شَرِبَ الماءَ وغيره كسَمِع يَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع وضَبَطَه شَيْخُنا بالفَتْح وقَالَ : إِنَّه عَلَى القِيَاس ونَقَل أَيْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ وأَقْيَسُ . قُلْتُ : وسَيَأْتِي مَا يُنَافِيه . ويُثَلَّثُ ومنه قَوْلُه تَعَالَى : فشَارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ بالوُجُوه الثَّلاَثَةِ . قال يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأُمَوِيُّ : سَمْعْتُ ابْنَ جُرِيْحٍ يقرأُ : فَشَارِبُونَ شَرْبَ الهِيمِ فذَكَرْتُ ذلِكَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ فَقَالَ : ولَيْسَتْ كَذلِك إِنَّمَا هِيَ شُرْبَ الهِيم . قَالَ الفَرَّاءُ : وسَائِر القُرّاء يَرْفَعُون الشِّينَ . وفي حَدِيثِ أَيَّام التَّشْرِيقِ أَنَّهَا أَيَّامُ أَكْل وشُرَب يُرْوَى بالضَّمِّ والفَتْح وهُمَا بمَعْنىً والفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَيْن وَبِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو كذا في لِسَانِ العَرَب ومَشْرَباً بالفَتْح يَكُونُ مَوْضِعاً وَيُكُونُ مَصْدَراً وأَنْشَد :
ويُدْعَى ابنُ مَنْجُوفٍ أَمَامِي كَأَنَّه ... خَصِيٌّ أَتَى لِلمَاءِ مِنْ غَيْرِ مَشْرَبِ أَي مِنْ غَيْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ وسَيَأْتِي . وتَشْرَاباً بالفَتْح عَلَى تَفْعَال يُبْنَى عِنْدِ إرَادَة التَّكْثِيرِ : جَرَعَ وَمِثْلُه في الأَسَاس وَفِي قَوْلِ أَبِي ذُؤيْبٍ في وَصْف سَحَاب :
" شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ البَاءُ زَائِدَةٌ . وقيل : إِنَّهُ لَمَّا كَانَ شَرِبْنِ بِمَعْنى رَوِيْنَ وَكَانَ رَوِينَ مِمَّا يَتَعَدَّى بالْبَاء عَدَّى شَرِبْن بالبَاءِ . وفي حديثِ الإِفْكِ : لَقَد سَمِعْتُمُوه وأُشْرِبَتْه قَلُوبُكم أَي سُقِيَتْه كما يُسْقَى العَطْشَانُ المَاءَ . يُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ وأَشْرِبْتُه أَنَا إِذَا سُقِيتُه أَوِ الشَّرْبُ بالفَتْح بأَوِ المُنَوَّعَةِ لِلْخلاَف عَلَى الصَّوَاب . وسَقَط من نُسْخَةِ شَيْخنا مَصْدَرٌ كالأَكْلِ والضَّرْب . وبِالضَّم والكَسْرِ : اسْمَان من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان نص عليه أَبُو عُبَيْدَةَ والاسْم الشِّرْبَةُ بالكسر عن اللِّحْيانيّ . الشَّرْب بالفَتْح : القَومُ يَشْرَبُون ويَجْمِعُون عَلى الشَّرَاب . قال ابْنُ سِيدَه : فأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ كرَكْبٍ ورَجْلٍ وقيل هو جَمْعٌ كالشُّرُوب بالضَّمِّ . قال ابن سيده : أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِي فجَمْعُ شَارِبٍ كَشَاهِدٍ وشُهُودٍ وجَعَلَه ابن الأَعْرَابِيّ جمع شَرْب قَالَ : وَهُوَ خََطَأٌ قال : وَهَذَا مِمَّا يَضِيقُ عَنْه عِلْمُه لجَهْلِه بالنَّحْوِ . قال الأَعْشَى :
هُوَ الوَاهِبُ المُسْمِعَاتِ الشُّرُو ... بَ بَيْن الحَرِيرِ وبَيْن الكَتَنْ وقوله أَنْشَدَه ثَعْلَب :
يَحْسَبُ أَطْمارِي عَلَيَّ جُلُبَا ... مِثْلَ المَنَادِيل تُعَاطَى الأَشْرُبَايكون جَمْعَ شَرْب وشَرْب جَمْ'ُ شَارِب وَهُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِيبَوَيْه لَم يَذْكُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ يُكَسَّرُ عَلَى أَفْعُلٍ كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب ونَقَلَه شَيْخُنَا فأَجْحَفَ في نَقْله وَفِيه في حَدِيثِ عَلِيٍّ وَحَمْزَةَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا : وَهُو في هَذَا البَيْت في شَرْبٍ من الأَنْصَارِ . قيل : الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر . والشِّرْبُ بالكَسْرِ : الاسْمُ وقيلَ هو الماءُ بِعَيْنِه يُشْرَب والجَمْعُ أَشْرَابٌ كالمَشْربِ بالكَسْر ؛ وهو المَاءُ الَّذِي يُشْرَب قَالَهُ أَبُو زَيْد . الشِّرْبُ بالكسر أَيضاً : الحَظُّ منه أَي المَاء . يُقَالُ : لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَي نَصِيبٌ منه ذكرَهُمَا ابْنُ السِّكِّيتُ كَذَا في التَّهذيب . الشِرْبُ بالكَسر : المَوْرِدُ قَالَه أَبُو زَيْدٍ . جَمْعُه أَشْرَاب . قيل : الشِّرْبُ هُوَ وَقْتُ الشُّرْب قَالَ شَيْخُنا : قَالُوا إِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى الوَقْتِ بِضَرْبٍ من المَجازِ واخْتَلَفُوا في عَلاَقَتِه فتأَمَّل . والشَّرَابُ : ما شُرِبَ وفي نُسْخَةٍ مَا يُشْرَب مِنْ أَيِّ نَوع كَانَ وعَلَى أَيِّ حَالٍ كَانَ وجَمْعُه أَشْرِبَةٌ . وقيل : الشَّرَابُ والعَذَابُ لا يُجْمَعَان كما يَأْتي للمُصَنِّفِ في ن ه ر . وقال أَبو حنيفة : الشَّرَابُ كالشَّرِيب والشَّرُوبِ يرفَعُ ذَلِكَ إِلى أَبِي زَيْد . وفي لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ : اسمٌ لِمَا يُشْرَبُ وكَلُّ شَيْءٍ لا مَضْغَ فيه فإِنه يقال فيه يُشْرَب . والشَّرُوبُ : ما شُرِب . أَو هُمَا أَي الشَّرُوب والشَّرِيبُ : المَاءُ بين العَذْب والمِلْح . وقيل : الشَّرُوبُ : الذي فيه شَيْءٌ من العُذُوبَة وقد يَشْرَبُه النَّاسُ على مَا فِيه . والشَّرِيبُ : دون العَذْب ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَة وقد تَشْرَبُه : البَهَائِم ذَكَر هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَيْبَة ونَسَبَه الصَّاغَانِيّ إِلَى أَبِي زَيْد قلت : فَلَه قَوْلاَنِ فِيه وقيل : الشَّرِيب العَذْب وقيل : المَاءُ الشَّرُوب الذي يُشْرَب . المَأْجُ : المِلْحُ . قال ابْنُ هَرْمَة :
