السَّعْبَرُ أهَمله الجَوْهري وقال ابن الأَعْرَابي : السَّعْبَرُ والسَّعْبَرَةُ : البئرُ الكثيرةُ الماءِ قال :
" أعَدَدْتُ للوِردِ إِذا ما هَجَّرَا
" غَرْباً ثَجُوجاً وقَليِباً سَعْبَرَا وماءٌ سَعْبَرٌ : كَثِيرٌ وكذلك نَبِيذٌ سَعْبَرٌ يُحْكَي أنَّه مَرَّ الفَرَزْدَقُ بصديقٍٍ له فقال : ما تَشْتَهِي يا أبا فِرَاس ؟ قال : شِواءً رَشْرَاشاً ونَبِيذاً سَعْبَراً وغِنَاءً يَفْتِقُ السَّمْعَ الرَّشْراشُ : الذي يَقْطُرُ دَسَماً والسَّعْبَرُ : الكثير . وسِعْرٌ سعبرٌ : رَخِيصٌ ويُحْكَى أنه خَرَجَ العَجّاجُ يريد اليَمَامَةَ فاسْتَقْبَلَه جَرِيرُ بنُ الخَطَفَى فقال له : أينَ تُرِيد ؟ قال : أريدُ اليَمامَةََ قال : تَجِدُ بها نَبِيذاً خِضْرِماً وسِعْراً سَعْبَراً . وسَعَابِرُ الطّعَامِ وكَعَابِرهُ هو كُلّ ما يُخْرَجُ منه من زُؤَانٍ ونَحْوِه فيُرْمَى به وقال أبو حنيفة : السَّعَابِرُ : حَبٌّ يَنْبُت في البُرِّ يُفسده فيُنَقَّى منه
عَبَرَ الرُّؤْيَا يَعْبُرُها عَبْراً بالفَتْح وعِبَارةً بالكسر وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَهَ وأَخْبَرَ بما يَؤُول وكذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يؤُول إِليه أَمْرُهَا . وعَبَّرَها تَعْبِيراً : فَسَّرَها وأَخْبَرَ بما يَؤُول كذا في المحكم وغيره وفي الأَساس بآخرِ ما يَؤُول إِليهِ أَمْرُها . وفي البصائِرِ للمصنِّف : والتَّعْبِيرُ أَخَصُّ من التّأْوِيلِ وفي التنزيل " إِنْ كُنْتُمْ للرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ " أَي إِن كُنْتُم تَعْبُرُونَ الرُّؤْيا فعداها باللام كما قال " قُلْ عَسى أَنْ يكونَ رَدِفَ لَكُمْ " قال الزّجاج : هذه اللام أُدْخِلَتْ على المفعول للتَّبيين . والمعنى إِن كُنْتُم تَعْبُرُون وعابِرِينَ ثمّ بيَّنَ باللاّم فقال : للِرُّؤْيَا قال : وتُسَمّى هذه اللامُ لاَمَ التَّعْقِيب لأَنهَا عَقَّبَت الإِضافَة قال الجَوْهَرِيّ : أَوْصَلَ الفِعْلَ بلام كما يُقال : إِن كنتَ للمالِ جامِعاً . والعابِرُ : الذي يَنْظُرُ في الكِتَابِ فَيَعْبُرُه أَي يَعْتَبِرُ بعضَهُ ببعض حتَّى يَقَعَ فَهمْه عليه ولذلك قيل : عَبَرَ الرُّؤْيا واعْتَبَرَ فلانٌ كذَا . وقيل : أُخِذَ هذا كلُّه من العِبْرِ وهو جانِبُ النَّهْرِ وهما عِبْرَانِ لأَنّ عابِرَ الرُّؤْيَا يَتَأَمّلُ ناحِيَتَيِ الرُّؤْيَا فيَتَفَكَّرُ في أَطرافِها ويَتَدَبَّرُ كلّ شَيْءٍ منها ويَمْضِي بفِكْره فيها مِن أَولِ ما رَأى النائِمُ إِلى آخرِ ما رَأَى . ورُوِى عن أَبي رَزِينٍ العُقَيْلِيّ أَنّه سمعَ النَّبِيّ صلى اللهُ عليه وسَلم يقول " الرُّؤْيَا على رِجْلِ طائرِ فإِذا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ فلا تَقُصَّها إِلا على وَادٍّ أَو ذِي رَأْي " لأَنّ الوادَّ لا يُحِبُّ أَن يَسْتَقْبِلَك في تَفْسِيرَها إِلا بما تُحِبّ وإِن لم يكن عالِماً بالعِبَارِةِ لم يَعْجَلْ لكَ بما يَغُمُّكَ لأَنّ تعْبِيرَه يُزِيلُهَا عمّا جَعَلها اللهُ عليه وأَمّا ذُو الرّأْيِ فمعناه ذُو العِلْمِ بعِبارَتِهَا فهو يُخْبِرُك بحقيقةِ تَفْسِيرِهَا أَو بأَقْرَبِ ما يَعْلَمُه منها ولعله أَن يكونَ في تَفْسِيرِهاَ مَوعِظَةٌ تَرْدَعُكَ عن قَبِيح أَنتَ عليه أَو يكون فيها بُشْرَى فتَحْمَد الله تعالى على النِّعْمَةِ فيها . وفي حديثِ " الرُّؤْيَا لأَوَّلِ عابِر " وفي الحديث " للرُّؤْيا كُنًى وأَسْمَاءٌ فكَنُّوهَا بكُناهَا واعتَبِرُوهَا بأَسْمَائِهَا " وفي حديثِ ابنِ سِيرِينَ كان يقُولُ " إِني أَعْتَبِرُ الحَديثَ " أَي أَعَبِّر الرُّؤْيَا بالحَدِيثِ وأَعْتَبِرُ به كما أَعْتَبِرُها بالقُرآنِ في تلأْوِيليِها مثل أن يُعَبِّرَ الغُرَابَ بالرَّجلِ الفاسِقِ والضِّلَع بالمرأَةِ لأَنّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلم سَمَّي الغُرابَ فاسِقاً وجعلَ المرأَةَ كالضِّلَعِ ونحو ذلك من الكُنَى والأَسماءِ . واسْتَعْبَرَه إِياها : سَأَله عَبْرَها وتَفْسيرَها . وعَبَّرَ عمّا في نَفْسِه تَعْبيراً : أَعْرَبَ بَيَّنَ . وعَبَّرَ عنه غَيرُه : عَيِىَ فأَعْرَبَ عَنْه وتكلم واللَّسَانُ يُعَبِّرُ عما في الضميرِ . والاسْمُ منه العَبْرَةُ بالفَتْح كذا هو مضبوطٌ في بعضِ النُّسخِ وفي بعضِها بالكسر والعِبَاَرَةُ بكسرِ العينِ وفتحِهَا . وعِبْرُ الوَادي بالكسر ويُفْتَحُ عن كُراع : شاطِئُه وناحِيَتُه وهما عِبْرَانِ قال النابِغَةُ الذُّبْيَانِيُّ يمدح النُّعْمَانَ :
ومَا الفُراتُ إِذَا جَاشَتْ غَوَارِبُه ... تَرْمِي أَوَ اذِيُّه العِبْرَيْنش بالزَّبَدِ
يَوماً بأَطْيَبَ منه سَيْبَ نافِلَةٍ ... ولا يَحُولُ عَطَاءُ اليَوْمِ دُونَ غَدِ . وعَبَرَهُ أَي النّهرَ والوَادِيَ وكذلك الطَّرِيقَ عَبْراً بالفَتْح وعُبُوراً بالضَّمّ : قَطَعَهُ من عِبْرِهِ إِلى عِبْرِهِ ويُقَالُ : فُلانٌ في ذلك العِبْرِ أَي في ذلك الجانبِ . من المَجَاز عَبَرَ القَوْمُ : ماتُوا وهو عابِرٌ كأَنَّه عَبَرَ سَبِيلَ الحياةِ وفي البصائِرِ للمصنف : كأَنَّه عَبَرَ قَنْطَرَةَ الدُّنْيَا قال الشاعِر :
فإِنْ تَعْبُرْ فإِنّ لنَا لُمَاتٍ ... وإِن نَغْبُرْ فَنَحْنُ على نُذورِيقول : إِنْ مِتْنَا فَلَنا أَقْرَانٌ وإِنْ بَقِينَا فنَحْنُ ننتَظِرُ ما لابُدَّ منه كأَنَّ لنا في إِتْيَانِه نَذْراً . عَبَرَ السَّبِيل يَعْبُرُهَا عُبُوراً : شقَّها ورَجُلٌ عَابِرُ سَبِيلٍ أَي مارُّ الطّرِيقِ وهم عابِرُو سَبِيل وعُبَّارُ سَبِيلٍ . وقَوْلُه تَعَالى " ولا جُنُباً إِلا عابِرِي سَبِيلٍ " قيل : معناه أَن تكونَ له حاجَةٌ في المسجِدِ وبَيْتُه بالبُعْدِ فيدخل المسجِدَ ويَخْرُج مُسْرِعاً وقال الأَزْهَرِيّ : إِلا مُسَافِرِينَ لأَن المُسَافِرَ يُعْوِزُه الماءُ وقيل : إِلا مارِّينَ في المَسْجِدِ غيرَ مُرِيديِنَ للصلاةِ . عَبَرَ بهِ الماءَ عَبْراً وعَبَّرَهُ به تعْبِيراً : جَازَ عن اللِّحْيَانِيّ . عَبَرَ الكِتَابَ يَعْبُرُه عَبْراً بالفَتْح : تَدَبَّرَه في نَفْسهِ ولم يَرْفَعْ صَوتَه بقرَاءَتِه . عَبَرَ المَتَاعَ والدَّرَاهِمَ يَعْبُرُها عَبْراً : نَظَر : كمْ وَزْنُهَا ؟ وما هيَ ؟ . قال اللّحْيَانِيّ : عَبَرَ الكَبْشَ يَعْبُرُه عَبْراً : تَرَكَ صُوفَه عليهِ سَنَةً وأَكْبُشٌ عُبْرٌ بضمّ فسكون إِذا تُركَ صُوفُها عليها قال الأَزهريّ : ولا أَدْرِي كيف هذا الجَمْعُ ؟ عَبَرَ الطَّيْرَ : زَجَرَهَا يعْبُرُهُ بالضَّمّ ويَعْبِرُهُ بالكَسْر عَبْراً فيهما . والمِعْبَرُ بالكسرِ : ما عُبِرَ بِهِ النَّهْرُ من فُلْكٍ أَو قَنْطَرَةٍ أَو غَيْرِه . المَعْبَرُ بالفتحِ : الشَّطُّ المُهَيَّأُ للعُبُورِ . به سًمِّيَ المَعْبَرُ الذي هو : د بساحِلِ بَحْرِ الهِنْدِ . ونَاقَةٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَر مُثَلَّثَةً : قَوِيَّةٌ على السفَرِ تَشُقُّ ما مرتْ بهِ وتُقْطَعُ الأَسْفَارُ عَلَيْهَا وكذا رَجُلٌ عبْرُ أَسْفَارٍ وعبْرُ سَفَرٍ : جَرِيءٌ عليها ماضٍ فيها قَوِيٌّ عليها وكذا جَمَلٌ عبْرُ أَسفارٍ وجِمَالٌ عبْرُ أَسْفَارٍ للوَاحِدِ والجَمْعِ والمؤَنّث مثْل الفُلْكِ الذي لا يزال يُسَافَرُ عليها . وجَمَلٌ عَبَّارٌ ككَتّان كذلك أَي قَوِيٌّ على السَّيْرِ . وعَبَّرَ الذَّهَبَ تَعْبِيراً : وَزَنه دِينَاراً دِينَاراً . قيل : عَبَّرَ الشَّيْءَ إِذا لم يُبَالِغْ في وَزْنِهِ أَو كَيْلهِ وتَعْبِيرُ الدَّراهِم : وَزْنُهَا جُمْلَةً بعد التَّفَارِيقِ . والعِبْرَةُ بالكِسْرِ : العَجَبُ جمعُه عِبَرٌ . والعِبْرَةُ أَيضاً : الاعِتبَارُ بما مَضَى وقيل : هو الاسمُ من الاعْتِبَارِ . واعْتَبَرَ منه : تَعَجَّبَ وفي حديث أَبي ذَرٍّ : فَمَا كانَتْ صُحُفُ مُوسَى ؟ قال : كانَتْ عِبَراً كُلُّهَا وهي كالمَوْعِظَةِ مما يَتَّعِظُ به الإِنْسَانُ ويَعمَلُ بهِ ويَعْتَبِرُ : ليستَدِلَّ بهِ على غَيْرِه . العَبْرَةُ بالفَتْحِ : الدَّمْعَةُ وقيل : هو أَن يَنْهَمِلَ الدَّمْعُ ولا يُسْمَعُ البُكاءُ وقيل : هي الدَّمْعَةُ قبلَ أَنْ تَفِيضَ أَو هي تَرَدُّدُ البُكَاءٍ في الصَّدْرِ أَوْ هِيَ الحُزْنُ بلا بُكَاءٍ والصحيح الأَول ومنه قول :
" وإِنّ شِفَائِي عَبْرَةٌ لوْ سَفَحُتَها . ومن الأَخيرةِ قولُهُم في عِنَاية الرَّجُلِ بأَخيه وإِيثارِه إِياهُ على نفسهِ : لكَ ما أَبْكِي ولا عَبْرَتةََبِي ويُرْوَى ولا عَبْرَةَ لِي أَي أَبْكيِ من أَجْلِكَ ولا حُزْنَ بِي في خاصَّةِ نَفْسِي . قاله الأَصْمَعِيّ . ج عَبَرَاتٌ مُحَرَّكةً وعِبَرٌ الأَخِيرَة عن ابنِ جِنيِّ . وعَبَرَ الرَّجلُ عَبْراً بالفَتْح واسْتَعْبَرَ : جَرَتْ عَبْرَتُه وحَزِنَ . وفي حديثِ أَبِي بَكْرٍ رضي الله عنه " أَنّه ذكَرَ النّبيَّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ثم اسْتَعْبَرَ فَبَكَى " أَي تَحَلَّبَ الدّمعُ . وحَكَى الأَزْهَرِيُّ عن أَبي زَيد : عَبِرَ الرَّجلُ يَعْبَرُ عَبَراً إِذا حَزِنَ . وامرأَةٌ عابِرٌ وعَبْرَى كسَكْرَى وعَبِرَةٌ كفَرِحَةٍ : حَزِينَةٌ ج : عَبَارَي كسَكَارَى قال الحارِثُ بنُ وَعْلَةَ الجَرْمِيُّ :
يَقُولُ لَي النَّهْدِيُّ هل أَنْتَ مُرْدِفِي ... وكيْفَ رِدافُ الفّرِّ أُمكَ عَابرُأَي ثاكِلٌ . وعَيْنٌ عَبْرَى : باكِيَةٌ ورَجُلٌ عَبْرانُ وعَبِرٌ ككَتِفٍ : حَزِينٌ باكٍ . والعُبْرُ بالضَّمّ : سخْنَةُ العَيْنَ كأَنّه يَبْكي لمَا بهِ . ويُحَرَّكُ . العُبْرُ : الكَثِيرُ من كُلِّ شَيْءٍ وقد غَلَب على الجَمَاعَة من النّاسِ وقال كُراع : العُبْرُ : جماعةُ القومِ هُذَلِيَّة . وعَبَّرَ بِهِ تَعْبِيراً : أَراهُ عُبْرَ عَيْنهِ ومعْنَى أَراه عُبْرَ عَيْنِه أَي ما يُبْكِيهَا أَو يُسْخِنُهَا قال ذُو الرُّمَّةِ :
ومِنْ أَزْمَةٍ حَصّاءَ تَطْرَحُ أَهْلَهَا ... علَى مَلَقِيَّاتٍ يُعَبَّرْنَ بالغُفْرِ . وفي حدَيثِ أُمِّ زَرْعٍ : " وعُبْر جارَتِها " أَي أَنَّ ضَرَّتَها تَرَى من عِفَّتِها وجَمَالِهَا ما يُعَبِّرُ عَيْنَها أَي يُبْكِيِها . وفي الأَساس : وإِنه ليَنْظُر إِلى عُبْرِ عَيْنَيْه أَي ما يَكرهه ويَبْكِي منه كما قيل :
" إذَا ابْتَرَّ عَنْ أَوْصالِهِ الثَّوْبَ عِنْدَهَارَأَى عُبْرَ عَيْنَيهَا وما عَنْه مَخْنِسُ أَي لا تَسْتَطِيع أَن تَخْنَسِ عنه . وامْرأَةٌ مُسْتَعْبِرَةٌ وتُفْتَح الباءُ أَي غيرُ حظِيَّةٍ قال القُطَامِيُّ :
" لهَا رَوْضَةٌ في القَلْبِ لم تَرْعَ مِثْلَهَافَرُوكٌ ولا المُسْتَعْبِراتُ الصَّلائِفُ . ومَجْلِسٌ عَبْرٌ بالكسر والفتح : كَثِيرُ الأَهْلِ واقتصر ابنُ دُرَيْدٍ على الفَتْح . وقَوْمٌ عَبِيرٌ : كَثِرٌ . قال الكِسَائِيُّ : أَعْبَرَ الشّاةَ إِعْبَاراً : وَفَّرَ صُوفَهَا وذلك إِذا تَرَكَتَها عاماً لا يَجُزُّهَا فهي مُعْبَرَةٌ وتَيْسٌ مُعْبَرٌ : غير مَجزوزٍ قال بِشْرُ بنُ أَبي خَازِمٍ يصف كَبْشاً :
" جَزِيزُ القَفَا شَبْعانُ يَرْبِضُ حَجْرَةًحَدِيثُ الخِصاءِ وَارِمُ العَفْلِ مُعْبَرُ . وجَمَلٌ مُعْبَرٌ : كَثِيرُ الوَبَرِ كأَنّ وَبَرَه وُفِّرَ عليهِ . ولا تَقُلْ أَعْبَرْتُه قال :
