الغَيْبُ
الشَّكُّ وجمعه غِيابٌ وغُيُوبٌ قال
أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا ... لا قائلاً إِفْكاً ولا مُرْتابا
والغَيْبُ كلُّ ما غاب عنك أَبو إِسحق في قوله تعالى يؤمنون بالغَيْبِ أَي يؤمنون
بما غابَ عنهم مما أَخبرهم به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم م
الغَيْبُ
الشَّكُّ وجمعه غِيابٌ وغُيُوبٌ قال
أَنْتَ نَبيٌّ تَعْلَمُ الغِيابا ... لا قائلاً إِفْكاً ولا مُرْتابا
والغَيْبُ كلُّ ما غاب عنك أَبو إِسحق في قوله تعالى يؤمنون بالغَيْبِ أَي يؤمنون
بما غابَ عنهم مما أَخبرهم به النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم من أَمرِ البَعْثِ
والجنةِ والنار وكلُّ ما غابَ عنهم مما أَنبأَهم به فهو غَيْبٌ وقال ابن الأَعرابي
يؤمنون باللّه قال والغَيْبُ أَيضاً ما غابَ عن العُيونِ وإِن كان مُحَصَّلاً في
القلوب ويُقال سمعت صوتاً من وراء الغَيْب أَي من موضع لا أَراه وقد تكرر في
الحديث ذكر الغيب وهو كل ما غاب عن العيون سواء كان مُحَصَّلاً في القلوب أَو غير
محصل وغابَ عَنِّي الأَمْرُ غَيْباً وغِياباً وغَيْبَةً وغَيْبُوبةً وغُيُوباً
ومَغاباً ومَغِيباً وتَغَيَّب بَطَنَ وغَيَّبه هو وغَيَّبه عنه وفي الحديث لما
هَجا حَسَّانُ قريشاً قالت إِن هذا لَشَتْمٌ ما غابَ عنه ابنُ أَبي قُحافة أَرادوا
أَن أَبا بكر كان عالماً بالأَنْساب والأَخبار فهو الذي عَلَّم حَسَّانَ ويدل عليه
قول النبي صلى اللّه عليه وسلم لحسَّانَ سَلْ أَبا بكر عن مَعايِب القوم وكان
نَسَّابةً عَلاَّمة وقولهم غَيَّبه غَيَابُه أَي دُفِنَ في قَبْرِه قال شمر كلُّ
مكان لا يُدْرَى ما فيه فهو غَيْبٌ وكذلك الموضع الذي لا يُدْرَى ما وراءه وجمعه
غُيُوبٌ قال أَبو ذؤيب يَرْمِي الغُيُوبَ بعَيْنَيْهِ ومَطْرِفُه مُغْضٍ كما
كَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ وغابَ الرجلُ غَيْباً ومَغِيباً وتَغَيَّبَ سافرَ
أَو بانَ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي ولا أَجْعَلُ المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِيَّةٍ
ولا عِدَةً في الناظِرِ المُتَغَيَّبِ إِنما وَضعَ فيه الشاعرُ المُتَغَيَّبَ
موضعَ المُتَغَيِّبِ قال ابن سيده وهكذا وجدته بخط الحامض والصحيح المُتَغَيِّب
بالكسر والمُغَايَبةُ خلافُ المُخاطَبة وتَغَيَّبَ عني فلانٌ وجاءَ في ضرورة الشعر
تَغَيَّبَنِي قال امرؤُ القيس
فظَلَّ لنا يومٌ لَذيذٌ بنَعْمةٍ ... فَقِلْ في مَقِيلٍ نَحْسُه مُتَغَيِّبُ
