الجَنْبُ والجانِبُ والجَنَبَةُ مُحرَّكَةً : شِقُّ الإِنْسَانِ وغَيْرِه وفي المصباح : جَنْبُ الإِنْسَانِ : ما تَحْت إبْطِه إلى كَشْحِه تقول : قَعَدْتُ إلى جَنْبِ فلانٍ وجانِبِه بمعنىً قال شيخُنا : أَصْلُ معْنَى الجَنْبِ : الجارِحةُ ثم استُعِيرَ للناحيةِ التي تَليها كاستعارة سائرِ الجَوارِحِ لذلك كاليَمِينِ والشِّمالِ ثم نقل عن المصباح : الجانِبُ : الناحيةُ ويكون بمعنى الجَنْبِ أَيضاً لأَنه ناحيةٌ من الشخصِ قلتُ : فإطلاقُه بمعنَى خُصُوصِ الجَنْبِ مجازٌ كما هو ظاهرٌ وكلامُ المصنفِ وابنِ سِيده ظاهرٌ في أَنه حقيقةٌ انتهى ج جُنُوبٌ بالضم كفَلْسٍ وفُلُوسٍ وجَوانِبُ نقله ابن سيده عن اللحيانيّ وجَنَائِبُ الأَخيرةُ نادرةٌ نبَّه عليه في المحكم وفي حديث أَبي هُريْرةَ في الرَّجُلِ الذي أَصابتْه الفَاقَةُ " فَخَرجَ إلى البرِّيّةِ فَدَعَا فإذَا الرَّحا تَطْحَنُ والتَّنُّورُ ممْلُوءٌ جُنُوبَ شِواءٍ " هي جمْعُ جَنْبٍ يريدُ جَنْبَ الشَّاةِ أَي أَنَّه كانَ في التَّنُّورِ جُنُوبٌ كَثِيرةٌ لاَ جَنْبٌ واحِدٌ وحكى اللحيانيّ : إنَّهُ لَمُنْتَفِخُ الجَوانِبِ قال : وهو منَ الواحِدِ الذي فُرِّقَ فجُعِلَ جَمْعاً
وجُنِبَ الرَّجُلُ كَعُنِيَ أَي مبْنِيًّاً للمفعول : شَكَا جَنْبَهُ ورجُلٌ جَنِيبٌ كأَميرٍ وأَنشد :
ربَا الجُوعُ في أَوْنَيْهِ حتَّى كَأَنَّه ... جَنِيبٌ بِهِ إنَّ الجَنِيبَ جَنِيبُ أَي جاع حتى كأَنَّه يَمْشِي في جانِبٍ مُتَعَقِّباً بالباء المُوحَّدِة كذا في النُّسخ عن ابن الأَعرابيّ ومثله في المُحْكَمِ وفي لسان العرب متَعَقِّفاً بالفَاءِ بدَلَ البَاءِ وقَالوا : الحَرُّ جانِبَيْ سُهَيْلٍ أَي ناحِيَتَيْهِ وهو أَشَدُّ الحَرِّ
وجانَبَه مُجَانَبةً وجِنَاباً بالكسر : صارَ إلى جَنْبِه وفي التنزيل : " أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرتَا علَى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ " أَي جانِبِه وحقِّهِ وهو مجازٌ كما في الأَساس وقال الفرّاءُ : الجَنْبُ : القُرْبُ وفي جَنْبِ اللهِ أَي في قُرْبِه وجِوارِه وقال ابن الأَعرابيّ : في جَنْبِ الله أي في قُرْبِ اللهِ منَ الجَنَّةِ وقال الزجّاج : في طَرِيقِ الله الذي دعَانِي إليه وهو تَوْحِيدُ اللهِ والإقْرارُ بِنُبُوَّةِ رسُولِهِ محمدٍ صلى الله عليه وسلم . وجانَبَه أَيضاً : باعَدَه أي صار في جانبٍ غيرِ جانِبِه فهو ضِدٌّ وقَوْلهم اتَّقِ اللهَ في جَنْبِهِ أَي فلانِ ولاَ تَقْدَحْ في ساقِهِ أَي لا تَقْتُلْهُ كذا في النُّسخِ من القَتْلِ وفي لسان العرب : لاَ تَغْتَلْهُ مِنَ الغِيلَةِ وهو في مُسوَّدَةِ المُؤَلّفِ ولاَ تَفْتِنْه وهو على المثَل وقَدْ فُسِّر الجَنْبُ ها هنا بالوَقِيعةِ والشَّتْمِ وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
" خَلِيلَيَّ كُفَّا واذْكُرَا اللهَ فِي جنْبِي أَي فِي الوَقِيعةِ فيَّ قال شيخُنَا نَاقِلاً عن شيخِه سيِّدِي محمدِ بنِ الشاذِلِيِّ : لَعَلَّ مِنْ هذَا قَوْلَ الشاعرِ :
أَلاَ تَتَّقِينَ اللهَ في جَنْبِ عاشِقٍ ... لَهُ كَبِدٌ حَرَّى علَيْكِ تَقَطَّعُ
وقال في شطر ابنِ الأَعرابيّ : أَي في أَمْرِي قلتُ : وهذا الذي ذهبَ إليه صحيحٌ وفي حديث الحُديْبِيَةِ كأَنَّ اللهَ قَدْ قَطَعَ جَنْباً مِنَ المُشْرِكِينَ أَراد بِالجَنْبِ الأَمْرَ أَوِ القِطْعَةَ يقالُ ما فَعلتَ في جَنْبِ حاجتِي أَي في أَمْرِهَا كذا في لسان العرب وكذلك جارُ الجَنْبِ أَيِ الَّلازِقُ بكَ إلى جَنْبِكَ وقِيلَ الصَّاحِبُ بِالجَنْبِ هو صاحِبُكَ فِي السَّفَرِ وقِيلَ : هو الذي يَقْرُبُ منكَ ويكونُ إلى جَنْبِكَ وفُسِّر أَيضاً بالرَّفِيقِ في كلّ أَمرٍ حَسَنٍ وبالزَّوْجِ وبِالمرْأَةِ نَصَّ على بعضِه في المحكم وكذلك : جارٌ جُنُبٌ ذُو جَنَابةٍ مِنْ قومٍ آخَرِينَ ويضافُ فيقال : جارُ الجُنُبِ وفي التهذيب الجارُ الجُنُبُ بِضَمَّتَيْنِ هو جارُكَ مِنْ غَيْرِ قَوْمِكَ وفي نسخة التهذيب : منْ جَاوَركَ ونَسَبُهُ في قَوْم آخَرِينَ وقيل هو البعِيدُ مُطْلَقاً وقِيلَ : هُوَ مَنْ لاَ قَرابةَ له حقِيقَةً قاله شيخُنا
وجَنَابَتَا الأَنْفِ وجَنْبَتَاهُ بسُكُونِ النُّونِ ويُحرَّكُ : جنْبَاهُ وقال سيبويهِ : هُما الخَطَّانِ اللذانِ اكْتَنَفَا جَنْبَيْ أَنْفِ الظَّبْيَةِ والجمْعُ : جَنَائِبُ
والمُجَنَّبةُ بفَتْح النونِ أَي مع ضَمِّ الميم على صِيغةِ اسم المفعول : المُقَدَّمةُ من الجيْشِ والمُجَنِّبَتَانِ بالكسر مِنَ الجيْشِ : المَيْمنَةُ والمَيْسَرةُ وفي حديث أَبي هُريرةَ : " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بعَثَ خَالِدَ بنَ الولِيدِ يوْمَ الفَتْحِ علَى المُجَنِّبةِ اليُمْنَى والزُّبيْرَ علَى المُجَنِّبةِ اليُسْرَى واسْتَعْمَلَ أَبا عُبيْدةَ علَى البَياذِقَةِ وهُمُ الحُسَّرُ " . وعن ابن الأَعرابيّ : يقالُ : أَرْسَلُوا مُجَنِّبتَيْنِ أَي كتيبَتَيْنِ أَخَذَتَا ناحِيَتيِ الطريقِ وجَنْبَتَا الوادِي : ناحِيَتَاهُ وكَذَا جانِباه والمُجَنِّبَةُ اليُمْنَى هي مَيْمنَةُ العسْكَرِ والمُجنِّبَةُ اليُسْرَى هي المَيْسَرةُ وهُما مُجنِّبَتَانِ والنُّونُ مكْسُورةٌ وقيلَ هي الكَتِيبَةُ التي تأْخُذ إحْدَى نَاحِيَتَيِ الطَّرِيقِ قال : والأَوَّلُ أَصحُّ والحُسَّرُ : الرَّجَّالَةُ ومنه حديث " الباقِيَات الصَّالحَات هُنَّ مُقَدِّماتٌ وهُنَّ مُعقِّبَاتٌ وهُنَّ مُجَنِّبَاتٌ "
وجَنَبَهُ أَيِ الفَرسَ والأَسِيرَ يَجْنُبُه جَنَباً مُحرَّكَةً ومَجْنَباً مصْدَرٌ مِيمِيٌّ أَي قَادهُ إلَى جَنْبِهِ فهُو جَنِيبٌ ومجْنُوبٌ ومُجَنَّبٌ كمُعَظَّم قال الشاعر :
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلاَلٌ كَأَنَّهَا ... مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المُجنَّبِ المُجَنَّبُ : المجْنُوبُ أَيِ المَقُودُ
وخَيْلٌ جَنَائِبُ وجَنَبٌ مُحرَّكَةً عن الفارسيِّ وقيل : مُجَنَّبةٌ شُدِّدَ لِلْكَثْرةِ
والجَنِيبةُ : الدَّابَّةُ تُقَادُ
وكُلُّ طَائِع مُنْقَادٍ : جَنِيبٌ
ومن المجَازِ : اتَّقِ اللهَ الَّذِي لاَ جَنِيبَةَ لهُ . أَي لاَ عَدِيلَ كَذَا في الأَساس ويقالُ : فُلاَنٌ تُقَادُ الجَنَائِبُ بيْنَ يدَيْهِ وهُو يَرْكَبُ نَجِيبَةً ويقُودُ جَنِيبَةً
وجَنَبَه إذا دَفَعَه وجانَبَه وكذا ضَرَبَه فَجَنَبَه أي كَسرَ جَنْبَهُ أَو أَصابَ جَنْبَهُ وجَنَبَه وجانَبَه : أَبْعدَهُ كأَنَّه جَعلَه في جانِبٍ أَوْ مشَى في جانِبٍ وجَنَبَه إذا اشْتَاقَ إليه
وجَنَبَ فُلانٌ في بنِي فلانٍ يَجْنُبُ جَنَابةً ويَجْنِبُ إذا نَزَلَ فيهم غَريباً
وهذا جُنَّابُكَ كَرُمَّانٍ أَي مُسايِرُكَ إلى جَنْبِكَ . وجَنِيبَتَا البعشيرِ : ما حُمِلَ على جَنْبَيْهِ
وجَنْبَتُه : طائفَةٌ من جَنْبِه
والجانِبُ والجُنُبُ بضَمَّتَيْنِ وقد يُفْرَدُ في الجميع ولا يُؤَنَّثُ وكذلك الأَجْنَبِيُّ والأَجْنَبُ هو الذي لا يَنْقَادُ وهو أَيضاً الغَرِيبُ يقال : رجُلٌ جانِبٌ وجُنُبٌ أَي غَرِيبٌ والجمْعُ أَجْنَابٌ وفي حديثِ مُجاهدٍ في تفسير السَّيَّارَة قال : " هُمْ أَجْنَابُ النَّاسِ " يعْنِي الغُرَباءَ جمْعُ جُنُبٍ وهو الغَرِيبُ وأَنشد ابنُ الأَعرابيّ في الأَجْنَب :
هَلْ في القَضِيَّةِ أَنْ إذا اسْتَغْنَيْتُمُ ... وأَمِنْتُمُ فَأَنَا البعِيدُ الأَجْنَبُوفي الحديث " الجانِبُ المُسْتَغْزِرُ يُثَابُ مِنْ هِبَتِهِ " أَي أَنَّ الغَرِيبَ الطَّالِبَ إذا أَهْدَى إلَيْكَ هَدِيَّةً لِيَطْلُبَ أَكْثَرَ منه فأَعْطِهِ في مُقَابَلَةِ هَدِيَّتِهِ والمُسْتَغْزِرُ : هو الذي يطْلُبُ أَكْثَرَ مِمَّا أَعْطَى ويقال : رجُلٌ أَجْنَبُ وأَجْنَبِيٌ وهو البعِيدُ منكَ في القَرابةِ وفي حديث الضَّحَّاكِ : " أَنَّه قَالَ لِجَارِيَةَ : هَلْ منْ مُغَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ قال علَى جانِبٍ الخَبَرُ " أَي على الغَرِيبِ القَادِمِ ويُجْمع جانِبٌ على جُنَّابٍ كرُمَّانٍ والاسْمُ الجَنْبَةُ أَي بسكون النون مع فتح الجِيم والجَنَابةُ أَي كسَحابة قال الشاعر :
إذَا ما رَأَوْنِي مُقْبِلاً عنْ جَنَابةٍ ... يقُولُونَ مَنْ هذَا وقَدْ عَرفُونِي ويقال : نِعْمَ القَوْمُ هُمْ لِجَارِ الجَنَابَةِ أَي لجَارِ الغُرْبةِ والجَنَابةُ : ضِدُّ القَرابة وقال عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ :
وفِي كُلِّ حَيٍّ قَدْ خَبَطْتُ بِنِعْمَةٍ ... فَحُقَّ لِشأْسٍ مِنْ نَدَاك ذَنُوبُ
