العَيْس بالفَتْح : ماء الفَحْلِ وهو يَقْتُل لأَنَّه اَخْبَثُ السَّمّ وأَنْشَد المفَضَّل لطَرَفَةَ بن العَبْد :
سأَحْلُ عَيْساً صَحْنَ سمٍّ فأَبْتَغِي ... به جِيرَتِي حَتَّى يُجَلُّوا ليَ الخَمَرْ ورواه غير المفَضّل : عَنْساً بالنون إِن لَمْ تُجَلُّا ليَ الخَبَرْ وإِنّمَا يَتَهدَّدهم بشعْره . وقيل : العَيْس : ضِرَابُ الفَحْلِ نقله الخَليلُ . يقال : عاسَ الفَحْلُ النّاقَةَ يَعِيسُها عَيْساً : ضَرَبَها . والعِيسُ بالكَسْر : الإِبلُ البِيضُ يُخَالِطُ بَيَاضَها شيءٌ من شُقْرةٍ وهو أَعْيَسُ وهي عَيْساءُ بَيِّنَا العَيَسِ وهذا نَصُّ الجَوْهَرِيِّ . وقالَ غيره : العِيسُ والعِيسَةُ : لَوْنٌ أَبْيَضُ مُشْرَبٌ صَفَاءً بظُلْمَةٍ خَفْيَّةٍ وهو فُعْلَةٌ على قِياس الصُّهْبَة والكُمْتَة لأَنَّهُ ليسَ في الأَلْوَان فِعْلَة وإِنما كُسِرَت لتَصِحَّ الياءُ كبِيضٍ . وقيل : العِيس : الإِبلُ تَضْرِبُ إِلى الصُّفْرَة رواه ابنُ الأَعْرَابِيِّ وَحْدَه وقيلَ : هي كَرَائمُ الإِبِلِ . وعَيْسَاءُ : امْرَأَةٌ وهي جَدَّةُ غَسّانَ السَّلِيطيِّ قال جَريرٌ :
أَسَاعِيَةٌ عَيْسَاءُ والضَّأْنُ حُفَّلٌ ... فَما حَاوَلَتْ عَيْسَاءُ أَمْ ما عَذِيرُهَا
والعَيْسَاءُ : الأُنْثَى من الجَرَاد . وعِيسَى بالكَسْر : اسْم المَسيح صَلَوَاتُ الله على نَبيِّنا وعليه وسلَّم . قال الجَوْهَرِيُّ : عِبْرَانيٌّ أَو سُرْيانٌّ وقال اللَّيْثُ : وهو مَعْدُ,لٌ عن أَيْشُوعَ كذا يَقُولُ أَهْلُ السُّرْيانيَّة . قلْتُ : وهو قولُ الزَّجّاج وقال سِيبَوَيْه : عِيسَى فِعْلَى وليسَتْ أَلِفُه للتَّأْنيث إِنّمَا هو أَعْجَميٌّ ولو كانَتْ للتَّأْنِث لم يَنْصَرفْ في النَّكْرة وهو يَنْصَرفُ فيها قال : أَخْبَرَني بذلك مَن أَثِقُ به يَعني بصَرْفه في النّكرة . ومثلُه قَولُ الزَّجّاج فإِنَّه قال : عِيسَى : اسمٌ أَعْجَميٌّ عُدِلَ عن لَفْظِ الأَعْجَمِيُّة إِلى هذا البِناءِ وهو غيرُ مَصْوفٍ في المَعْرِفة لاجْتِمَاع العُجْمَة والتَّعْريف فيه ويقال : اشْتِقاقُه من شَيْئَين : أَحَدُهما العَيْسُ والآخَرُ العَوْس وهو السِّيَاسَة فانْ قَلَبَت الواوُ ياءً لانْكِسار ما قَبْلَها الجَوْهَرِيّ عِيسَوْنَ بفتحِ السين . قالَه الجَوْهَرِيُّ . وقال غيرُهُ : وتُضَمُّ سِينُه لأَنَّ الياءَ زائِدةٌ فسقطَت . . قال الجَوْهَرِيُّ : و تَقُولُ : رأَيْتُ العِيسَيْنَ ومَرَرْتُ بالعِيسَيْنَ بفتحِ سِينِهما وتُكْسَرُ سِينُهُما كُوفِيَّةٌ قال الجَوْهَرِيّ : وأَجَازَ الكُوفِيُّونَ ضَمَّ السينِ قَبْلَ الواو وكَسْرَها قبلَ الياءِ ولم يُجِزْه البَصْرِيُّون وقالُوا : لأَنَّ الأَلِفَ لمّا سَقَطَتْ لاجْتِمَاعِ الساكِنين وَجَبَ أَنْ تَبْقَى السِّينُ مَفْتُوحةً على ما كانَتْ عليه سَوَاءٌ كانَتْ الأَلِفُ أَصْلِيّةً أَو غَيْرَ أَصْلِيّةٍ وكانَ الكِسَائِيُّ يَفْرِق بينَهما ويَفْتَحُ في الأَصْليّة فيقول : مُعْطَوْنَ ويَضُمُّ في غيرها فيقول : عِيسُونَ وكذا القَولُ في مُوسَى . والنِّسْبَةُ إِليهِما عِيسِيٌّ ومُوسِيٌّ بكسرِ السّينِ وحَذْفِ الياءِ كما تَقُولُ في مَرْمِيٍّ ومَلْهِيٍّ وعِيسَوِيّ ومُوسَوِيّ بقلب الواو ياءً كمَرْمَوِيٍّ في مَرْمىً قال الأَزْهَرِيُّ : كانَّ أَصْلَ الحَرْفِ من العَيَس وقالَ الليثُ : إِذا اسْتعملتَ الفِعْلَ مِن عِيسَى قلت : عَيِسَ يَعْيَسُ أَو عاسَ يَعِيسُ . وأَعْيَسَ الزَّرْعُ إِعْيَاساً إِذا لم يَكُنْ فيه رَطْبٌ وأَخْلَسَ إِذا كانَ فيه رَطْبٌ ويابِسٌ قالَهُ أَبو عُبَيْدةَ . وتَعَيَّسَتِ الإِبِلُ صارَتْ بَياضاً في سَوَادٍ وهذا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ قال المَرّارُ الفَقْعَسِيُّ :
سَلِّ الهُمُومَ بِكُلِّ مُعْطٍ رَأْسَهُ ... ناجٍ مُخَالِطِ صُهْبَةٍ بتَعَيُّسِ وأَبُو الأَعْيَسِ عبدُ الرحمنِ بنُ سُلَيْمَانَ الحِمْصِيُّ هكذا في النُّسَخ وصوابه : ابن سَلْمَانَ وقد تقدّمت الإِشارةُ إِليه في ع ن س . ومما يستَدْرَك عليه : العِيسَةُ بالكسر : لَوْنُ العَيَسِ وتَقَدَّم تَعْلِيلُه . وظَبْيٌ أَع } سَسُ : فيه أُدْمَةٌ وكذلك الثُّوْرُ قال :
" وعانَقَ الظِّلَّ الشَّبُوبُ الأَعْيَسُ ورَجُلٌ أَعْيَسُ الشَّعْرِ : أَبْيَضُه . ورَسْمٌ أَعْيَسُ : أَبْيَضُ . وسَمَّوْا عَيّاساً كشَدَّادٍ ووَقَع هكذا في نَسَبِ المحَدِّث عفِيفِ الدّينِ المَطَرِيِّ المَدَنِيِّ وهو ضَبَطَه وجَوَّدَه . وأبو العَيَّاسِ عن سَعِيدِ بنِ المُسِّيبِ وعنه أَنَسُ بنُ عِياضٍ . وعَمْرُو بنُ عَيْسُونَ الأَنْدَلُسِيُّ عن رَجُلٍ عن إِسْماعِيلَ القَاضِي . وعبدُ الحَمِيدِ بنُ أَحْمَدَ بنِ عيسَى يُعْرَف بابْن عيْسُونَ سَمعَ منه عبدُ الغَنيِّ ابنُ سَعِيد . ومحمّد بن عَيْسُونَ الأَنْمَاطِيّ عن الحسَنَ بنُ مُلَيح . وأَبو بَدْرٍ العِيسِيّ بالكَسْر : نِسْبة إِلى عِيسَى روَى عنه أَبو عليّ الهَجَرِيّ شِعْراً في نَوَادِره . ونَهْرُ عِيسَى : مَعروفٌ . وعليُّ بنُ عبدِ اللهِ بنِ إِبْرَاهِيمَ العِيسَوِيُّ إِلى العَيّاسِ جَدٍّ له اسمُه عِيسَى له جُزآنِ سَمِعْنَاهُمَا . ووَاثِقُ بنُ تَمّامِ بنِ أَبِي عِيسَى العِيسَوِيُّ وأَبو مَنْصُورٍ يَحْيَى بنُ الحَسَنِ بن الحُسَيْنِ العِيسَوِيُّ الهاشِمِيُّ حَدَّثَا
فصل الغين مع السين
