فصل الصاد مع القاف ص د ق
الصِّدقُ بالكَسْر والفَتح : ضدُّ الكَذِب والكسر أفصح كالمَصْدوقَة وهي من المَصادر التي جاءَت على مَفعولة وقد صَدَقَ يَصدُق صَدْقاً وصِدْقاً ومَصْدوقَةً . أو بالفتح مَصدرٌ وبالكَسْر اسمٌ . قال الرّاغِبُ : الصِّدْق والكَذِب أصلُهُما في القَوْل ماضِياً كان أو ...
فصل الصاد مع القاف ص د ق
الصِّدقُ بالكَسْر والفَتح : ضدُّ الكَذِب والكسر أفصح كالمَصْدوقَة وهي من المَصادر التي جاءَت على مَفعولة وقد صَدَقَ يَصدُق صَدْقاً وصِدْقاً ومَصْدوقَةً . أو بالفتح مَصدرٌ وبالكَسْر اسمٌ . قال الرّاغِبُ : الصِّدْق والكَذِب أصلُهُما في القَوْل ماضِياً كان أو مسْتَقْبلاً وَعْداً كان أو غيره ولا يكونان من القَوْل إلاّ في الخَبَرِ دون غَيْرِه من أنواع الكلام ولذلك قال تعالى : ( ومَنْ أصْدَقُ منَ اللهِ حَديثاً ) ( ومَنْ أصْدَقُ منَ اللهِ قِيلاً ) ( واذكُر في الكِتابِ إسْماعِيلَ إنّه كانَ صادِقَ الوَعْدِ
) . وقد يكونان بالعَرْض في غَيْره من أنْواع الكلام كالاستِفْهام والأمْر والدُعاءِ وذلِك نَحوُ قولِ القائِل : أزَيْدٌ في الدّارِ ؟ فإنّه في ضِمْنِه إخْبار بكَوْنِه جاهِلاً بحالِ زَيْدٍ وكذا إذا قال : واسِني في ضِمْنِه أنّه مُحتاج الى المُواساةِ وإذا قال : لا تُؤْذِني فَفي ضِمْنِه أنه يؤذِيه قال : والصِّدقُ : مطابَقَةُ القَولِ الضّميرَ والمُخْبَرَ عنه مَعاً ومَتَى انْخرَم شرْطٌ من ذلك لم يكُن صِدْقاً تامّاً بل إمّا ألاّ يوصف بالصّدق وإما أن يوصَف تارةً بالصّدق وتارةً بالكَذِب على نظَرين مُختَلِفين كقَوْلِ كافرٍ - إذا قالَ من غَيْر اعتِقاد - : مُحمّدٌ رَسولُ الله فإنّ هذا يصِحُّ أن يُقال : صَدَق ؛ لكَوْنِ المخبَر عنه كذلك . ويصِحُّ أن يُقال : كَذَب ؛ لمُخالَفَةِ قولِه ضَميرَهُ وللوجْهِ الثّاني أكْذَبَ اللهُ المُنافِقينَ حيْثُ قالوا : إنّكَ رسولُ الله فقال : ( واللهُ يشْهَدُ إنّ المُنافِقينَ لكاذِبونَ ) انتهى . يُقال : صَدَقَ في الحَديثِ يَصدُق صَِدْقاً . وقد يتعَدّى الى مَفْعولَين تَقولُ : صدَقَ فُلاناً الحدِيثَ أي : أنْبَأَه بالصِّدْقِ . قال الأعْشى :
فصدَقْتُها وكَذَبْتُها ... والمَرْءُ ينفَعُه كِذابُهْ ومنه قولُه تَعالَى : ( ولقد صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَه ) وقولُه تعالى : ( لقد صَدَقَ اللهُ رَسولَه الرُّؤْيا بالحَقِّ ) . ومن المجاز : صَدَقوهم القِتالَ وصَدَقوا في القِتال : إذا أقدَمُوا عليهم عادَلوا بها ضِدَّها حين قالوا : كَذَبوا عنه : إذا أحْجَموا . وقال الراغب : إذا وَفَّوْا حَقَّه وفَعَلوا على ما يجِبُ . وقد استعمِل الصِّدقُ هنا في الجَوارح ومنه قَولُه تعالى : ( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ علَيه ) أي حقّقوا العَهْدَ لِما أظهَروه منأفْعالِهم . وقال زُهَيْر :
لَيْثٌ بعَثَّرَ يصْطادُ الرِّجالَ إذا ... ما اللّيثُ كذّبَ عن أقْرانِه صَدَقا ومن أمثالهم : صَدَقَني سِنَّ بَكْرِه وذلك أنّه لمّا نفَر قال له : هِدَعْ وهي كلمةٌ تُسَكَّنُ بها صِغارُ الإبل إذا نفَرت كما في الصِّحاح وقد مرّ في : ه د ع هكذا في سائِر النُسَخ المَوجودة ولم يَذْكُر فيها ذلك وإنما تعرَّض له في ب ك ر فكأنّه سَها وقلّد ما في العُبابِ فإنّه أحالَه على هدع ولكنّ إحالةَ العُباب صَحيحة وإحالة المُصَنِّفِ غيْرُ صَحيحةٍ . ومن المجاز : الصِّدقُ بالكَسْر : الشِّدّة . وفي العُباب : كُلُّ ما نُسِبَ الى الصّلاح والخَيْر أُضيف الى الصِّدْق . فقيل : هو رَجُلُ صِدْقٍ وصَديقُ صِدْق مُضافَيْن ومَعْناه : نِعْمَ الرّجُلُ هو وكذا امرأةُ صِدْقٍ فإن جعلته نَعْتاً قلت : الرجل الصَّدْق بفَتْح الصّاد وهي صَدْقة كما سيأتي وكذلك ثوبٌ صَدْقٌ . وخِمارُ صِدْق حكاه سيبَوَيْه . وقَولُه عزّ وجَلّ : ( ولقد بَوّأْنا بَني إسْرائِيل مُبَوّأَ صِدْقٍ ) أي : أنزلْناهُم مَنْزِلاً صالِحاً . وقال الرّاغِبُ : ويُعبَّر عن كُلِّ فِعْل فاعِل ظاهِراً وباطِناً بالصِّدق فيُضاف إليه ذلك الفِعْلُ الذي يوصَف به نحْو قوله عزّ وجل : ( في مَقْعَد صِدْقٍ عِنْد مَليكٍ مُقْتَدِر ) وعلى هذا ( أنّ لهم قَدَم صِدْقٍ عنْدَ ربّهم ) وقوله تعالى : ( أدْخِلْني مُدْخَلَ صِدْق وأخرِجْني مُخْرَجَ صِدْق ) ( واجْعَل لي لِسانَ صِدْقٍ في الآخِرِين ) فإن ذلك سؤالٌ أن يجعلَه الله عزّ وجَلَّ صالِحاً بحَيْث إذا أثْنَى عليه مَنْ بعدَه لم يكن ذلِك الثّناءُ كاذِباً بل يَكون كما قالَ الشّاعِر :