فإِنَّكَ بالقَرِيحَةِ عَامَ تُمْهَى ... شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَاهكذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَيْد بالقَرِيحَة والصَّوَابُ كَالقَرِيحَة . وفي التهذيب عن أَبي زيد : الماءُ الشَّرِيبُ : الذي لَيْسَ فِيه عُذُوبَةٌ وقد يَشْرَبُه النَّاسُ عَلَى مَا فِيه . والشَّرُوب : دُونَه في العُذُوبَة ولَيْسَ يَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ومِثْلُه حَكَاه صَاحِب كتاب المَعَالِم وابْنُ سِيدَه في المُخصّص والمُحْكَم . وقال الليث : مَاءُ شَرِيبٌ وشَرُوب : فيه مَرَارَةٌ ومُلُوحَةٌ ولم يَمْتَنِع من الشُّرْبِ ومِثْله قَالَ صَاحِبُ الوَاعِي . ومَاءٌ شَرُوبٌ وماءٌ طَعِيمٌ بِمَعْنىً وَاحد . وفي حديث الشورى : جُرْعَةٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ مُوبٍ يَسْتَوِي فِيهِ المذَكَّرُ والمُؤَنَّثُ وَلِهَذَا وُصِف به الجُرْعة . ضُرب الحَدِيثُ مَثَلاً لِرَجُلَيْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ وأَنْفَعُ والآخَر أَضَرُّ وأَرْفَعُ كذا في لِسَانِ العَرَب . وعن ابْنِ دُرَيْدِ : مَاءٌ شَرُوبٌ ومِيَاهٌ شَرُوبٌ ومَاءٌ مَشْرَبٌ كَشَرُوب عن الأَصمعي . وأَشْرَب الرجلُ : سَقَى إِبِلَه . أَشْرَبَ : عَطِش بِنَفْسِه . يُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَي عَطِشْنَا . قَالَ : اسْقِني فإِنَّني مُشْرِب رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِيّ وَفَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان يَعْنِي نَفْسَه أَوْ إِبِلَه . قال غيرُه : أَشْرَبَ : رَوِيتْ إِبله . وعَطِشَت رَجُلٌ مُشْرَبٌ : قَدْ شَرِبَتِ إِبِلُه ومُشْرِبٌ عطِشَت إِبلُه وهما عِنْدَه ضِدٌّ ونَسَبَه الصَّاغَانِيُّ إِلَى اللَّيْثِ . وأَشْرَبَ الإِبلَ فَشَرِبَت وأَشْرَب الإِبِل حَتَّى شَرِبَت . وأَشْرَبْنَا نَحْنُ : رَوِيَتْ إِبِلُنا . وأَشْرَبْنَا : عَطِشْنَا أَو عَطِشَت إِبِلُنَا . أَشْرَب الرَّجُلُ : حَانَ لإِبِلِه أَنْ تَشْرَبَ . من المجازِ : أَشْرَبَ اللَّونَ : أَشْبَعَه وكلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه وقد اشرابّ على مِثَالِ اشْهابّ . والإِِشْرَابُ : لَوْنٌ قد أُشْرِبَ مِنْ لَوْن . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَة أَي إِشْرَابٌ . ورَجُلٌ مُشِرَبٌ حُمْرَةً مُخَفَّفاً وإِذَا شُدِّد كان للتَكْثِيرِ والمُبَالَغَة . والشَّرِيبُ : مَنْ يَسْتَقِي أَو يُسْتَقَى مَعَك . وَبِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِي قَوْلَ الرَّاجز :
" رُبَّ شَرِيبٍ لَكَ ذِي حُسَاسِ
" شِرَابُه كالحَزِّ بالمَواسِي الحُساس : الشُّؤم والقَتْل . يَقُولُ : انْتِظَارُك إِيَّاه عَلى الحَوْضِ قَتْلٌ لَكَ ولإبِلك . الشَّرِيبُ : مَنْ يُشَارِبُكَ ويُورِدُ إِبِلَه مَعَكَ . شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَةً وشِرَاباً : شَرِبَ معه وهو شَرِيبِي . قال الراجز :
" إِذَا الشَّرِيبُ أَخَذَتْهُ أَكَّهْ
" فخَلِّه حَتَّى يَبُكَّ بَكَّهْالشِّرِّيبُ كسِكِّيت : المُولَعُ بالشَّراب ومِثْلُه في التَّهْذِيب . ورجل شَارِبٌ وشَرُوبٌ وشِرِّيبٌ وشَرَّابٌ : مُولَعٌ بالشَّرَاب . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْب . والشَّارِبَةُ : القَومُ يَسْكُنُون على ضِفَّة وفي نُسْخَةٍ ضَفّة بفَتْح الضَّادِ المُعْجَمَة النَّهْرِ وَهُم الَّذِينَ لَهُم مَاءُ ذلِكَ النَّهْرِ . والشَّرْبَةُ : النَّخْلَةُ الَّتي تَنْبُتُ من النَّوى جَمْعُه شَرَبَاتٌ . الشُّرْبَةُ . بالضَّمِّ : حُمْرَةٌ في الوَجْه . يقال : أُشْرِبَ الأَبْيَضُ حُمْرَةً : عَلاَه ذَلِك . وفيه شُرْبَةٌ من حُمْرَةٍ . ورجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَة وإِنَّه لمَسْقِي الدَّمِ مِثْلُه . وفي صِفَتِه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَةً وسَيَأْتِي بَيَانُه . الشُّرْبَةُ : ع ويُفْتَح في المَوْضَع وجاءَ ذلِك في شِعْرِ اْمرِئ القَيْسِ والصَّحِيحُ أَنَّه الشَّرَبَّةُ بتشديد الموحدة وإِنَّما غَيَّرهَا لِلضَّرُورَةِ . الشُّرْبَةُ : مِقْدَارُ الرِّيِّ مِنَ الْمَاءِ كالحُسْوَة والغُرْفَةِ واللُقْمَة . الشُّرَبَةُ كهُمَزَة : الكَثِيرُ الشُّرْبِ . يُقَالُ : رَجُلٌ أُكَلَة شُرَبَةٌ : كَثِيرُ الأَكْلِ والشُّرْبِ عن ابْنِ السِّكِّيت . كالشَّرُوبِ والشَّرَّاب كَكَتَّانٍ . ورَجُلٌ شَرُوبٌ : شَدِيدُ الشُّرْبِ كما تَقَدَّم . الشُّرَبَة بالتحريك : كَثْرَةُ الشُّرْبِ وجَمْعُ شَارِب كَكَتَبَة جَمْع كَاتِب نَقَلَه الفَيُّومِيّ في المِصْبَاحِ . قال أَبو حَنِيفَة : قَالَ أَبُو عَمْرو : إِنَّه لَذو شَرَبَةٍ إِذَا كَانَ كَثِيرَ الشُّرْب . الشُّرَبَةُ مِثْلُ الحُوَيْضِ يُحْفَر حَوْلَ النَّخْلَة والشَّجَرة يُمْلأُ مَاءً يَسَعُ رِيَّها فتَترَوَّى منه . والجَمع شَرَبٌ وشَرَبَاتٌ . قال زُهَيْرٌ :
يَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ ... عَلَى الجُذُوعِ يَخَفْنَ الغَمَّ والغَرَقَا وأَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ :
" مِثْل النَّخِيل يُرَوِّي فَرْعَها الشَّرَبُوفي حَدِيث عُمَرَ رَضِي الله عَنْه - اذْهَبْ إِلَى شَرَبَةٍ من الشَّرَبَات فادلُك رَأْسَك حتى تُنَقِّيَه وفي حَدِيثِ جَابِر : أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَعَدَلَ إِلَى الرَّبِيعِ فَتطَهَّر وأَقْبل إِلى الشَّرَبَّة . الرَّبِيعُ : النهر . الشُّرَبَةُ : كُرْدُ الدَّبْرَة وهي المِسْقَاةُ . والجَمْعُ مِنْ ذلِك كُلِّه شَرَبَاتٌ وشَرَبٌ . الشُّرَبَةُ : العَطَشُ . ولم تَزَلْ بِهِ شَرَبَةٌ هذا اليومَ أَيْ عَطَشٌ قاله اللِّحْيَانيّ . وفي التهذيب : جَاءَتِ الإِبِلُ وبِهَا شَرَبَةٌ أَي عَطَشٌ . وقد اشْتَدَّت شَرَبَتُها . وطَعَامٌ مَشْرَبَةٌ : يُشْرَبُ عَلَيْهِ الماءُ كَثِيراً . وطَعَامٌ ذُو شَرَبة إِذَا كانَ لا يُرْوَى فِيه من الماءِ . وفي لسان العرب : الشُّرَبَةُ : عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ ؛ لأَنَّ ذلِك يَدْعُوهَا إِلَى الشُّرْب . الشُّرَبَةُ شِدَّةُ الحَرِّ . يقال : يَوْمٌ ذو شَرَبَةٍ أَي شَدِيدُ الحَرِّ يُشْرَبُ فِيهِ المَاءُ أَكثر مِمّا يُشْرَبُ في غيره . والشَّوَارِبُ : عُرُوقٌ في الحَلْقِ تَشْرَبُ المَاءَ وهي مَجَارِيه وقيل : هِي عُرُوقٌ لازِقَةٌ بالحُلْقُومِ وأَسْفَلُهَا بالرِّئَة قَالَه ابْنُ دُرَيْدِ . ويقال : بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَى الوَتِين ولَهَا قَصَب منه يَخْرُجُ الصَّوْت . وقيل : هي مَجَارِي الماءِ في العُنُقِ وَهِيَ الَّتي يَقَعُ فِيهَا الشَّرَقُ ومِنْهَا يَخْرُج الرِّيقُ وقيل : شَوَارِبُ الفَرَسِ : نَاحِيَةُ أَوْدَاجِه حَيْث يُوَدِّجُ البَيْطَارُ وَاحِدُهَا في التَّقْدِيرِ شارِبٌ . وحِمَارٌ صَخِبُ الشَّوَارِبِ مِنْ هَذَا أَي شَدِيدُ النَّهِيقِ . وفي الأَسَاس ومِن المَجَازِ : يُقَال للمُنْكَرِ الصَّوْتِ : صَخِبُ الشَّوَارِبِ يُشَبَّه بالحِمَارِ انتهى . وفي لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ : الشَّوَارِبُ : مَجَارِي المَاءِ في العَيْنِ . قال أَبُو مَنْصُور : أَحْسَبُه أَراد مَجَارِيَ المَاءِ في العينِ الَّتِي تَفُورُ في الأَرْضِ لا مَجَارِيَ مَاءِ عَيْنِ الرَّأْسِ . والشَّوَارِبُ : مَا سَالًَ على الفَمِ من الشَّعَر . قال اللِّحْيَانِيُّ : وقَالُوا : إِنَّه لَعَظِيمُ الشَّوَارِب قال : وَهُوَ من الوَاحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ كُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ثم جُمِعَ عَلَى هَذَا . وقد طَرَّ شَارِب الغُلاَمِ وهُمَا شَارِبَانِ انْتَهَى . وقيل : إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ والتَّثْنِيَة خَطَأٌ . وقال أَبُو عَلِيّ الفَارِسيّ : لا يَكَاد الشَّارِب يُثَنَّى ومثلُه قَوْلُ أَبِي حَاتِم . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : قالَ الكِلاَبِيُّون : شَارِبَانِ باعْتِبَارِ الطَّرَفَيْن والجَمْعُ شَوَارِب نَقَلَه شَيْخُنا . وأَنْشَدَنِي الأَدِيبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِيّ بدَجْوَة مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَة :
لقد كنْتَ لي وَحْدِي وَوَجْهُك جَنَّتي ... وكُنَّا وكَانَت لِلزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فَعَارَضَنِي في رَوْض خَدِّك عَارضٌ ... وزَاحَمَني في وِرْدِ رِيقِك شَارِبُ والشَّارِبَان عَلَى مَا فِي التَّهْذِيب وغَيْرَه : ما طَالَ مِنْ نَاحِيَةِ السَّبَلَةِ أَو السَّبَلَةُ كُلُّها شَارِب واحد . قَالَه بَعْضُهُم ولَيْسَ بِصَوَاب . من المَجَازِ : أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلاَنٍ كذَا في النُّسَخ . وفي غير وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ فُلاَنَةَ أَي خَالَطَ قَلْبَه . وأُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّةَ هذَا أَيْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ . وفي التَّنْزِيلِ : وأُشْرِبُوا فِي قُلوبِهِمُ العِجْلَ أَي حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ المُضَافُ وأُقِيم المُضَافُ إِلَيْه مُقَامه ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب ؛ لأَنَّ العِجْلَ لا يُشْرَبُه القَلْبُ . وقال الزَّجَّاج : معناه أَي سُقُوا حُبَّ العِجْلِ فَحُذِفَ حُبّ وأُقِيم العِجْل مُقَامَه كما قَالَ الشَّاعِر :
وكَيْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ ... خَلاَلَتُه كَأَبِي مَرْحَبِأَي كخَلاَلِه أَبِي مَرْحَبٍ وأُشْرِبَ قَلْبُه كَذَا أَي حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه كما يَخْتَلِط الصَّبْغُ بالثَّوْبِ . وفي حديث أَبي بكر : وأُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ كذا في لسان العرب . وفي الأَسَاسِ ومِن المَجَازِ قَوْلُهم : رَفَع يَدَه فأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثم قَالَ بها على قَذَالي . من المَجَازِ تَشَرَّبَ الصِّبْغُ في الثَّوْب . وتَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ : نَشِفَهُ هكَذَا في نُسْخَتِنَا . والَّذِي في الأَسَاسِ ولِسَانِ العَرَب : الثَّوْبُ يَتَشَرّب الصِّبْغ أَي يَتَنَشَّفُه والثوبُ يَشْرَبُ الصِّبْغَ يَنْشَفُه . واسْتَشْرَبَ لَوْنُه : اشْتَدَّ . يقال : اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَةً أَي اشْتَدَّت حُمْرَتُها وذلك إِذَا كَانَت مِنَ الشِّرْيانِ حكاه أَبو حنيفة . والمَشْرَبَةُ بالفتح في الأَوَّل والثَّالِثِ وتُضَمُّ الرَّاء : أَرْضٌ لَيِّنَةٌ دَائِمَةُ النَّبَاتِ أَي لا يزال فِيهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَيَّانُ . المَشْرُبَةُ بالوَجْهَيْنِ : الغُرْفَةُ قال في الأَسَاس : لأَنَّهم يَشْرَبُون فِيهَا . وعن سيبويه : جَعَلُوه اسْماً كالغُرْفَة . وفي الحَدِيثِ أَنَّ النَّبيَّ صَلَى الله عليه وسَلَم كَانَ في مَشْرُبَة لَه أَي كَان في غُرْفَة وجَمْعُها مَشْرَبَاتٌ ومَشَارِبُ . المَشْرَبَةُ : العِلِّيَّةُ . قال شيخنا : هي كَعطْفِ التَّفْسير على الغُرْفَة وهي أَشْهَرُ من العِلِّيَّة وعليه اقْتَصَر الفَيُّوميّ انتهى . والمَشَارِبُ : العَلاَلِيّ في شِعْر الأَعْشَى . المَشْرَبَةُ : الصُّفَّةُ وقِيلَ : هي كالصُّفَّةِ بَيْن يَدَيِ الغُرْفَة . المَشْرَبَةُ : المَشِرَعَةُ . وفي الحديث : مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ على مَشْرَبَة . هي بفَتْح الراء من غير ضَمٍّ : المَوضِعُ الذي يُشْرَبُ مِنْه كالمَشْرَعَة ويُرِيدُ بالإِحَاطة تَمَلُّكَه ومنْعَ غيره منه . كذا في لسان العرب . ويوجد هنا في بعض النسخ بدل المشرعة المِشْرَبة