" عَجَّ يَعِجّ " كضَرَب يَضْرِب " و " عَجّ " يَعَجّ كيَمَلّ " - أي بكسر العين في الماضي وفتحِها في المضارع خلافاً من توهم أنه بفتح العين فيهما نظراً إلى ظاهرِ عبارةِ المصنِّف وهو غيرُ واردٍ لعدَمِ حَرْفِ الحَلْقِ فيه وشذَّ : أَبَى يَأْبَى وقد تقدّم لنا هذا البحثُ مِراراً وسيأتي أيضاً في بعض المواضع من هذا الشرحِ - " عَجّاً وعَجِيجاً " وكذا ضَجّ يَضِجّ : إذا " صاحً " وقيَّده الأزهري بالدعاءِ والاستغائة " ورفَعَ صَوْتَه "
وفي الحديث : " أفضَلُ الحجِّ العَجُّ والثَّجُّ " العَجُّ : رَفْعُ الصَّوْتِ بالتَّلْبِيَة
وفي الحديث : " مَنْ قتل عصفوراً عَجَّ إلى اللهِ تعالى يومَ القيامة "
وعَجَّةُ القومِ وعَجِيجُهم : صِياحُهم وجَلَبَتُهم . وفي الحديث : منْ وَحَّدَ اللهَ تعالى في عَجَّته وَجَبَتْ له الجَنَّةُ " أي مَنْ وَحَّدَه علانِيَةً " كعَجْعَجَ " مضاعفاً دليلٌ على التكريرِ فيه
وعَجَّ " النَّاقةَ : زَجَرَها " . في اللسان : ويقال للنَّاقَةِ إذا زَجَرْتَهَا : عَاجْ . وفي الصّحاح : عَاجِ بكسر الجيم مُخَفَّفَة . وقد عَجْعَجَ بالنَّاقَةِ إذا عَطَفَها إلى شيءٍ " فقال : عاجِ عاجِ "
" وفي النوادر : عَجَّ " القَومُ " وأَعَجّوا وهَجّوا وأَهَجّوا وخَجُّوا وأَخَجّوا : إذا " أَكثَرُوا في فُنُونهم " ويوجد في بعض النسخ : في فنونهِ " الرُّكوبَ "
" وعَجَّت " الرِّيحُ " وأَعَجَّت " : اشتدَّتْ " أو اشتدَّ هُبُوبُها " فأثارَت " وسَاقَت العَجَاجَ أي " الغُبَارَ كأَعَجّ فيهما " وقد عُرِفتْ . وعَجَّجَتْه الرِّيحُ : ثَوَّرَتْه . وقال ابن الأعرابيَ : النُّكْبُ في الرِّياح أَربعٌ : فَنَكْباءُ الصَّبًا والجَنوبِ مِهْيافٌ مِلْواحٌ ونَكْبَاءُ الصَّبَا والشَّمالِ مِعْجَاجٌ مِصْرَادٌ لا مطَرَ فيها ولا خير ونَكْباءُ الشَّمَالِ والدَّبُورِ قرة ونكباء الجنوب والدبور حارَّةٌ . قال : والمعْجَاج : هي التي تُثير الغُبَارَ
" ويومٌ مُعجّ وعَجّاجٌ ورِيَاحٌ مَعَاجِيجُ " ضدُّ مَهَاوِينَ
والعَجّاجُ : مُثيرُ العَجَاجِ
والتَّعْجيجُ : إثارةُ الغُبَارِ
" والعُجَّة بالضَّمّ " : دَقيقٌ يُعجَن بسَمْن ثم يُشْوَى . قال ابن دُريد : العُجَّة : ضَرْبٌ من الطَّعَام لا أدري ما حَدُّهَا . وفي الصّحاح : " طَعَامٌ " يُتَّخَذُ " من البَيْض . مُولَّدٌ " . قلت : لغةٌ شاميّة . قال ابن بَرِّيّ . قال ابن دريد : لا أعرف حقيقةَ العُجّة غير أن أبا عمرو ذَكَرَ لي أنه دقيقٌ يُعجَن بسَمْنٍ . وحكى ابن خالَوَيْه عن بعضهم أن العُجّةَ كلُّ طعامٍ يُجمَع مثل التَّمْر والأَقطِ
وجِئْتُهم فلم أجد إلا العَجَاجَ والهَجاجَ . " العَجَاجُ كَسَحابٍ : الأَحْمَق " . والهَجَاجُ : مَنْ لا خَيْرَ فيه
" والعَجَاجُ : " الغُبَار " . وقيل : هو من الغُبَارِ مَا ثَوَّرَتْه الرِّيحُ واحِدتُه عَجَاجَةٌ وفِعْلُه التَّعْجِيجُ
" والعَجَاجُ : " الدُّخَانُ " والعَجَاجَةُ أَخَصُّ منه . " و " في الحديث : " لا تَقُوم السّاعةُ حتى يأْخُذَ اللهُ شَريطَته من أَهْلِ الأَرْضِ فَيَبْقَى عَجَاجٌ لا يَعْرِفُونَ معروفاً ولا يُنْكِرونَ مُنكَراً " . قال الأزهري : العَجاجُ : " رَعَاعُ النَّاسٍ " والغَوْغاءُ والأَراذِلُ ومَنْ لا خَيْرَ فيه واحدُه عَجَاجَةٌ قال :
