الحَصْرُ كالضَّرْبِ والنَّصْرِ أي مِنْ بَابِهَا : التَّضْيِيقُ . يقال : حَصَره يَحْصُرُه حَصْراً فهو محْصُورٌ : ضَيَّقَ عليه ومنه قَولُه تَعَالى : " واحْصُرُوهُم " أي ضَيِّقوا علَيْهم الحَصْرُ أيْضاً : الحَبْسُ . يقالُ : حَصَرْتُه فهو مَحْصُورٌ أي حَبَسْتُه ومنه قولُ رُؤْبةَ :
" مِدْحَةَ مَحْصورٍ تَشَكَّى الحَصْرَا يَعنِي بالمَحْصورِ المَحْبُوسَ . وقيل : الحَصْرُ هُو الحَبْسُ عن السَّفَرِ وغَيْرِه كالإحصارِ : وقد حَصَرَهُ حَصْراً فهو مَحْصُورٌ وحَصِيرٌ وأحصَرَه كِلاهُما : حَبَسَه ومَنَعه عن السَّفَرِ . وفي حدِيثِ الحَجِّ " المُحْصَر بمَرضٍ لا يُحِلُّ حتى يَطُوفَ بالبيْت " . قال ابنُ الأَثيرِ : الإحْصَارُ أنْ يُمْنَع عن بُلُوغِ المَنَاسِك بمَرَضِ أو نَحْوِه قال الفَرَّاءُ : العربُ تَقُولُ للَّذِي يَمْنَعُه خوْفٌ أو مَرضٌ من الوُصُولِ إلى تمَامِ حَجِّه أو عُمْرَتِه وكلّ ما لم يَكُنْ مَقْهُوراً كالحَبْسِ والسِّحْر وأشباه ذلك يُقال
في الَمرضِ : قد أحْصِرَ . وفي الحَبْسِ إذا حَبَسَه سُلْطَانٌ أو قاهِرٌ مانِعٌ : قد حُصِرَ فهذا فَرْقُ بَيْنهما . ولو نويْتَ بقَهْرِ السُّلْطَان أنَّهَا علَّةٌ مانِعَةٌ ولم تَذْهَبِ إلى فِعْلِ الفاعِلِ جَازَ لَكَ أن تَقثولَ : قد أحْصِرَ الرَّجُلُ . ولو قلْت في أُحْصِرَ مِنَ الوَجَع والمَرض أنَّ المَرَضَ حَصَرَه أو الْخوْفَ جازَ أن تقول حُصِرَ . قال شَيْخُنا : وإلى الفَرقِ بينهما ذّهَبَ ثَعْلَبَ وابْنُ السِّكِّيت وما قالَه المُصَنِّف مِنْ عَدم الفَرْقِ هو الَّذي صَرَّحَ به ابْنُ القُوطِيّة وابنُ القَطَّاع وأبُو عَمْرٍو الشَّيْبانِيُّ . قُلْتُ : أمّا قولُ ابْنِ السِّكِّيت فإنَّه قال في كتاب الإصلاح : يُقالُ : أحْصَرَه المَرضُ إذا مَنَعَه من السَّفَرِ أو من حاجَةٍ يُريدُها . وأحْصَرَه العَدُوُّ إذا ضَيَّق عليه فحَصِرَ أي ضاق صَدْرُه . وفي التَّهْذيبِ عن يُونُسَ أنه قال إذا رُدَّ الرَّجلُ عن وَجْهٍ يُرِيده فقد أُحْصِر وإِذا حُبِسَ فقد حُصِرَ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : حُصِرَ الرَّجلُ في الحَبْس وأُحْصِر في السَّفَرَ من مَرَض أَو انْقِطَاعٍ به . وقال أَبو إِسحاق النَّحْوِيّ : الرّوايَةُ عن أَهْلِ اللُّغَة أَن يُقال لِلَّذِي يَمْنَعهُ الخَوفُ والمَرضُ : أُحِصر قال : ويقال للمَحْبُوس : حُصِر . وإِنما كان ذلك كذلك لأَنّ الرجلَ إِذا امْتَنَع مِن التّصَرُّف فقد حَصرَ نَفْسَه فكأَنَّ المَرَضَ أَحْبَسَه أَي جَعَلَه يحْبِس نَفسهِ . قولك حَصَرْتُه إِنما هو حبَسْتُه لا أَنّه أَحْبَس نَفسَه . فلا يجوز فيه أُحْصِرَ . قال الأَزهَرِيُّ : وقَدْ صَحَّت الرِّوايةُ عن ابنِ عباس أَنه قال " لا حَصْرَ إِلا حصْرُ العَدُوّ " . فجعله بغير أَلِف جَائزاً بمَعْنَى قَوْلَ اللهِ عزّ وجلَّ " فإِنْ أُحصْتُمُ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ " . الحصْرُ للبَعِيرِ وإِحْصَارُ شَدُّهُ بالحِصَارِ والمِحْصَرِةَ وسيأْتي بَيَانُهُمَا كاحْتِصَارِهِ . يقال : أَحْصَرْتُ الجَمَلَ وحَصَرْتُه : جَعلتُ له حِصَاراً . وحَصَرَ البعِيرَ يَحْصُرُه ويَحْصِرُه حَصْراً واحْتَصَرَه : شَدَّة بالحِصَار . الحُصْرُ بالضَّمِّ : احْتِبَاسُ ذِي البَطْنِ ويقال فيه أَيضاً بضَمّتَيْن كما في الأَساسِ وشُرُوح الفَصِيح . حُصِرَ كمُعِنىَ فهو مَحْصورٌ وأُحْصِرَ ونُقِل عن الأَصمعيّ واليَزِيديّ : الحُصْرُ من الغائِطِ والأُسْرُ مِنَ البَوْل . وقال الكِسائِيّ : حُصِرَ بِغائِطِه وأُحْصِرَ بضَمّ الأَلِف . وعن ابن بُزُرْجَ : يُقَالُ للذِي به الحُصْر : مَحْصُورٌ وقد حُصِرَ عليه بَوْلُه يُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر وقد أَخذَه الحُصْرُ وأَخذَه الأُسْرُ شيْءٌ وَاحِدٌ وهو أَن يُمْسَك بِبَوْلِه . يُحْصَرُ حَصْراً فلا يَبول قال : ويقولون : حُصِرَ عليه بَولُه وخَلاَؤُهُ . الحَصَرُ بالتَّحْرِيك : ضِيقُ الصَّدْرِ وقد حَصِرَ صَدْرُ المَرْءِ عن أَهْله إِذا ضاقَ قال اللهُ عَزَّ وجَلّ : " أَو جَاءُكُم حَصِرَتْ صَدُورُهم أَنْ يُقَاتِلُوكم " معناه ضَاقَت صُدورُهم عن قِتَالِكم وقِتَالِ قَوْمِهم . وكُلُّ مَنْ بَعِلَ بشْيءٍ أَو ضاقَ صَدْرُهُ بأَمْرٍ فقد حَصِرَ وقيل : ضاقَت بالبُخْل والجُبْن وعّبرَ عنه بِذلك كما عَبرَ بضِيقِ الصَّدْر وعن ضِدّه بالبرّ والسَّعَة . وقال الفَرّاءُ : العَرَبُ تقول : أَتَانِى فلانٌ ذَهبَ عَقْلُه يريدون قد ذَهَبَ عَقْلُه . قال الزَّجّاج : جَعَالَ الفَرَّاءُ قوله حَصِرَت حَالاً ولا يكونُ حَالاً إِلا بقَدْ . وقال ثَعْلب : إِذا أُضْمِرَت قد قَرَّبَتْ من الحالِ وصارتْ كالاسْمِ وبها قراَ منْ قراَ " حَصِرةً صُدُورُهم " وقال أَبو زيد : ولا يكُونُ جَاءَني القَومُ ضاقت صُدُورُهم إِلا أَن تَصِلَه بواو أَو بقدْ كأَنَّك قلتَ جَاءَني القَوْمُ وضَاقَتْ صُدُورُهم أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهم . وقال الجوهريّ : وأَما قَوْلُه " أَو جَاءُوكم حَصِرَتْ صُدُورُهُم " فأَجاز الأَخْفَشُ والكُفِيّون أَنْ يَكُونَ المَاضيِ حَالاً ولم يُجِزْه سِيْبَوَيه إِلا مَع قَدْ وجعلَ حَصِرَتْ صُدُورُهم عَلَى جهَةِ الدّعَاءِ عليهمالحَصَرُ : البُخْلُ وقد حَصِرَ إِذا بَخِلَ ويقال : شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ أَي بَخِلَ وكُلُّ من امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عليه فقد حَصِرَ عنه . الحَصَرُ : العِيُّ في المَنْطِقِ . تقولُ : نَعُوذُ بِك من العُجْب والبَطَر ومن العِيِّ والحَصَر . وقد حَصِرَ حَصَراً إِذا عَيِىَ . وفي شرح مُفَصَّل الزَّمَخْشَرِيّ أَنَّ العِيَّ هو استِحْضَارُ المَعَنى ولا يَحْضُرُك اللَّفْظُ الدّالُّ عليه والحَثرُ مثْلُه إِلا أَنّه لا يَكُون إِلا لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَيْرِه . قيل : الحَصَرُ : أَن يَمْتَنِعَ عَنٍ القِرَاءَةِ فلا يقْدِر عَلَيْه . وكُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَيْءٍ لم يَقْدِر عَلَيْه فقد حَصِرَ عَنْه . قال شيخُنا : كلامُ المُصَنّف كالمُتناقِض لأَنَّ قولَه يَمْتَنع يَقْتَضي اختياره وقوله : فلاَ يَقْدِر صَرِيحٌ في العَجْز والأَوْلَى أَنْ يُقَالَ : وأَن يُمْنعَ من الثُّلاثّي مَجْهُولاً . قُلتُ : إِذا أَردْنا بالامْتِنَاع العجْز فلا تَنَاقُض . الفِعْلُ في الكُلِّ حَصِرَ كفَرِحَ حَصَراً فهو محصور وحَصِرٌ وحَصِيرٌ . والحَصِيرُ : الضَّيِّقُ الصَّدْرِ كالحَصُور كصَبُور . قال الأَخْطَل :
وشارِبٍ مُرْبِحٍ بالكَأْسِ نادَمَني ... لا بالحَصُورِ ولا فيها بِسآّرِ . الحَصِيرُ : البَارِيّةُ وقد صاحِبُ العَيْن وكَثِيرٌ من الأَئمَّة في ا مُعْتَلّ وهو الصّوابُ . وفي المصباح البَارِيَّة : الحَصيرُ الخَشِنُ وهو المعروفُ في الاسْتِعْمَال ثم ذَكَرَ لُغَاتِه الثّلاثَةَ وقال غَيْرُه . الحَصِيرُ : سَفيفة تُصْنَع من بَرْدِيّ وأَسَل ثم يُفْتَرَشُ سُمِّيَ بذلك لأَنّه يَلِي وَجْهَ الأَرْض . وفي الحدِيث " أَفْضَلُ الجِهادِ وأَكمَلُه حَجٌّ مَبْرُورٌ ثم لزُومُ الحُصْرِ " بضَمٍّ فَسُكُون جَمْعِ حَصِير لِلَّذِي يُبْسَط في البُيُوت وتُضَمُّ الصَّاد وتُسَكَّن تَخْفِيفاً . وقيل سُمِّيَ حصِيراً لأَنَّه حُصِرَت طَاقَتُه بَعضُها مع بعض . وفي المَثل : " أَسِيرٌ عَلَى حَصِير " . قال الشَّاعر :