كأَنَّه يقول : والمَشْرَبة بالفَتْح وكمِكْنَسَة أَي بالكسر وهو خطأٌ لما عَرَفت . وقد يُرَدُّ على المُصَنِّف بوَجْهَيْن : أَوَّلاً أَنَّ المَشْرَبَة بالوَجْهَين إِنَّمَا هُوَ في مَعْنَى الغُرْفَة فقط وبمعنى أَرْض لَيِّنة وَجهٌ وَاحِد وهو الفَتْح صَرَّحَ به غَيْرُ وَاحِدٍ . وثانِياً أَن المَشْرَبَة بالمَعْنَيَيْن الأَخِيرين إِنَّمَا هو كالصُّفَّة وكالمَشْرَعَة لا هما بِنَفْسِهما كَمَا أَشَرْنَا إِلَى ذلِكَ وقد أُغْفِل عن ذلك شَيْخُنا . المِشْرَبَةُ كمِكْنَسَة وجوَّزَ شيخُنا فيه الفَتح ونَقْلَه عن الفَيُّوميّ : الإِنَاءُ يُشْرَبُ فيه . والشَّرُوبُ : الَّتِي تَشْتَهِي الفَحْلَ . يقال : ضَبَّةٌ شَرُوبٌ إِذا كَانَت كَذلِكَ . عن أَبي عبيد : شَرَّبَ تَشْرِيباً . تَشْريبُ القِرْبَةِ : تَطْييبُها بالطِّين وذَلِكَ إِذَا كانت جَدِيدَةً فجَعَل فِيهَا طِيناً وماءً ليَطِيبَ طَعْمُها وفي نسخة تَطْيِينُها بالنُّونِ وهو خطأُ . وشَرِب به أَي الرَّجُلِ كَسَمِعَ وأَشْرَبَ به أَيْضاً : كَذَبَ عَلَيْهِ . من المَجَازِ : أَشْرَبَ إِبِلَه إِذَا جَعَلَ لِكُلِّ جَمَلٍ قَرِيناً فَيَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه : لأُشْرِبَنَّكِ الحِبَالَ والنُّسوعَ أَي لأَقْرُنَنَّكِ بِهَا . أَشْرَبَ الخَيْلَ : جَعَلَ الحِبَالَ في أَعْنَاقها . وأَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
وأَشْرَبْتُهَا الأَقْرانَ حتى أَنَخْتُها ... بِقُرْحَ وقد أَلْقَيْنَ كُلَّ جَنِينِأَشْرَب فُلاَناً وكذا البَعِيرَ والدَّابَّة الحَبْلَ : جَعَلَه أَي وَضَعَه في عُنُقِه . من المجَازِ : اشْرَأَبَّ إِليه ولَهُ اشْرِئْبَاباً : مَدَّ عُنُقَه ليَنْظُرَ أَو هُوَ إِذَا ارْتَفَع وعَلاَ وكُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبُّ قَالَه أَبُو عُبَيْد . والاسم الشُّرَأْبِيبَةُ بالضَّمِّ كالطُّمَأْنِينَة . . وقَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اشرأَبَّ النِّفَاقُ وارْتَدَّتِ العَرَبُ . أَي ارْتَفَع وعَلاَ وفي حَدِيث : يُنَادِي يَوْمَ القِيَامَة مُنَادٍ يا أَهْلَ الجَنَّةَ ويا أَهْل النَّار فيَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه أَي يَرْفَعُونَ رُءُوسَهم ليَنْظُرُوا إِلَيْه . وكُلُّ رَافعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ . وأَنْشدَ لذي الرُّمَّةِ يَصِفُ الظَّبْيَةَ ورَفْعَها رَأْسَهَا :
ذَكَرْتُكِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ ... أَمَامَ المَطَايَا تَشْرَئِبُّ وتَسْنَحُ قال : اشْرَأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَة وَهي الغُرْفَةُ كذا في لسان العرب . والشَّرَبَّةُ كجَرَبَّة قال شَيْخُنَا : وفي بَعْضِ النُّسَخ كخِدَبَّة بكسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَةِ وفي أُخْرَى بالجيم بَدَل الخَاءِ وكِلاَهُمَا على غَيْرِ صَوَاب وعن كُرَاع : لَيْسَ في الكلام فَعَلَّة إِلاَّ هذَا أَي الشَّرَبَّة وزِيد عليه قَوْلُهُم : جَرَبَّه وقد ذُكِرَ في مَوْضِعِهِ ولا ثَالِثَ لَهُمَا بالاستِقْرَاءِ وَهِيَ الأَرْضُ اللّيِّنَةُ المُعْشِبَةُ أَي تُنْبِتُ العُشْب لا شَجَرَ بها . قَالَ زُهَيْرٌ :
وإِلاَّ فإِنَّا بِالشَّرَبَّة فالِّلَوى ... نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ ونَيْسِرُ شَرَبَّة بتَشْدِيدِ البَاءِ بِغَيْر تَعْرِيفٍ : ع قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ :
بِشَرَبَّةٍ دَمِثِ الكَثِيبِ بِدُورِه ... أَرْطَى يَعُوذُ بِهِ إِذَا ما يُرْطَبُ يُرْطَبُ أَي يُبَلُّ . وقال : دَمِثُ الكَثِيب لأَنَّ الشَّرَبَّةَ مَوْضِعٌ أَو مَكَانٌ قاله ابنُ سِيدَه في المُحْكَم . وقال الأَصْمَعِيُّ : الشَّرَبَّةُ بِنَجْد . وفي مَرَاصِدِ الاطِّلاَع : الشَّرَبَّةُ : مَوْضِع بَيْنَ السَّلِيلَةِ والرَّبَذَةِ وهو بين الخَطِّ وَالرُّمَّة وخَطّ الجُرَيْب حتى يَلْتَقِيَا والخَطُّ : مَجْرَى سَيْلِهِمَا فَإِذَا الْتَقيَا انقطعت الشَّرَبَّة ويَنْتَهِي أَعْلاَهَا مِن القِبْلَةِ إِلى حَزْن مُحَارِب وقيل : هِيَ فِيمَا بَيْن الزَّبَّاءِ والنَّطُوفِ وفيها هَرْشَى وهي هَضْبَة دُون المَدينة وهي مُرْتَفِعَةٌ كَادَت تَكُونُ فيما بين هَضْبِ القَلِيبِ إِلَى الرَّبَذَة وقيل : إِذا جاوزْتَ النَّقْرَةَ ومَاوَانَ تُرِيدُ مَكَّة وَقَعْتَ في الشَّرَبَّة وهي أَشَدُّ بِلاَدِ نَجْدٍ قُرّاً ومنها الرَّبَذَةُ وتَنْقَطِعُ عِنْدَ أَعْلَى الجُرَيْب وهي مِنْ بَلاَدِ غَطَفَان وقيل : هي فِيما بَيْن نَخْل ومَعْدِن بَنِي سُلَيْم . قال : وَهَذِه الأَقَاوِيلُ مُتَقَارِبَةٌ . قلت : وكونه فِي دِيَارِ غَطَفَان هُوَ المَفْهُومُ مِنْ كَلاَمِ يَاقُوت في أُقُرٍ قال :
وإِلَى الأَمِيرِ من الشَّرَبَّةِ والِّلوَى ... عَنَّيْتُ كُلَّ نَجِيبَةٍ مِحْلاَلِالشَّرَبَّةُ : الطَّرِيقَةُ كالمَشْرَب يقال : ما زَالَ فُلاَنٌ على شَرَبَّةٍ وَاحِدَةٍ أَي على أَمْرٍ وَاحِدٍ . من المَجَاز عَنْ أَبِي عَمْرو : الشَّرْبُ : الفَهْمُ . يُقَالُ : شَرَب كَنَصَرَ يَشْرُب شَرْباً إِذَا فَهِمَ وشَرَب مَا أُلْقِي إِلَيْهِ : فَهِمَه . ويقال للبَليد : وحَلَبَ إِذَا بَرَكَ كما تَقَدَّم . شَرِبَ كَفَرِحَ إِذَا عَطِشَ . وشَرِبَ إِذَا رَوِيَ ضدّ . وشَرِبَ أَيضاً إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . شَرِبَ وفي نُسْخَةٍ : أَو عَطِشَت إِبِلُه ورَوِيَتْ عن ابْنِ الأَعْرَابِيِّ وَهُوَ ضِدٌّ وقد تَقَدَّمَ في أَشْرَب . وشِرْبٌ بالكَسْر : ع . شَرْبٌ بالفَتْح : ع آخَرُ بقُرْب مَكَّةَ حَرَسَها اللهُ تَعَالَى وفيه كَانَتْ وَقْعَةُ الفِجَارِ . وَشَرِيبٌ كأَمِيرٍ : مَوْضعٌ و : د بَيْنَ مكّةَ والبَحْرَيْن . و شرِيبٌ أَيْضاً : جَبَلٌ نَجْدِيٌّ في دِيَارِ بَنِي كِلاَب . وشُوْرَبَانُ بالضَّمِّ : ة بِكَسّ بفتح الكاف وكَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّين كما يَأْتِي . وشَرِبٌ كَكَتِفٍ : موضعٌ قربَ مَكَّةَ المُشَرَّفَة . وشُرَيْبٌ مصغراً وشُرْبُبٌ كقُنْفُذٍ : اسْمُ وَادٍ بعَيْنِه هو في شِعْر لَبِيد شُرْبُبَة بالهاء :
" هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ قال الصَّاغَانِيُّ : ولَيْسَ لِلَبِيدٍ على هَذَا الرَّوِيِّ شَيْءٌ . وشُرْبُوبٌ وشُرْبَةٌ بضَمِّهِنّ وقد تقدّم ضَبْطُ الأَخِير بِالفَتْح أَيْضاً وشَرْبَانُ بالفَتْح مَوَاضِعُ قد بَيَّنَّا بَعْضَها . ونُحِيل البَقِيَّةَ على مُعْجَم يَاقُوت ومَرَاصِدِ الاطِّلاَعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَيا بيَانَها . والشَّارِبُ . الضَّعِيفُ من جَمِيع الحَيَوَانِ . يقال : في بَعِيرِك شَارِبٌ وهو الخَوَرُ والضَّعْفُ في الحَيَوَانِ . وقد شَرِبَ كَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِيرُه . ويقال : نِعْم هَذَا البَعِيرُ لَوْلاَ أَنَّ فِيهِ شَارِبَ خَوَر أَي عِرْقَ خَوَرٍ . من المجاز : الشَّاربَانِ وهما أَنْفَانِ طَوِيلاَنِ في أَسْفَلِ قَائِم السَّيْف أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِبِ والآخَرُ مِن هذَا الجَانِبِ والغَاشِيَةُ : ما تَحْت الشَّارِبَيْنِ قَالَه ابْنُ شُمَيْلٍ . وفي التَّهْذِيبِ : الشَّارِبَانِ : مَا طَالَ مِنْ نَاحِيَة السَّبَلَةِ وبِذَلِكَ سُمِّيَ شَارِبَا السَّيْفِ . وشَارِبَا السَّيْفِ : ما اكْتَنَفَ الشَّفْرَة وَهُوَ مِنْ ذلِكَ . من المجَازِ : أَشْرَبْتَنِي بِتَاءِ الخِطَابِ ما لم أَشْرَب أَي ادّعَيْتَ عَلَيّ ما لَمْ أَفْعَلْ وهو مَثَلٌ ذكرَه الجَوْهَرِيُّ والمَيْدَانِيّ والزَّمَخْشَرِيّ وابْنُ سِيدَه وابْنُ فَارِس . وذُو الشُّوَيْرِب : شَاعِرٌ اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَني أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ كَان في زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعزِيزِ . والشُّرْبُبُ كقُنْفُذٍ : الغَمْلِيُّ من النَّبَاتِ وهو ما الْتَفَّ بعضُه على بَعْضٍ عن ابن الأَعْرَابِيّ . ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : قَوْلُهُم في المَثَل : آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً . وأَصْلُه في سَقْيَ الإِبِل لأَنَّ آخِرَهَا يَرِد وقَد نُزِف الحَوْضُ . والشَّرِيبَةُ من الغَنَم : التي تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِيَتْ فتَتْبَعُهَا الغَنَمُ هذه في الصَّحَاح . وفي بعض النسخ حَاشِيَة : الصَّوَابُ السَّرِيبَةُ بالسِّينِ المُهْمَلَة . والمَشْرَبُ : الوَجْهُ الَّذِي يُشْرَبُ مِنْهُ . والمَشْرَبُ : شَرِيعَةُ النَّهْرِ . ويقال في صِفَة بَعِيرٍ : نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبةِ هذَا يَقُولُ : يَكْتفِي إِلَى مَنْزِلِه الَّذِي يُرِيدُ بِشَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ لا يَحْتَاجُ إِلَى أُخْرَى . وتقول : شَرَّبَ مَالِي وأَكَّلَه أَيْ أَطْعَمَهُ النَّاسَ وسَقَاهُم . . وظَلَّ مَالي يُؤَكَّل ويُشَرَّب أَي يَرْعَى كَيْفَ شَاءَ وهو مَجَازٌ . وشَرَّبَ الأَرْضَ والنَّخْلَ : جَعَلَ : لَهَا شَرَاباً . وأَنْشَدَ أَبُو حَنِيفَةَ في صِفَة نَخْل :
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَةَ شُرِّبَتْ ... لِسَقْيٍ وجُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَاوكُلُّ ذَلِكَ من الشُّرْبِ . وقال بعض النَّحْوِيّينَ : من المُشْرَبَةِ حُرُوفٌ يَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَيْها نَحْوُ النَّفْخ إِلاَّ أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغْطَ المَحْقُورَة وهي الزَّايُ والظَّاءُ والذَّالُ والضَّادُ . قال سِيبويه : وبَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْويتاً من بَعْض . وشُرْبةُ بالضم : مَوْضِعٌ . قال امرُؤُ القَيْس :
كأَنِّي وَرَحْلِي فَوْق أَحْقَبَ قَارِحٍ ... بشُرْبَةَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ ويُروى بسُرَبة ويروى بحربة وقَد أَشَرْنَا لَهُ في السِّينِ والمُصَنِّفُ أَهمَلَه في المَوْضِعِين . وأَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِيّ بالضم الأَسْتَرَابَاذِيّ رَوَى عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء وعَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌو وعن عمرو هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِيسِيّ . وأَبُو بَكْر عَبْدُ الرَحْمَن ابْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِيّ بالفَتْح مُحَدِّثٌ . ومن المجاز : أُشْرِبَ الزَّرْعُ : جَرَى فِيهِ الدَّقِيقُ وكذلك أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ عداه أَبُو حنيفة سماعاً من العَرَب أَو الرُّواة . ويقال للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه : قد شَرِبَ الزَّرْعُ في القَصَب وشَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِيهِ . وفي حديث أُحُدٍ أَنَّ المُشْرِكِينَ نَزَلُوا عَلَى زَرْعِ أَهْلِ المَدِينَة وخَلُّوا فِيه ظُهُورهم وقد شُرِّبَ الزَّرْعُ الدَّقِيقَ . وفي رواية شَرِبََ الزرْعُ الدَّقِيقَ . وهو كِنَايَةٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ وقُرْبِ إِدرَاكِه . يقال : شَرِبَ السُّنْبُلُ الدقيقَ إِذَا صَارَ فِيه طُعْمٌ والشُّرْبُ فيه مُسْتَعَارٌ كأَنَّ الدَّقيقَ كان مَاءً فَشِربَه . وتَقُولُ للسُّنْبُل حِينَئذٍ شَارِبُ قَمْحٍ بالإِضافة . كَذَا في الأَسَاسِ . والشَّرَابُ بالكَسْر : مَصْدَرُ المُشَارَبَة والشِّرْب بالكَسر : وَقْتُ الشُرْب . وقال اللِّحْيَانِيّ : يُقَالُ : طَعَامٌ مَشْرَبَةٌ إِذَا كَانَ يُشْرَبُ عَلَيْه المَاءُ كثيراً كما قَالُوا : شَرَابٌ مَسْفَهَةٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَكثرتَ مِنْه فَلَمْ تَرْوَ . ومِمَّا اسْتَدْرَكَه شَيْخُنَا : شَرْبَةُ أَبِي الجَهْم . يُقَالُ للشَّيْءِ اللَّذِيذِ الوَخِيمِ عَاقِبَتُه وذَكَرَ لها قِصَّةً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِيّ نَقْلاً من المُضَافِ والمَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِيّ وأَنْشَدَ :