" أَو مُعْبَر الظَّهْرِ يُنْبِي عَنْ وَلِيَّتِهما حَجَّ رَبَّه في الدُّنْيا ولا اعْتَمَرَا . من المَجَاز : سَهْمٌ مُعْبَرٌ وعَبِيرٌ هكذا في النُّسخ كأَمير والصوابُ عَبِرٌ ككَتِفٍ : مَوْفُورُ الرِّيِش كالمُعْبَرِ من الشّاءِ والإِبِلِ . وغُلامٌ مُعْبَرٌ : كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ بعْدُ وكذلك الجارِيَةُ . زاده الزَّمَخْشَرِيُّ . قال :
" فَهُوَ يُلَوِّى باللَّحَاءِ الأَقْشَرِ
" تَلْوِيَةَ الخَاتنِ زُبَّ المُعْبَرِ وقيل : هو الذي لم يُخْتَنْ قارَبْ الأحتلام أو لم يقارب وقال الأَزْهَرِيُّ : غُلامٌ مُعْبَرٌ إِذا كادَ يَحْتَلِمُ ولم يُخْتَنْ قالوا : يَا ابنَ المُعْبَرَةِ وهو شَتْمٌ أَي العَفْلاءِ وهو من ذلك زادَ الزَّمَخْشَريّ كيا ابْنَ البَظْرَاءِ . والعُبْرُ بالضَّمّ : قَبِيلةٌ . العُبْرُ : الثَّكْلَى كأَنه جَمْعُ عابِرٍ وقد تقَدَّم . والعُبْرُ : السَّحَائبُ تَعْبُر عُبُوراً أي تَسَيرُ سَيْراً شَديداً والعُبْرُ : العُقَابُ وقد قيل : إنه العُثْرُ بالثاءِ المثَلَّثَة وسيُذْكَر في موضِعِهِ إن شَاءَ اللهُ تعالى . والعِبْرُ بالكَسْر : ما أخَذَ على غَرْبيّ الفُراتِ إلى بَرِّيةِ العَرَبِ نقله الصاغانيُّ . وبَنُو العِبْرِ : قَبيلةٌ وهي غيرُ الأولى . وبَناتُ عِبْرٍ بالكسر : الكَذِبُ والباطِلُ قال :
إذا ما جِئْتَ جَاءَ بَناتُ عِبْرٍ ... وإنْ وَلَّيْتَ أسْرَعْنَ الذَّهَابَاوأبو بَنَاتِ عبْرِ : الكَذَابُ . والعِبْرِيُّ والعِبْرانيُّ بالكسر فيهما : لُغَةُ اليَهُود وهي العِبْرانِيَّةُ . وقالَ الفّرَّاءُ : العَبَرُ بالتَّحْرِيكِ الاعْتِبَارُ والإسمُ منه العِبْرَةُ بالكسْر قال : ومنهُ قَوْلُ العَرَبِ هكذا نقله ابن منظُور والصاغانيّ : اللهُمَّ اجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْبُرُ الدُّنْيَا ولا يَعْمُرُها . وفي الأساس : ومنه حديث " اعْبُرُوا الدُّنْيَا ولا تَعْمُرُوها " ثم الذي ذَكَرَه المُصَنّفُ يَعْبُر بالباءِ ولا يَعْمُر بالميم هو الذي وُجدَ في سائر النُّسخ والأُصولِ الموجودةِ بين أيدينا . وضَبَطَه الصّاغانيّ وجَوَّدّه فقال : مّمن يَعْبَرُ الدُّنْيا بفتح الموحّدَة ولا يَعْبُرها بضمّ الموحّدّة وهكذا في اللّسان أيضاً وذّكَرَا في مَعْنَاه : أي ممن يَعْتَبِرُ بها ولا يَمُوتُ سَرِيعاً حتّى يُرْضِيِكَ بالطَّاعَةِ ونقله شيخُنَا أيضاً وصَوّبَ ما ضَبَطَه الصّاغانيّ
وأبُو عَبَرَةَ أو أبو العَبَرِ بالتَّحْريك فيهما وعلى الثّاني اقتصر الصّاغانيُّ والحافِظُ . وقال الأخيِرُ : كذَا ضَبَطَه الأمِيرُ وفي حِفْظِي أنه بكَسْرِ العَيْنِ واسمه أحمدُ بنُ محمدِ ابنِ عبدِ الله بن عبد الصَّمدِ بن علىَّ ابنِ عبدِ الله بنِ عبّاسٍ الهاشِميِّ : هازِلٌ خَلِيعٌ قال الصّاغانيّ : كان يَكْتَسِب بالمُجُونِ والخَلاعَةِ وقال الحافظ : هو صاحِبُ النّوادِرِ أحَدُ الشُّعَرَاءِ المُجَّانِ . والعَبِيرُ : الزَّعْفَرَانُ وَحْدَه . عند أهلِ الجاهِلِيَّة قال الأعْشَي :
وتَبْرُدُ بَرْدَ رِدَاءِ العَروُ ... سِ في الصَّيْفِ رَقْرَقْتَ فيهِ العَبِيرَا وقال أبُو ذُؤَيْب :
وسِرْبٍ تَطَلَّى بالعَبِيرِ كأنَّه ... دِماءُ ظِبَاءٍ بالنُّحُورِ ذَبِيحُ أو العَبِيْرُ : أخلاطٌ من الطِّيبِ يُجْمَعُ بالزَّعْفَرَانِ . وقال ابن الأثيرِ : العَبِيرُ : نَوْعٌ من الطِّيبِ ذُو لَوْنٍ يُجْمَع من أخْلاطٍ . قلت : وفي الحديث أتَعْجَزُ إحْدَاكُنّ أن تَتَّخِذَ تُومَتَيْنِ ثم تَلْطَخَهُما بعَبيرٍ أو زَعْفَرانٍ ففي هذا الحديثِ بيانُ أنَّ العَبِيرَ غيرُ الزَّعْفَرانِ . والعَبُورُ كصَبُور : الجَذَعَةُ من الغَنَمِ أو أصْغَرُ . وقال اللّحْيَانيّ : العَبُورُ من الغَنَمِ : فَوْقَ الفَطِيمِ من إناث الغَنَمِ . وقيل : هي أيضاً التي لم تُجَزَّ عَامَها . ج عَبَائِرُ وحُكِىَ عن اللحْيَانِيّ : لي نَعْجَتانِ وثَلاثُ عَبَائِرَ . العَبُورُ : الأَقْلَفَ وهو الذي