فلاَ تَحْرِمَنِّي نائِلاً عنْ جَنابَةٍ ... فإنِّي امْرُؤٌ وَسْطَ القِبابِ غَرِيبُ عنْ جَنابةٍ أَي بُعْدٍ وغُرْبةٍ يُخاطِبُ به الحارِث بنَ جَبَلَةَ يمْدَحُه وكان قد أَسرَ أَخَاهُ شَأْساً فأَطْلَقَه مع جُمْلَةٍ من بني تَميمٍ وفي الأَساس : ولاَ تَحْرِمني عن جَنَابةٍ أَي من أَجْلِ بُعْدِ نَسبٍ وغُرْبةٍ أَي لا يصْدُر حِرْمانُكَ عنها كقوله : " وما فَعَلْتُه عنْ أَمْرِي " انتهى ثم قال : ومن المجازِ : وهُو أَجْنَبِيٌّ عن كَذَا أَي لا تَعَلُّقَ له به ولا معْرفَةَ انتهى . والمُجَانِبُ : المُساعِدُ قال الشاعر :
وإنِّي لِمَا قَدْ كانَ بيْنِي وبيْنَهَا ... لَمُوفٍ وإنْ شَطَّ المَزَارُ المُجانِبُ وجَنَّبهُ أَيِ الشيءَ وتَجَنَّبهُ واجْتَنَبه وجانَبَه وتَجَانَبَه كُلُّها بمعْنَى : بَعُدَ عنْهُ وجنَبْتُهُ الشيءَ . وجَنَّبهُ إيَّاهُ وجَنَبهُ كنَصَره يجْنُبُه وأَجْنَبَهُ أَي نَحَّاهُ عنه وقُرِىءَ " وأَجْنِبْني وبنِيَّ " بالقَطْع ويقال : جَنَبْتُه الشرَّ وأَجْنَبْتُه وجَنَّبْتُه بمعنىً واحدٍ قاله الفرَّاءُ والزَّجّاج
ورجُلٌ جَنِبٌ ككَتِفٍ : يَتضجَنَّبُ قارِعةَ الطَّرِيقِ مخَافَةَ طُرُوقِ الأَضْيَافِ ورجُلٌ ذُو جَنْبةٍ الجَنْبَةُ : الاعتزال عن الناس أَي ذو اعْتِزَال عن الناسِ مُتَجنِّبٌ لهم والجَنْبةُ أَيضاً : النَّاحِيةُ يقال : قَعَدَ فلانٌ جَنْبةً أَي ناحِيةً واعْتَزَلَ الناسَ ونَزَلَ فُلانٌ جضنْبةً : ناحِيةً وفي حديث عُمر رضي الله عنه : " علَيْكُمْ بالجَنْبة فإنَّهَا عَفَافٌ " قال الهَرَوِيُّ : يقول : اجْتَنِبُوا النِّساءَ والجُلُوسَ إلَيْهِنَّ ولا تقْرَبُوا ناحِيَتَهُنَّ وتَقُولُ فُلانٌ لاَ يَطُورُ بِجَنْبَتِنَا قال ابنُ بَرّيّ : هكذا قال أَبو عبيدةَ بتحْرِيكِ النُّونِ قال : وكذا رَوَوْهُ في الحديثِ : " وعلَى جَنَبَتَيِ الصِّراطِ أَبْوابٌ مُفَتَّحَةٌ " وقال عُثْمَانُ بنُ جِنِّي : قَدْ غَرِيَ النَّاسُ بقولهم : أَنَا في ذَراكَ وجَنَبَتِك بفتح النون قال : والصوابُ إسْكانُ النون واستشهد على ذلك بقول أَبِي صَعْتَرةَ البَوْلاَنِيِّ :
" فَمَا نُطْفَةٌ مِنْ حَبِّ مُزْنٍ تَقَاذَفَتْبِهِ جَنْبَتَا الجُودِيِّ والَّليْلُ دامِسُ
بِأَطْيَبَ مِنْ فِيهَا وما ذُقْتُ طَعْمَهُ ... ولكِنَّنِي فِيما تَرَى العيْنُ فَارِسُ أَي مُتَفَرِّسٌ ومعْنَاهُ : اسْتَدْلَلْتُ بِرِقَّتِهِ وصَفَائِهِ علَى عُذُوبتِه وبَرْدِهِ . وتقولُ : مَرُّوا يَسِيرُونَ جَنضابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ أَي ناحِيَتَيْهِ كذا في لسانِ العرب
والجَنْبَةُ : جِلْدٌ كذا في النسخِ كُلِّها وفي لسان العرب : جِلْدةٌ لِلْبعِيرِ أَي من جَنْبِهِ يُعْملُ منها عُلْبَةٌ وهِي فَوْقَ المِعْلَقِ مِنَ العِلاَبِ ودون الحَوْأَبَةِ يقال : أَعْطنِي جَنْبةً اتَّخِذْ منها عُلْبَةً وفي التهذيب : أَعْطِنِي جَنْبةً فَيُعْطِيهِ جِلْداً فَيتَّخِذُه عُلْبةً
والجَنْبةُ أَيضاً : البُعْدُ في القَرابةِ كالجَنَابةِوالجَنْبَةُ : عامَّةُ الشجَرِ التي تَتَرَبَّلُ في زَمَانِ الصَّيْفِ وقال الأَزهريُّ : الجَنْبةُ : اسمٌ لنُبثوتٍ كثيرةٍ وهي كلّها عُرْوَة سُمِّيَتْ جَنْبةً لأَنها صَغُرتْ عن الشجَر الكبار وارتفعتْ عن التي لا أُرُومةَ لها في الأَرض فمن الجَنْبةِ النَّصِيُّ والصِّلِّيَانث والحَمَاطُ والمَكْرُ والجَدْرُ والدَّهْمَاءُ صَغُرتْ عن الشجر ونَبُلَتْ عن البُقُولِ . قال : وهذا كله مسموعٌ من العرب وفي حديث الحَجّاج : " أَكَلَ ما أَشْرَفَ من الجَنْبةِ " هي رَطْبُ الصِّلِّيَانِ من النَّباتِ وقيل : هو ما فَوْقَ البَقْلِ ودونَ الشجرِ وقيل : هو كلّ نَبْتٍ يُورِقُ في الصَّيْفِ من غيرِ مَطَرٍ أَو هي ما كان بيْنَ البَقْلِ والشَّجرِ وهُمَا مما يَبْقَى أَصْلُه في الشِّتَاءِ ويَبِيد فَرْعُه قاله أَبو حنيفةَ . ويقالُ : مُطِرْنَا مَطَراً كَثُرَتْ منه الجَنْبَةُ وفي نُسْخَةٍ : نَبَتَتْ عنه الجَنْبَةُ
والجانِبُ : المُجْتَنَبُ بصيغة المفعول المحْقُورُ وفي بعض النسخ المهقور
والجانِبُ : فَرسٌ بعِيدُ ما بيْنَ الرِّجْلَْنِ من غَيْرِ فَحَجٍ وهو مَدْحٌ وسيأْتي في التَّجْنِيبِ وهذا الذي ذَكره المؤلّف إنما هو تعريف المُجنَّبِ كمُعظّم ومقتضى العطف يُنافِي ذلك
والجَنَابةُ : المَنِيُّ وفي التنزيل العزيز " وإنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا " وقَدْ أَجْنَبَ الرَّجُلُ وجَنِبَ بالكَسْرِ وجَنُبَ بالضَّمِّ وأُجْنِبَ مبنيًّا للمفعول واسْتَجْنَبَ وجَنَبَ كنَصَر وتَجَنَّبَ الأَخِيرانِ من لسان العرب قال ابنُ بَرِّيّ في أَمالِيه على قوله : جَنُبَ بالضم قال : المعروفُ عند أَهلِ اللغة أَجْنَبَ وجَنِبَ بكسر النون وأَجْنَبَ أَكْثَرُ من جَنِبَ ومنه قولُ ابن عباسٍ " الإِنْسانُ لاَ يُجْنِبُ والثَّوْبُ لاَ يُجْنِبُ والماءُ لاَ يُجْنِبُ والأَرْضُ لا تُجْنِبُ " وقد فسَّر ذلكَ الفقهاءُ وقالوا : أَي لا يُجْنِبُ الإِنسانُ بمُماسَّةِ الجُنُبِ إيَّاهُ وكذلك الثوبُ إذا لَبِسه الجُنُبُ لم ينْجُسْ وكذلك الأَرضُ إذا أَفْضَى إليها الجُنُبُ لم تَنْجُسْ وكذلك الماءُ إذا غَمَسض الجُنُبُ فيه يدَه لم ينْجُسْ يقول : إنَّ هذه الأَشياءَ لا يصير شيءٌ منها جُنُباً يَحتاجُ إلى الغَسْلِ لِمُلاَمسة الجُنُبِ إيَّاهَا وهو أَي الرجلُ جُنُبٌ بضمتين من الجَنَابةِ وفي الحديث " لاَ تَدْخُلُ الملاَئِكَةُ بيْتاً فيه جُنُبٌ " قال ابنُ الأَثير : الجُنُبُ : الذي يَجِبُ عليه الغُسْلُ بالجِماع وخُرُوجِ المَنِيِّ وأَجْنَب يُجْنِبُ إجْنَاباً والاسْمُ الجَنَابةُ وهي في الأَصْلِ : البُعْدُ وأراد بالجُنُبِ في هذا الحديث الذي يَتْرُكُ الاغتسالَ من الجَنَابةِ عادةً فيكونُ أَكْثَرَ أَوْقَاتِهِ جُنُباً وهذا يدُلُّ على قِلَّةِ دِينِه وخُبْثِ باطِنِه وقيلَ : أراد بالملائكة ها هنا غَيْرَ الحفَظَةِ وقيل : أرادَ لا تَحْضُرُه الملائكةُ بِخَيْرٍ وقد جاءَ في بعضِ الروايات كذلك يسْتَوِي للواحِدِ والاثْنَيْنِ والجمِيع والمؤنثِ فيقال : هذا جُنُبٌ وهذَانِ جُنُبٌ وهؤلاء جُنُبٌ وهذه جُنُبٌ كما يقال : رجُلٌ رِضاً وقَوْمٌ رِضاً وإنّما هو على تَأْوِيلِ ذَوِي جُنُبٍ . كذا في لسان العرب فالمَصْدرُ يقُومُ مَقَامَ ما أُضِيفَ إليه ومن العرب منْ يُثَنِّى ويجْمعُ ويجْعلُ المصْدرَ بمنزِلَة اسمِ الفاعلِ وإليه أَشار المؤلف بقوله : أَو يُقالُ جُنُبانِ في المُثَنَّى وأَجْنَابٌ وجُنُبُونَ وجُنُباتٌ في المجْمُوع - وحكى الجوهريّ : أَجْنَبَ وجَنُبَ بالضم - قال سيبويهِ : كُسِّرَ على أفْعَالٍ كما كُسِّرَ بَطَلٌ عليه حينَ قالوا أَبْطَالٌ كما اتَّفَقا في الاسم عليه يعني نحو جَبلٍ وأَجْبال وطُنُب وأَطْنَابٍ ولا تَقُلْ جُنُبَةٌ في المؤنثِ لأَنه لم يُسْمَعْ عنهموالجَنَابُ بالفتح كالجانِب : الفِنَاءُ بالكسر فِنَاءُ الدَّارِ : والرَّحْلُ يقال : فُلاَنٌ رَحْبُ الجَنَابِ أَيِ الرَّحْلِ : والنَّاحِيَةُ وما قَرُبَ من مَحَلَّةِ القَوْمِ والجمع : أَجْنِبَةٌ وفي حديثِ رُقَيْقَةَ " اسْتَكَفُّوا جَنَابَيْهِ " أَي حَوالَيْهِ تَثْنِيَةُ جَنَابٍ وهي النَّاحِيَةُ وفي حديث الشَّعْبِيّ " أَجْدَبَ بِنَا الجَنَابُ " . والجَنَابُ : جَبَلٌ على مَرْحَلَةٍ من الطَّائِفِ يقال له : جَنَابُ الحِنْطَةِ وعًَلَمٌ وأَبُو عبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عِمْرَانَ الجَنَابِيُّ مُحَدِّثٌ روى عنه أَبُو سَعْدِ بنُ عَبْدويه شيخُ الحافظِ عبدِ الغَنِيِّ وضَبَطَه الأَمِيرُ بالتَّثْقِيلِ ويقال : أَخْصَبَ جَنَابُ القَوْمِ بفتح الجيم أَي ما حَوْلَهُم وفلانٌ خَصِيبُ الجَنَابِ وجَدِيبُ الجَنَابِ وهو مجاز وفي الأَساس : وأَنَا في جَنَابِ زَيْدٍ أَي فِنَائِه ومَحَلَّتِه ومَشَوْا جَانِبَيْهِ وجَنَابَيْهِ وجَنَابَتَيْه وجَنْبَتَيْهِ انتهى يوقال كُنَّا عنهم جَنَابِينَ وجَنَاباً أَي مُتَنَحِّينَ
والجَنَابُ : ع هو جَنَابُ الهَضْبِ الذي جاءَ ذِكْره في الحديث
والجُنَابُ بالضَّمِّ : ذَاتث الجَنْبِ أَيّ الشِّقَّيْنِ كَانَ عن الهَجَرِيّ وزَعَم أَنه إذا كان في الشِّقِّ الأَيْسَرِ أذْهَبَ صَاحِبَهُ قال :
