعالى لنَسْفَعَنْ
بالناصِية أَي لنُسَوِّدَنَّ وجهه فكَفَتِ الناصِيةُ لأَنها في مقدّم الوجه من
الوجه والدليل على ذلك قول الشاعر وكُنتُ إِذا نَفْس الغَوِيِّ نَزَتْ به سَفَعْتُ
على العِرْنِينِ منه بِمِيسَمِ ونَصَوْته قبضت على ناصِيَتِه والمُناصاةُ الأَخْذُ
بالنَّواصي وقوله عز وجل ما من دابة إِلا هو آخِذٌ بناصِيَتِها قال الزجاج معناه
في قَبْضَته تَنالُه بما شاء قُدرته وهو سبحانه لا يَشاء إِلا العَدْلَ وناصَيْتُه
مُناصاةً ونِصاء نَصَوْتُه ونَصاني أَنشد ثعلب فأَصْبَحَ مِثْلَ الحِلْسِ يَقْتادُ
نَفْسَه خَلِيعاً تُناصِيه أُمُورٌ جَلائِلُ وقال ابن دريد ناصَيْتُه جَذَبْت
ناصِيَتَه وأَنشد قِلالُ مَجْدٍ فَرَعَتْ آصاصا وعِزَّةً قَعْساءَ لَنْ تُناصى
وناصَيْتُه إِذا جاذبْته فيأْخذ كل واحد منكما بناصِيةِ صاحبه وفي حديث عائشة رضي
الله عنها لم تكن واحدةٌ من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تُناصِيني غير زَيْنَبَ
أَي تُنازِعُني وتباريني وهو أَن يأْخذ كه واحد من المُتنازعين بناصِيةِ الآخر وفي
حديث مقتل عُمر فثارَ إِليه فتَناصَيا أَي تَواخَذا بالنَّواصِي وقال عمرو بن مَعْدِ
يكرب أَعَبَّاسُ لو كانت شَناراً جِيادُنا بتَثْلِيثَ ما ناصَيْتَ بَعْدي
الأَحامِسا وفي حديث ابن عباس قال للحسين حين أَراد العِراق لولا أَني أَكْرَهْ
لنَصَوْتك أَي أَخذت بناصِيَتِك ولم أَدَعْك تخرج ابن بري قال ابن دريد النَّصِيُّ
عَظْم العُنُق ومنه قول ليلى الأَخيلية يُشَبّهُونَ مُلوكاً في تَجِلَّتِهمْ وطولِ
أَنْصِيةِ الأَعْناقِ والأُمَمِ ويقال هذه الفلاة تُناصِي أَرض كذا وتُواصِيها أَي
تَتَّصل بها والمفازة تَنْصُو المَفازة وتُناصيها أَي تتصل بها وقول أَبي ذؤيب
لِمَنْ طَلَلٌ بالمُنْتَصى غَيْرُ حائلِ عَفا بَعْدَ عَهْدٍ من قِطارٍ ووابِلِ ؟
قال السكري المُنْتَصى أَعلى الوادِيين وإِبل ناصِيةٌ إِذا ارتَفَعتْ في المرعى عن
ابن الأَعرابي وإِني لأَجِد في بطني نَصْواً ووَخْزاً أَي وَجَعاً والنَّصْوُ مثل
المَغَس وإِنما سمي بذلك لأَنه يَنْصوك أَي يُزْعِجُك عن القَرار قال أَبو الحسن
ولا أَدري ما وجه تعليله له بذلك وقال الفراء وجدْتُ في بطني حَصْواً ونَصْواً
وقَبْصاً بمعنى واحد وانْتَصى الشيءَ اخْتارَه وأَنشد ابن بري لحميد بن ثور يصف
الظبية وفي كلِّ نَشْزٍ لها مَيْفَعٌ وفي كلِّ وَجْهٍ لها مُنْتَصى قال وقال آخر
في وصف قطاة وفي كلِّ وَجْهٍ لها وِجْهةٌ وفي كلِّ نَحْوٍ لها مُنْتَصى قال وقال
آخر لَعَمْرُكَ ما ثَوْبُ ابنِ سَعْدٍ بمُخْلِقٍ ولا هُوَ مِمّا يُنْتَصى فيُصانُ
يقول ثوبه من العُذْر لا يُخْلِقُ والاسم النِّصْيةُ وهذه نَصِيَّتي وتَذَرَّيت
بني فلان وتَنَصَّيْتُهم إِذا تَزَوَّجت في الذِّروة منهم والنّاصِية وفي حديث ذِي
المِشْعارِ نَصِيّةٌ من هَمْدان من كلِّ حاضِر وبادٍ النَّصِيّةُ منْ يُنْتَصى من
القوم أَي يُخْتار من نَواصِيهم وهمُ الرُّؤوس والأَشْراف ويقال للرُّؤساء نواصٍ
كما يقال للأَتباع أَذْنابٌ وانْتَصَيْتُ من القوم رَجلاً أَي اخترته ونَصِيّةُ
القومِ خِيارُهم ونَصِيَّةُ المال بَقِيَّتُه والنَّصِيّة البَقِيَّة قاله ابن
