العَوَرُ ذهابُ
حِسِّ إِحدى العينين وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ وهو أَعْوَرُ
صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ
والجمع عُورٌ وعُوران وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها وربما قالوا عُرْتُ
عينَ
العَوَرُ ذهابُ
حِسِّ إِحدى العينين وقد عَوِرَ عَوَراً وعارَ يَعارُ واعْوَرَّ وهو أَعْوَرُ
صحَّت العين في عَوِر لأَنه في معنى ما لا بد من صحته وهو أَعْوَرُ بيّن العَوَرِ
والجمع عُورٌ وعُوران وأَعْوَرَ اللهُ عينَ فلان وعَوَّرَها وربما قالوا عُرْتُ
عينَه وعَوِرَت عينُه واعْوَرَّت إِذا ذهب بصرها قال الجوهري إِنما صحت الواو في
عَوِرَت عينُه لصحتها في أَصله وهو اعْوَرَّت لسكون ما قبلها ثم حُذِفت الزوائد
الأَلفُ والتشديدُ فبقي عَوِرَ يدل على أَن ذلك أَصله مجيءُ أَخواته على هذا
اسْوَدَّ يَسْوَدُّ واحْمَرَّ يَحْمَرّ ولا يقال في الأَلوان غيره قال وكذلك قياسه
في العيوب اعْرَجَّ واعْمَيَّ في عَرِج وعَمِيَ وإِن لم يسمع والعرب تُصَغِّر
الأَعْوَر عُوَيْراً ومنه قولهم كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غَيْرُ خَيْر قال الجوهري
ويقال في الخصلتين المكروهتين كُسَيْرٌ وعُوَيْر وكلٌّ غيرُ خَيْر وهو تصغير أَعور
مرخماً قال الأَزهري عارَت عينُه تَعارُ وعَوِرَت تَعْورُ واعْوَرَّت تَعْوَرُّ
واعْوَارَّت تَعْوارُّ بمعنى واحد ويقال عارَ عينَه يَعُورُها إِذا عَوَّرها ومنه
قول الشاعر فجاء إِليها كاسِراً جَفْنَ عَيْنه فقلتُ له من عارَ عَيْنَك عَنْتَرهْ
؟ يقول من أَصابها بعُوّار ؟ ويقال عُرْتُ عينه أَعُورُها وأَعارُها من العائِر
قال ابن بزرج يقال عارَ الدمعُ يَعِيرُ عَيَراناً إِذا سال وأَنشد ورُبَّتَ سائلٍ
عنِّي حَفِيٍّ أَعارَتْ عينُه أَم لم تَعارا ؟ أَي أَدَمَعَت عينُه قال الجوهري
وقد عارَت عينُه تَعار وأَورد هذا البيت وسائلة بظَهْرِ الغيب عَنّي أَعارَتْ
عينُه أَم لم تَعارا ؟ قال أَراد تعارَنْ فوقف بالأَلف قال ابن بري أَورد هذا
البيت على عارت أَي عَوِرت قال والبيت لعمرو بن أَحمر الباهلي قال والأَلف في آخر
تعارا بدل من النون الخفيفة أَبدل منها أَلفاً لمّا وقف عليها ولهذا سلمت الأَلف
التي بعد العين إِذ لو لم يكن بعدها نون التوكيد لانحذفت وكنت تقول لم تَعَرْ كما
تقول لم تَخَفْ وإِذا أُلحقت النون ثبتت الأَلف فقلت لم تَخَافَنْ لأَن الفعل مع
نون التوكيد مبني فلا يلحقه جزم وقولهم بَدَلٌ أَعْوَر مَثَلٌ يضرب للمذموم يخلف
بعد الرجل المحمود وفي حديث أُمّ زَرْع فاسْتَبْدَلت بعدَه وكلُّ بَدَلٍ أَعْوَر
هو من ذلك قال عبدالله بن هَمّام السّلُولي لقُتَيْبَة بن مسلم ووَليَ خراسان بعد
يزيد بن المهلّب أَقُتَيْبَ قد قُلْنا غداةَ أَتَيْتَنا بَدَلٌ لَعَمْرُك من
يَزيدٍ أَعْوَرُ وربما قالوا خَلَفٌ أَعْوَرُ قال أَبو ذؤيب فأَصْبَحْتُ أَمْشِي في
دِيارٍ كأَنها خِلافُ دِيار الكامِليّة عُورُ كأَنه جمع خَلَفاً على خِلافٍ مثل
جَبَل وجِبال قال والاسم العَوْرة وعُورانُ قَيْسٍ خمسة شُعَراء عُورٌ وهم
الأَعْور الشَّنِّي
( * قوله « الأعور الشني » ذكر في القاموس بدله الراعي ) والشمَّاخ وتميم ابن
أُبَيّ بن مُقْبِل وابن أَحمر وحُمَيْد بن ثور الهلالي وبنو الأَعْور قبيلة سموا
بذلك لعَوَرِ أَبيهم فأَما قوله في بِلاد الأَعْورِينا فعلى الإِضافة
كالأَعْجَمِينَ وليس بجمع أَعْوَر لأَن مثل هذا لا يُسَلّم عند سيبويه وعارَه
وأَعْوَرَه وعَوَّرَه صيَّره كذلك فأَما قول جَبَلة وبِعْتُ لها العينَ الصحيحةَ
بالعَوَرْ فإِنه أَراد العَوْراء فوضع المصدر موضع الصفة ولو أَراد العَوَر الذي
هو العرَض لقابَل الصحيحة وهي جوهر بالعَوَر وهو عرَضٌ وهذا قبيح في الصنْعة وقد
يجوز أَن يريد العين الصحيحة بذات العَوَرِ فحذف وكل هذا لِيُقَابَلَ الجوهرُ
بالجوهر لأَن مقابلة الشيء بنظيره أَذهبُ في الصُّنْع والأَشْرَف في الوضع فأَما
قول أَبي ذؤيب فالعينُ بعدهمُ كأَن حِداقَها سُمِلَت بِشَوْكٍ فهي عُورٌ تَدْمَعُ
فعلى أَنه جعل كل جزء من الحدقة أَعْوَرَ أَو كلَّ قطعة منها عَوْراء وهذه ضرورة
وإِنما آثر أَبو ذؤيب هذا لأَنه لو قال فهي عَوْرا تدمع لقصر الممدود فرأَى ما
عَمِله أَسهلَ عليه وأَخفَّ وقد يكون العَوَرُ في غير الإِنسان قال سيبويه حدثنا
بعض العرب أَن رجلاً من بني أَسد قال يوم جَبَلة واستقبله بَعِيرٌ أَعْور فَتَطيّر
فقال يا بَنِيّ أَعْوَرَ وذا نابٍ فاستعمل الأَعْورَ للبعير ووجه نصبه أَنه لم يرد
أَن يسترشدهم ليخبروه عن عَورِه وصحَّته ولكنه نبّههم كأَنه قال أَتستقبلون
أَعْوَرَ وذا ناب ؟ فالاستقبالُ في حال تنبيهه إِيّاهم كان واقعاً كما كان
التلَوُّن والتنقل عندك ثابتين في الحال الأَول وأَراد أَن يثبت الأَعْوَرَ
ليَحْذَرُوه فأَما قول سيبويه في تمثيل النصب أَتَعَوَّرون فليس من كلام العرب
إِنما أَراد أَن يُرِينَا البدل من اللفظ به بالفعل فصاغ فعلاً ليس من كلام العرب
ونظير ذلك قوله في الأَعْيار من قول الشاعر أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً
وغِلْظةً وفي الحَرْب أَشباهَ النِّساء العَوارِك ؟ أَتَعَيَّرون وكل ذلك إِنما هو
ليصوغ الفعل مما لا يجري على الفعْل أَو مما يقلّ جريه عليه والأَعْوَرُ الغراب
على التشاؤم به لأَن الأَعْورَ عندهم مشؤوم وقيل لخلاف حاله لأَنهم يقولون
أَبْصَرُ من غراب قالوا وإِنما سمي الغراب أَعْوَر لحدّة بصره كما يقال للأَعمى
أَبو بَصِير وللحبَشِيّ أَبو البَيْضاء ويقال للأَعمى بَصِير وللأَعْوَر الأَحْوَل
قال الأَزهري رأَيت في البادية امرأَة عَوْراء يقال لها حَوْلاء قال والعرب تقول
للأَحْوَل العين أَعْوَر وللمرأَة الحَوْلاء هي عَوْراء ويسمى الغراب عُوَيْراً
على ترخيم التصغير قال سمي الغراب أَعْوَرَ ويُصاح به فيقال عُوَيْر عُوَيْر
وأَنشد وصِحَاحُ العُيونِ يُدْعَوْن عُورا وقوله أَنشده ثعلب ومَنْهل أَعْوَر
إِحْدى العَيْنَيْن بَصِير أُخرى وأَصَمّ الأُذُنَيْن فسره فقال معنى أَعْوَر
إِحدى العينين أَي فيه بئران فذهبت واحدة فذلك معنى قوله أَعْوَر إِحدى العينين
وبقيت واحدة فذلك معنى قوله بَصِير أُخرى وقوله أَصَمّ الأُذنين أَي ليس يُسْمَع
فيه صَدًى قال شمر عَوَّرْت عُيونَ المياه إِذا دَفَنْتها وسدَدْتها وعَوَّرْت
الركيّة إِذا كَبَسْتها بالتراب حتى تنسدّ عيونها وفلاة عَوْراء لا ماء بها
وعَوَّرَ عين الراكية أَفسدها حتى نَضَبَ الماءُ وفي حديث عُمَر وذكَرَ امرأَ
القيس فقال افْتَقَر عن معانٍ عُورٍ العُورُ جمع أَعْوَر وعَوْراء وأَراد به
المعاني الغامضة الدقيقة وهو من عَوَّرْت الركيّة وأَعَرْتُها وعُرْتُها إِذا
طَمَمْتها وسددت أَعينها التي ينبَع منها الماء وفي حديث عليٍّ أَمرَه أَن
يُعَوِّرَ آبارَ بَدْرٍ أَي يَدْفِنها ويَطُمّها وقد عارَت الركيةُ تَعُور وقال
ابن الأَعرابي العُوَارُ البئر التي لا يستقى منها قال وعَوَّرْت الرجل إِذا
اسْتَسْقاك فلم تَسْقِه قال الجوهري ويقال للمستجيز الذي يطلب الماء إِذا لم تسقه
قد عَوَّرْت شُرْبَه قال الفرزدق متى ما تَرِدْ يَوْماً سَفارِ تَجِدْ به أُدَيْهم
يَرْمي المُسْتَجِيز المُعَوَّرا سفارِ اسم ماء والمستجيز الذي يطلب الماء ويقال
عَوَّرْته عن الماء تَعْوِيراً أَي حََّلأْته وقال أَبو عبيدة التَّعْوِيرُ الردّ
عَوَّرْته عن حاجته رددته عنها وطريق أَعْوَرُ لا عَلَم فيه كأَنّ ذلك العَلَم
عَيْنُه وهو مثل والعائرُ كل ما أَعَلَّ العينَ فعقَر سمي بذلك لأَن العين
تُغْمَضُ له ولا يتمكن صاحبها من النظر لأَن العين كأَنها تَعُور وما رأَيت عائرَ
عَيْنٍ أَي أَحداً يَطْرِف العين فيَعُورها وعائرُ العين ما يملؤُها من المال حتى
يكاد يَعُورُها وعليه من المال عائرةُ عَيْنَيْن وعَيِّرَةُ عينين كلاهما عن
اللحياني أَي ما يكاد من كثرته يَفْقأُ عينيه وقال مرة يريد الكثرة كأَنه يملأُ
بصره قال أَبو عبيد يقال للرجل إِذا كثر مالُه تَرِدُ على فلان عائرةُ عين وعائرةُ
عينين أَي ترد عليه إِبلٌ كثيرة كأَنها من كثرتها تملأُ العينين حتى تكاد
تَعُورهما أَي تَفْقَؤُهما وقال أَبو العباس معناه أَنه من كثرتها تَعِيرُ فيها
العين قال الأَصمعي أَصل ذلك أَن الرجل من العرب في الجاهلية كان إِذا بلغ إِبلُه
أَلفاً عارَ عَينَ بَعِير منها فأَرادوا بعَائرة العين أَلفاً من الإِبل تَعُورُ
عينُ واحد منها قال الجوهري وعنده من المال عائرةُ عينٍ أَي يَحارُ فيه البصر من
كثرته كأَنه يملأُ العين فيَعُورُها والعائرُ كالظَّعْنِ أَو القذَى في العين اسم
كالكاهِل والغارِب وقيل العائرُ الرَّمَد وقيل العائرُ بَثْرٌ يكون في جَفْن العين
الأَسفل وهو اسم لا مصدر بمنزلة النالِج والناعِر والباطِل وليس اسم فاعل ولا
جارياً على معتل وهو كما تراه معتل وقال الليث العائرُ غَمَصة تمَضُّ العين كأَنما
وقع فيها قَذًى وهو العُوّار قال وعين عائرةٌ ذات عُوّار قال ولا يقال في هذا
المعنى عارَت إِنما يقال عارَت إِذا عَوِرَت والعُوّار بالتشديد كالعائر والجمع
عَواوِير القذى في العين يقال بعينه عُوّار أَي قذى فأَما قوله وكَحَّلَ
العَيْنَيْنِ بالعَواوِر فإِنما حذف الياء للضرورة ولذلك لم يهمز لأَن الياء في
نية الثبات فكما كان لا يهمزها والياء ثابتة كذلك لم يهمزها والياء في نية الثبات
وروى الأَزهري عن اليزيدي بعَيْنِه ساهِكٌ وعائرٌ وهما من الرمد والعُوّار الرمد
والعُوّار الرمص الذي في الحدقة والعُوّارُ اللحم الذي ينزع من العين بعدما يُذَرّ
عليه الذّرور وهو من ذلك والعَوْراء الكلمة القبيحة أَو الفَعْلة القَبيحة وهو من
هذا لأَن الكلمة أَو الفعلة كأَنها تَعُور العين فيمنعها ذلك من الطُّمْوحِ
وحِدّةِ النظر ثم حَوّلوها إِلى الكلمة والفعلةِ على المَثَل وإِنما يريدون في
الحقيقة صاحبها قال ابن عنقاء الفزاري يمدح ابن عمه عُمَيْلة وكان عميلة هذا قد
جبره من فقر إِذا قِيلَت العَوْراءُ أَغْضَى كأَنه ذليلٌ بلا ذُلٍّ ولو شاء
لانْتَصَرْ وقال آخر حُمِّلْت منه على عَوْراءَ طائِشةٍ لم أَسْهُ عنها ولم
أَكْسِرْ لها فَزَعا قال أَبو الهيثم يقال للكلمة القبيحة عَوْراء وللكلمة
الحسْناء عَيْناء وأَنشد قول الشاعر وعَوْراء جاءت من أَخٍ فرَدَدْتُها بِسالمةِ
العَيْنَيْنِ طالبةً عُذْرا أَي بكلمة حسَنَة لم تكن عَوْراء وقال الليث العَوْراء
الكلمة التي تَهْوِي في غير عقل ولا رُشْد قال الجوهري الكلمة العَوْراء القبيحة
وهي السَّقْطة قال حاتم طيء وأَغْفِرُ عَوْراءَ الكريم ادِّخارَه وأُعْرِضُ عن
شَتْمِ اللَّئِيم تَكَرُّما أَي لادخاره وفي حديث عائشة رضي الله عنها يَتَوَضَّأُ
أَحدكم من الطَّعام الطيّبِ ولا يَتَوَضَّأُ من العَوْراء يقولُها أَي الكلمة
القبيحة الزائغة عن الرُّشد وعُورانُ الكلامِ ما تَنْفِيه الأُذُن وهو منه الواحدة
عَوْراء عن أَبي زيد وأَنشد وعَوْراء قد قيَلتْ فلم أَسْتَمِعْ لها وما الكَلِمُ
العُورانُ لي بِقَتُولِ وَصَفَ الكَلِمَ بالعُورانِ لأَنه جمع وأَخبر عنه
بالقَتُول وهو واحد لأَن الكلم يذكر ويؤنث وكذلك كل جمع لا يُفارِق واحده إِلا
بالهاء ولك فيه كل ذلك والعَوَرُ شَيْنٌ وقُبْحٌ والأَعْوَرُ الرديء من كل شيء في
