الطَّوْقُ
حَلْيٌ يجعل في العنق وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير
القُطْب ونحو ذلك والطَّوْقُ واحدُ الأَطْواق وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي
أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه وقيل الطَّوْقُ ما استدار بالشيء والجمع أَطْواقٌ
والمُطَوَّقةُ الحم
الطَّوْقُ
حَلْيٌ يجعل في العنق وكل شيء استدار فهو طَوْقٌ كطَوْق الرَّحى الذي يُدِير
القُطْب ونحو ذلك والطَّوْقُ واحدُ الأَطْواق وقد طَوَّقْتُه فتَطَوَّقَ أَي
أَلبسته الطَّوْقَ فلَبِسه وقيل الطَّوْقُ ما استدار بالشيء والجمع أَطْواقٌ
والمُطَوَّقةُ الحمامةُ التي في عنقها طَوْقٌ والمُطَوَّقُ من الحمام ما كان له
طَوْقٌ وطَوَّقَه بالسيف وغيره وطَوَّقه إِيّاه جعله له طَوْقاً وفي التنزيل
سَيُطَوَّقُون ما بَخِلوا به يوم القيامة يعني مانع الزكاة يُطَوَّقُ ما بخل به من
حق الفقراء من النار يوم القيامة نعوذ بالله من سخط الله ويروى في حديث مَنْ
غَصَبَ جارَه شِبْراً من الأرض طُوِّقَه من سبع أَرَضِين يقول جُعِل له طَوْقاً في
عنقه أَي يخسف الله به الأَرض فتصير البقعة المغصوبة منها في عنقه كالطَّوْق وقيل
هو أَن يُطَوَّقَ حملَها يوم القيامة أَي يُكلَّف فيكون من طَوْق التكليف لا من
طَوْق التقليد ومن الأَول حديث الزكاة يُطَوَّقُ مالَه شُجاعاً أَقرعَ أَي يجعل له
كالطَّوْق في عنقه ومنه الحديث والنخلُ مُطَوقة بثمرها أَي صارت أَعذاقُها
كالأَطْواق في الأعناق ومن الثاني حديث أَبي قتادة ومُراجعةِ النبي صلى الله عليه
وسلم في الصوم فقال صلى الله عليه وسلم ودِدْت أَنِّي طُوِّقْتُ ذلك أي ليته جُعِل
داخلاً في طاقَتي وقدرتي ولم يكن صلى الله عليه وسلم عاجزاً عن ذلك غيرَ قادر عليه
لضعف منه ولكن يحتمل أَنه خافَ العجز عنه للحقوق التي تلتزمه لنسائه فإِن إِدامةَ
الصوم تُخِلّ بحظوظهن منه وتَطَوَّقَت الحيّةُ على عنقه صارت عليه كالطَّوْق
والطَّوْقة أَرض سهلة مستديرة في غِلَظ وطائقُ كلّ شيء مثل طوقه وفي التهذيب طائق
كل شيءٍ ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة والجمع الأَطْواق ابن سيده ومن الشاذ
قراءة ابن عباس ومجاهد وعكرمة وعلى الذين يُطَوَّقُونه ويُطَيَّقُونه
ويَطَّيَّقُونَهُ فيُطَوَّقُونه يجعل كالطَّوْق في أَعناقهم ويَطَّوَّقونه أَصله
يتطوَّقونه فقلَبْت التاء طاء وأُدغمتْ في الطاء ويُطَيَّقونه أَصله يُطَيْوَقونه
فقلبت الواو ياء كما قلبتَها في سيّد وميّت وقد يجوز أَن يكون القلب على المعاقبة
كتَهوّر وتهيّر على أَن أَبا الحسن قد حكى هارَ يَهير فهذا يُؤنِس أَن ياء تهيّر
وضْعٌ وليست على المعاقبة قال ولا تحملن هارَ يَهِير على الواو قياساً على ما ذهب
إِليه الخليل في تاهَ يَتِيه وطاحَ يَطيح فإِن ذلك قليل ومن قرأَ يَطَّيَّقونه جاز
أَن يكون يَتَفَيْعلونه أَصله يَتَطَيْوَقونه فقلبت الواو ياء كما تقدم في ميّت
وسيّد وتجوز فيه المعاقبة أيضاً على تهيّر ويجوز أَن يكون يُطَوَّقُونه بالواو