مَرِيضٌ لاَ يَصِحُّ وَلاَ يُبَالِي ... كأَنَّ بِشِقِّهِ وَجَعَ الجُنَابِ وجُنِبَ بالضم : أَصضابَه ذَاتُ الجَنْبِ والمَجْنُوبُ : الذي به ذَاتُ الجَنْبِ تقول منه : رَجُلٌ مَجْنُوبٌ وهي قَرْحَةٌ تُصِيبُ الإِنْسَانَ دَاخِلَ جَنْبِه وهي عِلَّةٌ صَعْبَةٌ تَأْخُذُ في الجَنْبِ وقال ابن شُميل : ذَاتُ الجَنْبِ هي الدُّبَيْلَةُ وهي قَرْحَةٌ تَنْقُبُ البَطْنَ وإنما كَنَوْا عنها فقالوا : ذَات الجَنْبِ وفي الحديث " المَجْنُوبُ في سَبِيلِ اللهِ شَهِيدٌ " ويقال أَراد به : الذي يَشتَكي جَنْبَه مطلَقاً . وفي حديث الشُّهَدَاءِ " ذَاتُ الجَنْبِ شَهَادَةٌ " وفي حديثٍ آخَرَ " ذُو الجَنْبِ شَهِيدٌ " هو الدُّبَيْلَةُ والدُّمَّلُ الذي يَظْهَرُ في باطنِ الجَنْبِ ويَنْفَجِرُ إلى دَاخِلٍ وقَلَّمَا يَسْلَمُ صاحِبُهَا وذُو الجَنْبِ : الذي يَشْتَكِي جَنْبَه بسَبَبِ الدُّبَيْلَةِ إلا أَن ذُو للمذكر وذات للمؤنث وصارتْ ذَاتُ الجَنْبِ عَلَماً لها وإن كانت في الأَصْلِ صِفَةً مضافةً كذا في لسان العرب . وفي الأَساس : ذَاتُ الجَنْبِ : دَاءُ الصَّنَادِيدِ . والجِنَابُ بالكسر يقال فَرَسٌ طَوْعُ الجِنَابِ وطَوْعُ الجَنَبِ إذا كان سَلِسَ القِيَادِ أَي إذا جُنِبَ كان سضهْلاً مُنْقَاداً وقولُ مَرْوَانَ بنِ الحَكَم : لا يكون هذا جَنَباً لِمَنْ بَعْدَنَا لم يُفسرْه ثعلب قال : وأُرَاهُ من هذا وهو اسمٌ للجَمْع وقوله :
جُنُوحٌ تُبَارِيهَا ظِلالٌ كَأّنَّهَا ... مَعَ الرَّكْبِ حَفَّانُ النَّعَامِ المجَنَّبِ المُجَنَّبُ : المَجْنُوبُ أَي المَقُودُ ويقال : جُنِبَ فلانٌ وذلك إذا ما جُنِبَ إلى دَابَّةٍ . وفي الأَساس : ويقال لَجَّ زَيْدٌ في جِنَابٍ قَبِيح بالكَسْر أَي في مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ
والجِنَابُ بكَسْرِ الجِيم : أَرْضٌ مَعْرُوفَةٌ بنَجْدس وفي حديث ذي المِعشار " وأَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ " هو بالكَسْرِ : اسمُ موضع كذا في لسان العرب
والجَنَابَة كسَحَابة كالجَنِيبَة : العَلِيقَةُ وهي النَّاقَةُ التي تُعْطِيهَا أَنْتَ القَوْمَ يَمْتَارُونَ عليها زادَ في المحكم مَعَ دَرَاهِمَ لِيُمِيرُوكَ عَلَيْهَا قال الحَسَنُ بنُ مُزَرِّدٍ :
" قَالَتْ لَهُ مَائِلَةُ الذَّوَائِبِ
" كَيْفَ أَخِي فِي العُقَبِ النَّوَائِبِ
" أَخوكَ ذُو شِقٍّ على الركائبِ
" رِخْوُ الحِبَالِ مَائِلُ الحَقَائِبِ
" رِكَابُهُ في الحَيِّ كالجَنَائِبِ يَعْنِي أَنَّهَا ضَائِعَةٌ كالجَنَائِبِ التي ليس لها رَبٌّ يَفْتَقِدُهَا تقول : إنَّ أَخَاكَ ليْسَ بمُصْلِح لِمَالِهِ فمَالُه كمَالٍ غَابَ عنه رَبُّه وسَلَّمُه لِمَنْ يَعْبَث فيه ورِكَابُه التي هو مَعَهَا كأَنَّها جَنَائِبُ في الضُّرِّ وسُوءِ الحَالِوالجَنِيبَةُ أَيضاً : صُوفُ الثَّنِيِّ عن كُراع قال ابنُ سِيدَه : والذي حكاه يعقوبُ وغيرُه من أَهل اللغة : الخَبيبةُ : صُوفُ الثَّنِيِّ مثل الجِنيبةِ فثبتَ بهذا أَنهما لُغَتَانِ صحِيحتَانِ وقد تأْتي الإِشارة إليه هناكَ والعَقِيقَة : صُوفُ الجَذَع . والجَنِيبةُ منَ الصُّوفِ : أَفْضَلُ من العَقِيقَةِ وأَنْقَى وأَكْثَرُ
والَمِجْنَبُ كمِنْبَرٍ ومَقْعَدٍ حكى الوَجهينِ الفارسيُّ وهو الشيءُ الكثيرُ من الخَيْرِ والشَّرِّ وفي الصحاح : الشيءُ الكثيرُ يقال : إنَّ عِنْدنَا لخَيْراً مَجْنَباً وشرًّا مَجْنبَاً أَي كثيراً وخصَّ أَبو عبيدةَ به الكَثِيرَ منَ الخَيْرِ قال الفارسيُّ : وهُو مِمَّا وَصفُوا به فقالُوا خَيْرٌ مَجْنَبٌ : كثير وأَنشد شَمِرٌ لكُثَيِّر :
وإذْ لاَ تَرَى في النَّاسِ شيئاً يَفُوقُهَا ... وفِيهِنَّ حُسْنٌ لَوْ تَأَمَّلتَ مَجْنَبُ قال شَمِرٌ : ويقال في الشَّرِّ إذا كَثُر . وطَعامٌ مَجْنَبٌ : كَثِيرٌ
والمِجْنَبُ بالكسر كمِنْبرٍ : السِّتْرُ وقد جَنَبَ البيْتَ إذا ستَرهُ بالمِجْنَبِ والمِجْنَبُ : شيْءٌ مِثْلُ البابِ يقومُ عليه مُشْتَارُ العَسلِ قال ساعدةُ بنُ جُؤَيَّةَ :
صَبَّ الَّلهِيفُ لها السُّبُوبَ بِطَغْيَةٍ ... تُنْبِي العُقَابَ كَمَا يُلَطُّ المِجْنَبُ عَنَى بالَّلهِيفِ : المُشْتارَ وسُبُوبُه : حِبالُهُ التي يتَدَلَّى بها إلى العَسلِ والطَّغْيَةُ : الصَّفَاةُ المَلْساءُ
والمِجْنَبُ : أَقْصى أَرْضِ العَجم إلى أَرضِ العَربِ وأَدْنَى أَرضِ العربِ إلى أَرض العجم قال الكُميت :
وشَجْوٍ لِنَفْسِيَ لَمْ أَنْسَهُ ... بِمُعْتَرَكِ الطَّفِّ والمِجْنَبِ والمِجْنَبُ : التُّرْسُ لأَنه يَجْنُبُ صاحِبَه أَي يَقِيهِ ما يَكْرَهُ كأَنه آلةٌ لذلك كذا في الأَساس وتُضَمُّ مِيمُه والمِجْنَبُ بالكسر شَبَحٌ كالمُشْطِ إلاَّ أَنَّه بلا أَسْنَانٍ وطَرَفُه الأَسفلُ مُرْهَفٌ يُرْفَعُ به التُّرابُ على الأَعْضَادِ والفِلْجَانِ وقد جَنَبَ الأَرضَ بالمِجْنَبِ
والجَنَبُ مُحَرَّكَةً مَصْدَرُ جَنِبِ البعِيرُ بالكسر يَجْنَبُ جَنَباً وهو شِبْهُ الظَّلَعِ وليس بظَلَعٍ . والجَنَبُ أَيضاً : أَن يَشْتَدَّ العَطَشُ أَي يعْطَشَ عطَشاً شديداً حتى تَلْزَقَ الرِّئَةُ بالجَنْبِ أَي من شِدَّةِ العطَشِ قال ابن السكّيت : وقالت الأَعرابُ : هو أَنْ يلْتَوِيَ من شِدَّةِ العطَشِ قال ذو الرّمّة يصف حِماراً :
وَثْبَ المُسَحَّجِ مِنْ عانَاتِ مَعْقُلَةٍ ... كَأَنَّهُ مُسْتَبَانُ الشَّكِّ أَوْ جَنِبُ والمُسَحَّجُ : حِمارُ الوَحْشِ والهَاءُ في " كأَنه " تعودُ على حمارِ وَحْشٍ تقَدَّم ذِكْرُه يقول : كأَنه من نَشَاطِه ظَالِعٌ أَو جَنِبٌ فهو يمْششي في شِقٍّ وذلك من النَّشَاطِ يُشَبِّه ناقَتَه أَو جَملَه بهذا الحِمارِ وقال أَيضاً :
هاجَتْ به جُوَّعٌ غُضْفٌ مُخَصَّرةٌ ... شضوازِبٌ لاَحَهَا التَّقْرِيبُ والجَنَبُ ويقال : حِمارٌ جَنِبٌ . وجَنِبَ البعِيرُ : أَصابهُ وَجَعٌ في الجَنْبِ من شِدَّةِ العطَشِ والجَنَبُ : القَصِيرُ وبه فُسِّر بيتُ أَبِي العِيالِ :
فَتًى ما غَادرَ الأَقْوَا ... مُ لا نِكْسٌ وَلاَ جَنَبُ وفي نسخةٍ الفَصِيلُ بَدَلَ القَصِيرِ وهو خطأٌ وفي لسان العرب : والجَنِبُ أَي ككَتِفٍ : الذِّئْبُ لتَظَالُعِه كَيْداً ومَكْراً مِنْ ذلك
والجَأْنَبُ بالهَمْزِ : القَصِيرُ الجَافِي الخِلْقَةِ وخَلْقٌ جَأْنَبٌ إذا كان قَبِيحاً كَزًّاوالجَنَبُ بالتَّحْرِيكِ الذي نُهِيَ عنه في حديث الزَّكَاةِ والسِّبَاقِ وهو أَن يَجْنُبَ فَرَساً عُرْياً في الرِّهَانِ إلى فَرَسِه الذي يُسَابِقُ عليه في السِّبَاقِ فإذا فَتَرَ المَرْكُوبُ أَي ضَعُفَ تَحَوَّلَ وانْتَقَلَ إلى الفَرَسِ المَجْنُوبِ أَي المَقُودِ وذلك إذا خَافَ أَن يُسْبَقَ على الأَوّلِ . والجَنَبُ المَنْهِيّ عنه في الزَّكَاةِ : أَن يَنْزِلَ العامِلُ بأَقْصَى مَواضعِ الصَّدَقَةِ ثم يأْمُرَ بالأَموالِ أَنْ تُجْنَبَ إليه وقد مرَّ بَيانُ ذلك في ج ل ب وقِيلَ : هو أَنْ يَجْنُبَ ربُّ المالِ بمالِه أَي يُبْعِدَهُ عن موْضِعِه حتى يَحْتَاج العاملُ إلى الإِبْعَادِ في اتِّبَاعِه وطَلَبِه
والجَنُوبُ كصَبُورٍ : رِيحٌ تُخَالِفُ وفي لَفْظِ الصحاح : تُقابِلُ الشَّمَالَ تأْتِي عن يمِينِ القِبْلَةِ وقال ثعلب : الجَنُوبُ من الرِّياح : ما اسْتَقْبلَكَ عن شِمَالِكَ إذا وقَفْتَ في القِبْلَةِ وقال ابن الأَعرابيّ : الجَنُوبُ مَهَبُّها من مَطْلَعِ سُهَيْلٍ إلى مَطْلع الثُّرَيَّا وعن الأَصمعيّ : الجَنُوبُ : ما بين مَطْلَع سُهَيْلٍ إلى مَطلعِ الشَّمْسِ في الشِّتَاءِ وقال عُمَارةُ : مَهبّ الجَنُوبِ ما بين مَطْلَع سُهَيلٍ إلى مَغْرِبه وقال الأَصمعيّ : إذا جاءَتِ الجَنوبُ جاءَ معها خَيْرٌ وتَلْقِيحٌ وإذا جاءَت الشَّمَالُ نَشَّفَتْ وتقول العربُ للاثْنَيْنِ إذا كانا مُتَصَافِيَيْنِ : رِيحُهُمَا جَنُوبٌ وإذا تَفَرَّقَا قِيلَ : شَمَلَتْ رِيحُهُمَا ولذلك قال الشاعر :
لَعَمْرِي لَئِنْ رِيحُ المَوَدَّةِ أَصْبحَتْ ... شَمَالاً لَقَدْ بُدِّلْتُ وَهْيَ جَنُوبُ وقولُ أَبِي وَجْزَةَ :
مَجْنُوبةُ الأُنْسِ مَشْمُولٌ مَواعِدُهَا ... مِنَ الهِجَانِ ذَواتِ الشَّطْبِ والقَصَبِ قال ابن الأَعرابيّ : يُرِيدُ أَنها تَذْهَبُ مَوَاعِدُها مع الجَنُوبِ ويذْهبُ أُنْسُهَا مع الشَّمَالِ وفي التهذيب : الجَنُوبُ مِنَ الرياحِ : حارَّةٌ وهي تَهُبُّ في كلّ وَقْتٍ ومَهبُّها ما بيْنَ مَهَبَّيِ الصَّبا والدَّبُورِ ممّايَلِي مَطلَع سُهيلٍ وحكي الجوهريُّ عن بعض العرب أَنه قال : الجَنُوبُ جارَّةٌ في كلّ مَوضع إلاّ بنَجْدٍ فإنها باردةٌ وبيْتُ كُثَيِّرِ عزَّةَ حُجَّةٌ له :
جَنُوبٌ تُسَامِي أَوْجُهَ القَوْمِ مَسُّهَا ... لَذِيذٌ ومَسْراهَا من الأَرضِ طَيِّبُ وهي تكون اسْماً وصِفَةً عند سيبويه وأَنشد :
رِيحُ الجَنُوبِ مع الشَّمَالِ وتَارةً ... رِهَمُ الرَّبِيعِ وصَائِبُ التَّهْتَانِ وهَبَّتْ جَنُوباً دلِيلٌ على الصِّفَةِ عند أَبِي عُثْمَانَ قال الفارسيّ ليس بدليلٍ أَلاَ تَرى إلى قول سيبويه إنه قد يكون حالاً ما لا يكُونُ صِفةً كالقَفيِزِ والدِّرْهم