الحديث لمّا اعترض أَبو لَهَبٍ على النبي صلى الله عليه وسلم عند إِظهار الدَّعْوة
قال له أَبو طالب يا أَعْوَرُ ما أَنتَ وهذا ؟ لم يكن أَبو لهب أَعْوَرَ ولكن
العرب تقول الذي ليس له أَخٌ من أُمّه وأَبيه أَعْوَر وقيل إِنهم يقولون للرديء من
كل شيء من الأُمور والأَخلاق أَعْوَر وللمؤنث منه عَوْراء والأَعْوَرُ الضعيف
الجبان البَلِيد الذي لا يَدُلّ ولا يَنْدَلّ ولا خير فيه عن ابن الأَعرابي وأَنشد
للراعي إِذا هابَ جُثْمانَه الأَعْوَرُ يعني بالجُثْمان سوادَ الليل ومُنْتَصَفه
وقيل هو الدليل السيِّء الدلالة والعُوّار أَيضاً الضعيف الجبان السريع الفرار
كالأَعْور وجمعه عواوير قال الأَعشى غير مِيلٍ ولا عَواوِير في الهي جا ولا عُزّلٍ
ولا أَكْفالِ قال سيبويه لم يُكْتَفَ فيه بالواو والنون لأَنهم قلما يصفون به
المؤنث فصار كمِفْعال ومِفْعِيل ولم يَصِرْ كفَعّال وأَجْرَوْه مُجْرَى الصفة
فجمعوه بالواو والنون كما فعلوا ذلك في حَسَّانٍ وكَرّام والعُوّار أَيضاً الذين
حاجاتهم في أَدْبارِهم عن كراع قال الجوهري جمع العُوّار الجبان العَواوِيرُ قال
وإِن شئت لم تُعَوِّضْ في الشعر فقلت العواور وأَنشد عجز بيت للبيد يخاطب عمّه
ويُعاتِبه وفي كلِّ يوم ذي حِفاظٍ بَلَوْتَنِي فقُمْتُ مَقاماً لم تَقُمْه
العَواوِرُ وقال أَبو علي النحوي إِنما صحت فيه الواو مع قربها من الطرف لأَن
الياء المحذوفة للضرورة مرادة فهي في حكم ما في اللفظ فلما بعدت في الحكم من
الطَّرف لم تقلب همزة ومن أَمثال العرب السائرة أَعْوَرُ عَيْنَك والحَجَر
والإِعْوَار الرِّيبةُ ورجل مُعْوِرٌ قبيح السريرة ومكان مُعْوِر مخوف وهذا مكان
مُعْوِر أَي يُخاف فيه القطع وفي حديث أَبي بكر رضي الله عنه قال مسعود بن
هُنَيْدة رأَيته وقد طلَع في طريقٍ مُعْوِرة أَي ذات عَوْرة يُخاف فيها الضلال
والانقطاع وكلّ عَيْبٍ وخلل في شيء فهو عَوْرة وشيء مُعْوِر وعَوِرٌ لا حافظ له
والعَوَارُ والعُوار بفتح العين وضمها خرق أَو شق في الثوب وقيل هو عيب فيه فلم
يعين ذلك قال ذو الرمة تُبَيِّنُ نِسْبةَ المُزَنِيِّ لُؤْماً كما بَيَّنْتَ في
الأُدُم العُوارا وفي حديث الزكاة لا تؤخذ في الصدقة هَرِمةٌ ولا ذاتُ عَوار قال
ابن الأَثير العَوارُ بالفتح العيب وقد يضم والعَوْرةُ الخَلَلُ في الثَّغْر وغيره
وقد يوصف به منكوراً فيكون للواحد والجمع بلفظ واحد وفي التنزيل العزيز إِنّ
بُيوتَنا عَوْرةٌ فأَفرد الوصف والموصوفُ جمع وأَجمع القُرّاء على تسكين الواو من
عَوْرة ولكن في شواذ القراءات عَوِرة على فَعِلة وإِنما أَرادوا إن بُيوتَنا
عَوْرة أَي مُمْكِنة للسرَّاق لخلُوِّها من الرجال فأَكْذَبَهم الله عز وجل فقال
وما هي بعَوْرَةٍ ولكن يُرِيدون الفِرار وقيل معناه إِن بيوتنا عَوْرة أَي
مُعْوِرة أَي بيوتنا مما يلي العَدُوِّ ونحن نُسْرَق منها فأَعْلَم اللهُ أَنَّ
قصدَهم الهربُ قال ومن قرأَها عَوِرة فمعناها ذات عَوْرة إِن يُرِيدون إِلا
فِراراً المعنى ما يريدون تحرُّزاً مِن سَرَقٍ ولكن يريدون الفِرارَ عن نُصْرة
النبي صلى الله عليه وسلم وقد قيل إِن بُويتَنا عَوْرة أَي ليست بِحَرِيزة ومن
قرأَ عَوِرة ذَكَّر وأَنَّث ومن قرأَ عَوْرة قال في التذكير والتأْنيث والجمع
عَوْرة كالمصدر قال الأَزهري العَوْرة في الثُّغُور وفي الحُروبِ خَلَلٌ
يُتَخَوَّف منه القتل وقال الجوهري العَوْرة كل خَلَل يُتَخَوَّف منه من ثَغْرٍ
أَو حَرْب والعَوْرة كل مَكْمَنٍ للسَّتْر وعَوْرةُ الرجل والمرأَة سوْأَتُهما
والجمع عَوْرات بالتسكين والنساء عَوْرة قال الجوهري إِنما يحرك الثاني من فَعْلة
في جمع الأَسماء إِذا لم يكن باءً أَو واواً وقرأَ بعضهم عَوَرات النساء بالتحريك
والعَوْرةُ الساعة التي هي قَمِنٌ من ظهور العَوْرة فيها وهي ثلاث ساعات ساعة قبل
صلاة الفجر وساعة عند نصف النهار وساعة بعد العشاء الآخرة وفي التنزيل ثلاثُ
عَوْراتٍ لكم أَمر الله تعالى الوِلْدانَ والخَدَمَ أَن لا يدخلوا في هذه الساعات
إِلا بتسليم منهم واستئذان وكلُّ أَمر يستحيا منه عَوْرة وفي الحديث يا رسول الله
عَوْراتُنا ما نأْتي منها وما نَذَرُ ؟ العَوْرات جمع عَوْرة وهي كل ما يستحيا منه
إِذا ظهر وهي من الرجل ما بين السرة والركبة ومن المرأَة الحرة جميعُ جسدها إِلا
الوجه واليدين إِلى الكوعين وفي أَخْمَصِها خلاف ومن الأَمَة مثلُ الرجل وما يبدو
منها في حال الخدمة كالرأْس والرقبة والساعد فليس بِعَوْرة وسترُ العَوْرة في
الصلاة وغيرِ الصلاة واجبٌ وفيه عند الخلوة خلاف وفي الحديث المرأَة عَوْرة جعلها
نفسَها عَوْرة لأَنها إِذا ظهرت يستحيا منها كما يستحيا من العَوْرة إِذا ظهرت
والمُعْوِرُ المُمْكِن البيِّن الواضح وأَعْوَرَ لك الصيد أَي أَمْكَنك وأَعْوَرَ
الشيءُ ظهر وأَمكن عن ابن الأَعرابي وأَنشد لكُثَيّر كذاك أَذُودُ النَّفْسَ يا
عَزَّ عنكمُ وقد أَعْوَرَت أَسْرارُ مَن لا يَذُودُها أَعْوَرَتْ أَمكنت أَي من لم
يَذُد نفسَه عن هواها فحُشَ إِعْوارُها وفشَتْ أَسرارُها وما يُعْوِرُ له شيء إِلا
أَخذه أَي يظهر والعرب تقول أَعْوَرَ منزلُك إِذا بَدَتْ منه عَوْرةٌ وأَعْوَرَ
الفارِسُ إِذا كان فيه موضع خلل للضرب وقال الشاعر يصف الأَسد له الشَّدّةُ
الأُولى إِذا القِرْن أَعْورَا وفي حديث علي رضي الله عنه لا تُجْهِزوا على جَريح
ولا تُصِيبُوا مُعْوِراً هو من أَعْوَر الفارسُ إِذا بدا فيه موضع خللٍ للضرب
وعارَه يَعُوره أَي أَخذه وذهب به وما أَدْرِي أَيُّ الجرادِ عارَه أَي أَيّ الناس
أَخذه لا يستعمل إِلا في الجحد وقيل معناه وما أَدري أَيّ الناس ذهب به ولا