وصيغة ما لم يسم فاعله يُفَوْعَلونه إِلا أَن بناءَ فَعَّلْت أَكثر من بناء
فَوْعَلْت وطَوَّقْتُك الشيء أَي كلَّفْتكَه وطَوَّقَني اللهُ أَداءَ حَقِّك أَي
قَوّاني وطوَّقتْ له نفسُه لغة في طَوَّعَت أَي رَخَّصت وسَهَّلت حكاها الأَخفش والطَّائِقُ
حجر أَو نَشَزٌ يَنْشُز في الجبل نادر منه وفي البئر ذلك ما نَشَزَ من حال البئر
من صخرة ناتئة وقال عمارة بن طارق في صفة الغرب مُوقَّر مِنْ بَقَرِ الرَّ ساتِق
ذي كِدْنةٍ على جِحافِ الطَّائِق أَخْضَر لم يُنْهَكْ بُموسَى الحالِق أَي ذو قوة
على مُكاوَحةِ تلك الصخرة وقال في جمعه على مُتونِ صَخَرٍ طَوائِق والطائِقُ ما
بين كل خشبتين من السفينة أَبو عبيد الطَّائِقُ ما بين كل خشبتين ويقال الطائِق
إِحدى خشبات بطن الزَّوْرَق أَبو عمرو الشيباني الطائِقُ وسط السفينة وأَنشد للبيد
فالْتامَ طائِقُها القديمُ فأَصْبَحَتْ ما إِنْ يُقَوِّمُ درْأَها رِدْفانِ
الأصمعي الطائِقُ ما شَخَصَ من السفينة كالحَيْدِ الذي ينحدر من الجبل قال ذو
الرمة قَرْواء طائِقُها بالآلِ مَحْزُومُ قال وهو حرف نادر في القُنّة الليث
طائِقُ كل شيء ما استدار به من حَبْل أَو أَكمة وجمعه أَطْواقٌ والطَّاقاتُ جمع
طاقةٍ ويقال للكَرِّ الذي يُصْعَد به إِلى النخلة الطَّوْق وهو البَرْوَنْد
بالفارسية قال الشاعر يصف نخلة ومَيّالة في رأْسها الشَّحْمُ والنَّدَى وسائرُها
خالٍ من الخير يابِسُ تَهَيَّبها الفِتْيانُ حتى انْبَرَى لها قَصِيرُ الخُطى في
طَوْقِه مُتَقاعِسُ يعني البروند التهذيب أَنشد عمر بن بكر بَنى بالغَمْر أَرْعَنَ
مُشْمَخِرّاًّ يُغَنِّي في طَوائِقه الحَمامُ قال طَوائِقه عُقوده قال الأَزهري
وصف قَصْراً والطَّوائِقُ جمع الطَّاقِ الذي يُعْقَد بالآجُرّ وأَصله طائِقٌ وجمعه
طَوائِقُ على الأَصل مثل الحاجة جمعها حوائج لأَن أَصلها حائجة وأَنشد لعمرو بن
حسان أَجِدَّكَ هل رأَيتَ أَبا قُبَيْسٍ أَطالَ حياتَه النَّعَمُ الرُّكامُ ؟ بنى
بالغَمْرِ أَرْعَنَ مُشْمَخِرّاً يُغَنِّي في طوائقه الحَمامُ قال ويجمع أَيضاً
أَطْواقاً والطَّوْقُ والإِطاقةُ القدرة على الشيء والطَّوْقُ الطَّاقةُ وقد طاقَه
طَوْقاً وأَطاقَه إِطاقةً وأَطاقَ عليه والاسم الطَّاقةُ وهو في طَوْقي أَي في
وَسْعي قال ابن بري وقول عمرو بن أُمامة لقد عَرَفْتُ الموتَ قبل ذَوْقِه إِنّ
الجَبان حَتْفُه مِنْ فَوْقِه كلُّ امرئ مُقاتِلٌ عن طَوْقِه كالثَّوْرِ يَحْمي
جِلْدَه بِرَوْقِه أَراد بالطَّوْق العُنق ورواه الليث كل امرئ مجاهد بطوقه قال
والطَّوْقُ الطاقةُ أَي أَقصى غايته وهو اسم لمقدار ما يمكن أَن يفعله بمشقَّة منه
ابن الأَعرابي يقال طُقْ طُقْ من طاقَ يَطُوق إِذا أَطاق الليث الطَّوْقُ مصدر من
الطَّاقِة وأَنشد كل امرئ مُجاهِد بطوقه والثور يحمي أَنفه بروقه يقول كل امرئ
مُكلّف ما أَطاق قال أَبو منصور يقال طاقَ يَطُوق طَوْقاً وأَطاقَ يُطيقُ إِطاقةً
وطاقةً كما يقال طاعَ يَطُوع طَوْعاً وأَطاعَ يُطيع إِطاعةً وطاعةً والطَّاقةُ
والطاعةُ اسمان يوضَعان موضع المصدر قال سيبويه وقالوا طَلَبْتَه طاقَتَك أَضافوا
المصدر وإِن كان في موضع الحال كما ادخلوا فيه الألف واللام حين قالوا أَرسلَها
العِراكَ وأَما طَلَبْتُه طاقَتي فلا يكون إِلا معرفة كما أَن سبحانَ الله لا يكون
إِلا كذلك والطاقةُ شُعْبَةٌ من رَيْحان أَو شَعَر وقُوَّةٌ من الخيط أَو نحو ذلك
ويقال طاقُ نعلٍ وطاقةُ رَيْحانٍ والطاقُ ما عطف من الأَبنية والجمع الطَّاقات
والطَّيقان فارسي معرب والطاق عَقْدُ البناء حيث كان والجمع أَطواق وطِيقانٌ
والطَّاقُ ضَرْبٌ من الملابس قال ابن الأَعرابي هو الطَّيْلَسان وقيل هو الطيلسان
الأَخضر عن كراع قال رؤبة ولو تَرَى إِذْ جُبَّتي مِنْ طاقِ ولِمَّتي مِثْلُ
جَناحِ غاقِ وقال الشاعر لقد تَرَكتْ خُزَيْبَةُ كلَّ وغْدٍ تَمَشَّى بينَ خاتامٍ
وطاقِ والطَّيقانُ جمع طاق الطَّيْلَسان مثل ساج وسِيجان قال مليح الهذلي من
الرَّيْطِ والطَّيقانِ تُنْشَرُ فَوْقَهم كأَجْنِحةِ العِقْبانِ تَدْنُو وتَخْطِفُ
والطَّاقُ ضَرْبٌ من الثياب قال الراجز يَكْفِيك من طاقٍ كثير الأَثْمان
جُمَّازَةٌ شُمِّرَ منها الكُمَّان قال ابن بري الطَّاقُ الكساء والطَّاقُ
الخِمارُ وأَنشد ابن الأََعرابي سائِلَة الأَصداغ يَهْفُو طاقُها كأَنَّما ساقُ غُرابٍ
ساقُها وفسره فقال أَي خمارها يطير وأَصداغها تتطاير من مخاصمتها ورأَيت أَرضاً
كأَنَّها الطيقانُ إِذا كثر نباتها وشراب الأَطْواق حَلَبُ النارَجِيل وهو أَخبث
من كل شراب يُشْرَب وأَشدُّ إِفساداً للعقل وذات الطُِّوَق أَرض معروفة قال رؤبة
تَرْمي ذِراعَيْهِ بجَثْجاثِ السُّوَقْ ضَرْحاً وقد أَنْجَدْنَ من ذاتِ الطُّوَقْ
والطَّوْقُ أَرض سهلة مستديرة وطاقُ القوس سِيَتُها وقال ابن حمزة طائِقُها لا غير
ولا يقال طاقُها
معنى
في قاموس معاجم
العُنْقُ
والعُنُقُ وُصْلة ما بين الرأس والجسد يذكر ويؤنث قال ابن بري قولهم عُنُق
هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق والتذكير أَغلب يقال ضربت عُنُقه
قاله الفراء وغيره وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب تَبْدُوا لَنا أعْلامُه بعد
الفَرَقْ خارِجَةً
العُنْقُ
والعُنُقُ وُصْلة ما بين الرأس والجسد يذكر ويؤنث قال ابن بري قولهم عُنُق
هَنْعَاءُ وعُنُق سَطْعاءُ يشهد بتأنيث العُنُق والتذكير أَغلب يقال ضربت عُنُقه
قاله الفراء وغيره وقال رؤبة يصف الآل والسَّراب تَبْدُوا لَنا أعْلامُه بعد
الفَرَقْ خارِجَةً أعناقُها من مُعْتَنَقْ ذكر السراب وانْقِماسَ الحِبال فيه إلى
أَعاليها والمُعْتَنَقُ مَخْرج أَعناق الحِبال من السراب أَي اعْتَنَقَتْ فأَخرجت
أَعناقها وقد يخفف العُنُق فيقال عُنْق وقيل مَنْ ثَقَّل أَنَّث ومَن خَفَّف ذكَّر
قال سيبويه عُنْق مخفف من عُنُق والجمع فيهما أَعناق لم يجاوزوا هذا البناء
والعَنَقُ طول العُنُقِ وغِلظه عَنِقَ عَنَقاً فهو أَعنق والأْنثى عَنْقاء بيِّنة
العَنَق وحكى اللحياني ما كان أَعْنَقَ ولقد عَنِقَ عَنَقاً يذهب إلى النّقلة ورجل
مُعْنِقٌ وامرأة مُعْنِقَةٌ طويلا العُنُقِ وهَضْبة معْنقة وعَنْقاءُ مرتفعة طويلة
أَبو كبير الهذلي عَنْقاءُ مُعْنِقةٌ يكون أَنِيسُها وُرْقَ الحَمام جَميمُها لم