[ ص 655 ] وقال الفراءُ المُتَغَيِّبُ مرفوع والشعر مُكْفَأٌ ولا يجوز أَن يَرِدَ
على المَقيلِ كما لا يجوز مررت برجل أَبوه قائم وفي حديث عُهْدَةِ الرَّقيقِ لا
داءَ ولا خُبْنَة ولا تَغْييبَ التَّغْيِيب أَن لا يَبيعه ضالَّةً ولا لُقَطَة
وقومٌ غُيَّبٌ وغُيَّابٌ وغَيَبٌ غائِبُون الأَخيرةُ اسم للجمع وصحت الياءُ فيها
تنبيهاً على أَصل غابَ وإِنما ثبتت فيه الياء مع التحريك لأَنه شُبِّهَ بصَيَدٍ
وإِن كان جمعاً وصَيَدٌ مصدرُ قولِك بعيرٌ أَصْيَدُ لأَنه يجوز أَن تَنْوِيَ به
المصدر وفي حديث أَبي سعيد إِن سَيِّدَ الحيِّ سَلِيمٌ وإِن نَفَرنا غَيَبٌ أَي
رجالُنا غائبون والغَيَبُ بالتحريك جمع غائبٍ كخادمٍ وخَدَمٍ وامرأَةٌ مُغِيبٌ
ومُغْيِبٌ ومُغِيبةٌ غابَ بَعْلُها أَو أَحدٌ مِن أَهلها ويقال هي مُغِيبةٌ بالهاء
ومُشْهِدٌ بلا هاء وأَغابَتِ المرأَةُ فهي مُغِيبٌ غابُوا عنها وفي الحديث
أَمْهِلُوا حتى تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبةُ هي التي غاب عنها
زوجُها وفي حديثِ ابنِ عَبَّاس أَنَّ امرأَةً مُغِيبةً أَتَتْ رَجُلاً تَشْتَري
منه شيئاً فَتَعَرَّضَ لها فقالتْ له وَيْحَكَ إِني مُغِيبٌ فتَرَكها وهم
يَشْهَدُون أَحْياناً ويَتَغايَبُونَ أَحْياناً أَي يَغِيبُون أَحْياناً ولا يقال
يَتَغَيَّبُونَ وغابَتِ الشمسُ وغيرُها من النُّجوم مَغِيباً وغِياباً وغُيوباً
وغَيْبُوبة وغُيُوبةً عن الهَجَري غَرَبَتْ وأَغابَ القومُ دخلوا في المَغِيبِ
وبَدَا غَيَّبانُ العُود إِذا بَدَتْ عُروقُه التي تَغَيَّبَتْ منه وذلك إِذا
أَصابه البُعَاقُ من المَطر فاشْتَدَّ السيلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجر حتى ظَهَرَتْ
عُروقُه وما تَغَيَّبَ منه وقال أَبو حنيفة العرب تسمي ما لم تُصِبْه الشمسُ من
النَّبات كُلِّه الغَيْبانَ بتخفيف الياء والغَيَابة كالغَيْبانِ أَبو زياد
الكِلابيُّ الغَيَّبانُ بالتشديد والتخفيف من النبات ما غاب عن الشمس فلم تُصِبْه
وكذلك غَيَّبانُ العُروق وقال بعضهم بَدَا غَيْبانُ الشَّجرة وهي عُرُوقها التي
تَغَيَّبَتْ في الأَرض فحَفَرْتَ عنها حتى ظَهَرَتْ والغَيْبُ من الأَرض ما
غَيَّبك وجمعه غُيُوب أَنشد ابن الأَعرابي
إِذَا كَرِهُوا الجَمِيعَ وحَلَّ منهم ... أَراهطُ بالغُيُوبِ وبالتِّلاعِ
والغَيْبُ ما اطْمَأَنَّ من الأَرض وجمعه غُيوب قال لبيد يصف بقرة أَكل السبعُ
ولدها فأَقبلت تَطُوف خلفه
وتَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ فَراعَها ... عن ظهرِ غَيْبٍ والأَنِيسُ سَقامُها
تَسَمَّعَتْ رِزَّ الأَنيسِ أَي صوتَ الصيادين فراعها أَي أَفزعها وقوله والأَنيسُ
سَقامُها أَي انّ الصيادين يَصِيدُونها فهم سَقامُها ووقَعْنا في غَيْبة من الأَرض
أَي في هَبْطةٍ عن اللحياني ووَقَعُوا في غَيابةٍ من الأَرض أَي في مُنْهَبِط منها
وغَيابةُ كلِّ شيء قَعْرُه منه كالجُبِّ والوادي وغيرهما تقول وَقَعْنا في غَيْبةٍ
وغَيَابةٍ أَي هَبْطة من الأَرض وفي التنزيل العزيز في غَياباتِ الجُبِّ وغابَ
الشيءُ في الشيءِ غِيابةً وغُيُوباً وغَياباً وغِياباً وغَيْبةً وفي حرفِ أُبَيٍّ
في غَيْبةِ الجُبِّ [ ص 656 ] والغَيْبَةُ من الغَيْبُوبةِ والغِيبةُ من
الاغْتِيابِ واغْتابَ الرجلُ صاحبَه اغْتِياباً إِذا وَقَع فيه وهو أَن يتكلم
خَلْفَ إنسان مستور بسوء أَو بما يَغُمُّه لو سمعه وإِن كان فيه فإِن كان صدقاً
فهو غِيبةٌ وإِن كان كذباً فهو البَهْتُ والبُهْتانُ كذلك جاء عن النبي صلى اللّه
عليه وسلم ولا يكون ذلك إِلا من ورائه والاسم الغِيبةُ وفي التنزيل العزيز ولا
يَغْتَبْ بعضُكم بعضاً أَي لا يَتَناوَلْ رَجُلاً بظَهْرِ الغَيْبِ بما يَسُوءُه
مما هو فيه وإِذا تناوله بما ليس فيه فهو بَهْتٌ وبُهْتانٌ وجاء المَغْيَبانُ عن
النبي صلى اللّه عليه وسلم ورُوِيَ عن بعضهم أَنه سمع غابه يَغِيبُهُ إِذا عابه
وذكَر منه ما يَسُوءُه ابن الأَعرابي غابَ إِذا اغْتَابَ وغابَ إِذا ذكر إِنساناً
بخيرٍ أَو شَرٍّ والغِيبَةُ فِعْلَةٌ منه تكون حَسَنةً وقَبِيحةً وغائِبُ الرجلِ
ما غابَ منه اسْمٌ كالكاهِل والجامل أَنشد ابن الأَعرابي
ويُخْبِرُني عن غَائبِ المَرْءِ هَدْيُه ... كفَى الهَدْيُ عَمَّا غَيَّبَ
المَرْءُ مُخبرا
والغَيْبُ شحمُ ثَرْبِ الشَّاةِ وشاة ذاتُ غَيْبٍ أَي ذاتُ شَحْمٍ لتَغَيُّبه عن
العين وقول ابن الرِّقَاعِ يَصِفُ فرساً
وتَرَى لغَرِّ نَساهُ غَيْباً غامِضاً ... قَلِقَ الخَصِيلَةِ مِن فُوَيْقِ المفصل
قوله غَيْباً يعني انْفَلَقَتْ فَخِذَاه بلحمتين عند سِمَنِه فجرى النَّسا بينهما
واسْتَبان والخَصِيلَةُ كُلُّ لَحْمة فيها عَصَبة والغَرُّ تَكَسُّر الجِلْد
وتَغَضُّنُه وسئل رجل عن ضُمْرِ الفَرس قال إِذا بُلَّ فَريرهُ وتَفَلَّقَتْ
غُرورُه وبدا حَصِيرُه واسْتَرْخَتْ شاكِلَتُه والشاكلة الطِّفْطِفَةُ والفرير
موضعُ المَجَسَّة من مَعْرَفَتِه والحَصِيرُ العَقَبة التي تَبْدُو في الجَنْبِ
بين الصِّفَاقِ ومَقَطِّ الأَضْلاع الهَوَازنيُّ الغابة الوَطَاءة من الأَرض التي