ج جنَائِبُ زاد في التهذيب : وأَجْنُبٌ وقد جَنَبَتِ الرِّيحُ تَجْنُبُ جُنُوباً وأَجْنَبَتْ أَيْضاً أَي هَبَّتْ جَنُوباً وجُنِبُوا بالضَّمِّ أَي أَصْابتْهُمُ الجَنُوبُ فَهُمْ مجْنُوبُونَ وجُنِبَ القَوْمُ أَي أَصابتهمُ الجَنُوبُ أَي في أَمْوالِهِم قال ساعدةث بن جُؤَيَّةَ :
سَادٍ تَجَرَّمَ في البَضِيعِ ثَمَانِياً ... يُلْوِي بِعَيْقَاتِ البِحارِ ويُجْنَبُ أَي أَصابتْه الجَنُوبُ كذا في لسان العرب وكذلك القولُ في الصَّبَا والدَّبُورِ والشَّمَالِ وجَنِبَتِ الرِّيحُ بالكسر إذا تَحوَّلَتْ جَنُوباً وأَجْنَبُوا إذا دخَلُوا فِيهَا أَي ريحِ الجنُوبِ
وجَنَبَ إلَيْهِ أَي إلى لِقَائِه كنَصَر وسمِع كذا في النسخة وفي أُخرى كسمِع ونَصَر : قَلِقَ الكَسْرُ عن ثعلب والفَتْحُ عن ابن الأَعرابيّ تقولُ جَنِبْتُ إلى لِقَائِكَ وغَرِضْتُ إلى لِقَائِكَ جَنَباً وغَرَضاً أَي قَلِقْتُ لِشِدَّةِ الشَّوْقِ إليكَ
والجَنْبُ : النَّاحِيةُ وأَنشد الأَخفش :
" النَّاسُ جَنْبٌ والأَمِيرُ جَنْبُ كأَنَّهُ عَدلَه بجميع الناسِ والجَنْبُ أَيضاً : مُعْظَمُ الشيءِ وأَكْثَرُه ومنه قولُهم : هذا قَلِيلٌ في جَنْبِ مَودَّتِكَ وفي لسان العرب : الجَنْبُ : القِطْعةُ من الشيْءِ يكون مُعْظَمَه أَو كثيراً منهوجَنْبٌ بلاَ لاَم : بَطْنٌ من العرب وقيل : حَيٌّ منَ اليمَنِ أَو هو لَقَبٌ لهم لاَ أَبٌ وهم : عبْدُ اللهِ وأَنَسُ اللهِ وزَيْدُ اللهِ وأَوْسُ اللهِ وجُعْفِيٌّ والحَكَمُ وجِرْوَةُ بَنُو سَعْدِ العَشِيرَةِ بنِ مَذْحِجٍ سُمُّوا جَنْباً لأَنَّهُم جَانَبُوا بَنِي عَمِّهِمْ صُدَاءَ ويَزِيدَ ابْنَيْ سَعْدِ العَشِيرَة من مَذْحِجٍ قاله الدَّارَقُطْنِي ونقله السُّهَيْلِيُّ في الروض قال : وذَكرَ في موضعٍ آخَرَ خِلافاً في أَسمائهم وذكر منهم بَنِي غِلِيٍّ بالغين وليس في العرب غِلِيٌّ غيره قال مهلهل :
زَوَّجَهَا فَقْدُهَا الأَرَاقِمَ في ... جَنْبٍ وكانَ الحِبَاءُ مِنْ أَدَمِ وجَنْبُ بنُ عبدِ الله مُحَدِّثٌ كُوفِيٌّ له رِوَاية
وجَنَّبَ تَجْنِيباً إذا لَمْ يُرْسِلِ الفَحْلَ في إبِله وغَنَمِه وجَنَّبَ القَوْمُ فهم مُجَنِّبُونَ إذا انْقَطَعَتْ أَلْبَانُهم أَو قَلَّتْ وقيلَ إذا لم يكن في إبلهم لَبَنٌ وجَنَّبَ الرجُلُ إذا لم يَكنْ في إبِله ولاَ غَنَمِه دَرٌّ وهو عَامُ تَجْنِيبٍ قال الجُمَيْحُ بنُ مُنْقِذٍ : يذكرُ أَمرأَتَه :
لَمَّا رَأَتْ إبِلي قَلَّتْ حَلُوبَتُهَا ... وكُلُّ عَامٍ عَلَيْهَا عامُ تَجْنِيبِ يقول : كلُّ عامٍ يَمرُّ بها فهو عامُ تَجْنِيبٍ وقال أَبو زيد : جَنَّبَتِ الإِبِلُ إذا لم تُنْتَجْ منها إلاّ النَّاقَةُ والنَّاقَتَانِ وجَنَّبَهَا هو بشَدِّ النُّونِ أَيضاً وفي حديث الحارث بنِ عَوْفٍ " إنَّ الإِبِلَ جَنَّبَتْ قِبَلَنَا العَامَ " أَي لم تَلْقَحْ فيكونَ لها أَلْبَانٌ
وجَنُوبُ : امْرَأَةٌ وهي أُخْتُ عَمْرٍو ذِي الكَلْبِ الشَّاعِرِ . قال القَتَّالُ الكِلاَبِيُّ :
أَبَاكِيَةٌ بَعْدِي جَنُوبُ صَبَابَةً ... عَلَيَّ وأُخْتَاهَا بِمَاءِ عُيُونِ وفي لسان العرب : وجَنبَت الدَّلْوُ تَجْنَبُ جَنَباً إذا انْقَطَعَتْ منها وَذَمَةٌ أَو وَذَمَتَانِ فمَالَتْ
والجَنَابَاءُ بالمَدِّ والجُنَابَى كسُمَانَى مُخَفَّفاً مَقْصُوراً هكذا في النسخة التي رَأَيْنضاهَا وفي لسان العرب بالضمّ وتشديد النون ويدلّ على ذلك أَنّ المؤلّف ضَبط سماني بالتشديد في س م ن فليكُنْ هذا الأَصحّ ثم إنّه في بعض النسخِ المَدُّ في الثاني وكذا في لسان العرب أيضاً والذي قيَّده الصاغانيُّ بالضمّ والتخفيف ككُسالَى وقال : لُعْبَةٌ لِلصِّبْيَانِ يَتَجَانَبُ الغُلاَمَانِ فيعْتَصِمُ كلُّ واحدٍ منَ الآخَرِ
والجَوَانِبُ : بِلاَدٌ نقله الصاغانيُّ
وجُنَّبٌ كقُبَّرٍ : نَاحِيَةٌ وَاسِعَةٌ بالبَصْرَةِ شَرْقِيَّ دِجْلَةَ ممايَلِي الفُرَاتَ
وجُنَبَةٌ كهُمَزَةٍ : ما يُجْتَنَبُ نقله الصاغانيُّ
وجَنَّابَةُ مُشَدَّدَةً : د أَي بَلَدٌ يُحَاذِي يُقَابِلُ خَارَكَ بساحلِ فارسَ مِنْهُ القَرَامِطَةُ الطائفةُ المشهورةُ كَبِيرهُم أَبُو سَعيدٍ الحَسَنُ بنُ بَهْرَامَ الجَنَّابِيّ قُتِلَ سنةَ إحدى وثلاثمائة ثم وَلِي الأَمرَ بعدَه ابنُه أَبو طاهرٍ سُلَيْمَانُ ومنهم : أَبو عليٍّ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ أَبي سعيد المعروفُ بالأَعْصَمِ حاصَرَ مصرَ والشامَ تُوُفِّيَ بالرَّمْلَةِ سنة 366 جَرَت بينه وبين جَوْهرٍ القائِد حُروبٌ إلى أَن انْهَزَم القَرْمَطِيُّ بعَيْنِ الشَّمْسِ وقد استوفَى ذِكرَهم ابنُ الأَثير في الكامل وإليه نُسِبَ المحدّثُ أَبُو الحَسضنِ عليُّ بنُ عبدِ الواحدِ الجَنَّابِيُّ يَروِي عن أَبي عُمر الهَاشِمِيِّ وعنه أَبو العِزِّ القَلاَنِسِيُّ
ويُقَالُ سضحَابَةٌ مَجْنُوبَةٌ إذا هَبَّتْ بها الجَنُوبُ وهي الرِّيحُ المعروفة
والتَّجْنِيبُ : انْحِنَاءٌ وتَوْتِيرٌ في رِجْلِ الفَرَسِ وهو مُسْتَحَبٌّ قال أَبو دُوَادٍ :
" وَفِي اليَدَيْنِ إذَا مَا المَاءُ أَسْهَلَهَاثَنْيٌ قَلِيلٌ وفي الرِّجْلَيْنِ تَجْنِيبُ قال أَبو عبيدة : التَّجْنِيبُ أَن يَحْنِيَ يَدَيْهِ في الرَّفْعِ والوَضْعِ وقال الأَصمعيّ : التَّجْنِيبُ بالجِيمِ في الرِّجْلَيْنِ والتَحْنِيبُ بالحَاءِ في الصُّلْبِ واليَدَيْنِوجَنْبَةُ بنُ طارِقِ بنِ عَمْرِو بنِ حَوْطِ بنِ سَلْمَى ابنِ هَرْمِيّ بنِ رِيَاح مُؤَذِّنُ سَجَاحِ المُتَنَبِّئَةِ الكَذَابَةِ وعَبْدُ الوَهَّابِ بنُ جَنْبَةَ شَيْخُ أَبِي العَبَّاسِ المُبَرّدِ النَّحْوِيِّ
وفي الحديثِ " بعِ الجَمْعَ بالدَّرَاهِم ثُمَّ ابْتَعْ بالدَّرَاهمِ جَنِيباً " الجَنِيبُ كأَمِيرٍ تَمْرٌ جَيِّدٌ معروفٌ من أَنْوَاعِه والجَمْعُ : صُنُوفٌ من التَّمْرِ تُجْمَع وكانوا يَبِيعُونَ صَاعَيْنِ من التَّمْرِ بصاعٍ من الجَنِيبِ : فقال ذلك تَنْزِيهاً لهم عن الرِّبَا
وجَنْبَاءُ كصَحْرَاءَ : ع ببلاد بَنِي تَمِيمٍ نقله الصاغانيّ . قلتُ : وهو على لَيْلةٍ من الوَقْبَاءِ وآبَاءُ جَنَابٍ بالتخفيف التَّمِيمِيُّ والقَصَّابُ وابنُ أَبِي حَيَّةَ الأَوَّلُ : شيخٌ لِيَحْيَى القَطَّانِ والثاني . اسْمُه عَوْنُ بنُ ذَكْوَانَ والثالث اسمُه يَحْيَى وهو الكَلْبِيُّ رَوَى عن الضَّحَّاكِ بنِ مُزَاحِم وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وكذا جَنَابُ بنُ الحَسْحَاسِ روى عنه عبدُ اللهِ بنُ معاويةَ الجُمَحِيُّ وجَنَابُ بنُ نِسْطَاسٍ عن الأَعْمَشِ وابنُه محمدُ بنُ جَنَابٍ رَوَى عن أَبِيه وأَبُو هَانِىءٍ جَنَابُ بنُ مَرْثَدٍ الرُّعَيْنِيُّ تابِعِيٌّ مُخَضْرَمٌ وقيل : صَحَابِيٌّ وجَنَابُ بنُ إبْرَاهِيمَ عن ابن لَهِيعَةَ مُحَدِّثُونَ وجَنَابُ بنُ مَسْعُودٍ العُكْلِيُّ وجَنَابُ بنُ عَمْرٍو والصوابُ : بن أَبِي عَمْرٍو السَّكُونِيّ شاعِرَانِ والأَوّلُ فارِسٌ أَيضاً
وجَنَّابٌ بالتَّشْدِيدِ منه الوَلِيُّ المَشْهُورُ أَبُو الجَنَّابِ أَحمدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمدِ بنِ عبد الله الصُّوفِيُّ الخِيَوَقِيُّ بالكَسْرِ الخُوَارَزْمِيُّ نَجْمُ الكُبَرَاءِ وفي نَفَحَات الأُنْس لعبد الرحمن الجَامِي أَنه نَجْمُ الدِّين الطَّامَّة الكُبْرَى وهذه الكُنْيَةُ كَناهَا له النبيّ صلى الله عليه وسلم في المَنَام من كِبَارِ الصُّوفِيَّةِ انْتَهَت إليه المَشْيَخَةُ بخُوَارَزْمَ وما يَلِيها سَمِعَ بالإِسْكَنْدَرِيَّة أَبَا طَاهِرٍ السِّلفِيَّ وبتَبْرِيزِ محمدَ بنَ أَسْعَدَ العطَاريّ وبأَصْبَهَانَ أَبَا المَكَارِمِ الَّلبَّانَ وأَبَا سَعِيدٍ الرارانيّ ومُحَمَّدَ بنَ أَبِي زَيْدٍ الكرانّي ومَسْعُودَ بنَ أَبِي مَنْصُورٍ الجَمَالِيَّ وأَبَا جَعْفَرٍ الصَّيْدَلانِيَّ وغَيْرَهُم حَدَّثَ بِخُوَارَزْمَ وسَمِعَ منه أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ العَزِيزِ بنُ هِلاَلٍ الأَنْدَلُسِيُّ وذَكَرَه ابنُ جَرادة في تارِيخ حَلَبَ وقال قَدِمَ حَلَبَ في اجْتِيَازِهِ من مِصْرَ قُتِلَ بِخُوَارَزْمَ سنة 618 على يَدِ التَّتَارِ شَهِيداً
وجُنَيْبٌ كزُبَيْرٍ : أَبُو جُمْعَةَ الأَنْصَارِيُّ منَ الصَّحَابَةِ أَو هُوَ بالبَاءِ وقد تَقَدَّم ذِكْرُه في ج ب ب
وأَبُو الجَنُوبِ اليَشْكُرِيُّ اسمُه عُقْبَةُ بنُ عَلْقَمَةَ رَوَى عن عَلِيٍّ وعنه أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الغَزِّيُّ وجِنَابٌ بالكَسْرِ : مَوْضعٌ لِبَنِي فَزَارَةَ