يُؤكل ابن شميل مَعَانيق الرمال حبال صغار بين أَيدي الرمل الواحدة مُعْنِقة
وعانَقهُ مُعَانقةً وعِناقاً التزمه فأدنى عُنُقَه من عُنُقِه وقيل المُعَانقة في
المودة والإعْتِناقُ في الحرب قال يَطْعُنُهم وما ارْتَمَوْا حتى إذا اطَّعَنُوا
ضارَبَ حتى إذا ما ضَارَبُوا اعْتَنَقَا وقد يجوز الافتعالُ في موضع المُفاعلة
فإذا خصصت بالفعل واحداً دون الآخر لم تقل إلاّ عانَقه في الحالين قال الأَزهري
وقد يجوز الاعتناقُ في المودَّةِ كالتَّعانُقِ وكلٌّ في كلٍّ جائزٌ والعَنِيقُ
المُعانِقُ عن أَبي حنيفة وأَنشد وما راعَني إلاَّ زُهاءُ مُعانِقِي فأَيُّ
عَنِيقٍ بات لي لا أَبالِيَا وفي حديث أُم سلمة قالت دخَلَتْ شاة فأَخذت قُرْصاً
تحت دَنٍّ لنا فقمت فأَخذته من بين لَحْييها فقال ما كان ينبغي لكِ أَن
تُعَنِّقِيها أَي تأخذي بعُنُقِها وتَعْصِريها وقيل التَّعْنِيقُ التَّخْييبُ من
العَنَاقِ وهي الخيبة وفي الحديث أَنه قال لنساء عثمان بن مظعون لما مات ابْكِينَ
وإياكنَّ وتَعَنُّقَ الشيطان هكذا جاء في مسند أَحمد وجاء في غيره ونَعِيقَ
الشيطان فإن صَحَّت الأُولى فتكون من عَنَّقَه إذا أَخذ بعُنُقِه وعَصَرَ في حلقه
لِيَصِيح فجعل صياح النساء عند المصيبة مسبَّباً عن الشيطان لأنه الحامل لهنَّ
عليه وكلب أَعْنَقُ في عُنُقِه بياض والمِعْنَقَةُ قلادة توضع في عُنُق الكلب وقد
أَعْنَقَه قلَّده إياها وفي التهذيب والمِعْنَقَةُ القلادة ولم يخصص والمِعْنَقةُ
دُوَيبة واعْتَنَقَت الدابةُ وقعت في الوَحْل فأخرجت عُنقَها والعانِقاءُ جُحْرٌ
مملوءٌ تراباً رِخْواً يكون للأَرنب واليَرْبوع يُدْخِل فيه عُنُقَه إذا خاف
وتَعَنَّقَت الأَرنب بالعانِقاء وتَعَنَّقَتْها كلاهما دَسَّتْ عُنقها فيه وربما
غابت تحته وكذلك اليربوع وخصَّ الأَزهري به اليربوع فقال العانقاءُ جُحْر من
جِحَرة اليربوع يملؤه تراباً فإذا خاف انْدَسَّ فيه إلى عُنُقه فيقال تَعَنَّقَ
وقال المفضل يقال لجِحَرة اليربوع النّاعِقاءُ والعانِقاء والقاصِعاءُ والنافِقاءُ
والرَّاهِطماءُ والدامّاءُ ويقال كان ذلك على عُنُق الدهر أَي على قديم الدهر
وعُنُق كل شيء عُنُق الصيف والشتاء أَولهما ومقدَّمتهما على المثل وكذلك عُنُق
السِّنّ قال ابن الأَعرابي قلت لأَعرابي كم أَتى عليك ؟ قال أخذت بعُنُق الستين أي
أَولها والجمع كالجمع والمُعْتنَق مَخْرج أَعناق الحبال
( * قوله « أعناق الحبال » أي حبال الرمل ) قال خارجة أَعْناقُها من مُعْتَنَقْ
وعُنُق الرَّحِم ما اسْتدق منها مما يلي الفرج والأَعناق الرؤساء والعُنُق الجماعة
الكثيرة من الناس مذكَّر والجمع أَعْناق وفي التنزيل فظلَّت أَعناقهم لها خاضعين
أَي جماعاتهم على ما ذهب إليه أكثر المفسرين وقيل أَراد بالأَعناق هنا الرِّقاب
كقولك ذَلَّتْ له رقاب القوم وأَعْناقهم وقد تقدم تفسير الخاضعين على التأويلين
والله أَعلم بما أَراد وجاء بالخبر على أصحاب الأَعناق لأنه إذا خضع عُنُقهِ فقد خضع
هو كما يقال قُطِع فلان إذا قُطِعَتْ يده وجاءَ القوم عُنُقاً عُنُقاً أَي طوائف