صَعِدَ في السُّلَّمِ وفي الدَّرَجَة وأَشباهه كَسَمِعَ صُعُوداً كَقُعُود ولا يُقال : أَصْعَدَ من مكة وأَصْعَدَ . و صَعَّد في الجَبَلِ وصَعَّد عليه تَصْعيداً كاصَّعَّدَ اصِّعَّاداً بالتشديد فيهما وحكي عن أبي زيد أنه قال : أَصْعَد في الجَبَل وصَعَّد في الأَرض : رَقِيَ مُشْرِفاً ولَمْ يُسْمَعْ صَعِدَ فيه أَي كَفَرِح . بل يقال : صَعِدَه . وهذا قولُ الجمهور ونقلَهُ الجوهَرِيُّ عن أبي زَيْد واتّفَقُوا عليه كما نَقَلَه شيخُنا . قلت : وقَرَأَ الحَسَنُ : " إِذْ تَصْعَدُونَ " جَعَل الصُّعُودَ في الجَبَلِ كالصُّعُودِ في السُّلَّمِ . وقال ابن السّكّيت : يقال صَعِدَ في الجَبَلِ وأَصْعَدَ في البِلاد . وقال ابن الأَعرابيّ : صَعِدَ في الجَبَل واستشهدَ بقوله تعالى : " إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلمُ الطَّيِّبُ " وقد رَجَع أبو زيدٍ إلى ذلك فقال : استوْأَرَتِ الإِبِلُ إذا نَفَرَتْ فَصَعِدَت في الجِبَال ذَكرَه في الهمز . وقد أَشار في المصباح إلى بعضٍ من ذلك . وأَصْعَدَ : أَتى مَكَّةَ زِيدَتْ شَرفاً قال أبو صخرٍ : يكون الناس في مَباديِهم فإذا يَبِسَ البَقْلُ ودخلَ الحرُّ أَخذوا إلى حاضرِهِم فمَن أَمَّ القِبْلَةَ فهو مُصْعِد ومن أَمَّ العِراقَ فهو مُنْحَدرٌ . قال الأَزهريُّ : وهذا الذّي قاله أبو صَخْرٍ كلامٌ عربيٌّ فَصيحٌ سَمِعتُ غيرَ واحد من العرب يقول : عارَضْنا الحَاجَّ في مُصَعدِهم أي في قصدِهم مَكَّةَ وعارضنَاهُم في مُنْحَدَرِهم أي في مَرجِعهمْ إلى الكوفة من مكةَ . قال ابن السِّكِّيت : وقال لي عمارة : الإِصعادُ إلى نَجْدٍ والحِجَازِ واليَمَنِ والانحدارُ إلى العِراقِ والشام وعُمَانَ فإذا عَرَفْتَ هذا ظَهَرَ لك ما في كلام المُصَنِّف من القصور . وأَصْعَدَ في الأرض ذهبَ قالهُ أبو منْصُور . ونصُّ عِبارَة الأَخفش : أَصْعَدَ في البلاد : سارَ ومضَى وذهَبَ قال الأَعْشى :
فإِنْ تَسْأَلِي عَنِّي فَيا رُبَّ سائِل ... حَفِيٍّ عن الأَعْشَى بِهِ حيثُ أَصْعَدَا ويقال : أَصْعَدَ الرجلُ في البلاد حيث تَوجَّه . وأَصْعَدَ في الأَرضِ والوادِي لا غيرُ : انحَدَرَ فيه وذَهَبَ من حَيُُْ يَجِيءُ السَّيْلُ ولم يَذْهَبْ إلى أَسْفَلِ الوَادِي كَصَعَّد فيه تَصْعِيداً . وأَنشدَ سيبويه لعبد الله بن هَمَّامٍ السَّلُولِيّ :
فإِمَّا تَرَيْنِي اليومَ مُزْجِي مَطِيَّتِي ... أُصَعِّدُ سَيْراً في البِلاَدِ وأَفْرِعُ
أَراد الصُّعُودَ في الأَماكِن العالية وأُفْرعُ هَأ هُنا أَنْحَدِرُ لأن الإِفراعَ من الأَضدادِ فقابَلَ التَّصعِيدَ بالتَّسَفُّلِ . هذا قَوْلُ أَبي زَيْدٍ . قال ابن بَرِّيِّ : إِنما جعَل : أُصْعِد بمعنى : أنحدر لقوله في آخِرٍ البيت : وأُفْرِعُ وهذا الذي حَمَل الأَخفشَ على اعتقادِ ذلك وليس فيه دَلِيلٌ لأن الإِفراعَ من الأَضداد يكون بمعَنى الانْحِدَارِ ويكون بمعنَى الإصعادِ وكذلك صَعَّدَ أَيضاً يجيءُ بالمَعْنَيَيْنِ يقال صَعَّدَ في الجَبَلِ إِذا طَلَعَ وإذا انحَدرَ منه فمن جَعل قوله : أُصَعِّدُ في البيتِ المذكور بمعنَى الإِصعاد كان قوله أُفْرِعُ بمعنَى الانحدار ومن جَعَلهَ بمَعْنَى الانْحِدَارِ كان قَوْلُه : أُفْرِعُ بمعنى الإِصعادِ قال : وحُكِيَ عن أَبي زَيْدٍ أَنه قال : أَصْعَدَ في الجَبَلِ وصَعَّدَ في الأَرضِ فعلَى هذا يكون المعنَى في البيت : أُصَعِّد طوراً في الأَرْضِ وطَوْراً أُفْرِعُ في الجَبَلِ . وفي الأَساس : أَصْعَدَ في الأَرض : ذهبَ مُستقبِلَ أرضٍ أَرفَعَ من الأُخرى . قلت : هو مأَ ؟ ْخوذٌ من عِبارة اللَّيْثِ قال الليثُ : صَعِدَ إذا ارْتَقى وأَصْعَدَ يُصْعِد إِصْعاداً فهو مُصْعِد إذا صار مُسْتَقْبِلَ حَدُورٍ أَو نَهَرٍ أَو وادٍ أَرفَع من الأخرى . وقال بعض المُفَسِّرينَ في تفسِيرِ قوله تعالى : " سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً " يقال : الصَّعُودُ : جَبَلٌ في النَّارِ من جَمْرَة واحدةٍ يُكَلَّفُ الكافِرُ ارتقاءهُ ويُضرَب بالمَقامِع فكلّما وَضع عليه رِجْلَهُ ذابتْ إلى أَسْفَلِ وَرِكِهِ ثم تَعُودُ مكانها صحيحةً ومنه اشتقَّ تَصَعَّدَنِي ذلك الشيء وتَصَاعَدَنِي أي شَقَّ عَليَّ . وقال أبو عُبَيْدٍ في قول عُمَر رضي الله عنه : " ما تَصَعَّدَنِي شيءٌ ما تَصَعَّدَتْنِي خِطْبةُ النِّكَاحِ " أي ما تكاءَدَتْنِي وما بَلَغَتْ مِنّي وما جَهَدَتْنِي وأَصله من الصَّعُودِ وهي العَقَبَةُ الشَّاقةُ يقال تَصَعَّدَه الأَمرُ إذا شَقَّ عليه وصَعُبَ قيل : إِنما تَصَعَّبُ عليه لِقُرْبِ الوُجُوه من الوُجُوهِ ونَظَرِ بعضهم إلى بعض . والإِصَّعُّدُ بالكسر وفتح الصاد وضمّ العَيْن المشدّدَّدتين والإِصَّاعُدُ بالكسر وشَدِّ الصَّاد وبعد الألف عينٌ مضمومةٌ نقلهما الصاغاني والاصْطِعَادُ بمعنى الصُّعُود قال اللِّيث : صَعَّدَ في الوادِي يُصَعِّدُ وأَصْعَدَ إذا انحَدر فيه . قال الأَزهَريُّ : والاصِّعَّادُ عندي مثل الصُّعُد قال الله تعالى : " كأَنَّمَا يَصَّعَّدُ في السَّمَاءِ " يقال : صَعِد واصَّعَّد واصَّاعَدَ بمعنَى واحد . وعن الليث : الصَّعُودُ بالفتح ضِدُّ الهَبُوط ج صُعُدٌ كزَبُورٍ وزُبُر وصَعَائدُ مثل عَجُز وعجائزَ . والصُّعُود : النّاقةُ تُلقى وَلَدَها بعْدَ ما يُشْعْرُ ثم تَرْأَمُ ولَدَها الأَوّلَ أَو وَلدَ غيرِهَا فَتَدِرُّ عليه . وقال اللَّيْث : هي ناقةٌ يَمُوت حُوَارُهَا فتَرْجِعُ إلى فَصيلِها فَتَدِرُّ عليه . ويقال . هو أَطْيَبُ لِلَبَنِها وأَنشدَ لخالدِ بن جَعفَرٍ الكِلابيّ يصف فَرَساً :
أَمَرْتُ لها الرِّعَاءَ لِيُكْرِمُوها ... لها لَبَنُ الخَلِيَّة والصَّعُودِقال الأَصمعيّ : الصَّعُودُ من الإِبِلِ : التي تَخْدِجُ لِستّةِ أَشهُرٍ أَو سبعة فَتُعْطَفُ على وَلَدِ عامِ أَوَّلَ ولا تكون صَعُوداً حتى تكون خادجاً والخَليَّةُ : الناقَةُ تَعْطِفُ مع أُخْرَى على وَلَد واحدِ فتَدِرَّانِ عليه فيتَخَلَّى أَهْلُ اليبتِ بواحدة يَحلُبونها . والجمع : صَعائدُ وصُعُدٌ . فأَمَّا سيبويه فأنكر الصُّعُدَ . ولو قال المصّنف : وبالفتح : الناقةُ . إلخ وأَخَّرَ ذِكْرَ الجُمُوعِ كان أَسْبَكَ وأَسْلَكَ لطريقته فإِن ذكرَ الهَبُوط وكَونَه ضِدّاً للصَّعُودِ من المستدركات كما لا يَخْفَى . وقد أَصْعَدَت النّاقَةُ وأَصْعَدْتُها أَنا بالأَلف وصَعَّدْتُها أَيضاً جَعلْتُها صَعُوداً عن ابن الأَعرابيِّ . والصَّعُود : جَبَلٌ في النارِ من جَمْرَة واحدة ويتَصَعَّد فيه الكافِرُ سَبْعِين خَرِيفاً ثم يَهْوِي فيه كذلك أَبداً . رواه ابن حِبَّانَ والحاكِمُ في المستدرك وأَورده السّيوطيُّ في جامعه . والصَّعُودُ : الطريقُ صاعداً مؤنَّثة والجمع : أَصْعِدَةٌ وصُعُدٌ . والصَّعُود : العَقَبَةُ الشَّاقةُ كالصَّعُوداء مَمدوداً قال تَمِيمُ ابن مُقْبِل :
وحَدَّثَهُ أَنَّ السَّبِيلَ ثَنيَّةٌ ... صَعُوداءُ تَدْعُو كُلَّ كَهْلِ وأَمْرَدَا وبَنَاتُ صَعْدَةَ بالفتح : حُمُرُ الوَحْشِ والنسبَة إليها : صاعدِيٌّ على غير قياس قال أَبو ذُؤَيْب :
فَرَمَى فأَلْحَقَ صاعِدِياً مِطْحَراً ... بالكَشْحِ فاشْتمَلتْ عليه الأَضْلُعُ والصَّعْدَةُ بالفتح : القَنَاةُ وقيل : هي المُسْتَوِيَةُ التي تَنْبُتُ كذلك لا تَحْتَاج إلى التَّثْقِيف . قال كَعْبُ بن جُعَيلٍ يَصفُ امرأةً شَبَّهَ قَدَّها بالقناة :
فإذا قامتْ إِلى جاراتها ... لاحَتِ السّاقُ بخَلْخال زَجِلْ
صَعْدةٌ نابِتةٌ في حَائرٍ ... أَيْنَمَأ الرِّيحُ تُمَيِّلْها تَملْ وكذلك القَصَبَةُ . والجمع : صِعَأدٌ . وقيل : الصّعْدة : الأَتانُ وفي الحديث : أَنَّه خرَجَ على صَعْدَة يَتْبَعُهَا حُذَاقِي عليها قَوْصَفٌ لم يَبْقَ منها إِلا قَرْقَرُهَا . الصَّعْدَةُ : الأَتَأنُ الطَّوِيلَةُ الظَّهْرِ والحُذَاقِيُّ : الجَحْشُ والقَوْصَفُ : القَطِيفةُ وقَرْقَرُهَأ : ظَهْرُها . والصَّعْدةُ : الأَلَّةُ بفتح الهمزة وتشديد اللام وهي أَصغرُ من الحَرْبَةِ وقيل هي نَحْوٌ من الأَلَّةِ . وفي بعض النسخ : الأَكَمة بدل الأَلَّة وهو تحريف . وصَعْدَةُ عَنْزٌ اسم له نقله الصاغاني والصَّعْدَة : اسمُ فَرَس ذُؤَيْبِ بن هِلالِ بن عُوَيْمِرٍ الخُزَاعِيّ . وصَعْدةُ : ع بل مدينةٌ كَبيرةٌ باليمنِ معرفة لا يَدْخُلها الأَلفُ واللام بينها وبين صَنْعَاءَ سِتونَ فَرْسَخاً . منه محمد بن إبراهيم بن مسلمٍ الصَّعْدِيّ يعرَف بابن البَطَّال سكن المَصِيصةَ عن سَلمةَ بن شَبِيبٍ وعنه حَمْزةُ بن محمدٍ الكِنانيّ . كذا أورده ابن الأَثير . وصَعْدَةُ : ماءٌ جَوْفَ عَلَمَيْ بَنِي سَلُولَ وصَعْدَةُ : ع لبني عوْف
ومن المجاز : قولهم : صَنَعَ أَو بَلَغَ كذا وكذا فصاعِداً أَي فما فوقَ ذلك وفي الحديث : لا صَلاَةَ لمن لم يَقْرَأ بفاتحةِ الكتاب فصاعِداً أَي فما زَادَ عليها كقولهم : اشتريتُه بدِرْهَمٍ فصاعِداً قال سيبويه : وقالوا أَخذْتُه بدِرْهَمٍ فصاعداً حذَفُوا الفِعْلَ لكثْرةِ استِعمالِهم إِيَّاه ولأَنَّهم أَمِنُوا أَن يكونَ على الباءِ لأنك لو قلْتَ : أَخذْتُه بِصاعدٍ كان قبيحاً لأَنه صِفةٌ ولا يكون في موضع الاسمِ كأَنه قال : أَخذْتُه بدرْهمٍ فزادَ الثَّمَنُ صاعداً أَو فذهب صاعداً ولا يجوز أن تَقول وصاعِداً لأَنّكَ لا تُريد أَن تُخْبِر أَنَّ الدِّرهمَ مع صاعدٍ ثمَنٌ لشيءٍ كقولك بدرهم وزيادة ولكنك أخبرتَ بأَدْنَى الثمنِ فجعلْته أَوَّلاً ثم قَرَّرْت شيئاً بعدَ شيءٍ لأثمانٍ شتى قال : ولم يُرد فيها هذا المعنى ولم يلزم الواو الشيئين أن يكون أحدهما بعد الآخر . وصاعداً بدل من زادَ ويَزيد وثُمَّ مثلُ الفاءِ إلا أَنَّ الفاءَ أَكثرُ في كلامِهِم . قال ابن جنّي : وصاعِداً : حالٌ مؤكِّدةٌ أَلاَ تَرَى أَن تقديرَه : فزادَ الثَّمَنُ صاعِداً . ومعلومٌ أَنَّه إِذا زادَ الثَّمَنُ لم يكن إِلاَّ صاعِداً ومثله قوله :" كَفَى بالنَّأْيِ منْ أَسْمَاءَ كافِ غير أَنّ للحالِ هنا مَزِيَّةً أَعْنِي في قوله : فصاعِداً لان صاعداً نابَ في اللفظِ عن الفِعْل الذي هو زاد وكاف : ليس نائباً في اللَّفظِ عن شيءٍ أَلا تَرَى أَنَّ الفِعْلَ الناصِبَ له الذي هو : كَفَى ملفوظٌ به معه . والصَّعْداءُ بفتح فسكون وضبطه بعضُ أَئمّة اللغة بالضم كالذي يأتي بعدَه والأولُ الصوابُ : المَشَقَّةُ كالصُّعْدُدِ بالضّمّ نقلَهما الصاغانيّ . والصُّعَداءُ كالبُرَحاءِ : تَنَفُّسٌ ممدودٌ طَوِيلٌ ومنهم من قَيَّدَه : إلى فَوْقُ وقيل هو التَّنَفُّس بِتَوجُّع وهو يَتَنَفَّس الصُّعَدَاءَ ويتنفس صُعُداً وتَصَعَّدَ النَّفَسُ : صَعُبَ مَخْرَجُه . وفي التنزيل : " فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً " قيل : الصَّعِيدُ : الأَرضُ بِعَيْنِهَا قاله ابن الأَعرابيِّ أَو الأَرضُ الطَّيِّبَةُ . وقال الفراءُ في قوله تعالى " صَعِيداً جُرُزاً " : الصّعِيد : التُّرابُ وقيل هو كلُّ تُرَابٍ طَيِّبٍ وقال غيره : هي الأَرْضُ المُسْتَوِيَة وقيل : هو المُرْتَفِعُ من الأَرض وقيل : الأرضُ المُرْتَفِعَةُ من الأَرضِ المنخفضة وقيل : ما لم يُخالِطه رَملٌ ولا سَبَخَةٌ . أَو وَجْهُ الأَرض لقوله تعالى " فتُصْبِحَ صعيداً زَلَقاً " قاله أبو إسحاق . وقال جَرير :