عَزَّ الرجلُ يَعِرُّ عِزَّاً وعِزَّةً بكسرِهما وعَزَازَةً بالفَتْح : صار عَزيزاً كتَعَزَّزَ ومنه الحديث : قال لعائشة : " هل تَدْرِين لمَ كان قَوْمُك رَفعوا بابَ الكعبةِ قالت : لا . قال : تَعَزُّزاً لا يَدْخُلها إلاّ من أرادوا " أي تكَبُّراً وتَشدُّداً على الناس وجاء في بعض نسخِ مُسلِم : تَعَزُّراً بالراء بعد الزاي من التَّعْزِير وهو التَّوْقير . قال أبو زَيْد : عَزَّ الرجل يَعِزُّ عِزَّاً وعِزَّةً إذا قَوِيَ بعد ذلَّةٍ وصار عَزيزاً . وأعَزَّه اللهُ تعالى : جَعَلَه عَزيزاً وعَزَّزَه تَعْزِيزاً كذلك ويقال : عَزَزْتُ القومَ وأَعْزَزْتُهم وعَزَّزْتُهم : قَوَّيْتُهم وشدَّدْتُهم وفي التنزيل : " فعَزَّزْنا بثالثٍ " أي قوَّيْنا وشَدَّدنا وقد قُرِئَت : فَعَزَزْنا بالتخفيف كقولك : شَدَدْنا . والعِزّ في الأصل القُوَّةُ والشِّدَّة والغلَبَة والرِّفْعة والامْتِناع . وفي البَصائر : العِزَّة : حالةٌ مانعةٌ للإنسان من أن يُغلَب وهي يُمدَح بها تارةً ويُذَمُّ بها تارةً كعِزَّة الكُفّار : " بل الذين كَفروا في عِزَّةٍ وشِقاق " ووَجهُ ذلك أنّ العِزَّة لله ولرسوله وهي الدائمةُ الباقية وهي العِزَّة الحقيقية والعِزَّةُ التي هي للكفّار هي التَّعَزُّز وفي الحقيقة ذُلّ لأنّه تشَبُّع بما لم يُعطَه وقد تُستَعار العِزّة للحَمِيَّة والأنَفَة المذمومة وذلك في قَوْلهُ تَعالى : " وإذا قيل له اتَّقِ اللهَ أَخَذَتْه العِزَّةُ بالإثْم " عَزَّ الشيءُ يَعِزُّ عِزَّاً وعِزَّةً وعَزازَة : قَلَّ فلا يكادُ يُوجَد وهذا جامِعٌ لكلِّ شيءٍ فهو عَزيزٌ قليلٌ . وفي البَصائر : هو اعْتِبار بما قيل : كلّ موجودٍ مَمْلُولٌ وكلّ مَفْقُودٍ مَطْلُوبٌ ج عِزَازٌ بالكسر وأَعِزَّةٌ وأَعِزَّاء . قال اللهُ تعالى : " فَسَوْفَ يأتي اللهُ بقومٍ يُحبُّهم ويُحبِّونَه أَذِلَّةٍ على المؤمنين أَعِزَّةٍ على الكافرين " أي جانبُهم غليظٌ على الكافرين لَيِّنٌ على المؤمنين وقال الشاعر :
بِيضُ الوجوهُ كَريمةٌ أَحْسَابُهم ... في كلِّ نائبةٍ عِزازُ الآنِفِ ولا يقال عُزَزاء كراهيةَ التّضعيف وامْتِناعُ هذا مُطَّرِد في هذا النحو المُضاعَف . قال الأَزْهَرِيّ : يتذَلَّلون للمؤمنين وإن كانوا أَعِزَّةً وَيَتَعزَّزون على الكافرين وإن كانوا في شَرَفِ الأحسابِ دونَهم . عَزَّ الماءُ يَعِزُّ بالكسر أي سال وكذلك مَذَعَ وبَذَعَ وضَهَى وهَمَى وفَزَّ وفَضّ . عَزَّت القَرحةُ تَعِزُّ بالكسر إذا سالَ ما فيها . ويقال : عَزَّ عليَّ أن تَفْعَلَ كذا وعَزَّ عليّ ذلك أي حَقَّ واشتدَّ وشَقّ وكذا قولُهم : عَزَّ عليَّ أن أسوءَك . أي اشتدّ كما في الأساس يَعِزُّ ويَعَزُّ كيَقِلّ ويَمَلّ أي بالكسر وبالفَتْح يقال : عَزّ يَعَزُّ بالفَتْح إذا اشتدَّ وعَزَزْتُ عليه أَعِزُّ من حدِّ ضَرَبَ أي كَرُمْت عليه نقله الجَوْهَرِيّ . وأُعْزِزْتُ بما أصابكَ بالضمّ أي مَبْنِيّاً للمَجهول أي عَظُم عليَّ . ويقال : أَعْزِزْ عليَّ بذلك أي أَعْظِمْ ومعناه عَظُمَ عَلَيَّ ومنه حديث عَلِيّ رَضِيَ الله عنه لمّا رأى طَلْحَةَ قَتيلاً قال : " أَعْزِزْ عَلَيَّ أبا مُحَمَّد أنْ أراكَ مُجَدَّلاً تحت نجومِ السماء " . والعَزُوز كصَبُور : الناقةُ الضَّيِّقَةُ الإحليل لا تَدِرُّ حتى تُحلَب بجهْد وكذلك الشاة ج عُزُزٌ بضمَّتَيْن كصَبور وصُبُر ويقولون : ما العَزُوز كالفَتوح ولا الجَرور كالمَتوح أي ليست الضيِّقةُ الإحليل كالواسعَتُه والبعيدةُ القَعْرِ كالقَريبَته وقد عَزَّتْ تَعُزُّ كمَدَّ يَمُدُّ عُزوزاً كقُعود وعِزازاً بالكسر وعَزُزَت ككَرُمَت قال ابْن الأَعْرابِيّ : عَزُزَت الشاةُ والناقةُ عُزُزاً شديداً بضمَّتَيْن إذا ضاقَ خَلِفُها ولها لبَنٌ كثيرٌ . قال الأَزْهَرِيّ : أَظْهَر التَّضعيف في عَزُزَت ومِثلُه قليل قد أَعَزَّت إذا كانت عَزوزاً كذلك تعَزَّزَت والاسم العَزَز والعَزَاز . وعَزَّه يعُزّه عَزَّاً كمَدَّه : قَهَرَه وغَلَبَه في المُعازَّة أي المُحاجَّة . قال الشاعرُ يَصِفُ جمَلاً :
يعُزُّ على الطريقِ بمَنْكَبَيْه ... كما ابتَرَكَ الخَليعُ على القِداحِأي يَغْلِب هذا الجمَلُ الإبلَ على لُزومِ الطريق فشَبَّه حِرصَه عليه وإلحاحَه في السَّيْر بحِرْص هذا الخليعِ على الضَّرْب بالقِداح لعلّه يَسْتَرجِع بعض ما ذهب من مالِه والخليع : المَخْلوع المَقْمور مالَه . والاسم العِزَّة بالكسر وهي القُوَّة والغَلَبة كعَزْ عَزَه عَزْعَزةً . عَزَّه في الخِطاب أي غَلَبَه في الاحْتِجاج وقيل : غالَبَه كعازَّه مُعازَّةً وقَوْلهُ تَعالى : " وعَزَّني في الخِطاب " أي غَلَبَني وقُرِئَ : وعازَّني أي غالَبَني أو عَزَّني : صارَ أعزَّ مِنّي في المُخاطَبَة والمُحاجَّة ويقال : عازَّني فَعَزَزْتُه أي غالَبَني فَغَلَبْتُه وضمّ العَينِ في مثل هذا مُطَّرِدٌ وليس في كلّ شيءٍ يقال فاعَلَني فَفَعَلتُه . والعَزَّة بالفَتْح : بِنتُ الظَّبْية وقال الراجز :
هانَ على عَزَّةَ بِنتِ الشَّحّاجْ ... مَهْوَى جِمالِ مالِكٍ في الإدْلاجْ وبها سُمِّيت المرأة عَزَّة وهي بنتُ جميل الكِنانِيّة صاحبةُ كُثَيِّر وجميلٌ هو أبو بَصْرَة الغِفاريّ . والعَزاز كَسَحَاب : الأرضُ الصُّلبَة وفي كتابِه صلّى الله عليه وسلَّم لوَفدِ هَمْدَان : " على أنّ لهم عَزازَها " وهو ما صَلُبَ من الأرض وخَشُنَ واشتدَّ وإنّما يكون في أطرافِها ويقال : العَزاز : المكانُ الصُّلبُ السريع السَّيْل . قال ابنُ شُمَيْل : العَزاز : ما غَلُظَ من الأرضِ وأَسرعَ سَيْلُ مَطَرِه يكون من القِيعانِ والصَّحاصِح وأسْنادِ الجِبالِ والآكامِ وظُهورِ القِفافِ . قال العَجّاج :
من الصَّفا العاسِي ويَدْهَسْنَ الغَدَرْ ... عَزازَهُ ويَهْتَمِرْنَ ما انْهَمَرْ وقال أبو عَمْرُو في مسايِلِ الوادي : أبعَدُها سَيْلاً الرَّحَبَةُ ثمّ الشُّعْبَة ثمّ التَّلْعَة ثمّ المِذْنَب ثمّ العَزازَة . وفي الحديث : " أنّه نَهَى عن البَوْل في العَزاز " لئلا يترشَّشَ عليه . وفي حديث الحَجَّاج في صِفةِ الغَيث : وأسالت العَزازَ . وأَعَزَّ الرجلُ إعْزازاً : وَقَعَ فيها أي في أرضٍ عَزازٍ وسارَ فيها كما يقال أَسْهَلَ إذا وَقَعَ في أرضٍ سَهْلَةٍ . عن أبي زَيْد : أعَزَّ فلاناً : أَكْرَمَه وأَحَبَّه وقد ضَعَّفَ شَمِرٌ هذه الكلمة عن أبي زَيْد . عن أبي زَيْد أيضاً : أعَزَّت الشاةُ من المَعْزِ والضَّأْن إذا اسْتَبانَ حَمْلُها وعَظُمَ ضَرْعُها قال : وكذلك أَرْأَتْ ورَمَّدَتْ وأَضْرَعَتْ بمعنىً واحدٍ . أعَزَّت البقرةُ إذا عَسُرَ حَمْلُها وقال ابنُ القَطَّاع : ساءَ حَمْلُها . وعَزاز كَسَحَاب : ع باليمن . وعَزاز : د بالرَّقَّة قرب حَلَب شمالِيَّها . قالوا : إذا تُرِكَ تُرابُها على عَقْرَبٍ قَتَلَها بالخَواصّ فإنّ أَرْضَها مُطَلْسمة وقد نُسِبَ إليها الشِّهابُ العَزازِيّ أحدُ الشُّعراءِ المُجيدين كان بعد السَّبْعِمائة وقد ذَكَرَه الحافظُ في التبصير . والعَزَّاءُ بالمدّ : السَّنَةُ الشديدةُ قال :
" ويَعْبِطُ الكُومَ في العَزَّاءِ إن طُرِقا يقال : هو مِعْزازُ المرَضِ كمِحْراب : أي شديدُه . والعُزَّى بالضمّ : العَزيزةُ من النِّساء . قال ابنُ سِيدَه : العُزَّى : تأنيثُ الأَعَزّ بمنزلةِ الفُضْلى من الأَفْضَل فإن كان ذلك فاللامُ في العُزّى ليست بزائدة بل هي فيه على حدِّ اللام في الحارِثِ والعَبَّاس قال : والوَجهُ أن تكون زائدةً لأنّا لم نَسْمَع في الصِّفات العُزَّى كما سَمِعْنا فيها الصُّغْرى والكُبْرى . قَوْلهُ تَعالى : " أَفَرَأَيْتُمُ اللاتَ والعُزَّى " جاء في التفسير أنّ اللاتَ صَنَمٌ كان لثَقيف والعُزَّى : صنَمٌ كان لقُرَيْش وبَني كِنانة قال الشاعر :