إذا نحْنُ أثنَيْنا عليكَ بصالِحٍ ... فأنْتَ كما نُثْني وفوقَ الذي نُثْنيويقال : هذا الرّجُل الصَّدْقُ بالفتح على أنّه نعْتٌ للرّجل فإذا أضَفْت إليه كسَرْت الصّادَ كما تقدّم قريباً قال رؤبَةُ يصِفُ فَرساً :
" والمرْءُ ذو الصِّدْقِ يُبَلِّي الصِّدْقا والصُّدْق بالضّمّ وبضمّتَين : جمع صَدْقٍ بالفتح كرَهْنٍ ورُهُن وأيضاً جمْع صَدوقٍ كصَبور وصَداق كسَحاب وسيأتي بيان كلٍّ منهما . والصَّدِيق كأمِير : الحَبيبُ المُصادِقُ لكَ يُقال ذلك للواحِدِ والجَمْعِ والمؤَنّثِ ومنه قولُ الشاعِر :
نصَبْنَ الهَوَى ثمّ ارتَمَيْنَ قُلوبَنا ... بأعْيُنِ أعْداءٍ وهُنّ صَديقُ كما في الصِّحاح وفي التّنْزيل : ( فَما لنا مِن شافِعِين . ولا صَديقٍ حَميمٍ ) فاستَعْمَله جمْعاً ألا تَراه عطَفَه على الجَمْع وأنْشَد اللّيث :
إذِ النّاسُ ناسٌ والزمانُ بغِرّةٍ ... وإذْ أمُّ عَمّارٍ صَديقٌ مُساعِفُ وقال ابنُ دُرَيد : أخبرنا أبو عُثْمان عن التّوّزِي : كان رُؤْبَة يَقْعُد بعد صلاة الجُمُعة في أخْبِية بني تَميم فيُنْشِد وتجْتَمع الناسُ إليه فازْدَحَموا يوماً فضيّقوا الطريقَ فأقبلَت عَجوزٌ معها شيءٌ تحمِله فقال رؤْبَة :
" تنحّ للعَجوزِ عن طَريقها
" قد أقبَلَت رائحةٌ من سُوقِها
" دَعْها فَما النّحوِيُّ من صَديقها أي : من أصدِقائها . وقال آخر - في جمْع المُذَكّر - :
لعَمْرِي لَئن كُنْتُم على اللأْيِ والنّوَى ... بكُم مثْلُ ما بي إنّكم لصَديقُ وأنشد أبو زَيْد والأصمَعي لقَعْنَب ابنِ أمِّ صاحِبٍ :
ما بالُ قومٍ صَديقٍ ثمّ ليسَ لهم ... دينٌ وليس لهم عَقْلٌ إذا ائْتُمِنوا وقيل : هي أي : الأنثَى بهاءٍ أيضاً نقلَه الجوهَري أيضاً . قال شيخُنا : وكونُها بالهاء هو القِياسُ وامْرأةٌ صَديقٌ شاذّ كما في الهَمْع وشرْحِ الكافِية والتّسْهيل لأنه فَعيلٌ بمعنى فاعِل وقد حكَى الرّضِي - في شرْح الشّافية - أنّه جاءَ شيءٌ من فَعيلٍ كفاعِلٍ مُسْتَوياً فيه الذّكَر والأنثى ؛ حَمْلاً على فَعيلٍ بمعنى مَفْعول كجَديرٍ وسَديس وريح خَريق ورَحمةُ الله قَريبٌ قال : ويَلزَم ذلِك في خَريقٍ وسَديسٍ ومثلُه للشّيْخٍ ابنِ مالِك في مُصنّفاتِه . ثمّ هل يُفرَّقُ بين تابِعِ المَوصوفِ أو لا ؟ مَحَلُّ نظَرٍ وظاهِرُ كلامِهم الإطلاق إلا أنّ الإحالة على الذي بمَعْنى مَفْعولٍ ربّما تقيّد فتدبّر . ج : أصدِقاءُ وصُدَقاءُ كأنصِباءَ وكُرَماءَ وصُدْقانٌ بالضم وهذه عن الفَرّاءِ جج : أصادِقُ وهو جمْع الجَمْع وقال ابنُ درَيْدٍ : وقد جمَعُوا صَديقاً : أصادِق على غيْر قِياس إلا أن يكونَ جمْعَ الجمعِ فأمّا جمعُ الواحِد فَلا . وأنشدَ ابنُ فارِس في المَقاييس :
فلا زِلْن حَسْرى ظُلَّعاً إنْ حَمَلْنها ... إلى بَلَدٍ ناءٍ قَليلِ الأصادِق وقال عُمارةُ بنُ طارِق :
" فاعْجَلْ بغَرْبٍ مثل غَرْبِ طارِقِ
" يُبْذَل للجيرانِ والأصادِقِ وقال :
" وأنكَرْتُ الأصادِقَ والبِلادَا ويُقالُ : هو صُدَيّقِي مُصَغَّراً مُشدَّداً أي : أخَصُّ أصْدِقائي وإنّما يُصَغَّرُ على جِهَة المدْح كقوْل حُبابِ بنِ المُنذِر : أنا جذَيْلُها المُحَكَّك وعُذَيْقُها المُرَجَّب . والصّدَاقَة : إمْحاضُ المحبّة . وقالَ الرّاغِبُ : الصّداقَةُ : صِدْق الاعْتِقاد في المَوَدّة وذلكَ مُخْتَصٌّ بالإنْسانِ دونَ غيْرِه . وقالَ شَمِر : الصّيْدَقُ كصَيْقَل : الأمينُ وأنْشَدَ قولَ أميّة بنِ أبي الصّلْت :
فيها النّجومُ طَلَعْنَ غيرَ مُراحَةٍ ... ما قال صَيْدَقُها الأمينُ الأرْشَدُ وقال أبو عَمْرو : الصّيْدَقُ : القُطْبُ . وقال كُراع : هو النّجْم الصّغير اللاّصِقُ بالوُسْطى من بَناتِ نعْش الكُبْرى . وقال غيرُه : هو المُسَمّى بالسُّها وقد شُرِحَ في تركيب ق و د فراجِعْه . وقال أبو عَمْرو : قيلَ : الصّيْدَق المَلِك . والصَّدْقُ بالفتح : الصُّلْبُ المُسْتَوي من الرِّماح والسّيوفِ . يُقالُ : رُمْحٌ صَدْقٌ وسيفٌ صَدْق أي : مُسْتَوٍ . قال أبو قَيس بنُ الأسْلَت :
صَدْقُ حُسامٍ وادقٍ حدُّه ... ومُجْنَإٍ أسْمَرَ قَرّاعِقال ابنُ سِيدَه : وظنّ أبو عُبَيْدٍ الصَّدْقَ في هذا البَيْتِ الرُّمْحَ فغلِط . والصَّدْقُ أيضاً : الصُّلْب من الرِّجال . ورَوى الأزهَريُّ عن أبي الهيثَم أنّه أنشَدَه لكَعْب :