مُسْتَقْبَل له قال يعقوب وقال بعضهم يَعُوره وقال أَبو شبل يَعِيره وسيذكر في
الياء أَيضاً وحكى اللحياني أَراك عُرْته وعِرْته أَي ذهبت به قال ابن جني كأَنهم
إِنما لم يكادوا يستعملون مضارع هذا الفعل لمّا كان مثلاً جارياً في الأَمر
المنقضي الفائت وإِذا كان كذلك فلا وجه لذكر المضارع ههنا لأَنه ليس بمُنْقَضٍ ولا
ينطقون فيه بيفعل ويقال معنى عارَه أَي أَهلكه ابن الأَعرابي تَعَوّرَ الكتابُ
إِذا دَرَسَ وكتاب أَعْوَرُ دارِسٌ قال والأَعْور الدليل السيء الدلالة لا يحسن
أَن يَدُلّ ولا يَنْدَلّ وأَنشد ما لَكَ يا أَعْوَرُ لا تَنْدَلّ وكيف يَنْدَلّ
امْرؤٌ عِتْوَلّ ؟ ويقال جاءه سهم عائرٌ فقَتَله وهو الذي لا يُدْرَى مَن رماه
وأَنشد أَبو عبيد أَخْشَى على وَجْهِك يا أَمير عَوائِراً من جَنْدَل تَعِير وفي
الحديث أَن رجلاً أَصابه سهم عائِرٌ فقَتَله أَي لا يدري من رماه والعائِرُ من
السهام والحجارةِ الذي لا يدرى مَن رماه وفي ترجمة نسأَ وأَنشد لمالك بن زغبة
الباهلي إِذا انْتَسَأُوا فَوْتَ الرِّماح أَتَتْهُمُ عَوائِرُ نَبْلٍ كالجَرادِ
نُطِيرُها قال ابن بري عَوائِرُ نَبْلٍ أَي جماعة سهام متفرقة لا يدرى من أَين
أَتت وعاوَرَ المكاييل وعَوَّرَها قدَّرَها وسيذكر في الياء لغة في عايَرَها
والعُوّارُ ضرب من الخَطاطِيف أَسود طويل الجناحين وعَمَّ الجوهري فقال العُوّار
بالضم والتشديد الخُطّاف وينشد كما انْقَضَّ تَحْتَ الصِّيقِ عُوّارُ الصِّيق
الغبار والعُوّارَى شجرة يؤخذ جِراؤُها فتُشْدَخ ثم تُيَبَّس ثم تُذَرَّى ثم تحمل
في الأَوعية إِلى مكة فتباع ويتخذ منها مَخانِقُ قال ابن سيده والعُوَّار شجرة
تنبت نِبْتة الشَّرْية ولا تشِبُّ وهي خضراء ولا تنبت إِلا في أَجواف الشجر الكبار
ورِجْلة العَوْراء بالعراق بِمَيْسان والعارِيّة والعارةُ ما تداوَلُوه بينهم وقد
أَعارَه الشيءَ وأَعارَه منه وعاوَرَه إِيَّاه والمُعاوَرة والتَّعاوُر شبه
المُدَاوَلة والتّداوُل في الشيء يكون بين اثنين ومنه قول ذي الرمة وسَقْطٍ
كعَيْنِ الدِّيك عاوَرْتُ صاحبي أَباها وهَيَّأْنا لِمَوْقِعها وكْرا يعني الزند
وما يسقط من نارها وأَنشد ابن المظفر إِذا رَدَّ المُعاوِرُ ما استْعَارا وفي حديث
صفوان بن أُمية عارِيّة مضمونة مُؤدّاة العارِيّة يجب ردُّها إِجماعاً مهما كانت
عينُها باقية فإِن تَلِفَت وجبَ ضمانُ قيمتها عند الشافعي ولا ضمان فيها عند أَبي
حنيفة وتَعَوّرَ واسْتَعار طلب العارِيّة واسْتَعارَه الشيءَ واسْتَعارَه منه طلب
منه أَن يُعِيرَه إِيّاه هذه عن اللحياني وفي حديث ابن عباس وقصة العجل من حُلِيٍّ
تَعَوَّرَه بنو إِسرائيل أَي اسْتَعارُوه يقال تعوَّر واسْتَعار نحو تعجّب
واسْتَعْجَب وحكى اللحياني أَرى ذا الدهرَ يَسْتَعِيرُني ثيابي قال يقوله الرجل
إِذا كَبِر وخَشِيَ الموت واعْتَوَروا الشيءَ وتَعوَّرُوه وتَعاوَرُوه تداوَلُوه
فيما بينهم قال أَبو كبير وإِذا الكُماةُ تَعاوَرُوا طَعْنَ الكُلى نَذَرُ
البِكَارَة في الجَزاءِ المُضْعَفِ قال الجوهري إِنما ظهرت الواو في اعْتَوَرُوا
لأَنه في معنى تَعاوَرُوا فبُنِيَ عليه كما ذكرنا في تجاوَرُوا وفي الحديث
يَتَعَاوَرُون على مِنْبَرِي أَي يختلفون ويتناوبون كلّما مضى واحد خَلَفَه آخَرُ
يقال تَعاوَرَ القومُ فلاناً إِذا تَعاوَنْوا عليه بالضرب واحداً بعد واحد قال
الأَزهري وأَما العارِيّة والإِعارةُ والاسْتِعارة فإِن قول العرب فيها هم
يَتَعاوَرُون العَوَارِيَّ ويَتَعَوَّرُونها بالواو كأَنهم أَرادوا تفرقة بين ما
يتردّد من ذات نفسه وبين ما يُرَدَّد قال والعارِيّة منسوبة إِلى العارَة وهو اسم
من الإِعارة تقول أَعَرْتُه الشيء أُعِيره إِعارة وعَارةً كما قالوا أَطَعْتُه
إِطاعة وطاعة وأَجَبْتُه إِجابة وجابة قال وهذا كثير في ذوات الثلاثة منها العارة
والدَّارة والطاقة وما أَشبهها ويقال اسْتَعَرْت منه عارِيّةً فأَعارَنِيها قال
الجوهري العارِيّة بالتشديد كأَنها منسوبة إِلى العارِ لأَن طلَبَها عارٌ وعيْبٌ
وينشد إِنما أَنْفُسُنا عاريّة والعَواريّ قصارٌ أَن تُرَدّ العارةُ مثل العارِيّة
قال ابن مقبل فأَخْلِفْ وأَتْلِفْ إِنما المالُ عارةٌ وكُلْه مع الدَّهْرِ الذي هو
آكِلُهْ واستعارَه ثوباً فأَعَارَه أَباه ومنه قولهم كِيرٌ مُسْتعار وقال بشر بن
أَبي خازم كأَن حَفِيفَ مَنْخِره إِذا ما كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعارُ قيل
في قوله مستعار قولان أَحدهما أَنه اسْتُعِير فأُشْرِع العملُ به مبادرة لارتجاع
صاحبه إِيَّاه والثاني أَن تجعله من التَّعاوُرِ يقال اسْتَعَرْنا الشيء
واعْتَوَرْناه وتَعاوَرْنَاه بمعنى واحد وقيل مُسْتَعار بمعنى مُتعاوَر أَي
مُتداوَل ويقال تَعاوَرَ القومُ فلاناً واعْتَوَرُوه ضَرْباً إِذا تعاونوا عليه
فكلما أَمْسَكَ واحد ضربَ واحدٌ والتعاوُر عامٌّ في كل شيء وتَعاوَرت الرياحُ
رَسْمَ الدار حتى عَفَّتْه أَي تَواظَبت عليه قال ذلك اللليث قال الأَزهري وهذا
غلط ومعنى تعاوَرت الرياحُ رَسْمَ الدار أَي تَداوَلَتْه فمرَّةً تهب جَنوباً ومرة
شَمالاً ومرَّة قَبُولاً ومرة دَبُوراً ومنه قول الأَعشى دِمْنة قَفْزة تاوَرها
الصَّيْ فُ برِيحَيْنِ من صَباً وشَالِ قال أَبو زيد تعاوَرْنا العَوارِيَّ
تعاوُراً إِذا أَعارَ بعضُكم بعضاً وتَعَوَّرْنا تَعوُّراً إِذا كنت أَنت
المُسْتَعِيرَ وتَعاوَرْنا فلاناً ضَرْباً إِذا ضربته مرة ثم صاحبُك ثم الآخرُ
وقال ابن الأَعرابي التَّعاوُرُ والاعْتِزَارُ أَن يكون هذا مكان هذا وهذا مكان
هذا يقال اعْتَوَراه وابْتدّاه هذا مرة وهذا مرة ولا يقال ابْتَدّ زيد عمراً ولا
اعْتَوَرَ زيدٌ عمراً أَبو زيد عَوَّرْت عن فلان ما قيل له تَعْوِيراً وعَوَّيْت
عنه تَعْوِيةً أَي كذّبت عنه ما قيل له تكذيباً ورَدَدْت وعَوّرْته عن الأَمر
صرَفته عنه والأَعْوَرُ الذي قد عُوِّرَ ولم تُقْضَ حاجتُه ولم يُصِبْ ما طلب وليس
من عَوَر العين وأَنشد للعجاج وعَوَّرَ الرحمنُ مَن وَلّى العَوَرْ ويقال معناه
أَفسد من وَلاَّه وجعله وَليَّاً للعَوَر وهو قبح الأَمر وفسادُه تقول عَوَّرْت
عليه أَمَره تَعْوِيراً أَي قَبَّحْته عليه والعَوَرُ تَرْكُ الحقّ ويقال عَاوَرَه
الشيءَ أَي فعلَ به مثلَ ما فعل صاحبُه به وعوراتُ الجبال شقوقها وقول الشاعر
تَجاوَبَ بُومُها في عَوْرَتَيْها إِذا الحِرْباء أَوْفى للتَّناجي
( * قوله « تجاوب بومها إلخ » في شرح القاموس ما نصه هكذا أَنشده الجوهري في
الصحاح وقال الصاغاني والصواب غورتيها بالغين معجمة وهما جانبتاها وفي البيت تحريف
والرواية أَوفى للبراح والقصيدة حائية والبيت لبشر بن أَبي خازم )
قال ابن الأَعرابي أَراد عَوْرَتى الشمس وهما مشرقها ومغربها وإِنها لَعَوْراء
القُرِّ يَعُنون سَنَة أَو غداة أَو ليلة حكي ذلك عن ثعلب وعَوائرُ من الجراد
جماعات متفرقة والعَوارُ العَيْب يقال سِلْعَة ذات عَوارٍ بفتح العين وقد تضم
وعُوَيْرٌ والعُوَيْرُ اسم رجل قال امرؤ القيس عُوَيْرٌ ومَن مِثْلُ العُوَيْرِ
ورَهْطِه ؟ وأَسْعَدُ في لَيلِ البَلابِل صَفْوانُ وعُوَيرْ اسم موضع والعُوَيْر
موضع على قبْلة الأَعْوريَّة هي قرية بني محجنِ المالكيّين قال القطامي حتى
وَرَدْنَ رَكيّات العُوَيْرِ وقد كادَ المُلاءُ مِنَ الكتان يَشْتَعِلُ وابنا
عُوارٍ جبلان قال الراعي بل ما تَذَكَّرُ مِن هِنْدٍ إِذا احْتَجَبَتْ يا ابْنَيْ
عُوَارٍ وأَمْسى دُونها بُلَعُ
( * قوله « بل ما تذكر إلخ » هكذا في الأَصل والذي في ياقوت ماذا تذكر من هند إِذا
احتجبت يا بني عوار وادنى دارها بلع )
وقال أَبو عبيدة ابنا عُوارٍ نَقَوَا رمْلٍ وتَِار جبل بنجد قال كثير وما هبت
الأَرْواحُ تَجْري وما ثَوى مُقِيماً بِنَجْدٍ عَوْفُها وتِعارُها قال ابن سيده
وهذه الكلمة يحتمل أَن تكون في الثلاثي الصحيح والثلاثي المعتل
معنى
في قاموس معاجم
العَيْر الحمار
أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً وقد غلب على الوَحْشِيْ والأُنثى عَيْرة قال
أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الرضا بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم إِن ذَهَب
العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط قال ولأَهل الشام في هذا مثل عَيْرٌ بِعَيْرٍ
وزيادةُ عشرة
العَيْر الحمار
أَيّاً كان أَهليّاً أَو وَحْشِيّاً وقد غلب على الوَحْشِيْ والأُنثى عَيْرة قال
أَبو عبيد ومن أَمثالهم في الرضا بالحاضر ونِسْيان الغائب قولهم إِن ذَهَب
العَيْرُ فعَيْرٌ في الرِّباط قال ولأَهل الشام في هذا مثل عَيْرٌ بِعَيْرٍ
وزيادةُ عشرة وكان خلفاء بني أُميّة كلما مات واحد منهم زاد الذي يخلُفه في عطائهم
عشرة فكانوا يقولون هذا عند ذلك ومن أَمثالهم فلان أَذَلُّ من العَيُرِ فبعضهم
يجعله الحمار الأَهلي وبعضهم يجعله الوتد وقول شمر لو كُنْتَ عَيْراً كُنْتَ
عَيْرَ مَذَلَّة أَو كُنْتَ عَظْماً كُنْتَ كِسْرَ قَبِيح أَراد بالعَيْر الحمارَ
وبِكْسرِ القبيح طرف عظم المِرْفق الذي لا لحم عليه قال ومنه قولهم فلان أَذلُّ من
العَيْر وجمع العَيْر أَعْيارٌ وعِيارٌ وعُيورٌ وعُيُورة وعِيَارات ومَعْيوراء اسم
للجمع قال الأَزهري المَعْيُورا الحَمِير مقصور وقد يقال المَعْيوراء ممدودة مثل
المَعْلوجاء والمَشْيُوخاء والمَأْتوناء يمد ذلك كله ويقصر وفي الحديث إِذا أَرادَ
اللهُ بَعْبَدٍ شَرّاً أَمْسَك عليه بذُنوبِه حتى يُوافيه يوم القيامة كأَنه عَيْر
العَيْر الحمار الوحشي وقيل أَراد الجبَل الذي بالمدينة اسمه عَيْر شبَّه عِظَم
ذنوبه به وفي حديث عليّ لأَنْ أَمْسْح على ظَهْر عَيْر بالفلاة أَي حمارِ وحْشٍ
فأَما قول الشاعر أَفي السِّلْم أَعْياراً جَفاءً وغلْظةً وفي الحَرْب أَشباهَ
النّساء العَوارك ؟ فإِنه لم يجعلهم أَعْياراً على الحقيقة لأَنه إِنما يخاطب
قوماً والقوم لا يكونون أَعياراً وإِنما شبّههم بها في الجفاء والغلظة ونصبه على
معنى أَتَلَوّنون وتَنَقّلون مرة كذا ومرة كذا ؟ وأَما قول سيبويه لو مَثَّلْت
الأَعْيار في البدل من اللفظ بالفعل لقلت أَتَعَيَّرون إِذا أَوضحت معناه فليس من
كلام العرب إِنما أَراد أَن يصوغُ فعلاً أَي بناءَ كَيْفِيَّة البدل من اللفظ
بالفعل وقوله لأَنك إِنما تُجْرِيه مُجْرى ما له فعل من لفظه يُدلّك على أَن قوله
تَعَيّرون ليس من كلام العرب والعَيرُ العظم الناتئ وسط الكف
( * قوله « وسط الكف » كذا في الأَصل ولعله الكتف وقوله معيرة ومعيرة على الأَصل
هما بهذا الضبط في الأَصل وانظره مع قوله على الأَصل فلعل الأَخيرة ومعيرة بفتح
الميم وكسر العين ) والجمع أَعْيارٌ وكَتِفٌ مُعَيَّرة ومُعْيَرة على الأَصل ذات
عَيْر وعَيْر النصل الناتئ في وسطه قال الراعي فصادَفَ سَهْمُه أَحْجارَ قُفٍّ
كَسَرْن العَيْرَ منه والغِرارا وقيل عَيْرُ النَّصل وسطه وقال أَبو حنيفة قال
أَبو عمرو نصل مُعْيَر فيه عَيْر والعَيْر من أُذن الإِنسان والفرسِ ما تحت
الفَرْع من باطنه كعَيْر السهم وقيل العَيْرانِ مَتْنا أُذُنَى الفرس وفي حديث
أَبي هريرة إِذا تَوضَّأْتَ فأَمِرَّ على عِيَار الأُذُنين الماء العِيارُ جمع
عَيْرٍ وهو الناتئ المرتفع من الأَذن وكل عظم ناتئ من البدن عَيْرٌ وعَير القدم
الناتئ في ظهرها وعَيرُ الوَرقة الخط الناتئ في وسطها كأَنه جُدَيِّر وعَيرُ الصخرة