فأَضْحَى كالأَمِيرِ على سَرِير ... وأَمْسَى كالأَسِير على حَصِيرِ . الحَصِيرُ : عِرْقٌ يَمْتَدُّ مُعْتَرِضاً على جَنْبِ الدَّابَّةِ إِلى ناحِيَة بَطْنِهَا . وبه فَسَّر بَعْضُهُم حديثَ حُذَيْفَة : " تُعَرضُ الفِتَنُ على القُلُوب عَرْضَ الحَصِير " شَبَّه ذلك لإِطافَتِه . الحَصِيرُ : الحَصِيرُ : لَحْمَةٌ كذلِك أَي ما بين الكَتِفِ إِلى الخَاصِرَة . الحصِيرُ : العَصَبَةُ الَّتي بَيْن الصِّفَافِ ومَقَطِّ الأَضْلاعِ وهو مُنْقَطَع الجَنْب . وفي كتاب الفرْق لابن السِّيد : وحَصِيرُ الجَنْب : ما ظَهَرَ من أَعَالِي ضُلُوعِه . قيل الحَصِيرُ : الجَنْبُ نَفْسُه سُمِّي به لأَنَّ بعْضَ الأَضْلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْض قاله الجوْهَرِيّ والأَزْهَرِيّ . ومنه قَولُهم : دَابَّةٌ عَرِيضُ الحَصِيريَنْ . وأَوْجَعَ اللهُ حَصِيرَيْه : ضُرِبَ شَدِيداً كما في الأَساس الحَصِيرُ : المَلِكُ لأَنَّه محجوبٌ عن النّاس أَو لكَوْنِه حَاصِراً أَي مانِعاً لمَنْ أَرادَ الوصولَ إِليه . قال لَبِيد :
وقَمَاقِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ كأَنَّهمْ ... جِنٌّ على بَابِ الحَصِيرِ قِيامُ والمُرَادُ به النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِر . ورُوِىَ :
" لَدَى طَرَفِ الحَصِير قِيَامُأَي عند طَرَفِ البِسَاطِ للُّنعمانِ . في العُبَاب : الحَصِيرُ : السِّجْنُ قَالَ اللهُ تَعَالى " وجَعَلْنَا جَهنَّم للكافِرِينَ حَصِيراً " أَي سِجْناً وحَبْساً قالَه ابنُ السّيد وغيرهُ . ويقال : هذا حَصِيرُه أَي مَحْبِسُه وسِجْنُه . وقال الحَسَنُ : مَعْنَاه مِهَاداً كأَنَّه جَعَلَه الحَصِيرَ المَرْمُولَ كقوله : " لهم مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ " . قال في البَصَائِر : فعَلَى الأَوّل بمَعْنَى الحَاصِر وفي الثَّانِي بمعنَى المَحْصُور . الحَصِيرُ : المَجْلِس هكذا في سائر النُّسَخ أَي مَوْضِع الجُلُوس وصَوَّبَ شيخُنَا عن بَعْض أَن يكونَ المَحْبِس وهو مَحَلُّ تَأَمُّل . ومن سَجَعَات الأَساس : وخَلَّدَه الحَصِيرُ في الحَصير أَي في المَحْبِس . قال شيخنا : ومن الأَسْجَاعِ المُحاكِيَة لأَسْجاعِ الأَساس وإِن فَاتَهَا الشَّنَب . قولُ بَعْضِ الأَدباءِ : أَثَّر حَصِيرُ الحَصِيرِ في حَصِيرِ الحَصِيرِ أَي أَثَّرَتْ بارِيَّة الحَبْس في جَنْبِ المَلِك . الحَصِيرُ : الطَّرِيقُ عن ابْنِ الأَعْرَابِيّ . الحَصِيرُ : الماء . الحَصِيرُ : الصَّفُّ من النَّاسِ وغَيْرِهِم . الحصِيرُ : وَجْهُ الأَرْضِ قيل : وبه سُمِّيَ ما يُفْرَشُ على الأَرض حَصِيراً لكَوْنِه يلِي وَجْهَها . ج أَحْصِرَةٌ وحُصُرٌ بَمَّتَيْن . وأَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ في الحُصُر جَمْع حَصْيرٍ بمعْنَى الطَّرِيق :
لَمّا رأيْتُ فِجَاجَ البِيدِ قد وَضَحَتْ ... ولاحَ من نُجُدٍ عَادِيَّةٌ حُصُرُ وقد تُسَكَّن الصَّادُ تَخْفِيفاً في جَمْع الحَصِير لما يُفْرش كما تَقَدَّمَ . الحَصِيرُ : فِرِنْدُ السَّيْفِ الَّذِي تَراه كأَنَّه مَدبُّ النَّمْلِ . قال زُهَيْر :