أَمَا ودِماءٍ مائِراتٍ تَخالُها ... على قُنَّةِ العُزَّى وبالنَّسْرِ عَنْدَماأو العُزَّى : سَمُرَةٌ عَبَدَتْها غَطَفَانُ بنُ سَعْدِ بن قَيْس عَيْلان أوّلُ من اتَّخَذَها منهم ظالمُ بنُ أَسْعَد فوق ذات عِرْق إلى البُستان بتِسعةِ أَمْيَال بالنَّخلةِ الشاميَّة بقرب مكّة وقيل بالطائف بنى عليها بَيْتَاً وسَمَّاه بُسَّاً بالضمّ وهو قَوْلُ ابنِ الكَلبيّ وقال غَيْرُه : اسمُه بُسّاء بالمَدّ كما سيأتي وأقاموا لها سَدَنَة مُضاهاةً للكعبة وكانوا يَسْمَعون فيها الصَّوْت فَبَعَث إليها رسولُ الله صلّى الله عليه وسلَّم خالدَ بن الوليد رَضِيَ الله عنه عامَ الفَتح فَهَدَم البيتَ وقتل السادِنَ وأَحْرَقَ السَّمُرَة . وقرأْتُ في شَرْحِ دِيوانِ الهُذَلِيِّين لأبي سعيد السُّكَّريّ ما نصُّه : أَخْبَرَ هشامُ بنُ الكلبيّ عن أبيه عن أبي صالح عن ابن عبّاس قال : كانت العُزَّى شَيْطَانةً تأتي ثلاثَ سَمُرات ببَطْن نَخْلَة " فلما افتتَح النبيُّ صلّى الله عليه وسلَّم مكَّةَ بَعَثَ خالدَ بنَ الوليد فقال : ائْتِ بَطْنَ نَخْلَةَ فإنك تجدُ بها ثلاثَ سَمُراتٍ فاعْضِد الأُولى فأتاها فَعَضَدها ثم أتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فقال : هل رأيتَ شيئاً ؟ قال : لا قال : فاعْضِد الثانية فأتاها فَعَضَدها ثمّ أتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فقال : هل رأيتَ شيئاً ؟ قال : لا قال : فاعْضِد الثالثة . فأتاها فإذا هو بزِنْجِيّة نافِشَةٍ شَعْرَها واضِعَةٍ يَدَيْها على عاتِقِها تَحْرِق بأنْيابِها وخَلْفَها دُبَيّة السُّلَمِيّ وكان سادِنَها فلمّا نظر إلى خالدٍ قال :
أيا عُزَّ شُدِّي شَدَّةً لا تُكَذِّبي ... على خالدٍ ألقي الخِمارَ وشَمِّري
فإنَّك إنْ لم تَقْتُلي اليومَ خالِداً ... فبُوئي بذُلٍّ عاجِلٍ وتَنَصَّري فقال خالدٌ :
يا عُزَّ كُفْرانَكِ لا سُبْحانَكِ ... إني وجدتُ اللهَ قد أهانَكِ ثم ضَرَبَها فَفَلَق رَأْسَها فإذا هي حُمَمَةٌ ثمّ عَضَدَ السَّمُرَةَ وَقَتَل دُبَيَّةَ السادِن ثمّ أتى النبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم فأخبره فقال : تِلك العُزَّى ولا عُزَّى للعربِ بعدها أبداً أما إنّها لا تُعبَد بعدَ اليومِ أبداً . قال : وكان سدنةُ العُزَّى بني شَيْبَان بن جابرِ بن مُرَّةَ من بني سُلَيْم وكان آخِرَ من سَدَنَها منهم دُبَيَّةُ بن حرَميّ . والعُزَيْزَى مُصغَّراً مَقْصُوراً ويُمَدّ : طرَفُ وَرِكِ الفرَسِ أو ما بين العَكْوَة والجاعِرَة وهما عُزَيْزَيان وقيل : العُزَيْزَاوان : عَصَبَتان في أصولِ الصَّلَوَيْن فُصِلَتا من العَجْب وأطرافِ الوَرِكَيْن وقال أبو مالك : العُزَيْزَى : عَصَبَةٌ رقيقةٌ مُركّبةٌ في الخَوْزانِ إلى الوَرِك وأنشد في صِفةِ فرَسٍ :
أُمِرَّت عُزَيْزاهُ ونِيطَتْ كُرومُه ... إلى كفَلٍ رابٍ وصُلبٍ مُوَثَّقِالمُراد بالكروم رَأْسُ الفَخِذ المُستَدير كأنّه جَوْزَةٌ . وسَمَّت العربُ عِزَّان بالكسر وأَعزَّ وعَزازَة بالفَتْح وعَزُّون كحَمْدون وعَزيزاً كأمير وعُزَيْزاً كزُبَيْر وأَعَزُّ بن عمر بن مُحَمَّد السُّهْرَوَرْديّ البَكريّ حدّث عن أبي القاسم بن بَيان وَغَيرِه مات سنة 557 . الأَعَزُّ بن عليّ بن المُظَفَّر البغداديّ الظَّهيريّ بفتح الظاءِ المَنْقوطة أبو المَكارم روى عن أبي القاسم بن السَّمَرْقَنْديّ قيل اسمُه المُظَفَّر وولَدُه أبو الحسن عليّ من شيوخ الدِّمياطيّ سَمِعَ أباه أبا المَكارم المَذكور في سنة 83 وقد رأيته في مُعجَم شيوخ الدِّمياطيّ هكذا وقد أَشَرْنا إليه في : ظَهْر . أبو نَصْر الأعزّ بنُ فَضائل بن العُلَّيْق سَمِعَ شُهدَة الكاتِبة وعنه أمّ عَبْد الله زَيْنَب بنتُ الكَمال وأبو الأعزِّ قَراتَكينُ سَمِعَ أبا مُحَمَّد الجَوْهَرِيّ مُحدِّثون . قلت : وفاتَه عَبْد الله بنُ أعزّ شيخٌ لأبي إسحاق السَّبيعيّ ذَكَرَه ابنُ ماكولا . ويَحيى بنُ عَبْد الله بن أعَزَّ روى عن أبي الوَقت ذكره ابنُ نُقطَة . وأعزّ بن كَرَم الحَرْبيّ عن يحيى بنِ ثابت بن بُنْدار وابنه عبد الرحمن روى عن عَبْد الله بن أبي المَجد الحَرْبيّ والحسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ أَكْرَم بن أعَزَّ الموسويّ ذَكَرَه ابنُ سَليم . والأعزُّ بن قَلاقِس شاعرُ الإسْكَندريّة مَدَحَ السِّلَفيّ وسَمِعَ منه واسمُه نَصْر وكُنيَتُه أبو الفتوح . والأعزّ بنُ عبد السيّد بن عبد الكريم السُّلَميّ روى عن أبي طالب بن يوسف وعمر بن الأعزّ بن عمر كتب عنه ابنُ نُقطَة والأعزّ بنُ مَأْنُوس ذَكَرَه المُصَنِّف في أنس وأبو الفَضائل أحمدُ بنُ عبد الوهّاب بن خَلَف بن بَدْر بن بِنتِ الأعزّ العلائيّ وُلِدَ بالقاهرة سنة 648 وتوفي سنة 699 والأعزّ الذي نُسِبَ إليه هو ابن شُكْر وَزيرُ الملكِ الكامل . وعَزَّان بالفَتْح : حِصنٌ على الفرات بل هي مدينة كانت للزَّبَّاء ولأُختِها أُخرى يقال لها عَدَّان . وعَزَّانُ خَبْتٍ . وعَزَّانُ ذَخِرٍ ككَتِف : من حصون اليمن . قلتُ : هي من حصون تَعِزّ في جبل صَبِر وتَعِزّ كتَقِلّ : قاعِدةُ اليمن وهي مدينةٌ عظيمةٌ ذاتُ أسوارٍ وقصور كانت دارَ مُلكِ بني أيُّوبَ ثمّ بَني رسولٍ من بَعْدِهم . يقال : عَزْعَزَ بالعَنْزِ فلم تَتَعَزْعَز أي زَجَرَها فلم تَتَنَحَّ وعَزْ عَزْ زَجْرٌ لها كذا في اللِّسان والتكملة . واعْتَزَّ بفلانٍ : عَدَّ نَفْسَه عَزيزاً به واعتزَّ به وَتَعَزَّزَ إذا تشَرَّفَ ومنه المُعتَزُّ بالله أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن المُتوَكِّل العباسيّ وُلِدَ سنة 224 وبُويِع له سنة 252 وتُوفّي في رجب سنة 255 وابنه عَبْد الله ابنُ المُعتزَّ الشاعرِ المَشهور . واسْتَعَزَّ عليه المرَضُ إذا اشتدَّ عليه وَغَلَبه وكذلك اسْتعَزَّ به كما في الأساس واسْتَعزَّ اللهُ به : أماتَه واسْتَعزَّ الرَّمْلُ : تَماسَكَ فلم يَنْهَلْ . وعَزَّزَ المطرُ الأرضَ وكذا عَزَّزَ المطرُ منها تَعْزِيزاً إذا لَبَّدَها وشددها فلا تَسوخُ فيها الأرجُلُ قال العَجَّاج :
عَزَّزَ منه وهو مُعطي الإسْهالْ ... ضَرْبُ السَّواري مَتْنَه بالتَّهْتالِ وعَزَوْزى كَشَرَوْرى وَضَبَطه الصَّاغانِيّ بضمِّ الزاي الأُولى : ع بين الحَرَمَيْن الشريفَيْن فيما يقال هكذا نقله الصَّاغانِيّ . والمَعَزَّة : فرَسُ الخَمْخامِ بن حَمَلَةَ بن أبي الأسود . وعِزّ بالكسر : قَلْعَةٌ برُسْتاقِ بَرْذَعَةَ من نواحي أَرَّان . والعِزّ أيضاً أي بالكسر : المطَرُ الشديد وقيل : هو العزيز الكثير الذي لا يَمْتَنِع منه سَهْلٌ ولا جبَل إلاّ أسالَه . والأعزّ : العزيز وبه فُسِّر قَوْلُه تعالى : " ليُخرِجَنَّ الأعزُّ منها الأَذَلَّ " أي العزيز منها ذليلاً . ويقال : مَلِكٌ أعزّ وعزيزٌ بمعنىً واحدٍ قال الفرزدق :
إنّ الذي سَمَكَ السَّماءَ بنى لنا ... بَيْتَاً دعائِمُه أعَزُّ وأَطْوَلُأي عزيزةٌ طويلةٌ وهو مثل قَوْلهُ تَعالى : " وهو أَهْوَنُ عليه " وإنّما وجَّهَ ابنُ سِيدَه هذا على غير المُفاضَلة لأنّ اللام ومن مُتَعاقِبَتان وليس قَوْلُهم : الله أَكْبَر بحُجَّة لأنّه مَسْمُوع وقد كَثُرَ اسْتِعمالُه على أنّ هذا قد وُجِّه على كبير أيضاً . والمَعْزوزَة : الشديدةُ يقال : أرضٌ مَعْزُوزةٌ : أصابها عِزٌّ من المطَر وفي قَوْلِ المُصَنِّف نظَرٌ فإنّ الشديدة والمَمطورة كلاهُما من صِفةِ الأرض كما عَرَفْتَ فلا وَجْهَ لتَخصيص أحدِهما دونَ الآخر مع القُصور في ذِكرِ نَظائِر الأُولى وهي العَزازَة والعَزَّاء كما نبّه عليه في المستدركات . أبو بكر مُحَمَّد بن عُزَيْز كزُبَير وقد أَغْفَل ضَبْطَه قُصوراً فإنّه لا يُعتَمد هنا على الشُّهرة مع وجود الاختِلاف العُزَيْزِيّ السِّجِسْتانيّ المُفسِّر مُؤلِّفُ غريبِ القرآن والمُتَوفِّي سنة 330 والبَغادِدَةُ أي البغداديّون يقولون : هو مُحَمَّد بن عُزَيْز بالراء ومنهم الحافظُ أبو الفَضل مُحَمَّد بنُ ناصر السّلاميّ والحافظ أبو بكر مُحَمَّد بن عبد الغنيّ بن نُقطَة وابنُ النَّجَّار صاحب التاريخ وأبو مُحَمَّد بن عُبَيْد الله وعَبْد الله بن الصّبّاح البغداديّ فهؤلاء كلُّهم ضبَطوا بالرّاء وتَبِعَهم من المَغارِبَة الحُفّاظِ أبو عليّ الصّدفِيّ وأبو بكر بن العربيّ وأبو عامر العَبْدَريّ والقاسم التُّجِيبيّ في آخرين وإليه ذَهَبَ الصَّلاحُ الصَّدَفيّ في الوافي بالوفيات وهو تَصحيف وبعضُهم أي من البغاددة والمُرادُ به الحافظُ ابنُ ناصر قد صنَّفَ فيه رِسالةً مُستقلِّةً وجمعَ كلامَ الناسِ ورجَّحَ أنّه بالراء وقد ضَرَبَ في حديدٍ باردٍ لأنّ جميع ما احتجَّ به فيها راجعٌ إلى الكتابة لا إلى الضبط من قبل الحروف بل هو من قبل الناظرين في تلك الكتابات وليس في مجموعه ما يُفيد العِلمَ بأنّ آخِرَه راءٌ بل الاحتِمال يطرق هذه المواضِعَ التي احتَجَّ بها إذ الكاتبُ قد يَذْهَل عن نَقْط الزاي فتَصير راءً ثمّ ما المانع أن يكون فَوْقَها نُقطة فَجَعَلها بعضُ من لا يُميِّزُ علامةَ الإهمال ولنَذْكُر فيه أقوالَ العُلماءِ ليظهرَ لك تَصويبُ ما ذَهَبَ إليه المُصَنِّف قال الحافظ الذَّهَبيّ في المِيزان في ترجمته : قال ابنُ ناصر وغيرُه : من قاله بزاءَيْن مُعجمَتَيْن فقد صَحَّف ثمّ احتجَّ ابنُ ناصر لقوله بأمور يَطول شَرْحُها تُفيدُ العِلم بأنّه براء وكذا ابنُ نُقطة وابنُ النّجّار وقد تمَّ الوَهمُ فيه على