وفي الحِلْمِ إدْهانٌ وفي العَفْوِ دُرْبَةٌ ... وفي الصِّدْقِ منْجاةٌ من الشّرِّ فاصْدُقِ قال : الصِّدقُ هنا : الشّجاعةُ والصّلابَة . يقول : إذا صَلُبْتَ وصَدَقْتَ انْهَزَم عنْكَ من تَصْدُقُه وإن ضعُفْتَ قَويَ عليك واستَمْكَن منك . رَوى ابنُ بَرّيّ عن ابنِ دُرُسْتَوَيهِ قال : ليْس الصِّدْقُ من الصّلابةِ في شَيْءٍ ولكِنّ أهلَ اللّغة أخذُوه من قوْل النّابِغة :
" في حالِك اللّوْنِ صَدْقٍ غيرِ ذي أوَدِ وقالَ : وإنّما الصَّدْقُ الجامِعُ للأوْصافِ المَحْمودَة والرُّمحُ يوصَف بالطّولِ واللّينِ والصّلابَة ونَحْو ذلك . وقالَ الخَليلُ : الصَّدْقُ : الكامِلُ من كُلِّ شيءٍ يُقال : رجل صَدْقٌ وهيَ صَدْقَةٌ . قال ابن دُرُسْتَوَيْهِ : وإنّما هذا بمَنزِلة قولِك : رجلٌ صَدْقٌ وامرأة صَدْقٌ فالصَّدْق من الصِّدْقِ بعَيْنِه والمعنى أنه يَصْدُق في وَصْفِه من صَلابَة وقوّةٍ وجَوْدةٍ قال : ولو كانَ الصَّدقُ الصُّلْبَ لقِيلَ : حَجَرٌ صَدْقٌ وحَديدٌ صَدْق قال : وذلِك لا يُقال . وقومٌ صَدْقون ونِساءٌ صَدْقاتٌ قال رؤبةُ يصِف الحُمُرَ :
" مَقْذوذَةُ الآذانِ صَدْقاتُ الحَدَقْ أي : نوافِذُ الحَدَق وهو مَجاز . ومن المَجازِ : رجُلٌ صَدْق اللِّقاءِ أي : الثّبْتُ فيه . وصَدْق النّظَرِ وقد صَدَقَ اللِّقاءَ صَدْقاً قالَ حسّانُ بنُ ثابِت رضيَ اللهُ عنه :
صَلّى الإلهُ على ابنِ عَمْرٍو إنّه ... صَدَقُ اللِّقاءِ وصَدْقُ ذلِك أوفَقُ وقومٌ صُدْقٌ بالضمّ مثل : فَرس وَرْد وأفراس وُرْد وجَوْن وجُون وهذا قد سبَقَ في قوله : وبالضّمِّ وبضَمّتَيْن : جمعُ صَدْقٍ فهو تَكْرار . ومِصْداقُ الشّيءِ : ما يُصَدِّقُه . ومنه الحَديثُ : إن لكُلِّ قوْلِ مِصْداقاً ولكُلِّ حقٍّ حَقيقَة . وشُجاعٌ ذو مِصْدَقٍ كمِنْبَر هكذا في العُبابِ والصِّحاح أي : صادِقُ الحَمْلَة . وفَرَسٌ ذو مِصْدَقٍ : صادِقُ الجَرْيِ كأنّه ذو صِدْقٍ فيما يعِدُك من ذلك نقله الجَوْهَريُّ وهو مَجازٌ وأنشدَ لخُفافِ بنِ نُدْبَة :
إذا ما اسْتَحّمت أرْضُه من سَمائِه ... جَرَى وهْوَ مَوْدوعٌ وواعِدُ مَصْدَقِيقول : إذا ابتلّتْ حوافِرُه من عَرَق أعالِيه جَرَى وهو مَتْروكٌ لا يُضرَبُ ولا يُزْجَرُ ويصْدُقك فيما يعِدُك البُلوغ الى الغَايَة . والصّدَقَة مُحَرَّكَة : ما أعْطَيْتَه في ذاتِ اللهِ تَعالَى للفُقراءِ . وفي الصّحاح ما تصدَّقْتَ به على الفُقَراءِ . وفي المُفردات : الصّدَقة : ما يُخرِجُه الإنسانُ من مالِه على وجْهِ القُرْبةِ كالزّكاة لكن الصّدَقَة في الأصل تُقالُ للمتطَوَّع به والزّكاة تُقال للواجِب وقيل : يُسمّى الواجِبُ صَدَقة إذا تحرّى صاحِبُه الصِّدقَ في فِعْله . قال اللهُ عزّ وجل : ( خُذْ مِن أمْوالِهِم صَدَقَة ) وكذا قولُه تَعالى : ( إنّما الصّدَقاتُ للفُقَراءِ والمَساكِين ) . والصّدُقَة بضمّ الدّال . والصُّدْقة كغُرْفَة وصَدْمَة وبضمّتَيْن وبفتْحَتَيْن وككِتاب وسَحاب سَبع لُغاتِ اقْتَصَر الجوهَريُّ منها على الأولَى والثّانِيَة والأخيرَتَيْن : مَهْرُ المَرْأة وجمْعُ الصّدُقَةِ كنَدُسَة : صدُقاتٌ . قال الله تعالى : ( وآتُوا النِّساءَ صَدُقاتِهِنّ نِحْلَةً ) وجمْعُ الصُّدْقةِ بالضّمّ : صُدْقاتٌ وبه قرأ قَتادَةُ وطَلحَةُ بنُ سُلَيْمان وأبو السَّمّالِ والمَدَنيّون . ويقال : صُدَقات بضم ففَتْح وصُدُقات بضمّتين وهي قِراءَة المَدنيّين وهي أقْبَحُها وقرأ إبراهيمُ ويَحْيَى بنُ عُبَيْد بن عُمَيْر : صُدْقَتهن بضمٍّ فسُكون بغير ألف وعن قَتادَة صَدْقاتِهِن بفَتْح فسُكون . وقال الزّجّاجُ : ولا يُقرأُ من هذِه اللُغاتِ بشَيْءٍ ؛ لأنّ القِراءَةَ سُنّةٌ . وفي حَديث عمر رضي الله عنه : لا تُغالُوا في الصَّدُقات وفي رِواية : لا تُغالُوا في صُدُقِ النِّساء هو جمْعُ صَداقٍ . وفي اللِّسان : جمعُ صِداق في أدْنَى العدَدِ أصْدِقَةٌ والكَثير صُدُقٌ . وهذان البِناءَانِ إنّما هما على الغالِب وقد ذكرَهُما المُصنِّفُ في أول المادّة . وصُدَيْق كزُبَيْر : جبَل . وصُدَيْق بنُ مُوسَى بنِ عبْدِ الله بنِ الزُبَيْر بنِ العوّام رَوَى عن ابن جُرَيج . قُلت : وقد ذكره ابنُ حِبّان في ثِقاتِ التّابِعين وقال : يَرْوي عن رجُلٍ من أصحابِ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعنه عُثْمانُ بنُ أبي سُلَيمان وحَفيدُه عَتيقُ بنُ يعْقوب بنِ صُدَيْق محدِّث مشهور . وإسماعِيل بنُ صُدَيْق الذّارِع شيخٌ لإبراهيم بن عَرْعَرة مُحدِّثان . وفاتَه : حمدُ بنُ أحمد بنِ محمد بن صُدَيْق الحَرّاني عن عبْدِ الحَق بنِ يوسُف وأخوه حَمّاد بن أحمد : حدّث . والصِّدّيق كسِكّيت مثّلَه الجوهَريُّ بالفِسّيق . قال صاحبُ اللّسانِ ولقد أساءَ التّمْثيلَ به في هذا المَكان : الكَثيرُ الصِّدْق إشارةً الى أنّه للمُبالَغة وهو أبلَغُ من الصَّدُوقِ كما أنّ الصّدوقَ أبلغُ من الصَّديقِ وفي الحَديث : لا يَنْبَغي لصِدّيقٍ أنْ يكونَ لعّاناً . وفي الصِّحاح : الدّائِم التّصْديق . ويكونُ الذي يُصَدِّقُ قولَه بالعَمَل . وفي المُفْرَدات : الصِّدِّيق : مَنْ كثُر منه الصِّدقُ وقيل : بل مَنْ لم يكذِب قطّ . وقيلَ : بل مَنْ لا يتأتّى منه الكذِبُ ؛ لتعَوُّده الصِّدقَ وقيل : بل مَنْ صَدَق بقَوْله واعتِقاده وحقّق صِدقَه بفعْلِه . قال الله تعالى ( واذْكُرْ في الكِتابِ إبْراهيمَ إنّه كانَ صِدّيقاً نَبيّاً ) وقال الله تعالى : ( وأمُّه صِدّيقَةٌ كانا يأْكُلانِ الطّعام ) أي : مُبالغة في الصِّدقِ والتّصْديقِ على النّسَب أي : ذاتُ تَصْديقٍ . والصِّدّيق أيضاً : لقَب أبي بكْرٍ عبْدِ اللهِ بنِ أبي قُحافَةَ عُثْمان رضيَ اللهُ عنهما : شيخُ الخُلَفاءِ الرّاشِدينَ . وقولُه تَعالَى : ( والذي جاءَ بالصّدْقِ وصدّقَ بهِ ) رُوِي عن عَلي رضي الله عنه قال : الذي جاءَ بالصّدْق محمّدٌ صلّى الله عليه وسلّم والذي صدّق به أبو بكْرٍ رضي اللهُ عنه . والصِّدّيق : اسمُ أبي هِنْد التّابِعيّ وهو أحدُ المَجاهيلِ رَوى عن نافِعٍ موْلَى ابنِ عمَر وعنه أبو خالدٍ الدّالانيُّ . وقال ابنُ ماكُولا : اسمُه إبراهيمُ بنُ مَيْمون الصّائِغ فقولُ المُصنِّفِ فيه : التّابِعيّ محلُّ نظَر . وأبو الصّدِّيق : كُنيَةُ بكْرِ بن عمْرٍو النّاجي البَصْريّ كذا في العُباب ومثلُه في الكُنَى لابن المُهَنْدِس . وفي كتاب الثِّقاتِ : هو بَكْرُ بنُ قيْسٍ الناجِي وهو تابِعيٌّ يروِي عن أبي سَعيدٍ الخُدْريِّ وعنه ثابتٌ البُنانيُّ مات سنة ثَمانينومائَة زادَ المِزِّيّ : من الرّواة عنه قَتادَة فقَولُ المُصنِّف - فيما تقدّم التّابِعيّ ينبَغي أن يُذْكَر هنا . وخُشْنامُ بنُ صَديقٍ كأمِيرٍ أو سِكّيتٍ ذكر الإمامُ ابنُ ماكُولا فيه الوَجْهَيْن : التّخْفيفَ والتّشْديدَ : مُحدِّث . وقال أبو الهَيثَم : من كَلام العَرَب : صدَقْتُ اللهَ حَديثاً إنْ لم أفعَلْ كَذا : يَمينٌ لهُم أي : لا صَدَقْتُ الله حَديثاً إنْ لمْ أفْعَل كذا . ويقال : فعَلَه في غِبّ صادِقَةٍ أي : بعْدَ ما تبيّنَ له الأمْرُ نقله ابنُ دُرَيد . وأصْدَقَها حتى تزوّجَها : جعلَ لها صَداقاً وقيل : سَمّى لها صَداقَها وفي الحديث : ليسَ عندَ أبوَيْنا ما يُصْدِقانِ عنا أي : يؤدّيان الى أزواجِنا الصّداق . ولَيْلَةُ الوَقودِ تُسمّى السَّدَق بالسين المُهملة وبالصّادِ لحْن . قلتُ : وقد مرّ له أنه بالسّين والذّالُ مُعْجَمة محركة معرَّب سَذَهْ ونقله الجوهَريّ أيضاً فانظُر ذلك . وصدّقه تصْديقاً : قبِل قولَه وهو ضِدّ كذّبه وهو قوله تعالى : ( وصدّقَ بهِ ) قال الراغب : أي حقّق ما أوْرَدَه قولاً بما تحرّاه فعلاً . وصدّقَ الوَحْشيُّ : إذا عَدا ولم يَلْتَفِت لما حُمِل عليه نقلَه ابن دُرَيْد وهو مجاز . والمُصَدِّق كمُحَدّث : آخِذ الصَّدَقات أي : الحُقوق من الإبل والغَنَم يقبِضها ويجْمَعُها لأهل السّهْمان . والمُتَصَدِّق : مُعْطيها وهكذا هو في القُرآن وهو قولُه تعالى : ( وتصدّق علَيْنا إنّ الله يَجْزي المُتَصَدِّقين ) . وفي الحديث : تصدّقوا ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ . هذا قول القُتَيْبِيّ وغيرِه . وقال الخَليل : المُعْطي مُتَصَدِّق والسائِلُ مُتصدِّق وهما سواء . وقال ابنُ السِّيد - في شرح أدب الكاتب لابن قُتَيْبة - : يقال : تصدَّقَ : إذا سأل الصّدَقَة نقله عن أبي زيْد وابنِ جِنّي . وحكىابنُ الأنباريّ في كتابِ الأضْدادِ مثلَ قولِ الخَليل . قال الأزهَريّ : وحُذّاق النّحْويين يُنْكِرونَ أن يُقال للسّائِل مُتصدِّق ولا يُجيزونه قال ذلك الفَرّاءُ والأصمَعي وغيرُهُما . والمُصادَقَة والصِّداقُ ككِتاب : المُخالّة كالتّصادُقِ والصّداقَة وقد صَدَقه النّصيحَةَ والإخاءَ : أمْحَضَه له . وصادَقَه مُصادَقةً وصِداقاً : خالَلَهُ والاسْمُ الصّداقَةُ . وتَصادَقا في الحَديثِ وفي المودّةِ : ضدُّ تَكاذَبا . وقال الأعْشى : ة زادَ المِزِّيّ : من الرّواة عنه قَتادَة فقَولُ المُصنِّف - فيما تقدّم التّابِعيّ ينبَغي أن يُذْكَر هنا . وخُشْنامُ بنُ صَديقٍ كأمِيرٍ أو سِكّيتٍ ذكر الإمامُ ابنُ ماكُولا فيه الوَجْهَيْن : التّخْفيفَ والتّشْديدَ : مُحدِّث . وقال أبو الهَيثَم : من كَلام العَرَب : صدَقْتُ اللهَ حَديثاً إنْ لم أفعَلْ كَذا : يَمينٌ لهُم أي : لا صَدَقْتُ الله حَديثاً إنْ لمْ أفْعَل كذا . ويقال : فعَلَه في غِبّ صادِقَةٍ أي : بعْدَ ما تبيّنَ له الأمْرُ نقله ابنُ دُرَيد . وأصْدَقَها حتى تزوّجَها : جعلَ لها صَداقاً وقيل : سَمّى لها صَداقَها وفي الحديث : ليسَ عندَ أبوَيْنا ما يُصْدِقانِ عنا أي : يؤدّيان الى أزواجِنا الصّداق . ولَيْلَةُ الوَقودِ تُسمّى السَّدَق بالسين المُهملة وبالصّادِ لحْن . قلتُ : وقد مرّ له أنه بالسّين والذّالُ مُعْجَمة محركة معرَّب سَذَهْ ونقله الجوهَريّ أيضاً فانظُر ذلك . وصدّقه تصْديقاً : قبِل قولَه وهو ضِدّ كذّبه وهو قوله تعالى : ( وصدّقَ بهِ ) قال الراغب : أي حقّق ما أوْرَدَه قولاً بما تحرّاه فعلاً . وصدّقَ الوَحْشيُّ : إذا عَدا ولم يَلْتَفِت لما حُمِل عليه نقلَه ابن دُرَيْد وهو مجاز . والمُصَدِّق كمُحَدّث : آخِذ الصَّدَقات أي : الحُقوق من الإبل والغَنَم يقبِضها ويجْمَعُها لأهل السّهْمان . والمُتَصَدِّق : مُعْطيها وهكذا هو في القُرآن وهو قولُه تعالى : ( وتصدّق علَيْنا إنّ الله يَجْزي المُتَصَدِّقين ) . وفي الحديث : تصدّقوا ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ . هذا قول القُتَيْبِيّ وغيرِه . وقال الخَليل : المُعْطي مُتَصَدِّق والسائِلُ مُتصدِّق وهما سواء . وقال ابنُ السِّيد - في شرح أدب الكاتب لابن قُتَيْبة - : يقال : تصدَّقَ : إذا سأل الصّدَقَة نقله عن أبي زيْد وابنِ جِنّي . وحكىابنُ الأنباريّ في كتابِ الأضْدادِ مثلَ قولِ الخَليل . قال الأزهَريّ : وحُذّاق النّحْويين يُنْكِرونَ أن يُقال للسّائِل مُتصدِّق ولا يُجيزونه قال ذلك الفَرّاءُ والأصمَعي وغيرُهُما . والمُصادَقَة والصِّداقُ ككِتاب : المُخالّة كالتّصادُقِ والصّداقَة وقد صَدَقه النّصيحَةَ والإخاءَ : أمْحَضَه له . وصادَقَه مُصادَقةً وصِداقاً : خالَلَهُ والاسْمُ الصّداقَةُ . وتَصادَقا في الحَديثِ وفي المودّةِ : ضدُّ تَكاذَبا . وقال الأعْشى :ولقد أقطَعُ الخَليلَ إذا لمْ ... أرْجُ وصْلاً إنّ الإخاءَ الصِّداقُ وفي التنزيل : ( إنّ المُصَّدِّقينَ والمُصَّدِّقات ) وأصله المُتَصَدّقين والمُتَصَدِّقات فقُلِبَت التّاءُ صاداً وأُدغِمَت في مثلِها وهي قِراءَة غيرِ ابن كَثيرٍ وأبي بكْر فإنّهما قرآ بتخفيفِ الصّاد وهم الذين يُعطون الصَّداقات . ومما يُستَدْرَك عليه : التَّصْداقُ بالفَتْح : الصِّدْق . والمُصدِّق كمُحدِّث : الذي يُصدِّقُك في حَديثك . ورجلٌ صِدْقٌ وامرأة صِدْقٌ : وُصِفا بالمَصْدر . وصِدْقٌ صادِقٌ كقولهم : شِعْرٌ شاعِر يريدون المبالغةَ . وقال الرّاغِب : وقد يُستَعْمل الصِّدْقُ والكَذِبُ في كلِّ ما يحِقُّ ويحصُلُ عن الاعْتِقادِ نحو صَدَقَ ظنّي وكَذَب . قلت : ومنه قولُه تعالى : ( ولقد صَدق عليهم إبْليسُ ظنَّه ) بتخفيف الدّال ونصْب الظّنِّ أي : صَدَق عليهم في ظنّه . قال الفرّاءُ : ومن قَرأ بالتّشديدِ فمعْناه أنه حقّقَ ظنّه حينَ قال : ( ولأُضِلّنّهم ولأمَنّينّهم ) لأنه قال ذلك ظانّاً فحقّقَهُ في الضّالّينَ . وقال أبو الهَيْثَم : صدَقَني فُلانٌ أي : قال ليَ الصِّدْقَ . وقال غيرُه : صدَقَه النّصيحةَ والإخاءَ أي : أمْحَضَه له . وحمْلةٌ صادِقةٌ كما قالوا : ليسَت لها مَكْذوبةٌ وهو مَجاز . وقول أبي ذؤيب :
نَماهُ من الحَيَّيْنِ قِرْدٌ ومازِنٌ ... لُيوثٌ غَداةَ البأسِ بيضٌ مَصادِقُ يجوز أن يكونَ جمعَ صَدْقٍ على غيْر قِياسٍ كمَلامِحَ ومَشابِهَ ويجوز أن يكونَ على حذْفِ المُضاف أي ذُوو مَصادِقَ فحذَف . والمَصْدَق بالفتح : الجِدُّ وبه فسّر بعضُهم قولَ دُرَيْد بنِ الصِّمّة :
