الطّبُّ مُثَلَّثة الطَّاءِ هُوَ عِلاَجُ الجِسْمِ والنَّفْس واقْتَصَرَ على الكَسْرِ في الاسْتِعْمال . والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ . وقد طَبَّ يَطُبُّ بالضَّمِّ على القِيَاسِ في المُضَاعَف المُتَعَدِّي ويَطِبّ بالكَسْر على الشُّذُوذ طِبّاً فهو مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَيْن كعَلَّه يَعُلُّه وأَخَوَاته وإِنْ لم يَذْكُرُوه فِيهَا وليس هذا من زِيَادَات المُؤَلِّف كما زعمه شيخُنَا بل سَبَقَه في المحكم ولِسَان العَرَب وغَيْرهما . من المجاز : الطِّبُّ بمَعْنَى الرِّفْق . والطَّبِيبُ الرَّفِيقُ قيل : ومنه فَحْلٌ طَبٌ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة لا يَضُرُّ الطَّرُوقَة كَمَا في الأَسَاسِ . قال المَرَّارُ بْنُ سَعِيد الفَقْعَسِيّ يَصِفُ جَمَلاً ولَيْس للمَرَّار الحَنْظَلِيّ :
يَدِينُ لمَزْرُور إِلَى جَنْبِ حَلْقَة ... من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُهَا يَدِينُ : يُطِيعُ . والمَزْرُورُ : الزِّمَامُ المَرْبُوطُ بالبُرَةِ وهو مَعْنَى قَوْلِه : حَلْقَة مِن الشِّبْهِ وهو الصُّفْرُ أَي يَطِيع هَذِه النَّاقَة زِمَامُهَا إِلَى بُرَةِ أَنْفِهَا كذا في لسان العرب . من المجَازِ : الطُّبُّ بمعنى السِّحْر . قال ابنُ الأَسْلَت :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ... أَُطِبٌّ كَانَ دَاؤُكَ أَم جُنُونُ ورواه سيبويه : أَسْحْرٌ كَانَ طُبُّكَ وقد طُبَّ الرَّجُلُ . والمَطْبُوبُ : المَسْحُورُ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : إِنما سُمِّي السِّحْرُ طِبّاً على التفاؤل بالبُرْءِ . ومِثْلُه في النِّهَايَة وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم احْتَجَمَ بقَرْنٍ حينَ طُبَّ . وَيَرى أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنى بالطّب عن السَّحْر كَمَا كَنَوْا عن اللَّدِيغ فَقَالُوا : سَلِيم وعن المَفَازَة وهي مَهْلَكَة فَقَالُوا : مَفَازَة تَفَاؤُلاً بالفَوْزِ والسَّلاَمَةِ . وفي الحَدِيث : الحَدِيثِ : فَلَعَلَّ طَبّاً أَصَابَه . وفي حَدِيث آخر أَنَّه مَطْبُوبٌ . الطِّبُّ بالكَسْرِ الطَّوِيَّة والشَّهْوَةُ والإِرَادَةُ . قال :
إِن يَكُنْ طِبُّكِ الفِرَاقَ فإِن ال ... بَيْنَ أَن تَعْطِفِي صُدُورَ الجِمَال من المَجَازِ : الطِّبُّ : الدَّأْبُ والشَّأْنُ والعَادَةُ والدَّهْرُ . يقَال : ما ذَاكَ بطِبِّي أَي بِدَهْرِي وعَادَتِي وشَأْنِي . في لسان العرب : وقول فَرْوَة بْنِ مُسَيْكٍ المُرَادِيّ :
فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاَّبُون قِدْماً ... وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا
فما إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ ولكن ... مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينا
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ ... تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحِينَا
يجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه : مَا دَهْرُنَا وشَأْنُنا وعَادَتُنَا وأَنْ يَكُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا ومَعْنَى هَذَا الشعر : إِن كانَت هَمْدَانُ ظَهَرَت عَلَيْنَا في يَوْم الرَّدمِ فَغَلَبَتْنَا فَغَيْر مُغْلَّبِين . والمُغَلَّبُ : الَّذِي يُغْلَبُ مِرَاراً أَيْ لَمْ نُغْلَبْ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً . الطَّبُّ بالفَتْحِ وحكى التَّثْلِيثَ إِمَّا أَصَالَة أَو عَلَى الوَصْفِ بالمَصْدَر وَهُوَ الظَّاهِرُ قاله شَيْخنا وهُو العَالِم قاله أَبُو حَيَّان والطَّبُّ : المَاهِرُ الحَاذِقُ الرَّفِيقُ كما فِي النِّهَايَة . وقَال ابْنُ سِيدَه في تَفْسِير شِعْرِ ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِكْرُه : والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ ومثله قال المَيْدَانِيّ . وفي لسان العرب : الطَّبُّ : الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر بعِلْمِه كالطَّبِيبِ أَنْشَدَ ثَعْلَب في صفَة غِرَاسَةِ نَخْل :
" جَاءَتْ على غَرْسِ طَبِيبٍ ماهِرِ وقد قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ ولَيْسَ بِقَوِيّ وكُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ طَبِيبٌ عِنْد العَرَب . ويقَال : فُلاَنٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ . وفي المحكم : وسَمِعْتُ الكلاَبِيَّ يَقُولُ : اعمَلْ في هَذَا عَمَل مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ . وعَن الأَحْمَر : ومن أَمْثَالِهم في التَّنَوُّق في الحَاجَة وتَحْسِينِها : اصنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ أَيْ صَنْعَة حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّه . وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلم فرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتمَ النُّبُوَّة فقال : إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجْتُهَا فإِنِّي طَبِيبٌ فقال له النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لا أَنْتَ . وفي حَدِيث سَلْمانَ وأَبِي الدَّرْدَاء : بَلَغَنِي أَنَّكَ جَعَلْتَ طَبِيباً الطَّبِيبُ في الأَصْلِ : الحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ المَرْضَى وكُنِي بِه هَا هُنَا عن القَضَاء والحُكْم بَيْن الخُصُوم لأَنَّ مَنْزِلَةَ القَاضِي من الخُصُوم بمَنْزِلَة الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلاَح البَدَنِ . وفي التَّهْذِيب : أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْيَاء والمَهَارَةُ بها . يقال : رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كذلك وإِنْ كَانَ في غَيْر عِلاَج المَرَضِ . قال عَنْتَرَةُ :
إِن تُغْدِ فِي القِنَاعَ فإِنَّنِي ... طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ وقال عَلْقَمَةُ :
فإِن تَسْأَلُونِي عن نِسَاء فإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِيبُالطَّبُّ : البَعِيرُ يَتَعَاهَد مَوْضِع خُفِّه أَيْنَ يَطَأُ به . الطَّبُّ الفَحْلُ الحاذِقُ المَاهِرُ بالضِّرَاب يَعْرف الَّلاقِحَ مِنَ الحَائِل والضَّبْعَةَ من المَبْسُورَةِ ويَعْرِفُ نَقْصَ الوَلَد في الرَّحِمِ ويَكْرُفُ ثُمَّ يَعُودُ ويَضْرِبُ . وفي حَدِيثِ الشَّعْبِيّ وَوَصَفَ مُعَاويَةَ فَقَالَ : كَانَ كَالجَمَل الطَّبِّ يَعْني الحاذِق بالضِّرَابِ . وقيل : مِنَ الإِبل الَّذِي لا يَضَعُ خُفَّه إِلاَّ حَيْثُ يُبْصِر فاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَيْن المَعْنَيَيْن لأَفْعَالِه وخِلاَلِه . الطَّبُّ : تَغْطِيَةُ الخُرَزِ بِالطَّبَابَةِ . وقد طَبَّ الحَرْزَ يَطُبُّه طَبّاً كذلك طَبَّ السِّقَاءَ وطَبَّبَه . كالتَّطبِيبِ شُدِّدَ لِلْكَثْرَة . الطُّبُّ بالضَّمِّ : ع . والطِّبَّة والطِّبَابةُ بِكَسرِهما والطَّبيبَة كَحَبِيبَة : القِطْعَةُ المُسْتَطِيلَةُ الضَّيِّقَةُ من الأَرْضِ الكَثِيرَةُ النَّبَاتِ قَالَه أَبُو حَنِيفَة . الطِّبَّةُ والطَّبِيبَةُ والطِّبَابَةُ : الطَّريقَةُ المُسْتَطِيلَةُ مِنَ الثَّوْبِ والرَّمْلِ والسَّحَاب وشُعَاع الشَّمْسِ والجِلْدِ . وقيل الطِّبَّةُ : الشُّقَّةُ المُسْتَطِيلَةُ من الثَّوْبِ والجِلْدِ أَو المُرَبَّعَة من الأَخِيرِ أَو المُسْتَدِيرَة في المَزَادَة والسُّفْرَةِ ونحْوِهَا, وقال الأَصْمعيّ : الخِبَّةُ والطِّبَّة والخَبِيبَةُ والطِّبَابَةُ كُلُّ هَذَا طَرَائِقُ في رَمْلٍ وسَحَاب وكذلك طِبَبُ شُعَاع الشَّمْسِ وَهِيَ الطَّرَائِق التي تَرَى فِيهَا إِذَا طَلَعَت وهي الطِّبَابُ أَيْضاً . ج طِبَابٌ بالكَسْر وطِبَبٌ على وزن عِنَب وفي الأَسَاس فِي المَجَازِ : وامْتَدَّت طِبَبُ الشَّمْس وطِبَابُهَا أَي حِبَالُهَا وأَخَذْنَا في طِبّةٍ : قطعة مُسْتَطِيلَة دَقِيقَة كَثيرَة النَّبْتِ . ومَشْينا في طِبَابَةٍ وطَرِيدةٍ وهي دِيارٌ مُتَسَاطِرَةٌ . والطُّبَّةُ بالضَّمِّ والطِّبَابَةُ بالكَسْرِ : السَّيْرُ يَكُونُ في أَسْفَلِ القِرْبَة بَيْنَ الخُرْزَتَيْنِ قاله الليث ونَصُّ كَلاَمِه : الطِّبَابَةُ من الخُرَزِ : السَّيْرُ بين الخُرْزَتَيْن والطُّبَّةُ : السَّيْرُ الَّذِي يَكُونُ في أَسْفَلِ القِرْبَة وهو يقَارِبُ الخُرَزَ فالمُؤَلِّفُ خَلَطَهُمَا عَلَى عَادَتِه في الاخِتصَارِ ولو تَنَبَّه لَه شَيْخُنَا في هَذَا لجَلَب عَلَيْه خَيْل سِنَانه ورَجِلَ مَلاَمِه ولَمْ يَرَ لَهُ وَجْه الاعْتِذَارِ . وفي المحكم : الطِّبَابَةُ : سَيْرٌ عَرِيضٌ تَقَعُ الكُتَبُ والخُرَزُ فيه والجَمْعُ طِبَابٌ . قال جَرِير :
بَكَى فارْفَضَّ دَمْعُكَ غَيْرَ نَزْرٍ ... كَمَا عَيَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبَابَاوفي المحكم أَيضاً : وربَّمَا سُمَّيَت القِطْعَةُ الَّتي تُخْرَزُ عَلَى حَرْفِ الدَّلْوِ أَوْ حَاشِيَة السُّفْرَة طُبَّة . والجمع طُبَبٌ وطِبَابٌ . وفي غيره : الطِّبَابَةُ والطِّبَابُ : الجَلْدَةُ الَّتِي تُجْعَلُ على طَرَفَي الجْلْدِ في القِرْبَة والسِّقَاءِ والإِدَاوَة إِذَا سُوِّي ثم خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيّ . وفي الصَّحَاحِ : الجِلْدَةُ التي يُغَطَّى بِهَا الخُرَز وهي مُعْتَرِضَةٌ كالإِصْبَع مثْنيَّة على مَوضِعِ الخَرْزِ . وقال الأَصْمَعِيُّ : الطِّبَابَةُ الَّتِي تُجْعَلُ عَلَى مُلْتَقَى طَرَفَي الجِلْدِ إِذَا خُرِزَ في أَسْفَلِ القِرْبَةِ والسِّقَاءِ والإِدَاوَة . وعَنْ أَبِي زَيْد : فإِذَا كَانَ الجِلْدُ في أَسَافِلِ هَذِه الأَشْيَاءِ مَثْنِيّاً ثم خُرِزَ عَلَيْه فهو عِرَاقٌ وإِذَا سُوِّيَ ثُمَّ خُرِزَ غَيْرَ مَثْنِيّ فهو طِبَابٌ . وطَبِيبُ السِّقَاء : رُقْعَتُه . رَجُلٌ طَبٌّ وطَبِيبٌ : عَالِم بالطِّبِّ . تَقُولُ : مَا كُنْتَ طَبِيباً ولَقَد طَبِبْتَ بالكَسْرِ وعَليه اقتصر في لسان العرب والفَتْح . ج في القَلِيلِ أَطِبَّةٌ . و في الكَثِيرِ أَطِبَّاء . وبِمَا شَرَحْنَاه اتَّضَحَ أَن كَلاَمَ المُؤَلِّف في غَايَةٍ من الاسْتِقَامَةِ والوُضُوحِ لا كَمَا زَعَمَه شَيْخُنا أَنَّه لاَ يَخْلُو من تَنَافُرٍ وقَلَق . والمُتَطَبِّبُ : مُتَعَاطِي عِلْمِ الطِّبِّ وقَد تَطَبَّبَ . وقَالُوا : تَطَبَّبَ لَهُ : سَأَل لَهُ الأَطِبَّاءَ . والَّذِي في النِّهَايَة : المُتَطَبِّبُ : الَّذِي يُعَانِي عِلْمَ الطِّبِّ ولا يَعْرِفُه مَعْرِفَةً جَيِّدَةً . قلتُ : أَي لِكَوْنِه من بَابِ التَّفَعُّلِ وهو لِلتَّكَلُّف غَالِباً . قالوا : إِنْ كُنْتَ ذَا طِبٍّ وطُبٍّ وطَبٍّ فَطُبُبَّ لِعَيْنِك بِالإِفْرَادِ كذا في نُسْخَتِنَا وفي أُخْرَى بالتَّثْنِيَة ومِثْلُه في لِسَان الْعَرَب مُثَلَّثَةَ الطّاءِ فِيهِمَا وعلى الأَوَّل اقْتَصَرَ في المُحْكَمِ وقال ابن السِّكِّيت : إِن كُنْتَ ذَا طِبٍّ لِنَفْسِكَ أَي ابْدَأْ أَوَّلاً بإِصلاحِ نَفْسِكَ . كذا قَوْلُهم : مَنْ أَحَبَّ طَبَّ واحْتَالَ لِمَا يُحِبُّ أَيْ تَأَتَّى للأُمُورِ وَتَلَطَّفَ . وهُو يَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه أَي يَسْتَوْصِفُ الدَّوَاءَ أَيَّهَا يَصْلُح لِدَائِهِ . وطِبَابَةُ السَّمَاءِ وَطِبَابُها : طُرَّتُها المُسْتَطِيلةُ . قال مَالِكُ بْنُ خَالِد الهُذَلِيُّ :
أَرَتْهُ من الجَرْبَاءِ في كُلِّ مَوْطِنٍ ... طِبَاباً فمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاكِدُ يصفُ حِمَارَ وحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ فلَجَأَ إِلَى جَبَل فصَارَ في بَعْضِ شِعَابِه فَهُوَ يَرَى أُفُقَ السَّمَاءِ مُسْتَطِيلاً . قال الأَزْهَرِيّ : وذَلِكَ أَنَّ الأُتُنَ الْجَأَتِ المِسْحَلَ إِلَى مَضِيقٍ في الجَبَل لا يَرَى فيه إِلا طُرَّةً من السَّمَاءِ . والطِّبَابُ مِنَ السَّمَاء : طَرِيقُه وطُرَّتُه . وقَالَ الآخَرُ :
" وسَدَّ السَّمَاءَ السَّجْنُ إِلاَّ طِبَابَةًكتُرْسِ المُرَامِي مُسْتَكِنّاً جُنُوبُهَا فالحِمَارُ رَأَى السَّمَاءَ مُسْتَطِيلَة لأَنَّه في شِعْب والرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِيرَة لأَنَّه في السجن . والطَّبْطَبَةُ : صَوْتُ المَاءِ إِذَا اضْطَرَب واصْطَكَّ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأَنشد :
كأَنَّ صَوْتَ المَاءِ في أَمْعَائِها ... طَبْطَبَةُ المِيثِ إِلَى جِوَائِهَا عدّاه بإِلَى لأَنَّ فِيهِ مَعْنَى تَشَكِّي المِيث . الطَّبْطَبَةُ : صَوْتُ تَلاَطُم وفي بعضُ النُّسَخ تَلاَطُع السَّيْل . وطَبْطَبَ الوَادِي طَبْطَبَة إِذَا سَالَ بالمَاءِ . وسَمِعْتُ لِصَوْتِه طَبَاطِبَ . وقَد تَطَبْطَب الماءُ والثَّدْيُ . قال :
" تَطَبْطَبَ ثَدْيَاها فَطَار طَحِينُهاالطَّبْطَبَةُ : شَيءٌ عَرِيضٌ يُضْرَبُ بَعْضُه ببَعْضٍ . والطَّبْطَابَةُ : خَشَبَةٌ عَرِيضَةٌ يُلْعَبُ بِهَا بالْكُرَة وفي التَّهْذِيبِ : يَلْعَبُ الفَارِسُ بِهَا بالكُرَة . وقَال ابنُ دُرَيد : الطَّبْطَابُ : الذي يُلْعَبُ بِهِ لَيْسَ بِعَرَبِيّ . عنْ ابْنِ هَانِئ : يُقَالُ : قَرُبَ طِبٌّ . وهَذَا مَثَلٌ يُقَالُ للرَّجُلِ يَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الَّذِي قد قَرُبَ مِنْهُ وذَلِكَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأَةً فَهُدِيَتْ إِلَيْه أَي زُفَّت فلما قَعَدَ منها مَقْعَدَهُ من النِّسَاءِ أَي بَيْنَ رِجْلَيْهَا قَال لَهَا : أَبِكْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَيِّبٌّ فَقَالَت