الدارقُطْنيّ وعبدِ الغنيّ والخطيب وابنِ ماكولا فقالوا : عزيز بزاي مكرَّرة وقد بسَّطنا القولَ في ذلك في ترجمَتِه في تاريخ الإسلام قال الحافظُ ابنُ حَجَر في التبصير : هذا المكانُ هو محَلُّ البَسْطِ فيه لأنه مَوْضِعُ الكَشفِ عنه وقد اشتهرَ على الألسنةِ كِتابُ غريبِ القرآن للعُزَيْزِيّ بزاءَيْن مُعجمَتَيْن . وقضيّة كلام ابنِ ناصر ومَن تَبِعَه أن تكون الثانيةُ راءً مُهمَلة والحُكم على الدارقطنيّ فيه بالوَهم مع أنّه لَقِيَه وجالَسه وسَمِعَ معه ومنه ثمّ تَبِعَه النُّقَّادُ الذين انْتقَدوا عليه كالخطيب ثمّ ابن ماكولا وغيرهما في غاية البُعدِ عِندي . والذي احتجَّ به ابنُ ناصر هو أنّ الأَثبات من اللُّغَوِيِّين ضَبطوه بالراء . قال ابنُ ناصر : رأيتُ كتابَ المَلاحن لأبي بكر بن دُرَيْد وقد كَتَبَ عليه لمحمد بن عُزَيْز السِّجِسْتانيّ وقيّدَه بالراء قال : ورأيت بخطِّ إبراهيمَ بن مُحَمَّد الطَّبَريّ تُوزون وكان ضابطاً نُسخةً من غريب القرآن كَتَبَها عن المُصَنِّف وقيّد الترجمة : تأليف مُحَمَّد بن عُزَيْر - بالراء غير معجمة - قال : ورأيتُ بخطّ مُحَمَّد بن نجدة الطَّبَريّ اللغويّ نُسخة من الكتاب كذلك . قال ابنُ نُقطة : ورأيتُ نُسخةً من الكتاب بخطِّ أبي عامرٍ العَبْدَريّ وكان من الأئمّة في اللُّغَة والحديث قال فيها : قال عبد المحسن الشِّيحيّ رأيتُ نسخةً من هذا الكتاب بخطِّ مُحَمَّد بن نَجْدَة وهو مُحَمَّد بن الحسين الطَّبَريّ وكان غاية في الإتقان ترجمَتُها : كتاب غريب القرآن لمحمد بن عُزَيْر الأخيرة راءٌ غير مُعجمَة . قال أبو عامر : قال لي عبد المُحسن : ورأيتُ أنا نسخةً من كتاب الألفاظ رواية أحمد بن عُبَيْد بن ناصحلمحمد بن عُزَيْر السِّجِسْتانيّ آخرُه راء مكتوب بخطِّ ابن عُزَيْرٍ نفسِه الذي لا يَشُكّ فيه أحدٌ من أهل المعرفة . هذا آخرُ ما احتجَّ به ابنُ ناصر وابنُ نُقطة . وقد تقدّم ما فيه . ثم قال الحافظ : فكيف يَقْطَع على وَهم الدارقطنيّ الذي لَقِيَه وأخذ عنه ولم يَنْفَرِد بذلك حتى تابعَه جماعةٌ . هذا عندي لا يتّجِه بل الأمر فيه على الاحتمال وقد اشتهر في الشرق والغرب بزاءَيْن مُعجَمتَيْن إلاّ عند مَن سمَّيْناه ووجد بخطّ أبي طاهر السِّلَفيّ أنّه بزاءَيْن . وقيل فيه : براءٍ آخره والأصحّ بزاءَيْن . قال : والقَلبُ إلى ما اتَّفقَ عليه الدار قطنيّ وأتْباعُه أميلُ إلاّ أن يثبت عن بعض أهل الضبط أنّه قيّدَه بالحروف لا بالقلم . قال : وممّن ضَبَطَه من المَغاربة بزاءَيْن مُعجمَتَيْن أبو العبّاس أحمد بنُ عبد الجليل بن سُلَيْمان الغَسّانيّ التُّدْميريّ كما نَقَلَه ابنُ عبد الملك في التّكملة وتعقّب ذلك عليه بكلام ابنِ نُقطة ثم رجع في آخرِ الكلام أنّه على الاحتمال قلتُ : ونسَبَه الصَّفَديّ إلى الدار قُطنيّ قال : وهو مُعاصِرُه وأخذا جميعاً عن أبي بكر بنِ الأنْباريّ أي فهو أعرفُ باسمه ونسَبِه من غيره . وعُزَيْز أيضاً أي كزُبَيْر كُحْلٌ م معروف من الأكحال نقله الصَّاغانِيّ . وحَفْر عزَّى ظاهره أنه بفتح العَيْن وهكذا هو مَضْبُوط بخطِّ الصَّاغانِيّ والذي ضَبَطَه من تكلَّم على البِقاع والبُلدان أنه بكسرِ العَين وقالوا : هو ناحيةٌ بالمَوْصِل . وتعَزَّزَ لَحْمُه وفي الأساس واللِّسان : لحمُ الناقةِ : اشتدَّ وصَلُبَ قال المُتَلَمِّس : حمد بن عُزَيْر السِّجِسْتانيّ آخرُه راء مكتوب بخطِّ ابن عُزَيْرٍ نفسِه الذي لا يَشُكّ فيه أحدٌ من أهل المعرفة . هذا آخرُ ما احتجَّ به ابنُ ناصر وابنُ نُقطة . وقد تقدّم ما فيه . ثم قال الحافظ : فكيف يَقْطَع على وَهم الدارقطنيّ الذي لَقِيَه وأخذ عنه ولم يَنْفَرِد بذلك حتى تابعَه جماعةٌ . هذا عندي لا يتّجِه بل الأمر فيه على الاحتمال وقد اشتهر في الشرق والغرب بزاءَيْن مُعجَمتَيْن إلاّ عند مَن سمَّيْناه ووجد بخطّ أبي طاهر السِّلَفيّ أنّه بزاءَيْن . وقيل فيه : براءٍ آخره والأصحّ بزاءَيْن . قال : والقَلبُ إلى ما اتَّفقَ عليه الدار قطنيّ وأتْباعُه أميلُ إلاّ أن يثبت عن بعض أهل الضبط أنّه قيّدَه بالحروف لا بالقلم . قال : وممّن ضَبَطَه من المَغاربة بزاءَيْن مُعجمَتَيْن أبو العبّاس أحمد بنُ عبد الجليل بن سُلَيْمان الغَسّانيّ التُّدْميريّ كما نَقَلَه ابنُ عبد الملك في التّكملة وتعقّب ذلك عليه بكلام ابنِ نُقطة ثم رجع في آخرِ الكلام أنّه على الاحتمال قلتُ : ونسَبَه الصَّفَديّ إلى الدار قُطنيّ قال : وهو مُعاصِرُه وأخذا جميعاً عن أبي بكر بنِ الأنْباريّ أي فهو أعرفُ باسمه ونسَبِه من غيره . وعُزَيْز أيضاً أي كزُبَيْر كُحْلٌ م معروف من الأكحال نقله الصَّاغانِيّ . وحَفْر عزَّى ظاهره أنه بفتح العَيْن وهكذا هو مَضْبُوط بخطِّ الصَّاغانِيّ والذي ضَبَطَه من تكلَّم على البِقاع والبُلدان أنه بكسرِ العَين وقالوا : هو ناحيةٌ بالمَوْصِل . وتعَزَّزَ لَحْمُه وفي الأساس واللِّسان : لحمُ الناقةِ : اشتدَّ وصَلُبَ قال المُتَلَمِّس :
أُجُدٌ إذا ضَمَرَت تعَزَّزَ لَحْمُها ... وإذا تُشَدّ بنِسْعِها لا تَنْبِسُ والعَزيزَةُ في قَوْلِ أبي كبيرٍ ثابتِ بنِ عَبْدِ شَمْس الهُذَليّ من قصيدةٍ فائيّةٍ عِدَّتُها ثلاثةٌ وعِشرون بَيْتَاً :
حتى انتَهيْتُ إلى فِراشِ عَزيزةٍ ... سَوْدَاءَ رَوْثَةُ أَنْفِها كالمِخْصَفِ وأوَّلُها :
أَزُهَيْرَ هل عن شَيْبَةٍ من مَصْرِفِ ... أم لا خُلودَ لباذلٍ مُتكَلِّفِ يريد زُهَيْرة وهي ابنته وقبلَ هذا البيت :
ولقد غَدَوْتُ وصاحبي وحَشِيَّةٌ ... نحت الرِّداءِ بَصيرَةٌ بالمُشْرِفِيريد بالوَحشيّة الرِّيح . يقول : الرِّيح تَصْفُقُني . وبَصيرة الخ أي هذه الريح مَن أَشْرَفَ لها أصابَتْه إلاّ أن يَسْتَتِرَ تدخل في ثيابه والمُراد بالعَزيزة العُقاب وبالفِراش وَكْرُها ورَوْثَةُ أَنْفِها أي طرف أَنْفِها . يعني مِنقارَها أراد : لم أَزَلْ أَعْلُو حتى بَلَغْت وَكْرَ الطَّيْر . والمِخْصَف : الذي يُخصَف به كالإشْفى ويُروى عَزيبة وهي التي عَزَبَت عمّن أرادها ويُروى أيضاً غَريبة بالغَيْن والراء وهي السَّوداء كما نقله السُّكَّريّ في شَرْحِ ديوان الهُذليِّين . ويقولون للرجل : تُحبُّني ؛ فيقول : لَعَزَّما أي لَشَدَّما ولَحَقَّ ما كذا في الأساس . يقولون : فلان جِئْ به عَزَّاً بَزَّاً أي لا مَحالة أي طَوْعَاً أو كَرْهَاً . قال ثعلب في الكلام الفَصيح : إذا عَزَّ أخوك فهُنْ والعربُ تقولُه وهو مثَلٌ أي إذا تعَظَّمَ أخوك شامِخاً عليك فهُن فالتَزِم له الهَوان وقال الأَزْهَرِيّ : المعنى : إذا غَلَبَك وقَهَرَك ولم تُقاوِمه فلِنْ له : أي تَواضَع له فإن اضطرابَك عليه يزيدُك ذُلاًّ وخَبالاً . قال أبو إسحاق : الذي قاله ثعلب خطأٌ وإنّما الكلام : إذا عَزَّ أخوك فهِنْ . بكسرِ الهاءِ معناه : إذا اشتدَّ عَلَيْك فهِنْ له ودارِه . وهذا من مكارم الأخلاق . وأمّا هُنْ بالضمّ كما قاله ثَعْلَب فهو من الهَوان والعرب لا تَأْمُر بذلك لأنّهم أَعِزَّةٌ أَبَّاؤُونَ للضَّيْم . قال ابنُ سِيدَه : إن الذي ذهبَ إليه ثَعْلَبٌ صحيحٌ لقولِ ابنِ أحمر :
وقارِعَةٍ من الأيّامِ لولا ... سَبيلُهمُ لَزاحَتْ عنك حِينا
دَبَبْتُ لها الضَّرَاءُ فقلتُ أَبْقَى ... إذا عَزَّ ابنُ عمِّك أن تَهونا ومن عَزَّ بَزَّ . أي من غَلَبَ سَلَبَ وهو أيضاً من الأمثال وقد تقدّم في بزز . والعَزيز كأمير المَلِك مَأْخُوذٌ من العِزّ وهو الشِّدَّة والقَهْر وسُمِّي به لِغَلَبَتِه على أهلِ مَمْلَكَتِه أي فليس هو من عِزَّةِ النَّفس . العَزيزُ أيضاً : لقَبُ مَن مَلَكَ مِصرَ مع الإسكَنْدَرِيَّة كما يقال النَّجاشيّ لمن مَلَكَ الحَبَشة وقَيْصَر لمن مَلَكَ الرُّوم وبهما فُسِّر قَوْله تَعالى : " يا أيُّها العَزيزُ مَسَّنا وأَهْلَنا الضُّرُّ " . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَزيز : من صِفات اللهُ تعالى وأسمائِه الحُسنى قال الزَّجَّاج : هو المُمْتَنِعُ فلا يَغْلِبُه شيءٌ . وقال غيره : هو القويُّ الغالِبُ كلِّ شيء وقيل : هو الذي ليس كمِثله شيءٌ . ومن أسمائِه عزَّ وجلَّ : المُعِزّ وهو الذي يَهَب العِزَّ لمن يشاء من عِبادِه . والتَّعَزُّز : التَّكَبُّر ورجلٌ عَزيزٌ : مَنيعٌ لا يُغلَب ولا يُقهَر وقَوْلهُ تَعالى : " وإنّه لكِتابٌ عَزيزٌ لا يأتيهِ الباطِلُ من بَيْنِ يَدَيْه ولا مِن خَلْفِه " أي حُفِظَ وعَزَّ من أن يَلْحَقَه شيءٌ من هذا . وعِزٌّ عَزيزٌ على المُبالَغة أو بمعنى مُعِزّ قال طَرَفَةُ :