بِرَجْمٍ كَوَقْعِ الهُنْدُوَانِيِّ أَخْلَصَ ال ... صَّياَقِلُ منه عن حَصِيرٍ ورَوْنَقِ . حَصِيراه : جَانِباه . الحَصِيرُ : البَخِيلُ المُمْسِك كالحَصر ككَتِفٍ . الحَصِيرُ : الَّذِي لا يَشْرَبُ الشَّرَابَ بُخْلاً . يُقَالُ : شَرِبَ القومُ فحَصِرَ عليهم فُلانٌ أَي بَخلِ . الحَصِيرُ : جَبَلٌ لِجُهَيْنَةَ وآخرُ في بِلاد بَنِي كِلاَبٍ أَو بِبِلادِ غَطَفانَ وقيل هو بالضّاد . الحَصِيرُ : كُلُّ ما نُسِجَ مِن جَمِيعِ الأَشْيَاءِ سُمِّيَ به لحَصْرِ بعْضِ طاقَاتِه على بعْضِ فهو فَعِيل بمعنى مَفْعُول وهو أَعمُّ من البارِيَّة . الحَصِيرُ : ثَوْبٌ مُزَخْرَفٌ منقوش مُوَشًّ حَسَنٌ إِذَا نُشِر أَخذَتِ القُلُوبَ مَآخِذُهُ لحُسْنِه . وفي النَّهَايَةِ : لحُسْن صَنْعَتِه وزَادَ المُصَنِّف في البَصَائِر : ووَشْيِه . قال : وبه فَسّر بعضُهم حَدِيثَ حُذَيْفَةَ في الفِتَن السَّابِقَ ذِكْرُه شّبَّه الفِتَنَ بِذلك لأَن الفِتْنَة تُزَيِّن وتُزَخْرِف للِناس والعاقِبَة إِلى غُرُورٍ . وأَنشد المُصَنِّفُ في البَصائِر :
فَلَيْتَ الدَّهْرَ عَادَ لَنَا جَدِيداً ... وعُدْنَا مِثْلَنَا زَمَنَ الحَصِير . أَي زَمَناً كان بعضُنا يُزَخرِف القول لِبْعضٍ فنَتَوادُّ عَليْه . الحَصِيرُ : الضَّيِّقُ الصَّدْرِ كالحَصِيرِ والحَصُورِ . الحَصِيرُ : وادٍ من أوْدِيِتَهِم . الحَصِيرُ : حِصْنٌ باليمن من أبْنِيَةِ مُلُوكِهم . الحَصِيرُ : ماءٌ من مِياهِ نَمَلَى قُرْب المَدِينَة المُشَرَّفَة ويقال فيه بالضَّاد وسيأْتي . الحَصِيرَةُ بِهَاءٍ : جرِينُ التَّمْرِ وهو المَوْضِع الَّذي يُحْصَر فيه وذكَره الأَزْهَريُّ بالضَّاد وسَيَأتِي . الحَصِيرَةُ : اللَّحْمةُ المُعْتَرِضَة في جَنْبِ الفَرَس : وهي ما بَيْنَ الكَتِف إلى الخاصِرة تَرَاها إذا ضُمِّرَ ولا يَخْفَى أنَّ هذا مع ما قَبْلَه في الحَصِير أو لَحْمَة كَذلك تَكرَارٌ مُخلٌّ لاخْتِصاره البَالِغ . والحارِثُ بْنُ حَصِيرَةَ الأَزْدِيُّ مُحَدِّث وهو أبُو النُّعْمَان الكُوفيّ عن عِكْرَمَةَ مَوْلَى ابْنِ عَبّاس وعَنْهُ عَبْدُ الله بنُ نُمَيْرٍ . قال الحَافِظ ابنُ حَجَر في تَحْرِير المُشْتَبِه : وعَلَى ضَعْفِه يُكْتُب حَدِيثُه يُؤْمِن بالرَّجْعَة . ووَثَّقَه ابنُ مُعِين والنَّسَائِيّوذُو الحَصِيرَيْنِ : لقب عَبْد مَالِكٍ وفي بَعْضِ النُّسَخِ عَبْدُ المَلِك بْن عَبْدِ الأُلَةِ بضَمّ الْهَمْزَة وفَتْحِ اللاَّم المُخَفَّفَة كَعُلَةٍ وإنّمَا نَبَّه على وَزْنه لئلاَّ يَشْتَبِه على أحَدٍ أنَّهُ عَبْدُ الإلَه واحد الآلِهَة وإنَّمَا لُقِّب به لأَنّه كَأَن لَهُ حَصِيرانِ منْسُوجَانِ مِنْ جَرِيد النَّخْلِ مُقَيَّرَانِ أي مَطْلِيَّان بالقِير وهو الزِّفْت يَجْعَلُ أحَدَهُمَا بَيْنَ يَدَيْهِ والآخرَ خَلْفَه ويَسُدُّ بنَفْسِه بَابَ الطَّرِيق في الجَبل إذا جَاءَهَم عَدُوٌّ . والحَصُورُ كصَبُورٍ : النَّقَةُ الضَّيِّقَة الإحْلِيلِ . ووَرَدَ في بَعْضِ الأُصُول الجَيِّدَة : الأحالِيل بالجَمْع . وقد حَصَرت بالفَتْح وأحْصَرَت . وحَصِرَ مثل فَرِحَ وأُحْصِر بالضَّمِّ . الحَصُورُ : مَنْ لا يَأْتي النِّساءَ وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى ذلِك وإنَّما يَتْركُهُن عِفَّةٌ وزُهْداً وهذا أبْلَغُ في المدْح أو هو المَمْنوعُ مِنْهُنَّ من الحَصْر والإحْصار أي المنْع أو هُوَ مَنْ لا يَشْتَهِيهِنّ ولا يَقْرَبُهُنّ . وهذا قَولُ ابْنُ الأَعْرَابيِّ . وقال الأزهَرِيّ : الحَصُورُ : مَنْ حُصِرَ عن النِّساءِ فلا يَسْتَطِيعُهُنَ وقيل : سُمِّيَ في قوله تَعَالى : " وسَيِّداً وحَصُوراً " لأنَه حُبِسَ عمّا يَكُونُ مِن الرّجَال . وقال المُصَنِّف في البَصَائِر في تَفْسير هذه الآية : الحَصُورُ : الّذي لا يَأْتِي النِّساءَ إمّا مِنَ العُنّة وإمّا من العِفّة والإجْتِهَاد في إزالةِ الشَّهْوَة والثانِي أظْهَرُ في الآية لأنَّ بذلِك يَسْتَحِقّ الرَّجُلُ المَحْمَدَةَ . قِيلَ الحَصُورُ : المَجْبُوبُ الذَّكَرِ والأنْثَيَيْن وبه فُسِّر حَدِيثُ " القِبْطِيّ الَّذي أمَر النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم عَليّاً بقَتْله قال : فرفَعَتِ الرِّيحُ ثَوْبَه . فإذا هو حصُورٌ . قالوا : وهذا أبلَغ في الحَصَرِ لعَدم آلةِ النِّكاح . وأمَا العاقِرُ فإنَه الّذي يأْتِيهِنّ ولا يُولَدُ لَه
الحَصُورُ أيضاً : البَخِيلُ المُمْسِكُ . وقيل : هو الذي لا يُنْفِق على النَّدَامَى كالحَصِر ككَتِفٍ وَقَدْ جاءَ في حدِيثِ ابنِ عَبّاس " ما رأيتُ أحداً أخْلَقَ للمُلْكِ مِن مُعاويَةَ كَان النّاسُ يَرِدُونَ مِنْه أرْجَاءَ وَادٍ رَحْبٍ لَيْسَ مِثْلَ الحَصرِ العَقِص " . يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ . الحَصِرُ : البَخيل . والعَقصُ : المُلْتَوِي الصَّعبُ الأخْلاقِ . الحَصُورُ : الهَيُوبُ المُحْجِم عن الشَّيْءِ وهو البَرِمُ أيضاً كما فسَّره السُّهَيْليّ وبه فُسِّر بعضُ بَيْت الأَخْطَلِ السَّابِقِ ذِكْرُهُ . " وشاربٍ مُرْبِحٍ... " إلى آخره . هم مِمَّن يفضِّلون الحَصورَ وهو الكَاتِمُ لِلسرِّ في نَفْسه الحابِسُ له لا يَبوح به كالحَصِرِ ككَتِف . والحَصْراءُ : الرَّتْقَاءُ . والحَصَّارُ ككَتّانٍ : اسمُ جَمَاعَة . منهم أبو جَعْفَرِ بنُ الحَصَّار المُقْرِي وغيره . الحَصَارُ ككتاب وسَحَابٍ : وِسَادٌ يُرْفَعُ مُؤَخَّرُهَا ويُحْشَى مُقَدَّمُهَا فيجعل كالرَّحْلِ أي كآخِرَتِهِ في رَفْع المُؤَخّر وقادِمَتِه في حَشْوِ المُقَدّم يُلْقَى عَلَى البَعيرِ . وقيل هو مَرْكَبٌ يَرْكَبُ به الرّاَضَةُ وقيل : هو كِساءٌ يُطرَح على ظَهْرِه يُكْتَفَلُ به كالمِحْصَرَةِ بالكَسر . أوْهي أي المِحْصَرة قَتَبٌ صَغيرٌ يُحصَر به البَعِير ويُلْقَى عَليه أدَاةُ الرَّاكِب كالحِصَار أيضاً . ومنه حَدِيثُ أبي بَكْر " أنَّ سعداً الأَسلميَّ قال : رَأَيتُه بالخَذَواتِ وقد حَلَّ سُفْرَةً مُعَلَّقةً في مُؤَخَّرَةِ الحِصَارِ "وبَعِيرٌ محْصُورٌ : عَلَيْهِ ذلكَ وقد حَصَرَه يَحْصُرُه ويَحْصِره واحْتَصَرَه وأَحْصَرَه . المَحْصَرَةَ بفَتْحِ المِيمِ : الإِشْرَارَةُ يُخَفَّفُ عَلَيْهَا الأَقِطُ . وأَحْصَرَهُ المَرَضُ : مَنَعَه مِنَ السَّفَرِ أَو حَاجَةِ يُرِيدُهَا قَالَ اللهُ عَزَّ وجلَّ : " فَإِنْ أُحْصِرْتُم " وحُصِرَ في الحَبْس أَقوى من أُحْصِر لأَنّ القرآنَ جاءَ بها وقد تقدَّم . أَوْ أَحصَره المَرَضُ والبَوْلُ : جَعَلَه يَحْصُر نَفْسَه . وأَصْلُ الحَصْر والإِحصارِ الحَبْسُ . يقال : حصَرَنِي الشيْءُ وأَحْصَرَني أَي حَبسَنِي . والمُحْتَصِرُ : الأَسَدُ . ومُحَاصَرَةُ العَدُوِّ م أَي مَعْرُوفٌ . يقال : حاصَرَهُم العَدُوَّ حِصَاراً ومُحَاصرَةً . وبَقِينَا في الحِصَارِ أَيّاماً . وحُوصِرُوا مُحَاصَرَةً شَدِيدَةً . وحَصَرَه يَحْصُره حَصْراً اسْتَوْعَبَه وحَصَّله وأَحاطَ به . وحَصَرَ القَوْمُ بِفُلانِ حَصْراً : ضَيَّقوا عليه وأَحاطُوا به . ومنه قَوْلُ الهُذَلِيِّ :