لَهُ قَرُبَ كَكَرُمَ طِبٌّ فَاعِلُه ويُرْوَى طِبّاً بالنَّصْبِ على التَّمْيِيزِ كقَوْلِكَ : نِعْمَ رَجُلاً فَذَهَبَتْ مَثَلاً . قال شَيْخُنَا ويُقَالُ في هَذَا المَعْنى : أَنتَ على المُجَرَّب . من المَجَازِ : المُطَابَّةُ مَفَاعَلَة بِمَعْنَى المُدَاورَة وأَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِين كَيْ أُبَلِّغَه كما في الأَسَاسِ . والتَّطْبِيبُ أَن تُعَلِّقَ السَّقَاءَ من عُودٍ كَذَا في نُسْخَتِنَا وصَوَابُه في عَمُود أَي مِنَ الْبَيْتِ ثم تَمْخُضَه قال الأَزْهرِيّ : ولم أَسْمَع التَّطْبِيبَ بهذا المعنى لغَيْرِ اللَّيْثِ وأَحْسَبُه التَّطْنِيبَ كما يُطَنَّبُ البَيْتُ . التَّطْبِيبُ : أَن تُدْخِلَ في الدِّيبَاج بَنِيقَةً تُوَسِّعُه بها وعبارة الأَسَاس : وطَبَّبَ الخَيَّاطُ الثَّوْبَ : زَادَ فِيه بَنِيقَةً لِيَتَّسعَ . والطَّبْطَبِيَّهُ : الدِّرَّةُ لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا طَبْ طَبْ ومِنْهُ الحَدِيث قَالت مَيْمُونَةُ بِنْتُ كَرْدَمٍ : رأَيْتُ رسُول الله صَلى الله عليه وسلم في حَجَّة الوَدَاع وهو عَلَى نَاقَة مَعَه دِرَّةٌ كدِرَّة الكُتَّابِ فسمعت الأَعْرَابَ والنَّاسَ يَقُولُون : الطَّبْطَبِيَّة الطَّبْطَبِيَّةَ أَي الدِّرَّةَ الدِّرَّةَ نَصْباً على التَّحْذِير . وطَبْطَبَ اليَعْقُوبُ : صَوَّت نقله الصاغَانيّ . والطَّبَاطِبُ : العَجَمُ كذا في لسان العرب . وطَبَاطَبَا لَقَبُ الشَّرِيف إِسْمَاعِيل الدِّيبَاج بن إِبراهيم الغمر ابن الحَسَنِ المُثَنَّى بن الحَسَن السِّبْط بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبي طَالِب كرَّم اللهُ وَجْهَه ورَضِي عَنْهُم . والذي صَرّحَ به النسابة أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِيم ابْنِ إِسْمَاعِيلَ وهو الصَّوَابُ . وإِنما لُقّب به لأَنّه كَانَ يُبْدِلُ القَافَ طَاءً للثْغَةٍ في لِسَانِه أَو لأَنَّه أُعْطِيَ قَبَاءً فَقَالَ : طَباَطَبَا وهو يُرِيدُ قَبَاقَبَا ولا مُنَافَاة بين الوَجْهَيْن كَمَا هُو ظَاهِر . وفي كِتَاب النَّسَب للإِمَام النَّاصِر للْحَقِّ يقال : إِنَّ أَهلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِكَ . وطَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِيَّة : سَيِّدُ السَّادَات نَقَلَ ذلك أَبُو نَصْر البُخَارِيّ عنه وقيل : لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ يَقْطَع له ثَوْباً وهو طِفْل فَخَيَّرَه بَيْن قَمِيص وقَبَاءٍ فَقَالَ : طَبَاطَبَا يعني قَبَاقَبَا . قُلتُ : وهم بَيْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِيثِ والفِقْهِ والنَّسَبِ . والنِّسْبَة إِليه طَبَاطَبِيّ . ومَشْهَد الطَّبَاطِبَة بقَرَافَةِ مصر منهم أَبُو الحَسَن عَلِيُّ بنُ الحَسَن ابن إِبراهيم طَبَاطَبَا وحَفِيدُه شَيْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِيٍّ لوَلَدِه رِيَاسَة . وأَبُو عَلِيّ محمَّدُ بْنُ طَاهِر بْن عَلِيِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِيمَ طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَةٌ مُحَدِّثُون . وأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِيمَ طَبَاطَبَا وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر . والمُسْتَنْجِد حَسَنُ ابْنُ عَبْدِ الله بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِم بْنِ طَبَاطَبَا وله ذُرِّيَّةٌ يَعْرَفُونَ بِهِ وهذا البَيْتُ عَظِيمٌ في الطَّالِبِيِّين . والطَّبْطَابُ أَي بالفَتْح كما هو قَاعِدَةُ إِطْلاَقِه : طَائِرُ له أُذُنَانِ كَبِيرَتَان نَقَلَه الصَّاغَانِيّ وهكذا في حَيَاةِ الحيوان . ومِمَّا بَقِيَ عَلَى المُؤَلِّفِ : في الأَسَاسِ : وذَا طِبَابُ هَذِه العِلَّة أَي ما يُطَبّ بِهِ . ومن المَجَازِ : وله طِبَابَةٌ حَسَنَةٌ . والطِّبَّةُ :النَّاحِيَة . وإِنَّكَ لَتلْقَى فُلاَناً على طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ انتهى . وفي المَثَل : أَرْسِلْه طَبّاً . ويُرْوَى طَابّاً . ويا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك . لمَنْ يَدَّعي مَا لا يُحْسِنه القَوْمُ طَبُّونَ . وغير ذلك انظر في المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما . وطَبَبٌ مُحَرَّكَة : جَبَلٌ نَجْدِيّ . َّاحِيَة . وإِنَّكَ لَتلْقَى فُلاَناً على طِبَبٍ مُخْتَلِفَة أَي عَلَى أَلْوَانٍ انتهى . وفي المَثَل : أَرْسِلْه طَبّاً . ويُرْوَى طَابّاً . ويا طَبِيبُ طبَّ لنَفْسِك . لمَنْ يَدَّعي مَا لا يُحْسِنه القَوْمُ طَبُّونَ . وغير ذلك انظر في المُسْتَقصَى ومَجْمَع الأَمْثَالِ وغَيْرِهِما . وطَبَبٌ مُحَرَّكَة : جَبَلٌ نَجْدِيّ
المَرَضُ مُحَرَّكَةً وإِنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِهِ : إِظْلامُ الطَّبيعَةِ واضْطِرابُها بعدَ صَفائِها واعْتِدالِها كما في العباب وهو قَوْلُ ابنِ الأَعْرَابيّ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : المَرَضُ : السُّقمُ وهو نَقيضُ الصِّحَّةِ يكونُ للإِنسانِ والبَعيرِ وهو اسمٌ للجنسِ . قالَ سِيبَوَيْه : المَرَضُ من المصادرِ المجموعَةِ كالشَّغْلِ والعَقْلِ قالوا أَمراضٌ وأَشغالٌ وعُقُولٌ . مَرِضَ فلانٌ كفَرِحَ مَرَضاً بالتَّحْريكِ ومَرْضاً بالسُّكونِ فهو مَرِضٌ ككَتِفٍ ومَرِيضٌ ومَارِضٌ والأُنْثى مَرِيضَةٌ . وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّيّ لسلامَةَ بنِ عُبادَةَ الجَعْدِيّ شاهداً عَلَى مَارِضٍ :
يُرِينَنَا ذا اليَسَرِ القَوارِضِ ... لَيْسَ بمَهْزولٍ ولا بمَارِضِ وقال اللِّحْيانِيُّ : عُدْ فُلاناً فإِنَّه مَرِيضٌ ولا تأكُلْ هذا الطَّعامَ فإِنَّكَ مَارِضٌ إنْ أَكلتَهُ أَي تَمْرَضُ . المَرِيضِ مِراضٌ بالكَسْرِ . قالَ جَريرٌ :
" وفي المِراضِ لَنَا شَجْوٌ وتَعْذِيبُ
قُلْتُ : ويجوزُ أَنْ يكونَ جَمْعَ مَارِضٍ كصاحبٍ وصِحابٍ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : يُجمعُ المَرِيضُ عَلَى مَرْضى ومَرَاضَى مِثْلُ جَريحٍ وجَرْحى وجَرَاحَى . أَو المَرْضُ بالفَتْحِ للقَلْبِ خاصَّةً . قالَ أَبو إسحاقَ : يُقَالُ : المَرَضُ والسُّقُم في البَدَن والدِّينِ جَميعاً كما يُقَالُ : الصِّحَّة في البَدَنِ والدِّينِ جميعاً . والمَرَضُ في القلبِ يصلُحُ لكُلِّ مَا خرَجَ به الإِنسانُ عن الصِّحَّةِ والدِّينِ . وبالتَّحريك أَو كِلاهُما : الشَّكُّ والنِّفاقُ وضَعْفُ اليَقينِ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ " أَي شكٌّ ونِفاقٌ . وقال أَبو عُبَيْدَةَ : أَي شكٌّ . ويُقَالُ : قلبٌ مَرِيضٌ من العَدَاوَةِ وهو النِّفاقُ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : وحدَّثنا أَبو حاتمٍ عن الأَصْمَعِيّ أَنَّهُ قالَ : قرأْتُ عَلَى أَبي عَمْرو بنِ العلاءِ " وفي قُلوبِهِمْ مَرَضٌ " فقالَ لي : مَرْضٌ يا غُلامُ . والمَرَضُ : الفُتورُ . قالَ ابنُ عَرَفَةَ : المَرَضُ في القَلبِ : فُتورٌ عن الحقِّ وفي الأَبدانِ : فُتورُ الأَعْضاءِ . وفي العَيْنِ : فُتورُ النَّظَرِ . والمَرَضُ : الظُّلمَةُ عن ابنِ الأَعْرَابيّ وبه فُسِّرَ قَوْله تَعَالَى " فيَطْمَعَ الَّذي في قَلْبِه مَرَضٌ " أَي ظُلْمَةٌ وقيلَ : فُتورٌ عمَّا أُمرَ به ونُهِيَ عنه . ويُقَالُ : حُبُّ الزِّنا . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابيّ كما في التَّكْمِلَة وفي العُبَاب أَنشَدَ ابنُ كَيْسانَ لأَبي حَيَّةَ النُّميْريّ :
ولَيْلَةٍ مَرِضَتْ من كُلِّ ناحِيَةٍ ... فلا يُضيءُ لها نَجْمٌ ولا قَمَرُ ويُروى : فما يُحِسُّ بِها قالَ : أَي أَظلمتْ وهكذا فسَّرَهُ ثَعْلَبٌ أَيْضاً وهو مَجازٌ . وقال الرَّاعي :
وطَخْياءَ مِنْ لَيْلِ التَّمامِ مَريضَةً ... أَجَنَّ العَمَاءُ نَجْمَها فهْو مَاصِحُ
تَعَسَّفْتُها لمَّا تَلاوَمَ صُحْبَتي ... بمُشْتَبِهِ المَوْماةِ والماءُ نازِحُ وقال ابنُ الأَعْرَابيّ : أَصلُ المَرَضِ النُّقْصانُ يُقَالُ : بدنٌ مَرِيضٌ أَي ناقصُ القوَّةِ . وقلبٌ مَرِيضٌ أَي ناقِصُ الدِّينِ . وأَمرَضَهُ اللهُ : جَعَلَهُ مَريضاً . وقال سِيبَوَيْه : أَمْرَضَ الرَّجُلَ : جَعَلَهُ مَريضاً . وفي الصّحاح : أَمْرَضَ الرَّجُلُ أَي قارَبَ الإِصابَةَ في رأْيِهِ . زادَ في اللّسَان : وإنْ لم يُصِبْ كلَّ الصَّوابِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قَوْلَ الشَّاعر وهو الأُقَيْشِرُ الأَسَدِيّ يمدحُ عبدَ الملكِ بنَ مروانَ وأَوَّلهُ :
رَأَيْتُ أَبا الوَليدِ غَداةَ جمْعٍ ... بِهِ شَيْبٌ وما فَقَدَ الشَّبَابَا
ولكِنْ تَحْتَ ذاكَ الشَّيْبِ حَزْمٌ ... إِذا مَا ظنَّ أَمْرَضَ أَوْ أَصابا والذي في الأَساس : ومن المَجازِ : أَمْرَضَهُ فلانٌ : قارَبَ إِصابَةَ حاجَتِهِ ؟ : ولا يَخْفَى أنَّ هذا غيرُ إِصابَةِ الرَّأْيِ وَقَدْ اشْتَبَهَ عَلَى المُصَنِّفِ حيثُ جعل أَمْرَضَهُ في إِصابَةِ الرَّأْيِ وإِنَّما هو أَمْرَضَ الرَّجُلُ بنَفْسه كما هو نصُّ الصّحاح وغيرِه من أُمَّهاتِ اللَّغة فتأَمَّل . وأَمْرَضَ الرَّجُلُ : صارَ ذا مَرَضٍ . ويُقَالُ : أَتى فُلاناً فأَمْرَضَهُ أَي وَجَدَهُ مَريضاً . ومن المَجَازِ : التَّمْريضُ في الأُمورِ : التَّوْهينُ فيها وأَنْ لا تُحْكِمَها . وقِيل : هو التَّضْجيعُ وَقَدْ مرَّضَ في الأَمْرِ : ضَجَّعَ فيه كما في الأَساسِ . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : مَرَّضَ الرَّجُلُ في كلامِهِ إِذا ضَعَّفَهُ ومَرَّضَ في الأَمْرِ إِذا لم يُبالِغْ فيه . والتَّمْريضُ : حُسْنُ القِيامِ عَلَى المَرِيضِ . قالَ سِيبَوَيْه : مرَّضَهُ تَمْريضاً : قامَ عَلَيْهِ وَوَلِيَهُ في مَرَضِه ودَاواهُ ليَزولَ مَرَضُهُ . جاءَتْ فَعَّلْتُ هُنا للسَّلْبِ وإِنْ كانتْ في أَكثرِ الأَمْرِ إنَّما تكونُ للإِثْباتِ . والتَّمْريضُ : تَذْرِيَةُ الطَّعامِ عن أَبي عَمْرو . ومن المَجَازِ : ريحٌ مَرِيضَةٌ : ساكنةٌ أَو شديدَةُ الحَرِّ أَو ضَعيفَةُ الهُبُوبِ . وشمسٌ مَرِيضَةٌ إِذا لم تكُنْ منجَلِيَةً صافيةً حَسَنةً . وأَرْضٌ مَرِيضَةٌ أَي ضعيفَةُ الحالِ وأَنْشَدَ أَبو حَنيفَةَ :تَوَائِمُ أَشْباهٌ بأَرْضٍ مَرِيضَةٍ ... يَلُذْنَ بخِذْرافِ المِتانِ وبالغَرْبِ وقيلَ معناهُ مُمْرِضة عَنَى بذلك فَسادَ هَوَائها . وَقَدْ تَكُونُ مَرِيضَةً هُنا بمَعْنَى قَفْرَةٍ أَو ساكِنَةِ الرِّيحِ شديدَةِ الحرِّ . والمَرَاضَانِ بالفَتْحِ : وادِيانِ مُلْتقاهُما واحِدٌ . قالَهُ اللَّيْثُ . أَو هُما مَوْضِعانِ أَحدهُما لسُلَيْمٍ والآخَرُ لهُذَيْلٍ . ويُقَالُ : هُما المَارِضانِ : كذا في التَّكْمِلَة . والمَرائضُ : ع وقال الأّزْهَرِيّ : المَرائضُ والمَراضانِ : مَواضِعُ في ديارِ تَميمٍ بيم كاظِمَةَ والنَّقِيرَة فيها أَحْساءٌ . وليستْ من المَرَضِ وبابِه في شيءٍ ولكنَّها مأْخوذةٌ من اسْتِراضَةِ الماءِ وهو اسْتِنْقاعُه فيها والرَّوْضَةُ مأْخوذةٌ منها وَقَدْ نبَّهَ عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ أَيْضاً وتقدَّمَ للمُصنِّفِ في روض مِثْلُ ذلك وكأَنَّهُ ذَكَرَهُ هنا ثانياً تبَعاً للَّيْثِ . ومن المَجَازِ : تَمرَّضَ الرَّجُلُ تَمَرُّضاً إِذا ضعُفَ في أَمرِهِ فهو مُتَمَرِّضٌ . والمُراضُ كغُرابٍ : داءٌ للثِّمار يقَعُ فيها يُهْلِكُها وَقَدْ جاء ذِكرُهُ في حديثِ تَقَاضي الثِّمار . والمَرَاضُ كسَحَابٍ : ع أَو وادٍ وَقَدْ تَقَدَّم قَريباً عن الأّزْهَرِيّ أن حقه أن يذكر في روض وَقَدْ ذَكَرَهُ المُصَنِّفُ هُنا وأعاده ثانياً فتَأَمَّلْ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : التَّمارُضُ : أَنْ يُري مِنْ نَفًسِهِ المَرَضَ وليسَ بِهِ . وتَمَارَضَ في أَمرِهِ : ضَعُف وهو مَجازٌ . وأَكلَ مَا لم يُوافِقْه فأَمْرَضَهُ : أَوْقَعَهُ في المَرَضِ . وبِهِ مَرْضَةٌ شَديدةٌ . ومارَضْتُ رَأْيِي فيكَ : خادَعْتُ نَفْسي وهو مَجازٌ . ورَجُلٌ مَمْروضٌ : مَرِيضٌ ومُتَمَرِّض كَذلِكَ . ومَرَّضَهُ تَمْريضاً : داواهُ ليزُولَ مَرَضَهُ عن سِيبَوَيْه وَقَدْ تَقَدَّم . ويُجْمَعُ المَرِيضُ أَيْضاً عَلَى مُرَضاءَ ككَريمٍ وكُرَماءَ . وأَمْرَضَ القومُ : مَرِضَتْ إِبِلُهُمْ . ونقَلَ الجَوْهَرِيّ عن يعقوبَ : أَمْرَضَ الرَّجُلُ : وقَعَ في مالِهِ العاهَةُ . انْتَهَى وفي الحَدِيث : " لا يُورِدُ مُمْرِضٌ عَلَى مُصِحٍّ " . المُمْرِضُ : من له إِبِلٌ مَرْضَى فنَهَى أَنْ يَسْقِيَ المُمْرِضُ إِبلَهُ مع إِبِلِ المُصِحِّ لا لأَجْل العدوَى ولكنْ لأنَّ الصِّحاحَ رُبَّما عَرَضَ لها مَرَضٌ فوقَعَ في نَفْسِ صاحِبها أَنَّ ذلك مِنْ قَبِيلِ العدوَى فيَفْتِنه ويُشَكِّكُه فأَمَرَ باجْتِنابِهِ والبُعْدِ عنه . وليلةٌ مَرِيضَةٌ إِذا تَغَيَّمت السَّماءُ فلا يَكُونُ فيها ضوءٌ وَقَدْ تَقَدَّم وهُو مَجَازٌ . ورأيٌ مَرِيضٌ : فيهِ انْحِرافٌ عن الصَّوَابِ وهُو مَجَازٌ . ومَرَّضَ فُلانٌ في حاجَتِي تَمْرِيضاً إِذا نَقَصَتْ حَرَكَتُهُ فيها . وعَيْنٌ مَرِيضَةٌ : فيها فُتُورٌ . وأَعْيُنٌ مِراضٌ ومَرْضَى وهُو مَجَازٌ . وأَرضٌ مَرِيضَةٌ : قَفْرَةٌ . ويُقَالُ : أَرضٌ مَرِيضَةٌ إِذا ضاقَتْ بأَهْلِها . وقيل إِذا كثُرَ بها الهَرْجُ والفِتَنُ والقَتْلُ . وهُو مَجَازٌ . قالَ أَوْسُ بن حَجَرٍ :
تَرَى الأرْضَ مِنَّا بالفَضَاءِ مَرِيضَةً ... مُعَضِّلَةً مِنَّا بجَيْشٍ عَرَمْرَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : امرأةٌ مَرِيضَةُ الأَلْحاظِ ومَرِيضَةُ النَّظَرِ أَي ضعيفَةُ النَّظَرِ . وقال أَبو عَمْرٍو إِذا دِيسَ الزَّرْعُ ولمْ يُذَرَّ بعدُ فذلِكَ المِرْضُ بالكَسْرِ كما في العُبَاب