وتُخرِجُ منه صَرّةُ القوْم مَصْدَقاً ... وطولُ السُّرَى دُرِّيَّ عَضْبٍ مُهنَّدِ والمَصْدَق : الصّلابة عن ثَعْلب . وصدّق عليه كتصَدّق أراه فعّل في معنى تفعّل ومنه قولُه تعالى : ( فلا صَدّق ولا صلّى ) قال ابنُ بَرّي : وذكَر ابنُ الأنْباري أنه جاءَ تصدّق بمعنى سأل وأنْشَد :
ولو انّهم رُزِقوا على أقْدارِهم ... لَلَقيتَ أكثرَ من تَرَى يتصدَّقوفي حَديثِ الزّكاة : لا تُؤخَذُ في الصَّدَقة هَرِمةٌ ولا تَيْس إلا أن يَشاءَ المُصَدّق رواه أبو عُبيدٍ بفَتْح الدّال والتّشديدِ يُريدُ صاحبَ الماشيَةِ الذي أخِذَتْ صدقَةُ مالِه وخالَفَه عامّة الرّواة فقالوا : بكَسْرِ الدّالِ وهو عامِل الزّكاة الذي يَسْتَوْفيها من أربابها صدّقَهم يُصدِّقُهم فهو مُصدِّقٌ . وقال أبو موسى : الرِّوايةُ بتَشْديد الصّادِ والدّال معاً وكسر الدّال وهو صاحب المال وأصله المُتَصَدِّق فأُدْغِمَت التاءُ في الصاد والاستثناءُ من التيس خاصة فإنّ الهَرِمةَ وذاتَ العُوار لا يجوز أخْذُهما في الصّدَقة إلا أن يكونَ المالُ كُلُّه كذلك عند بعضِهم وهذا إنّما يتّجِه إذا كان الغَرضُ من الحَديثِ النّهْيَ عن أخْذِ التّيْس ؛ لأنّه فَحْلُ المَعِز وقد نَهَى عن أخذِ الفَحْل في الصّدَقة ؛ لأنه مُضِرٌّ بربِّ المالِ ؛ لأنه يعِزُّ عليه إلا أنْ يسْمَحَ به فيُؤخَذ . والذي شرَحه الخَطّابيُّ في المَعالِم أنّ المُصَدِّق بتخْفيف الصّاد : العاملُ وأنّه وَكيلُ الفُقراءِ في القَبْضِ فلَه أنْ يتصرّفَ لهم بما يَراه ممّا يؤَدّي إليه اجتِهادُه . وسِكّةُ صَدَقَة : من سِكَك مَرْوَ نقله الصّاغانيُّ . وقال ابنُ درَيْد : تمْرٌ صادِقُ الحَلاوَةِ : إذا اشتدّتْ حَلاوتُهُ . وكأمِير : عَبدُ الله بنُ أحمَدَ بن الصَّدِيق عن مُحمّدِ بنِ إبراهيم البُوشَنْجِيّ وعنه البُرْقانيّ . وجعْفرُ بنُ محمدِ بنِ محمدِ بنِ صَديقٍ النّسَفِيّ أبو الفَضْل عن البَغَوي . وصَديقُ بنُ عبدِ الله النَّيْسابُوري رحَلَ وسمِعَ من جَبْر بنِ عرَفَة . وأبو نَصْر أحمد بن محتاج بن رَوْح بن صَديق النَّسَفيّ عن محمد بن المُنذِر شكَّر وعنه أبو علي البَردَعِيّ وقال فيه : لَيّن كذا في التّبْصير . وصَدَقةُ بنُ يَسار الجَزَرِيُّ سكَن مكّةَ رَوَى عن ابنِ عُمَر وعنه مالِك والثّوْرِيُّ . وصَدَقَة أبو تَوْبَة يَرْوي عن أنَسِ بنِ مالِكٍ وعنه مُعاويَةُ بنُ صالِح كذا قاله ابنُ حِبّان . وقال المِزّي : هو أبو صَدَقَة مولَى مالِكِ بنِ أنَس اسمه تَوْبَة روى عنه شُعْبَةُ . قال : وأبو صَدَقَة العِجْلِيُّ اسمُه سُلَيْمان بن كِندِير رَوَى عن ابنِ عُمَرَ وعنه قُرَيْشُ بنُ حيّان . ونَجْمٌ صادِقٌ ومِصْداقٌ : لم يُخْلِف . والفَجْر الصّادِق مَعروف وهو مَجاز . والصّادِق : لقَبُ جعْفر بن مُحمّد بنِ عَلي بن الحُسَيْن . وأيضً : لقَب أبي محمّدٍ منصور بن مُظفّرِ بنِ محمّدِ بن طاهِرٍ العُمَريّ وإليه نُسِبت الطّريقةُ الصّادقِيّة وقد ذَكَرْناها في عِقْد الجَوْهر الثّمين
" عَرَجَ " في الدَّرَجة والسُّلَّمِ يَعْرُجُ بالضّمّ " عُرُوجاً ومَعْرَجاً " بالفتح " : ارتَقَى " وعَرَجَ في الشيءِ وعليه يَعْرِجُ بالكسر ويَعْرُج بالضّمّ عُرَوجاً أيضاً : رَقِيَ . وعَرَجَ الشيءُ فهو عَريجٌ : ارتفَعَ وعُلا . قال أبو ذُؤَيب :
كما نَوَّرَ المِصْباحُ للعُجْمِ أمرَهُمْ ... بُعَيْدَ رُقَادِ النَّائمينَ عَريجُ " وعَرَج زيدٌ يَعْرُجُ بالضّمّ " : أصابَه شيءٌ في رِجْله فخَمَعَ وليس بخِلْقَةٍ . فإذا كان خِلْقَةً فَعَرِجُ كفَرِحَ " ومصدره العَرَجُ محرَّكةً . والعُرْجَةُ بالضّمّ " أو يُثَلَّث في غير الخِلْقَة وهو أعْرَجُ بَيِّنُ العَرَجِ من " قَوْمٍ " عَرْجٍ وعُرْجانٍ " . بالضَّمّ فيهما وعَرِجَ بالكسر لا غير : صارَ أَعْرَجَ
" وأَعْرَجَه اللهُ تعالى " : جعلَه أَعْرَجَ
وما أشدَّ عَرَجَه . ولا تَقُلْ : ما أعْرَجَه لأن ما كان لوناً أو خِلْقَةً في الجَسَد لا يقال منه : ما أَفْعَلَه إلا مع أشَدَّ
" والعَرَجَانُ محرّكَةً : مِشْيَتُه " أي الأَعْرجِ
وعَرَجَ عَرَجاناً : مَشَى مِشْيَةَ الأَعْرجِ بعَرَضٍ فَغَمَز من شيءٍ أصابَه
" ويقال : " أمرٌ عَرِيجٌ " : إذا " لم يُبْرَمْ "