دونها شُرْفَةٌ وهي الوَهْدَة وقال أَبو جابر الأَسَدِيُّ الغابَةُ الجمعُ من
الناسِ قال وأَنشدني الهَوَازِنيُّ
إِذا نَصَبُوا رِماحَهُمُ بِغَابٍ ... حَسِبْتَ رِماحَهُمْ سَبَلَ الغَوادي
والغابة الأَجَمَةُ التي طالتْ ولها أَطْراف مرتفعة باسِقَة يقال ليثُ غابةٍ والغابُ
الآجام وهو من الياء والغابةُ الأَجَمة وقال أَبو حنيفة الغابةُ أَجَمة القَصَب
قال وقد جُعِلَتْ جماعةَ الشجر لأَنه مأْخوذ من الغَيابةِ وفي الحديث ان مِنْبَر
سيدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان من أَثْلِ الغابةِ وفي رواية من
طَرْفاءِ الغابة قال ابن الأَثير الأَثْلُ شجر شبيهٌ بالطَّرْفاءِ إِلاَّ أَنه
أَعظم منه والغابةُ غَيْضَةٌ ذات شجر كثير وهي على تسعةِ أَميال من المدينة وقال
في موضع آخر هي موضعٌ قريبٌ مِن المدينة مِن عَواليها وبها أَموال لأَهلها قال وهو
المذكور في حديث في حديث السِّباق وفي حديث تركة ابن الزبير وغير ذلك والغابة
الأَجمة ذاتُ الشجر المُتَكاثف لأَنها تُغَيِّبُ ما فيها والغابةُ من الرِّماحِ ما
طال منها وكان لها أَطراف تُرى كأَطراف الأَجَمة وقيل هي المُضْطَرِبةُ من الرماحِ
في الريح وقيل هي الرماحُ إِذا اجْتَمَعَتْ قال ابن سيده وأُراه على التشبيه
بالغابة التي هي الأَجمة والجمعُ من كل ذلك غاباتٌ [ ص 657 ] وغابٌ وفي حديث عليّ
كرّم اللّه وجهَه كلَيْثِ غاباتٍ شديدِ القَسْوَرَهْ أَضافه إِلى الغابات لشدّتِه
وقوّته وأَنه يَحْمِي غاباتٍ شَتَّى وغابةُ اسم موضع بالحجاز
معنى
في قاموس معاجم
غِبُّ الأَمْرِ
ومَغَبَّتُه عاقبتُه وآخِرُه وغَبَّ الأَمرُ صارَ إِلى آخره وكذلك غَبَّتِ [ ص 635
] الأُمورُ إِذا صارتْ إِلى أَواخرها وأَنشد غِبَّ الصَّباحِ يَحمَدُ القومُ
السُّرى ويقال إِن لهذا العِطرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً أَي عاقبةً وغَبَّ بمعنى
بَعُدَ
غِبُّ الأَمْرِ
ومَغَبَّتُه عاقبتُه وآخِرُه وغَبَّ الأَمرُ صارَ إِلى آخره وكذلك غَبَّتِ [ ص 635
] الأُمورُ إِذا صارتْ إِلى أَواخرها وأَنشد غِبَّ الصَّباحِ يَحمَدُ القومُ
السُّرى ويقال إِن لهذا العِطرِ مَغَبَّةً طَيِّبَةً أَي عاقبةً وغَبَّ بمعنى
بَعُدَ وغِبُّ كلِّ شيءٍ عاقبتُه وجئتُه غِبَّ الأَمر أَي بَعْدَه والغِبُّ وِرْدُ
يوم وظِمءُ آخرَ وقيل هو ليوم وليلتين وقيل هو أَن تَرعى يوماً وتَرِدَ من الغَدِ
ومن كلامهم لأَضرِبَنَّكَ غِبَّ الحِمارِ وظاهرةَ الفَرس فغِبُّ الحمار أَن يَرعى