السكيت وأَنشد للمَرّار الفَقْعَسي تَجَرَّدَ مِنْ نَصِيَّتها نَواجٍ كما يَنْجُو
من البَقَر الرَّعِيلُ
( * قوله « تجرد من لخ » ضبط تجرد بصيغة الماضي كما ترى في التهذيب والصحاح وتقدم
ضبطه في مادة رعل برفع الدال بصيغة المضارع تبعاً لما وقع في نسخة من المحكم )
وقال كعب بن مالك الأَنصاري ثَلاثةُ آلافٍ ونحنُ نَصِيّةٌ ثلاثُ مِئينٍ إِن
كَثُرْنا وأَربَعُ وقال في موضع آخر وفي الحديث أَن وفْدَ هَمْدانَ قَدِمُوا على النبي
صلى الله عليه وسلم فقالوا نحْنُ نَصِيَّةٌ من هَمْدانَ قال الفراء الأَنْصاء
السابقُونَ والنَّصِيَّةُ الخِيار الأَشراف ونَواصي القوم مَجْمَعُ أَشرافِهم
وأَما السَّفِلة فهم الأَذْنابُ قالت أُمّ قُبَيْسٍ الضَّبِّيّة ومَشْهَدٍ قد
كفَيْتُ الغائِبينَ به في مَجْمَعٍ من نَواصي النّاسِ مَشْهُودِ والنَّصِيَّةُ من
القوم الخِيارُ وكذلك من الإِبل وغيرها ونَصَتِ الماشِطةُ المرأَةَ ونَصَّتْها
فتَنَصَّتْ وفي الحديث أَن أُم سلمة
( * قوله « أن أم سلمة » كذا بالأصل والذي في نسخة التهذيب ان بنت أبي سلمة وفي
غير نسخة من النهاية أن زينب ) تَسَلَّبَت على حمزة ثلاثة أَيام فدعاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأَمرها أَن تنَصَّى وتَكْتَحِلَ قوله أَمرها أَن تنَصَّى أَي
تُسَرِّح شَعَرَها أَراد تَنَصَّى فحذف التاء تخفيفاً يقال تنَصَّتِ المرأَةُ إِذا
رجَّلت شَعْرَها وفي حديث عائشة رضي الله عنها حين سُئِلت عن الميت يُسرَّح رأْسه
فقالت عَلامَ تَنْصُون ميِّتَكم ؟ قولها تَنْصُون مأْخوذ من الناصِية يقال
نَصَوْتُ الرجل أَنْصُوه نَصْواً إِذا مَدَدْت ناصِيَتَه فأَرادت عائشة أَنَّ
الميتَ لا يَحتاجُ إِلى تَسْريحِ الرَّأْس وذلك بمنزلة الأَخذ بالناصِيةِ وقال
أَبو النَّجم إِنْ يُمْسِ رأْسي أَشْمَطَ العَناصي كأَنما فَرَّقَه مُناصي قال
الجوهري كأَنَّ عائشةَ رضي الله عنها كَرِهَت تَسْريحَ رأْسِ الميّتِ وانْتَصى
الشعَرُ أَي طال والنَّصِيُّ ضَرْب من الطَّريفةِ ما دام رَطْباً واحدتُه نَصِيّةٌ
والجمع أَنْصاء وأَناصٍ جمعُ الجمع قال تَرْعى أَناصٍ مِنْ حرير الحَمْضِ
( * قوله « حرير الحمض » كذا في الأصل وشرح القاموس بمهملات والذي في بعض نسخ
المحكم بمعجمات )
وروي أَناضٍ وهو مذكور في موضعه قال ابن سيده وقال لي أَبو العلاء لا يكون أَناضٍ
لأَنَّ مَنْبِتَ النصيِّ غير منبت الحمض وأَنْصَتِ الأَرضُ كثر نَصِيُّها غيره
النَّصِيُّ نَبت معروف يقال له نَصِيٌّ ما دام رَطباً فإِذا ابْيضَّ فهو الطَّريفة
فإِذا ضَخُمَ ويَبِس فهو الحَلِيُّ قال الشاعر لَقَدْ لَقِيَتْ خَيْلٌ بجَنْبَيْ
بُوانةٍ نَصِيّاً كأَعْرافِ الكَوادِنِ أَسْحَما
( * قوله « لقيت خيل » كذا في الأصل والصحاح هنا والذي في مادة بون من اللسان شول
ومثله في معجم ياقوت )
وقال الراجز نَحْنُ مَنَعْنا مَنْبِتَ النَّصِيِّ ومَنْبِتَ الضَّمْرانِ
والحَلِيِّ وفي الحديث رأَيتُ قبُورَ الشُّهداء جثاً قد نَبَتَ عليها النَّصِيُّ هو
نَبْتٌ سَبْطٌ أَبيضُ ناعِمٌ من أَفضل المَرْعى التهذيب الأَصْناء الأَمْثالُ
والأَنْصاءُ السَّابقُون