حرفٌ ناتئ فيها خلقة وقيل كل ناتئ في وسط مستو عَيرٌ وعَيْرُ الأُذن الوتد الذي في
باطنها والعَيْر ماقيء العين عن ثعلب وقيل العَيْر إِنسانُ العين وقيل لَحْظُها
قال تأَبَّطَ شَرّاً ونارٍ قد حَضَأْتُ بُعَيْد وَهْنٍ بدارٍ ما أُرِيدُ بها
مُقاما سوى تَحْلِيل راحِلة وعَيْرٍ أُكالِئُه مَخافةَ أَن يَناما وفي المثل جاءَ
قَبْلَ عَيْرٍ وما جَرَى أَي قبل لحظة العين قال أَبو طالب العَيْر المِثال الذي
في الحدقة يسمى اللُّعْبة قال والذي جرى الطَّرْفُ وجَرْيُه حركته والمعنى قبل أَن
يَطْرِف الإِنسانُ وقيل عَيْرُ العين جَفْنُها قال الجوهري يقال فعلت قبل عِيْرٍ
وما جرى قال أَبو عبيدة ولا يقال أَفعل وقول الشماخ أَعَدْوَ القِبِصَّى قبل
عَيْرٍ وما جَرى ولم تَدْرِ ما خُبْرِي ولم أَدْرِ ما لَها ؟ فسره ثعلب فقال معناه
قبل أَن أَنظر إِليك ولا يُتَكلّم بشيء من ذلك في النفي والقِبِصَّى والقِمِصَّى
ضَرْبٌ من العَدْو فيه نَزْوٌ وقال اللحياني العَيْرُ هنا الحمار الوحشي ومن قال
قبل عائرٍ وما جرى عنى السهم والعَير الوَتد والعَيْر الجَبلُ وقد غلب على جبل
بالمدينة والَعيْر السيّد والمَلِك وعَيْرُ القوم سيّدُهم وقوله زعَمُوا أَنّ كلَّ
مَن ضَرَبَ العَيْ ر مَوالٍ لنا وأَنَّى الوَلاءُ ؟
( * في معلقة الحرث بن حِلْزة « مُوال لنا وأَنّا الوَلاء » ولا يمكن إِصلاح هذا
البيت على ما هو عليه في المعلقة لأَن له شرحاً يناسب روايته هنا لاحقاً )
قيل معناه كلُّ مَن ضرب بِجفنٍ على عَيْرٍ وقيل يعني الوتد أَي من ضرب وتِداً من
أَهل العَمَد وقيل يعني إِياداً لأَنهم أَصحاب حَمِير وقيل يعني جبلاً ومنهم من خص
فقال جبلاً بالحجاز وأَدخل عليه اللام كأَنه جعله من أَجْبُلٍ كلُّ واحد منها
عَيْر وجعل اللام زائدة على قوله ولقد نَهَيْتُك عن بناتِ الأَوْبَرِ إِنما أَراد
بنات أَوبر فقال كل من ضربه أَي ضرب فيه وتداً أَو نزله وقيل يعني المُنْذِر بن
ماء السماء لِسيادتهِ ويروي الوِلاء بالكسر حكى الأَزهري عن أَبي عمرو بن العلاء
قال مات مَنْ كان يحسن تفسير بيت الحرث بن حلزة زعموا أَن كلَّ مَنْ ضَرَب العَيْر
( البيت )
قال أَبو عمر العَيْر هو الناتئ في بُؤْبُؤِ العين ومعناه أَن كل من انْتَبَه من
نَوْمِه حتى يدور عَيْرُه جَنى جناية فهو مَوْلًى لنا يقولونه ظلماً وتجَنّياً قال
ومنه قولهم أَتيتك قبل عَيْرٍ وما جَرى أَي قبل أَن ينتبه نائم وقال أَحمد بن يحيى
في قوله وما جرى أَرادوا وجَرُيه أَرادوا المصدر ويقال ما أَدري أَيّ مَن ضرب
العَيْر هو أَي أَيّ الناس هو حكاه يعقوب والعَيْرانِ المَتْنانِ يكتنفان جانبي
الصُّلْب والعَيْرُ الطَّبْل وعارَ الفرسُ والكلبُ يَعِير عِياراً ذهب كأَنه
مُنْفَلت من صاحبه يتردد ومن أَمثالهم كَلْبٌ عائرٌ خيرٌ مِن كَلْبٍ رابِضٍ
فالعائرُ المتردد وبه سمي العَيْرُ لأَنه يَعِير فيتردّد في الفلاة وعارَ الفرسُ
إِذا ذهب على وجهه وتباعد عن صاحبه وعارَ الرجلُ في القوم يضربُهم مثل عاث
الأَزهري فرسٌ عَيّارٌ إِذا عاثَ وهو الذي يكون نافراً ذاهباً في الأَرض وفرس
عَيّار بأَوصالٍ أَي بَعِير ههنا وههنا من نشاطه وفرس عَيّار إِذا نَشِط فرَكِبَ
جانباً ثم عدل إِلى جانب آخر من نشاطه وأَنشد أَبو عبيد ولقد رأَيتُ فوارِساً مِن
قَوْمِنا غَنَظطُوك غَنْظَ جَرادةِ العَيّارِ قال ابن الأَعرابي في مثل العرب
غَنَظُوه غَنْظَ جرادة العيّار قال العَيّار رجل وجرادة فرس قال وغيره يخالفه
ويزعم أَن جرادة العيّار جَرادةٌ وُضِعَت بين ضِرْسيه فأَفْلَتت وقيل أَراد بجرادة
العَيَّار جرادة وضعها في فيه فأَفْلَتت من فيه قال وغَنَظَه وركَظَعه يَكِظُه
وَكْظاً وهي المُواكَظَة والمُواظبة كل ذلك إِذا لازمه وغمَّه بشدة تَقاضٍ وخُصومة
وقال لو يُوزَنون عِياراً أَو مُكايَلةً مالُوا بسَلْمَى ولم يَعْدِلهْمُ أَحَدُ
وقصيدة عاثرة سائرة والفعل كالفعل د والاسم العِيَارة وفي الحديث أَنه كان يمُرّ
بالتمرة العاثِرةِ فما يَمْنعُه من أَخذها إِلاَّ مَخافةُ أَن تكون من الصدقة
العائرة الساقطة لا يُعْرَف لها مالك من عارَ الفرسُ إِذا انطلق من مرْبطه مارّاً
على وجهه ومنه الحديث مَثقَلُ المُنافِق مَثَلُ الشاةِ العائرة بين غَنَمْينِ أَي
المتردّدة بين قَطِيعين لا تَدْري أَيّهما تَتْبَع وفي حديث ابن عمر في الكلب الذي
دخل حائِطَه إِنما هو عائرٌ وحديثه الآخر أَنَّ فرساً له عارَ أَي أَفْلَت وذهب
على وجهه ورجل عَيّار كثير المجيء والذهاب في الأَرض وربما سمي الأَسد بذلك لتردده
ومجيئه وذهابه في طلب الصيد قال أَوس بن حجر لَيْثٌ عليه من البَرْدِيّ هِبْرِية
كالمَزبَرانيّ عَيَّارٌ بأَوْصالِ
( * قوله « كالمزبراني إلخ » قال الجوهري في مادة رزب ما نصه ورواه المفضل
كالمزبراني عيار بأوصال ذهب إِلى زبرة الأسد فقال له الأَصمعي يا عجباه الشيء يشبه
بنفسه وإِنما هو المرزباني ا ه وفي القاموس والمرزبة كمرحلة رياسة الفرس وهو
مرزبانهم بضم الزاي )
أَي يذهب بها ويجيء قال ابن بري من رواه عيّار بالراء فمعناه أَنه يذهب بأَوْصال
الرِّجال إِلى أَجَمَته ومنه قولهم ما أَدري أَي الجراد عارَِه ويروى عَيَّال
وسنذكره في موضعه وأَنشد الجوهري لَمّا رأَيتُ أَبَا عمرو رَزَمْتُ له مِنِّي كما
رَزَمَ العَيَّارُ في الغُرُفِ جمع غَرِيف وهو الغابة قال وحكى الفراء رجل عَيَّار
إِذا كان كثير التَّطْواف والحركة ذكِيّاً وفرس عَيَّار وعيّال والعَيْرانة من
الإِبل الناجية في نشاطه من ذلك وقيل شبّهت بالعَيْرِ في سرعتها ونشاطها وليس ذلك
بقوي وفي قصيد كعب عَيْرانة قُذِفَتْ بالنَّحْضِ عن عُرُضٍ هي الناقة الصلبة تَشْبيهاً