قال الأَزهري إذا جاؤوا فِرَقاً كل جماعة منهم عُنُق قال الشاعر يخاطب أَمير
المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه أَبْلِغْ أَميرَ المؤمني ن أخا العِراقِ
إذا أَتَيْتا أَن العِراقَ وأَهلَهُ عُنُقٌ إليكَ فَهْيتَ هَيْتَا أَراد أَنهم
أَقبلواإليك بجماعتهم وقيل هم مائلون إليك ومنتظروك ويقال جاء القوم عُنُقاً
عُنُقاً أَي رَسَلاً رَسَلاً وقَطِيعاً قطيعاً قال الأَخطل وإذا المِئُونَ
تواكَلَتْ أَعْناقُها فاحْمِدْ هُناكَ على فَتىً حَمّالِ قال ابن الأَعرابي
أَعْناقُها جماعاتها وقال غيره سادَاتها وفي حديث يخرج عُنُقٌ من النار أَي تخرج
قطعة من النار ابن شميل إذا خرج من النهر ماء فجرى فقد خرج عُنُق وفي الحديث لا
يزال الناس مختلفةً أَعْناقُهم في طلب الدنيا أَي جماعات منهم وقيل أَراد
بالأَعناق الرؤساء والكُبَرَاء كما تقدم ويقال هم عُنُق عليه كقولك هم إلْبٌ عليه
وله عُنُق في الخير أَي سابقة وقوله المؤذِّنون أَطول الناس أَعْناقاً يوم القيامة
قال ثعلب هو من قولهم له عُنُق في الخير أَي سابقة وقيل إنهم أكثر الناس أَعمالاً
وقيل يُغْفَرُ لهم مَدَّ صوتهم وقيل يُزَادونَ على الناس وقال غيره هو من طول
الأَعْناقِ أي الرقاب لأَن الناس يومئذ في الكرب وهم في الرَّوْح والنشاط متطلعون
مُشْرَئِبُّونَ لأَنْ يُؤذَنَ لهم في دخول الجنة قال ابن الأَثير وقيل أَراد أَنهم
يكونون يومئذ رؤساء سادةً والعرب تصف السادة بطول الأَعناق وروي أَطولُ إعْناقاً
بكسر الهمزة أَي أَكثر إسراعاً وأَعجل إلى الجنة وفي الحديث لا يزال المؤمن
مُعْنِقاً صالحاً ما لم يُصِبْ دماً حراماً أَي مسرعاً في طاعته منبسطاً في عمله
وقيل أَراد يوم القيامة والعُنُق القطعة من المال والعُنُق أَيضاً القطعة من العمل
خيراً كان أَو شرّاً والعَنَق من السير المنبسط والعَنِيقُ كذلك وسير عَنَقٌ
وعَنِيقٌ معروف وقد أَعْنَقَت الدابةُ فهي مُعْنِقٌ ومِعْناق وعَنِيق واستعار أَبو
ذؤيب الإعْناق للنجوم فقال بأَطْيَبَ منها إذا ما النُّجُو م أَعْنَقْنَ مِثْلَ
هَوَادِي
( * هكذا ورد عجز هذا البيت في الأصل وهو مختل الوزن )
وفي حديث مُعاذٍ وأَبي موسى أَنهما كانا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر
أَصحابه فأناخُوا ليلةً وتَوَسَّدَ كلُّ رجل منهم بذراع راحلته قالا فانتبهنا ولم
نَرَ رسول الله صلى الله عليهم وسلم عند راحلته فاتبعناه فأَخبرنا عليه السلام
أَنه خُيِّرَ بين أَن يدخل نصفُ أُمته الجنة وبين الشفاعة قال شمر قوله مَعََانيق
أَي مسرعين يقال أَعْنَقْتُ إليه أُعْنَقَ إعْناقاً وفي حديث أصحاب الغارِ فانفرجت
الصخرة فانطلقوا مُعَانقينَ إلى الناس نبشّرهم قال شمر قوله معانيق أَي مسرعين من
عانَقَ مثل أَعْنِقَ إذا سارَع وأَسرع ويروى فانطلقوا مَعانيقَ ورجل مُعْنِقٌ وقوم
مُعْنِقون ومَعانيق قال القطامي طَرَقَتْ جَنُوبُ رحالَنا من مُطْرِق ما كنت
أَحْسَبُها قريبَ المُعْنِقِ وقال ذو الرمة أَشَاقَتْكَ أخْلاقُ الرُّسوم الدوائرِ