" وقَالُوا تَرَكْنَا القَوْمَ قد حَصَرُوا بِهِولا غَرْوَ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ . قد حَصِرَ على قومه كفَرِحَ : بَخِيلَ . قال شيخنا : وهو مُسْتَدْرك لأَنه ذكرَهَ في مَعَانِي الحصر وفي معاني الحَصُور وقد زَعم الاختصارَ البالغَ وهذا تَطْوِيل بالِغ ومثله ما بعده . حَصِرَ عَن المَرْأَةِ : امْتَنع عن إِتْيَانِهَا أَي مع القُدرَة أَو عَجَزَ عنها كما تقدمت الإِشارةَ إِليه في ذِكْرِ معاني الحَصورِ . حَصِرَ بالسِّرِّ : كَتَمَه في نَفْسِه ولم يَبُحْ به وهو حَصِرٌ وحَصُورٌ . والحُصْرِيُّ بالضَّمَّ . قال شيخُنَا : والمعروفُ ضَبطُه بضَمَّتَيْن كما في الطّبقَات : أَبو الحَسَن عَلِي ابْنُ عَبْدِ الغَنِيِّ القَيْرَوَانِيُّ الفِهْرِيّ المُقْرِئُ شيخُ الفرّاءِ أَقرأ النّاس بسَبْتَةَ وغيرِهَا وله قَصِيدَةٌ مائتا بيت نَظَمَها في قِرَاءَةِ نافِعٍ تُوٌفِّيَ سنة 488 وقال ابنُ خلِّكان : هو ابن خالَةِ أَبي إِسْحَاق إِبراهيمَ الحُصْرِيّ صاحِب زَهْر الآدابِ وله شِعْر نَفِيسٌ . قلت : وقد تَرَجَمَ الذّهَبِيُّ أَبا إِسحاقَ الحُصْرِيَّ هذا في تاريخه فقال : هو إِبراهِيمُ بنُ عَلِيِّ بنِ تَمِيمٍ القَيْرَوَانِيُّ الشاعِرُ المعروفُ بالحُصْرِيّ وهو ابنُ خالَةِ أَبي الحَسَن عليٍّ الحُصْرِيّ الشاعر . تُوُفِّيَ سنة 453 انتهى . وحدَّث عنه أَبُو عَبْدِ الله بنُ الزاهِدِ كما رأَيته في مُسَلْسَلات ابن مسدي . الإِمام بُرْهَانُ الدِّينِ أَبو الفُتُوح نَصْرُ بن عليّ بن أَبِي الفَرَج بن الحُصْرِيّ المُحَدِّثُ حَدّثَ عن النَّقِيب أَبي طالبٍ مُحَمَّدِ ابنِ مُحَمَّد بن أَبي زَيدِ العَلَوِيّ وأَبي زُرْعَةَ طَاهِرِ بن أَحمد المَقْدِسيِيّ . وانتقل إِلى مكّةَ ووَلى إِمامةَ المَقَامِ بها ثم منها إِلى المَهْجَم باليمن لنَشْر العِلْم وبها تُوفِّيَ . وقَبرُه يُزَار يُعرَف بالشَّيْخ بُرهان . وعنه أَخذ الشيخُ محّمدُ بن إِسماعيل الحَضْرَمِيّ وابنُ أَخِيه أَبو محمّد عبدُ العَزِيز ابنُ عليّ بن نَصْر بن الحُصْرِيّ حَدث عن الرَّضِيّ أَبي الحَسَن المُؤَيَّد بن مُحَمَّد بن عليّ الطُّوسِيّ . وآخَرُونَ عُرِفُوا بالنِّسْبَة إِليه مثل سَعِيد بن أَيُّوب بن ثَواب البَصْرِيّ وعَلِيّ بن أَحمدَ وأَحمد بن هِشامِ بن حُمَيْد . وعليّ بن إِبراهيم الصَّوفِيّ وعبد الله بن عُثْمانَ بنِ زَيدانَ الحُصْرِيّون . وأَما جَعْفَرُ بنُ أَحمدَ الحافِظ
الحُصْرِيّ فلحَصَرِيّ فلحَصَرِه وسُكوتِه في قِصَّة ذكَرَها السّمْعَانّي في الأَنساب فراجِعْه . الإِمام أَبو عَلِيّ الحَسَنُ بْن حَبِيب بن عبد المَلك الحَصَائِرِيُّ الدِّمشقيّ مُحَدِّث فَقِيهٌ . حدَّث عن الرَّبِيع بن سُلَيْمَانَ المُرَادِيّ وأَبي أُمَيَّة الطُّرْسُوسِيّ وغيرهما وعنه أَبو القاسِم تَمَّامُ بنُ مُحَمَّد الرَّازيّ وعبدُ الرّحمن بن عُمَر بن نَصْرٍ الشَّيبانِيّ وقد رَوَيْنَا من طريقه رِسَالَةَ الإِمام الشافعي رضي الله عنه . ومما يستدرك عليه :حَصِرَ الرَّجلُ كفَرِحَ : اسْتَحَي وانْقَطَعَ كأَنَّه ضاقَ به الأَمْرُ كما يَضِيقُ الحَبْسُ على المَحْبوس . ويقال للنَّاقة : إِنها لحَصِرَةُ الشَّخْبِ نَشِبَةُ الدَّرِّ . الحَصَرُ : نَشَبُ الدَّرَّة في العُروق من خُبْثِ النَّفْسِ وكَرَاهَةِ الدِّرَّة . والحَصِير : المَحْبُوسُ ذَكرَه ابن السيد في الفرْق . والحِصَار : المَحْبَس كالحصِير . ومنه قَوْلُهُم : بَقِينا في الحِصَار أَياما أَي في المُحَاصَرِة أَو مَحَلّها . وقَوْم مُحْصَرُون إِذا حُوصِرُوا في حِصْنٍ . ورجلٌ حَصِرٌ : كَتُومٌ للسِّرِّ قال جَرِيرً :