بِعَيْر الوحش والأَلف والنون زائدتان ابن الأَعرابي العَيِّرُ الفرس النشيط قال
والعرب تمدح بالعَيَّار وتَذُمّ به يقال غلام عَيّار نَشِيط في المعاصي وغلام
عَيّار نشيط في طاعة الله تعالى قال الأَزهري والعَيْر جمع عائِر وهو النشيط وهو
مدح وذدمٌّ عاورَ البَعِيرُ عَيَراناً إِذا كان في شَوْل فتركها وانطلق نحوَ
أُخْرَى يريد القَرْع والعائِرةُ التي تخرج من الإِبل إِلى أُخْرَى ليضربها الفحل
وعارَ الأَرض يَعِير أَي ذهب وعارَ الرجلُ في القوم يضربهم بالسيف عَيَراناً ذهب
وجاء ولم يقيده الأَزهري بضرب ولا بسيف بل قال عارَ الرجلُ يَعِير عَيَراناً وهو
تردّدهُ في ذهابه ومجيئه ومنه قيل كلْبٌ عائِرٌ وعَيّار وهو من ذوات الياء وأَعطاه
من المال عائرةَ عينين أَي ما يذهب فيه البصر مرة هنا ومرة هنا وقد تقدم في عور
أَيضاً وعيرانُ الجراد وعَوائِرهُ أَوائلُِ الذاهبة المفْترقة في قلة ويقال ما
أَدري أَيّ الجراد عارَه أَي ذهب به وأَتْلَفه لا آتَي له في قول الأَكثر
( * هكذا في الأصل ) وقيل يَعِيره ويَعُوره وقول مالك بن زغبة إِذا انتسأوا فَوْتَ
الرِّماح أَتَتْهُمُ عوائرُ نَبْلٍ كالجرادِ نُطِيرُها عنى به الذاهبة المتفرقة
وأَصله في الجراد فاستعاره قال المؤرج ومن أَمثالهم عَيْرٌ عارَه وَتِدُه عارَه
أَي أَهلكه كما يقال لا أَدري أَيّ الجراد عارَه وعِرْث ثوبه ذهبت به وعَيَّر
الدينارَ وازَنَ به آخر وعَيَّر الميزان والمكيال وعاوَرَهما وعايَرَهُما وعايَرَ
بينهما مُعايَرَة وعِياراً قدَّرَهما ونظر ما بينهما ذكر ذلك أَبو الجراح في باب
ما خالفت العامة فيه لغة العرب ويقال فلان يُعايرُ فلاناً ويُكايلُه أَي يُسامِيه
ويُفاخِره وقال أَبو زيد يقال هما يتعايبانِ ويَتَعايَران فالتعايُرُ التسابّ
والتَعايُب دون التَّعايُرِ إِذا عاب بعضهم بعضاً والمِعْيار من المكاييل ما
عُيِّر قال الليث العِيَار ما عايَرْت به المكاييل فالعِيَار صحيح تامٌّ وافٍ تقول
عايَرْت به أَي سَوَّيْتُه وهو العِيَار والمِعْيار يقال عايِرُوا ما بين مكاييلكم
ومَوازِينكم وهو فاعِلُوا من العِيَار ولا تقل عَيِّروا وعَيَّرْتُ الدنانير وهو
أَن تُلْقِي ديناراً ديناراً فتُوازِنَ به ديناراً ديناراً وكذلك عَيَّرْت
تْعْييراً إِذا وَزَنْت واحداً واحداً يقال هذا في الكيل والوزن قال الأَزهري فرق
الليث بين عايَرْت وعَيَّرْت فجعل عايَرْت في المكيال وعَيَّرْت في الميزان قال
والصواب ما ذكرناه في عايَرْت وعَيَّرت فلا يكون عَيَّرْت إِلاَّ من العار
والتَّعْيِير وأَنشد الباهلي قول الراجز وإِن أَعارَت حافراً مُعارا وَأْباً
حَمَتْ نُسوُرَهُ الأَوْقارا وقال ومعنى أَعارَت رفعت وحوّلت قال ومنه إِعارةُ
الثياب والأَدوات واستعار فلانٌ سَهْماً من كِنانته رفعه وحوَّله منها إِلى يده
وأَنشد قوله هتَّافة تَحْفِض مَن يُدِيرُها وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرها
شَهْباءُ تَروي الرِّيشَ مِن بَصِيرها شهباء مُعْبَلة والهاء في مُسْتَعِيرها لها
والبَصِيرة طريقة الدّم والعِيرُ مؤنثة القافلة وقيل العِيرُ الإِبل التي تحمل
المِيرَة لا واحد لها من لفظها وفي التنزيل ولَمَّا فَصَلت العِيرُ وروى سلمة عن
الفراء أَنه أَنشده قول ابن حلِّزة زعموا أَنَّ كلّ مَن ضَرَبَ العِير بكسر العين
قال والعِيرُ الإِبل أَي كلُّ من رَكِب الإِبل مَوالِ لنا أَي العربُ كلهم موالٍ
لنا من أَسفل لأَنا أَسَرْنا فيهم قلَنا نِعَمٌ عليهم قال ابن سيده وهذا قول ثعلب
والجمع عِيَرات قال سيبويه جمعوه بالأَلف والتاء لمكان التأْنيث وحركوا الياء
لمكان الجمع بالتاء وكونه اسماً فأَجمعوا على لغة هذيل لأَنهم يقولون جَوَزات
وبَيّضات قال وقد قال بعضهم عِيرات بالإِسكان ولم يُكَسَّر على البناء الذي
يُكَسَّر عليه مثله جعلوا التاء عوضاً من ذلك كما فعلوا ذلك في أَشياء كثيرة
لأَنهم مما يستغنون بالأَلف والتاء عن التكسير وبعكس ذلك وقال أَبو الهيثم في قوله
ولما فَصَلَت العِيرُ كانت حُمُراً قال وقول من قال العِيرُ الإِبلُ خاصّة باطلٌ
العِيرُ كلُّ ما امْتِيرَ عليه من الإِبل والحَمِير والبغال فهو عِيرٌ قال
وأَنشدني نُصَير لأَبي عمرو السعدي في صفة حَمِير سماها عِبراً أَهكذا لا ثَلَّةٌ
ولا لَبَنْ ؟ ولا يُزَكِّين إِذا الدَّيْنُ اطْمَأَنّْ مُفَلْطَحات الرَّوْثِ
يأْكُلْن الدِّمَنْ لا بدّ أَن يَخْترْن مِنِّي بين أَنْ يُسَقْنَ عِيراً أَو
يُبَعْنَ بالثَّمَنْ قال وقال نصيرٌ الإِبل لا تكون عِيراً حتى يُمْتارَ عليها
وحكى الأَزهري عن ابن الأَعرابي قال العيرُ من الإِبل ما كان عليه حملُه أَو لم
يكن وفي حديث عثمان أَنه كان يشتري العِيرَ حُكْرة ثم يقول من يُرْبِحُني عُقْلَها
؟ العِيرُ الإِبل بأَحْمالها فِعْلٌ من عارَ يَعير إِذا سار وقيل هي قافلة
الحَمِير وكثرت حتى سميت بها كل قافلة فكل قافلة عِيرٌ كأَنها جمع عَيْر وكان
قياسها أَن يكون فُعْلاً بالضم كسُقْف في سَقْف إِلاَّ أَنه حوفظ على الياء
بالكسرة نحو عِين وفي الحديث أَنهم كانوا يترصّدون عِيَرات قُرَيْش هو جمع عِير
يريد إِبلهم ودوابهم التي كانوا يتاجرون عليها وفي حديث ابن عباس أَجاز لها
العْيَرات هي جمع عِيرٍ أَيضاً قال سيبويه اجتمعوا فيها على لغة هذيل يعني تحريك
الياء والقياس التسكين وقول أَبي النجم وأَتَت النَّمْلُ القُرَى بِعِيرها من
حَسَكِ التَّلْع ومن خافورها إِنما استعاره للنمل وأَصله فيما تقدم وفلان عُيَيْرُ
وَحْدِه إِذا انفرد بأَمره وهو في الذمِّ كقولك نَسِيج وحده في المدح وقال ثعلب