لم يُخْتَنْ ج عُبْرٌ بالضَّمّ قاله ابنُ الأَعرابِيّ . العُبَيْراءُ بالضّم مُصَغَّراً ممدوداً : نَبْتٌ عن كُرَاع حكاه مع الغُبَيْرَاءِ . والعَوْبَرُ كجَوْهَر : جِرْوُ الفَهْدِ عن كُراع أَيضاً . والمَعَابِيرُ : خُشُبٌ بضمتين في السَّفِينَةِ مَنْصُوبَة يُشَدُّ إِليها الهَوْجَلُ وهو أَصغَرُ من الأَنْجَرِ تُحْبَس السَّفِينةُ به قاله الصاغانيّ . وعابَرُ كهَاجَرَ : ابنُ أَرْفَخْشَذَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ عليهِ السّلامُ إِليه اجتماعُ نِسبَةِ العَرَبِ وبَنِي إِسرائِيل ومَن شارَكَهُم في نَسَبِهم قاله الصاغانيّ ويأَتي في قحط أَنَّ عَابَرَ هو ابنُ شالخ ابنِ أَرْفَخْشَذ . قلت : ويقال فيه عَيْبَرُ أَيضاً وهو الذِي قُسِمَتْ في أَيّامِه الأَرْضُ بينَ أَوْلاَدِ نُوح يقال : هو هُودٌ النَّبّي عليه السّلامُ وبَيْنَه وبين صالِح النَّبِيِّ عليه السّلامُ خَمْسمائِة عامٍ وكان عُمْرُه مائَتَيْنِ وثَمَانِينَ سنةً ودُفِن بِمكة وهو أَبو قَحْطَان وفالغ وكابر
وعَبَّرَبهِ هذا الأَمْرُ تَعْبِيراً اشْتَدَّ عليهِ قال أُسامَةُ بنُ الحارِثِ الهُذَلِيّ :
ومَا أَنا والسَّيْرَ في متْلَفِ ... يُعَبِّرُ بالذَّكَرِ الضّابِطِويروى يُبَرَّحُ . وعَبَّرْتُ به تَعْبِيراً : أَهْلَكْتُه كأَني أَرَيْتُه عُبْرَ عَيْنَيْه وقد تقَدم . منه قيل : مُعَبَّر كمُعَظَّمٍ : جَبَلٌ بالدَّهْنَاءِ بأَرْضِ تَمِيمٍ قال الزَّمَخْشَرِيُّ سُمِّيَ به لأَنّه يُعَبِّرُ بسَالِكِه . أَي يُهْلِكُ . وفي التَّكْمِلَة : حَبْلٌ من حِبَالِ الدَّهْنَاءِ وضَبَطَه هكذا بالحاءِ المهملة مُجَوَّداً ولعله الصواب وضَبَطَه بعضُ أَئمّة النَّسَب كمُحَدِّثٍ وأُراه مُنَاسِباً لمَا ذَهَبَ إِليه الزَّمَخْشَرِيّ . وقَوْسٌ مُعَبَّرَةٌ : تامَّةٌ نقله الصاغانيّ . والمُعْبَرَةُ بالتَّخْفِيفِ أَي مع ضَمّ الميمِ : الناقَةُ التي لم تُنْتَجْ ثَلاثَ سِنِينَ فيَكُونُ أَصْلَبَ لَها نقله الصاغانِيّ . والعَبْرَانُ كسَكْرَانَ ع : نقله الصاغانيّ . وعَبَرْتَي بفتح الأَوّل والثّاني وسكون الثّالث وزيادة مُثَنّاة : ة قُرْبَ النَّهْرَوانِ منها عبدُ السّلامِ بنُ يُوسُفَ العَبَرْتِيُّ حَدَّثَ عن ابنِ ناصِرٍ السلاميّ وغيرِه مات سنة 623 . والعُبْرَةُ بالضَّمّ : خَرَزَةٌ كان يَلْبَسُهَا رَبِيعَةُ بنُ الحَرِيشِ بمنزلة التَّاجِ فلُقِّبِ لذلكِ ذا العُبْرَةِ نقله الصّاغانيّ . ويَوْمُ العَبَراتِ مُحَرَّكَةً : من أَيّامِهِم م معروف . ولُغَةٌ عابِرَةٌ : جائِزَةٌ من عَبَرَ به النَّهْرَ : جازَ . ومما يستدرك عليه : العابِرُ : الناظِرُ في الشْيءٍ . والمُعْتَبِرُ : المُسْتَدِلُّ بالشَّيْءِ على الشَّيْءِ . والمِعْبَرَةُ بالكسر : سفِينةٌ يُعْبَرُ عليها النَّهْرُ . قاله الأَزْهَرِيُّ . وقال ابنُ شُمَيْل : عَبَرْتُ مَتَاعِي : باعَدْتُه والوادِي يَعْبُر السَّيْلَ عنّا أَي يُبَاعِدُه . والعُبْرِيُّ بالضّمّ من السِّدْرِ : ما نَبَتَ على عِبْرِ النَّهْرِ وعَظُمَ منسوبٌ إِليه نادِرٌ . وقيل : هو ما لاَ ساقَ له منه وإِنما يكون ذلك فيما قارَبَ العِبْرَ . وقال يَعْقوب : العُبْرُّ والعُمْرِيُّ منه : ما شَرِبَ الماءَ وأَنشد :
" لاثٍ به الأَشَاءُ والعُبْرِيُّ . قال : والذي لا يشرب الماءَ يكونُ بَرِّيًّا وهو الضَّالُ . قال أَبو زَيْدٍ : يقال للسِّدْرِ وما عظُمَ من العَوْسَجِ : العُبْرِيُّ والعُمْرِيُّ : القَدِيمُ من السِّدْرِ وأَنشد قولَ ذِي الرُّمَّةِ :