ولقد تَسَقَّطَني الوُشَاةُ فَصادَفُوا ... حَصِراً بِسِرِّكِ يا أُمَيْمَ ضَنِينَا . والحَصِيرُ : الحَابِس . والله حَاصرُ الأَرواحِ في الأَجْسَامِ . وأَرضٌ مَحْصُورةٌ ومنْصُورةٌ ومَضْبُوطة أَي ممْطُورةٌ . والحِصَار : مدينةٌ عظيمة بالهند . والخطيب المُعَمَّر عبدُ الواحد ابنُ إِبراهيم الحِصَارِيّ محدثّ ولُد سنة 910 ورَوَى عالِياً عن الشّمسِ مُحَمّدِ بن إِبراهيمَ العُمَرِيّ والشَّرف السنباطيّ كلاهما عن الحافِظِ ابنِ حجَرٍ روى عنه شُيوخٌ شيوخِ مشايِخِنا ويقال له البُرْجِيّ أَيضاً . وأَبو حَصِيرةَ : صحابِيٌّ قَسَمَ له النَّبيُّ صلّى الله عليه وسلّم من وادي القُرَى . وذو الحَصِير : كأَمير : كعْب ابنُ رَبِيعَة البَكَّأَئيّ جاهليّ . ومحلّه الحَصِير : ببُخَارَاءَ يُنْسَب إِليها بعضُ علمائنا . وحصرونُ بن بارِصَ بن يَهوذَا : من وَلدِ سيّدنا يعقوبَ عليه السلامُ . والعَلاَّمة أَبو بكرٍ مُحَمَّدُ بن إِبراهِيمَ بن أَنوشَ الحَصِيرِيّ الحَنَفِيّ الحافظ روىَ عنه ابنُ ماكولاَ تُوُفِّيَ ببخاراءَ سنة 500
ضاق يَضيقُ ضَِيْقاً بالكَسْرِ ويُفْتَح قال الله تعالى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) وقرأ ابنُ كَثير ( في ضِيق ) بالكَسْر : وتضيّق وتَضايَق وهو : ضِدّ اتّسع . والضِّيقُ : ضدّ السَّعَةِ . وحكى ابنُ جِنّي : أضاقَه إضاقَةً وضيّقَه تَضْييقاً فهو ضَيِّقٌ وضَيْقٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ وضائِقٌ قال تعالى : ( وضائِقٌ به صدْرُكَ ) . والضَّيْقُ : الشّكُّ في القَلْب عن أبي عَمرو وهو مَجاز وبه فُسِّر قولُه تَعالَى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) ويُكْسَر ونصُّ أبي عَمْرو : الضَّيَقُ بالتّحْريك : الشّكُّ وهو بالفَتْحِ بهذا المعنى أكثَر فحينَئِذ الصّوابُ ويُحَرَّك . وقال الفَرّاء : الضَّيْقُ بالفَتْح : ما ضاقَ عنْه صدْرُك فهو فيما لا يتّسِعُ . وقال غيرُه : الضّيْق : ة باليَمامَة قال ابنُ مُقْبِل :
وافَى الخَيالُ وما وافاكَ منْ أَمَمِ ... من أهْلِ قَرْنٍ وأهلِ الضَّيْقِ بالحَرَمِ وقال الفرّاء : الضِّيقُ بالكَسْر يكون فيما يتّسِعُ ويَضيقُ كالدّارِ والثّوْبِ والأوّلُ يُثنّى ويُجْمَع ويؤنّث والثاني لا أو هما سَواءٌ . والمَضيقُ : ما ضاق من الأماكِن والأمورِ وفي الأخيرِ مَجاز ومنه قوْلُ الشّاعِر :
مَنْ شا يُدَلّي النّفس في هُوّةٍ ... ضنْكٍ ولكن مَنْ لَه بالمَضيقْ أي : بالخُروجِ من المَضيق . والمَضيقُ : ة بلِحْفِ جبَل آرَة . والضِّيقَى والضُّوقَى كضِيزَى وطوبَى على حدِّ ما يعْتَوِرُ هذا النّوعَ من المُعاقَبة تأنيثا : الأضْيَق كما في الصِّحاح وهو فِعْلَى من الضّيق وهو في الأصل ضُيْقَى قُلِبت الياء واواً ؛ لسكونها وضَمّةِ ما قَبْلَها . وقال كُراع : الضُّوقَى : جمع ضَيِّقة . قال ابنُ سِيدَه : ولا أدْري كيْف ذلِك ؛ لأنّ فُعْلَى ليسَتْ من أبنِيةِ الجُموع إلا أنْ يكونَ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ واحدَه إلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمَى . وقالت امرأة لضرَّتِها وهي تُسامِيها :
" ما أنْتِ بالخُورَى ولا الضّوقَى حِرا ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ بالكَسْر : الفَقرُ وسوءُ الحالِ ويُفتَح وبهما رُوِي قولُ الأعشى :
فلَئِنْ ربُّك منْ رحْمَتِه ... كشَف الضِّيقَةَ عنّا وفسَحْ