" وعَرَّجَ " البِناءُ " تَعْريجاً : مَيَّلَ " فتَعَرَّجَ . وعَرَّج النَّهْرَ : أمالَه . وعَرَّجَ عليه : عَطَفَ . " و " عَرَّجَ بالمكان : إذا " أقامَ " . ومن التَّعَريج على الشيءِ : الإِقامةُ عليه . وعَرَّجَ فلانٌ على المنزل . وفي الحديث : " فلم أُعرِّجْ عليه " أي لم أُقِمْ ولم أَحتَبسْ . " و " عَرَّج : " حَبَس المَطِيَّةَ على المنزل " . يقال : عَرَّجَ الناقَةَ : حَبَسَها . والتَّعْريج أن تَحْبِس مَطيَّتك مُقيماً على رُفقَتك أو لحاجَةٍ " كتَعرَّجَ " . قرأت في التهذيب في ترجمة " عرض " : تعرَّض يا فُلان وتَهجَّسْ وتَعَرَّجْ : أي أَقِمْ
" والمُنْعَرَج " من الوادي : " المُنْعَطَفُ " منه يَمْنَةً ويَسْرةً كلاهما بفتح العين على صيغة اسم المفعول ووَهِمَ من قال خلاف ذلك . وانْعَرَجَ : انعطفَ . وانعَرَجَ القَوْمُ عن الطّريق : مالُوا . ويقال للطّريق إذا مال : انْعَرَج
ويقال : مالي عندك عِرْجَةٌ بالكسر ولا عَرْجَةٌ بالفَتْح ولا عَرَجَةٌ محرّكَةً ولا عُرْجَةٌ بالضم ولا تَعَرُّجٌ : أي مُقامٌ وقيل : مَحْبس
" والمِعْراجُ والمِعْرَجُ " بحذف الألف " والمَعْرَج " بالفَتْح ؛ نقله الجوهري عن الأخفش ونَظَّره بمِرقَاة ومَرْقاة " : السُّلَّمُ " أو شِبْهُ دَرَجةٍ تَعْرُجُ عليه الأرْواحُ إذا قُبِضَتْ يقال : ليس شيءٌ أحسن منه إذا رآه الرُّوحُ لم يتمالكْ أن يَخْرُجَ
والمِعْرَج : " المَصْعَد " والطَّريق الذي تَصْعَد فيه الملائكةُ جمعُه المَعَارجُ . وفي التنزيل : " منَ الله ذي المَعَارِج " قيل : معارجُ الملائكة : مَصَاعدُها التي تَصعَدُ فيها وتَعْرُجُ فيها . وقال قتادة : ذي المعارج : ذي الفَواضِل والنِّعَم . وقال الفرّاء " ذي المعارج " من نَعْت الله لأن الملائكة تَعْرُجُ إلى الله تعالى فوصَفَ نفسَه بذلك . قال الأزهري : ويجوز أن يُجمَع المِعْراجُ مَعارِجَ والمعراج : السلم ومنه ليلة المعراج والجمع مَعارِجُ ومَعَاريجُ مثل مَفَاتحَ ومفاتيحَ . قال الأخفَشُ : إن شئتَ جعلْتَ الواحدَ مِعْرَجاً ومَعْرَجاً
" والعَرَجُ محرَّكةً : غَيْبوبةُ الشَّمسِ أو انْعراجُها نحو المَغْرِب " وأنشد أبو عمرٍو :
" حتى إذا ما الشَّمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ
" والعَرِجُ " كَكَنِفٍ : ما لا يَستقيمُ " مَخْرَجُ " بَوْله من الإِبل " والعَرَجُ فيه كالحَقَب فيقال : حَقِبَ البعيرُ حَقَباً وعَرِجَ عَرَجاً فهو عَرِجٌ ولا يكون ذلك إلا للجمل إذا شُدَّ عليه الحَقَبُ يقال : أخْلِفْ عنه لئلا يَحْقَبَ
" والعَرَجُ " بالفَتْح : د باليَمَن ووادٍ بالحِجَاز ذو نَخيلٍ و : ع ببلاد هُذَيْلٍ " . قال شيخنا : إن كان هو الذي بالطائف فالصّواب فيه التَّحْريك كما جَزَم به غيرُ واحدٍ وإن كان منزِلاً آخَرَ لهُذَيْلٍ فهو بالفتح وبه جزم ابن مُكرَّم انتهى قلت : ليس في كلام ابن مكرم ما يَدُلّ على ما قاله شيخُنا كما ستعرف نَصَّه " ومنْزِلٌ بطريقِ مَكَّةَ " شَرَّفَها الله تعالى . في اللسان : العَرْجَ بفتح العين وإسكان الرّاء : قريةٌ جامعَةٌ من أعمال الفُرْع . وقيل هو مَوْضِعٌ بين مكَّةَ والمدينة وقيل : هو على أربعةِ أميالٍ من المدينة . " منه عبدُ الله بنُ عمرِو بنِ عُثمانَ بنِ عفّانَ " ثالثِ الخلفاءِ " العَرْجِيّ الشّاعر " رضي الله عنه الذي قال :
أَضاعُوني وأيَّ فتىً أضاعوا ... ليومِ كَريهَةٍ وسِدادِ ثَغْرِ وفي بعض النُسخ : عبد الله بن عَمَرَ بن عمرو بن عثمان ولم يُتابَعْ عليه . وله قصّة غريبةٌ نَقَلها شُرّاحُ المقامات . وقول شيخنا : وفي لِسان العرَب ما يَقْضي أنَّ الشاعِرَ غيرُ عبد الله وهو غَلطٌ واضحٌ وإن توقَّف فيه الشيخُ عَليٌّ المَقدسيّ لقصوره غيرُ واردٍ على صاحب اللسان فإنه لم يَذْكُرْ قولاً يُفهَم منه التَّغايرُ مع أنّي تصفَّحت النُّسخةَ - وهي الصحيحة المقروءة - فلم أَجِد فيها ما نسب شيخُنا إليه والله أعلم
والعَرْجُ : " القَطِيعُ من الإبل " ما بين السّبعين إلى الثمانين أو " نحوُ الثّمانين " وهكذا وُجِدَ بخطّ أبي سهْلٍ " أو منها إلى تسعين أو مائةٌ وخمسون وفُويْقَها " ونسَبه الجوهريّ إلى أبي عُبَيْدةَ " أو من خمسمائة إلى ألفٍ " ونَسبه الجوهري إلى الأصمعي . وقال أبو زيد : العَرْجُ : الكثيرُ من الإبل . وقال أبو حاتمٍ : إذا جاوَزَتِ الإبلُ المائتينِ وقارَبت الألْفَ فهي عَرْجٌ . وقرأْت في الأِنسابِ للبلاذًرِيّ قولَ العلاءٍ بن قَرَظَةَ خالِ الفَرزدقِ :