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِي ... ضُرُوبَ السَّدْرِ عُبْرِياًّ وضَالاَ . وعَبَرَ السَّفَرَ يَعْبُرُه عَبْراً : شَقَه عن اللِّحْيَانِيّ . والشَّعْرَي العَبُورُ : كَوكَبٌ نَيِّرٌ مع الجَوْزاءِ وقد تَقدّم في شعر وإِنما سُمِّيَتْ عَبُوراً لأَنَّهَا عَبَرَت المَجَرَّةَ وهي شامِيّةٌ وهذا مَحَلُّ ذِكْرِهَا . والعِبَارُ بالكَسْر الأِبِلُ القَوِيَّةُ على السَّيْرِ . وقال الأصْمَعِيُّ : يقال : لقد أسْرَعْتَ اسْتِعْبَارَكَ الدّراهِم أي استخْرَاجَك إياّها . والعِبْرَةُ : الاعْتِبارُ بنا مضَى . والاعْتِبَارُ : هو التَّدَبُّرُ والنَّظَرُ وفي البصائِرِ للمصنُف : العِبْرَةُ والاعْتِبَارُ : الحالةُ التي يُتَوَصَّلُ بها من معرفَةِ المُشَاهَد إلى ما ليس بمُشَاهَدٍ . وعَبْرَةُ الدَّمْعِ : جَرْيُهُ
وعَبَرَتْ عَيْنُه واسْتَعْبَرَتْ : دَمَعَتْ . وحكَى الأزْهَرِيّ عن أبي زيد : عَبَرَ كفَرِحَ إذا حَزِنَ ومن دُعَاءِ العَرَبِ على الإنْسانِ : ماله سَهِرَ وعَبِرَ . والعُبْر بالضَّمّ : البُكاءُ بالحُزْنِ يقال : لأمِّه العُبْرُ والعَبْرُ والعبر وجارِيَةٌ مُعْبَرَةٌ : لم تُخْفَضْ . وعَوْبَرٌ كجَوْهَر : مَوْضع . والعَبْرُ بالفَتْح : بلدٌ باليَمَن بين زَبيدَ وعَدَنَ قَرِيب من الساحِلِ الذي يُجْلَبُ إليه الحَبَش . وفي الأزْدِ عُبْرَةُ بالضَّمّ وهو عَوْفُ بنُ مُنْهِبٍ . وفيها أيضاً عُبْرَةُ ابنُ زَهْرَانَ بن كَعْبٍ ذَكرهما الصّاغانيّ . قلتُ : والأخيرُ جاهِلِيُّ ومُنْهِبٌ الذي ذكَرَه هو ابنُ دَوْسٍ . وعُبْرَةُ بنُ هَدَاد ضَبطه الحَافِظُ . والسَّيِّد العِبْرِيّ بالكسر هو العَلاّمَةُ بُرْهانُ الدّينِ عُبيْدُ اللهِ بنُ الإمامِ شْمسِ الدّين محمدِ بنِ غانِمٍ الحُسَيْنِيّ قاضِي تَبْرِيزَ له تصَانيِفُ تُوُفِّي بها سنة 743وفي الأساسِ والبَصَائِرِ : وبنو فُلان يُعْبِرونَ النّسّاءَ ويَبِيعونَ الماءَ ويَعْتَصِرونَ العَطَاءَ . وأحْصَى قاضِي البَدْوِ المَخْفُوضاتِ والبُظْرَ فقال : وَجَدْتُ أكْثَرَ العَفائِفِ مُوعَبَاتٍ وأكْثَرَ الفَوَاجِرِ مُعْبَرَات . والعِبَارةُ بالكَسْر : الكَلامُ العَابِرُ من لِسَانِ المتَكَلّم إلى سَمْعِ السّامِع . والعَبَّارُ ككَتّانٍ : مُفَسِّرُ الأحلامِ وأنشدَ المُبَرِّدُ في الكامِلِ :
النَّقْدُ : خِلاَفُ النَّسِيئَةِ ومن أَمثالهِم النَّقْدُ عند الحافِرة . النَّقْدُ : تَمْيِيزُ الدَّراهِمِ وإِخراجُ الزَّيْفِ منها كذا تَمييزُ غَيْرِها كالتَّنْقَادِ والتَّنْقُّدِ وقد نَقَدها يَنْقُدُها نَقْداً وانْتَقَدها وتَنَقَّدها إِذا مَيَّزَ جَيِّدها مِن رَدِيئها وأَنشد سيبويهِ :
تَنْفِي يَدَاها الحَصَى فِي كُلِّ هاجِرةٍ ... نَفَىَ الدَّنَانِيرِ تَنْقَادُ الصَّيارِيفِ
النَّقْدُ : إِعْطَاءُ النَّقْدِ قال الليثُ : النَّقْدُ : تَمْيِيزُ الدَّراهِم وإِعْطَاؤُكَها إِنسانً . وأَخْذُها : الانْتِقَادُ وفي حديث جابرٍ وجَملِهِ فَنَقَدنِي الثَّمَنَ أَي أَعطانِيهِ نَقْداً مُعجَّلاً . النَّقْدُ : النَّقْرُ بالإِصْبَعِ في الجَوْزِ ونَقَدَ الشيْءَ يَنْقُدُه نَقْداً إِذا نَقَرَه بإِصْبَعِه كما تُنْقَدُ الجَوْزَةُ والنَّقْدَة : ضَرْبةُ الصَّبِيِّ جَوْزَةً بإِصْبَعِه إِذا ضَربَ . النَّقْدُ أَنْ يَضْرِبَ الطائرَ بِمِنْقَادِه أَي بمِنْقَارِه في الفَخِّ وقد نقده إذا نقره كنقد الدرهم وكذا نَقَدَ الطائرُ الحَبَّ يَنْقُدُه إِذا كان يَلْقُطُه واحداً واحداً وهو مِثْلُ النَّقْرِ وفي حديث أَبي ذَرٍّ فَلَمَّا فَرَغُوا جَعْلَ يَنْقُدُ شَيْئاً مِن طَعامِهِمْ أَي يأْكُلُ شيئاً يَسيراً . وفي حديث أَبي هُريْرةَ وقد أَصْبحْتُم تَهْذِرُونَ الدُّنْيَا . ونَقَد بإِصْبَعِه أَي نَقَرَ . النَّقْدُ : الجَيِّدُ الوازِنُ من الدَّراهِمِ . ودِرْهمٌ نَقْدٌ . ونُقُودٌ جِيادٌ من المجاز النَّقْدُ : اخْتِلاسُ النَّظَرِ نَحْوَ الشيْءِ وقد نَقَدَ الرجُلُ الشيْءَ بنَظَرِه ينْقُده نَقْداً ونَقَد إِليه : اخْتَلَس النَظَرَ نَحْوَه وما زال فُلانٌ يَنْقُد بصَرَه إِلى الشيْءِ إِذا لم يَزَلْ يَنْظُر إِليه والإِنسان يَنْقُدُ الشيْءَ بِعَيْنِه وهو مُخَالَسةُ النَّظرِ لئلاَّ يُفْطَنَ له وزاد في الأَساس : كأَنَّما شُبِّه بنظَرِ الناقِدِ إِلى ما يَنْقُدُه . النَّقْدُ : لَدْغُ الحَيَّةِ وقد نَقَدَتْه الحيَّةُ إِذا لَدَغَتْه . والنُّقْدُ بالكسر : البطِيءُ الشَّبَابِ القليلُ اللَّحْمِ وفي بعض الأُمهات الجسْم بدل اللَّحم ويُضَمُّ في هذه . النّقدُ بضمتين وبالتحريك : ضَرْبٌ من الشَّجرِ التحريكُ عن اللِّحْيانيّ وقال الأَزهرِيُّ : وبتحريك القافِ أَكْثَرُ ما سمعتُ من العرب وقال : هو ثَمرُ نَبْتٍ يُشبِه البَهْرَمَانَ واحِدَتُه بهاءٍ نَقَدَةٌ ونَقَدٌ وقال أَبو حنيفة : النَّقْدةُ بالضّم فيما ذَكر أَبو عمرو من الخُوصَة ونَوْرُها يُشْبِه البَهْرَمَان وهو العُصْفُر ويروي النُّقْدُ بضمّ فسكونٍ وأَنشد للْخُضْرِيّ في وَصْفِ القَطاةِ وفَرْخَيْهَا :
يمُدَّانِ أَشْداقاً إِلَيْها كَأَنَّما ... تَفَرَّقَ عنْ نُوَّارِ نُقْدٍ مُثَقَّبِ في المثل هو أَذَلُّ مِنَ النَّقَدِ وهو بالتَّحْرِيك : جِنْسٌ من الغَنَم قَصِيرُ الأَرْجُلِ قَبِيحُ الشَّكْلِ يكون بالبَحْرَيْن وأَنشدوا :
رُبَّ عدِيمٍ أَعزُّ مِنْ أَسَدِ ... ورُبَّ مُثْرِ أَذَلُّ مِنْ نَقَدِ الذكَر والأُنثى في ذلك سواءٌ وقيل : النَّقَدُ : غَنَمٌ صِغارٌ حِجازِيَّة وفي حديث علِيٍّ أَنَّ مُكَاتَباً لِبَنِي أَسدٍ قال : جِئْتُ بِنَقَدٍ أَجْلُبُه إِلى المدِينة وراعِيه نَقَّادٌ . ومنه حديث خُرَيْمةَ وعاد النَّقَّادُ مُجْرَنْثِماً . وقال أَبو زُبَيْد :
كَأَنَّ أَثْوابَ نَقَّادٍ قُدِرْنَ لَهُ ... يَعْلُو بِخَمْلَتِها كَهْباءَ هُدَّابَا مفسره ثعلب فقال : النقاد صاحب مُسُوكِ النَّقَدِ كأَنَّه جعلَ عليه خَمْلَتَهُ . وقال الأَصمعيّ : أَجْوَدُ الصُّوفِ صُوفُ النَّقَدِ نِقَادٌ ونِقَادَةٌ بكسرِهِما قال علْقَمةُ :
والمالُ صُوفُ قَرَارٍ يَلْعبُونَ بِهِ ... علَى نِقَادَتِه وَافٍ ومجْلُومُ النَّقَدُ : تَكَسُّرُ الضِّرْسِ وكذلك القَرْن وائْتِكَالُه وفي بعض النُّسخ : انْتِكَاله بالنون والأُولَى الصوَابُ ونَقِدَ الضِّرْسُ والقَرْنُ نَقَداً فهو نَقِدٌ ائْتَكَلَ وتكَسَّر وفي التهذيب : النَّقَدُ أَكَلُ الضِّرْسِ ويكن في القَرْنِ أَيضاً قال الهذليُّ :
عَاضَهَا اللهُ غُلاَماً بَعْدَما ... شَابَتِ الأَصْدَاغُ والضِّرْسُ نَقِدْ ويروى بالكسر أَيضاً وقال صَخْرُ الغَيِّ :
تَيْسُ تُيُوسٍ إِذَا يُنَاطِحُهَا ... يَأْلَمُ قَرْناً أُرُومُه نَقِدُأَي أًصلُه مُؤْتَكِلُ . النَّقَدُ : تَقَشُّرُ الحَافِرِ وَتَأْكُّلُه وقد نَقِدَ الحافِرُ إِذا انْتَقَرَ وتَقَشَّر . النَّقَدُ من الصِّبْيَانِ : القَمِيءُ الذي لا يَكادُ يَشِبُّ وفي اللسان : ورُبَّمَا قيل له ذلك . وأَنْقَدُ كأَحْمَدَ وبإِعجام الدال وقد تَدْخُل عليه أَل للتعريف : القُنْفُذُ قال :
فَبَاتَ يُقَاسِي لَيْلَ أَنْقَدَ دَائِباً ... وَيَحْدُرُ بِالقُفِّ اخْتِلافَ العُجَاهِنِ وقال الجوهريُّ والزمخشريُّ والميدانيُّ : إِن أَنْقَدَ لا تَدْخُله الأَلف واللام وهو معرفة كما قيل للأَسد أُسَامة منه المثَلُ بَاتَ فلانٌ بِلَيْلِ أَنْقَدَ إِذا باتَ ساهِراً وذلك لأَنَّه يَسْرِي لَيْلَه أَجْمَعَ لا يَنامُ الليْلَ كُلَّه ويقال : أَسْرَى مِنْ أَنْقَدَ ومن سجَعات الأَساس : إِن جَعَلْتُم لَيلَتَكم ليلَةَ أَنْقَد فَقَدْ وَصَلْتُم وكَأَنْ قَد . عن ابن الأَعرابيّ : التِّقْدَة : الكُزْبُرَة بالتَّاءِ والنِّقْدَةُ بالكَسْر : الكَرَوْيَا بالنون . والأَنْقَدُ بالفتح والإِنْقِدَانُ بالكسر : السُّلْحْفَاةُ وقيّدَه الليثُ بالذَّكَر ويُروَى