بأََدْعاصِ حَوضَى المُعْنِقاتِ النَّوادِرِ ؟ المُعْنِقات المتقدمات منها
والعَنَقُ والعَنِيقُ من السير معروف وهما اسمان من أَعْنَقَ إعْناقاً وفي نوادر
الأَعراب أَعْلَقْتُ وأَعْنَقْتُ وبلاد مُعْلِقة ومُعْنِقة بعيدة وقال أَبو حاتم
المَعانقُ هي مُقَرِّضات الأَسَاقي لها أَطواق في أَعناقها ببياض ويقال عَنَقَت
السحابةُ إذا خرجت من معظم الغيم تراها بيضاء لإشراق الشمس عليها وقال ما
الشُّرْبُ إلاّ نَغَباتٌ فالصَّدَرْ في يوم غَيْمٍ عَنَقَتْ فيه الصُّبُرْ قال
والعَنَقُ ضرب من سير الدابة والإبل وهو سير مُسْبَطِرٌّ قال أَبو النجم يا ناقَ
سِيرِي عَنَقاً فَسِيحاً إلى سليمانَ فَنَسْترِيحا ونَصب نَسْتريح لأَنه جواب
الأمر بالفاء وفرس مِعْناق أي جيد العَنَق وقال ابن بري يقال ناقة مِعْناق تسير
العَنَق قال الأَعشى قد تجاوَزْتُها وتَحْتي مَرُوحٌ َعنْتَرِيسٌ نَعّابة مِعْناقُ
وفي الحديث أنه كان يسير العَنَقَ فإذا وجد فَجْوةً نَصَّ وفي الحديث أَنه بعث
سَرِيّةً فبعثوا حَرَامَ بن مِلْحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني
سُلَيْم فانْتَحَى له عامرُ بن الطُّفَيْل فقتله فلما بلغ النبيَّ صلى الله عليه
وسلم قَتْلُه قال أَعْنَقَ لِيَمُوتَ أَي أَن المنية أَسرعت به وساقته إلى مصرعه
والمُعْنِق ما صُلب وراتفع عن الأَرض وحوله سَهْل وهو منقاد نحو مِيلٍ وأَقل من
ذلك والجمع مَعانيقُ توهموا فيه مِفْعالاً لكثرة ما يأتيان معاً نحو مُتْئِم
ومِتْآم ومُذْكِر ومِذْكار والعَناق الحَرَّة والعَناق الأُنثى من المَعَز أَنشد
ابن الأَعرابي لقُريْطٍ يصف الذئب حَسِبْتَ بُغامَ راحِلتي عَناقاً وما هي وَيْبَ
غَيرِك بالعَناقِ فلو أَني رَمَيْتُك من قريب لعاقَكَ عن دُعاءِ الذَّئبِ عاقِ
والجمع أَعْنُق وعُنُق وعُنُوق قال سيبويه أَمُّا تكسيرهم إياه على أَفْعُل فهو
الغالب على هذا البناء من المؤنث وأَما تكسيرهم له على فُعُول فلتكسيرهم إياه على
أَفْعُل إذ كانا يعتقبان على باب فَعْل وقال الأَزهري العَنَاق الأُنثى من أَولاد
المِعْزَى إذا أتت عليها سنة وجمعها عنوق وهذا جمع نادر وتقول في العدد الأَقل
ثلاث أَعْنُقٍ وأَربع أََعْنُقٍ قال الفرزدق دَعْدِِعْ بأَعْنُقِك القَوائِم
إنَّني في باذِخٍ يا ابن المَراغة عالِ وقال أَوس بن حجر في الجمع الكثير يَصُوعُ
عُنُوقَها أَحْوَى زَنِيمُ له ظأبٌ كما صَخِبَ الغِرِيمُ وفي حديث الضحية عندي
عَناقٌ جَذَعةٌ هي الأُنثى من أَولاد المعز ما لم يتم له سنة وفي حديث أَبي بكر
رضي الله عنه لو مَنَعوني عَناقاً مما كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله صلى الله عليه
وسلم لقاتلتُهم عليه قال ابن الأَثير فيه دليل على وجوب الصدقة في السِّخَال وأَن
واحدة منها تجزئ عن الواجب في الأَربعين منها إذا كانت كلها سِخَالاً ولا
يُكَلَّفُ صاحبها مُسِنَّةً قال وهو مذهب الشافعي وقال أَبو حنيفة لا شيء في
السخال وفيه دليل على أن حَوْل النَّتَاجِ حوْلُ الأُمّهاتِ ولو كانَ يُستأنَف لها
الحَوْلُ لم يوجد السبيلُ إلى أَخذ العَناق وفي حديث الشعبي نحن في العُنُوق ولم
نبلغ النُّوق قال ابن سيده وفي المثل هذه العُنُوق بعد النُّوق يقول مالُكَ
العُنُوق بعد النّوق يضرب للذي يكون على حالة حَسَنة ثم يركب القبيح من الأَمر
ويَدَعُ حاله الأُولى وينحطّ من عُلُو إلى سُفل قال الأَزهري يضرب مثلاَ للذي
يُحَطُّ عن مرتبته بعد الرفعة والمعنى أَنه صار يرعى العُنُوق بعدما كان يرعى
الإبل وراعي الشّاءِ عند العرب مَهِينٌ ذليل وراعي الإبل عزيز شريف وأَنشد ابن
الأَعرابي لا أَذَبحُ النّازِيَ الشّبُوبَ ولا أَسْلُخُ يومَ المَقامةِ العُنُقَا
لا آكلُ الغَثَّ في الشِّتاءِ ولا أَنْصَحُ ثوبي إذا هو انْخَرَقَا وأَنشد ابن
السكيت أَبوكَ الذي يَكْوي أُنُوف عُنُوقِه بأَظفارِهِ حتى أَنَسَّ وأَمْحَقا وشاة
مِعْناق تلد العُنُوق قال لَهْفِي على شاةِ أَبي السِّبّاقِ عَتِيقةٍ من غنمٍ عِتَاقٍ
مَرْغُوسَةٍ مأمورةٍ مِعْناقِ والعَناقُ شيءٌ من دوابِّ الأَرض كالفَهْد وقيل
عَناق الأَرض دُوَيْبَّة أَصفر من الفَهْد طويلة الظهر تصيد كل شيء حتى الطير قال
الأَزهري عَناقُ الأَرض دابة فوق الكلب الصيني يصيد كما يصيد الفَهْدُ ويأكل اللحم
وهو من السباع يقال إنه ليس شيء من الدواب يُؤَبِّرُ أَي يُعَقّي أَثرَه إذا عدا
غيره وغير الأَرْنب وجمعه عُنُوق أَيضاً والفُرْسُ تسميه سِيَاهْ كُوشَ قال وقد
رأَيته بالبادية وهو أَسود الرأس أَبيض سائره وفي حديث قتادة عَناقُ الأَرض من
الجوارح هي دابة وحشية أَكبر من السَّنَّوْر وأَصغر من الكلب ويقال في المثل لقي
عَنَاقَ الأرض وأُذُنَيْ عَنَاقٍ أَي داهية يريد أَنها من الحيوان الذي يُصْطاد به
إذا عُلِّم والعَنَاقُ الداهية والخيبة قال أَمِنْ تَرْجِيعِ قارِيَةٍ تَرَكْتُمْ
سَبَاياكُمْ وأُبْتُمْ بالعَنَاقِ ؟ القاريةُ طير أَخضر تحبّه الأَعراب يشبهون
الرجل السخيّ بها وذلك لأَنه يُنْذِرُ بالمطر وصفهم بالجُبْن فهو يقول فَزِعتُمْ
لمَّا سمعتم ترجيع هذا الطائر فتركتم سباياكم وأُبْتُمْ بالخيبة وقال علي بن حمزة
العَنَاقُ في البيت المُنْكَرُ أَي وأُبْتُم بأَمر مُنْكَر وأُذُنا عَناقٍ وجاء
بأُذنَيْ عَناقٍ الأَرض أَي بالكذب الفاحش أَو بالخيبة وقال إذا تَمَطَّيْنَ على
القَيَاقي لاقَيْنَ منه أُذُنَيْ عَنَاقِ يعني الشدَّة أَي من الحادي أَو من الجمل
ابن الأَعرابي يقال منه لقيتُ أُذُنَيْ عَناقٍ أَي داهية وأمراً شديداً وجاء فلان
يأُذني عنَاق إذا جاء بالكذب الفاحش ويقال رجع فلان بالعَناق إذا رجع خائباً يوضع
العَناق موضع الخيبة والعنَاق النجم الأَوسط من بنات نَعْش الكُبْرى والعَنْقاءُ
الداهية قال يَحْمِلْنَ عَنْقاء وعَنْقَفِيرا وأُمَّ خَشّافٍ وخَنْشَفِيرا
والدَّلْوَ والدَّيْلَمَ والزَّفِيرَا وكلهن دَواهِ ونكرَّ عَنْقاء وعَنْقَفِيراً
وإنما هي العَنْقاء والعَنْقَفِير وقد يجوز أن تحذف منهما اللام وهما باقيان على
تعريفهما والعَنْقاء طائر ضخم ليس بالعُقاب وقيل العَنْقاءُ المُغْرِبُ كلمة لا
أَصل لها يقال إنها طائر عظيم لا ترى إلا في الدهور ثم كثر ذلك حتى سموا الداهية
عَنْقاء مُغْرِباً ومُغْرِبةً قال ولولا سليمانُ الخليفةُ حَلَّقَتْ به من يد