عُيَيْرُ وَحْدِه أَي يأْكل وحده قال الأَزهري فلانٌ عُيَيْرُ وحده وجُحَيْش وَحْدِه
وهما اللذان لا يُشاوِران الناس ولا يخالطانهم وفيهما مع ذلك مهانة وضعف وقال
الجوهري فلان عُيَيْرُ وَحْدِه وهو المعجب برأْيه وإِن شئت كسرت أَوله مثل
شُيَيْخٍ وشِيَيْخٍ ولا تقل عُوَير ولا شُوَيخ والعارُ السُّبّة والعيب وقيل هو كل
شيء يلزم به سُبّة أَو عيب والجمع أَعْيارٌ ويقال فلان ظاهرُ الأَعْيارِ أَي ظاهر
العيوب قال الراعي ونَبَتَّ شَرَّ بَني تميم مَنْصِباً دَنِسَ المُروءَةِ ظاهرَ
الأَعْيارِ كأَنه مما يُعَيَّر به والفعل منه التَّعْيير ومن هذا قيل هم
يَتَعَيَّرون من جيرانِهم الماعونَ والأَمتعة قال الأَزهري وكلام العرب
يَتَعَوَّرون بالواو وقد عيّره الأَمرَ قال النابغة وعَيَّرَتْني بنو ذُبْيانَ
خَشيَتَه وهل عليّ بأَنْ أَخْشاكَ مِن عار ؟ وتعايرَ القومُ عَيَّر بعضُهم بعضاً
والعامة تقول عيّره بكذا والمَعايرُ المعايب يقال عارَه إِذا عابَه قالت ليلى
الأَخيلية لعَمْرُك ما بالموت عارٌ على امرئٍ إِذا لم تُصِبْه في الحياة المَعايرُ
وتعايرَ القومُ تعايَبُوا والعارِيَّة المَنيحة ذهب بعضهم إِلى أَنها مِن العارِ
وهو قُوَيل ضعيف وإِنما غرّهم منه قولهم يَتَعَيَّرون العَواريِّ وليس على وضعه
إِنما هي مُعاقبة من الواو إِلى الياء وقال الليث سميت العاريّة عاريَّةً لأَنها
عارٌ على من طلبها وفي الحديث أَن امرأَة مخزومية كانت تَسْتَعِير المتاعَ
وتَجْحَده فأَمر بها فقُطعَت يدُها الاستعارةُ من العاريّة وهي معروفة قال ابن
الأَثير وذهب عامة أَهل العلم إِلى أَن المُسْتَعِير إِذا جحد العاريَّة لا
يُقْطَع لأَنه جاحد خائن وليس بسارق والخائن والجاحد لا قطع عليه نصّاً وإِجماعاً
وذهب إِسحق إِلى القول بظاهر هذا الحديث وقال أَحمد لا أَعلم شيئاً يدفعه قال
الخطابي وهو حديث مختصرُ اللفظ والسياقِ وإِنما قُطِعَت المخزومية لأَنها سَرَقت
وذلك بََيِّنٌ في رواية عائشة لهذا الحديث ورواه مسعود بن الأَسود فذكر أَنها سرقت
قَطِيفة من بيت رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وإِنما ذكرت الاستعارة والجحد في
هذه القصة تعريفاً لها بخاصّ صفتها إِذ كانت الاستعارة والجحد معروفة بها ومن
عادتها كما عُرِّفت بأَنها مخزوميَّة إِلاَّ أَنها لما استمر بها هذا الصنيع
ترقَّت إِلى السرقة واجترأَت عليها فأَمر بها فقطعت والمُسْتَعِير السَّمِين من
الخيل والمُعارُ المُسَمَّن يقال أَعَرْت الفرس أَسْمنْتُه قال أَعِيرُوا خَيْلَكم
ثم ارْكُضوها أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ ومنهم من قال المُعار المنتوف
الذنب وقال قوم المُعار المُضَمَّر المُقَدَّح وقيل المُضَمَّر المُعار لأَن طريقة
متنه نتأَت فصار لها عيرٌ ناتئ وقال ابن الأَعرابي وحده هو من العاريَّة وذكره ابن
بري أَيضاً وقال لأَن المُعارَ يُهان بالابتذال ولا يُشْفَق عليه شفقة صاحبه وقيل
في قوله أَعيروا خيلكم ثم اركبوها إِن معنى أَعيروها أَي ضَمِّروها بترديدها من
عارَ يَعير إِذا ذهب وجاء وقد روي المِعار بكسر الميم والناس رَوَوْه المُعار قال
والمِعارُ الذي يَحِيد عن الطريق براكبه كما يقال حادَ عن الطريق قال الأَزهري
مِفْعَل من عارَ يَعِير كأَنه في الأَصل مِعْيَر فقيل مِعار قال الجوهري وعارَ
الفَرَسُ أَي انفَلَت وذهب ههنا وههنا من المَرَح وأَعارَه صاحبُه فهو مُعَار ومنه
قول الطِّرمَّاح وجَدْنا في كتاب بني تميمٍ أَحَقُّ الخيل بالرَّكْضِ المُعارُ قال
والناسُ يَرَوْنه المُعار من العارِيَّة وهو خَطَأ قال ابن بري وهذا البيت يُروى
لِبشْر بن أَبي خازِم وعَيْرُ السَّراة طائر كهيئة الحمامة قصير الرجلين
مُسَرْوَلُهما أَصفر الرِّجلين والمِنقار أَكحل العينين صافي اللَّوْن إِلى
الخُضْرة أَصفر البطن وما تحت جناحيه وباطن ذنبه كأَنه بُرْدٌ وشِّيَ ويُجمَع
عُيُورَ السَّراةِ والسَّراةُ موضع بناحية الطائف ويزعمون أَن هذا الطائر يأْكل
ثلثمائة تِينةٍ من حين تطلعُ من الوَرقِ صِغاراً وكذلك العِنَب والعَيْرُ اسم رجُل
كان له وادٍ مُخْصِب وقيل هو اسم موضع خَصيب غيَّره الدهرُ فأَقفر فكانت العرب
تستوحشه وتضرب به المَثَل في البلَد الوَحْش وقيل هو اسم وادٍ قال امرؤ القيس
ووادٍ كجَوْف العَيْرِ قَفْرٍ مَضِلَّةٍ قطعتُ بِسَامٍ ساهِمِ الوَجْهِ حَسَّانِ
قال الأَزهري قوله كجَوْف العَيرِ أَي كوادي العَيرِ وكلُّ وادٍ عند العرب جوفٌ
ويقال للموضع الذي لا خيرَ فيه هو كجوف عَيرٍ لأَنه لا شيء في جَوْفه يُنتفع به
ويقال أَصله قولهم أَخلى من جَوْف حِمار وفي حديث أَبي سفيان قال رجل أُغْتال
محمداً ثم آخُذُ في عَيْرٍ عَدْوي أَي أَمْضي فيه وأَجعلُه طريقي وأَهْرب حكى ذلك
ابن الأَثير عن أَبي موسى وعَيْرٌ اسم جَبلَ قال الراعي بِأَعْلام موَرْكُوزٍ
فَعَيْرٍ فَعُزَّبٍ مَغَانِيَ أُمِّ الوَبْرِ إِذْ هِيَ ما هِيَا وفي الحديث أَنه
حَرَّم ما بين عَيْرٍ إِلى ثَوْرٍ هما جبلان وقال ابن الأَثير جبلان بالمدينة وقيل
ثَوْرٌ بمكة قال ولعلّ الحديث ما بين عَيْرٍ إِلى أُحُد وقيل بمكة أَيضاً جبل يقال
له عَيْرٌ وابْنَةُ مِعْيَرٍ الداهية وبنَاتُ مِعْيَرٍ الدواهي يقال لقيت منه
ابْنَةَ مِعْيَرٍ يُريدون الداهية والشدّة وتِعَارٌ بكسر التاء اسم جبَل قال بِشْر
يصف ظُعْناً ارتحلن من منازلهن فشبّههنَّ في هَوَادِجِهِن بالظِّباء في
أَكْنِسَتِها وليل ما أَتَيْنَ عَلى أَرُومٍ وَشابَة عن شمائِلها تِعارُ كأَنَّ
ظِباءَ أَسْنِمَة عليها كَوانِس قالِصاً عنها المَغَارُ المَغارُ أَماكن الظِّباء
وهي كُنُسها وشابَة وتِعار جبَلان في بِلاد قيس وأَرُوم وشابة موضعان