ج : ضَيْقٌ . وقال الفرّاءُ : إذا رأيتَ الضَّيْقَ قد وقَع في موضع الضِّيق كان على أمْرَين : أحدُهما : أنْ يكونَ جَمْعاً للضَّيْقَةِ وأنْشَدَ قولَ الأعشى . والوجهُ الآخرُ : أنْ يُرادَ به شيءٌ ضيِّقٌ فيكون ضَيْق مُخَفَّفاً وأصْلُه التّشْديد ومثلُه هيْنٌ ولَيْنٌ . ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ : منْزِلٌ للقَمَر بلِزْقِ الثُريّا مما يَلي الدَّبَران وهو مَكانٌ نحْسٌ على ما تزعُم العرَب . قال أبو عُبَيْد : ومنه قولُ الأخْطَل :
فهلاّ زجَرْتَ الطّيرَ ليلةَ جِئْتَها ... بضيقَةَ بيْنَ النّجْم والدّبَرانِ ؟ قال الصّاغانيّ : أخْبَرَ أنّ القمَر ليلَة اجْتِماعِهما كان نازِلاً بالدّبَران وهو من النُّحوس . وفي اللّسان : يذكُر امرأةً وسيمةً تزوّجها رجُلٌ دَميم والمرأةُ هي بَرّةُ بنتُ أبي هانئ التّغْلِبيّ والرّجُلُ سَعيدُ بنُ بَنان التّغْلِبيّ . وقال ابنُ قُتَيبَة : وربّما قَصُر القمرُ عن الدّبَران فنزَل بالضّيقَة وهما النّجْمانِ الصّغيرانِ المُتقارِبانِ بين الثُريّا والدّبَرانِ حَكاه عن أبي زِيادٍ الكِلابيّ قال الأزهريّ : جعَل ضِيقَة معرِفة ؛ لأنّه جعله اسماً علَماً لذلِك الموْضع ولذلِك لم يصرِفْه . وأنشدَه أبو عَمْرو بضِيقَةِ بكسر الهاء جعَله صِفَةً ولم يجْعَلْه اسماً للمَوْضِع . أراد بضِيقَةِ ما بَيْنَ النّجْمِ والدّبرانِ . ومن المجاز : سلَكوا الضِّيقَة وهي : طَريقٌ بيْن الطّائِف وحُنَيْن . وفي الأساس : بين مكّةَ والطّائِف . وقال محمدُ بن إسحاق : لمّا انصرَف رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم من حُنَيْن يُريد الطائِفَ سلَك في طَريق يُقال له : الضِّيقَة فسأل عن اسمِه فقيل : الضِّيقَةُ فقال : بل هي اليَسْراءُ ؛ تفاؤلاً . والضّيقَة : ع قُربَ عَيْذَاب على عشْرةِ فراسخَ . وفي التّكمِلَة : خمْسة فراسِخَ منها . ومن المجاز : ضاقَ يَضيقُ ضَيْقاً : إذا بخِل . وأضاقَ فهو مُضيق : إذا ضاقَ عليه معاشُه وذهَب مالُه وافْتقَر وهو مَجاز أيضاً . ومن المجاز : ضايَقَه في كذا : إذا عاسَرَه ولم يُسامِحْه . والضِّياق ككِتابٍ كذا في سائر النُّسَخ وفي المُحيط : المِضْياق : دُرْجَةٌ من خِرَقٍ وطيب تسْتَضيقُ بها المرأةُ . وفي الأساس : والمرأة تسْتَضيق بالأدوية . ومما يُسْتَدرَك عليه : الضَّيْقَة بالفتح : تأنيثُ الضَّيْق المُخَفَّف ومنه قول الشاعر :
دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخيسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ وقد ضاقَ عنك الشيءُ . يُقال : لا يسَعُني شيْء ويَضيقُ عنك أي : بل من وَسِعَني وسِعَك . وضاقَ بهم ذرْعاً أي : ضاقَتْ حيلَتُه ومَذْهَبُه والمعنى ضاقَ ذَرْعُه به فلما حُوِّلَ الفِعْلُ خرَج قولُه ذَرْعاً مفسِّراً والضّاقة : جمع الضّائِق ومنه قولُ زهير :
" يكْرهُها الجُبَناءُ الضّاقَةُ العطَنِ والضَّيَق مُحرَّكَة : الشّكُّ قال : وهو بالفَتْح بهذا المَعْنى أكثَر . وقد ذكَره المُصَنِّفُ . وجمع المَضيق : المَضايق . وضاقَت بهِ الأرضُ . قال عَمْرو بنُ الأهْتَم :
لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأهلِها ... ولكنّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ وتَضايَق القومُ : إذا لم يتوسّعوا في خُلُقٍ أو مَكان . وتضايَق به الأمرُ أي : ضاقَ علَيه وهو مجازٌ وله نفْسٌ ضيِّقَة . وضيَّق على فُلان . وأمْرٌ مُضيَّق . وقولُه تعالَى : ( ولا تُضارُّوهُنّ لتُضَيِّقوا علَيْهِنّ ) ينطوي على تضْييقِ النّفَقَة وتَضْييق الصّدْر
فصل الطاء مع القاف