فيهما إِعجامُ الدالِ أَيضاً كما سيأْتي . وأَنْقَدَ الشَّجَرُ : أَوْرَقَ وهو مَجاز . وانْتَقَدَ الدرَاهِمَ : قَبَضَها يقال : نَقَدَ الدراهِمَ يَنْقُدُها نَقْداً : أَعطاه فانْتَقَدها وقال الليث : انْتِقَادُ الدراهِم : أَخْذُها . انْتَقَد الولَدُ : شَبَّ وغَلُظَ ونَوْقَدُ قُريْشٍ : كَبيرةٌ بِنَسَفَ بينها وبين نَسَفَ سِتَّةُ فَراسِخَ منها الإِمامُ أَبو الفضل عبدُ القادِر بن عبد الخالِق بن عبد الرحمن بن القاسم بن الفضل النُّوْقَدِيّ سمعَ ببخَارَا السيدَ أَبا بكرٍ محمّدَ بن عليّ بن حَيْدرةَ الجَعْفَرِيّ وبمكّةَ أَبا عبد الله الحسنَ بن عليٍّ الطَّبرِيَّ وغيرَهما ونَوْقَدُ خُرْداخُنَ بضمّ الخاءِ المعجمة وسكون الراءِ وبعد الأَلف خاءٌ أُخرَى مضمومة : أُخْرَى بِنَسَفَ منها أَبو بكرٍ محمَّدُ بن سُليمانَ بن الحُصين بن أَحمد بن الحَكم المُعدَّل النُّوْقَدِيّ روَى عن محمد ابن محمود بن عنْتَر عن أَبي عيسى التِّرّمِذِيّ كتابَ الصَّحيحِ له توِّفيّ سنة 407 . نَوْقَدُ أَيضاً تُضَافُ إِلى سارةَ في النُّسخ بالراءِ والصواب بالزاي كما في المعجم : أُخْرَى منها أَبو إِسحاق إِبراهيمُ بن مُحمّد ابن نُوح بن محمّد بن زيد بن النُّعْمان النَّوْقَدِيّ النَّوحِيّ الفَقِيهُ يَروِي عن أَبي بكرٍ الأَسْتَراباذِيّ وأَبي جَعفر النَّوْقَدِيّ وعنه أَبو العباس المُسْتَغفِرِيّ ومات سنة 425 وقد ذكر في ن و ح . ونَاقَده في الأَمْر : نَاقَشه ومنه الحديث إِنْ نَاقَدْتَهم نَاقَدُوكَ ويروى بالفاءِ وقد تقدّم . والمِنْقَدةُ بالكسر : خُريْفَةٌ تصغير خُرْفَة بضمّ الخاءِ المعجمة وفتْح الفاءِ وفي اللسان : حُرَيْرة يُنْقَدُ علَيْها وفي اللسان : بها الجوْزُ . ومما يستدرك عليه : قال سِيبويهِ : وقالوا : هذه مائَة نَقْدٌ النَّاسُ على إِرادة حذْفِ اللام والصِّفَةُ في ذلك أَكثرُ وقوله أَنشده ثَعْلَبٌ :
" لَتُنْتَجَنَّ وَلَداً أَوْ نَقْدَا فسّرَه فقال : لَتُنْتَجَنَّ ناقَةً فَتُقْتَنَى أَو ذَكَراً فيُباع لأَنهم قَلَّما يُمْسِكُون الذكورَ . ونَقَدَ أَرْنَبَتَه بِإِصْبَعِه إِذا ضَرَبها قال خَلَفٌ :
وأَرْنَبَةٌ لَكَ مُحْمَرَّةٌ ... يَكَادُ يُقَطِّرُهَا نَقْدَهْأَي يشُقُّها عن دمِها وفي حديث أَبي الدَّرْداءِ أَنه قَال إِن نَقَدْتَ النَّاس نَقَدُوكَ وإِن تَرَكْتَهم تَركُوك معنى نَقَدْتَهم أَي عِبْتَهم واغْتَبْتَهم قابلُوك بمِثله وهو من قولهم : نَقَدْتُ رَأْسَه بإِصْبَعي أَي ضَرَبْتُه ويُروَى بالفَاءِ وبالذال المعجمة أَيضاً وهو مذكور في موضعه . ونَقِدَ الجِذْعُ نَقَداً : أَرِضَ . وانْتَقَدَتْه الأَرَضَة : أَكَلتْه فتَرَكَتْه أَجْوَفَ . والنْقَدُ : السُّفَّلُ من الناس . والنَّيْقَدَانُ : شَجرةُ النُّقْدِ . وتُنُوقِدَ الوَرِقُ . ونَقَدْتُ رأْسَه بإِصبَعي نَقْدةً . ومن المَجاز : هو من نُقَادَةِ قَوْمِه : من خِيارِهِم . ونَقَدَ الكَلاَمَ : ناقَشَه وهو من نَقَدةِ الشِّعْرِ ونُقَّادِه وتقول : هو أَشْبهُ بالنَّقَّادِ منه بالنَّقَّادِ . من النَّقَدِ والنَّقْدِ . وانْتَقَد الشِّعْر على قائِلِه . ونَقْدةُ بالفتح وقد تُضَمُّ نُونُه : مَوضِعٌ في دِيارِ بني عامِرٍ قال لَبِيدُ بنُ ربِيعَة :
فَقَدْ نَرْتَعِي سَبْتاً وأَهْلُكِ جِيرَةٌ ... مَحَلَّ المُلُوكِ نَقْدةً فالمغَاسِلاَ ويقال فيه : النُّقْدة بالتعريف وقال ياقوت : قرأْتُ بخطّ ابنِ نُباتَة السعديّ : نُقْدة بضمّ النّون في قَوْلِ لَبِيدٍ :
فأَسْرعَ فيها قَبْلَ ذلِك حِقْبَةً ... رَكَاح فَجَنْبَا نُقْدةٍ فالمغَاسِلُ ونَقِيد كأَمير : من قُرَى اليَمامة ويقال : نُقَيْدة تَصغير نَقْدة وهي من نَواحي اليمامة وفي الشعر : نُقَيْدَتانِ . ونَقَادةُ كسَحَابة : قَرْيةٌ بالصَّعيد الأَعْلى