يوماً ويَشرَبَ يوماً وظاهرةُ الفرَس أَن تَشرَبَ كلَّ يوم نصفَ النهار وغَبَّتِ
الماشيةُ تَغبُّ غَبّاً وغُبوباً شَرِبَت غِبّاً وأَغَبَّها صاحبُها وإيلُ بني
فلان غابَّةٌ وغَوابُّ الأَصمعي الغِبُّ إِذا شَرِبَت الإِبلُ يوماً وغَبَّتْ
يوماً يقال شَرِبَتْ غِبّاً وكذلك الغِبُّ من الحُمَّى ويقال بنو فلان مُغِبُّون
إِذا كانت إِبلُهم تَرِدُ الغِبَّ وبعيرٌ غابٌّ وإِبلٌ غوابُّ إِذا كانت تَرِدُ
الغِبَّ وغَبَّتِ الإِبلُ بغير أَلف تَغِبُّ غِبّاً إِذا شَرِبَتْ غِبّاً ويقال
للإِبل بعد العِشر هي تَرْعى عِشْراً وغِبّاً وعِشْراً ورِبْعاً ثم كذلك إِلى
العِشرين والغِبُّ من وِرْدِ الماءِ فهو أَن تَشرَبَ يوماً ويوماً لا وأَغَبَّتِ
الإِبلُ مِنْ غِبِّ الوِرْدِ والغِبُّ من الحُمَّى أَن تأْخذ يوماً وتَدَعَ آخرَ
وهو مشتق من غِبِّ الوِرْدِ لأَنها تأْخذ يوماً وتُرَفِّه يوماً وهي حُمَّى غِبٌّ
على الصفة للحُمَّى وأَغَبَّته الحُمَّى وأَغَبَّتْ عليه وغَِبَّتْ غِبّاً وغَبّاً
ورجل مُغِبٌّ أَغَبَّتْهُ الحُمَّى كذلك رُوي عن أَبي زيد على لفظ الفاعل ويقال
زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً ويقال ما يُغِبُّهُم بِرِّي وأَغبَّتِ الحُمَّى
وغَبَّتْ بمعنًى وغَبَّ الطعامُ والتمرُ يَغِبُّ غَبّاً وغِبّاً وغُبُوباً
وغُبُوبَةً فهو غابٌّ باتَ ليلةً فَسَدَ أَو لم يَفْسُدْ وخَصَّ بعضُهم به اللحمَ
وقيل غَبَّ الطعامُ تغيرتْ رائحته وقال جرير يهجو الأَخطل
والتَّغْلَبِيَّةُ حين غَبَّ غَبِيبُها ... تَهْوي مَشافِرُها بشَرِّ مَشافِر
أَراد بقوله غَبَّ غَبِيبُها ما أَنْتَنَ من لُحوم مَيْتتها وخَنازيرها ويسمى
اللحم البائتُ غابّاً وغَبِيباً وغَبَّ فلانٌ عندنا غَبّاً وغِبّاً وأَغَبَّ باتَ
ومنه سمي اللحمُ البائتُ الغابَّ ومنه قولهم رُوَيْدَ الشِّعرِ يُغِبَّ ولا يكونُ
يُغِبُّ معناه دَعْه يمكثْ يوماً أَو يومين وقال نَهْشَل بنُ جُرَيٍّ
فلما رَأَى أَنْ غَبَّ أَمْرِي وأَمْرُه ... ووَلَّتْ بأَعجازِ الأُمورِ صُدُورُ
التهذيب أَغَبَّ اللحمُ وغَبَّ إِذا أَنْتَن وفي حديثِ الغِيبةِ فقاءَتْ لحماً
غابّاً أَي مُنْتِناً وغَبَّتِ الحُمَّى من الغِبِّ بغير أَلف وما يُغِبُّهم
لُطْفِي أَي ما يتأَخر عنهم يوماً بل يأْتيهم كلَّ يوم قال على مُعْتَفِيه ما
تُغِبُّ فَواضلُه وفلانٌ ما يُغِبُّنا عَطاؤُه أَي لا يأْتينا يوماً دون يوم بل
يأْتينا كلَّ يوم ومنه قول الراجز وحُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ أَي كلَّ ساعةٍ
والغِبُّ الإِتيانُ في اليومين ويكون أَكثر [ ص 636 ] وأَغَبَّ القومَ وَغَبَّ
عنهم جاءَ يوماً وترك يوماً وأَغَبَّ عَطاؤُه إِذا لم يأْتنا كلَّ يوم وأَغَبَّتِ
الإِبلُ إِذا لم تأْتِ كلَّ يوم بلَبن وأَغَبَّنا فلانٌ أَتانا غِبّاً وفي الحديث
أَغِبُّوا في عِيادَة المريض وأَرْبِعُوا يقول عُدْ يوماً ودَعْ يوماً أَو دَعْ
يومين وعُدِ اليومَ الثالثَ أَي لا تَعُدْهُ في كل يوم لِما يجده من ثِقَل
العُوَّاد الكسائي أَغْبَبْتُ القومَ وغَبَبْتُ عنهم من الغِبِّ جئْتُهم يوماً
وتركتهم يوماً فإِذا أَردت الدَّفْعَ قلت غَبَّبْتُ عنهم بالتشديد أَبو عمرو غَبَّ
الرجلُ إِذا جاءَ زائراً يوماً بعد أَيام ومنه قوله زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبّاً
وقال ثعلب غَبَّ الشيءُ في نفسه يَغِبُّ غَبّاً وأَغَبَّني وَقَعَ بي وغَبَّبَ عن
القوم دَفَع عنهم والغِبُّ في الزيارة قال الحسن في كل أُسبوع يقال زُرْ غِبّاً
تَزْدَدْ حُبّاً قال ابن الأَثير نُقِل الغِبُّ من أَوراد الإِبل إِلى الزيارة قال
وإِن جاءَ بعد أَيام يقال غَبَّ الرجلُ إِذا جاءَ زائراً بعد أَيام وفي حديث هشام
كَتَبَ إِليه يُغَبِّب عن هَلاك المسلمين أَي لم يُخْبِرْه بكثرة من هَلَك منهم
مأْخوذ من الغِبِّ الوِرْدِ فاستعاره لموضع التقصير في الإِعلام بكُنْه الأَمر
وقيل هو من الغُبَّةِ وهي البُلْغَةُ من العَيْش قال وسأَلتُ فلاناً حاجةً
فَغَبَّبَ فيها أَي لم يبالغ والمُغَبَّبةُ الشاةُ تُحْلَبُ يوماً وتُتْرَك يوماً
والغُبَبُ أَطْعمة النُّفَساءِ عن ابن الأَعرابي والغَبِيبَةُ من أَلبان الغنم
مثلُ المُرَوَّبِ وقيل هو صَبُوحُ الغنم غُدْوةً يُتْركُ حتى يَحْلُبوا عليه من
الليل ثم يَمْخَضُوه من الغَدِ ويقال للرائب من اللبن الغَبِيبةُ الجوهري
الغَبِيبةُ من أَلبان الإِبل يُحْلَبُ غُدْوة ثم يُحْلَبُ عليه من الليل ثم
يُمْخَضُ من الغد ويقال مياهٌ أَغْبابٌ إِذا كانت بعيدة قال
يقول لا تُسْرِفُوا في أَمْرِ رِيِّكُمُ ... إِنَّ المِياهَ بجَهْدِ الرَّكْبِ
أَغْبابُ
هؤُلاءِ قومٌ سَفْر ومعهم من الماءِ ما يَعْجِزُ عن رِيِّهِم فهم يَتَواصَوْن بترك
السَّرَفِ في الماءِ والغَبِيبُ المسيلُ الصغير الضَّيِّقُ من مَتْنِ الجبل
ومَتْنِ الأَرض وقيل في مُسْتَواها والغُبُّ الغامِضُ من الأَرض قال
كأَنَّها في الغُبِّ ذِي الغِيطانِ ... ذِئابُ دَجْنٍ دائم التَّهْتانِ
والجمع أَغبابٌ وغُبوبٌ وغُبَّانٌ ومن كلامهم أَصابنا مطرٌ سال منه الهُجَّانُ