يَرْضَى إذا رَضِيَ النِّسَاءُ عَجَاجَةٌ ... وإِذا تُعُمِّد عَمْدُه لم يَغْضَبِ " والعَجَاجَة : الإِبلُ الكثيرةُ العَظِيمةُ " ؛ حكاه أبو عُبَيْد عن الفَرّاءِ . وقال شَمِرٌ : لا أَعرِف العَجَاجَة بهذا المعنى
" وفُلان " لَفَّ عَجَاجَتَه عليهم " : إذا " أَغَارَ عليهم " . وقال الشَّنْفَرَى :
وإني لأَهْوى أَنْ أَلُفَّ عَجَاجَتِي ... على ذي كِساءٍ مِنْ سَلامَانَ أو بُرْدِ أي أكتسح غَنيَّهم ذا البُرْد وفَقِيرَهم الكسَاءٍ
" وفي المَقَامات الحَرِيريّة : ثم إنه " لَبَّدَ عَجَاجَتَه " وغَيَّضَ مُجَاجَته : أي " كفَّ عمَّا كان فيه "
" والعَجَّاجُ : الصَّيّاحُ مِن كلِّ ذي صَوْتٍ " من قَوْسٍ ورِيحٍ ؛ نَهْرٌ عَجَّاجٌ وفَحْلٌ عَجّاجٌ في هَديرِه . وعَجَّت القَوْسُ تَعِجُّ عَجِيجاً : صَوَّتت وكذلك الزَّنْدُ عند الوَرْيِ " كالعَجْعاجِ " والعاجِّ . والأُنثى بالهاءِ . وقال اللِّحْيانيّ : رجل عَجْعَاجٌ بَجْبَاجٌ : إذا كان صَيّاحاً . والبَعير يَعجّ في هَديرِه عَجّاً وعَجيجاً : يُصوِّتُ ويُعَجْعِج : يُردِّدُ عَجِيجَه ويُكَرِّره
وقال غيره : عَجَّ : صاحَ . وجَعَّ : أكلَ الطِّينَ . وعَجّ الماءُ يَعِجّ عَجيجاً وعَجْعَجَ كلاهما : صَوَّتَ . قال أبو ذُؤّيْب :
لكلِّ مَسيلٍ من تهَامةَ بَعْدما ... تَقَطّعَ أَقْرانُ السَّحابِ عَجِيجُ ونَهْر عَجّاجٌ : تَسْمع لمائِهِ عَجِيجاً أي صوتاً ومنه قَوْل بعض الفَخَرةِ : نحن أكثرُ منكم ساجاً ودِيباجاً وخَرَاجاً ونَهراً عَجّاجاً " . وقال ابن دريد : نهر عَجّاج : كثيرُ الماءِ " وفي حديث الخيل " إن مَرَّت بنهر عَجَّاج فشَرِبتْ منه كُتِبتْ له حَسناتٌ " أي كثير الماءِ " كأَنه يَعِجّ من كَثرتِه وصَوْتِ تَدفُّقه
" والعَجّاج " بن رُؤبةَ " بنِ العَجّاجِ السّعْدي من سَعْدِ تَميم " الشاعر وهُمَا " أي " العَجّاجانِ أشعرُ الناس . قال ابن دريد : سُمِّي بذلك لقوله :
" حتى يَعِجَّ ثَخَناً مَنْ عَجْعَجا واسم العَجّاج عبدُ الله
" والعَجْعَاج : النَّحيب المُسِنّ من الخّيْلِ " قاله ابن حبيب
" ويقال " طَريقٌ عاجٌّ " زَاجٌّ أي " مُمْتَلئٌ "
" وعَجْعَجَ البعيرُ : ضُرِبَ فَرَغا " وصَوَّتَ " أو حُملَ عليه حِمْلٌ ثقيلٌ " فصوَّتَ لأجله
" وعَجَّجَ البيتَ من الدُّخان " وفي نسخة : دُخاناً " تَعْجيجاً " إذا " مَلأَه فَتَعَجَّجَ "
ومما يستدرك عليه من المادة : " العَجْعَجَة : وهي في قُضاعة كالعَنْعَنة في تميم يُحَوِّلون الياء جيماً مع العين يقولون : هذا راعجَّ خَرَجَ مَعِجْ : أي راعيَّ خرجَ معي كما قال الراجز :
" خالي لَقيطٌ وأبو عَلِجِّ
" المُطعِمانِ اللَّحمَ بالعَشِجِّ
" وبالغَداةِ كسرَ البَرْنِجِّ
" يُقلَعُ بالوَدِّ وبالصِّيصِجِّ أرادَ عليّ والعَشِيّ والبَرْنيّ والصِّيصي . وفي الأساس : ومن المُستعار : جاريةٌ عَجَّ ثَدْياها : تكَعَّبَتْ . ودَخَلَ وله رائحةٌ تَعِجّ بالمَسْجِد
والعَجَاجَة : الهَبْوة كالهَجاجة وسيأتي في هَجّ
من : مَن اسم لِمَن يصلُح أن يُخاطب وهو مُبهم غير مُتمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة كقوله تعالى { ومِنَ الشياطين مَن يغُوصُون له
} ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو مَن عندك والخبر نحو رأيت مَن عندك والجَزاء نحو مَن يُكرمني أُكرمه وتكون نكرة نحو مررت بِمَن مُحسن ...