ولو حَضَرَتْه تَغْلِبُ ابنَةُ وائِلٍ ... لكانوا له عِزَّاً عَزيزاً وناصِرا وكلمةٌ شَنْعَاءُ لأهلِ الشِّحْر يقولون : بعِزَّى لقد كان كذا وكذا وبِعِزِّك كقولِك : لَعَمْري ولَعَمْرُك . وفي حديث عمر : " اخْشَوْشِنوا وتَمَعْزَزوا " أي تشَدَّدوا في الدِّين وتصَلَّبوا . من العِزّ القُوَّة والشِّدّة . والميم زائدة كَتَمَسْكَن من السُّكون وقيل : هو من المَعَز وهو الشِّدّة وسيأتي في مَوْضِعه ويُروى : وتَمَعْدَدوا . وقد ذُكِرَ في مَوْضِعه . وعَزَّزْتُ القَوم : قَوَّيْتُهم . والأَعِزَّاء : الأَشِدَّاء وليس من عِزَّةِ النَّفْس . ونقلَ سيبويه : وقالوا : عَزَّ ما أنّك ذاهِبٌ . كقولِك : حقَّاً أنّك ذاهب . والعَزَز مُحرّكة : المكانُ الصُّلْبُ السريعُ السَّيْل . وأرضٌ عَزازَةٌ وعَزَّاء : مَعْزُوزة أنشد ابْن الأَعْرابِيّ :
عَزازَة كلِّ سائلِ نَفْعِ سَوْءٍ ... لكلِّ عَزازةٍ سالَتْ قَرارُوفَرَسٌ مُعْتَزَّةٌ : غليظة اللحم شديدته . وقولهم تعَزَّيْت عنه أَي تصَبَّرْت أصلها تعَزَّزْت أَي تشدَّدْت مثل تظَنَّيْت من تظَنَّنْت ولها نظائر تُذْكّر في مَوضعها . والاسم منه العَزَاءُ . وفي الحديث : " من لم يَتَعَزَّ بعَزاءِ الله فليسَ مِنَّا " فسَّرَه ثعلب فقال : معناه من لم يَرُدَّ أَمْرَه إلى الله فليس مِنّا . والعَزّاء : السَّنة الشَّديدة . وعَزَّه يَعُزه عَزَّاً : أَعانَه نقله ابن القطّاع قال : وبه فَسَّر من قرأَ " فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ " . يقال : فلانٌ عَنْزٌ عَزوز كصَبُور : لها دَرٌّ جَمٌّ وذلك إذا كان كثير المال شَحِيحاً وعازَّ الرَّجلُ إبِلَه وغَنَمَه مُعَازَّةً إذا كانت مِراضاً لا تقدر أَنْ تَرْعَى فاحْتَشّ َلها ولَقَّمَها ولا تكون المُعازَّةُ إلاّ في المال ولم يُسْمَع في مَصدره عِزازاً . وسَيْلٌ عِزٌّ بالكسْر : غالبٌ . والمُعْتَزّ : المَسْتَعِزّ . وعِزَّ بالكسْر مَبنِيّاً على الفتح : زَجْرٌ للغَنَم وهذه عن الصَّاغانِيّ . وعَزيز كأَمير : بَطْن من الأَوس من الأَنصار . وفي شرح أَسماء الله الحسنى لابن بَرْجان : العَزُوزُ كصَبُور : من أَسماء فَرْج المَرأَة البِكْر . وعُزَّى على اسم الصنم : لَقَبُ سَلَمَة بن أَبي حَيَّةَ الكاهن العُذرِيّ . والعُزَّيان مُثَنَّى هما بظاهر الكُوفة حيث قبر أَمير المؤمنين عليّ رضي الله عنه زعموا أَنَّهما بناهما بعضُ ملوك الحيرة . وخَيالان من أَخيِلَة حِمَى فَيْد يطَؤُهما طريق الحاجّ بينهما وبين فَيْدٍ ستَّةَ عشَرَ مِيلاً . واسْتَعَزَّ فلانٌ بحَقِّي أَي غلبَني واسْتُعِزَّ بفلان أَي غُلِبَ في كلِّ شيءٍ من عاهةٍ أَو مَرَضٍ أَو غيرِه . وقال أَبو عَمْرو : اسْتُعِزَّ بالعليل إذا اشتدَّ وجَعُه وغُلِبَ على عَقْلِه . وفي الحديث لمّا قدِمَ المَدينةَ نزلَ على كُلْثُومِ بنِ الهَدْمِ وهو شاكٍ ثمَّ اسْتُعِزَّ بكُلثومٍ فانتقلَ إلى سعد بنِ خَيْثَمَة . ويقال أَيضاً : اسْتُعِزَّ به إذا ماتَ . وعَزَّزَ بهم تَعْزيزاً : شَدَّدَ عليهم ولم يُرَخِّص . ومنه حديثُ ابن عُمَ : " إنَّه لَمُعَزَّزٌ بكم عليكم جَزاءٌ واحدٌ " أي مُثَقَّلٌ عليكم الأَمرُ . ومحمّد بن عِزَّان بالكَسْر رَوَى عن صالحٍ مَولَى مَعْنِ بن زائدة . وعَزَّاز بن أَوْس كشدَّاد : مُحَدِّث . وعُزَيْز كزُبَيْر : مُحَمَّد بن عُزَيْزِ الأَيْلِيّ وعَبْد الله بن مُحَمَّد بن عُزَيز المَوصِلِيّ . وأَحمد بن إبراهيم بن عُزَيز الغرناطيّ . ومَيْسَرة بن عُزَيْز : مَحَدِّثون . وكأَمير أَبو هريرة عَزيز بن مُحَمَّد المَالقيّ الأَندلُسِيّ . وعزيز بن مُكْنِف وعَزيز بن مُحَمَّد بن أَحمد النَّيسابوريّ ومُصعَب بن عبد الرَّحمن بن شُرَحْبيل ابن أّبي عَزيز وعَبْد الله بن يَحيى بن معاوية بن عَزيز بن ذي هِجْران السّبائيّ المِصريّ وعُمَر بن مُصْعَب بن أَبي عَزيزٍ الأَندلُسيّ : مُحَدِّثون . وأَبو إهابِ بنُ عَزيز بن قَيس الدَّارِميّ : أَحَدُ سُرَّاق غَزالِ الكَعْبَة وابنتاه أُمُّ حُجَيْر وأُمُّ يَحْيى وقعَ ذِكْرُ الأَخيرةِ في صحيح البخاريّ المشهور فيه الفتح : وقيَّده أَبو ذَرّ الهَرَويّ في روايته عن المُسْتَمْلى والحَمَوِيّ بالضَّمّ . وأَبو عَزيز بن عُمَيْر العَبْدَرِيّ قُتِل يومَ أحد كافِراً وحفيده مصعب بن عُمَيْر بن أَبي عَزيز قُتِل بالحَرَّة . وهانئُ بن عزيزٍ أَوَّل مَن قُتِل من مُشركي مَكَّة ذكرَه ابن دُريد . ويحيى بن يَزيد بن حُمْران بن عَزيز الكِلابيّ من صحابة المنصور وشُمَيْسَة بنت عَزيز لها رواية . وعَزيزة ابنةُ عليّ بن يَحيى بن الطَّرَّاح عن جَدِّها ماتت سنة 600 ، وعَزيزة بنت مُشَرِّف ماتت سنة 619 ، وعزيزةُ لقب مَسندة مِصر أُمّ الفضل هاجَر القُدْسيّة . وبالضَّمّ أَبو بكر مُحَمَّد بنُ عُمَر بن إبراهيم بن عُزَيْزَة الأَصْبَهانيّ من شيوخ السَّلَفيّ وأَخوه عَبْد الله وابنه أَبو الخَير عُمَر بن محمّد حدَّث عنهما أَبو موسى المَدِينيّ وعنهما يعني أَخبرَنا العُزَيْزِيّان وولده أَبو الوفاءِ مُحَمَّد بن عُمر حدَّث أَيضاً وأَبو المَكارم أَحمد بن هبة الله بن عُزيزة الشَّاهد وابن عمِّه مُحَمَّد بن عَبْد الله بن محمود حدَّثا . والشِّهاب عليّ بن أَبي القاسم بن تميم الدّهِسْتانيّ العَزيزيّ بالفتحسَمع من أَبي اليُمْن بنِ عَساكِرَ مولده سنة 627 . وعُزَيْزِيّ بلفظ النَّسَب اسم شَيْذَلَةَ الواعِظِ المَشْهور يأْتي للمصنّف في شَذل . وأبو عَبْد رَبّ العِزَّة بالكسر رَوَى عن مُعاوِيةَ وعنه عبد الرَّحمن بن يزيد بن جابر . وعَبد العُزَّى اسم أَبي لَهَبٍ وعَبد العُزَّى بن غطَفان أَخو رَيْث ويُسَمَّى عَبْد الله . وعبد العُزَّى والد أَبي الكُنود وجَعدةَ الشاعرَين . وعزازة بن عبد الدَّائم شيخٌ لأَبي أَحمد العَسْكَريّ . والحُسَين بن علي المُعْتَزِّي المِصريّ روَى عن جَعفر بن عبد الواحد الهاشِميّ وذكره المَالينِيّ ومُعْتَزَّة بنتُ الحُصَيْن الأَصبهانِيَّة روتْ عن عبد الملك بن الحُسين بن عبد رَبِّه العطَّار ماتت بعد الخمسمائة . والعَزيزيَّة بالفتح : اسمٌ لثلاث قرىً بمِصرَ بالشَّرقِيَّة والمُرْتاحِيَّة والسَّمَنودِيَّة . ومُنية العِزّ اسمٌ لأَربع قُرىً بمِصرَ أَيضاً بالدَّقهليَّة وبالشَّرقيَّة وبالمُنُوفيَّة وبالأَشمُونين وكُوْم عِزّ الملك ومُنية عِزّ الملك ومُنْيَة عَزُّونَ قرىً بالدِّيار المِصريَّة . وأَبو العِزّ مُحَمَّد بن أَحمد بن أَحمد بن عبد الرَّحمن القاهِريّ شيخ شُيوخِنا أَجازَه المُعَمَّر مُحَمَّد بن عُمَر الشّوبريّ والشّمس البابليّ والشَّمس بن سُليمان المَغْرِبيّ سمع منه شُيوخُنا : الشِّهابان : أَحمد بن عبد الفتَّاح المجيريّ وأَحمد بن الحسن الخالديّ والمُحَمَّدان : ابنُ يَحيى بن حِجازيّ وابنُ أَحمد بن مُحَمَّد الأَحمديّ وغيرُهم وهو من أَعظم مسندي مصر كأَبيه . وعَبْد الله بن عُزَيِّز مُصَغَّراً مثَقَّلاً من شيوخ العِزّ عبد السَّلام البَغدادِيّ الحَنَفِيّ . ع من أَبي اليُمْن بنِ عَساكِرَ مولده سنة 627 . وعُزَيْزِيّ بلفظ النَّسَب اسم شَيْذَلَةَ الواعِظِ المَشْهور يأْتي للمصنّف في شَذل . وأبو عَبْد رَبّ العِزَّة بالكسر رَوَى عن مُعاوِيةَ وعنه عبد الرَّحمن بن يزيد بن جابر . وعَبد العُزَّى اسم أَبي لَهَبٍ وعَبد العُزَّى بن غطَفان أَخو رَيْث ويُسَمَّى عَبْد الله . وعبد العُزَّى والد أَبي الكُنود وجَعدةَ الشاعرَين . وعزازة بن عبد الدَّائم شيخٌ لأَبي أَحمد العَسْكَريّ . والحُسَين بن علي المُعْتَزِّي المِصريّ روَى عن جَعفر بن عبد الواحد الهاشِميّ وذكره المَالينِيّ ومُعْتَزَّة بنتُ الحُصَيْن الأَصبهانِيَّة روتْ عن عبد الملك بن الحُسين بن عبد رَبِّه العطَّار ماتت بعد الخمسمائة . والعَزيزيَّة بالفتح : اسمٌ لثلاث قرىً بمِصرَ بالشَّرقِيَّة والمُرْتاحِيَّة والسَّمَنودِيَّة . ومُنية العِزّ اسمٌ لأَربع قُرىً بمِصرَ أَيضاً بالدَّقهليَّة وبالشَّرقيَّة وبالمُنُوفيَّة وبالأَشمُونين وكُوْم عِزّ الملك ومُنية عِزّ الملك ومُنْيَة عَزُّونَ قرىً بالدِّيار المِصريَّة . وأَبو العِزّ مُحَمَّد بن أَحمد بن أَحمد بن عبد الرَّحمن القاهِريّ شيخ شُيوخِنا أَجازَه المُعَمَّر مُحَمَّد بن عُمَر الشّوبريّ والشّمس البابليّ والشَّمس بن سُليمان المَغْرِبيّ سمع منه شُيوخُنا : الشِّهابان : أَحمد بن عبد الفتَّاح المجيريّ وأَحمد بن الحسن الخالديّ والمُحَمَّدان : ابنُ يَحيى بن حِجازيّ وابنُ أَحمد بن مُحَمَّد الأَحمديّ وغيرُهم وهو من أَعظم مسندي مصر كأَبيه . وعَبْد الله بن عُزَيِّز مُصَغَّراً مثَقَّلاً من شيوخ العِزّ عبد السَّلام البَغدادِيّ الحَنَفِيّ