والغُبَّانُ والهُجَّانُ مذكور في موضعه والغُبُّ الضاربُ من البحر ( 1 )
( 1 قوله « والغب الضارب من البحر » قال الصاغاني هو من الأسماء التي لا تصريف لها
) حتى يُمْعِنَ في البَرِّ وغَبَّبَ فلانٌ في الحاجة لمْ يبالغ فيها وغَبَّبَ
الذئبُ على الغنم إِذا شَدَّ عليها ففَرَسَ وغَبَّبَ الفَرَسُ دَقَّ العُنُقَ
والتَّغْبِيبُ أَن يَدَعَها وبها شيءٌ من الحياة وفي حديث الزهري لا تُقْبل شهادةُ
ذي تَغِبَّة قال ابن الأَثير هكذا جاءَ في رواية وهي تَفْعِلَة مِن غَبَّب
الذِّئبُ في الغَنم إِذا عاثَ فيها أَو مِنْ غَبَّبَ مبالغة في غَبَّ الشيءُ إِذا
فَسَد والغُبَّةُ البُلْغة من العَيْش كالغُفَّة أَبو عمرو غَبْغَبَ إِذا خان في
شِرائه وبَيعِه [ ص 637 ] الأَصمعي الغَبَبُ والغَبْغَبُ الجِلْدُ الذي تحت
الحَنَك وقال الليث الغَبَبُ للبقر والشاءِ ما تَدَلَّى عند النَّصيل تحت حَنَكها
والغَبْغَبُ للدِّيكِ والثور والغَبَبُ والغَبْغَبُ ما تَغَضَّنَ من جلد مَنْبِتِ
العُثْنُونِ الأَسْفَلِ وخَصَّ بعضُهم به الدِّيَكة والشاءَ والبقر واستعاره
العجاج في الفَحل فقال بذاتِ أَثناءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبا يعني شِقْشِقة البعير
واستعاره آخر للحِرْباءِ فقال
إِذا جَعلَ الحِرْباءُ يَبْيَضُّ رأْسُه ... وتَخْضَرُّ من شمسِ النهار غَباغِبُهْ
الفراءُ يقال غَبَبٌ وغَبْغَبٌ الكسائي عجوز غَبْغَبُها شِبْر وهو الغَبَبُ
والنَّصِيلُ مَفْصِلُ ما بين العُنُقِ والرأْس من تحت اللِّحْيَيْن والغَبْغَبُ
المَنْحَر بمنًى وقيل الغَبْغَبُ نُصُبٌ كانَ يُذْبَحُ عليه في الجاهلية وقيل كلُّ
مَذْبَحٍ بمنًى غَبْغَبٌ وقيل الغَبغَبُ المَنْحَر بمنًى وهو جَبَل فَخَصَّصَ قال
الشاعر والراقِصات إِلى مِنًى فالغَبْغَبِ وفي الحديث ذكر غَبْغَبٍ بفتح الغينين
وسكون الباءِ الأُولى موضع المنحر بمنى وقيل الموضع الذي كان فيه اللاتُ بالطائف
التهذيب أَبو طالب في قولهم رُبَّ رَمْيةٍ من غير رامٍ أَوَّلُ من قاله الحَكَمُ
بنُ عَبْدِيَغُوثَ وكان أَرْمَى أَهلِ زمانه فآلى لَيَذْبَحَنَّ على الغَبْغَب
مَهاةً فَحَمَل قوسَه وكنانتَه فلم يَصْنَعْ شيئاً فقال لأَذْبَحَنَّ نَفْسِي فقال
له أَخوه اذْبَحْ مكانها عَشْراً من الإِبل ولا تَقْتُلْ نَفْسَك فقال لا أَظلم
عاترةً وأَتْرُكُ النافرةَ ثم خرجَ ابنُه معه فرمَى بقرةً فأَصابها فقال أَبوه
رُبَّ رَمْيةٍ من غَير رامٍ وغُبَّةُ بالضم فَرْخُ عُقابٍ كان لبني يَشْكُر وله
حديث واللّه تعالى أَعلم