إذا تَيْمٌ ثَوَتْ بصَعيد أَرْضٍ ... بَكَتْ من خُبْث لُؤْمِهم الصَّعيدُ وقال الشافعي : لا يَقَعُ اسم صَعيد إلا على تُراب ذي غُبَارٍ فأَمّا البَطْحَاءُ الغَليظَةُ والكَثيبُ الغَليظُ فلا يقَعُ عليه اسم صَعيد وإِن خالطَهُ تُرابٌ أَو صَعيدٌ أَو مَدَرٌيَكُون له غُبارٌ كانَ الذي خالطه الصَّعيدَ . ولا يُتَيَمَّممُ بالنُّورة وبالكُحْل وبالزِّرْنيخ وكل هذا حجارة . قال أبو إسحاق الزجاج : وعلى الإنسان أن يضربَ بيدَيْه وَجْهَ الأَرْض ولا يُبَالي أَكان في المَوْضع تُرَابٌ أَو لم يكن لأَنّ الصَّعيدَ ليس هو التُّرَابَ إِنَّمَأ هو وَجْهُ الأَرْض تُرَاباً كان أو غيره . قال الليث : يقال للحديقة إذا خَرِبَتْ وذهب شجْراؤُها قد صارَت صَعيداً أَي أَرْضاً مُسْتَوِيَةً لا شَجَرَ فيها . ج : صُعُدٌ بضمتين وصُعُدَاتٌ جمْعُ الجمْع كطريقٍ وطُرُق وطُرُقاتٍ . والصَّعيد : الطَريق يكون واسعاً وضَيِّقاً سُمِّيَ بالصَّعيد من التُّرَاب جمْعُه صُعُدٌ وصُعُدَاتٌ أَيضاً ومنه حديثُ عليٍّ رضي الله عنه : إيّاكُم والقُعُودَ الصُّعُدَات إِلاَّ مَن أَدَّى حقَّها . هي الطُرقاتُ وقيل هي جمع صُعْدَة كظُلْمةٍ وهي فناءُ باب الدَّارِ وَمَمرُّ النّاس بينَ يَدَيْهِ ومنه الحديث : " لَخَرَجْتُم إلى الصُّعُدات تَجْأَرونَ إلى اللهِ " . والصَّعيدُ : القَبْرُ أورده أبو عمر المطرز . والصعيد : بلادٌ واسعة بمصر مشتملةٌ على نواحٍ وبلاد وقرى عامرة مَسيرَةَ خمْسَةَ عشرة يوماً طولاً وفي قوانين الديوان لابن الجيعان أن الأقاليم بالديار المصرية جِهتانِ إحداهما : الوَجْهُ البَحريُّ وعدَّتُها ألفُ وستمائةٍ وإحدَى وخمسون ناحية والجِهَة الثانية : الوَجْه القبليُّ وعِدَّتُها خَمسُمائَة واثْنَتَأ عَشرَةَ ناحيةً . وهي الإطْفيحيَّةُ والفَيوميَّةُ والبَهْنَساوِيَّةُ والأُشْمُونَيْنِ والأُسْيُوطِيَّةُ والإِخْمِيمية والقُوصيَّة . والصَّعِيد : ع قُرْبَ وادِي القُرى به مَسْجِدٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وصُعائدُ بالضم : ع قال لَبيد :
عَلِهَتْ تَبَلَّدُ في نِهَاءِ صُعَائد ... سَبْعاً تُؤَاماً كاملاً أَيَّامُهاوعَذَابٌ صَعَدٌ محرَّكةً في قوله تعالى : يَسْلُكْهُ عَذاباً صَعَداً " : شَدِيدٌ ذو صَعَدِ وَمَشَقَّة . والتَّصْعِيدُ : الإِذابةُ ومنه قيل خَلًّ مُصَعَّدٌ وشَرَابٌ مُصَعَّدٌ إذا عُولجَ بالنار حتى يَحُولَ عما هو عليه طَعْماً ولَوْناً . والمصْعادُ بالكسر حابُولُ النَّخْلِ يُصْعَد به عليه عن الصاغانيِّ . وصُعْدٌ بالضّمّ فسكون وصُعْدُدٌ وصُعَادَى والصعَيْداءُ كهُدْهُد وحُبَارَى والمُرَيْطاءِ : مواضِعُ نقلَهُنَّ الصاغانيُّ ما عَدَا الثاني . وصَاعدٌ : فَرَسُ بَلْعَاءَ بن قَيس الكِنَانيِّ . نقله الصاغاني . وصاعدٌ فَرَسُ صَخْرِ بن عَمْرو بن الحارِث بن الشَّرِيد نقله الصاغانيّ . وناقةٌ صُعاديَّةٌ كغُرَابِيَّة : طَوِيلةٌ . نقله الصاغاني
ومما يستدرك عليه : جَبَلٌ مُصَعِّد : مُرتَفِعٌ عالٍ قال ساعدةُ بن جُؤَيَّةَ :
يَأْوِي إلى مُشْمَخِرَّات مُصَعِّدة ... شُمٍّ بِهِنَّ فُرُوعُ القانِ والنَّشَمِ وأَكمَةٌ ذات صَعْدَاءَ : يَشْتَد صُعودُها على الراقى قال :
وإِنَّ سياسَةَ الأَقوامِ فاعلَمْ ... لها صَعْداءُ مَطْلَعُها طَوِيلُ والصَّعُودُ : المَشَقَّةُ على المَثَل وأَرْهَقْتُه صَعُوداً : حَمَّلْتُه مَشَقَّةً ويقال : لأُرْهِقنَّكَ صَعُوداً أَي لأُجَشِّمَنَّك مَشَقَّةً من الأَمْرِ وإِنَّمَا اشتَقُّوا ذلك لأَن الارتفاعَ في صَعُودٍ أَشَقٌّ من الانحدارِ في هَبُوطٍ وقيل فيه : يعني مَشَقَّةً من العَذَابِ . وفي الحديث في رَجَزٍ :
" فَهْوَ يُنَمِّي صُعُدَا أَي يَزيدُ صُعُداً وارتفاعاً يقال : صَعِدَ فيه وإليه وعليه وفي الحديث . فَصَعَّدَ فيَّ النَّظَرَ وصَوَّبَه أَي نَظَر إلى أَعلاىَ وأَسفَلى يتَأَمّلُني . وفي صفَته صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : " كأَنَّمَا يَنْحَط في صَعَدٍ " هكذا جاءَ في روايةٍ يعني مَوْضِعاً عالياً يَصْعَدُ فيه وَيَنْحَطُّ . والمشهرو : كأَنّمَا يَنْحطُّ في صَبَبٍ . والصُّعُد بضمّتَيْن : جمْع صَعُودٍ خلاف الهَبوط وهو بفتحتين خلاف الصَّبَب . وفي التنزيل : " إِذْ تُصْعِدُونَ ولاَ تَلْوُونَ عَلى أَحدٍ " قال الفَرَّاءُ : الإِصعادُ في إِبتداء الأَسفار
والمَخَارجِ تقول : أَصْعَدْنا مكة وأَصْعَدْنا من الكوفَة إلى خُرَاسَانَ وأَشباه ذلك . ويقال : ما زلْنا في صَعُودٍ وهو المكان فيه ارتفاعٌ وفي شعر حشان :
" يُبَارينَ الأَعنَّةَ مُصْعِداتٍ أي مُقبلاتٍ متَوَجِّهات نحوكم . وأَصْعَدَت السَّفينَةُ إِصعاداً إذا مَدَّت شُرُعَها فذهَبَت بها الرِّيحُ صَعَداً . ورَكَبٌّ مُصْعِدٌ ومُصَّعِّدٌ : مُرتفعٌ في البَطْن مُنْتَصِبٌ قال :
" تقولُ ذاتُ الرَّكَب المُرَفَّدِ
" لا خافضٍ جدّاً ولا مُصَّعِّدِ الصُّعْدَانُ : جَمْعُ صَعيد بمعنَى الطَريقِ قال حُمَيْدُ بن ثَوْر :
وتِيهٍ تَشابَهُ صُعْدَانُهُ ... ويَفْنَى به الماءُ إِلاَّ السَّمَلْ والصَّعيد : المَوْضعُ العَريض الواسعُ . وأَصْعَد في العَدْوِ : اشْتَدَّ . ويقال : هذا النَّبَاتُ يَنْمِى صُعُداً أَي يَزدادُ طُولاً . وعُنُقٌ صاعِدٌ أَي طَويلٌ . وفلانٌ يَتَتَبَّع صُعَدَاهُ أَي يرفَعُ رأْسَه ولا يُطَأْطِئُه . وهو مَجَاز . ويقال للنّاقَة : إِنَّهَا لفي صَعيدَةِ بازِليْهَا أي قد دَنَتْ ولَمَّا تَبْزُلْ وهو مَجاز وأَنشد :
سَديسٌ في صَعِيدَةِ بازِلَيْهَا ... عَبَنَّاةٌ ولم يتَسِقِ الجَنينَا ومن المجاز : جاريَةٌ صَعْدَةٌ أي مُسْتَقيمَةُ القامةِ كأَنَّها صَعْدَةُ قَنَاةٍ . وجَوَارٍ صَعْدَاتٌ بالسكون لأَنه نَعْتٌ وثلاثُ صَعَداتٍ للقَنَا محرَّكة لأَنه اسمٌ . والصُّعُد بضمتين : شَجَرٌ يُذابُ منه القارُ . ومن المجاز : له شَرَفٌ صاعد وجَدٌّ مُساعِد . ورُتْبَةٌ بَعيدَةُ المَصْعَد والمَصاعِد . وللسيادةِ صُعَدَاءُ : ارتفَاعٌ شاقٌّ على صاعِدِه . وصاعِدٌ اللُّغويُّ صاحبُ الفُصُوص مشهور من أَئمَّة اللُّغَة . وصَعْدَةُ اسم فَحْل عن الصاغانِّي