من : مَن اسم لِمَن يصلُح أن يُخاطب وهو مُبهم غير مُتمكن وهو في اللفظ واحد ويكون في معنى الجماعة كقوله تعالى { ومِنَ الشياطين مَن يغُوصُون له
} ولها أربعة مواضع الاستفهام نحو مَن عندك والخبر نحو رأيت مَن عندك والجَزاء نحو مَن يُكرمني أُكرمه وتكون نكرة نحو مررت بِمَن مُحسن أي بإنسان مُحسن و مِنْ بالكسر حرف خافض وهو لابتداء الغاية كقولك خرجت من بغداد إلى الكوفة وقد تكون للتبعِيض كقولك هذا الدِرهم من الدراهم وقد تكون للبيان والتفسير كقولك لله درُّه مِن رجل فتكون مِنْ مُفسِرة للاسم المَكْني في قولك دَرّثه وترجمة عنه وقوله تعالى { ويُنزل من السماء مِنْ جبال فيها مِن بَرَدٍ
} فالأُولى لابتداء الغاية والثانية للتبعيض والثالثة للتفسير والبيان وقد تدخل مِنْ توكيدا لغوا كقولك ما جاءني مِن أحد وويحه مِن رجل أكَّدتهما بمِن وقوله تعالى { فاجتنبوا الرجس من الأوثان
} أي فاجتنبوا الرجس الذي هو الأوثان وكذلك ثوب من خز وقال الأخفش في قوله تعالى { وترى الملائكة حافين من حول العرش
} وقوله تعالى { ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه
} إنما أدْخل مِن توكيدا كما تقول رأيت زيدا نفسه وتقول العرب ما رأيتُهُ من سنة أي مُنذ سنة قال الله تعالى { لَمَسْجِدٌ أُسس على التقوى مِن أَول يوم
} وقال زُهير لِمَن الدِّيَار بِقُنَّةِ الحجر أقْوَين من حِجَجٍ ومِنْ دهْر وقد تكون بمعنى على كقوله تعالى { ونصرناه من القوم
} أي على القوم وقولهم مِن ربي ما فعلتُ فمِنْ حرف جر وُضع موضع الباء هُنا لأن حُروف الجر ينُوب بعضها عن بعض إذا لم يلتبس المعنى ومن العرب من يحذف نونه عند الألف واللام لالتقاء الساكنين فيقول مِلْكذِب أي من الكذب
من [ كلمة وظيفية ] : 1 - اسم استفهام مبني على السكون ، يستفهم به عن العاقل مذكرا أو مؤنثا ، مفردا أو غير مفرد ، وتدخل عليه حروف الجر فيقال : عمن ، ممن ، فيمن . . . إلخ أنت من تكون؟ - عمن تتحدث؟ - { قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا } - { قال فمن ربكما ياموسى } . 2 - اسم شرط مبني ...
من [ كلمة وظيفية ] : 1 - اسم استفهام مبني على السكون ، يستفهم به عن العاقل مذكرا أو مؤنثا ، مفردا أو غير مفرد ، وتدخل عليه حروف الجر فيقال : عمن ، ممن ، فيمن . . . إلخ أنت من تكون؟ - عمن تتحدث؟ - { قالوا ياويلنا من بعثنا من مرقدنا } - { قال فمن ربكما ياموسى } . 2 - اسم شرط مبني على السكون يجزم فعلين ، يستعمل للعاقل مذكرا أو مؤنثا ، مفردا أو غير مفرد { من يعمل سوءا يجز به } - { ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين } . 3 - اسم موصول مبني على السكون وأكثر استعماله للعاقل مذكرا أو مؤنثا ، مفردا أو غير مفرد ، ولابد له من صلة من في الدار يعرفونك - استمع إلى من ينصحك - { ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض } . 4 - نكرة موصوفة وبهذا تدخل عليها ( رب ) مررت بمن معجب لك : بإنسان معجب لك - رب من أنضجت غيظا قلبه . . . قد تمنى لي موتا لم يطع .