وقَسَّم عَرْجاً كأَسُه فوقَ كَفِّه ... وآبَ بِنَهْبٍ كالفَسِيلِ المُكمَّمِ قال : العَرْجُ : أَلْفٌ من الإِبل . " ويُكْسَرُ ج أَعْراجٌ وعُروجٌ " قال ابنُ قيسِ الرُّقيّاتِ :
أنْزَلوا من حُصونهنَّ بناتَ التُّ ... رْكِ يأتُونَ بَعْدَ عَرْجٍ بعَرْجِ وقال :
يومَ تُبْدى البيضُ عَنْ أسْوٌقِها ... وتلُفَّ الخَيْلُ أعراجَ النَّعَمْ وقال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
واستَدبَرُوهُمْ يُكْفِئُون عُرُوجهُمْ ... مَوْرَ الجَهَام إذا زَفَتْه الأَزْيَبُ " والعُرَيْجاءُ ممدودةً " مَضمومة : " الهاجرَةُ وأن تَرِدَ الإِبلُ يوماً نِصْفَ النَّهارِ ويَوْماً غُدْوَةً " وبهذا اقتصر الجوهريّ . وقيل : هو أن تَرِدَ غُدْوة ثم تَصْدُرَ عن الماءِ فتكون سائرَ يومِها في الكَلأ وليلتَهَا ويَوْمَها من غَدِها فتَرِدَ ليلاً الماءَ ثم تَصْدُر عن الماء فتكون بَقيَّةَ ليلتها في الكَلأ ويَوْمَها من الغَدِ وليلَتَها ثم تُصبح الماءَ غُدْوَةً وهي من صفَاتِ الرِّفْه ؛ " وأن يأْكُلَ الإنسانُ كلَّ يَوْمٍ مَرَّةً " يقال : إن فلاناً ليأكُل العُرَيجاءَ إذا أَكَل كلّ يومٍ مرةً واحدةً . ونقلَ شيخُنا عن أمثال حَمْزَةَ أن العُرَيجاءَ أن ترِدَ الإبلُ كلَّ يومٍ ثلاثَ ورْداتٍ وصَحَّحه جماعةٌ . قلتُ : وهو غَريبٌ
" وعُريجَاءُ " بلا لامٍ : ع "
" وأَعْرَجَ " الرّجلُ : " حَصَلَ له إبلٌ عُرْجٌ " بالضّمّ هكذا في سائر النسخ والصّواب : حصلَ له عَرْجٌ من الإبل أي قطِيعٌ منها كما في اللسان وغيره . " و " أَعْرَجَ الرَّجلُ " دَخَلَ في وَقْت غَيْبُوبة الشّمس كعَرَّجَ " تَعْريجاً " و " أَعْرَجَ " فلاناً : أَعْطَاه عَرْجاً من الإبل أي وهَبَه قَطيعاً منها
" والأَعْوَرُ " الأَعْرَجُ : الغُرَابُ " لحَجَلانِه
" وثَوْبٌ مُعَرَّجٌ : مُخَطَّطٌ في الْتواءٍ" وعُرْجُ وعُرَاجُ " بضَمِّهما " مَعرِفتَيْن ممنوعَتين " من الصَّرف : " الضِّبَاعُ يجعلونها بمنزلةِ القَبيلةِ " ولا يقال للذَّكر : أَعْرَجُ . قال أبو مُكْعِت الأسدي :
أفكانَ أَوَّلَ ما أثبتَ تهارَشَتْ ... أبناءُ عُرْجَ عليكَ عِنْدَ وَِجَارِ يعني أبناءَ الضِّباعِ وتَرَكَ صَرْفَها لجعْلِها اسماً للقبيلة . وأما ابن الأعرابيّ فقال : لم يُجْرَ " عُرْج " وهو جَمْعٌ لأنه أراد التَّوْحيدَ والعُرْجَةَ فكأنّه قَصَدَ إلى اسمٍ واحدٍ وهو إذا كان اسماً غير مسمى نَكِرَةٌ
" والعَرْجاءُ : الضَّبُع " خِلْقَة فيها والجمع عُرْجٌ
" وذو العَرْجاءِ : أكَمَة بأَرْضِ مُزَيْنَة
" وعُرَاجَةُ كثُمامَة : اسْمٌ "
" وعَرِيجَةُ كحَنيفةَ : جَدُّ نُسَيرِ بنِ دَيْسَمٍ "
" وبَنُو الأَعْرَجِ : حَيٌّ م " أي معروف وكذلك بنو عُرَيجٍ وسيأتي
" والعُرْجُ " - بالضَّمّ - " من المُحَدّثين : كثيرون "
" والأُعَيْرِجُ " مُصغّراً : " حَيَّةٌ صَمّاءُ " من أخْبَثِ الحَيَّات " لا تَقْبَل الرُّقْيَةَ " تَثِبُ حتّى تَصيرَ مع الفارس في سَرْجه . قال أبو خَيْرَةَ : " وتَطْفِرُ كالأَفْعَى " . وقيل : هي حَيّةٌ عَريضٌ له قائمةٌ واحدةٌ عريضة
" قال الليث " بنُ مُظفّر : " لا يُؤنَّث و " ج الأُعَيْرِجاتُ "
" والعَارِجُ : الغائبُ " هكذا بالغين المعجمة عندنا والصواب " العائب " بالمهملة كما في اللسان
" والعَرَنْجَجُ اسمُ حِمْيَرَ بنِ سَبَأٍ " قاله السُّهَيْليّ في الرّوْض وابن هشامٍ وابن إسحاقَ في سيرتهما
" واعْرَنْجَجَ : جَدَّ في الأَمْر " قيل : ومنه أُخِذَ اسمُ العَرَنْجَج
ومما يستدرك عليه : العُرْجَة : الظَّلَع ومَوْضِع العَرَج من الرِّجْل
وتعارَجَ : حَكَى مِشْيَة الأَعْرجِ
والعَرَجُ : النَّهْر والوادِي لانعراجِهما
وعَرَجَ الشيءُ فهو عَرِيج : ارتفعَ وعلا " والرُّوحُ مَعروجٌ " في قول الحسين بن مُطَيْر أي مَعْرجٌ به فحَذَف
والأَعْرَجُ : حيَّة أَصَمُّ خَبيثٌ
والعُرْجُ : ثلاثُ ليالٍ من أولِ الشهر حُكِيَ ذلك عن ثعلب
وبنو عَرِيجٍ كأَميرٍ : من بني عَبْدِ مَنَاةَ بنِ كِنانةَ بنِ خُزيمةَ بنِ مُدْرِكَةَ وهم قليلون كما في المَعَارِفِ لابن قُتَيْبة . ومنهم أبو نَوْفلِ بن " أبي " عَقْرب وَثَّقه في التقريب
وذكر في أحكام الأساس هنا : العُرْجون لانْعِرَاجِه وثَوْبٌ مُعَرْجَنٌ فيه صُوَرُ العَرَاجينِ . قلت : وهذا إذا قيل بزيادة النُّون فليراجَعْ