الحَجّاج عَنْقاءُ مُغْرِب وقيل سمِّيت عَنْقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطوق
وقال كراع العَنْقاء فيما يزعمون طائر يكون عند مغرب الشمس وقال الزجاج العَنْقاءُ
المُغْرِبُ طائر لم يره أَحد وقيل في قوله تعالى طيراً أَبابِيلَ هي عَنْقاءُ
مُغْرِبَة أَبو عبيد من أَمثال العرب طارت بهم العَنْقاءُ المُغْرِبُ ولم يفسره
قال ابن الكلبي كان لأهل الرّس نبيٌّ يقال له حنظلة بن صَفْوان وكان بأَرضهم جبل
يقال له دَمْخ مصعده في السماء مِيلٌ فكان يَنْتابُهُ طائرة كأَعظم ما يكون لها
عنق طويل من أَحسن الطير فيها من كل لون وكانت تقع مُنْقَضَّةً فكانت تنقضُّ على
الطير فتأْكلها فجاعت وانْقَضَّت على صبيِّ فذهبت به فسميت عَنْقاءَ مُغْرباً
لأَنها تَغْرُب بكل ما أَخذته ثم انْقَضَّت على جارية تَرعْرَعَت وضمتها إلى
جناحين لها صغيرين سوى جناحيها الكبيرين ثم طارت بها فشكوا ذلك إلى نبيهم فدعا
عليها فسلط الله عليها آفةً فهلكت فضربتها العرب مثلاً في أَشْعارها ويقال
أَلْوَتْ به العَنْقاءُ المُغْرِبُ وطارت به العَنْقاء والعَنْقاء العُقاب وقيل
طائر لم يبق في أَيدي الناس من صفتها غير اسمها والعَنْقاءُ لقب رجل من العرب
واسمه ثعلبة بن عمرو والعَنْقاءُ اسم مَلِكِ والتأنيث عند الليث للفظ العَنْقاءِ
والتَّعانِيقُ موضع قال زهير صَحَا القلبُ عن سَلْمَى وقد كاد لا يَسْلُو
وأَقْفَرَ من سَلْمَى التَّعانِيقُ فالثِّقْلُ قال الأَزهري ورأَيت بالدهناء شبه
مَنارة عاديَّةٍ مبنية بالحجارة وكان القوم الذين كنت معهم يسمونها عَناقَ ذي
الرمة لذكره إياها في شعره فقال ولا تَحْسَبي شَجِّي بك البِيدَ كلَّما تَلأْلأَ
بالغَوْرِ النُّجومُ الطَّوامِسُ مُرَاعاتَكِ الأَحْلالَ ما بين شارعٍ إلى حيثُ
حادَتْ عن عَنَاق الأَواعِسُ قال الأَصمعي العَناق بالحِمَى وهو لَغَنِيٍّ وقيل
وادي العَناق بالحِمَى في أَرض غنِيّ قال الراعي تَحمَّلْنَ من وادي العَناق
فثَهْمَدِ والأَعْنَق فحل من خيل العرب معروف إليه تنسب بنات أَعْنَق من الخيل
وأَنشد ابن الأَعرابي تَظَلُّ بناتُ أَعْنَقَ مُسْرَجاتٍ لرؤيتِها يَرُحْنَ
ويَغْتَدِينا ويروى مُسْرِجاتٍ قال أَبو العباس اختلفوا في أَعْنَق فقال قائل هم
اسم فرس وقال آخرون هو دُهْقان كثير المال من الدَّهَاقِين فمن جعله رجلاً رواه
مُسْرِجات ومن جعله فرساً رواه مُسْرَجات وأَعْنَقَت الثُّرَيّا إذا غابت وقال
كأنِّي حين أَعْنَقَتِ الثُّرَيّا سُقِيتُ الرَّاح أَو سَمّاً مَدُوفا وأَعْنَقَتِ
النجومُ إذا تقدمت للمَغيب والمُعْنِقُ السابق يقال جاء الفرس مُعْنِقاً ودابة
مِعْناقٌ وقد أَعْنَق وأَما قول ابن أَحمر في رأس خَلْقاءَ من عَنْقاءَ مُشْرِفَةٍ
لا يُبْتَغَى دونها سَهْلٌ ولا جَبَلُ فإنه يصف جبلاً يقول لا ينبغي أَن يكون
فوقها سهل ولا جبل أَحصن منها وقد عَانَقه إذا جعل يديه على عُنُقه وضمَّه إلى
نفسه وتَعَانَقَا واعْتَنَقا فهو عَنِيقُه وقال وباتَ خَيالُ طَيْفك لي عَنِيقاً
إلى أَن حَيْعَل الدَّاعِي الفَلاحَا