العَوْس : الطَّوَفانُ باللَّيْل كالعَوَسَانِ مُحرّكةً عاسَ يَعوسُ عَوْساً وعَوَسَاناً والذِّئب يَعُوس : يَطلُب شَيْئاً يأْكُلُ وكذلك : يَعْتَسُّ . والعُوسُ بالضَّمِّ : ضَرْبٌ من الغَنَم ويقَال : هو كَبْشٌ عُوسِيٌّ كذا في الصّحاح وفي التَّهْذِيب : العُوسُ : الكِبَاشُ البِيضُ . والعَوَس بالتَّحْرِيك : دُخُولُ الشِّدْقَيْن حتّى يكونَ فيهما كالهَزْمَتَيْن يكون ذلك عنْدَ الضَّحِك وغيرهِ قالَه ابنُ درَيْدٍ وليسَ عندَه : وغيره . ونَصُّ الأَزهريِّ وابن سيدَه : العَوَس : دخُولُ الخَدَّيْن حتَّى يكونَ فيهما كالهَزْمَتَيْن وأَكْثَر ما يَكُونُ ذلكَ عند الضَّحكِ . والنَّعْتُ أَعْوَسُ وهي عَوْساءُ إِذا كانَا كذلك . وعاسَ علَى عِيَالِه يَعُوس عليهم إِذا أَكَدَّ عليهم وكَدَحَ هكذا في النُّسَخ : أَكَدَّ ربَاعيّاً وصَوَابه كَدَّ كما في الأُصول المصَحَّحَة من الأُمَّهات . وقال شَمِرٌ : عاسَ عِيَالَه : قَاتَهُمْ كعَالَهمْ قال الشّاعر :
خَلَّى يَتَامَى كان يُحْسِنُ عَوْسَهُمْ ... ويَقُوتُهُمْ في كُلِّ عامٍ جاحِدِ وعاسَ مالَه عَوْساً وعِيَاسَةً كسَاسَه سِيَاسَةً إِذا أَحْسَنَ القِيَامَ عليه ويُقَال : إِنه لَسَائسُ مالٍ وعائِسُ مالٍ بمَعْنىً وَاحدٍ . وقالَ الأَزْهَرِيُّ في ترجمة عوك : عُسْ مَعَاشَكَ وعُكْ مَعَاشَكَ مَعَاساً ومَعاكاً : أَي أَصْلِحْهُ . وعاسَ فُلانٌ مَعَاشَه ورَقَّحَه بمَعْنىً وَاحدٍ . وعاسَ الذِّئْبُ يَعُوس عَوْساً : طَلَبَ شَيْئاً يأْكُلُه كاعْتَسَّ . والعَوَاسَاءُ كبَرَاكاءَ : الحامِلُ من الخَنَافِس حكاه أَبو عُبَيْدٍ عن القَنَانيِّ قال : وأَنْشَدَ :
" بِكْراً عَوَاسَاءَ تَفَاسَى مُقْرِبَا أَي دَنا أَنْ تَضَعَ وأَنْشَدَ غيرُه :
أَقْسَمْتُ لا أَصْطادُ إِلاَّ عُنْظُبَا ... إِلاّ عَوَاسَاءَ تَفَاسَى مُقْرِبَا ومثْلُه في المَقْصور والمَمْدُود لأَبِي عليٍّ القَاليّ
والعُواسَةُ بالضّمِّ : الشَّرْبَةُ من اللَّبَن وغيرِه عن ابن الأَعرابيّ . وقال اللَّيْثُ : الأَعْوَسُ : الصَّيْقَلُ قال : والوَصّافُ للشَّيْءِ أَعْوَسُ وَصَّافٌ قال جَرير يَصف السُّيوفَ :
تَجْلُو السُّيُوفَ وغَيْركُمْ يَعْصَى بهَا ... يا ابْنَ القُيُونِ وذاكَ فِعْلُ الأَعْوَسِ قال الأَزْهَرِيُّ : رابَنِي ما قَالَه في الأَعْوَس وتَفْسيره وإِبْدَالُه قافيَةَ هذا البَيْت بغَيْرَهَ والرِّوَايَةُ :
" وذاك فِعْلُ الصَّيْقَلِ . والقَصِيدَةُ لجَريرٍ مَعْروفة قال : وقوله : الأَعْوَس : الصَّيْقَلُ ليسَ بصحيحٍ عندي . انتهى . وهذا الذي ذَكرَه فقد ذَكره ابنُ سِيدَه في المحْكَم . وقد عاسَ الشيْءَ يَعوسه : وَصَفَه والعائِسُ : الوَاصفُ . وقال ابنُ فارسٍ : يقولُون : الأَعْوَسُ : الصَّيْقَلُ والوَصَّافُ للشيءِ وقال : كُلُّ ذلكَ ممّا لا يَكَاد القَلْب يَسسْكُن إِلى صِحَّته . وممَّا يُسْتَدْرَك عليه : المَعَاسُ إِصْلاحُ المَعَاشِ وفي المَثَل : لا يَعْدَمُ عائسٌ وَصْلاَتٍ يُضْرب للرَّجُل يُرْمِلُ من المال والزَّادِ فيَلْقَى الرَّجُلَ فيَنالُ منه الشَّيْءَ ثمّ الآخَرَ حتّى يَبْلُغَ أَهْلَه . وعُوسٌ بالضَّمِّ : مَوْضعٌ وهذَا نَقَلَه الصّاغَانِيُّ